أنباء الجامعة
إعداد: كفيل أحمد القاسمي المدراسي، طالب بقسم الإفتاء بالجامعة
كان يوم الأحد 5/جمادى الثانية 1435هـ الموافق 6/أبريل 2014م يومًا مشهودًا مباركاً؛ حيث استقبلت الجامعة في رحابها وفدًا موقّرًا رفيع المستوى مكوَّنًا من نحو 32 من علماء «باكستان» يزورها ويجتمع بأساتذتها ومشايخها، ويشاهد نشاطاتها بأمّ عينيه، ويطّلع على إنجازاتها عن كثبٍ، وكان قد سمع عنها عن بعدٍ كثيرًا. وذلك على دعوة كريمة وجَّهها إليه رئيس جمعيّة علماء الهند فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني.
توجُّه الوفد من «باكستان» إلى الهند:
توجّه الوفدُ – الذي تضمّن نخبةً من كبار علماء «باكستان» والمفكّرين والشخصيات البارزة في مجال نشر الدين والعلم – من مدينة «كراتشي» إلى مدينة «أمرتسر» الهند يوم الجمعة 3/جمادى الثانية 1435هـ = 4/أبريل 2014م، فمنها إلى عاصمة الهند: دهلي الجديدة عن طريق القطار في نحو الساعة الحادية عشرة من الليلة المتخلّلة بين السبت والأحد 4-5/جمادى الثانية 1435هـ الموافق 5-6/أبريل 2014م؛ حيث كان في استقباله بالمحطّة كلٌّ من فضيلة الشيخ السيد أرشد المدنيّ وأخيه الفاضل السيد أسجد المدني ووفد معهما. وبات أعضاء الوفد الليلةَ بدهلي الجديدة بصحبتهما في أحد الفنادق الذي اختار له مسؤولون عن جمعية علماء الهند.
يصلُ الوفد «ديوبند» قادمًا من دهلي الجديدة واستقبال الطلاب المنقطع النظير له:
في نحو الساعة الثالثة من مساء الأحد 5/جمادى الثانية 1435هـ الموافق 6/أبريل 2014م انطلق الوفدُ من دهلي الجديدة إلى مدينة «ديوبند» عن طريق السيّارات المريحة، يرافقه كلٌّ من فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني، وأخيه الشيخ السيد أسجد المدني، ووصل إلى «ديوبند» قبيل أذان المغرب في نحو الساعة السادسة والنصف. وما إن وصلت السيّارات بوابةَ الجامعة الكائنة على الشارع بين دهلي وديوبند حتى استقبله بكل معاني المحبّة والتقدير جمعٌ حاشد من الطلاب الذين كانوا مصطفّين على جانبي الطريق داخلَ محيط الجامعة ورفعوا الهتافات بالتهليل والتكبير، وكان الطريق مكتظًّا بهم وبأهالي المدينة. ووصلت السياراتُ رأسًا دارَالضيافة الجامعية مخترقةً ذلك الزحام الكثير. وكان في استقباله بها رئيس الجامعة فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني وأساتذة بالجامعة.
الوفد يزور قرى مجاورة لديوبند:
صباح يوم الإثنين 6/جمادى الثانية 1435هـ الموافق 7/أبريل 2014م توجّه الوفدُ إلى مدن مجاورة لديوبند أمثال «سهارنفور» و«كنكوه»، و«تهانه بهون» و«أنبيته» هادفًا لزيارة جامعة مظاهر علوم بمدينة «سهارنفور» والمراكز التعليميّة الأخرى الكائنة بها وللاجتماع بمشايخها وأساتذها، وعاد الوفد إلى الجامعة ليلة اليوم نفسه وقد سُرّ بهذه الزيارة سرورًا غير عاديّ.
يشارك الضيوف في حفل ترحيب مقامٍ على شرفهم:
وإثر صلاة المغرب مباشرةً من مساء الثلاثاء – الليلة المتخللة بين الإثنين والثلاثاء: 6-7/جمادى الثانية 1435هـ الموافق 7-8/أبريل 2014م – نظّمت الجامعةُ حفل ترحيب عظيم على شرف هؤلاء العلماء الباكستانييّن بجامع رشيد أكبر المساجد بالمدينة الجامعيّة برئاسة رئيس هيئة التدريس وأحد مشيخة الحديث بالجامعة فضيلة الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري. فوصل الضيوف الكرام الجامعَ قبيل صلاة المغرب للمشاركة فيه.
إثر الصلاة مباشرةً في نحو الساعة السابعة بُدئت الحفلة بتلاوة آي من القرآن الكريم، سعد بها أحد أساتذة التجويد والقراءات بالجامعة الشيخ عبد الرؤوف القاسمي. وتلاه الأخ محمد ذكوان البجنوري – طالب الصف الخامس بالجامعة – فقدّم إلى الحضور أنشودةً في مديح النبيّ – صلى الله عليه وسلم – بينما قدّم هو والأخ محمد جاويد الأمروهوي – طالب بقسم التجويد والقراءات بالجامعة – نشيد الجامعة التاريخي الذي أعده أحد مشيخة الحديث بالجامعة فضيلة الشيخ رياسة علي البجنوري. وكان الشيخ المفتي عبد الله المعروفي القاسمي أحد أساتذة الجامعة هو الذي أدار الحفلة.
كلمة التحيّة والترحيب بالضيوف الكرام:
وقدّم فضيلة الشيخ السيّد أرشد المدني كلمة التحيّة والترحيب بالضيوف المبجَّلين التي تحدّث فيها عن غاية الفرح والسرور التي تشعر بها الجامعةُ باستقبال ضيوفها العظام في رحابها، الذين هم في الواقع أبناؤها الروحانيّون، وقال فضيلته: هذه المجموعةُ من علماء باكستان نحن نعتبرها بالتأكيد أكبرَ وأقوى ممثّل للجامعة الإسلاميّة دارالعلوم ديوبند في تلك الديار، وكلٌّ منهم يكنّ في قلبه نحو الجامعة ومشايخها وطلابها ومنسوبيها من الحبّ والإعجاب البالغين ما يعجز عنه التعبيرُ والبيانُ. وكثير من هؤلاء الضيوف زاروا الجامعة أوّل مرّةٍ في حياتهم. وأنا أصالةً منّي ونيابةً عن رئيس الجامعة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني الذي بسبب قيامه برحلةٍ إلى الحرمين الشريفين هادفًا لأداء العمرة لم يحضر حفلة اليوم هذه، و عن جميعِ منسوبيها وأساتذتها أقدّم إلى هؤلاء الضيوف تحيّةً عَطِرةً وترحيبًا حافلاً على زيارتهم وأتمنّى أن لاتكون آخرَها؛ بل تتكرّر، كما أنّني أتأكد بإذن الله تعالى أنّ قدومهم هذا إلى الجامعة سيكون له دورٌ عظيمٌ في الحفاظ على مذهبها وتوجيه رسالتها إلى العالم كلّه.
وبعد ذلك قدّم مديرُ الحفلة المفتي عبد الله المعروفي القاسمي إلى الحفل تعريفًا موجزًا بهؤلاء الضيوف. (وينتهي هذا التقريرُ بموجز التعريف بأهمّ أعضاء الوفد).
انطباعات الضيوف عن الجامعة وما لاقوه فيها من حفاوة وكرم وضيافة:
ثم قُدِّم الالتماس إلى نخبة من هؤلاء الضيوف ليتحدّثوا إلى الحفل الذي كان متطلِّعًا إلى الاستماع لكلماتهم؛ فقام نحو عشرة منهم بإلقاء كلماتهم والتعبير عن عواطفهم القلبيّة بما رأوا وشاهدوا في رحاب الجامعة من أنشطةٍ تعليميَّة وتربويّةٍ والاجتماع بمشايخها وأساتذتها. ومن المعبِّرين عن انطباعاتهم من هؤلاء الضيوف: أصحاب الفضيلة الشيخ عزير الرحمٰن الههزاروي، والشيخ زبير أحمد الصديقي، والشيخ عدنان كاكاخيل، والشيخ القاضي أرشد الحسيني، والشيخ عبيد الله خالد، والشيخ المفتي شير محمد علوي، والشيخ عبد المجيد اللدهيانوي، والشيخ د.عبد الرزاق إسكندر، والشيخ المفتي السيد مظهر الأسعدي.
وقد صرَّح الضيوف في كلماتهم: إنّنا لاندري كيف نوفّي حقّ الشكر لله – جلّ وعلا – الذي حقّق لنا اليوم من فضله وكرمه أمنيّتنا التي طال انتظارُها وأتاح لنا فرصة سعيدةً لزيارة هذه الجامعة التي كنّا نسمع عنها من أوّل يومنا الذي دخلنا فيه في المدارس والجامعات من أساتذتنا ومشايخنا الذين كان معظمهم خريجي هذه الجامعة ومن تلامذة الشيخ السيّد حسين أحمد المدني – رحمه الله – المعروف ب «شيخ الإسلام» وقد أودع الله – جلّ وعلا – قلوبَنا الحبَّ المنقطع النظير لهذه الجامعة ومشايخها والعلاقة القلبية غير العاديّة بها منذ الطفولة. وكنّا نتلهّف بشوقٍ كبير ورغبةٍ جامحةٍ إلى زيارتها ورؤيتها بأمّ أعيننا. واليوم حضرنا نزورُها عن كثبٍ وتقرّبها أعينُنا ونحن لا نستطيع أن نتمالك أنفسَنا تجاه الفرح والسرور اللّذين يسيطران علينا بزيارة هذا المكان العظيم. ونحن نعتبر – حقًّا – زيارة هذه الجامعة سعادةً كبيرةً لنا كما أننا نعدُّ تلك اللحظات والساعات التي قضيناها في رحاب الجامعة أغلى اللحظات وأسعدها في حياتنا.
وأضافوا: إنّ كلَّ مواطن من مواطني «باكستان» يُكنّ في قلبه تجاه هذه الجامعة ومشايخها وطلابها ومنسوبيها من الحبّ الصافي والإعجاب القلبي والثقة قلّما يُكنّ مثلها تجاه أية جامعة علميّة ومؤسّسة دينيّة في العالم. ومعظمُ الجامعات والمدارس والكتاتيب في «باكستان» تسلك في مناهجها التعليميّة والتربويّة والدعويّة مسلكَ هذه الجامعة وأسمت كثير منها نفسَها بـ«دارالعلوم» تيمُّنًا بها.
وقالوا: أيّها الطلاب! ينبغي لكم أن تعرفوا لهذا المكان العظيم قدرَه وقيمتَه وأن تشكروا دائمًا ربّكم الذي بتوفيقٍ منه قُدِّرَ لكم أن تتلقّوا العلوم الشرعية في هذه الجامعة وتستفيدوا من أساتذتها. ونحن حقًّا نغبطكم على أنّكم في مكان مبارك قد مضى حينٌ من الدهر كان فيه كبار الشخصيّات الإسلاميّة يتعلّمون فيه ويعلّمون، أمثال الشيخ محمود حسن الديوبندي – رحمه الله – المعروف في شبه القارة الهندية بـ«شيخ الهند» والشيخ العلامة محمد أنور شاه الكشميري، والشيخ السيد حسين أحمد المدني المعروف بـ«شيخ الإسلام»، والشيخ الكبير والمربي الجليل أشرف علي التهانوي المعروف بـ«حكيم الأمّة» وغيرهم – رحمهم الله تعالى-.
وبهذه المناسبة تحدّث الضيوف عن مكانة الجامعة وخدماتها الجليلة عبر قرن ونصف قرن وعن تضحيّات مشايخها التي قدَّموها لخدمة دين الله الحنيف فقالوا: إنّ علماء هذه الجامعة قد تفانوا في خدمة الدين والعلم وهم الذين حافظوا على الكيان الإسلامي في هذه الديار وفي حياتهم لكم درس عظيم أيّها الطلاب، فَتَأسَّو بهم.
كما قَدَّم الضيوف أعمق الشكر وأجزله إلى كلّ من فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني وأخيه الفاضل الشيخ السيد أسجد المدني على المساعي المشكورة التي بذلاها لتنسيق هذه الزيارة الكريمة.
خطاب رئيس الحفلة وانتهاؤها بدعائه:
وكانت استمرت كلمات الضيوف نحو ساعة. وفي ختام الحفلة ألقى فضيلة الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري – الذي كان يرأس الحفل – خطابَه الرئاسي الذي شكر فيه جميع الضيوف المحترمين على زيارتهم للجامعة واعتذر عن التقصير الذي صدر تجاه الحفاوة والترحيب بهـم. وبـدعـائـه انتهت في العـاشرة ليلاً هـذه الحفلــة التاريخيّــة التي تركت انطباعًا لذيذًا عجيبًا في نفوس المستمعين يبقى أثره إلى مدةٍ مديدةٍ.
تعريف موجز بأهمّ أعضاء الوفد:
- فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرزّاق إسكندر، رئيس جامعة العلوم الإسلامية، بنوري تاؤن، باكستان ونائب رئيس وفاق المدارس العربية باكستان.
- فضيلة الشيخ المحدِّث عبد المجيد اللدهيانوي، رئيس مجلس صيانة ختم النبوّة العالمي بباكستان والعضو الأعلى للمجلس التنفيذيّ لوفاق المدارس العربيّة باكستان.
- فضيلة الشيخ الدكتور السيد شير علي شاه، شيخ الحديث بالجامعة دارالعلوم حقّانيّة، أكورا ختك، بشاور، باكستان.
- الشيخ عزيز الرحمن الهزاروي رئيس الجامعة دارالعلوم زكريا، غلام آباد، باكستان وأحد خلفاء العالم الجليل الشيخ الكبير «محمد زكريا الكاندهلوي» – رحمه الله – المعروف بـ«شيخ الحديث».
- الشيخ عبيد الله خالد، نجل رئيس وفاق المدارس العربيّة باكستان الشيخ المحدِّث سليم الله خان.
- الشيخ حسين أحمد، عضو المجلس التنفيذي التابع لوفاق المدارس العربيّة باكستان.
- الشيخ زبير أحمد الصديقي رئيس الجامعة الفاروقية شجاع آباد، ملتان باكستان وناظر وفاق المدارس العربية، جنوبي ولاية «بنجاب» باكستان.
- الشيخ السيّد عندنان كاكاخيل حفيد الشيخ السيّد نافع گل – رحمه الله – والمسؤول الأعلى عن جامعة «رشيد» كراتشي، باكستان.
- الشيخ المفتي شير محمد علوي مفتي الجامعة الأشرفية، لاهور، باكستان سابقًا.
- الشيخ عزيز الرحمن الرحمانيّ سبطُ الشيخ العلامة محمد يوسف البنوري – رحمه الله – وحفيد الشيخ عبد الرحمن الكامل فوري – رحمه الله – ونجل رئيس جامعة العلوم الإسلاميّة سابقًا الشيخ المفتي أحمد الرحمن – رحمه الله – .
- الشيخ يحيى اللدهيانوي نجل الشيخ محمد يوسف اللدهيانوي الشهيد – رحمه الله – .
- الشيخ المقرئ محمد إدريس الهوشيارفوري رئيس الجامعة دارالعلوم الرحيميّة، ملتان، باكستان وأستاذ الحديث بها ومؤلّف كتاب «خطبات حكيم الإسلام».
- الشيخ القاضي أرشد الحسينيّ نجل الشيخ القاضي زاهد الحسينيّ صاحب كتاب «چراغِ محمد» (السراج المحمديّ).
- الشيخ صفيّ الله بن الشيخ عبد الله بهكر ورئيس جمعيّة علماء الإسلام بولاية بنجاب، باكستان.
- الشيخ المفتي السيد محمد مظهر الأسعديّ رئيس جامعة سيدنا أسعد بن زرارة – رضي الله عنه – بهاولبور، باكستان وشيخ الحديث بها، وعضو المجلس التنفيذي التابع لوفاق المدارس العربية باكستان، وأحد خلفاء الشيخ السيد محمد أسعد المدني المعروف بـ«أمير الهند» و«فدائے ملّة» رئيس جمعية علماء الهند سابقًا.
- الشيخ سعيد خان بن الشيخ د. عبد الرزاق إسكندر.
- الشيخ حمّاد خالد آفريدي حفيدُ الشيخ المحدث سليم الله خان.
- الشيخ المفتي محمد نعيم مؤسّس ورئيس معهد المظهر، كراتشي، باكستان وشيخ الحديث بها.
- الشيخ المفتي محمد لئيق الأسعدي رئيس مؤسّسة إدارة مدينة العلوم كراتشي باكستان وشيخ الحديث بها.
- الشيخ السيد محمد أسعد بن الشيخ محمد مظهر الأسعدي نائب رئيس جامعة سيّدنا أسعد بن زرارة – رضي الله عنه – بهاولبور باكستان.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1435 هـ = يونيو – أغسطس 2014م ، العدد : 9-10 ، السنة : 38