دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله
(المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
في هذه السنة تجاوزت «دارالعلوم» ديوبند مراحلها الابتدائية العويصة لتضع قدمها في المرحلة العاشرة من عمرها، وتحدثت التقاريرالدورية عن مؤجز الأوضاع التي مرت بها الجامعة خلال عشرسنوات سابقة، فتقول: «ورغم أن المدرسة تعوَّدت تسجيلَ كافة مواردها ونفقاتها من اليوم الأول الذي نشأت فيه إلى يومنا، مراعية في ذلك ما أمكن من وجوه الحذروالبسط والتفصيل كما يشاهده كل متبرع لصالحها بأم عينيه. ويُذكر فذلكة حسابات سنة كاملة في نهاية العام. وهذه الحسابات لاتدع صغيرة ولاكبيرة من النفقات تفوتُ التسجيلَ والتقييد. وإذا ما رغب أحد من المتبرعين أو الناصحين للمدرسة في أن يطلع على حسابات المدرسة وإيراداتها ونفقاتها فإن هذا العبد – مدير المدرسة – سيكون شاكراً له شكراً جزيلاً. كما يهيب بجميع أهل الإسلام إلى أن لايحجمووا – حين يسنح لهم فرصة الزيارة لهذه الجامعة – عن التعرف على حسابات المدرسة حسب التسلسل التاريخي وبشكل مفصل، وأنا مدين لهم إذا فعلوا ذلك. وقد حدَّثتْ نفوسُ بعض الإخوة اليوم بأن بعض الناصحين للجامعة ممن تعرفوا على الجامعة ونشاطاتها حديثاً، لم يطلعواعلى حسابات المدرسة منذ اليوم الأول. وذلك مما يتطلب أن نسوق – تسلية لنفوس المتبرعين – جدولين يشرحان – شرحاً واضحاً بيناً – ويتضمنان مواردَ عشرسنوات ونفقاتها في مختلف الوجوه. وذلك اعتباراً من نشأتها إلى نهاية عام 1292هـ. ولينظر الناصحون للجامعة في مدى مراعاة جانب الحذر والكفاف في نفقات الجامعة، وكم من عمل عظيم يتحقق بمثل هذه النفقة الضئيلة، وكم يعز ذلك. كما نُتبعُ ذلك بالوضع التعليمي في الجامعة بإيجاز كذلك، حيث تخرج في هذه المدة اليسيرة عشرةُ طلاب في مختلف العلوم والفنون، ونيطت بهم عمائم التخرج في جمع حاشد من الحضور، بالإضافة إلى منح شهادات «تحصيل العلوم» لطلاب يبلغ عددهم خمسة عشر ممن فاتَهُم استكمالُ بعض الكتب في بعض الفنون، ثم لم يسمح الدهر لهم بذلك، واضطروا إلى قطع دراستهم، فكأنهم أوشكوا على التخرج أيضا. فكانوا خمسة وعشرين طالباً بالجملة. وأصبح بذلك معدل تخرج الطلاب: طالبين ونصف طالب سنوياً. وبجانب هؤلاء طلاب استفادوا بعض الشيء لمدة أيام ثم غادروا المدرسة ولايحصى عددهم. وهذه النتائج – كما يبدو – طيبة عالية المستوى ومشجعة إلا أن المأمول أن تشهد المدرسة رقياً وازدهاراً أكثر في المستقبل. ومن الجدير بالذكر أنه لم يبق في المدرسة طالب التحق بها في أول نشأتها ثم لم يتخرج منها، أي أن كل من التحق بها في أول نشأتها قد تخرج فيها وغادرها.
مراسم منح الشهادات:
وكان الأمر في بداية نشأة هذه الجامعة على أن الطالب إذا ما تخرج فيها واستكمل دراسته النظامية، أجري له اختبارٌ على ملأ من أهل العلم، فإذا ما تجاوز الاختبار بنجاح كلفوا أحد كبار العلماء بإناطة عمامة التخرج به. ففي 2/من ذي الحجة في هذه السنة انعقدت حفلةٌ عظيمةٌ في «الجامع». وهي الأول من نوعها في تاريخ الجامعة، فما من زقاق من أزقة مدينة ديوبند إلا وقد دوَت فيها أصوات «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وما من مكان إلاوقد غمره ذكر الحديث والتفسير. وعملوا حظيرة للطلاب من القصب في فناء الجامع الذي اكتظ بالمصلين. وقام الشيخ محمد يعقوب النانوتوي (1249-1302هـ/1833-1884م) بتلاوة كتاب بالغ التأثير كتبه الشيخ محمد قاسم النانوتوي رحمه الله (1248-1297هـ/ 1832-1880م)، تطرق فيه إلى الدوافع والأسباب وراء تأسيس الجامعة قائلاً: «قد ارتفع هذا العلم رأساً خاصةً عن هذه البلاد في هذه الحقبة الأخيرة من الزمن بحكم حرمان أهل الإسلام ممن يحنو عليهم ويضم ذراعيه عليهم. وفقدت أسباب هذا العلم كلها، فقد أقلق أمر المعاش الناس كلهم غنيهم وفقيرهم، فأنى يجدون فرصة يتلقون فيها العلم؟ والأثرياء شغلهم الحفاظ على أموالهم عما سواه، والفقراء يعوزهم قوت ليلهم فكان ذلك وبالاً عليهم. ثم إذا ما حدَّثت أحداً نفسُه بتحصيل العلم رغم هذه الأوضاع والعوائق، فإنه لايجد مكاناً يجمع له بين الغذاء الروحي والغذاء الجسدي. فكان لهذا العلم حظ الأسد من التدهور والانهيار الذي أنشب مخالبه».
واستطرد قائلاً وهو يشرح أسباب عدم ضم العلوم الدنيوية إلى المقررات الدراسية: «وإذا كان عدم عناية المدرسة بالعلوم الدنيوية مما يعوق دون الإقبال عليها، فالجواب عنه أولاً: أن الهدف معالجة المرض، ومن الفضول أن يتناول المرء دواء مرض لم ينزل به بعد. ولايهم المرء سد الفوهة في مصنع القرميد، وإنما يهمه سد ثغرة في الجدار. ومن السفه أن يقلق المرء على لبنة من جدار بيته لم ينقلع بعد؟ وما وظيفة المدارس الحكومية إذاً؟ وإذا كانت لاتُعنى بتعليم العلوم الدنيوية فما الذي تعلمه؟ ولو لم تكن هذه المدارس الحكومية في عدد يغطي حاجة الناس لكان للرأي القائل بضم العلوم العصرية إلى مناهج المدارس الدينية وجه ومتنفس؟ ولكن لايخفى على أحد أنها ما من مدينة أو قرية إلا عُنيت الحكومة بنشر شبكة مدارس العلوم العصرية فيها. وليس من العقل والبصر بالعواقب في شيء الاهتمامُ بنشر المدارس العصرية ما دامت هذه المدارس الحكومية كلها قائمةً في كل مكان».
ثم قام الشيخ أحمد علي المحدث السهارن فوري (1225-1297هـ/1810-1880م) بإناطة العمائم برؤوس المتخرجين، واستفز الفرح والسرور كل من سبق له أن قدَّم التبرعات لصالح المدرسة، وكلَ من حضر الحفلة. فقد تمثلت لهم الوجه الحق الصائب لإنفاق تبرعاتهم ومساعداتهم المالية، وتبلورت نتيجتها التي كانت مفخرة لهم.
تأسيس أول بناية في الجامعة:
انتهت مراسم منح الشهادات فقام الجمع الحاشد من «الجامع» إلى المكان المزمع وضع حجر الأساس فيه لمبنى خاصٍ بدارالعلوم، وطلبوا من الشيخ المحدث أحمد علي السهارن فوري أن يتقدم له، ففعل الشيخ، وخلفه في وضع الأساس كل من الشيخ محمد قاسم النانوتوي (1248-1297هـ/1832-1880م)، والشيخ المحدث رشيد أحمد الكنكوهي(1244- 1323هـ/1829-1905م)، والشيخ محمد مظهر النانوتوي (1237-1302هـ/1821- 1885م). وتنص التقارير الدورية على هذه الأسماء فحسب، بينما يزيد كتاب «أرواح ثلاثة» اسم شخصين غيرهم وهما: السيد ميانجي شاه، والحاج محمد عابد (ت1331هـ/1912م) رحمهم الله(1).
ورُوي أنهم لما فرغوا من وضع حجر الأساس للمدرسة تضرعوا جميعاً إلى الله تعالى أن يكتب لهذه المدرسة البقاء والرقي والتطور. وقال الشيخ محمد قاسم النانوتوي: «إن مثل هذه المدرسة في عالم المثال كمثل قدر معلقة، وإنها لاتزال تقطع أشواط التقدم والرقي ما دامت تتوكل على الله تعالى وتعتمد عليه وحده».
ونظم الشيخ فضل الرحمن معنى كلام النانوتوي في شعره الأردي(2):
اس كے بانی كی وصیت ہے كہ جب اس كے لیے
كوئی سرمایہ بھروسے كا ذرا ہوجائے گا
پھر یہ قندیل معلق اور توكل كا چراغ
یہ سمجھ لینا كہ بے نور وضیاء ہوجائے گا
ہے توكل پر بنِا اس كى تو بس اس كا معین
ایك گرجائے گا،پیدادوسرا ہوجائے گا
أي: إن مؤسس هذه المدرسة أوصى وأكد على أنها – إذا ما وثقت المدرسة بشيء – من دون الله تعالى – وتوكلت على ذلك، فاعلم أن هذه القدر المعلقة ومصباح التوكل هذا – يعني المدرسة – يعود نوره حائلاً. ومادامت تتوكل على الله تعالى؛ فإنها لن يمسك أحد من أنصاره يده عن معونتها إلا خَلَفَه غيرُه فيها».
وأرَّخ الشيخ محمد يعقوب النانوتوي بناءها بقوله «أشرف عمارات»(3) واستمر العمل في بنائه مدة ثماني سنوات وكَلَّفَ بناؤه ثلاثاً وعشرين ألف روبية، وأطلق عليه «نودره» (ذوتسعة أبواب)، ويقدرطوله 26 ذراعاً وعرضه 12ذراعاً. و مبنى «نودره» هذا أول مبنى أقيم في الجامعة. وهو – على بساطته – رائع جميل. وتقول التقارير الدورية: «آثروا في هذا البناء البساطة والانسجام، وألقى الله تعالى تخطيطه في رُوعهم»(4).
فقد رأى الشيخ رفيع الدين(1252-1836هـ/ 1308-1890م) – الذي شهد عهد إدارته قيامَ هذه البناية – في المنام النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «ما أخصر هذه القطعةمن الأرض». ثم خطّ بعصاه خريطةً موسعةً وقال: «اتبعوا هذه المعالم والخطوط في البناء». فبادروا إلى الشروع في البناء وفقاً لذلك. وتشير التقارير الدورية إلى خصائص «نودره» الإنشائية بقولها: «يجمع بناؤه بين الطرازين: الهندي والإنجليزي، وبظهره بركة رائعة المنظر، وبجنوبه مروج، وبشماله بستان يتبع المدرسة. ويتوسطه فناءَه حديقةٌ صغيرة طيبة، بجوانبها سياج جميل يحيط به زهريات تحمل ألواناً من الأزهار»(5).
ويطلق على هذا الجانب في دارالعلوم: «دائرة المولسري»، التي تحتضن البئر الأثرية التي حُفِرت متزامنةً مع بناء «نودره»، وتُعَدُّ هذه البئر مباركة. وماؤها عذب زلال بارد. ويقول الكاتب الإسلامي الشهير الشيخ مناظر أحسن الكيلاني (1310- 1375هـ =1892-1956م) في انطباعاته عن ماء هذه البئر: «لم أشرب في الحياة ماءً أعذب وأنقى، وأخف، وأبرد من مائها»(6).
ورأى الشيخ رفيع الدين رؤيا أخرى تقول: إن البئر ملآنة لبناً، والنبي صلى الله عليه وسلم يوزعه بين الناس، فمنهم من جاء بوعاء صغير، ومنهم من معه وعاء كبير، ويرجع كل منهم وقد ملأ إناءه ما وسعه. وأوَّلَ الشيخُ صِغرَ الإناء وكبرَه بـ«وعاء العلم»(7).
عام 1293هـ،وإصدار الفتاوى:
ورغم أن «دارالعلوم» لم تعلن رسمياً إصدار الفتاوى، إلا أن الناس أخذوا يرجعون إليها في أمور دينهم منذ نشأتها، وذلك نظراً إلى مرجعيتها الشاملة العالمية. وتفيد التقارير الدورية لهذا العام أن كماً هائلاً من الأسئلة والاستفتاءات أخذ ينهال عليها، ومن جهتها استجابت الجامعة لها، وأبدت رأيها فيها على أنها خدمة دينية.
اختبارات المدارس الخاضعة لها:
وأُخضِعت مدرسة «تهانه بهون» عام 1292هـ، كما أنشئت – بإيعاز من الشيخ محمد قاسم النانوتوي – في هذا العام ثلاث مدارس في كل من «أنبيته» (بمديرية سهارن فور)، وفي «مظفرنغر»، وفي «كلاوتهي» (بمديرية بلند شهر)، وتمَّ إخضاعُها لدارالعلوم في هذا العام. وأشرفت الدارعلى الاختبارات في كل من هذه المدارس الثلاث، واتخذت لها الإجراءات اللازمة، فتوجه إليها أساتذة دارالعلوم يختبرون طلابها.
عام1294هـ وتبرعات الطلاب لصالح جرحى الأتراك:
واعتادت الجامعة توزيع الجوائز المتمثلة في الكتب على الطلاب الفائزين في الاختبارات منذ نشأتها، و أبى الطلاب في العام الماضي قبولَ هذه الجوائز وآثروا إرسال قيمتها البالغة سبعين روبية إلى القسطنطينية لصالح جرحى الأتراك، وأيتامهم بالإضافة إلى ستين روبيةً تبرع بها الطلاب في حينه لصالح هؤلاء. وفعلاً تم إرسال هذه المبالغ إليها. وأعادوا الكرة هذا العام أيضاً فأرسلوا قيمة الجوائز إليها وذلك خلال حرب «بلفنا»(8) التي اندلعت بين «تركيا» و «روسيا» عام 78-1877م.
مسؤولو «دارالعلوم» يتوجهون للحج:
وخرج الشيخ محمد قاسم النانوتوي للحج، وصحبه كل من الشيخ محمديعقوب النانوتوي – رئيس هيئة التدريس – والشيخ رفيع الدين – مدير الجامعة – والشيخ محمود حسن الديوبندي، وخلفهم في إدار المدرسة الحاج فضل حق رحمه الله.
عام1295هـ، ونشأة منظمة «ثمرة التربية»:
ومن أبرز أحداث هذا العام أن المدرسة شهدت نشأة منظمة «ثمرة التربية» أنشأها خريجو الجامعة بعد ما أطالوا التفكير والتشاورفيما بينهم، واستهدفت استمالة قلوب الخريجين – المنصرفين إلى أعمال ونشاطات متنوعة – إلى تقديم ربع دخلهم الشهري مرةً واحدةً في السنة على أقل تقدير، وذلك لما لهذه المدرسة عليهم من حقٍ. وضمت هذه المنظمة 19 عضواً في أول أمرها، وكان إيرادها السنوي 96روبية هندية وثماني حبات.
المدرسة تتحول «دارَالعلوم»:
أطلقوا على «دار العلوم/ديوبند» في أول أمرها «المدرسة الإسلامية العربية في ديوبند». أما كلمة «دارالعلوم» فمصطلح يطلق عادةً على «مركز يهتم بتعليم العلوم العقلية والنقلية على مستوى عالٍ»، ويجمع بين الأساتذة المهرة النابغين في العلوم والفنون، يُعينون الطلاب على استكمال العلوم والفنون. و«الجامعة» و«دار العلوم» تطلقان بمعنى واحدٍ. فكانت هذه المدرسة «دارَالعلوم» وفقاً لهذا التعريف منذ نعومة أظفارها، إلا أنهم تحاشوا إطلاق هذه الكلمة عليها ما لم تقم المدرسة بتوفير ما يتطلبه تعليم العلوم الشرعية والعقلية من المنهج التعليمي المناسب و تخرَّج الطلاب فيها. ومالم تتناثر فروعها في مختلف أصقاع البلاد، ومالم يثق عامة الناس بنشاطاتها التعليمية، وما لم تعتبرها الأوساطُ العلمية مرجعيةً دينيةً تعليميةً. فقام الشيخ محمد يعقوب النانوتوي خطيباً إلى الحضور في حفلة توزيع الجوائز التي عقدتها المدرسة عام 1296هـ فقال فيما قال: «ليت شعري كيف أحمد الله تعالى على منه وكرمه حيث تجاوزت هذه المدرسة – التي تستحق أن يطلق عليها «دار العلوم» – العامَ الثالث عشر من عمرها. وما أكثرها نفعاً وأعظمها فائدةً للإسلام وأهله رغم هذه المدة القصيرة. وأجدني مدفوعاً إلى أن أتمثل بقول الشاعر الأردي القائل:
تم سلامت رہوہزار برس
اورہر برس كے ہوں دن پچاس ہزار
أي: عِيشِي أيتها المدرسةُ ألفَ سنة، وكل يوم منها يعدل خمسين ألف سنة(9).
عام 1296هـ،وتدشين قسم الطب:
أهابت المدرسة في العام السابق بالناس إلى ضرورة إنشاء قسم الطب فيها. ويقول البلاغ الصادر منها: إن المدرسة ينقصها قسم الطب، وهو فن يلزم تلقيه وتحصيله، بل واجب من الواجبات، فإن نفعه عميم. وتقول التقارير الدورية لهذا العام: «سبق أن أصدرنا نداءً في العام الماضي بضرورة تعليم الطب، راجين أن يحظى هذا النداء آذاناً صاغيةً من أصحاب الهمم والعزائم البعيدة، دون أن يبرق لها بارقة أمل، فتوكلنا على الله تعالى و بدأنا تعليم الطب، حيث بدأ التعليم بكتابي «السديدي»(10) و «شرح الأسباب»، فلو أن أنصارالجامعة ومحبيه أولوا هذا الجانب عنايتهم، رغبةً في عملِ ما يجلب الخير والسعادة على الأمة الإسلامية، فإن المدرسة ستُقدِم على توفير اللازم لتعليم الطلاب ممارسة الطب، والجراحة وصناعة الأدوية».
ورغم أن المدرسة شهدت نقصاً نسبياً في عدد الطلاب والتبرعات لصالحها بحكم الأوبئة والأمراض والجدب الشامل في هذه السنة، إلا أن كل ذلك لم يزعزع من أقدام المدرسة، ولم يفُتَّ في عزيمتها.
* * *
الهوامش:
(1) أرواح ثلاثة، الحكاية رقم 252.
(2) مجلة «القاسم» عدد خاص بـ«دارالعلوم»، المحرم عام 1347هـ، ص12.
(3) وعدد كلمة «أشرف عمارات» بحساب الجمل يبلغ «1293. و وضع حجرالأساس في 2/من ذي الحجة عام 1292هـ، وكان العام الجاري على وشك الرحيل، وشرعوا في البناء اعتباراً من العام الجديد 1293هـ ، فاعتبروه بداية للأعمال البنائية، وأرِّخَ كذلك بناؤه بهذا الشعرالفارسي:
از تماشائے درس گاہِ علوم چشمہاروشن ودلہا شاد
جوش تاریخ اىں خجستہ بناء گفت بیت الشرف مباركباد
أي: إن منظر مدرسة العلوم هذه، مما ملأ العيون نوراً والقلوب بهجة، وإن تاريخ بناء هذا المبنى المبارك ينادي: بورك «بيت الشرف».
(4) راجع: تقارير عام 1301هـ/1883م ص 12.
(5) تقارير حفلة إناطة العمائم عام 1301هـ ص 7؛ وتقارير حفلة توزيع الجوائز عام 1366هـ/1947م نشرته مجلة «دارالعلوم» ديوبند، العدد: رمضان 1366هـ/1947م ص 11،12.
(6) انظر: مقالته بعنوان «احاطہ دارالعلوم میں بیتِے ہوئے دن» (أيام قضيتها في دارالعلوم) التي نشرت في حلقات مجلة دارالعلوم ديوبند، العدد: ربيع الأول عام 1371هـ.
(7) راجع: تقاريرحفلة توزيع الجوائزعام 1366هـ/1947م، نشرتها مجلة «دارالعلوم» العدد شهر رمضان عام 1366هـ/1947هـ.
(8) في 1877م أعلنت «رومانيا» و«روسيا» الحرب على «تركيا»، وجاء الصلح عند سقوط «بلفنا» في يد الروس. فأبرمت معاهدة «سان ستفانو» 1878م، التي كانت في صالح «روسيا» على نحو يهدد مصالح «النمسا» و«إنجلترا». ولكن أكرهت «روسيا» على الاشتراك في مؤتمر «برلين» 1878م، الذي جاء مخيباً لآمالها العريضة، ومضيعاً لأنحاء عدة كانت قد ضمتها إليها. وفي 1914م، نشبت الحرب العالمية الأولى فانضمت «تركيا» إلى جانب «ألمانيا» و«النمسا»، ولكن حل بها البوار وخسرت بمقتضى صلح «سيفر» معظم ممتلكاتها الآسيوية. (المترجم)
(9) التقارير الدورية لعام 1295هـ ص 16، وعام 1296هـ ص 11.
(10) شرح (السديدي) أي: سديد الدين الكازروني. جمع فيه من (القانون) و (شروحه). (المترجم)
* * *
(*) الأستاذ بالجامعة Email: almubarakpuri@gmail.com
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الثانية – رجب 1435 هـ = أبريل – مايو 2014م ، العدد : 6-7 ، السنة : 38