جمعية علماء الهند تختتم فعاليّات مؤتمر السلام العالمي بدهلي الجديدة وتناشد العلماء أن يتقدموا لإقامة السلام والأمن المؤتمر ينعقد بمناسبة مرور مئة عام على حركة ’’الرسائل الحريرية‘‘ الشهيرة

محليات

جمعية علماء الهند تختتم فعاليّات مؤتمر السلام العالمي بدهلي الجديدة وتناشد العلماء أن يتقدموا لإقامة السلام والأمن المؤتمر ينعقد بمناسبة مرور مئة عام على حركة “الرسائل الحريرية” الشهيرة

          عقدت جمعية علماء الهند الجلسة النهائية لمؤتمر الأمن والسلام العالمي المتمثلة في احتفال كبير حضره مئات آلاف من المسلمين في ساحة «راما ليلا» المتصلة ببوابة «تركمان»الشهيرة بدهلي، في صباح الأحد: 11/صفر 1435هـ = الموافق 15/ديسمبر 2013م. والمؤتمر بدأ فعالياته في مدينة «ديوبند» موطن العالم الهندي الكبير وقائد التحرير الشهير فضيلة الشيخ محمود حسن الديوبندي المعروف بـ«شيخ الهند» رحمه الله بمناسبة مرور مئة سنة على حركة التحرير التي قام بها والتي تعرف بـ«حركة الرسائل الحريرية».

       استهلت الجلسة بتلاوة آي من القرآن الكريم سعد بها استاذ التجويد والقراءات بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند الشيخ المقرئ عبد الرؤوف البلندشهري، ورأس الاحتفال رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان المنصور بوري أستاذ الحديث بالجامعة.

       وقد قال الأمين العامّ لجمعية علماء الهند الشيخ محمود أسعد المدني في خطابه وهو يلقي الضوء على ما يهدف إليه المؤتمر: إن صيانة أرواح وممتلكات المواطنين هي مسؤوليّة الحكومتين الإقليمية والمركزية، وهي مسؤولية يفرضها عليهما الدستور، فإن عجزتا عن الحيلولة دون الاعتداء على النساء والأطفال والأبرياء ودون قتلهم، فلا يعود لهما حق في البقاء في السلطة؛ بل يجب أن تتنحيا عنها لمن يتأهل لها. وأضاف: إن العلماء ومواطني الدول لئن لم يقدروا على إنهاء الحدود القائمة بينها فإنهم يقدرون بالتأكيد على إزالة الخليج القائم بين القلوب، وإن جمعية علماء الهند سوف لن تتأخر عن أداء المسؤولية تجاه هذا الهدف النبيل. وأضاف: إن الأمن والسلام أرضية أساسية للتقدم وللمجتمع المتحضر، فلن تسير عجلة المجتمع بنحو صائب بدون الأمن والسلام، وبهذه المناسبة شكر جميع من تعاونوا معه على إقامة هذا المؤتمر الكبير بأي شكل من الأشكال، ودعا جميع العلماء والمفكرين في العالم إلى التعاضد والتكاتف من أجل إقامة السلام والأمن على مستوى العالم.

       ومن جانبه قال رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان المنصور بوي في خطابه الرئاسي: إن الحاجة ماسّة إلى العمل بأفكار ورؤى شيخ الهند رحمه الله؛ حيث كان له ولتلاميذه دور كبير في شأن حرمة الوطن والتعايش السلمي الكريم، إن المساعي التي بذلها شيخ الهند والخدمات الجلي التي قام بها من أجل الشعب والبلاد، يجب أن يُعَرَّفَ بها الجيل الجديد. إن الخطابات التي كان قد ألقاها الشيخ محمود حسن بمناسبة تأسيس الجامعة الملية الإسلامية وبمناسبة ترك موالاة الإنجليز المستعمرين للبلاد، تتضمن كثيرًا من التوجيهات الأساسية للانسجام الطائفي والتنسيق الطبقي والوئام الشعبي، والتحرك الفاعل لحلّ القضايا المشتركة بين شتى طوائف البلاد، كما تحمل هي توجيهات أساسية للعودة بالأمة المسلمة إلى كتاب الله تعالى والاتحاد الإسلامي؛ إن توجيهات شيخ الهند ذات حيوية ومعنوية كبيرة في هذه الأجواء المتوترة طائفيًّا، والكراهية الدينية، والاضطرابات الطائفية.

       وقال فضيلته مضيفًا: إن حوادث 11/9/2001م التي استغلت لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وانتهزت من أجل التشهير بأن الإسلام لن يساير الديانات في العالم، توجب على علماء المسلمين أن يروجوا مفاهيم الإسلام في شأن السلام والأمن اللذين يركز عليهما من أجل إقامة مجتمع صالح لبقاء الإنسان وحريته، واللذين يصدر عنهما في التشنيع على الإرهاب والترويع وكل فعلة تدمر إنسانية الإنسان وتسلبه حريته وأمنه.

       وقد أفاض فضيلته في الحديث عن قضايا كثيرة تهم الإنسان المعاصر من أجل بقائه فحرّيته فأمنه وسلامه، وعيشه كإنسان خلق ليعبد الله ويعمر الأرض، ويسعد به الخلق.

       وقد تحدث في الحفل كثير من العلماء والساسة والقادة، وعلى رأسهم رئيس جمعية علماء باكستان والعالم والقائد الباكستاني المعروف الشيخ فضل الرحمن الذي قال في خطابه الذي شمل كثيرًا من الموضوعات التي كلها انصبت في قناة الأمن والسلام اللذين من أجلهما عقد هذا المؤتمر الكبير: يجب أن يتضامن المظلومون كلهم في العالم على اختلاف الديانات والأعراق والألوان، ونحن المسلمين نود أن نصادق المجموعة البشرية بأجمعها، ولا نعارض حتى مصادقة أمريكا وأي مجتمع من المجتمعات العالمية؛ لكن نعادي الفرق الذي يُعْمَلُ به وهو الفرق القائم بين السادة والعبيد، فالمصادقة ليست عبارة عن الرق والعبودية، إن الحرية هي حق طبيعي للإنسان، إننا مع المظلومين ومع كل الذين يقع عليهم الاعتداء ولو كانوا هندوسًا أو سيخًا أو مسيحيين، ونتوقع أنهم كذلك سيقفون بجانب المظلومين المسلمين الذين يتعرضون لاعتداءات لا تحصى، وإن صوت الشعب صار له أهمية كبيرة في العالم الديموقراطي. وأضاف: إن الأمن والسلام هو حاجة الإنسانية كلها، ويجب سد الطريق في وجه الإرهاب والإرهابيين؛ ولكنه يُشَاهَد أنّ القوى العظمى تستخدم عنوان «الإرهاب» لخدمة مصالحها وتنفيذ سياستها، وإنه ينبغي أن يُؤَكَّد من قبل الشعب الباكستاني أنه يجب أن يوجد حلّ لجميع الخصامات والنزاعات عن طريق المفاوضات والحوارات، وكما أنّ إنسانًا يكون جارًا لآخر، كذلك شعب بلد يكون جارًا لشعب بلد آخر، ويجب أن نتعاهد بأننا سنتوجه بالعالم والشعوب إلى الأمن والسلام والرفاهية؛ فالأمن والسلام والاقتصاد ضروري للمجتمع الصالح.

       وقد تعاهد المؤتمرن تحت رعاية رئيس الجمعية على المضي قدمًا نحو ترويج الأمن والسلام والحيلولة دون الإرهاب.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ربيع الأول 1435 هـ = يناير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 38

Related Posts