دراسات إسلامية

بقلم:     الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله

(المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

          إن «ديوبند»، و«دارالعلوم» تتلازمان ملازمة الظل لصاحبه، وعلى علاقةٍ وطيدةٍ للغاية. وإن تاريخ ديوبند جزء لايتجزأ من «أمجاد  دار العلوم». و«ديوبند» معمورة موغلة في التاريخ. وأصل التسمية يرجع إلى «ديوي» و«بند» – فكانوا يطلقون عليها في الهندية «ديوي بند»، ثم دخل الكلمةَ الاختلاسُ والإيجاز فكانت «ديوبن»، ثم أطلقوا عليها «ديوبند».

       و تقع «ديوبند» في شمالي الهند عرضها 29 درجةً، و58 دقيقةً، وطولها 77 درجةً، و35 دقيقةً. وتمر بجنوبي غربها السكة الحديدية الشمالية و«ديوبند» على بعد 144 كيلاً شمال العاصمة «دهلي». وهي من أعمال مديرية «سهارن فور» بولاية «أترابراديش». وكان لها مكانةٌ ساميةٌ في الحكم المغولي. و لاتزال بقايا قلعةٍ عريقةٍ قائمةً بها. كما كانت بها قلعةٌ من الآجر تعود إلى عهد  الإمبراطور «أكبر» ( 963-1014هـ/1555- 1605م) وعنه يقول أبوالفضل(1) في «آئين أكبري»(2): «وبـ«ديوبند» قلعةٌ من الآجر».

       وقال في «(The Imperial Gazetteer of India) : «قضى بها «باندو»(3) أول حياته بعد الجلاء، وقلعتها في مقدمة القلاع التي فتحها الملك «سالار غازي»(4)

       ويعود وجود المسلمين في المدينة إلى القرن السابع الهجري (القرن التاسع عشر الميلادي)، حيث أمضى «الشيخ القاضي دانيال القطري»(5) – من أصحاب «الخواجه عثمان الهاروني» المتوفى 607هـ/1210م – مدةً من الزمان في عهد الملك قطب الدين أيبك (602- 606هـ/1206- 1210م). و ظل ضريح «الشاه علاء الدين جنكل باش» (ت742هـ/1341م)(6) – من  أصحابِ أصحابِ الإمام «ابن الجوزي»(7) – مشهداً للناس عامتهم وخاصتهم في جنوبي شرق «ديوبند». ويبلغ عدد سكانها بها حوالي أربعين ألفاً، نصفهم مسلمون(8).

       ولازالت بها بعضُ المساجد التي يعود تأسيسها إلى العهد الإسلامي في الهند، ومنها: «مسجد القلعة» تعود ذكراه إلى السلطان «سكندر اللودهي» (حكم 894- 923هـ/1488- 1517م)(9)، و «مسجد الخانقاه» تعود ذكراه إلى الإمبراطور «أكبر» (963- 1014م)، و «مسجد أبي المعالي» تعود ذكراه إلى الملك «أورنك زيب» (1068- 1118هـ/1657- 1706م). و بهذه المساجد لوحات تشير  إلى ذلك، وبها مساجد أعرق وأقدم منها كما يقولون – وإن لم تتوفر إثباتاها التاريخية(10).

       ومن أبرز ما تمتاز به المديريات الشمالية الغربية لولاية «أترابراديش» أنها ظلت مهد التقاليد والمثل الدينية، ولازالت تحتلُّ هذه المنطقة الخصبة التي تقع بين نهري «كنكا» و«يمنا» مكاناً ذا أهميةٍ وقداسةٍ دينيةٍ منذ القديم. وزادها نشأةُ الجامعة الإسلامية في أواخر القرن الثالث عشر الهجري رونقاً وبهاءً. فغطَّت شهرتُها أرجاء العالم. يُهرَع إليها عطاشى العلوم الدينية من أقصى قارتى آسيا وإفريقية. و لاتزال تمثل «ديوبند» مركز إشعاعٍ دينيٍ منذ قرنٍ أويزيد(11). فما أعظم الخدماتِ الدينية والعلمية لهذه المدينة العريقة، حتى أصبحت «ديوبند» تعرف اليوم كحركةٍ دينيةٍ نشيطةٍ في شبه القارة الهندية. و الدور العلمي والتعليمي والفكري – الذي اضطلعت به الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند بصفتها مدرسةً عملاقةً – يعزِّ مثيلُه في تاريخ الهند الإسلامي. وقلَّما تجد دولةً من الدول الإسلامية قام أبناؤها بما يقوم به أبناء هذه الجامعة العريقة من الخدمات الإسلامية والدينية والعملية المطلوبة منذ قرنٍ أو أقل أو أكثر. ولا يزال يسقى علماؤها بمنهلهم العذب الصافي الدولَ الإسلامية الآسيوية بجانب شبه القارة الهندية.

       ولاتمثل «دار العلوم» مركزاً تعليمياً إسلامياً في الهند فحسب، وإنما تعتز – وحق لها ذلك – بأنها تعتبر مصدرَ كثير من الحركات الدينية. فتقول مجلة «علوم الدين» الصادرة عن «جامعة علي كره»: «لقد لعب أبناؤها دوراً ملموساً في ميدان العلم، وقدَّموا خدماتٍ مشكورةً فيه، بما في ذلك إعداد الكتب النافعة، والكشف عن التراث العلمي النافع، وعمل الشروح والحواشي ذات المغزى والنفع العام، وترجمة كثيرٍ من الكتب. كما تمثل جامعة دارالعلوم/ديوبند مركزاً للقيادة السياسية الإسلامية الهندية في البلاد، ولم يكتفِ أبناؤها بتقديم خدماتهم ونشاطاتهم لصالح حركات عديدة في البلاد، وإنما يرجع إليها الفضل في ظهورغير واحدٍ من الحركات، وبروزها للنور. فما زالوا يقومون بخدمة الأمة الإسلامية وإرشادها وتوجيهها حتى كتب الله تعالى على أيديهم تحرير البلاد من براثن الإنجليز الغاشم»(12).

       ولقد احضتنت «جامعة دارالعلوم» عدداً لايحصى من طلبة العلم والمعرفة، وأعدَّتهم إعداداً و أهَّلَتهم تأهيلاً علمياً يُمَكِّنهم من القيام بواجب الدعوة الإسلامية ونشر الإسلام – بأحسن صورة – في شبه القراة الهندية: الهند وباكستان وبنغلاديش. فما تشهد «الهندُ» و«باكستان»(13) وغيرهما من البلاد من الوعي الديني والصحوة الإسلامية، تحتل الجهود التي بذلها علماء الجامعة مكاناً رفيعاً فيها.

       وإن مواقف أهل ديوبند – المتمثلة في سعة الصدر، والسخاء، وبذل النفس والنفيس، وحب العلم و الشغف به – من نشأة الجامعة والرقي بمستواها، يندر مثيله اليوم إن لم يتعذر. وإن التنافس في الخير، والسباق إلى تلبية حاجات الطلبة من الطعام والسكن، وغيرهما من متطلبات الحياة(14) بالإضافة إلى توفير كل فرصةٍ للجامعة على الرقي والازدهار والتقدم – مما قام به أهل ديوبند – يُعَدُّ من مفاخرهم ومآثرهم. وقال الشيخ محمد قاسم النانوتوي رحمه الله ذات مرة: «إن اللسان ليعجز عن وصف تحرّق أهل هذه المدينة، وحرصهم الشديد على الجامعة. وإذا كانت الملائكة تضع أجنحتها لطلبة العلم، فإن هؤلاء – أهل ديوبند – قد مسحوا رؤوس الطلبة بيدٍ حانية، أَنْسَتهم آباءَهم و أمهاتِهم، فاتخذوا من «ديوبند» سكناً لهم. وهذه ميزةٌ لا يشاركهم فيها أحدٌ من المتبرعين لصالح هذه الجامعة»(15).

       ويقول الباحث الإسلامي القدير الشيخ مناظر أحسن الكيلاني في «ذكريات دراسته وتحصيله في الجامعة»: «إن أهل «ديوبند» يُكنُّون الاحترام والتقديرتجاه الطلاب، وإن ما يتجلى كل يوم من مظاهر هذا الاحترام للعلم وأهله منهم لايَدَعُنا إلا أن نقول: إنه يعكس الإشارات الخفية الصادرة من الرب سبحانه وتعالى، الذي بين إصبعين من أصابعه قلوبُ بني آدم. وقد تعوَّد أهل «ديوبند» – في عموم الأحوال يوم ذاك – استضافةَ الطلاب ودعوتهم إلى بساتين النبق بالإضافة إلى دعوتهم إلى المانجو حين يدرك وينضج»(16).

       و لتدرك مدى عواطف أهل «ديوبند» الدينية، وعلاقتهم الوطيدة المرموقة بالجامعة نشير إلى أن التبرعات التي قدَّمها أهل «ديوبند» إلى الجامعة عام 1285هـ تقارب النصف من إجمالي التبرعات الشعبية المقدمة إليها. وذلك بعد ما ذاع صيتها في مختلف الأماكن والأصقاع في البلاد، وازداد عدد من يقدم المساعدات المالية إليها. ويلوح ذلك من مجموع إيرادات الجامعة التي بلغت سنة 1285هـ ألفين ومئةً وتسعين روبيةً هنديةً(17)، حيث قدم أهل «ديوبند» حوالي ستِّ مئةٍ وثماني وثلاثين روبيةً هنديةً آنذاك(18). و وصل عدد المتبرعين عليها عام 1285هـ مئتين وخمسةً وثلاثين متبرعاً، من بينهم مئةٌ وأحدعشر متبرعاً من أهالي «ديوبند».

       أضِف إلى ذلك أن أهل «ديوبند» كانوا يتكفلون طعام 37 طالباً بجانب المساعدات المالية(19). ولو قدَّرنا – نظراً إلى رخص الأسعار في تلك الأيام – قيمةَ كفالة طعام طالبٍ واحدٍ، روبيةً واحدةً ليوم واحدٍ، فإن قيمةَ كفالة سبعةٍ وثلاثين طالباً تبلغ أربعَ مئةٍ وأربعاً وأربعين روبيةً لسنةٍ واحدةٍ. ويقدر مساعداتهم المالية السنوية للجامعة ستَ مئةٍ وتسعةً وثلاثين روبيةً، فيكون مجموعها (1083) روبيةً هنديةً، وهي تشكل نحو النصف من مجموع دَخَل الجامعة السنوي(20).

       وموقف أهل «ديوبند» من طلبة الجامعة لا يختلف اليوم عما سبق. ولايزال عدد لابأس به من الطلبة ينزل في مساجد المدينة، ويقوم أهل الحي على توفير ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب.

       وإننا نظن نشأة المدارس – اليوم – أمراً هيناً عادياً، لايبعث على العجب والحيرة، وأما لو رجعنا في الماضي إلى قرن وربع، حيث لم تكن الأوضاع مواتية  آنذاك، ولاكان الناس على علم بهذا النوع من المدارس وإقامتها، ولاكانت لهم نموذجٌ يحتذونه، فإن اهتداء أهل العلم – رحمهم الله تعالى – آنذاك إلى إنشاء مثل هذه المدارس يُعَدُّ – حقاً – عملاً عبقرياً، يحيِّر العقول.

أعمار عظماء الجامعة لدى نشأة الجامعة

       وربما يبعثك على العجب والحيرة أن مشايخ وعظماء «دارالعلوم» لم يكونوا بلغوا – حين أقبلوا على تأسيسها – سن الشيخوخة، وإنما كانوا شباباً. ففيه عبرة – أية عبرة وعظةٍ – للشباب، ويصدق عليهم المثل الأردي القائل: إن العظائم لايتوقف نيلها على مرحلة من العمر، وإنما ترجع إلى عقل المرء وذكائه وبلائه. كما يؤكد ذلك على أن العبقريين لايترقبون مرحلةً معينةً من العمر يقومون فيها بعمل عبقري. وأن العزائم لا تتقيد بالشهور والسنوات. فما كان من هؤلاء العباقرة إلا أن عزموا على تحقيق هدفٍ من الأهداف، ثم صرفوا قدراتهم كلها إليه. و كان أكبر عظماء الجامعة الستة سناً: الشيخ ذو الفقار علي الديوبندي رحمه الله – (حيث كان عمره 45 سنة)، وأما من سواه فلم يتجاوز سن أحد منهم خمسةً وثلاثين عاماً. كما تشير إليه هذا الجدول الذي يدهش كل من يظن أن عظماء الجامعة قد كانوا في مرحلة متأخرة من أعمارهم، والجدول كالتالي:

الرقمالاسمتاريخ الميلادعمره لدى  نشأة الجامعة عام1282هـ
1الشيخ ذوالفقار علي رحمه الله1237هـ45 عاماً
2الشيخ فضل الرحمن  رحمه الله1247هـ35 عاماً
3الشيخ محمد قاسم النانوتوي رحمه الله1248هـ34 عاماً
4الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله1249هـ33 عاماً
5الحاج محمد عابد رحمه الله1250هـ32 عاماً
6الشيخ رفيع الدين رحمه الله1252هـ30 عاماً

الهوامش:

(1)        راجع:11/242ط: عام 1908م

(2)        «آئين أكبري» كتاب يتحدث عن مختلف العلوم والاجتماع والتاريخ والاقتصاد والجغرافيا، كما لايغضي الطرف عن الأديان و الأعراف والعادات والتقاليد، والترفيه والألعاب، والمهرجانات والأطعمة والمحاصيل وغيرها من جميع أنحاء الهند، عمله الشيخ‌ أبوالفضل‌ ‌ (958-1011هـ /1551-1602م‌). و«أكبري» نسبة إلى الإمبراطور «أكبر».

            وأما أبو الفضل:فهو العالم الكبير أبو الفضل بن المبارك الناكوري، (958ـ 1011هـ/1551ـ1602م ): أعلم وزراء الدولة التيمورية و أكبرهم في الحدس، والفراسة، وإصابة الرأي، وسلامة الفكر، وحلاوة المنطق، والبراعة في الإنشاء، تعلم الخط و الحساب والإنشاء واشتغل بالعلم، وقرأ أياماً في العربية على صنوه الكبير أبي الفيض بن المبارك و على أبيه، وفرغ من تحصيل العلوم المعروفة  ثم أقبل على العلوم العقلية إقبالاً كلياً، واستفاد بعض الفنون عن الشيخ حسن علي الموصلي، ودرَّس وأفاد نحو عشرسنين حتى فاق فيه، ودعاه السلطان «أكبر بن همايون التيموري» بمدينة «أكبر آباد» مع والده، وقرَّبه إلى نفسه، فتدرج إلى نهاية القرب حتى نال الوزارة الجليلة. من أهم كتبه: “آئين أكبري”، و”أكبرنامه”؛ و”مجموع الرسائل والمكاتيب”؛ و”ترجمة حياة الحيوان الكبرى” للدميري  ـ ترجمه إلى الفارسية. راجع: نزهة الخواطر2/1052.

(3)        باندو بن المنجم “فياسا”:أحد رجال الهندوسية،أنجبت زوجة” باندو”(أي الشاحب الهزيل) خمسة أولاد تزوجوا كلهم بنفس المرأة وخاضوا مع أبناء عمهم  معارك دامية انتهت بموتهم جميعا. راجع: www.jozoor.net/main/ modules .php?name

(4)        هوسالار مسعود بن ساهو بن عطاء الله الغازي المجاهد في سبيل الله الشهيد المشهور بأرض الهند (405-557هـ /  1014-1161م): من سلالة محمد بن الحنفية،ومن عشيرة السلطان” محمود بن سبكتكين الغزنوي”،غزا الهند،. قال ابن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه: “إن محمد شاه تغلق سار لزيارة الشيخ الصالح البطل”سالار مسعود” الذي فتح أكثر تلك البلاد،وله أخبارعجيبة، وغزوات شهيرة، انتهى. ولد في “أجمير”، ونشأ بها وقرأ العلم على السيد إبراهيم العلوي، و سافرإلى “غزنة” عند خاله،ثم رجع إلى الهند،ومعه أحد عشر ألف فارس،فقاتل الهنود وفتح”دهلي”و”قنوج”و”مانكبور” و ” كزه ” و “ستركهه”،وبلاداً أخرى،ولما وصل إلى “بهرائج” قتل بيد الكفار،وبها دفن . وثمة خلاف في سنة وفاته. راجع:نزهة الخواطر 1/196؛ورحلة ابن بطوطة 1/265؛ و http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page

(5)        الشيخ القاضي دانيال القطري: ممن بايع الخواجه عثمان الهاروني،انحدر إلى منطقة “ديوبند “من “لاهور”،واتخذها مقراً لدعوته و نشاطاته . وبلغ صيتُه السلطان شمس الدين ألتمش (607ـ 633هـ /1210ـ1236م)،فاستقدمه إلى”بدايون”،فانتقل إليها ، و لازمها،ولايزال بيته بيت علم ليومنا هذا ،وقبره بجنوب الباب الشرقي في المدينة . راجع : «تاريخ ديوبند» للرضوي ص 62ـ 66.

(6)        الشاه علاء الدين السهروردي المعروف بـ “جنكل باش”(ت 742هـ/1341م): من أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردي ، قدم “ديوبند” أيام السلطان محمد تغلق،وبها توفي ، وقبره مشهود . راجع «تاريخ ديوبند» ص 68ـ 69.

(7)        هو الإمام عبد الرحمن بن علي الجوزي،أبو الفرج (508 ــ 597 هـ = 1114 ــ 1201 م): علامة عصره في التاريخ والحديث، كثير التصانيف. مولده ووفاته ببغداد. له نحو ثلاث مئة مصنف،منها (تلبيس إبليس ــ ط) و (فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ــ ط) و (لقط المنافع ــ خ) في الطب والفراسة عند العرب،و(المنتظم في تاريخ الملوك) راجع: الأعلام للزركلي3/316.

(8)        ويبلغ عدد السكان اليوم حوالي مئة ألف أويزيدون،ويشكل المسلمون فيها نفس النسبة أو تزيد . (المترجم )

(9)        هو الملك العادل إسكندر بن بهلول بن كالا اللودهي (حكم في الفترة مابين 894 ـ 923هـ /1488ـ 1517م): قام بالملك بعدوالده،وافتتح الأمر بالعدل والإحسان،واستقدم العلماء من بلادٍ شاسعةٍ، وأجزل عليهم الصلات والجوائز،وكان شديد الرغبة إلى مجالسة العلماء ، عظيم التمسك بالسنة المطهرة،شديداً على أهل الأهواء،وبذل جهده في محق الباطل،وكان لا يتصنع في الزي و اللباس،و يخاف الله سبحانه في أمر الدين والدولة،ويتفقد الأموربنفسه،وينظر في مهمات الدولة نظراً بالغاً جيداً ،وكان كبير الاهتمام بعمارة المساجد والمدارس ،كثير الإحسان إلى ذي الحاجة من العامة والجند،كثير العناية بعمارة الأرض وتكثير الزراعة وإصلاح الشوارع والطرق، و لا يسامح البغاة وقطاع السبل،فيؤاخذهم ويعاقبهم أشد العقوبة.راجع: نزهة الخواطر1/1188.

(10)      وللاستزاد من تاريخ ديوبند راجع “تاريخ ديوبند “بقلم كاتب هذه السطور (السيد محبوب الرضوي)

(11)      هذا لدى إعداد الكتاب. وأما اليوم فقد مضى عليها نحو قرنٍ ونصفٍ.

(12)      مجلة علوم الدين ص 186 الصادرة عام 2ـ 1971م

(13)      ثم استقلت «باكستان» الشرقية، وأصبحت دولةً مستقلةً: «بنغلاديش» التي لا تخلو من آثار أبناء الجامعة وبصماتهم العلمية.

(14)      فالتقريرالسنوي الصادرعام 1284هـ ينص على أن أهل “ديوبند” تكفلوا طعام تسعة وأربعين طالباً ، وانتهى التقريربقوله: “والذي يتكفل طعام الطالب يتحمل ـ كذلك ـ نفقة غسيل ثيابه، وحلاقة شعره حين يحتاج إليه” .

(15)      راجع:التقرير السنوي للجامعة ص 12 ط: المطبعة الفاروقية ، دهلي.

(16)      راجع: مقال الكيلاني بعنوان” ذكرى أيام قضيتها في حرم جامعة “ديوبند” المنشور في مجلة “دارالعلوم “ص37 العدد: محرم الحرام عام 1373هـ

(17)      تقريرعام 1285هـ ص 68ـ 69

(18)      نفس المصدر .

(19)      نفس المصدر.

(20)      هذا الحديث عن دخل الجامعة وإيراداتها يعود إلى العهد الذي كانت فيه العملة الهندية قويةً جدًا. فلا يقاس ذلك بالعملة الهندية الحاضرة التي انهارَت قوتها الشرائية كثيرًا.

*  *  *


(*)      الأستاذ بالجامعة   Email: almubarakpuri@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الثانية – رجب 1434 هـ = أبريل – يونيو 2013م ، العدد : 6-7 ، السنة : 37

Related Posts