محليات
إنه لمنذ مدة طويلة تحاول منظمات هندوسيّة طائفية إفساد الوضع الآمن في مدينة «ديوبند» التي تتعايش فيها كلتا الطائفتين: الهندوسيّة والإسلامية بأمن وسلام متضامنتين في الشؤون والقضايا الاجتماعيّة التي تهمّهما معاً، ولم يحدث في الماضي قطّ أي صراع بينهما يفسد روح التضامن والاتحاد التي ظلت تجمعهما، والتي ظلّت هويةً لهذه المدينة العريقة التي يطبق صيتُها الآفاقَ بفضل الجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ ديوبند التي توجد فيها.
ولكن المنظمات الهندوسيّة الطائفية التي تعمل عن تخطيط مدروس على إفساد روح التضامن في أرجاء البلاد كلّها بين طوائف المواطنين، حتى يحدث التوتر الطائفي، والتحاسد والتباغض والتدابر والصراع فيما بينها، تحاول من وقت لآخر منتهزة كلَّ فرصة لتسخين الوضع وتأزيمه وزرع الفرقة والكراهية في قلوب المواطنين بعضهم لبعض.
فقد حدث مؤخرًا أن شباباً من العناصر المفسدة هذه تناولَ طالباً من طلاب الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند بالضرب على محطة المدينة، فتحركت الشرطة واعتقلتهم وزجت بهم في السجن للحيلولة دون توتّر الوضع، فانتهزت العناصر الطائفية الهندوسية هذه الفرصةَ وعملت على تحويل هذه القضية طائفيّة، ويخاف أنه قد يتفجر الوضع في أي وقت بشكل غير محسوب إذا لم تتخذ الإدارة المحليّة إجراءات أمنية مشددة وخطوات جادّة تمنع المشاغبين من تنفيذ إرادتهم؛ فقد أفادت الأنباء أن أناساً منتمين لمنظمة «المجلس الهندوسيّ العالمي» تجمعوا إلى المحكمة المحليّة، وأطلقوا هتافات مثيرة ضد جامعة دارالعلوم/ ديوبند وضدّ المواطنين المسلمين محاولة منهم لتسخين الوضع. وقد قدَّموا إلى نائب مدير المديرية المقيم بمدينة ديوبند مذكرة، جاء فيها أنّ اعتقال الشباب الذي تناول طالباً في جامعة دارالعلوم/ ديوبند بالضرب من قبل الشرطة تحت بنود خطيرة، خطأ خطير ارْتُكِبَ على ضغط من المسلمين، وذلك مؤامرة مدسوسة ضد طائفة الهندوس، تثير سخطاً عارماً لدى عامّة الهندوس، كما جاء فيها أن طلاب دارالعلوم/ ديوبند أيضاً تناولوا شباباً هندوسيًّا بضرب وصدام، فنطالب باعتقالهم وإطلاق سراح الشباب الهندوسي المزجوج به في السجن. وقد حدّدوا لذلك تاريخاً، وقالوا: إنهم ينتظرونه حتى يروا ماذا تصنع الإدارة والشرطة، وإلاّ فإنهم سيضطرون للنزول إلى الشوارع في مسيرات واحتجاجات. (جريدة «صحافة» اليومية الأردية، دهلي الجديدة، السنة9، العدد238).
* * *
الإدارة المحليّة والشرطة تحولان دون بناء المسجد بالمدينة
صدمةٌ عنيفة أصابت سكان حيّ «آل ملان» بمدينة «كيرانه» بولاية يوبي الغربية عندما منعتهم كلٌّ من الإدارة المحليّة والشرطة من الاستمرار في بناء المسجد الذي كان يجري إنشاؤه. الجدير بالذكر أن المسلمين في الحيّ قد اتخذوا ربوة مبلطة يصلون عليها الصلوات الخمس منذ نحو الثلاثين سنة الماضية، وعيّنوا للإمامة إماماً مستقلاً، وكانوا يصلون عليها كذلك صلاة التروايح سنويًّا، ورغم ذلك منعتهم الشرطة من القيام بأعمال البناء بحجة أنهم لم يحصلوا من الإدارة على ترخيص لإنشاء المسجد. ويُذْكَر أن قضية التجاذب بين الإدارة وبين المسلمين جارية منذ أيام طويلة، وقد اتصلوا في هذا الشأن بكبير وزراء الولاية «أكهاليش سينغ يادوف» ومدير المديرية ونائبه والشرطة أكثر من مرة، وقد صرَّح القائم على شؤون المسجد الحاج محمد عمر وغيره من المسؤولين الوجهاء بالحيّ أن كبير الوزراء قد أكّد لهم بحلّ القضية، كما وعد لهم بذلك مدير المديرية كذلك؛ ولكن القضية ظلت عالقة، وأن هناك مسؤولين في الإدارة المحلية يصرّون على إساءة سمعة الحكومة الحاليّة للولاية.
وقد أعدّت الإدارة المحلّيّة تقريرًا، قالت فيه: إن هناك أمكنة عبادة قريبة من هذا المكان المزمع بناءُ المسجد عليه، لشتى الطوائف، فإنشاء المسجد فيه قد يؤدي إلى توتر طائفي دائم، ولا سيّما لأن الهندوس في الحيّ يعارضون بناء المسجد بشدة.
والطريف في الأمر أنه عندما تحدث صحفيون مع الهندوس في هذا الشأن، فقالوا: إن تقرير الإدارة المحليّة غير صحيح وقائم على غير أساس؛ حيث إننا لا نعارض بناء المسجد؛ بل إننا مستعدون لتقديم كل مساعدة لبنائه، وإنه ليس هناك ما يزعج إذا تمّ بناء المسجد. مما يؤكد أن هناك مسؤولين متعصبين في الإدارة يودّون أن لايتمّ بناء المسجد. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية، دهلي الجديدة، 28/4/1434هـ = 11/3/2013م، العدد: 4870، السنة:13).
* * *
فضيلة الشيخ السيد أرشد مدني أستاذ بجامعة ديوبند ورئيس جمعية علماء الهند:
لابدّ من فرض قيود على المسؤولين الطائفيين
رئيس جمعية علماء الهند يجتمع برئيس الوزراء الهندي ويتحدث معه في شأن سلامة البلاد
ويبدي أسفه الشديد على عدم تسجيل بلاغ المسلمين المتضررين في اضطرابات مدينة »دهوليه« في سجل الشرطة بالمدينة، وعلى حرمان ثلاثة آلاف عائلة مسلمة في ولاية »آسام« أي مكافأة حكومية على تضررهم في الصدام الطائفي الطويل الذي جرى في الولاية
ومن جانبه يؤكد رئيس الوزراء الهندي بأنه سيتوسّط لحلّ قضايا المسلمين
إنه في مدينة «دهوليه» بولاية «مهاراشترا» وفي منطقة «كوكرا جهار» بولاية «آسام» لم يحظَ المسلمون المتضررون من الاضطرابات الطائفية بأي حصيلة لعملية العدل والإنصاف رغم مضي شهور طويلة على حادث الاضطرابات التي ذهب ضحيتها كثير من أرواح المسلمين وممتلكاتهم، كما أنه لم يتمّ إلجام المسؤولين الحكوميين الذين يَصْدُرُونَ في جميع تصرفاتهم عن روح الطائفيّة والعصبية الشديدة ضدّ المسلمين.
وذلك ما أَحْوَجَ رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ السيد أرشد مدني أستاذ الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند بالهند ورئيس جمعية علماء الهند إلى أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي معالي الدكتور «مانموهان سينغ» ويتحدث معه مدفوعاً بغاية القلق والأسف في هذه القضايا التي تهمّ المسلمين في الهند كثيرًا، ويقدّم إليه بها مذكرة يصارحه فيها في لهجة انتقاد لا لبس فيها أن المسؤولين الطائفيين في البلاد والسلطات المحليّة لابد من إلجامهم، لصالح سلامة البلاد واستقرارها.
وقد تم اجتماع فضيلته بمعاليه في مكتبه الرسمي يوم الخميس 14/مارس 2013م (غرة جمادى الأولى 1434هـ) وذكر أمامه ما يعانيه المسلمون في الهند البالغ عددهم أكثر من 2500/ مليون، من الاعتداء واللاعدل، مطالباً إيّاه باتخاذ إجراءات عاجلة لحل قضايا المسلمين الهنود. وقدّم/ حفظه الله مذكرة إلى رئيس الوزراء فيما يتعلق باضطرابات كل من مدينة «دهوليه» ومنطقة «كوكرا جهار». وقد قال في المذكرة: إن اضطرابات «دهوليه» ليس من الدقة بمكان أن نصفها بـ«اضطرابات طائفية» لأن المسلمين الذين لقوا مصرعهم إنما لقوا برصاصات حيّة أطلقها عليهم رجال الشرطة، ومن أصيب إنما أصيب برصاصاتها، وإن قوات الشرطة هي التي جمعت العناصر المشاغبة وعاونتها على إشعال الحريق في أرواح وممتلكات المسلمين، ولاتزال صور الحادث محفوظة لدى كثير من الناس. وإن الشرطة لم تسجل بلاغ المسلمين بشأن هذه الاضطرابات، وبدون هذا التسجيل، لايمكن أن ينال المسلمون إنصافاً من قبل الحكومة، ولايمكن كذلك أن ينال المعتدين أيُّ مؤاخذة وعقاب رادع.
ولفت انتباهَ رئيس الوزراء إلى المسلمين في منطقة «كوكرا جهار» بولاية آسام ولاسيما دائرة «ﮔﻮشائي غنج» حيث لم يتمكن 3000 عائلة مسلمة من تلقى أي مساعدة حكومية موعودة لإعادة بناء ما حُطِّمَ من مساكنهم؛ حيث إنهم يملكون أراضي وأوراقاً ومستندات لها، ولكن الإدارة المحلية لا تسمح لهم بإجراء عملية «التسجيل والشطب» فلديهم أراض، ولهم سيطرة عليها؛ ولكن الحرمان من عملية التسجيل والشطب التي لابدّ منها حسب القانون، يمنعهم من تلقي المساعدة اللازمة لإعادة بناء المساكن.
وكذلك هناك 100 عائلة مسلمة في مدينة «تشرانغ» أحرقت مساكنهم ويسكنون منذ نحو الخمس والعشرين سنة في «فورس ليند» ولكنهم لا يتمكنون من الحصول على مساعدة لإعادة بناء مساكنهم، فنطالبكم بإصدار الأمر السامي بصرف مساعدات لازمة لهم.
وبعد ما انتهى من الاجتماع برئيس الوزراء قال فضيلته للصحفيين: إن لقاءه مع رئيس الوزراء كان إيجابيًّا مفصلاً، واستمع لحديثنا، وأبدى جديته نحو اتخاذ ما يمكنه من إجراءات لحلّ القضايا التي لفتنا إليها انتباهه. (صحفة «انقلاب» الأردية اليومية، دهلي الجديد/ ميروت، الجمعة: 15/مارس 2013م = 2/جمادى الأولى 1434هـ، السنة1، العدد70).
* * *
الشيخ السيد محمود مدني أمين عام جمعية علماء الهند:
حزب المؤتمر يسبق حتى الطائفيين في الاعتداء على المسلمين
صَرَّح الشيخ السيد محمود أسعد المدني أمين عام جمعية علماء الهند
منتقدًا بشدّة حزب المؤتمر، بأن المسلمين ليسوا عُمَّالاً مستأجرين لحزب من الأحزاب
جمعية علماء الهند تنظم »مسيرة العدل« وآلاف من المواطنين يعرضون أنفسهم للاعتقال مطالبين بإطلاق سراح الشباب المسلم البريئ الذي اعتقل وزج به
في السجون دونما ذنب
نظّمت جمعية علماء الهند يوم الثلاثاء: 22/ربيع الثاني 1434هـ = 5/مارس 2013م مسيرة حاشدة باسم «مسيرة العدل» بمدينة دهلي، شاركها آلاف من المسلمين الذين عرضوا أنفسهم للاعتقال مطالبين الحكومة بإطلاق سراح الشباب المسلم البريء الذي تم إلقاء القبض عليهم في شتى أرجاء البلاد والزجّ بهم في السجون.
وقد أقيمت «مسيرة العدل» هذه في ملعب «تال كتورا» بدهلي الجديدة تحت قيادة الأمين العام لجمعية علماء الهند الشيخ السيد محمود أسعد المدني، ثم تحركت المسيرة الحاشدة إلى شارع البرلمان، وقد شاركها آلاف من المسلمين، الذين مشوا فيها على أقدامهم. وقد اتخذت الشرطة في دهلي إجراءات مشددة للمنع من وصول المسيرة إلى شارع البرلمان، حيث أقامت في الشوارع متاريس، ونشرت بكثافة رجالها، فما إن وصلت قافلة المسيرة «شارع بارك» حتى اعتقلتهم الشرطة اعتقالاً رمزيًّا، ثم أعلنت بعد دقائق إطلاقهم. وكان من بين الذين عرضوا أنفسهم للاعتقال رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ المقرئ السيد محمد عثمان المنصورفوري القاسمي، وأمين عام الجمعية الشيخ السيد محمود أسعد المدني القاسمي، والسوامي الهندوسي «أغني ديش» وأمين حزب «سماج وادي» علي مستوى البلاد السيد كمال فاروقي وأمين عامّ الجماعة الإسلاميّة الهندية الشيخ محمد أحمد والمحامي نياز فاروقي والمتحدث باسم جمعية علماء الهند الشيخ عبد الحميد النعماني القاسمي بالإضافة إلى العاملين والناشطين في الجمعية في شتى مراكزها في أرجاء البلاد الذين توافدوا إلى دهلي للمشاركة في هذه المناسبة الجادّة. وبعد انتهاء المسيرة اجتمع الشيخ السيد محمود أسعد المدني القاسمي بوفد مكون من خيرة قادة وأعضاء الجمعية برئيس الوزراء الهندي معالي الدكتور «مانموهان سينغ» وقدّم إليه مذكرة تضمّ المطالب التي استهدفتها الجمعية من وراء عقد المسيرة. وفي الحفلة التي سبقت تحرك المسيرة شارك وزير الشؤون المتعلقة بالأقليات السيد «كي رحمان خان». وقال في خطابه: إن الوعود التي قطعتها حكومة حزب المؤتمر المركزية، نحن نضغط عليها أن تفي بها جميعاً، وستسفر المحاولة عن حصيلة سارّة، وأضاف: إن مساعي جمعية علماء الهند ظلّت إيجابيّة جدًّا.
بينما قال في خطابه أمين عام الجمعية الشيخ السيد محمود أسعد المدني القاسمي: إن حزب المؤتمر ظل يسبق مرات الطائفيين أيضاً في صبّ العدوان على المسلمين؛ ولكنه من لباقته يقرِّبنا إليه بإبداء سحنته العلمانية وبتخويفنا من الذئاب من الطائفيين؛ لكننا نحن اليوم نعلن أننا عدنا صالحين لأن نتعامل مع «الذئاب» بدورنا، فلا حاجة بالحزب إلى أن يخوفنا منها. وأضاف: إن المسلمين في الهند ليسوا عمالاً مستأجرين لحزب من الأحزاب. وأضاف: إن رئيسة الحزب السيدة «سونيا غاندي» قد أطلقت وعودًا طيبة؛ ولكنه لم يتم إتخاذ أي خطوة لصالح المسلمين على أرض الواقع. (صحيفة «انقلاب» الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، الأربعاء: 6/مارس 2013م «22/ربيع الثاني 1434هـ» السنة1، العدد61).
* * *
المجمع الفقهي الإسلامي الهندي يعقد دورته الـ 22 في مدينة »أمروهه« بولاية »أترا براديش« بالهند
رجال الفقه والإفتاء المتخصصون يؤكذون أنه ليس هناك قضية في العالم لايوجد حلٌّ لها في الشريعة الإسلامية
على مدى السبت – الإثنين: 26-28/ربيع الثاني 1434هـ الموافق 9-11/مارس 2013م عقد المجمع الفقهي الإسلامي الهندي الذي مقره بمدينة دهلي الجديدة والذي كان قد أسسه فقيه الإسلام الهندي الكبير الشيخ القاضي مجاهد الإسلام القاسمي رحمه الله رحمة واسعةً (1355هـ /1936م – 1423هـ/2002م) دورته الـ 22 في رحاب مدرسة الجامعة الإسلامية العربية بمدينة «أمروهه» بولاية «أترابراديش» التي شارك فيها نحو 300 من العلماء ورجال الفقه والإفتاء المتخصصين من شتى مدارس وجامعات الهند بالإضافة إلى عدد من كبار العلماء والمفكرين من خارج الهند.
وقد جرت مداولات الدورة كلها تحت رعاية الأمين العامّ للمجمع العالم الهندي الفاضل الشيخ خالد سيف الله الرحماني القاسمي، وعقدت جلستها الافتتاحية تحت رئاسة فضيلة الشيخ نعمة الله الأعظمي القاسمي أستاذ للحديث الشريف بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند، وأدارها الشيخ عبيد الله الأسعدي أحد أعضاء المجمع النشيطين.
وقد قال مدير مدرسة الجامعة الإسلاميّة العربية بمدينة «أمروهه» التي في محيطها انعقدت هذه الدورة الفقهية الشيخ الدكتور السيد محمد طارق حسن في كلمته الافتتاحية: من أجل التقدم الذي يشهده العالم اليوم توسعت دائرة النشاطات الاقتصادية التي تؤدي كل يوم إلى صور وأشكال للتجارة لايوجد أيّ ذكر لها في كتب الفقه المدونة قديماً التي نعوّل عليها، فإيجاد حلول شرعية لها و لغيرها من القضايا التي تستجد يوماً فيوماً مسؤوليةٌ تعود على كواهل العلماء ورجال الفقه والإفتاء المتضلعين، فالأمة اليود ترجو منكم ومن أمثالكم أيها العلماء أن توجدوا حلولاً لأمثال هذه القضايا في ضوء المبادئ التي أجمع عليها العلماء السلف والتي هي مستمدة من الكتاب والسنة.
وقد قال فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني القاسمي في خطابه الأساسي: إن سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – كان حلقة أخيرة في سلسلة النبوة التي انتهت عليه كما انتهى عليه كمالُ النبوة، فلو ادّعى أحد بعده – صلى الله عليه وسلم – النبوة أو صَدَّقه أحد في مزاعمه الكاذبة لمرق من الدين ولتبوّأ مقعده من النّار. وفي الوقت نفسه إن ختم النبوة تعني أن سلسلة نزول الوحي الإلهي قد انتهت، ولن ينزل كتاب إلهي بعد القرآن الكريم أو شريعة إلهية أخرى؛ ولكن الأعمال النبوية ستظل باقية تعطي مفعولها وستظل تفعل فعلَها ليوم القيامة. وأضاف: إن كل القضايا المستجدة في كلِّ عصر يمكن إيجاد حلول شرعية لها بالاجتهاد الذي تحدّث عنه الحديث الشريف؛ وإنما تأكدت الحاجة إلى القياس والاجتهاد، لأن النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة محدودة، والقضايا التي يعيشها المسلمون غير محدودة؛ فلابدّ من الاجتهاد وقياس الأشباه والنظائر على ما ورد في الكتاب والسنّة من المبادئ والأصول التي أجلى صورَها العلماءُ السلف من الأئمة والمجتهدين ورجال الدين الذين تثق بهم الأمة جميعاً.
كما تحدث في الحفل الافتتاحي نائب رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند فضيلة الشيخ عبد الخالق السنبهلي، فأشاد بالمجمع الفقهي الإسلامي وإنجازاته مصرحاً أن كل عمل يصدر عن التضامن والاتحاد يبارك الله فيه، وإن علماء الأمة وَجَّهوا دائماً الأمة بما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
وقال العالم الهندي المعروف فضيلة الشيخ السيد نظام الدين القاسمي أمير الإمارة الشرعية لولايات «بيهار» و «جهاركهند» و«أريسه» والأمين العام لهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند في خطابه القيم: إن البلاد التي نسكنها بلاد ديموقراطية، تسمح لكل مواطن بإعمال الحريّة في إبداء الرأي، وقد بُذِلَتْ فيها محاولات متصلة لمطاردتهم والضغط عليهم ومزاحمتهم؛ ولكن الله العزيز القوي قد قَرَّرَ بقاء الإسلام والمسلمين في هذه البلاد، والمسلمون في الهند في الواقع رحمة لها، وإن الإعلام الهندي والساسة الهنود الذين كانوا يقولون في الماضي إن التعاليم الإسلاميّة ليست بشيء وإنها لا تتماشى مع العالم المتقدم، بدأوا يطالبون اليوم بتنفيذ القوانين الإسلامية منعاً للفاحشة والاغتصاب والفسادات المتنوعة التي سرت في المجتمع سريان الدم في العروق، وليس هناك قضية في الدنيا لايوجد لها حلّ في الشريعة الإسلامية، وإن العلماء مسؤولون عن توجيه الأمة توجيهًا صحيحاً.
وقد أشاد العالم الجزائري وقائد جمعية علماء الجزائر الشيخ عبد العزيز القسوم بخدمات العلماء الهنود في موضوعات الكتاب والسنة والفقه والتفسير وعلوم الشريعة كافة، و أضاف: إن الهند ظلت مركزًا للإسلام والمسلمين، وقد اتّصل فيها إنجاز بحوث ودراسات إسلامية فريدة، وإني لأقدم جزيل الشكر والتقدير إلى المسؤولين عن المجمع الفقهي الإسلامي الهندي من أعماق قلبي على ما يقومون به من خدمات فقهية مشكورة.
وقد اشترك في الدورة كبار العلماء ورجال الفكر والفقه والدين من الهند وخارجها. (صحيفة «هندوستان إكسبريس» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، الأحد: 27/ ربيع الثاني 1434هـ = 10/مارس 2013م).
* * *
السبيل تتمهد لإقامة محيط لجامعة «عليجراه» الإسلاميّة في «كشونغنج»
فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي يُصَرِّح بأنه لم يعد أي تردّد
في قيام مركز لجامعة «عليجراه» الإسلامية في هذه المنطقة
لم يعد هناك ايّ تردّد في قيام مركز لجامعة «عليجراه» الإسلاميّة في منطقة «كشون غنج» فقد تسلمنا رسالة بالتأكيد بهذا الشأن من قبل الوزراة الهندية المعنيّة بهذا الأمر. صَرَّح بذلك النائب المنتخب للبرلمان الهندي – مجلس الشعب – من دائرة «كشون غنج» القائد الهندي والعالم المعروف فضيلة الشيخ أسرارالحق القاسمي في مؤتمر صحفي. وأضاف: إن الوزارة أمرت جامعة «عليجراه» الإسلاميّة بأن تسارع إلى إعداد الـ«دي، بي، آر» و الـ«دي، إيف، آر» وإرسالهما إلى الوازرة، حتى تتخذ الوزارة ما يلزمها لأجل توفير المبلغ اللازم لإقامة المركز عاجلاً. وأكد فضيلته أنّه لم يعد هناك مجال للشك أو التردّد بعد ما أصدرت الوزارة إلى الجامعة رسالةً، ولاسيّما لأن الوزارة هاتفت نائب رئيس الجامعة بالمسارعة إلى ما طلبته من الجامعة. وذلك بحضوري مقرَّ الوزارة. كما صَرَّح فضيلته أنه بنفسه قال لنائب رئيس الجامعة منذ شهور أن يعدّ الـ«دي، بي، آر» و الـ«دي، إيف، آر» ولكنه بعدما طلبت منه الوزارة ذلك من خلال خطاب وجهته إليه مباشرة، يتعيّن عليه أن لا يتأخّر في ذلك، حتى تصرف الوزارة المساعدة الماليّة المطلوبة. وقد اتصلنا نحن ولا نزال بمعالي نائب رئيس الجامعة في هذا الشأن، فأكّد لنا أن الإجراءات اللازمة جارية. وأضاف فضيلته: عندما لم تتعرض وزارة الماليّة لدى طرح الميزانية في مستهل مارس الحالي في البرلمان لذكر ميزانية مخصصة لمركز «كشون غنج» المزمع إقامته لجامعة «عليجراه» الإسلاميّة، بادر إلى الاتصال برئيسة الائتلاف الحاكم في المركز السيدة «سونيا غاندي» واجتمع بها وأحاطها علماً بالواقع في هذا الصدد، فبادرت إلى الاتصال بالوزارة المذكورة، وضغطت عليها أن تمضي قدماً نحو إقامة مركز للجامعة في منطقة «كشون غنج» وعندها أكدت لها الوزارة أنها ستسارع إلى اتخاذ خطوات لازمة لذلك، وستحيطنا علماً بذلك، فأحاطتنا به فعلاً من خلال خطاب يوجد لديّ. وقد وَزَّع فضيلته بهذه المناسبة نسخاً من الخطاب المُوَجَّه من الوزارة إلى الجامعة على الصحفيين الذين حضروا المؤتمر الصحفيّ. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأرديّة اليوميّة، دهلي الجديدة، السبت: 9/مارس 2013م = 26/ربيع الثاني 1434هـ العدد: 4868، السنة 13).
* * *
استهلال حملة توعية الشعب ضدّ الإرهاب السياسيّ من ساحة »رفاه عام« بمدينة لكهنؤ عاصمة ولاية »أترا براديش«
إمهــال كل من الحكومــة المركزيــة بدهلي وحكومــة ولاية »أترا براديش« لمدة ثلاثة شهور فيما يتعلق بإطلاق سراح شباب مسلم مزجوج به في السجون دون ذنب
ومطالبة حكومة »أكهليش سينغ يادوف« بولاية »أترا براديش« بتحقيق ما أطلقه من وعود من خلال ميثاقه الذي أصدره بمناسبة خوض الانتخابات بالولاية
الزعيم الهندوسي وقائد الحزب الشيوعي الهندي »إي بي ورادهان« يعلن بمواصلة حملته حتى يتم إطلاق ســـراح جميــع الشباب المسلم الذي اعتقل دونما ذنب وزجّ به في السجون
تحت الحملة الشاملة المتصلة من أجل الضغط على الحكومة لإطلاق سراح الشباب المسلم البريء الـمُعْتَقَل والمزجوج به في السجون والمعتقلات، وضدّ الإرهاب السياسي الجاري في البلاد، عُقِدَتِ الحفلة الأولى لتوعية الشعب الهندي بما يجب أن يصنعه تجاه هذا الاعتداء الصارخ. وذلك في ساحة «رفاه عام» بمدينة لكهنؤ عاصمة ولاية «يوبي».
وشارك في الحفل إلى جانب العدد الكبير من المسلمين كثير من غير المسلمين كذلك، كما شارك فيه إلى جانب العلماء والقادة المسلمين عدد وجيه من الساسة والمفكرين. وأجمع الكل على مطالبة الحكومة الإقليمية أن تفي بالوعود التي وعدت بها في ميثاقها الانتخابي، ولاسيّما الوعد الذي كانت قد قطعته على نفسها فيما يخصّ إطلاق سراح الشباب المسلم المعتقل دونما ذنب الذي وُضِعَ في السجون والمعتقلات. وأمهل المشاركون في هذه المناسبة الحكومة الإقليمية والحكومة المركزية لمدة ثلاثة شهور فقط لإطلاق سراح هؤلاء الشباب.
وقد رأس الحفلَ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي، وقد قال في خطابه في هذا الحفل الحاشد قائد الحزب الشيوعي الهندي «إي، بي وردهان»: إنه منذ فترة طويلة تجري المطالبة بإطلاق سراح الشباب المسلم البريء الذي تم اعتقاله دونما ذنب والزج به في السجون، لكن الحكومات لاتعير ذلك التفاتةً ما، فما لم تعمل الحكومات المركزية والإقليمية بمطالبنا سنظل نعقد أمثال هذه الحفلات الاحتجاجيّة. وقد بدأنا عقدها من مدينة «لكهنؤ» وسنعقد الحفلة الآتية في مدينة «باتنه» عاصمة ولاية «بيهار» وقد طالب الحضورَ أن يتخذوا زعيمَهم عضوَ البرلمان الهندي السيد محمد أديب الذي دعا لانعقاد هذا الحفل الكبير. وقد قال الأستاذ سلمان الحسيني في خطابه في الحفل: إن كلاًّ من أمريكا وإسرائيل أكبر إرهابي في العالم اليوم، والمؤسف جدًّا أن بلادنا الهند تقف بجانب أمثال هاتين الدولتين. وإن حزب المؤتمر ظل يخدع المسلمين الهنود أكثر من غيره، وألحق بهم أضرارًا أكثر من غيره، وإن اعتقال الشباب المسلم بهذا المستوى الكبير دونما ذنب يؤكد أن حزب المؤتمر قد خطّط لإضاعة المسلمين وتدميرهم، إنه على إيعاز من الحكومة تعتقل الشرطة ورجال الاستخبارات الشباب المسلم الذي لايوجد في بيته إلاّ سكين لقطع الخضراوات، وتورِّطه بحيل كثيرة في تهم الإرهاب، فتضيع مستقبلَه وتحول دونه و دون تقدمه. وأضاف: إن «المجاهدين الهنود» منظمة مختلقة من قبل الحكومة لاتوجد على أرض الواقع، وذلك لتوريط المسلمين في تهمة الإرهاب وإضاعتهم تعليميًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. وانتقد الحكومةَ الإقليمية التي وصلت إلى كرسي الحكم بأصوات المسلمين؛ ولكنها لم تفِ بالوعود التي قطعتها على نفسها، على حين يكاد يمضي على تأسيسها نحو سنة كاملة. وقال مخاطباً المسلمين أن يعوا ما يجري حولـهم وما يخطط ضدهم، وإن الحق لايُعْطَىٰ بالسؤال وإنما بالسلب بالقوة. وقال الداعي إلى انعقاد المؤتمر عضو مجلس الشيوخ الهندي السيد محمد أديب: إنه دعا إلى المشاركة في حملته التوعوية كلَّ علماني مهما كان انتماؤه ومهما كان الحزب الذي يتبناه، ولكن المؤسف أن أيًّا من «ملائم سينغ يادوف» و«أكهليش سينغ يادوف» لم يعطيا فرصةً لنا للالتقاء معه رغم جميع المحاولات التي بذلناها في هذا الصدد، على حين إنهما يناديان دائماً في الظاهر بالتعاطف مع المسلمين ومناصرة قضاياهم، كما أنهما لم يحضرا حفلتنا هذه. وقال: إن الغرض من هذه الحفلة انتزاع المخاوف من قلوب المسلمين، التي نشأت من مواقف الحكومات تجاههم؛ حيث إنها – الحكومات – جعلت عامة المواطنين ينظرون إليهم نظرة الارتياب ويشكّون في وطنيتهم. (صحيفة «انقلاب» الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، الإثنين: 21/ربيع الثاني 1434هـ = 4/مارس 2013م، العدد 59، السنة1).
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الثانية – رجب 1434 هـ = أبريل – يونيو 2013م ، العدد : 6-7 ، السنة : 37