دراسات إسلامية

بقلــــــم:        الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي

ترجمة وتعليق:  محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

       وشهدت العصور الوسطى في الهند عنايةً فائقةً كبيرةً أولاها أهلُ التأريخ الفارسي الحروبَ بين الملوك والنشاطات السياسية، وزهداً كبيراً في المناشط العلمية إلا لماماً. فكانت المآثر الحربية و السياسية للملوك والأمراء موضوعاً أثيراً للتأريخ، وهوايةً لأصحابه يومذاك  مما أدى إلى إغفال جانب الأعمال العلمية الإسلامية إلا قليلاً. وربما يرجع ذلك – كما أشا ر إليه صاحب كتاب ہندوستان  كی قدیم اسلامی درسگاہیں – المدارس الإسلامية القديمة في الهند – وهو يشرح السبب الذي يعود إليه إغفال التأريخ الفارسي القديم المدارسَ الإسلامية القديمة في الهند؟ – فقال: «إن الوازع الديني الإسلامي كان يحمل المسلمين على اعتبار مهنة التدريس والتعليم وظيفةً دينيةً، و صالحاً من الأعمال. فما من مسلم إلا ويعدُّ مساعدة طلبةَ العلم، ونشرَ الكتب الدينية وتوفيرَ الأجهزة  التعليمية، والوقفَ على التعليم والتدريس، وبناءَ  المدارس، وخدمةَ أهل العلم، ومدّ يد العون إليهم؛ يعدُّ ذلك كلهَ مما كلفه به الشرع، و يجلب عليه الخير والبركة في الدنيا والآخرة. فأصح ذلك جزءاً لا يتجزى من حياته شأنَ غيره من متطلبات الحياة ولوازمها. وبما أن الأعمال الروتينية التي يمارسها المرء ليلَه ونهارَه لا تحتل مكانةً تُذكر في تأريخ حياته، وبتعبير آخر: لايتعرض له التأريخ إلا لماماً في ثنايا قصة حياته؛ فلم يَخُص المؤرخون القدامى أبواباً وفصولاً فيما كتبوه، تتناول ما قام به المسلمون من جهودٍ مشكورةٍ، أعمالٍ عبقريةٍ في مجال التعليم و التربية».

       واستطرد المؤلف – وهو يشير إلى سبب آخر وراء ذلك – فقال: «لم يشهد العهد القديم أبنيةً تخص التعليم والتلقين؛ وإنما كانت المساجد تحقق نفس الهدف في الغالب. فكانت المساجد كلها تستخدم كدور العلم ومعاهد التعليم. فما من مسجد واسع مترامي الأطراف إلا ويمثل مدرسةً عظيمةً. فلا تخطو خطوةً في مدن الهند الإسلامية ولاتقطع شبرًا من أشبارها إلا وتجد مساجدَ فخمةً شامخةً واسعةَ الأرجاء. فالمساجد الشامخة التي شهدتها – ولاتزال – العواصمُ الإسلامية في الهند أمثال: «دهلي»، و«آكره»، و«لاهور»، و«جون فور»، و«أحمد آباد» وغيرها، تدلُّ تصميمها على أن معظمها كان يستخدم كدور العلم والمدارس الإسلامية. وإن السائح في جنباتها يرى بأم عينيه الأروقة والحجرات التي تحيط بفنائها. وإن هذه الحجرات كانت ملاجئ ومآوئ يأوي إليها طلبة العلم ومعلموهم. ولا يزال كثيرٌ منها على ما كان ليومنا هذا. وناهيك «المسجد الفتح فوري»، و«المسجد الأكبرآبادي» اللذان تم بناؤهما عام 1060هـ =1649م. فقد أنشأت بهما حجراتٌ تحيط بفنائهما، مخصصة لسكن الطلاب.

       أضف إلى ذلك أن الخانقاهات والزوايا كانت تستخدم كأمكنة التعليم والمدارس. فإن أهل السلوك والزهد من المشائخ المنعزلين فيها لم يكونوا يقصرون معنى العبادة على مجاهدة النفس و الرياضة و ممارسة الأوراد؛ وإنماكانوا يجعلون نصب أعينهم الجمع بين تلقين الطريقة وتعليم الشريعة، والظاهر و الباطن. فما من زاوية منها إلا يحتضن جماً غفيراً من عطاشى السلوك و العلوم الباطنة، بجانب طلبة العلوم الظاهرة. والجرايات التي كانت تجريها الحكومات، وأوقاف عامة الناس على هذه الزويا كان معظمها ينفق على طلبة العلم الشرعي. إذن فيجب أن تعدَّ الزوايا القديمة ضمن المدارس والكتاتيب الإسلامية.

       كما أن الأبنية التي كانت تقام على ضرائح السلاطين والزهاد، تحيط بها حجرات وأروقة  لتستخدم كمدارس وكتاتيب. وضرائح السلطان «علاء الدين الخلجي»(1)، و السلطان «همايون»(2) في كل من «دهلي» و«آكره»، و«أحمد آباد» و«بيجافور» وغيرها؛ تصميم كل واحد منها خير ناطق بالعهد الذي شهد بناءها.(3)

       وكانت دور العلم الإسلامية تتمتع بالإشراف المالي من قبل الحكومات الإسلامية؛ إلا أن المذاق العلمي الذي ورثه المسلمون كابراً عن كابرٍ لم يكن يجعلهم عالةً على خزانة الدولة إلا قليلاً؛ فإن الدُّور العلمية والتعليمية القديمة ماكانت في حاجة إلى أبنية تخصها، وإنما كانت المساجد و الخانقاهات و الزوايا ودور أهل العلم والثراء حتى الصحارى والميادين كانت تزدان بالمجالس العلمية والتعليمية. فالعالِم المعروف كان يلقي دروسه في بيته أو في زاوية من المسجد. وقوله صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة»(4). كان أكبر حافزٍ إلى تحصيل العلم وتلقيه في الغالب. فما من مسلمٍ إلا ويعدُّ نشر العلم والتعليم والدراسة، ومساعدة طلبة العلم، وتوفير الكتب الدينية والأجهزة التعليمية، و وقف العقارات التي تنفق غلاتها على التعليم والتدريس، و بناء المدارس، وخدمة أهل العلم وطلابه ومدّ يد العون إليهم؛ يعدُّ ذلك كله مما يجلب عليه الخير والبركة والنجاة في الدنيا والآخرة. وأصبح ذلك جزءاً لا يتجزى من حياة المسلم شأنَ غيره من متطلبات الحياة ولوازمها. و يستوي فيه وزير الدولة وقاضيها، و مفتيها، و ولاة الوظائف الحكومية الأخرى. ولايلهي أحداً منهم هذه الوظائف عن القيام بواجبهم تجاه التعليم والدراسة.

       وبما أن المساجد كانت تستخدم لهذا الهدف النبيل دون عائق في ذلك العهد؛ فإن عامة المساجد القديمة تحتضن  أبنية يمكن استخدامها كقاعات وفصول دراسية بالإضافة إلى السكن الطلابي. فقد ألفى المسلمون المسجد النبوي – على صاحبه ألف ألف تحية – خيرمثال يحتذون به في ذلك. و ناهيك دليلاً على ذلك «الجامع الأزهر» في «مصر»، و«جامع قزوين»، و«جامع الزيتونة» في «المغرب».  ولا تزال مهد العلم والتعليم والتدريس. وأسلفنا أن  الهند – مدنها وقصباتها – كانت و لاتزال زاخرة بالمساجد التي تحيط بجوانبها الثلاثة مجموعةٌ من الجحرات الصغيرة والكبيرة، و الأروقة. وخيرشاهد على ذلك «المسجد الفتح فوري» بـ«دهلي». والذي لا يزال حجراته و أروقته تستخدم كفصول دراسية وسكن طلابي. و«جامع وزير خان» بـ«لاهور»، و«مسجد إتاله» بـ«جون فور» غيضٌ من فيض من تلك المساجد التي كانت تشكل معاهدَ ودورَ علم عظيمة في عهدها(5). وهذه الدار – دار العلوم/ ديوبند – نشأت – أول ما نشأت – في بعض المساجد، وقضت عقداً من عمرها في رحابه.

       و أما القيام على طلبة العلم، وكفالة طعامهم وإقامتهم في ذلك العهد فيشرحه الشيخ غلام علي آزاد البلغرامي(6): «إن أهل الخيركانوا يهتمون بطلبة العلم في كل قرية من القرى، ويعدون مدَّ يد العون إليهم ومساعدتهم سعادةً لهم، ومما يجلب عليهم الخير والبركة»(7).

       وشهدت الهند في القرن الثاني عشر الهجري فنتةً عارمةً، حيث بدأ الحكم الإسلامي ينهار، كما خمدت نشاطات المسلمين العلمية في حين كان الملك محمد شاه(8) (حكم1131- 1161هـ = 1718- 1748م) يتبوأ عرش «دهلي»، والذي عرف بـ«الملك الضليل» بسبب عبثه، وغوايته، وإكثاره من شرب الخمور، ورغم ذلك كله كانت مدرسة الإمام ولي الله الدهلوي(9) – التي دوى صوتُها وصيتها في كل ناحيةٍ من نواحي شبه القارة الهندية، وعمَّها خيرُها وشملها – كانت حسنةً من حسناته، ونموذجاً حياً لما كان يمتازبه هذا الملك من الإنفاق على العلم وأهله. ويقول صاحب كتاب «وقائع العاصمة «دهلي»:  كانت هذه المدرسة في يومٍ من الأيام عظيمةً وشامخةً، تعدُّ من دور العلم الكبيرة»(10).

       وفي عهد الشاه عبد الرحيم(11) – والد الشاه ولي الله الدهلوي –  كانت هذه المدرسة حيث ضرائح هؤلاء اليوم، والذي يطلق عليه «المهديان». ثم تزايد عدد الطلاب في عهد الشاه ولي الله فضاقت المدرسة عليهم برحبها، فمنحه الشاه محمد قصراً عظيماً يخدم هذا الهدف. و ذلك في منطقة «زقاق جيلان». ويقول صاحب كتاب «وقائع العاصمة: «دهلي»: وتعرضت المدرسة للخراب والدمار أيام الغدر، وأحدثت بيوتات يملكها الناس اليوم، إلا أن الحي ظل يطلق عليه «مدرسة الشاه عبد العزيز» ليومنا هذا».

       وفي الربع الأول من القرن الثاني عشر الهجري بعد ما لقي الملك شاه جهان بهادر الأول ربه عام 1118هـ =1706م، بدأ الحكم المغولي ينهار في الهند، وأخذ العلم ينضب معينه فيها، و خاصة العلوم الدينية التي كانت تمر بمرحلةٍ عصيبةٍ من عمرها، ويلمح إلى شيءٍ من ذلك المنهجُ الدراسي السائد آنذاك مما سيأتي ذكره لاحقاً. فأصبحت مدارسنا الإسلامية تفضِّل العلوم العقليةَ على علوم التفسير والحديث والفقه، وتعتبرها مقياساً لكمال المرء ونبوغه في العلم، وعادت كتب الفلسفة من «صدرا»، و«شمس بازغة» و«شرح المطالع»(12) وشروحها وحواشيها، يوزن بها معاهدنا الإسلامية علماً وبرعةً وفضلاً، كأن المنهج الدراسي ليس إلا تلك العلوم و الفنون. ولم يحظَ العلوم الإسلامية بالعناية والاهتمام، اللهم إلا الفقة الإسلامي، ولم يكتب له – هو الآخر – إلا قليل من الحظ والعناية، وطوي بساط علم التفسير والحديث لحدٍ كبيرٍ. قال الشيخ مناظر أحسن الكيلاني(13) نقلاً عن «ملفوظات عزيزي»(14): «وأما ميرزاهد – الذي لقي كتابه قبولاً حسناً، وشعبيةً منقطعة النظير بزوائده الثلاث، والذي أخذ عليه الشاه عبد الرحيم الدهلوي المنطق والفلسفة – فكان يتولى وظيفةً دينيةً هامةً في عسكر الملك «عالم كير»(15) وهي ولاية الاحتساب، وهذه الوظيفة تمتّ بصلةٍ مباشرةٍ إلى الفقه وفروعه وتفاصيلها، ومن العسير جداً أن  بعض أمراء الجند يقرأكتاب «شرح الوقاية» على ميرزاهد هذا؛ إلا أنه كان لا يرضى بإلقاء درسه مالم يحضر مجلسه جدي الشيخ عبد الرحيم(16).

       وحاصل القول إن المنطق والفلسفة كانت لهما الجولات والصولات في المدارس الإسلامية في الهند، يستنفد دراستهما معظم أوقات طلبة العلم.

*  *  *

الهوامش:

(1)    هو علاء الدين الخلجي (… – 716هـ = 1316م ): ثاني السلاطين الخلجيين بالهند. حكم من(696- 716هـ =1296– 1316 م ). و نصَب نفسه على عرش الهند في دلهي سنة (695 هـ = 1295م). لما استقرت الأمور له  بدأ يتجه لشؤون الدولة الحربية، ويعنى بالنواحي الاجتماعية، وكان من خيار السلاطين وأهل الهند يثنون عليه كثيراً، وكان يتفقد أمور الرعية بنفسه، ويسأل عن أسعارهم، و يحضر المحتسب. ويذكر أنه سأله يوماً عن سبب غلاء اللحم، فأخبره أنه ذلك لكثرة المغرم على البقر فأمر برفع ذلك، و أمر بإحضاره التجار و أعطاهم الأموال وقال لهم: اشتروا بها البقر والغنم وبيعوها، ويرفع ثمنها لبيت المال، ويكون لكم أجرة على بيعها ففعلوا ذلك.وكان سلطانًا قويًا طموحًا، نجح في دفع الخطر المغولي عن بلاده، وقاد جنده في فتوحات متصلة، حتى أظلت رأية الإسلام شبه القارة الهندية كلها لأول مرة في التاريخ.راجع: تاريخ الإسلام في الهند 2/117؛ ورحلة ابن بطوطة 1/214؛ وen. Wikipedia.org/wiki/Main_Page

(2)    هو أبو المظفر ناصر الدين محمد همايون (913- 963هـ = 15081556م): ثاني أباطرة المغول والذي حكم «أفغانستان» الحالية، و «باكستان» وجزءاً من شمال الهند في الفترة من (15301540) و مرةً ثانيةً في الفترة (15551556). و فقد مملكته مبكراً؛ ولكنه بمساعدة الإمبراطورية الفارسية استطاع أن يرجع مرة أخرى. وفي عشية وفاته امتد اتساع الإمبراطورية المغولية ما يقرب من مليون كيلومتر مربع. راجع: تاريخ الإسلام في الهند2/181؛و  en.wikipedia.org/wiki/Main_Page

(3)    هندوستان كي قديم اسلامي درسكاهين ص 10- 12.

(4)    رواه ابن ماجه في السنن في الافتتاح باب فضل العلماء [224] بدون قوله: «ومسلمة». في الزوائد: إسناده ضعيف لضعف حفص بن سليمان. وقال السيوطي: سئل الشيخ محي الدين النووي – رحمه الله تعالى – عن هذا الحديث فقال: إنه ضعيف أي سنداً. وإن كان صحيحاً أي معنى. وقال المزي: هذا الحديث روى من طرق تبلغ رتبة الحسن. وهو كما قال. فإني رأيت له خمسين طريقاً وقد جمعتها في جزء. انتهى كلام السيوطي. راجع أيضاً: الدر ر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة 1/299.

(5)    وما شهدته أوربا من المعاهد العلمية العظيمة تعود نشأتها إلى المراكز الدينية و الروحية من الكنائس والزوايا. فجامعة «كيمبرج» و جامعة «آكسفورد» وأمثالهما لم تنشأ إلا في الكنائس والزوايا. (المؤلف)

(6)    هو علي آزاد بن نوح الحسيني، الواسطي، البلكرامي، الهندي، الحنفي (غلام علي آزاد) (1116 – 1194 هـ = 1704 – 1780م) عالم، أديب، شاعر، وُلد في «بلكرام» وتوفي في «أورنك آباد». من كتبه: «سبحة المرجان في آثار هندستان – ط»، و«الأشكال- خ» و«شفاء العليل-خ»، و«تسلية الفؤاد –خ» و«غزلان الهند» و«ضوء الدراري»، و«مآثر الكرام في تاريخ بلكرام». وله «ديوان شعر – خ» كبير، في عدة أجزاء، ولم يظهر قبله في شعراء الهند من له ديوان عربي مثله. راجع: نزهة الخواطر6/209؛ الأعلام 6/121؛ ومعجم المؤلفين7/32.

(7)    مآثر الكرام ص222 ط: مطبعة مفيد عام، آكره، عام 1228هـ =1910م.

(8)    هو محمد معظم بن أورنك زيب ( 1053- 1123هـ = 1644-  1712م ) الابن الثاني للإمبراطور المغولي أورنك زيب، كان اسمه قبل اعتلائه العرش «محمد شاه» تغلب على الملك بعد حرب ضروس مع أخيه «كام بخش» وهزمه  عام 1709م، وتغلب على الشيخ الثائرين الذين  رفعوا رؤوسهم لأول مرة  على مسرح السياسة الهندية. راجع: وتاريخ الإسلام في الهند للنمر ص 290  .

(9)    أحمد بن عبد الرحيم بن وجيه الدين بن معظم المعروف بشاه ولي الله الدهلوي، الهندي، العمري، الحنفي (1114- 1176هـ = 1702 – 1762م) شيخ الإسلام وإمام المجددين في الهند، جمع بين العلم والتصوف وبلغ في كل منهما شأوا عظيماً. قام بترجمة معاني القرآن الكريم ولم يبال بالمعارضين له. حاول إنقاذ حالة الحكم الإسلامي من الضعف ومن تلاعب الملوك ولهوهم. ولد وتوفي في دهلي. له تصانيف في غاية من السمو العقلي و الديني، منها: «فتح الخبير بما لابد منه حفظه في التفسير»، و «حجة الله البالغة»، و«الإنصاف في بيان سبب الاختلاف»، و«عقد الجيد في أحكام الاجتهاد و التقليد»، و«الفوز الكبير في أصول التفسير». راجع: والأعلام للزركلي1/272؛ وإيضاح المكنون 1/65، ومابعدها، وتاريخ الإسلام في الهند للنمر ص 322.

(10)  وقائع العاصمة: دهلي 2/173.

(11)  هو العارف عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي (… – 1131هـ ):  من وجوه دلهي وأعيانها، ولد ونشأ بدهلي وقرأ  الكتب الدرسية على  أبي الرضا محمد الدهلوي و القاضي محمد زاهد بن محمد أسلم الهروي، وكان غرةً زاهرةً في جبين المعالي وحسنةً من حسنات الأيام والليالي قد وقع الاتفاق على كمال فضله بين أهل العلم والمعرفة، وانتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس. وله مصنف لطيف في السلوك توفي يوم الأربعاء 12من صفر، وله77 سنة. راجع: نزهة الخواطر6/747.

(12)  الشمس البازغة – في الحكمة للشيخ محمود بن محمد الجونفورى الهندي الفقيه الحنفي المتوفى سنة 1062.

(13)  هو السيد مناظرأحسن الكيلاني (1310- 1375هـ  =1892- 1956م): كاتب وباحث إسلامي، من أوعية العلم والمعرفة، اشتهر بدراساته المتأنية الواعية للحديث النبوي وتفسير القرآن الكريم، والنظام التعليمي والتربوي الإسلامي في الهند. نسبته إلى «كيلان»- منطقة في ولاية «بيهار» شرق الهند – بها ولد وترعرع وبدأ دراسته على علمائها ليتخرج في جامعة «دارالعلوم، ديوبند». عمل محرراً – بالنيابة – لجريدتى: «القاسم»، و«الرشيد» الصادرتين عن الجامعة ثم عمل أستاذاً في الجامعة العثمانية بـ حيدرآباد، الهند حتى لقي ربه. له مؤلفات قيمة غزيرة المواد، نُقلت معظمها إلى اللغة العربية، منها: «المسلمون في الهند ونظامهم التعليمي والتربوي»، و «تدوين الحديث»، و«جمع القرآن» و«النبي الخاتم»، و«الدين القيم». (راجع: مشاهير علماء دارالعلوم لصاحبه المفتي ظفير الدين ص 82، الناشر: اللجنة التحضيرية للاحتفال المئوي لجامعة دارالعلوم، ديوبند، الهند.

(14)  هي أحاديث عفوية للشيخ عبد العزير بن الشاه ولي الله الدهلوي، تم جمعها ونشرها.

(15)  سبق ترجمته

(16)  راجع: ملفوظات عزيزي ص 82، نقلاً عن مجلة الفرقان — الأردية – العدد الخاص بـ شاه ولي الله الدهلوي، وكمالات عزيزي ص 14 ط: المطبع الهاشمي ميروت، الهند، عام 1897م .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، شعبان 1433 هـ = يونيو- يوليو 2012م ، العدد : 8 ، السنة : 36


(*)     المدرس بالجامعة   Email: almubarakpuri@gmail.com

Related Posts