دراسات إسلامية
بقلم : الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي (*)
الزوجة في اللغة العربية:
كلمة «زوج» تقال في الرجل، وتُقال في المرأة. فهما زوجان. واختصت المرأة بإضافة تاء التأنيث إلى الكلمة (زَوْجَة) لذا تقول العرب: الرجل زوج المرأة والمرأة زوج الرجل.
وفي التنزيل العزيز: «فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ»- الأنبياء:90- وفيه «وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثٰى» – النجم: 45- وفيه «وَقُلْنَا يآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ»- البقرة: 35– وفيه «فَقُلْنَا يآدَمُ هذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يخرجنكم مِنَ الجَنَّةِ فتشق»- طه : 117- وفيه «فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى»- القيامة : 39»
وفي لغة العرب أسماء أخري تقال في الزوجة:
فالجارة: زوجةُ الرجل وهو جارهُا، قال الأعشى:
يا جارتا ما أنت بجارة باتت لتحزننا عفاره
وقيلت كلمة «جارة» أيضاً في المحبوبة، وفي الضرة..
وسموا المرأة الزوجة باسم العجوز، قال الأزهري «العرب تقول لامرأة الرجل، وإن كانت شابةً، عجوزةً، وتقول للزوج وإن كان شاباً شيخاً» قال: وقلت لامرأة أعرابية كان زوجها يحلب ناقةً «حالبي زوجك» فتذمّرت وقالت: هلاّ قلت: حالبي شيخك؟
وقالوا في الزوجة «قعيدة» فقعيدة الرجل وقعيدة بيته امرأته، قال الشاعر: «لكنْ قعيدة بيتنا مجفوّة».
وقال الحطيئة في امرأته:
أطوف ما أطوف ثم آوي إلي بيت قعيدته لكاع
وقالوا: مَنْكح، أي زوجة، لأنها موضع النكاح.
قال الأصمعي: حدثني ابن أبي الزناد عن عروة بن الزبير قال: «ما رفع أحد نفسه – بعد الإيمان بالله بمثل- مَنْكح صدق. ولا وضع أحد نفسه – بعد الكفر بالله بمثل- مَنْكح سوء».
وقالوا فيها: الحليلة «الحليلة الزوجة التي أحلت بعقد النكاح».
وقالوا فيها: القرينة.
وقالوا فيها: ابنة العم.
وقالوا فيها الصاحبة.
ويقال في بعض بلاد المغرب: «شيبانة» يقولها الوَلَد عن أمه، والزوج عن زوجته، وأصلها من الشيب (سنّاً ووقاراً).
ومن الكنايات الشهيرة عن الزوجة:أم العيال، والحاجة، وستُ البيت، وأم البنين.
* الزوجة في التراث العربي الجاهلي:
لم تكن الجزيرة العربية بمعزل عن العالم المتحضر القديم كما كان يظن البعض قبل فترة وجيزة من الزمن، مرجع هذا الظن أن بعض قدامي مؤرخي العرب الأولين لم يحفلوا بتاريخ هذه الفترات الموغلة في القدم، ولم يعنوا بتقص تاريخها إلى أن ظهرت المئات من النقوش والكتابات التي عثر عليها المنقبون، والتي أفادت كثيراً في التعرف علي تاريخ العرب الجاهلين.
ويصف المؤرخون هذه الفترة في حياة العرب بالجاهلية والمقصود بها الجاهلية بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقتصر الجهل على النبوة فقط؛ بل شمل الجهل بالنواحي السياسية والاقتصادية والثقافية حيث أثبتت الحفريات وعلوم الآثار وجود مدنيات عربية قديمة سابقة لهذه الفترة يرجع تاريخها إلى ألفى عام من قبل ولم يتعرف عليها شعوب هذا العصر الذي سمي بالعصر الجاهلي.
كان للمرأة كزوجة مكانتها في المجتمع الجاهلى فقد كانت شريكة الرجل في حياته في السلم والحرب، ولذلك كانت موضع تقديره ورعايته وإعزازه، وكما كانت الزوجة محل إعزاز الزوج، فقد كان الزوج كل شيء في حياة الزوجة، فكانت ترعاه، وتخاف عليه من القتل، فإذا قُتل أو مات ناحت عليه وحزنت أكثر من حزنها على أقرب الناس إليها، وليس أدل على ذلك مما فعلته – حمنة بنت جحش على أثر هزيمة المسلمين في أحد، فلما أبلغت باستشهاد خالها – حمزة – عم النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «إنا لله وإنا إليه راجعون، غفر الله له ورحمه، هنيئاً له الشهادة» ولم أخبرها الرسول بمقتل أخيها- عبد الله – قالت: «إنا لله وإنا أليه راجعون، غفر الله له ورحمه، هنيئاً له الشهادة» فلما أبلغها الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتل زوجها مصعب بن عمير، قالت: «واحزناه» ويقال أنها قالت: «واعقراه» فعلق الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: «إن للزوج من المرأة مكاناً ما هو لأحد». وقد تزهد المرأة الزواج مرةً ثانيةً بعد قتل زوجها وتقضى بقية حياتها وفيه لذكراه، وقد تترهب كما فعلت – هند بنت النعمان ابن المنذر- لما قَتل أبوها زوجها – عدي بن زيد- فحبست نفسها، وأبت أن تتزوج.
والمرأة في السلم تقضى وقتها بين مساعدة زوجها في الزراعة إذ كانت تعيش في مناطق زراعية، أو في الطهي وإعداد الطعام لزوجها وحلب الأغنام، أو تقوم بغزل الصوف ونسجه، وكثيراً ما كانت تحترف بعض الأعمال التي تكتسب من ورائها مالاً تعتمد عليه في حياتها كالتجارة أو الرضاع أو الغناء أو النسيج أو تقويم الماح أو دبغ الجلود. أما في الحرب فكانت تصحب زوجها فى الغزو لتشجيعه على القتال واستثارة نخوته، أو تداوى الجرحى، أو تسقى المقاتلين، وفى بعض الأحيان كانت تشترك فى القتال، مثل «نسيبة أم عمارة بنت كعب المازنية» التي دافعت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، ومثل الربيع بنت معوذ بن عقية الأنصارية، وصفية بنت عبد المطل، وخولة بنت الأزور.
والحقيقة أن النظرة القويمة إلى المرأة، والتشرف بصونها والاستقتال في حمايتها خلق عربي لا تكاد أي أمه تعرف عنه شيئاً:
يقول الشاعر الجاهلي «عمر بن كلثوم» في معلقته:
على آثارنا بيض حسانٌ نحاذر أن تقسمَ أو تهونا
إذا لم نحمهن فلا بقينا لشئ بعدهن ولا حيينـا
ولقد أنف الشاعر العربي من رجال قساة يضربون أزواجهم فقال فيهم:
رأيت رجالاً يضربون نساءهم
فشلّت يميني يوم اضرب زينبا
أأضربها من غير ذنب أتت به
وما العدل مني ضرب من ليس مذنبا
فزينب شمس والنساء كواكب
إذا طلعت لم تبد منهن كوكبا.
* الزوجة في التراث الإسلامي:
* الزوجة في القرآن الكريم:
الزوجة رفيقة درب زوجها في مشواره وهي سكن له كما هو سكن لها، وهي – إذا أصلح الله شأنها – ينفض الرجل علي شواطئها متاعبه ومعانياته.
قال تعالى: «وَمِنْ كُلِّ شَيْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُوْن» (الذاريات: 49)، وقال: «سُبْحَانَ الذِيْ خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضَ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُوْن» (يس: 36)
فكم هي رائعة السنة الشرعية التي سنها الله في مخلوقاته حتى لكأن الكون كله يعزف نغمًا مزدوجًا. والزواج على الجانب الإنساني رباط وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وتتحقق به السعادة، وتقر به الأعين، إذا روعيت فيه الأحكام الشرعية والآداب الإسلامية. قال تعالى: «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِيْنَ إمَامًا»(الفرقان: 74).
وهو السبيل الشرعي لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة الكبيرة، فالزواج في الشريعة الإسلامية: عقد يجمع بين الرجل والمرأة، يفيد إباحة العشرة بينهما، وتعاونهما في مودة ورحمة، ويبين ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات.
فالزوجة مع زوجها عماد الأسرة؛ لأن من آيات الله البالغة أن يجد كل من الرجل والمرأة علي السواء شريكاً له في مسيرة الحياة يفضي إليه بمكنون أسراره، ويطمئن إليه، ويجد راحته النفسية بجواره، فما كان الله ليدع الرجل تحت أثقال الحياة حتى يخلق له من يدفع عنه هموم نفسه ويحتمل دونه الكثير من المتاعب ويضيء له ما بين يديه من شعاب العيش، فخلق له المرأة، المرأة التي غايتها من صفاء النفس ونقاء السريرة والقلب، قال تعالي: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوْا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَّرَحْمَةً»( الروم:21)، فالمودة والرحمة والسكينة: هي أصدق الأوصاف والصفات وأجملها في وصف العلاقة الزوجية.
كما أمرنا تبارك وتعالي في الذكر الحكيم بمعاملة المرأة بالإحسان ونهانا عن القسوة والغلظة: «…وَعَاشِرُوْهُنَّ بِالْـمَعْرُوْف» ( النساء: 19)، «…وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِيْ عَلَيْهِنَّ بِالْـمَعْرُوْف وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً وَاللهُ عَزِيْزٌ حَكِيْم»(البقرة: 228).
* الزوجة في السنة النبوية:
رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في الزواج، وحثَّ عليه، وأمر به عند القدرة عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أي: القدرة على تحمل واجبات الزواج) فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء» (أي: وقاية وحماية) (متفق عليه)
كما أن الزواج سنة من سنن الأنبياء والصالحين، فقد كان لمعظم الأنبياء والصالحين زوجات.
وقد عنَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ترك الزواج وهو قادر عليه، ونبه إلى أن هذا مخالف لسنته صلى الله عليه وسلم ، عن أنس -رضي الله عنه- قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخْبِرُوا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا، فإني أصلي الليل أبدًا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال آخر: أنا أعتزل النساء، فلا أتزوَّج أبدًا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني» (متفق عليه).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي».
وقال صلى الله عليه وسلم: «من اتخذ زوجةً فليكرمها».
وجاءت توصيات جبريل عليه السلام إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مؤكدّةً لحق الزوجة قال صلى الله عليه وسلم: «أوصاني جبريل عليه السلام بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة».
ونهى صلى الله عليه وسلم عن استخدام القسوة مع المرأة ، وجعل من حق الزوجة عدم ضربها والصياح في وجهها، ففي جوابه على سؤال «خولة بنت الأسود» حول حق المرأة قال: «حقك عليه أن يطعمك ممّا يأكل، ويكسوك ممّا يلبس، ولا يلطم ولا يصيح في وجهك».
وقال صلى الله عليه وسلم: «خير الرجال من أُمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم، ويحنّون عليهم، ولا يظلمونهم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في (فم) امرأتك» (متفق عليه).
* مكانة الزوجة المسلمة وفضلها:
والزوجة المسلمة مستهدفة دائماً لإلصاق الرجعية بالإسلام والذين يفعلون ذلك لم يقرأوا دورها العظيم منذ فجر الدعوة إلى الإسلام، فاللزوجة مكانه في تاريخ الإسلام ما ليس لها في تاريخ العالم كله حتى الحديث فعلى الرغم من الدعوة العريضة لتحرير المرأة الزوجة ورفع الظلم عنها في أمريكا وأوروبا وعلى الرغم من وجود زوجات مدرسات وطبيبات لم تنبغ فيهم المرأة الزوجة التي تكون لكبار الرجال إماماً يأخذون عنها أو قدوة بينما نجد في مختلف عصور الإسلام زوجات لهن أثر بالغ خلده التاريخ حيث كن للرجال والنساء قدوةً، فكانت أول من علم بالرسالة وكانت سكناً لزوجها الذي اختاره الله لإحداث هذا الانقلاب الخطير في نظم الحياة وهي التي بشرته صلى الله عليه وسلم أن الله سيكتب له النصر في مهمته ولن يخذله الله أبدًا، وهي أول شهيدة في الإسلام كما استجابت الزوجة المسلمة لأمر ربها فرافقت زوجها عند الهجرة إلى الحبشة وهاجرت معه إلى المدينة في طريق موحش غير أمنه هاجرت بغير زاد متعرضةً للجوع والعطش والموت ولم تقل ما يقوله النساء «كيف أترك أهلي وعشيرتي وجيرتي وأحبتي وأنا آمنة في كنفهم ناعمة بصحبتهم وأذهب مع زوجي إلى مصير مجهول» لم تقل هذا؛ ولكنها صاحبت زوجها إلى مغتربة راضية وباعت راحتها لتوفير له راحته وما ذلك إلا من أثر الإيمان الذي خالط بشاشتة قلبها والعقيدة التي ملكت عليها نفسها والخلق العربي الأصيل الذي يقوم على الوفاء وكرم الصحبة والمروءة والتعاون إلى جانب ذلك برزت الزوجة المسلمة في مواقف في تاريخ العالم سجلها التاريخ ووعاها جيداً.
ويمكن تلخيص العلاقة بين الرجل الزوج والمرأة الزوجة في الإسلام أنها التواد والتراحم الذي أساسه الخلق الزاكي، والحب السيّال، والإيثار الذي يرجح الفضل على العدل والترفّع عن ملاحظة الصغائر!
أما الطلاق فالملاحظ أن الإسلام شديد الحرص على مزج التشريع بالتربية الأخلاقية والأحكام العملية بالآداب النفسية ففي سورة النساء الصغرى – الطلاق- نجد «سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا» ( آيه: 7) و «وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» (أيه :4) ومثل «مَن يَّتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا» ( آيه :5) والويل للبيوت إذا تركت منطق الدين والخلق واتجهت إلى القانون والقضاء.
إن المجتمعات في الشرق والغرب اعترفت بأن الطلاق قد يكون ضرورةً نفسيةً واجتماعيةً، وأنه ليس سوطاً في يد الرجل؛ بل قد يكون فكاكاً لإسار المرأة الزوجة.
ولكن الأمة الإسلامية في أيام اضمحلالها العقلي والنفسي نسيت وظيفة الأسرة وتنشئة الأولاد وبناء المستقبل على الحاضر. وربما علق أحد الناس مستقبل بيته على التوافه من الأمور فيحلف بالطلاق لاهياً عابثاً جاهلاً. ماذا نقول إلا ما قاله الله في هذه الأحوال وهو يختم سورة الطلاق «وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيْدًا، وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْرًا، فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا» (الآيات: 7 و8 و9) ومع هذا فالإصلاح بين الزوجين خير والرسول صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة فكان صلى الله عليه وسلم يسعده كل السعادة أن يصلح بين ابنته فاطمة وزوجها علي. فقد حدثنا رواة السيرة أنه صلى الله عليه وسلم «رؤى ذات ليلة وهو يسعى إلى دار ابنته «فاطمة» مهموماً قلقاً على أثر خلاف وقع بينها وبين زوجها فأمضى هناك وقتاً ثم خرج ووجهه الشريف يفيض بشرًا فقال قائل من الصحابة: يا رسول الله! دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك فأجاب صلى الله عليه وسلم: وما يمنعني وقد أصلحت إلى أحب أثنين إلي:»
* جوانب تفضيلية للمرأة الزوجة في الإسلام:
من عناية الإسلام بالمرآة أن جعل لها الحرية في أمرين: هما أهم أمورها لديها وهما الزواج والمال وليس لأحد أن يجبرها على زواج من تكره ولها أن ترفض ما لا ترضى. وجعل لها مطلق الحرية في مالها دون نزاع أو تسلط بالإضافة إلى جملة جوانب تفضيلية منها:
– جعل الإسلام المرأة مخطوبةً:
قال تعالى: «ولاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيْمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِيْ أَنْفُسِكُمْ ..» ( البقرة : 235) والمخطوبة مطلوبة، والمطلوبة مرغوبة، والمرغوب يسعي إليه الآخرون ولا يسعى هو إلى أحد!.. فيأتي لطلب يدها من أهلها، من أعيان الرجال: العلماء، والأشراف، وذوو الوجاهة، وذوو المروءة والمكانة. هذا في مقابل ما فعلته بها المدنية الحديثة؟.
جعلتها تسعي هي إلى الرجل، فتعرض عليه نفسها عرضاً، وتحاول أن تستهويه بإظهار المفاتن، وقد يُعرض عنها، فتصبح (مرفوضة) بعد أن كان الرفض بيدها وهي مخطوبة، والطلب من غيرها!!.
ومن كان هذا شأنها ستجعل الرجل – ولو بعد الزواج- ينظر إليها نظرة استعلاء لما بذلته له من كرامتها، و نظرة ريبة لما بدأته من طلبها إياه لنفسها، فسيتصور أنها فعلت ذلك مع غيره!. ولا يستبعد منها فعل ذلك في كل حين – ولو بعد زواجها منه- فالمعتاد يستسهل تكرار العادة!
– أبقي الإسلام صلتها بذويها، ترثهم ويرثونها:
قال تعالى: «لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً»( النساء :7).
وتحمل اسم أبيها في انتسابها… وتعود إلى بيته إن لم توفق في زواجها.
– فرض الله المهر لها دونه:
قال تعالى: «قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِيْ أَزْوَاجِهِمْ..» ( الأحزاب: 50) فالفرض الذي فرضه الله تعالى عليهم لهن؛ ولذلك قالوا: هو تعظيم لأمر النكاح بنص الكتاب، فالاشتغال به أولى من الاشتغال بالعبادة النافلة. على رأى بعض المذاهب الفقهية. ولا يقال إن المهر هو – ثمن البضع- فذلك مما لم ترد به النصوص؛ بل النصوص تخالف ذلك على ما سنذكر، والقواعد الشرعية لا تسعفنا في جعل المهر ثمناً؛ لأن الثمن يجب أن يكون متوازناً مع المثمن، ولا أدري كيف يتحقق ذلك في استحقاق المرأة لنصف المهر إذا حصلت الفرقة – لأي سبب كان – قبل الدخول فأين البضع؟!.
* حكمة فرض المهر؟؟
المهر هو هدية من الزوج للزوجة، وتحديد هذا الوصف للمهر هو ما نص عليه القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً» ( النساء : 4).
أي أعطوا ما تعطون للنساء عند الزواج على سبيل الهدية، وليس على سبيل المعاوضة، فالصدُقات هو لغةً في الصداق.
والصداق: برهان من الرجل على صدق نيَّته في توجهها إلى إتمام العقد وإبرامه، وبعكس ذلك سوف يشغل النساء كلَّ يوم بخِطبة غير جادَّة؛ لأنه لا يُضار لا مادياً ولا معنوياً!.
وهذا المهر أو الهدية أو الصداق، برهان من الزوج لزوجته المقبلة عند طلب يدها، بأنه: أصبح كاسباً بعد إذ كان ينفق عليه أبوه، أو أهله. وأنه ممن تطيب نفوسهم بالإنفاق، وليس ممن يكنزون ما يردهم ويحجبونه عن أعز من يعزُّونه، فهو ليس شحيحاً، ولا مُمسكاً، ولا بخيلاً. فهكذا نجد أن الرجل هو الذي يبرهن على ما ذكرنا، ويضعه بين يدي المرأة، وهي التي تقبل أو ترفض!.. أليس هي الأرفع في مثل هذه الحالة؟!
وما ورد في بعض الآيات من لفظ الأجر فالمقصود به «المهر» لا غير، فهو يعني المجازاة، والمكافأة.. وليس الثمينة كما في أجرة الدار والسيَّارة.. وقد سميَّ الله سبحانه وتعالى ما يُكافئ به العبد عن الطاعة – أجراً- فهل العبد مستأجرٌ لله لكي يقوم بعبادته؟؟!
جعلت الشريعة الإسلامية نفقة الزوجة على زوجها وإن كانت غنيةً، وذلك جزاء الاحتباس له، وهو من توازن التبعات الدقيق في الشريعة الغرَّاء.
وإن لم تكن متزوجةً، فنفقتها من مالها إن كانت غنيةً، وإلا فنفقتها من مال عصبتها- أقاربها من الذكور- لأنهم يرثونها إن كانت غنيةً، وهذا توازن آخر.
يقول تعالى: (..وعلَى الْمَوْلُـودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْــرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَــا وَلاَ مَوْلُــودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذلك ..) ( البقرة :233)
فهي غير ملزمة بالكسب، ولا تُحمَّلُ أعباؤه، ولا الخروج لأجله، مع ما في ذلك من مشقة غير منكورة، وتحمل مضايقات الرجال، أو تلصصهم عليها بالنظرات لإشباع نهمهم، فصانها منهم، ورفعها عليهم، فهم يسعون بين يديها، وتبقى هي درةً مكنونةً، وسيّدةً مصونةً! ولأجل هذا – وغيره – نُصَّف ميراثها!
نعم إن خرجت للكسب جاز بحسب الأحوال، ووفق الضوابط الشرعية، وإنما رفع الإلزام عنها، ولم يرفع الجواز عند الحاجة.
وعلى الرجل إسكان الزوجة على سبيل الوجوب. يقول تعالى (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى، ِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)( الطلاق : 6و7)
بل حتى لو طلقت المرأة فتبقى لها حقوق كثيرة منها قوله تعالى ك (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ..) و(فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) (الطلاق :1 و2).
* رثاء الزوجة في الشعر العربي:
دخان الحزن هو الشعر، أو القول المؤثر، وهو لا يأتي إلا من نار في القلب مستعرة. فقد جرت العادة أن الإنسان إذا ما فقد عزيز لديه، تكون نفسه مليئةً بالحزن والأسى، مشغولةً بتصور من فقد، فإذا كان يملك طاقةً فنيةً فإنه يخفف عن نفسه بالشعر ينشده فيعبر به عما يجيش في نفسه من لوعة واكتئاب. وكثيرًا ما يكون الرثاء من الشعر الخالد؛ لأن البشرية تكاد تتشابه في مثل هذا الحال.
والرثاء يكون على فقيد في العادة من أهله وقومه وذوي قرباه أو ممن ينزلون منه منزلة النفس والأهل ممن يحبهم ويؤثرهم، وهذا النوع هو أصل الرثاء، والمصائب كثيرة، ولكن مصيبة الموت فيها ما ليس في غيرها، يقول الحكماء: أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء، والميت لا ترجي عودته، ولهذا تكبر المصيبة في الميت إذا كان عزيزًا. وليس هناك أعز من الزوجة رفيقة الدرب وأنس الوحشة وأم الأولاد.
ورثاء الرجال للنساء في الشعر العربي القديم يعد قليلاً؛ لأن العربي عرف بجلده وصبره وعزوفه عن الحديث عن المرأة المَحرَم، وهذا يفسر ندرة رثاء الرجال لزوجاتهم في الشعر العربي، وإن رثاها البعض يستر اسمها مع أنها زوجته وأم أبنائه، فهذا الطغرائي رثى زوجته كثيراً ولم يذكر اسمها فعبر أكثر من مرة عنها بقوله ـ ستيرتة ـ فالستيرة هي المرأة المستورة، وهذا الوصف يوحي بأن الشاعر قصد أن يجعل زوجته في ستر حتى على صفحات ديوانه المشهور.
وفي العصر الأموي عرفت قصائد خاصة فقط في الرثاء، لكن «جرير» شذ في مرثية زوجته فختمها بهجاء غريمه الفرزدق الذي عاب زوجته – خالدة- ولامه علي رثائها. في قصيدته التي يقول فيها:
لولا الحياء لهجاني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولقد نظرت ، وما تمتع نظرة
في اللحد حيث تمكن المحفار
ثم يصف حاله وسهره بعد فقدها وقد كبرت سنة، وتركت له صغارًا ضعافاً لا تزال معلّقةً في أعناقهم التمائم:
ولّهت قلبي إذ علتني كبرة
وذوو التمائم من بنيك صغار
أرعي النجوم ، وقد مضت غوريّة
عصب النجوم كأنهن صوار.
(الصورا : قطيع بقر الوحش)
ثم يصف خلقها الكريم ورعايتها له وجمالها الساكن الوقور فيقول:
كانت مكرّمة العشير ولم يكن
يخشي غوائل أم حزرة جار
ولقد أراك كسيت أجمل منظر
ومع الجمال سكينة ووقار
والريح طيّبة إذا استقبلتها
والعرض لا دنس ولا خوار
وفي العصر العباسي كثر رثاء الزوجات، وأشهر زوج رثى زوجته مسلم بن الوليد( الذي عاش حياةً لاهيةً) بعد دفنه لزوجته لاحظ أصحابه شدة ألمه واستسلامه لأحزانه، فأرادوا حمله على الشراب، حتى يتسلى بالخمر عن مصابه فرد عليهم بقوله:
بكاء وكأس كيف يتفقان
سبيلاهما في القلب مختلفان
دعاني إفراط البكاء فإنني
أرى اليوم فيه غير ما تريان
غدت والثرى أولى بها من وليها
إلى منزل ناء بعينيك دان
فلا حزن حتى تنزف العين دمعها
وتعترف الأحشاء للخفقان
وكيف بدفع اليأس والوجد بعدها
وسهماهما في القلب يعتلجان.
فهذه الزوجة البارة التي أسعدت زوجها في حياتها كانت سبباً في توبته عن مجونه.
وللشريف الرضي أبيات يرثي فيها زوجته بلوعة وحزن فيقول:
ذكرتك ذكـــره لا ذاهل ولا نازع قلبــــه والجنان
أعاود منك عداد السليم فيا ديـــن قلبي ماذا يدان
فيا أثــر الحب إني بقيت وقد بان فمن أحب العيان
وقالـــوا تسل بأتــرابها فأين الشباب وأين الزمان
ولقد استمر رثاء الزوجات شعراً عبر كل العصور، ومن الشعراء المحدثين الذين رثوا زوجاتهم في ديوان كامل-عزيز أباظة- و-عبد الرحمن صدقي- و- محمد رجب البيومي- فعزيز أباظة الذي صعق الحزن قلبه وسعر فؤاده فسكب الدموع وسرعان ما تحولت الدموع إلى ديوان شعر أسماه (أنات حائرة) وهي أنات نفس سعدت بالحياة الزوجية ثم ردت إلى جحيم الفراق وهو فراق أبدي، فمن قصيدته (يوم ميلادي) التي يقول في مطلعها:
أقول والقلب في أضلاعه شَرِقُ
بالدمع لا عدت لي يا يوم ميلادي
نزلت بي ودخيل الحزن يعصف بي
وفادح البثّ ما ينفك معتادي
وكنت تحمل لي، والشمل مجتمع
أنسا يفيض علي زوجي وأولادي
فانظر تري الدار قد هيضت جوانبها
وانظر تجد أهلها أشباح أجساد
فقدتها خلة للنفس كافية
تكاد تغني غناء الماء والزاد
تحنو عليّ وترعاني وتبسط لي
في غمرة الرأي الناصح الهادي
أما «عبد الرحمن صدقي» فيسمي ديوانه (من وحي المرأة)- يقصد بها زوجه وكانت إيطالية متمصرة قارئة واسعة الثقافة دخلت حياته، فملأتها بالنظام والبهجة والإشراق، وجعلته يعود إلي الشعر بعد انقطاع، فلما ماتت كتب في رثائها ثلاثين قصيدة تضمنها هذا الديوان – فلم تكن هذه المرأة شريكة حياته فحسب؛ بل كانت شريكة عقله ونفسه وقلبه، فاعتصر الحزن قلبه عليها فجاء ديوانه مليئاً بالألم والعذاب حمل يوماً إلى قبرها باقة زهر فقال:
أيا زهرتي في الترب بين المقابر
إليك حملت الزهر شاهت أزهاري
حملت إليك الزهر ترويه أدمعي
وتذوبه أنفاسي وحر زوافري
قدمت عليك اليوم أسوا مقدم
سواد بأثوابي سواد بخاطري
على قبرك المرموق أبكي وأرتمي
وأجأر بالشكوى تشق مرائي.
وأما الدكتور محمد رجب البيومي فنراه في ديوانه (حصاد الدمع) يذكر ذكرياته مع زوجته وطبائعها وأخلاقها فيقول:
رفيقه دربي كيف أقطعــه وحدي
ومالي من حول ومــا بي من جهد
أراه طـــويلاً لا تني عثـــراتــه
تعرقل من خطوي وتثلم من حدي
* * *
المــــــــــراجع :
1- القرآن الكريم .
2- موسوعة الحديث النبوي الشريف – الصحاح والسنن والمسانيد – الإصدار الثاني إنتاج موقع روح الإسلام
3- الماوردي- أدب الدنيا والدين- تحقيق مصطفي السقا دار الصحابة 1993م
4- المعجم الوسيط في اللغة: مجمع اللغة العربية القاهرة دار المعارف 1980م
5- عماد الشافعي- مختصر جواهر الألفاظ والتراكيب اللغوية المترادفة-دار أنس بن مالك للنشر والتوزيع 2005
6- أحمد بن عبد ربه الأندلسي – طبائع النساء – تحقيق وتعليق محمد إبراهيم سليم مكتبة القرآن 1985م
7- ابن القيم الجوزية -أخبار النساء – شرح وتحقيق د/ نزار رضا، مكتبة الحياة 1985م
8- د/محمد رضوان الداية- ملامح تراثية في أحوال المرأة العربية – مجلة تراث العدد64 مارس 2004م
9- عياش يحياوي- المرأة في بنية اللغة والبيئة عند العرب- مجلة الرافد أكتوبر 2005
10- صلاح عبد الستار الشهاوي – الأنثى وما يتبعها في اللغة- مجلة الدوحة العدد 26 ديسمبر2009 م
11- الشيخ محمد الغزالى- قضايا المرأة- مكتبة الأسرة 1999
12- د/ عبد المجيد الزنداني – الإسلام وحقوق المرأة السياسية-
13- أ.د/ أحمد شوقي الفنجري في كتابه أحاديث موضوعة في كتب التراث ،تسئ إلى الإسلام وتؤخر المسلمين
14- د/ محمد محروس المدرس الأعظمي – جوانب تفضيلية للمرأة في الشريعة الإسلامية – مجلة الأحمدية العدد 16 المحرم 1425 هـ /فبراير 2004م
15- الأبيات الشعرية والأمثال من قراءات مختارة ومجمعة أضيفت إلي المقال علي عدة مراحل أثناء تدوينه .
والله الموفق…
* * *
(*) مصر – طنطا – دمشيت.
هاتف محمول : 0109356970(002)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، شعبان 1433 هـ = يونيو- يوليو 2012م ، العدد : 8 ، السنة : 36