دراسات إسلامية

بقلــــــــم :     الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي

ترجمة وتعليق:  محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

          وكانت «دهلي»، و«لاهور» و«سيالكوت» و «أحمدآباد» في عهد الملك «شاه جهان» (حكم 1027- 1068هـ = 1627- 1657م)(1) تمثل مراكز العلم والفن، يهرع إليها طلبة العلم من «هرات» و«بدخشان» بالإضافة إلى مناطق شتى في بلاد الهند. وكان الملا كمال الدين الكشميري – الذي تربى عليه العالم المبرز في العلوم العقلية الملا عبد الحكيم السيالكوتي(2) – يشغل مسند التدريس في«سيالكوت».

       وشهد عهد الملك «شاه جهان» تشييد المسجد الفتح فوري، والمسجد الأكبرآبادي. والمدرسة التي كان يحتضنها المسجد الفتح فوري من بقايا ذلك العهد المجيد. وأما المسجد الأكبرآبادي- الذي نزل به الشاه عبد القادر الدهلوي(3) – فقد تعرض للدمار والخراب فيما بعد. وفي المسجد نفسه تلقي العلم كل من الشيخ محمد إسماعيل الشهيد (ت1246هـ =1830م)(4)، والشيخ فضل الحق الخيرآبادي (ت 1278هـ = 1861م)(5).

       وشيَّد الملك «شاه جهان» بالجهة الغربية على مقربةٍ من الجامع مدرسةً عظميةً سماها بـ«مدرسة دارالبقاء» عام 1060هـ =1649م. ثم قُضي عليها في مستهل القرن السابع عشر الميلادي حتى جاء الشيخ المفتي صدرالدين آزرده (ت1285هـ = 1868م)(6) ليبعثه من جديد وينفخ فيها من روحه، ويكفل نفقاتها. وكان بعض مشائخنا على علاقة وطيدة بهذه المدرسة، ومنهم الإمام محمد قاسم النانوتوي(7) الذي نزل بها، وأقام. وشهد عام 1857م فتنةً عارمةً ضد الاستعمار الإنجليزي فاستولى الإنجليز على العقارات التي كانت بحوزة المدرسة، فلفظت نفسها الأخير، ولم يكتب لها أن تشهد النور من جديد.

       وما شهده عهد الملك المغولي «أورنك زيب عالم كير» (1068- 1118هـ =1657- 1706م)(8) من رقي وازدهارٍ علميٍ، في غنى عن البيان والتعريف. فقد قام هذا الملك بإنشاء المدارس في القصبات والقرى بجانب المدن الكبيرة والشهيرة في البلاد. وأقطع القطائع على أهل العلم والتدريس، كما فرض المنح والعطايا لطلبة العلم. فاستنارت الولايات والمحافظات والمدن حتى القصبات والقرى بنور العلم بمساعيه الجميلة  المشكورة.

       ودارالعلوم فرنكي محل بـ«لكناؤ» هذه تعود ذكراها إلى عهده الميمون. فقد منح الملك أورنك زيب، الملا نظامَ الدين (ت1161هـ =1747م)(9) قصراً رائعاً عام 1105هـ =1693م  والذي عُرِفَ بـ«فرنكي محل». وهذه هي المدرسة النظامية التي وضعت منهجاً دراسياً يتبعه المدارس العربية منذ ثلاثة قرون مضت. وهذا المنهج الدارسي – وإن دخله تعديلات لا بأس بها – يعرف ليومنا هذا بـ«المنهج الدراسي النظامي». و «دارالعلوم فرنكي محل» هذه أنجبت علماء بارعين غطى صيتهم الآفاق، وقاموا بخدمات علمية عظيمة في شبه القارة الهندية. وخلف الملا نظامَ الدين فحولٌ من أهل العلم والمعرفة أمثال: مولانا عبد العلي (ت 1225هـ =1810م)(10)، ومولانا عبد الحليم (ت 1285هـ = 1868م)(11)، والملا حسن (ت 1199هـ = 1784م)(12)، وخاتمة هؤلاء: مولانا عبد الحي (ت1304هـ =1886م)(13)، ممن عمروا محافل التدريس والتعليم وزادوها رونقاً وبهاءً، وغطَّت الخدمات الجليلة المتثملة في الشروح و الحواشي والتعليقات على الكتب الدراسية – خاصةً – المدارسَ الإسلامية كلها، ولم تدع ناحيةً من نواحيها إلا غمرها(14).

       سبق أن قلنا: إن الملك «أورنك زيب» شهد عهده نشأة المدارس في القصبات والقرى – كذلك –(15) وشهدت مدينة «ديوبند» – التي كانت يومذاك قصبةً صغيرةً – مدرسةً تحدث عنها بعض الأوامر السلطانية الصادرة من الملك «أورنك زيب». فيقول: «إن الشيخ وجيه الدين بن غفران بناه معارف آكاه الشيخ محمد عارف بن مغفرت بناه بندكي الشيخ محمد إسماعيل – الذي يتصف بالتقوى والصلاح – يخلف والدَه في تلقين الطلبة، وأهل السلوك العلم والذكر في «الخانقاه»(16).

       كما أن «غازي الدين فيروزجنك الأول» (ت1122هـ =1710م )(17) – جد «نظام الملك آصف جاه الأول»(18) – أقام على مقربةٍٍ من البوابة الأجميرية مدرسةً عرفت فيما بعد بـ«كلية دهلي» التي شَغَلَ فيها كلٌ من الشيخ رشيد الدين خان الدهلوي (1243هـ = 1827م)(19) و الشيخ مملوك علي النانوتوي(ت1267هـ =1850م)(20) منصبَ رئيس هيئة التدريس(21).

       كما ينتمي إلى المدرسة نفسها كثيرٌ من كبار علمائنا، ومنهم: الإمام محمد قاسم النانوتوي (ت 1297هـ = 1880م)(22)، والمحدث الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي (ت1323 هـ = 1908م)(23)، و العالم الفاضل الشيخ محمد يعقوب النانوتوي (1249 – 1302 هـ /1833 – 1884م)(24)، والشيخ الجليل محمد أحسن النانوتوي (ت1312هـ =1894م)(25)، والشيخ ذوالفقار الديوبندي (ت 1322هـ =1904م)(26)، و الشيخ فضل الرحمن  الديوبندي (ت1325هـ =1907م)(27). وكانت هذه المدرسة من أبعد دُورِ العلم صيتاً في «دهلي» قبل أن تشهد البلاد ثورةَ عام 1857م ضد الاستعمار الغاشم.

       أضف إلى ذالك أن هذه المدرسة – التي أنشأها «غازي الدين خان فيروز جنك» كانت مثالاً حياً على المدارس حينئذٍ. وإن بناءها الشامخ الفخم يوحي إلى ما كان يتمتع به الملوك المسلمون من المذاق العلمي والهمة البعيدة. والمدرسة تحتضن مسجداً، كان فناؤها المثوى الأخير لمؤسسها غازي الدين فيروز جنك الأول.

       وشهدت مدينة «رام فور» مدرسةً تسمى بـ«المدرسة العالية» التي لاتزال قائمة على مر الدهور. واستدعى «نواب فيض الله خان» – أمير «رام فور»(28) مولانا بحر العلوم الفرنكي محلي (1225هـ =1810م) إلى رام فور وعينه مدرساً بها، كما قام بالتدريس في المدرسة عالمٌ آخرُ وهو«الملا حسن» رحمه الله. فنفقت سوق العلم حقبةً من الدهر بنشاطاتهم التعليمية.

*  *  *

الهوامش:

(1)    هو غياث الدين خُرّم بن جهانكير، المعروف بـ«شهاب الدين محمد شاه جهان» (5 يناير 159222 يناير1666م =1000هـ1067هـ): أحد حكام الهند في القرن الحادي عشر الهجري. أشهر ما ترك «تاج محل»، ضريح زوجته «ممتاز محل». ولد «شاه جهان» من أم هندوكية، وهو ثالث أبناء «جهانكير» وأقدرهم جمعيًا، واتصف برجاحة العقل، والذكاء، وقوة العزيمة حتى كان جدّه «أكبر» شديد الاعتزاز به،وقد عهد إليه أبوه بحكومة «الدكن» حينما علم منه مقدرته على الحُكم، وما أظهره من كفاءة في حرب المخالفين، وما أبداه من حنكةٍ ودرايةٍ حين أرغم المَلِك “عنبر الحبشي” على قبول شروطه بعدما أنزل الهزائم به. راجع: تاريخ المسلمين في الهند ص 243؛ و http: //en. wikipedia. org/wiki /Main _Page

(2)    هوعبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي(…-1760م): أحد مشاهير الهند ، اتفق علماء الآفاق على فضله ، كان عجباً في استحضار المسائل وقوة العارضة وكثرة الدرس والإفادة ،مستقيم العقيدة، صحيح الطريقة ، صادعاً بالحق. وزنه “شاه جهان بن جهانكير التيموري” – صاحب الهند – مرتين بالفضة في الميزان ،ومنحه ما جاء في الوزن وهو كل مرة ستة آلاف من النقود.و اشتغل على الشيخ كمال الدين الكشميري ولازمه مدة. ومن مصنفاته “حاشية على تفسير البيضاوي” و”حاشية على المقدمات الأربعة من التلويح” في الأصول ،وحاشية على”المطول” في البلاغة ،وعلى”شرح المواقف”وعلى “شرح العقائد للتفتازاني “وعلى” حاشيته للخيالي”. توفي بمدينة “سيالكوت” فدفن بها.راجع : نزهة الخواطر5/558.

(3)    هوعبد القادر بن أحمد ولي الله الدهلوي(1167- 1230هـ = 1753- 1814م): عالم زاهد فاضل عابد ذو ورع في الدين ، صادق الفراسة حسن التوسم.أخذ عنه جماعة أجلهم الشيخ/ فضل الحق العمري الخير آبادي.قام الشيخ عبد القادر بالتدريس مدة من الزمان في المدرسة الكبيرة في “دلهي” ، والتي أسستها “أكبرآبادي بيكم” – زوجة “شاه جهان”- سنة 1040هـ في الجامع الكبير الذي بناه من الحجارة المنحوتة ،وفيه دور ومقاصير ومساكن لأهل العلم ثم قلعها الإنكليز عام ا1273هـ فلم يبق لها عين ولا أثر. ومن أعظم ما منَّ الله سبحانه عليه أنه وفق لترجمة القرآن الكريم وتفسيره في لغة أهل الهند ، وقد اعتنى بها العلماء.راجع: الهند في العهد الإسلامي للعلامة عبد الحي ص 433-434 ط:دائرة المعارف النعمانية حيدرآباد الهند،وأبجد العلوم 3/241 وما بعدها.

(4)    هو الشيخ إسماعيل بن عبد الغني ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي  (1193هـ ـ 1246هـ  = 1779-1830م ) :أحد أفراد الدنيا في الذكاء والفطنة والشهامة وقوة النفس والصلابة في الدين،وتوفي والده في صباه ، فتربى في مهد عمه الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي ، وقرأ عليه وعلى عميه :الشيخ رفيع الدين (1163 – 1233 هـ / 1749 – 1817 م) ، والشيخ عبد االعزيز (1159 – 1239 هـ = 1746 – 1824 م)الكتبَ الدرسية ، ولازم السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وأخذ عنه الطريقة ،وكان كالوزير للإمام يجهز الجيوش ويقتحم  المعارك العظيمة بنفسه حتى استشهد في “بالاكوث”.وله :” الصراط المستقيم” – بالفارسي -،و”إيضاح الحق الصريح في أحكام الميت و الضريح” و “منصب إمامة”.راجع: نزهة الخواطر7/914

(5)    هو فضل حق بن فضل إمام بن محمد أرشد العمري الخير أبادي( 1212 – 1278 هـ= 1797- 1861م) ولد  في قرية “خير أباد” ،وتوفي في جزيرة أنديمان. قضى حياته في الهند. تلقى علوم عصره على يد والده، وأخذ علم الحديث عن الشيخ عبدالقادر بن ولي الله. وكانت له ذاكرة حادة مكنته من حفظ القرآن الكريم في أربعة أشهر، وفرغ من تحصيل العلوم في حداثة سنه. وانتقلت إليه رئاسة التدريس والإمامة في العلوم العقلية، وأبلى بلاء حسناً في الجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي،وله فتوى ضده إبان الثورة الهندية (1857م) أدت إلى اعتقاله ونفيه إلى جزيرة أنديمان النائية..له: (قصائد فتنة الهند 1947م – ط)، و(ديوان القصائد العربية – خ) «فضل التحيات في مسألة الصفات»، و«الروض الموجود في تحقيق الوجود»، و«الثورة الهندية»، و«الهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية»، و«حاشية على شرح السلم»راجع:الأعلام للزركلي 6/330؛ومعجم المؤلفين 8/72

(6)    هو صدر الدين بن لطف الله الكشميري ثم الدهلوي (1204- 1285هـ = 1789- 1868م): أحد العلماء المشهورين في الهند ،ولد بدهلي ونشأ بها ، وأخذ العلوم الحكمية بأنواعها عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي ،والشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي. وكان يتردد في أثناء التحصيل إلى الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله ، ويستفيد منه. ولما مات الشيخ عبد العزيز أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري (1197تقريبًا – 1262هـ ) – سبط الشيخ المذكور – وتولى الصدارة مدةً طويلةً بدار الملك “دهلي”. وكان نادرةَ دهره في كل علم لا سيما الفنون الأدبية. وإذا سئل في فنٍ من الفنون ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن، وحكم أن أحداً لا يعرف مثله. وحين غلبت الحكومة الإنكليزية على الخارجين عليها اتهموه بإفتاء البغي والخروج فأخذوه ونهبوا أمواله ثم أطلقوه فلازم بيته وقصرهمته على الدرس والإفادة.وله :”منتهى المقال في شرح حديث: لا تشد الرحال” و ” الدر المنضود في حكم امرأة المفقود”.وله شعر عربي رصين.نزهة الخواطر7/992

(7)    هوحجة الإسلام محمد قاسم بن أسد علي الصديقي النانوتوي – رحمه الله –(1248 – 1297هـ) أحد العلماء الربانيين.قرأ على الشيخ مملوك علي سائر الكتب الدراسية ، و أخذ الحديث وعلومه عن الشيخ العلامة عبد الغني المجددي الدهلوي – رحمه الله – (ت 1296هـ )كان أزهد الناس وأكثرهم عبادة وذكراً. له مشاهد عظيمة في المباحثة مع النصارى ، وعلماء الديانة الآرية. أشهرها المباحثة التي وقعت ببلدة تشاند بور بمديرية شاه جهانبور بولاية أترابراديش.وله مصنفات علمية دقيقة تبلغ زهاء ثلاثين ، تدل على سعة علمه ، و عمق تفكيره ، و دقة نظره في دقائق العلوم ،ومعارف وعلوم الكتاب والسنة، و حكمته البالغة في الجمع بين خيري الدين والدنيا.و قاد حركة الثورة على الاستعمار البريطاني في مستهل عام 1857م ؛ و أبلى فيها بلاءً حسناً. (راجع:نزهة الخواطر7/1067؛ و”الإمام محمد قاسم النانوتوي كما رأيته”من منشورات أكاديمية شيخ الهند بجامعة ديوبند.

(8)    هو أورنك زيب ( 1028هـ =  1619م – 1118هـ = 1707م):نشأ في بيت جاه و سلطان، فأبوه شاه جهان أحد سلاطين دولة الهند العظام، وأمه”أرجمند بانو”المعروفة باسم”ممتاز محل” صاحبة مقبرة “تاج محل”- إحدى روائع الفن المعماري في العالم – وكان يحيى حياةً زاهدةً متقشفةً، فقضى على الأبهة والفخامة التي كانت تحيط بالملك في قصره،وألغى المبالغات المخالفة للشرع في استقبال السلطان وتحيته، واكتفى بتحية الإسلام. وبلغ من تقواه أنه حين حضرته الوفاة أوصى بأن يُدفن في أقرب مقابر للمسلمين وألا يعدو ثمن كفنه خمس روبيات. حكم البلاد 52 سنةً ، تاركًا ذكرى عطرة لحاكمٍ مسلمٍ لم تشغله دنياه و حروبه المتوالية عن دينه وآخرته، فكان إمبراطورًا لم تشهد الهند مثله في اتساع ملكه وصلاح خلقه، وحسن سيرته و سريرته.راجع: نزهة الخواطر 6/737 http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page

(9)    هو نظام الدين بن الالالملا قطب الدين الشهيد السهالوي الأنصاري ( 1089 – 1161 هـ = 1676- 1748 م):فاضل ولد في قصبة “سهالي” – بكسر السين واللام – من أعمال مديرية “باره بنكي”. واستكمل العلوم على الشيخ غلام نقشبند – تليمذ الشاه الزاهد محمد.واشتغل في الخدمات الدينية الرائعة قرابة خمسين عاماً في “لكناؤ”.وأنشأ مدرسة فرنكي محل” في لكناؤ، و وضع  منهجاً دراسياً عرف بـ”درس نظامي” والذي يمثل أعرق المناهج الدراسيية التي تتبعها المدارس الهندية.وقد أنجبت”فر نكي محل”علماء بارزين منهم: الالملا حسن (ت 1199هـ =1784م) وبحرالعلوم مولانا عبد العلي (ت 1225هـ =1810 م ) ، ومولانا عبد العليم (ت 1285هـ =1868م ) وفي العهد الأخير مولانا عبد الباري ، ممن كان لهم بصمات واضحة في مجال العلم والمعرفة في الهند.وصنف السهالوي كتباً،منها “شرح مسلم الثبوت لمحب الله البهاري -خ ” في أصول الفقه، و”حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي – خ). راجع:تذكره علماءِ فرنكي محل (المؤلف) و راجع أيضاً :معجم المؤلفين 13 / 102.

(10)  هو محمد (عبد العلي) بن محمد (نظام الدين) أبو العياش، بحر العلوم، السهالوي الانصاري اللكنوي الهندي (…- 1225 هـ =…- 1810م): عالم بالحكمة والمنطق.كان من عجائب الزمن ،ومحاسن الهند، يرجع إليه أهل كل فن في فنهم الذي لا يحسنون سواه فيفيدهم ثم ينفرد عن الناس بفنون لا يعرفون أسماءها فضلاً عن زيادة على ذلك.وله في حسن التعليم صناعةٌ لا يقدر عليها غيره.له كتب، منها: (تنوير المنار – ط) فقه، و (شرح السلم – ط) منطق، و (فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت – ط) للبهاري ، ومنها ثلاث حواشٍ له على “مير زاهد شرح المواقف” القديمة والجديدة والأجد ومنها: “العجالة النافعة في الإلهيات مع منهياته” و”حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي”و” تكملة شرح تحرير الأصول لابن الهمام لوالده “و”تنوير المنار شرح منار الأصول بالفارسي. للاستزادة منه راجع:نزهة الخواطر 7/1022؛ والأعلام للزركلي 7/71.

(11)  هو محمد عبد الحليم بن محمد أمين الله اللكنوي الأنصاري (1239- 1285هـ = 1824- 1868م): فاضل، له علم بالحكمة و الطب القديم. قام بالتدريس في”باندا”، وولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية في “جون فور “،و في دارالعلوم حيدرآباد زمنا ًوسافر إلى الحرمين الشريفين.و من كتبه (الأقوال الأربعة- ط)منطق،و (حاشية على شرح نفيس بن عوض- ط) في الطب، و(قمرالأقمار- ط). راجع:نزهة الخواطر 7/1004؛ والأعلام للزركلي 6/186.

(12)  هو محمد حسن بن غلام مصطفى بن محمد أسعد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي(000 – 1199 هـ) =000 – 1784م): أحد أذكياء العالم، لم يكن في زمانه مثله في الذهن والذكاء وسرعة الخاطر وقوة الحفظ. ولد ونشأ ببلدة “لكناؤ”.ومن مصنفاته “شرح بسيط على سلم العلوم” ،و”شرح على مسلم الثبوت” في الأصول – من أوله إلى آخر مبادئ الأحكام – و”حاشية على شرح الهداية” للصدر الشيرازي و”حاشية على الشمس البازعة” للجونبوري وله شروح وحواشٍ على ” مير زاهد”،و”معارج العلوم”.راجع:نزهة الخواطر6/813؛ومعجم المؤلفين3/268.

(13)  هو محمد عبد الحي بن محمد عبد الحليم الأنصاري اللكنوي الهندي، أبو الحسنات(1264 – 1304 هـ = 1848- 1887م): عالم بالحديث والتراجم، من فقهاء الحنفية. من كتبه (الآثار المرفوعة في الاخبار الموضوعة – ط) و (الفوائد البهية في تراجم الحنفية – ط) و(الرفع والتكميل في الجرح والتعديل – ط) في رجال الحديث، و(ظفر الأماني في مختصر الجرجاني – ط) في مصطلح الحديث، و (مجموعة الفتاوي – ط) مجلدان، و(نفع المفتي والسائل، بجمع متفرقات المسائل – ط) فقه، و(التعليق الممجد -ط) على موطأ الإمام محمد الشيباني، و(فرحة المدرسين بأسماء المؤلفات والمؤلفين – خ) و(طرب الاماثل بتراجم الافاضل) و ( إنباء الخلان بأنباء علماء هندستان). راجع :نزهة الخواطر8/1269 ، والأعلام 6/187.

(14)  للاستزادة منه راجع: تذكره علماءِ فرنكي محل – تراجم علماء فرنكي محل – لصاحبه : مولانا عنايت الله الفرنكي محلي.

(15)  وما أكثر الكتابات حول تاريخ المسلمين السياسي في الهند؛ وأما تاريخهم العلمي فللأسف لم يَعتَن به كثيراً. و من ثمَّ غابت عن الأنظار ما قام به المسلمون من المآثر و الأعمال العلمية إلا قليلاً.وتزود الأوامر السلطانية و الكتابات – التي صدرت عن وجوه الدولة وقياداتها البارزة ، والتي لاتزال تحتفظ بها كثير من العوائل – تزودنا  فيما تزود – بكثيرٍ من المعلومات النافعة والمفيدة ،و تكشف القناع عن الجهود التي بذلها الحكام المسلمون والدور الذي اضطلعوا به في نشر العلم والثقافة ،مما يتطلب منا العناية و يدعو إلى ضرورة نشر مصوراتها أ ونسخها من أصولها  التي تحتفظ بها بعض العوائل حتى نتعرف على النشاطات القيمة التي ترجع إلى العصور الوسطى.(المؤلف)

(16) والنص الفارسي للأمر السطلاني هذا كما يلي: درین ولا شیخ وجیہ الدین پسر غفران پناہ معارف آگاہ شیخ محمد عارف ولد مغفرت پناہ بندگی شیخ محمد إسماعیل كہ بصلاح وتقوی آراستہ لیاقت تمام دارد وبجاءے پدر خود در خانقاہ بتدریس وتذكیرباجماعت طالب علمان وفقراء وصوفیاء مشغول است.

(17)  هو الأمير الكبيرشهاب الدين بن عابد بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي(…- 1122هـ =…1710م) من الأمراء المشهورين بأرض الهند ولد ونشأ بـ”سمرقند”. وقرأ العلم على السيد” أوغلان الخراساني” وعلى غيره من العلماء ، ثم تقرب إلى “سبحان قلي خان” ولبث عنده زماناً،وقدم الهند 1079هـ فدخل في الجندية ،وتدرج إلى الإمارة بمساعية الجميلة في الحروب وتقرب إلى”عالمكير بن شاه جهان الدهلوي” – سلطان الهند – فولاه.ولم يكن في زمانه مثله في الحزم والشجاعة والكرم. توفي بأحمد آباد فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بها. راجع:نزهة الخواطر6/769

(18)  هو نواب نظام الملك آصف جاه ( 1084-1161هـ = 1673-1748م ) كان معدوم النظير في زمانه في السياسة و التدبير مع العقل والدين وإيصال النفع إلى كافة الناس، والإحسان إلى العلماء والمشايخ والغرباء القادمين من العرب والعجم و كثير من الأخلاق المرضية عاش من أيام عالمكير بن شاهجهان إلى عهد محمد شاه وتولى الإمارة بأقطاع الدكن ثلاثين سنةً ومن عوائده أنه كان بعد صلاة الفجر وفراغه من الأوراد الموظفة يشتغل بمهمات الدولة إلى الظهيرة وبعد انصرافه عن صلاة الظهر يشتغل بتلاوة القرآن الكريم واستماع الأحاديث الشريفة ثم يجتمع لديه العلماء والشعراء فيذاكرهم في العلوم ويناشدهم ومن مآثره: سور بلدة برهانبور بناه سنة 1141هـ =1728م وأسس ببلدة نظام آباد مسجداً ورباطاً وجسراً وقصراً رفيعاً له. راجع :نزهة الخواطر6/786.

(19)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(20)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(21)  وظلت مدرسة غازي الدين هذه مهدَ الثورات.وتعود نشأتها الحديثة إلى عام 1207هـ =1792م لتتحول هذه المدرسة إلى “كلية دهلي”عام 1241هـ =1825م.

(22)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(23)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(24)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(25)  هو :محمد أحسن بن لطف علي بن محمد حسن الصديقي الحنفي النانوتوي : أحد الفقهاء المشهورين ولد ونشأ بـ”نانوته” وسافر للعلم إلى دهلي فقرأ على مولانا مملوك العلي ،والشيخ عبدالغني بن أبي سعيد الدهلوي وغيرهما ثم ولي التدريس في المدرسة الكلية ببلدة بـ “بريلي”حج وزار ثم رجع إلى الهند ودرس وأفاد وخرج وصنف. له :”مذاق العارفين”- ترجمة إحياء علوم الدين – و “أحسن المسائل” – ترجمة “كنز الدقائق”-  و”تكملة غاية الأوار” وترجمة” الدر المختار” و”أحسن البضاعة في مسائل الرضاعة”. راجع : نزهة الخواطر8/1349.

(26)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(27)  سيمربك ترجمته بإذن الله.

(28)  هو فيض الله بن علي محمد الرامبوري (… – 1208هـ =…- 1793م ): من الرجال المعروفين بالرئاسة والسياسة ،ولد و نشأ في نعمة أبيه ،وسار معه إلى “دهلي” ثم إلى “سرهند” في أيام “محمد شاه الدهلوي” وكان بـ”سرهند” إذ جاء “أحمد شاه الدراني ” وشن الغارة على “سرهند” فحمله معه إلى “قندهار” فلبث عنده مدةً ثم دخل الهند وجاء إلى” آنوله” فحصلت له قطعة صغيرة من الملك ،تحصل له منها خمسة لكوك نصف مليون في كل سنةٍ. فاستقر بـ”رامبور”،وأضاف في ملكه تدريجاً وبنى مدرسةً عظيمةً بـ”رامبور” ،وكان رجلاً حازماً مقداماً حسن الصورة ،مليح القول، كثير التعبد ،يجالس العلماء ،ويذاكرهم في العلم ،ويحسن إليهم.راجع: نزهة الخواطر7/1067.

*  *  *


(*)        المدرس بالجامعة   Email: almubarakpuri@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، رجب 1433 هـ = يونيو 2012م ، العدد : 7 ، السنة : 36

Related Posts