دراسات إسلامية
بقلم : صلاح عبد الستار محمد الشهاوي (*)
عندما هبت نسائم المدنية ووجد الإنسان نفسه عاجزًا عن القيام بمفرده بإنتاج كل ما تتطلبه هذه الحياة نشأت حاجته إلى أخيه الإنسان فأصبح كل إنسان ينتج ما يمكنه ويستبدل ما يزيد عن حاجته منه بالأنواع الأخرى وهذا ما عُرِفَ قديماً بالمقايضة ثم اهتدى الإنسان في القرن السابع قبل الميلاد إلى التفكير في إيجاد سلعة وسيطة تقضي على الصعوبات التي تعترضه من خلال مقايضته وتبادله مع الآخرين فكانت العملة النقدية المسكوكة الأسلوب الأمثل والطريقة الأنجح لحل هذه الصعوبات؛ حيث استطاع الليديون في آسيا الصغرى سك أول عملة نقدية من خليط معدني من الذهب والفضة وذلك في عهد ملكهم – أرديس (652- 625ق م ) ثم تطورت المسكوكات المعدنية في المدن اليونانية القريبة والبلاد الرومية والفارسية والصينية فيما يعد الظهور الحقيقي للنقود .
استخدم الإنسان منتجاته من السلع الغذائية كسلعة وسيطة، فاستخدم الشأي في بعض البيئات والجلود في بيئات أخرى والمواشي في غيرها والملح والصدف في بيئات أخرى؛ ولكن هذه الأصناف لم تدم لمدة طويلة من الزمن؛ حيث استخدم الإنسان بعض المعادن بديلاً عن السلعة الوسيطة فاستخدم الحديدَ والنحاسَ والقصديرَ وغيرها على شكل صفائح أو قضبان مختلفة الطول أو حلقات، ثم حظي الذهب والفضة بمكانة خاصة فاستخدمها الإنسان نقودًا، وكَوَّنَ من خليطهما أولَ عملة نقدية، ثم تطورت المسكوكات إلى الصورة التي نراها عليها اليوم. وإلى جانب المسكوكات ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد النقودُ الورقية؛ فليست النقود الورقية حديثة الاستعمال، كما يظن البعض؛ فقد دلت الأبحاث الاقتصادية أن بعض أشكالها قد اسْتُعْمِلَتْ لدى البابليين قبل الميلاد بستة قرون، وأقدم ورقة نقدية معروفة اليوم هي ورقة صينية من عهد الأسرة – مينغ – وقيمتها: ألف سابيك – وهي أكبر قطعة معروفة من حيث المقاييس إذ يبلغ طولها 34.4 سم وعرضها 23سم(1).
ومما يؤكد قدم استخدام الإنسان للعملات الورقية – قصة أصحاب الكهف الذي جاء ذكرها في القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؛ حيث يقول تبارك وتعالى «وَكَذٰلِكَ بَعَثْنٰهُمْ لِيَتَسَاءَلُوْا بَيْنَهُمْ قالَ قآئِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوْا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوْا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فابْعَثُوْآ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هٰذِه إلىٰ الْمدِيْنَةِ فَلْيَنْظُرْ أيُّهَآ أَزْكىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ ولا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً» الكهف آية 19 وتؤكد الأبحاث التاريخية على أن – أصحاب الكهف عاصروا الإمبراطور البيزنطي راجان (98 – 117م) والذي كان يتعقب النصارى المتدينين ويمجد الوثنية فروا منه إلى أحد الكهوف خوفاً من بطشه وقسوته فمكثوا فيه نائمين حتى عهد الإمبراطور – تيودسيوس (408 – 450 م ) وحينما أفاقوا من نومهم أرسلوا أحدهم لإحضار الطعام فكانت العملة النقدية الورقية سببًا مباشرًا للتعرف على هويتهم(2).
* النقود في العصر العربي الجاهلي
روى البلاذري في كتابه النقود «كانت دنانير الروم ودراهم الفرس ترد على أهل الكعبة في الجاهلية، فكانوا لا يتعاملون بها إلا على أنها تبرٌ – يعني قطعاً من عين المعدن وغير مضروبة – ولكن المثقال كان وزناً معروفاً عندهم فكانوا يزنوهَا به. وبقي العمل على ذلك في صدر الإسلام، حتى ضرب عبد الملك بن مروان الدراهمَ والدنانير العربية»(3).
فالدنانير والدراهم أصلها غير عربيّ وإنما أُخِذا من الفارسيين كما ذكر الجوالقي في كتابه المعرب حينما تحدّث عن الدينار فذكر أنه (فارسي مُعَرَّب وأصله دينار وهو وإن كان معرباً فليس تعرف له العرب اسماً غير الدينار فقد صار كالعربي) وعن الدرهم قال «ودرهم مُعَرَّب وقد تكلمت به العرب» ولم يذكر أصله وصحح الأب- انستاس الكرملى -أن أصل الدينار روميّ والدرهم يونانيّ من دراخماDrachma (4). هكذا عرف العرب الجاهليون العملة في صورة الدرهم والدينار وذكروهما في ديوانهم، فقال محرز بن المكبر الطبي يمدح قوماً بإشراق وجوههم في الحرب .
كأن دنا نيرًا على قسماتهم
وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء
ومن شواهد البيان ما قاله المرقش الأكبر
النشر مسك والوجوه دنا
نيرٌ وأطراف الأكف عَنمُ
وبيّن شاعرُهم الفرق بين الدينار والدرهم في التشبيه أتمَّ بيان، حين قال :
ويظلم وجه الأرض في أعين الورى
بلا شمس دينار ولا بدر درهم
فجعل الدينار شبيهًا بالشمس والدرهم شبيهًا بالبدر لحنو نوره وكونه من الفضة. ومن أقدم الشعر الذي ذكر الدرهم قول عنترة العبسي في معلقته يصف روضة:
جادت عليها كل عين ثرَّة
فتركن كل قراره كالدرهم
ومنه قول أحد الأعراب الجاهليين:
فكيف لنا بالشرب إن لم يكن لنا
دراهم عند الحانوي ولا نقد(5).
* النقود في العصر الإسلامي
جاء الإسلام وكان الدرهم الساساني والدينار البيزنطي شائعين في العهد النبوي المبارك ونظرًا لانشغال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأبرار بتوطيد أركان الدولة الإسلامية الناشئة والقضاء على المشركين والشرك أقرّ عليه الصلاة والسلام العملات النقدية المتداولة في عهده لتنظيم جباية الزكاة(6) .
النقود في القرآن الكريم
جاء ذكر الدرهم في القرآن الكريم بصيغة الجمع في قوله في سورة يوسف (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُوْدَةٍ) {يوسف آية 20}أما الدينار فذكر بلفظ المفرد في سورة آل عمران في قوله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتٰبِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) {آل عمران آية 75} .
وفي الحديث الشريف
وأما في الحديث الشريف فقد ورد ذكرُهما كثيرًا. من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام «الدينار بالدينار لا فضلَ بينهما والدرهم بالدرهم لا فضلَ بينهما فمن كانت له حاجة بورق ( فضة ) فليصرفها بذهب ومن كانت له حاجة بذهب فليصرفها بالورق .الورق الدراهم المضروبة – والصرف هاء وهاء – أي يدًا بيد» ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى حائطاً لبني النجار مساحتها 4200 مترًا بنى عليها مسجده بعشرة دنانير ذهباً دفعها من مال أبي بكر الصديق رضي الله عنه واشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهد الرسول أرضاً زادها في المسجد بعشرة آلاف درهم(7).
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم (تَعِسَ عبدُ الدينار تَعِسَ عبدُ الدرهم وعبد الخميصة) – الخميصة: ثوبٌ من قز أو صوف معلم – إن أُعْطِىَ رضي وإن لم يُعْطَ سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتعش) أي إذا شاكته شوكة فلا قدر على انتقاشها أي إخراجها بالمنقاش – وهذا دعاء على من انقطع للدنيا وباع نفسه للمادة لا يرى للحياة غايةً وغير زينه وجمع الحطام ولقد أبلغ الحديث في ذم من كانت هذه حاله حين عبر عنه بعبد الدينار والدرهم ومما قيل في هذا المعنى شعرًا :
النار آخـــر دينار نطقتَ بــه
والهمُّ آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما مالم يكن وَرِعـــاً
مُعَذَّبُ القلبِ بين الهم والنــار
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم استمر الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم على نهج النبي بالتعامل بالمسكوكات النقدية الأجنبية، وذكر ابن خلدون في مقدمته أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وضع ماهية الدرهم الشرعي في قوله (اعلم أن الاجتماع منعقد منذ صدور الإسلام وعهد الصحابة والتابعين أن الدرهم الشرعي هو الذي تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب والأوقية منه درهماً وهو على هذا سبعة أعشار الدينار ووزن المثقال من الذهب اثنتان وسبعون حبةً من الشعير، فالدرهم الذي هو سبعة أعشاره خمسون وخمسمائة حبة وهذه المقادير كلها بالإجماع(8).
وعلى هذا كانت النقود الإسلامية على النمط البيزنطي ثم الساسانى ابتداءً من سنة 15هـ في عهد عمر بن الخطاب وظهر عليها بعض العبارات الإسلامية مثل «الحمد لله» و«لا إله إلا الله» وأحياناً ظهر عليها اسم الخليفة عمر وفي العهد الأموي ضرب معاوية الدراهم و الدنانير، وظهر اسم معاوية على هذه النقود أحياناً كما ظهر عليها بعض العبارات الإسلامية مثل «بسم الله»(9).
وكانت النقود الإسلامية في كل هذه العصور وفي عهد عبد الملك بن مروان حتى سنة 76هـ تسير في فلك النقود البيزنطية شكلاً ووزناً وكانت في الغالب لا تزيد عن إضافة كلمات إسلامية للدنانير البيزنطية أما عبد الملك فلم يقنع وإنما أحدث تغييرًا شاملاً في ضرب الدنانير بوجه خاص والنقود الفضية والنحاسية بوجه عام. وسبب ذلك أن عبد الملك أثبت على القباطي المصري جملةً إسلاميةً هي (بسم الله الرحمن الرحيم) وكانت الروم تشتري هذه القباطي من مصر الإسلامية وكانوا يستعملونها في الورق وقد أحزن ذلك الروم فطلب إمبراطور الروم من عبد الملك أن يحذف من القباطي هذه العبارة الإسلامية ولم ير عبد الملك أن يستجيب له وكره أن يبطل سنةً حسنةً استنها فأغتاظ إمبراطور الروم وهدد بأنه إذا لم تحذف هذه الجملة فسيأمر بكتابة عبارة تعارض التفكير الإسلامي على عملة الروم وهي العملة المستعملة كثيرًا في العالم الإسلامي. إزاء هذا التهديد كان على عبد الملك أن يجد طريقاً ليستمر في كتابة البسملة وفي الوقت نفسه يتحاشى استعمال نقود الروم وكان ذلك بدء التفكير الجدي لإنتاج نقود إسلامية(10) .
وجاء شكل الدينار الذهبي الإسلامي الذي سكه عبد الملك عام 77هـ على النحو التالي : نقش على حد الوجهين (الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد) ونقش على مدار الوجه نفسه (بسم الله ضرب هذا الدينار في سنة سبع وسبعين) أما على الوجه الآخر فقد نقش (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ونقش على مداره (محمد رسول الله أرسله بالهدى ونور الحق ليظهره على الدين كله) أما وزن هذا الدينار فقد كان 4.25 غرام وهو الوزن الشرعي للدينار وكانت نسبة الذهب فيه نحو 96% لقد كان وقع سك الدينار على بيزنطة بالغ القسوة؛ حيث فقد جستيان الإمبراطور البيزنطي صوابَه وأعلن الحرب على عبد الملك؛ ولكنها انتهت بهزيمة القوات البيزنطية هزيمةً منكرةً في منطقة {قلقيليه} يأسيا الصغرى(11).
ثم أخذ الدينار الإسلامي بالانتشار التدريجي وغدا العملة الذهبية الوحيدة في العالم الإسلامي من حدود الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً ووضعت الدولة العربية الإسلامية النظم والقواعد لدعمه وحمايته؛ ولكن لم يقتصر انتشار هذا الدينار داخل حدود العالم الإسلامي، وإنما اجتازها إلى مدن العالم القديم وأسواقه، وتسرب إلى مناطق لم يصل إليها التجار المسلمون، وغدا بالتالي نقدًا دوليًّا رئيسيًّا على امتداد خمسة قرون من تاريخ العصور الوسطي (من ق 8 إلى ق 13م)(12).
* الدرهم والدنانير في الأدب العربي
إضافة إلى أبيات الشعر التي وردت سابقاً في هذا المقال، نجد قول الشاعر في المتظاهرين بالصلاح وهم من عبيد الدينار والدرهم:
أظهروا للناس نسكاً وعلى الدينار داروا
وله صَلَّوا وصَامُــوا وله حَجُّـوا وزاروا
لــو رأوه في الثـــريا ولهـم رِيشٌ لطاروا
ويقول شاعر يمدح الدراهم :
إن الدراهم في المواطن كلها
تكسو الرجالَ مهابةً وجلالاً
فهي اللسان لمن أراد فصاحةً
وهي السلاح لمـن أراد قتالاً
ويقول أبو بكر الطرطرشى:
إذا كنت في حاجة مُرْسِلاً
وأنت بإنجازها مُغْـــرَم
فأرسل حكيماً ولا توصه
وذاك الحكيمُ هو الدرهمُ
ويقول أخر في قيمة المال والاعتداد به:
فصاحةُ سحبــانٍ وخطُّ ابن مقلـــةَ
وحكمـةُ لقمانٍ وزهـــدُ ابنِ أدهــم
إذا اجتمعت في المــرء والمـرء مُفْلِس
فليس يساوي في الورى نصف درهم
ويقول آخر :
وإنما الناس أمثالُ الفراش فهم
يُلْفَوْنَ حيثُ مصابيحُ الدنـانير
* النقود في الأمثال:
يجري لفظ الدينار والدرهم في أمثال وحكم تدور على ألسنة الناس، مثل قولهم: «اِدَّخِرْ درهمَك الأبيضَ ليومك الأسود».
– «درهمُ وقاية خير من قنطارِ علاج»
– «الدَّيْنُ يُسَوِّد الخدين ولو درهمين»
– «الدينار القصير يسوي دراهمَ كثيرٍ»
– «الدراهم مراهم تخلى للعويل مقدار وبعد ما كان بَكْر سموه الحاج بكار»
– «القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود»
– «اللي يدفع القرش يزمَّر ابنه»
– «بفلوسك حنِّى دروسك»
– «الفلوس زي العصافير تروح وتيجى» القرش يلَعَّب القِرد»
– «ما عاش مالي بَعد حالي»
– «المال مال أبونا والغُرب يطردونا»
– «ما ينفعك إلا خَمْستِك اللى في أيدك»
– «معاك مال ابنك ينشال ممعاكشي ابنك يمشي»
– «هز فلوسك ولا تهز ذقنك»
– «اللي معاه قرش ومحيّضره يجيب حمام ويطيَّره»
– «معاك قرش تسوى قرش»
– «حُط الجنيه وامشي وراه»
والله ولي التوفيق
المراجع :
1- صبحي الصالح – النظم الإسلامية ص 409.
2- محمد تيسير ظبيان – أهل الكهف وظهور المعجزة القرآنيه الكبرى ص 34 .
3- البلاذري- النقود دار الكتب المصرية 1939 م ص 51 .
4- عبد الله كنون- الدرهم والدينار عملتان عايشتا العرب بضعة عشر قرناً مجلة «العربي» العدد 187 يونيو1974 م ص 36 .
5- المصدر السابق ص 37 .
6- صبحي الصالح – مصدر سابق ص 425 نقلاً عن أحكام أهل الذمة لابن القيم .
7- د/ ناهض عبد الرازق المسكوكات ص30 .
8 – عبد الرحمن بن خلدون-المقدمة، المكتبة الحديثة ص 220
9- أبو الحسن الماوردي – الأحكام السلطانية ص 119 .
10- د/ أحمد شلبي – رمضان شهر الانتصارات الكبرى والرموز الكبار مجمع البحوث الإسلامية بمصر ص 126.
11- د/ عادل زيتون – عندما كان الدينار الإسلامي عملة عالمية مجلة «العربي» العدد 508 مارس 2001 ص 46.
12- المصدر السابق.
والله ولي التوفيق
(*) مصر – طنطا – دمشيت.
هاتف محمول : 0109356970(002)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الثاني – جمادى الأولى 1432هـ = مارس – أبريل 2011م ، العدد : 4 – 5 ، السنة : 35