دراسات إسلامية

بقلم :     الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي ، / جمهورية مصر العربية (*)

حقيقة كبرى من حقائق الخلق وإبداع الخالق سبحانه ومما أستأثر به .. تلك الحقيقة هي الإنجاب للبنين والبنات والعقم ، وتوزيع ذلك بين الناس لحكمٍ قد لا يظهر لنا بعضها؛ ولكن الحكمة فى ذلك هي الابتلاء الذي يعقبه الثواب العظيم والأجر الجزيل أو العقاب والوزر ، يقول تعالى “لِلّهِ مُلْكُ السَّمـٰـوٰت وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُوْرَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقَيْمًا إِنَّه عَلِيْمٌ قَدِيْرٌ” (الشورى/49-50)

صورة البنات في التراث العربي الجاهلي:

       كان المجتمع العربي في الجاهلية يخضع لنظام القبيلة، وللأبوة في هذا النظام مقام جليل وشأن ذو خطر. ذلك لأن القبيلة في أصلها لا تعدو أن تكون فروعاً تكاثرت من جذر واحد هو الأب الذي تنتمى إليه، ثم بمضي الزمن تنمو الفروع فيغدو كل منها قبيلة مستقلة ، وطبيعة هذا النظام تجعل شيخ القبيلة الذي هو في الواقع أبوها الكبير – ملكاً غير متزوج – كما كان تكريم الآباء تقليدًا متبعًا فالعرب يبدءون تاريخهم الديني بقصة جدهم الذبيح الذي كاد يجود بالحياة طاعة لأبيه وتجنيبًا له من ذنب عصيان الخالق ثم يختمون تاريخهم الديني في الجاهلية بقصة بنى عبد المطلب الذين ما ترددوا في طاعته يوم أخبرهم بنذره ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة لو بلغوا عشرة بل لبوا طائعين ومضوا يحملون قدرهم إلى الكعبة؛ حيث وقفوا هنالك بجانب أبيهم الشيخ ينتظرون أيهم يكون الذبيح(1) .

       ونظام القبيلة الذي جعل للأبوة مثل تلك المكانة في الجاهلية هو نفسه الذي جعل العرب يتعلقون بالبنين ويحرصون على الإنجاب ويباهون بكثرة الولد؛ إذ كانت القوة والكثرة هما مناط العزة والمنعة وقوام الحياة في مجتمع كهذا يقوم على التنافس بين القبائل والتزاحم على موارد العيش . ومع تعلقهم بالبنين كرهوا أن تولد لهم أنثى وهى كراهة تتمثل في صور شتى أهونها الغيظ المكبوت أو المعلن وأقساها الوأد(2).

       وليس هناك دليل على كراهية بعض من العرب الجاهليّين للبنات أكثر من قوله تعالى “وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيْمٌ يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوْءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُوْنٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُوْنَ” {النحل 58 ، 59}. وقد بالغ بعض العرب في بغضهم للبنات عند ولادتهم إلى حد الوأد ، وهو أن يحفر للمولودة حفرة ثم يضع ابنته فيها ويهيل عليها التراب فيدفنها حيةً، وقد اختلف الباحثون في توضيح أسباب الوأد، فأرجع بعضهم سبب الوأد إلى شعور العرب في الجاهلية بالغيرة والخوف من العار الذي تجلبه بناته إذا كبرن وتعرضن للسبي(3).

       كما ورد في القرآن الكريم أن بعضهم كان يئد بناته خشية الفقر والإملاق ، قال تعالى “وَلاَ تَقْتُلُوْا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيْرًا” {الإسراء/31}، “وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” {الأنعام/ 151}، ويرى المفسرون أن تقديم رزق الآباء على الأبناء في الآية الثانية يتضمن توقع الفقر والخوف منه والآية يقصد بها الآباء الأغنياء، أما تقديم رزق الأبناء على الآباء في الآية الأولى فيشير إلى حدوث فقر والمقصود بأولئك الآباء الفقراء منهم بالفعل(4).

        كما أرجع بعض الباحثين سبب الوأد إلى صفات في الموءودة كان يتشاءم منها أهلها فكان بعضهم يئد من البنات من كانت زرقاء أو شيماء أو برشاء أو كسحاء(5).

       وأرجع بعض الباحثين إلى عوامل اجتماعية منها ماله علاقة بصحة الطفل إذا ولد ضعيفًا أو مشوهًا وإذا أصيب بمرض لا يرجى منه الشفاء بحيث يصبح عالةً على أهله ومنها ما له علاقة بكثرة عدد البنات(6).

       وأرجع البعض أنها بقية متخلفة من عبادة قديمة قدمت فيها الإناث قرابين إلى الآلهة على نحو ما عرف عن مصر قبل الإسلام من تقديم عروس للنيل ضحية وقربانًا لعل هذا هو ما يشير إليه القرآن الكريم في آيات عدة لعن فيها على القوم أن يجعلوا لله البنات ويستأثروا بالبنين “وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ” {النحل/57}، “أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ” {الطور/39}(7).

       وكان الوأد لأسباب دينية عند اليونان والرومان وشعوب أخرى كالهنود والصينيين والأفارقة(8) .

       وقد أثر بغض البنات في العصر الجاهلي إلى تغلغل هذا السلوك المشين في نفوس بعض العرب حتى من لم يئد فكان الحزن يملأ قلبه وما حال العربي الجاهلي الذي ولد له سبع بنات ومن خوفه من بنت ثامنة طاف بالكعبة وقبلها الأوثان وهو ينشد:

يا رب حسبي من بنات حسبي

شـيبن رأسي وأكـلن كسبي

أن زدتـنى أخرى خلعت قلبي

وزدتنـى همًّـا يـدق صلبي

بغريب في هذا العصر. ومن مأثور قولهم لمن رزق بأنثى(أمنكم الله عارها وكفاكم مئونتها وصاهرتم القبر) وقال شاعر هم:

لكل أبى بنت يرجى بقاؤها

ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر

فبيت يغطيها وبعل يصونها

وقبر يواريها وخيرهم القبر

إني وأن سيق إلى المــهر

ألف وعبدان وذود عشر

أحب أمهارى إلى القبر

       كما شاع فيهم القول المأثور (دفن البنات من المكرمات)، ولعل تدني قيمة البنت (الأنثى) في زمن العرب الأول لا تدلل عنه حجة أقوى من القرآن الكريم الذي وصف الأعرابي وهو يتواري عن وجوه القوم وكأن عاراً نزل به إن زوجته أنجبت أنثي ، حتى إن أحد الأعراب أنشد قصيدة يفخر فيها بوأده ابنته ومطلعها:

سميتها إذ ولدت تموت

والقبر نزل طيب وبيت

       ومع ذلك نرى أن وأد البنات في الجاهلية على كثرة ما جاء من أخباره عمل فردي رفضه أولو الألباب وحقروا مقترفيه؛ ولكن الحديث والإفاضة التي تحدث بها البعض عن وأد البنات في العصر الجاهلي تجعلنا نعجب ! إذ كيف جاءت كل هذه القبائل ، وكل هؤلاء الأفراد الذين نسمع عنهم في هذا التاريخ وهذا العصر؟!(9).

       فقد كان كثير من العرب يعطفون على بناتهم ويدللونهم ولعل ذلك يرجع إلى ضعفهن وحنوهن على آبائهن ، ويذكر أبو الفرج الأصفهانى أن معن بن أوس الشاعر كان مئناثاً (يولد له البنات فقط) وكانت له ثلاث بنات يؤثرهن ويحسن صحبتهم وكان يرى البنات أكثر وفاء على الآباء من الصبيان فيقول:

رأيت رجالاً يكرهن بناتهم

وفيهن لا يكذب نساء صوالح

وفيهن والأيام يعثرن بالفتى

عوائد لا يمللنه ونوائح(10)

       وهذا لبيد يشفق على ابنتيه أن تحزنا عليه بعد موته فتخمشا الوجه وتحلقا الشعر فينصحها بعدم التمادي في الحزن فيقول :

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما

وهــل أنا إلا من ربيعة أو مضر

وفى ابن نزار أسوة أن جزعتما

وان تسألاهم تخبرا منهم الخبر

فان حان يوم أن يموت أبوكما

فلا تخمشا وجهًا ولا تحلقا شعر

وقولا هو المرء الذي لا خليفة

أضاع ولا خان الصديق ولا غدر

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما

ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر(11)

       كما كان موقف بعض الجاهليّين من البنات كقول شاعرهم حطان ابن المعلى:

لولا بنيات كزغب القطــا

رددن من بعــض إلى بعــض

لكان لي مضطرب واســع

فى الأرض ذات الطول والعرض

وإنما أولادنا بيننـــــا

أكبادنـــا تمشى على الأرض

لو هبت الريح على بعضهم

لامتنعت عيني عن الغمض

       وقال شاعرهم :

لولا أميمة لم أجزع من العدم

ولم أقاس الدجى في حندس الظلم

وزادنى رغبة في العيش معرفتي

ذل اليتيمة يجفوها ذو الرحم

أخشى فظاظة عم أو جفاء أخ

وكنت أبكي عليها من أذى الكلم

إذا ذكرت بنتي حين تندبني

فاضت لعبرة بنتي عبرتي بدم(12)

       كما قال شاعرهم :

لقد زاد الحياة إلي حبًا

بناتي إنهن من الضعاف

مخافة أن يرين البؤس بعدي

وأن يشربن رنقًا بعد صافي

وأن يعرين إن كسي الجواري

فيبدي الضر عن رمم عجاف

و أن يضطرهن الدهر بعدي

إلى قحم غليظ القلب جاف

ولو لاهن قد أبصرت رشدي

وفي الرحمن للضعفاء كاف

أبانا من لنا إن غبت عنا

وصار الحي بعد في اختلاف؟

       لذا فمن الإنصاف للتاريخ والأدب الجاهلي أن نسجل له حب كثير من الآباء العرب لبناتهم حباً صادقاً عبر عنه فيمن عبر – حسان بن الغدير– بقوله:

رأيت رجالاً لا يكرهون بناتهم

وهن البواكي والجيوب

       وامرؤ القيس الذي يصور لنا في بعض أشعاره كيف كانت البنات مدللات في صغرهن ولهن ما لهن من الملابس الجميلة واللعب والعرائس الطريفة الكثيرة بقوله:

وهي إذ ذاك عليها مئزر

ولها بيت جوار من لعب

       وفى تاريخ العرب الجاهلي وجد أناس كانوا يسعون إلى منع الوأد. وذلك بشراء الموؤودة، مثل صعصعة بن ناحية المجاشعى جد الفرزدق الشاعر أنقذ ثمانين ومائتي موؤده اشترى كُلاًّ منها بناقتين عشراوين وجمل(13).

       وكذلك حدثوا أن زيد بن عمر بن نفيل كان إذا سمع بفقيرهم يئد ابنته مضى إليه فقال “لا تقتلها أنا أكفيك مئونتها” فإذا كبرت عاد بها إلى أبيها فراجعه في أمرها وخيّره بين استردادها أو بقائها حيث هي في كنف الذي استحياها . قال ابن إسحاق في السيرة “حدثت أن سعيد ابن زيد بن عمرو وعمر بن الخطاب وهو ابن عمه قالا لرسول الله أنستغفر لزيد؟ قال نعم فانه يبعث أمةً وحده”(14).

       ومن مظاهر إعزاز الآباء لبناتهم في الجاهلية رغم ما ورد من أخبار الوأد المنتشرة وكراهة البنت أن كان بعضهم يكنى بأسماء بناته فكان ربيعه ابن رباح والد زهير الشاعر يكنى بأبي سلمى(15).

       والنابغة الذبياني كان يكنى بأبي أمامة(16). وحاتم الطائي بأبي سفانة . ومن ذلك أن رجلاً يُدْعىٰ أبو حمزة الضبي وضعت له زوجته أنثى فهجرها وأخذ يبيت عند جيرانه فمر بخبائها يومًا فسمعها تقول لابنتها:

ما لأبى حمزة لا يأتينا

يظل في البيت الذي يلينا

غضبان ألا نلد البنينا

تالله ما ذلك في أيدينا

وإنما نأخذ ما أعطينا

ونحن كالأرض لزارعينا

ننبت ما قد زرعوه فينا

       فأسف الرجل عند سماع ذلك وأقبل إلى زوجته وصالحها بأن قبل رأس امرأته وابنتها وقال “ظلمتكما ورب الكعبة”(17).

       وكثير من عرب الجاهلية لم يكن يرجو لابنته ألا تنمو فتصير جاريةً حسناء طيبة الريح عذبة الفم كريمة النفس والخلق ترضى زوجها، قال أحدهم وهو يرقص ابنته:

كريمة يحبها أبوها

مليحة العينين عذبًا فوها

لا تحسن السب وان سبوها

       وقال الزبير بن عبد المطلب وهو يرقص ابنته أم الحكم فشبهها بالظبي:

يا حبذا أم الحكم           كأنها ريـم أحـم

يا بعلها ماذا يشم           ساهم فيها فسهم(18)

وقال عربي آخر في ابنته:

بنتي ريحانــة أشمهـا

فديت ابنتي و فدتني أمها(19)

       وبعد أن رأينا أنه وقف بعض الجاهليين من البنت موقفاً سلبيًا قبيحًا ورأينا أنه رغم هذه الجاهلية العربية إلا أنه كان هناك الكثير من أولي الألباب رفضوا ذلك و حقروا مقترفيه، يجب أن نرى كيف غير الإسلام هذه المفاهيم واعتبرها ضيق أفق وادعاء وتطاول على الخالق الأعظم واهب النعم.

صورة البنات في التراث الإسلامي :

       لتغير المفاهيم والعادات لدى شعب من الشعوب نرى الإعلاميين في العصر الحديث يقومون بترتيب خطة حاشدة على مدار عدة أعوام ( تمتد في أغلبها إلى عقود ) يتبارى فيها المعدون والمنفذون والآلة الحديثة على تغيير المفاهيم وأغلب نسب النجاح المتوقع لهذا التغيير رغم هذا لا تتعدى نسبة الثلاثين في المائة أما أن نرى تغيرًا جذريًا حقيقيًا في المفاهيم و المعتقدات عند عرب الجاهلية في زمن لا يتعدى بضعة سنوات رغم أن هذه المفاهيم و المعتقدات إرث و بنجاح مائة بالمائة. إن دل ذلك إنما يدل على أن الدين الإسلامي جاء بما يصلح حياة الناس ومناهجهم و يدل ذلك على نقاء فطرة وسريرة العربي الذي عاد سريعًا إلى الحق. لسنا هنا في حاجة إلى عد الحقوق الإنسانية والشرعية والمادية التي حماها الإسلام للمرأه أو بيان المنزلة الكريمة التي وضعها فيها؛ لأن الحديث عن عناية الإسلام بالمرأه وانزالها مكانتها التي تليق بها حديث لا ينتهي أبدا(20) .

       فالإسلام قد احتفى بالمرأة و حمى مواقعها في كل أدوار حياتها و ما يهمنا هنا احتفاؤه بها وهى في بداية حياتها وهى (ابنة) فعاب وحرم الوأد للبنات في قوله تعالى “قد خَسِرَ الَّذِيْنَ قَتَلُوْا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وحَرّمُوْا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ اِفْتَراءً عَلَى اللهِ قَد ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِيْنَ” {الأنعام/13}.

       والقرآن الكريم دستور الإسلام في خبرته الفذة بطبيعة البشر وتقديره الحكيم لما تخضع له من شتى المؤثرات لم يرج من القوم أول الأمر أن يقهروا في  مشاعرهم نوازع الوراثة العاطفية، لكنه كذلك في تساميه بالإنسانية لم ييأس من رياضة المسلمين على الرضا بالبنات وحمايتهن من أثر الظلم والكراهية، فتتابعت آياته الكريمة حاثة على اتقاء الله فيهن حاضة على إنصافهن ومساواتهن بالبنين قدر ما تحتمل الطبائع والأوضاع(21). “وإذا المَوْءُوْدَةُ سُئِلَتْ بأيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ” {الكوثر/8،9}، “وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا” {الإسراء/31}، ” قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” {الأنعام/ 151} ونظر الإسلام إلى البنت نظرةً كبيرةً عميقةً فجعل القيام عليها كالجهاد في سبيل الله؛ حيث جعل البنت الطاهرة جهاد أبيها وأمها في الدنيا والفوز به يكون بأسباب الصبر والإيمان؛ فالبنت هي أم ودار وأبواها فيما يكابدان من إِحسان تربيتها وتأديبها وحياطتها والصبر عليها واليقظة لها كأنهما يحملان الأحجار على ظهريهما حجرًا حجرًا ليبنيا تلك الدار فليس ينبغي أن ينظر الأب إلى بنته إلا على أنها بنته، ثم أم لأولادها، فهي بذلك أكبر من نفسها وحقها عليه أكبر من الحق فيه، حرمتها وحرمة الإنسانية معاً، والأب في ذلك يقرض الله إحسانًا وحنانًا ورحمة فحق على الله أن يوفيه من مثلها وان يضعف له … والبنت ترى نفسها في بيت أهلها ضعيفة كا المنقطعة وكالعالة وليس لها إلا الله ورحمة أبويها فإن رحماها وأكرماها فوق الرحمة وسراها فوق الكرامة وقاما بحق تأديبها وتفقيهها في الدين وحفظا نفسها طاهرة كريمة مسرورة مؤدبه فقد وضع بين يدي الله عملاً كاملاً من أعمالهما الصالحة وكما وضعاه بين يدي الإنسانية فإذا صارا إلى الله كان حقًا لهما أن يجدا في الآخرة يميناً وشمالاً يذهبان بينهما إلى عفو الله وكرمه. وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – من كان له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها وغذاها فأحسن غذاءها وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه كانت له ميمنةً وميسرةً من النار إلى الجنة(22).

صور البنات في السنة المطهرة :

       ثم كانت السنة النبوية الكريمة توضح مكانة البنت وعظم فضلها وفضل تربيتها، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسخ ذلك في أذهان المسلمين قولاً وعملاً، و من ذلك أن قيس بن عاصم المنقرى كان يتحدث بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وعن ضحاياه من الموءودات وأنه ذهب باثنتي عشرة منهم فقال عليه الصلاة والسلام “من لا يرحم لا يرحم” وأمره أن يعتق بكل واحدة جاريةً مؤمنةً(23).

       وقالت عائشة رضي الله عنها جاءتني امرأة معها ابنتها تسألني فلم أجد غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال “من ابتلي من هذه البنات بشىء كن له سترًا من النار {رواةُ البخاري حديث 101} وقال صلى الله عليه وسلم عن ابنته فاطمة رضي الله عنها (فاطمة بضعة منى يسوؤني ما يسوؤها ويسرُّني ما يسرُّها)، وحديث البخاري عن أبي قتادة قال خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم وأمامه بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها وإذا رفع رفعها {البخاري الجزء الثالث ص 137} بل وأكثر من ذلك بأن جعل البنات سببًا في إدخال الوالد الجنة بإذن الله تعالى، وذلك لحديث سعيد الخدرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لا يكون لأحدكم ثلاث بنات فيحسن إليهن إلا دخل الجنة” وحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم “من ابْتُلِيَ بشيء من البنات فصبر عليهن كن له حجاباً من النار” {رواهُ الترمذي} وحديثهُ صلى الله عليه وسلم – من خرج إلى سوق من أسواق المسلمين فاشترى شيئًا يحمله إلى بيته فخص به الإناث دون الذكور نظر الله إليه.

الرسول القدوة :

       لم  ير أكرم من النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة بناته والترفق بهن والانصاف لهن والإشفاق عليهن ولا نعلم أحدًا ممن عاصروه وحاربوه وناصبوه العداء قد مسَّ حبُّه الغامر لبناته فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائم الإعلان عن حبه لبناته وبنات المسلمين فهو أب لأربع بنات و أب للمسلمين جميعًا، فكانت معاملة النبي للإناث خاصة على قرب العهد بالجاهلية فوق الذي طمعن فيه أو رنون إليه من عزة وكرامة ومروءة وما من ريب في أن البيئة كانت محتاجةً إلى هذا المثل الصالح والقدوة الطيبة في شخص الرسول الكريم لتقاوم ما ألفته في معاملة البنات، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما بشر بفاطمة (ريحانة أشمها ورزقها على الله).

       فلقد كان عليه الصلاة والسلام يفرح بلقاء ابنته ويسر برؤيتها و يهش للقائها و يقول لها “مرحباً يا ابنتيصلى الله عليه وسلم كما كان يسر برؤية أولادها ويرحب بمقدم زوجها علي بن أبي طالب، وكان يعتبرها بضعةً منه و فيها يقول (خير نساء العالمين أربعة، مريم. وآسيه. وخديجة. وفاطمة) وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها ذات يوم (إن الله ليرضى لرضاك ويغضب لغضبك) كما قال (رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني) وكان صلى الله عليه وسلم يسعده كل السعادة أن يصلح بين ابنته وزوجها علي فقد حدثنا رواة السيرة أنه صلى الله عليه وسلم رؤي ذات ليله وهو يسعى إلى دار ابنته فاطمة مهمومًا قلقًا على إثر خلاف وقع بينها وبين زوجها فأمضى هناك وقتاً ثم خرج ووجهه الشريف يفيض بشرًا فقال قائل من الصحابة: يا رسول الله ! دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك، فأجاب صلى الله عليه وسلم: وما يمنعني وقد أصلحت إلى أحب اثنين إلي.

       وليس أدلَّ على حبِّ رسول الله لابنته أنها كانت تدعى بأجمل وأرق كنية عرفتها لغات العالم وأدلها على هذا الحب ، فكانت تدعى – أم أبيها – فلا غرو إذا أن يقول ابن جريج (قال لي غيرُ واحد كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه)

       وعلى هديه صلى الله عليه وسلم سار الصحابة والتابعون والمسلمون فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون على صاحب ثلاث بنات صدقة ولا جهادًا لحاجتهن إليه وشغله بهن والعناية بتربيتهنّ. ثم أصبح العرب فى ظل الإسلام يقولون (من يمن المرأة أن تلد الأنثى قبل الذكر؛ لأن الله تعالى بدأ بالإناث)  فقال تعالى “يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ” {الشورى/49} ورأوا البنات نسمات عليلة يخففن وهج الحياة في صغرهن وهن الحانيات فى الكبر، المستجيبات لكل همسة، المطيعات لكل إشارة، وهن بلطفهن وطيب نفوسهن تفاحة القلب، كما قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه عن ابنته عائشة(24)

       وقال أبو الحسن الأعرابي كانت لي ابنة تجلس معي على المائدة فتبرز كفا كأنه طلعة في زراع كأنه جمار فما تقع عينها على أكلة نفيسة إلا خصتني بها فزوجتها فصار يجلس معي على المائدة ابن لي فصار يبرز كفا كأنه كرنافة في زراع كأنه كربة فما تقع عينه على لقمة طيبة إلا سبقت يده إليها.

صور البنات في الشعر العربي والإسلامي الحديث :

          في العصر الحديث جسد شعر الآباء في بناتهم صفات الحب ونقاء السريرة وتعانق الود والتآلف، وحمل الشعر لنا بهجة الآباء ببناتهم زمن الولادة وفاض بالسعادة الغامرة واصفًا المداعبة والملاعبة، وتآلف بالأنس في المحادثة والمجالسة ومجاذبة الحوار، كما روعنا الشعراء بمآسي البنات في أمراضهن وغربتهن، كما احتل رثاء البنات جانبًا هاماً من جوانب الشعر حتى إننا لم نر شعرًا يحمل حزناً أصدق إحساسًا من لوعة الشعراء على بناتهم(25).

       ورأى الشعراء ولادة البنت في مستهل الحياة الزوجية أمر موحيًا بالخير والبركة، فخير النساء من بكرت بأنثى فهي تخدم أسرتها وتنشر المرح والمداعبات وتجمع شمل العائلة، ويتعلق بها قلب الأب، ويكنى بها، فتحتل مكانة كبيرة في قلوبهم. وفى هذا الحقل الدلالي انبرى الشعراء يهتفون ابتهاجًا بولادة بناتهم:

أشرقي كالبدر نورًا وسنا

املئ الدنيا جمالاً ورواء

جل من سواك حسنَا وبهاء

ثم زان الحسن طهرًا وحياء

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:

مولاي إن الشمس في عليائها

أنثى وكل الطيبات بنات

       * أول شعرائنا في العصر الحديث ممن وقع الاختيار علي أبياتهم – الشاعر الأمير عبد الله الفيصل – أمير الشعر العربي السعودي يقول من قصيدته – إلي ابنتي سلطانة :

يا زهرة لي نضيرة                 ونجمة لي مُنيرةِ

أضأت بالنور عُمري                    أيا ابنة لي صغيرةِ

أعدت لب صفو أمسي          وعاد لي فيك أنسي

وأخضل دَوح حياتي                    من بعد صُفرة يأسي

يا نغمة في وجودي              أوحت إليّ نشيدي

وبعد ما طال صمتي                    ألهمتني من جديد

أن داعبتني يداك                        برقة كالملاك

أحسستُ  عَوْد شبابي           مُجسدا في صباك

علي مهاد وثير                         نامي بطرف قرير

ترعاك يا بعض نفسي                   عين الإله القدير.

       * أما الشاعر السعودي الكبير – طاهر زمخشري – فيسجل لنا حبه وفرحته بلقاء ابنته –ابتسام – بقوله:

فرحتي باللقاء أحيت رفاتي

فجرت من زوافري أغنياتي

بك يا فرحة الحياة ويا من

كنت أحلي ابتسامة في حياتي

فارتوي الشوق في حنايا ضُلوعي

من لهيب أسال من عبراتي

وبكاء وسرور جسر أمان

لمعنّي يعيشُ بالأمنيات

وبجُضر الرُبي التقينا فجاشت

عبرات مشبوبةُ القطرات

قد تندت بها زهورُ أمان

راقصات الدفوف في الربوات

فأعادت لي الصبا من جديد

خطرات النسيم بالنفحات

       * أما الشاعر – مسافر –  أحمد صالح الصالح – الذي كان في رحلة خارج وطنه  فأوحشته الغربة، وأشجي قلبه الشاعر فراق ابنته – ريم – فكانت قصيدته – حديث الغربة – التي يقول فيها:

صغيرتي( ريم) في قلبي وذاكرتي

كأنها بين ألعاب الدمى قمر

ما بين رأس عروس سوف تقطعه

وبين فستان أخري سوف ينحسر

وبين سيارة قد حُطمت قطعاً

ومُزّقت بين كفيها لنا ..صور

صغيرتي (ريم) بي شوق لضحكتها

كلامها ملء سمعي حين أدّكر

       * أما الشاعر عبد الله بن سالم الحميد من قصيدته – بشائر سارة :

طفلة: كانت بشارة         أشعلت قلبي نضارة

غيرت معنى حياتي          و ابتهاجاتي المثارة

علمتني كيف أسلو          وأغني للحضارة

وأناجيها ببوحي                    وأماني العمر تارة

و احتفلنا برؤاها                   ودعتها الأم (سارة)

فازدهى البيت سرورًا                 و اشتياقاً وإثارة

       * أما الشاعر عبد الله بن صالح الوشمي، فيقول في قصيدته – قبليني :

قبليني – بنيتي – قبليني

أنت أحلى– و الله – من ياسمين

قبليني فهذه الأرض عطشى

والندى راحل وماء عيوني

قبليني فسوف تختصر الأر

ضي حديث المحب والمجنون

وأدخلي في غياهبي كل ضلع

رقصت فيه شمسه من فتون

       * أما الشاعر الأخطل الصغير – بشارة ألخوري – يخاطب ابنته وداد حين تبلغ العشرين  من عمرها فيقول :

يا قطعه من كبدي                فداك يومي وغدي

وداد يا أنشودتي أل        بكر ويا شعري الندي

يا قامة من قصب أل                    سكر رخص العقد

حلاوة مهما يزد                   يوم عليها تزدد

توقدي في خاطري                و صفقي وغردي

تستيقظ الأحلام في        نفسي وتسقيها يدي

عشرون هلل يا ربيـ                ع للصبا وعيد

وبشر الزهر بأخـ                   ت الزهر وأترب وأنشد

       * ويقول الشاعر السوري محمود محمد كلزي تحت عنوان “آلآءصلى الله عليه وسلم :

قالت: رزقت بطفلة هل تغضب

إن الأمومة منهل لا ينضبُ

غصّ السؤال بزفرة مجنونةٍ

وأثار بالجفنين دمعاً يسكبُ

ورأيت في العينين طيف ندامةٍ

ولمست في الآهات ما هو أصعبُ

فصمتُّ أطوي في الجوانح نشوةً

وضحكت وَهْىَ على اللظى تتقلبُ

مدّتْ ذراعيها إليَّ ببرعمٍ

يا قلب هذا ما تروم وترغبُ

هذا ملاك مطبق أجفانهُ

وكأنه بين الحشاشة يلعبُ

هذا المحيا بالبراءة سابح

وعلي المحيا قد تبسَّم كوكبُ

واحات عمري كلها قد أينعت

وغدت من النعمى الفيافي تخصبُ

وتفجرتْ في النفس أنهار السنا

كم دجيةٍ ولّتْ وولّى غَيهبُ

يا قلب هذي نعمة فياضة

آلاء ربك لا تعدّ وتحسبُ

في مسمعيَّ يرنُّ صوتُ بكائها

لحن سماوى يرنُّ ويطربُ

لم ترتشفْ من قبلُ عذب ندائهِ

أذُنُي، ولم تثملْ بما هو أعذبُ

فوأدتها في القلب بين جوانحي

غرساً كريماً يستظل به الأدبُ

فإذا الأماني أغنيات حلوة

وإذا الأغاني أمنيات أعذبُ

وإذا الدُني قد لألأت آلاؤها

فبأي آلاء الكريم أكذّبُ؟

عبس الأنام أسىً لمولد طفلةٍ

فكأنها في الجاهلية تنجبُ

وتطيّروا والصمت فوق رؤوسهم

فكأنما في الأفق يوم ينعبُ

ما روع التاريخ إلا طفلة

موْؤودة في الجاهلية تندبُ

وفرحتُ إذ بشرت في ميلادها

كفراشة في جانحيها المطلبُ

فيضُ من الآلاء أغدق بارئي

فبأي آلاء الكريم أكذّبُ؟

       * ويقول شاعر متغزلاً في ابنته خيال: خيال يا حبيبتي تبسمي . كبسمة الهلال . هنا امرحي . تأرجحي على يدي زهرة تعانق الغصون والظلال. تلفتي تلفت الظباء في التلال . تبسمي . هيا ارسميها لوحة شفافة الألوان كالخيال . هيا اعزفيها ( غنوه ) عذريه الألحان تسري في دمي حروفها جميعها ( خ ي ا ل )

       * وهذا شاعر آخر يتغزل في ابنته لينا. حيث يقول:

لابنتي لينا أمزق قلبي وردة

وأضع من لهب العمر بلدة

نمضي ونلعب بالأرض في غير أرض

لابنتي لينا أغنيك يا جوع جيلاً جديدًا

وأزرع في رحم الأرض قمحًا

وفي القمح جيشـًا وفتحـًا

       * وهذا هو الشاعر منصور الحازمي يقول في ابته نهى :

نهى في بيتـنا قمر              يضيء فتشرق الصور

لها في القلب مملكة            يحف بعـرشها العمر

       * ونختتم هذه الباقة من الشعر بالدكتور غازي القصيبي أحد الشعراء الكبار؛ حيث نجده يخاطب ابنته وقد حاولت أن تقطف الشعيرات البيض من رأسه قائلاً:

مالت على الشعرات البيض تقطفها

يارا: وتضحك – لا أرضى لك الكبرا

يا دميتي ؟ هبك طاردت المشيب هنا

فما احتيالك في الشيب الذي استترا؟

وما احتيالك في الروح التي تعبت ؟

وما احتيالك في القلب الذي انفطرا ؟

وما احتيالك في الأيام توسعنــي

حربًا.. وتسألوني: من ياترا انتصرا؟

       ومن جميل ما نحب ذكره في ختام هذا الموضوع دراسة لفريق من الأطباء الفنلنديين المتخصصين في علوم البيولوجيا بجامعة “توركوصلى الله عليه وسلم مفادها أن أم البنات عمرها أطول لأن الهرمون الأنثوي الذي يفرزه الجنين الأنثى داخل رحم الأم يضيف إليها قوة ومناعة أكثر مما يضيف لها هرمون – التستسيرون – الذكري الذي يفرزه الجنين الذكر وهو يقلل من فاعلية جهاز المناعة لدى الأم ويجعلها بالضرورة أكثر عرضة للأمراض فهنيئاً لأم البنات .

المراجع :

1-    د/ بنت الشاطئ . بنات النبي، الهيئة العامة المصرية للكتاب، ص 16

2-    المصدر السابق، ص 28                       

3-    د/ السيد عبد العزيز سالم تاريخ العرب قبل الإسلام، الهيئة المصرية لقصور الثقافة، ص 212

4-    ابن كثير الدمشقي: تفسير القران الكريم، الجزء الثاني، ص188

5-    محمود شكري الآلوسى: بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، دار المعارف، مصر، الجزء الثالث، ص43

6-    د/أحمد الحوفى، الحياة العربية من الشعر الجاهلي، ص161  

7-    د/ بنت الشاطئ مصدر سابق، ص31

8-    د/ سيد عبد العزيز سالم مصدر سابق، ص399

9-    الشيخ محمد الغزالي قضايا المرآة، مكتبة الأسرة 1999م، ص62

10-  أبو الفرج الأصفهاني: الأغاني، الجزء العاشر، ص 347

11-  المصدر السابق ص 288       

 12- د/ بنت الشاطئ: مصدر سابق، ص31

13-  النويرى: نهاية الأرب، ج3 ص 137  

14-  د/ بنت الشاطئ، مصدر سابق ص33

15-  الأغاني، ج9 ص294

 16- الأغاني، ج9 ص329

17-  الجاحظ: البيان والتبيين، ج1 ص163  

18-  د/ حسين نصار: الشعر الشعبي العربي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ص 64،65

19-  صالح بن إبراهيم الحسن . إليك يا إبراهيم في مهدك، المجلة العربية رجب 1421 ص59

20-  الشيخ حسن بن عبد الله آل شيخ  المرآة كيف عاملها الإسلام، كتيب المجلة العربية 40ص 17

21-  د/ بنت الشاطئ، مصدر سابق ص 43

22 –   مصطفى صادق الرافعي: من وحي القلم، الجزء الأول، مكتبة الأسرة 2003 ص 96 

23-  الشيخ حسن آل الشيخ مصدر سابق ص18

24-  صالح ابن إبراهيم الحسن، مصدر سابق ص 59

25 –   شيخه عبد الله الروسي إيقاعات صورة البنات في شعر الآباء، المجلة العربية 214 ص80 .


(*) باحث في التراث العربي والإسلامي، مصر – طنطا – دمشيت. هاتف محمول: 20109356970+

      salahalshehawy@yahoo.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1431 هـ = أغسطس – أكتوبر 2010م ، العدد :9-10 ، السنة : 34

Related Posts