دراسات إسلامية
بقلم : الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي
الماء هو جوهر الحياة والعنصر الرئيسي لها – حياة البشر عامةً – وهو عصب الحياة لجميع الأحياء على هذه البسيطة، يُوجَد داخل كل خلية لتمثيل الغذاء والعمليّات الحيوية ويجري في عروقنا يحمل عناصر الدم في رحلة طويلة تمتد إلى نهاية الحياة وبه تحيا الأرض وينبت الزرع والزهور، فالماء وجوده يغير وجه الأرض وفقدانه يؤدي إلى نهاية الأحياء لا محالة – والماء أحد أركان الكون؛ فإن السموات خُلِقَت من بخاره والأرض من زبده والماء العذب صافي اللون لا رائحة له، طعمه عذب وزنه خفيف ورقيق القوام منبعه نظيف والبحر ماؤه مالح لتمام مصالح الناس والحيوان؛ فإنه راكد كثير الحيوانات ويموت فيه الكثير ولا يقبر فتتحلل الحيوانات ويظل هو على حاله لا يتغير إلى أن يطوي الله العالم(1) والماء مادة غذائية أساسية فهو أكثر مكونات الجسم البشري توفرًا نظرًا لكونه أكثر من أربعة أخماس وزن الإنسان ولا يستساغ طعام بدون ماء .
الماء في التراث العربي:
العرب منذ تاريخهم القديم أدركوا أهمية الماء في الحياة فكتبوا عنه وقالوا فكان في تراثهم الأدبي والديني الشيء الكثير عن الماء. فالعرب إذا أرادوا أن يطلقوا اسمًا على امرأة ذات جمال وبركة وحسن وصفاء وبياض أطلقوا عليها – ماء السماء – يقول الجاحظ “وحين اجتهدوا في تسمية امرأة بالجمال والبركة والحسن والصفاء والبياض قالوا ماء السماء. والعرب إذا وصفت الماء والشراب بالصفاء قالوا كأنه الدمع وكأنه ماء قطر، وكأنه ماء مفصل وكأنه لعاب الجندوب وكأنه عين الديك ومن أمثالهم “ياماء لو بغيرك غصصت” يضرب عن دهى من حيث ينتظر الخلاص والمعونة .
ومن وصايا العرب :
وصية “الفرافصة الكلبي” لابنته “نائلة” حين جهزها إلى زوجها “عثمان بن عفان” فكان مما قال لها – يا بنية إنك تقدمين على نساء قريش وهن أقدر على الطيب منك فلا تغلبي على خصلتين – الكحل والماء”. ومن وصية “أمامة بنت الحارث” لابنتها “وليكن أطيب طيبك الماء” ولا غرابة فالعرب تقول “أطيب الطيب الماء”(2).
ولقد أعطى العرب – سكان البادية – الماء مكانةً مهمةً وخاصةً ماء السماء فتتبعوا أخباره وترقبوا قدومه؛ ولهذا سمى العرب بأبناء السماء. وماء السماء هو لقب “عامر بن حارثة الأزدي” الذي خرج من اليمن لما أيقن أن سيل العرم سيدمر أكبر منشأة مائية آنذاك – سد مأرب – سُمِّيَ بذلك؛ لأنه كان إذا أجدب قومه عافهم، حتى يأتي الخصب فقالوا هو ماء السماء؛ لأنه خُلِقَ منه وقيل لولده بنو ماء السماء وهم ملوك الشام – قال أحدهم:
أنا ابن فريقيا عمرو جدي
وأبوه عامـر ماء السماء
كذلك قال عبيد بن السلامي :
ومنا بنو ماء السماء ومنذر
وحفنة منا والقروم النوازع(3)
لقد لعب الماء دورًا مهمًا في قيام ونشأة الحضارات القديمـة ووجود نظم بيئية وحياة مستقرة متوازنة منذ القدم وشاهد ذلك سعي أُمّنا “هاجر” بين الصفا والمروة وانبثاق ماء زمزم تحت رجلي “إسماعيل”، وإلى سد مأرب الذي كان يحجز خلفه المياه في أحواض واسعة، تعود حضارة مأرب وبساتينها التي دمرها سيل العرم وأبدلت بساتينها بسدر وأثل؛ فهذا شعارهم بعد زوال هذا الماء يذكر أحواض مأرب ومشاربها ويتمنى شربة ماء واحدة من تلك الأحواض رقراقة الماء .
فيالهف نفسي كلما التحت لوحة
على شربة من بعض أحواض مأرب
بقايا نطاف أودع النعيم صفوها
وصقلـه الأرجاء زرق المشـارب
ترقرق ماء المزن فيهن والتقت
عليهن أنفاس الرياح الغرائب
وليس بعيدًا عن مياه النيل قامت أهرامات مصر وحضارتها أما حاضرة تدمر وغيرها من الواحات العربية في بادية الشام وشبه الجزيرة العربية، فقد ساعدت المياه على قيامها حيث تنتشر الآبار والمشارب فيها، لندرة الماء لدى العرب في صحرائهم الواسعة. فكان يراعهم ما يرونه من مياه كثيرة في أنهار الشام والعراق من ذلك ما يُروَى عن النابغة الذبياني عندما وقف أمام نهر الفرات فلقد راعه فيضان نهر الفرات وأثارت أمواجه المتلاطمة شاعريته فقال في ذلك:
فما الفرات إذا جاشت غواربه
ترمي أو زايه العبرين بالزبد
بمده كل واد مترع لحب
فيه ركام من الينبوت والخضر
يطل من خوفه الملاح معتصمًا
بالخيزرانه بين الأدين والنجد(4)
ولما كان العرب أهل صحراء مترامية الأطراف يعز فيها الماء، فإن فترات الجفاف كانت تترك بصماتها على حياتهم وأرزاقهم ومواشيهم لذا نراهم يبثون في أشعارهم أنات حزينةً مسترسلةً من أعماقهم تروي عطشهم للماء من ذلك قول أعرابية:
ألم ترنا غبنا ماؤنا
زمانًا فظلنا بكد البيارا
فلما عدا الماء أوطانه
وجف الثمار فصارت حرارًا
وفتحت الأرض أفواهها
عجيج الجمال وردن الجفارا
وضجت إلى ربها في السماء
رؤوس العضاة تناجى السرارا
وقلنا أعيدوا الندى حقه
وعيشوا كراماً وموتوا حرارًا
وفي الجدب وقلة الماء يرديء المشرب وتتلوث ميـاه الآبار ومع ذلك ليس هناك من بديل لتلك الميـــاه يشربها الإنسان ودوابــه يقول ذو الرمة:
وماء حرى عاف الثنـايا كأنـه
من الأجن أبوال المخاض الضوارب
حشوت القلاص الليل حتى وردنه
بنا قبل أن تخفى صغار الكواكب
لقد جعل الجفاف للماء مكانةً في نفوس العرب بلغت حد التقديس والتبجيل جاء ذلك في مظاهر كثيرة من حياة أوائلهم؛ فاتخذوا لورد الماء أصولاً وقوانين وأعرافًا يحترمونها أيما احترام فمن له ثأر عند إنسان آخر، وأدركه يمسك قربة الماء أو مكبًا على الغدير يرتوي أمهله حتى أتم شربه ويسقون الذبيحة الماء حتى ترتوي ومن ثم تذبح، ولولا احترام ورد الماء لما أمهل شاعرهم قطيع حمار الوحش حتى ترتوي ثم ترجع عن الغدير، وبعدها أطلق سهمه وهو بأمس الحاجة إلى واحدة منها فليس لديه قرى لضيفه حيث يقول:
عطاشًا تريد الماء فأنساب نحوها
على أنه منها إلى دمها أظلما
فأمهلها حتى تروى عطاشها
فأرسل فيها من كنانته سهمًا
ولا عجب إذا رأينا شعراء العربية يسهبون في ذكر الماء ويقرنونه برجع أحاديث محبوباتهم فهذا أبو ذؤيب الهزلي يشبه حديث محبوبته بعسل النحل الممزوج بألبان أبكار الإبل الحديثة النتاج والمشوب بماء صاف مثل ماء المفاصل – ماء المفاصل هو ماء بين الجبلين وإنما خص بالذكر لصفائه بسبب انحداره عن الجبال لا يمر بطين أو تراب – حيث يقول:
وإن حديثًا منك لو تعلمينه
جنى النحل في ألبان عوذ مطافل
مطافيل أبكار حديث نتاجها
تشاب بماء مثل ماء المفاصل
وهذا شاعر آخر يرى أن ما يصدر عن النساء من قول يصادف من نفس محدثهن ما يصادفه من الماء البارد ظمآن برح من الظمأ:
فهن ينبذن من قول يصبن به
مواقع الماء من ذي الغلة الصاوي
وهذا آخر يرى أن حديث محبوبته في نفسه موضع صوت غيث هاطل من نفس راعي إبل طال عهده به فيقول:
وحديثها كالغيث يسمعه
راعي سنين تتابعت جدبًا
فأصــاخ مستمعًا له
ويقول من فرح هيا ربًا(5)
الماء في القرآن الكريم:
القرآن الكريم منهج شامل وصالح لكل زمان ومكان فما إن بحثنا عن جزئية من حاجات الإنسان وجانب من جوانب حياته إلا وجدنا فيضًا من التوجيهات القرآنية تغطي هذا الجانب ويفيض وكأن القرآن الكريم أنزل لهذا الشأن فقط(6)، وعند البحث عن الماء في القرآن الكريم نجد أنه سائل الحياة فلا شيء حي يكون بدون ماء ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ الأنبياء: آية 30، ﴿وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ النور: آية 45، ﴿فَلْيَنْظُرْ الإنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ﴾ الطارق: الآيتان 5، 6. ﴿أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِيْ تَشْرَبُوْنَ﴾ الواقعة: آية 68، ﴿وَاللهُ الَّذِيْ أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيْرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلىٰ بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ فاطر: آية9، ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدْرِهَا﴾ الرعد: ىية 17، كما يحدثنا القرآن الكريم عن فوائد عظيمة كثيرة للماء في حياة الإنسان: منها استخدام الماء للشرب والسقيا قال تعالى: ﴿فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوْه﴾ الحجر: آية 22.
– إخراج الحب والنبات والجنائن من الأرض قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثـَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا﴾ النبأ: الآيات 14-16.
– إحياء الأرض بعد جدبها وقحالتها وموتها ﴿وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ النحل: آية 65.
– استخدام الماء للطهارة وإزالة العوالق التي تسبب الأذى للإنسان. ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوْرًا﴾ الفرقان: آية 48، ﴿وَيُنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِه﴾ الأنفال: آية 11.
– إخراج الثمرات والرزق للإنسان وما سخر الله له من الحيوان لمنفعته ﴿وأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثِّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ﴾ البقرة: آية22، كما يحدثنا القرآن عن الماء وإغراق قوم نوح الذين كذبوه ﴿قَالَ سَآوِيْ إلىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِيْ مِنَ الْمَاءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَومَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِيْنَ﴾ هود: آية 43(7).
الماء علاج رباني:
كان أمر الله لأيوب عليه السلام في الآية: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوْبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّيْ مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * اُرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾ ص: الآيتان 42، 43. وإذا كان علاج أيوب عليه السلام بالماء معجزةً ورحمةً من الله جل وعلا فهي كذلك إشارة إلى الأسرار المخزونة في الماء(8).
زمزم :
سبعة أشواط بين الصفا والمروة تهرول “هاجر” تتلفت وراءها إلى حيث تركت وليدها والطفل لا ينقطع بكاؤه. تذكرت لحظتها ما قالته لإبراهيم عليه السلام عن أهل الله الذين لا يضيعهم.. وبكت ورفعت صوتها بالبكاء فانفجرت أعين زمزم وظهر ماؤها المبارك فأقبلت تشرب من الماء وتسقي إسماعيل وأخذت تحيط مكان خروج الماء المتدفق بما استطاعت جمعه من الحصى والرمال لئلا يسيل يمينًا ويسارًا ولئلا يغيض في رمال الصحراء وهي لا تدري أن هذه العين سوف تبقى جاريةً متدفقةً على مدى آلاف السنين، وسوف يفد إليها من شتى بقاع الأرض الملايين من حجاج بيت الله ومن المعتمرين في كل عام ليشربوا من مائها المبارك الطهور.. ومع سطوع شمس الإسلام ازدادت أهمية زمزم وزاد إقبال المسلمين على مائها، وخاصةً بعد أن رأوا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها. وبعد أن أشاد بفضل مائها وبركته، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب من ماء زمزم وقال: “إنها طعام طعم وشفاء سقم”، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: “ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله”.
وروى سعيد بن منصور في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “خير بئر في الناس زمزم”، وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير ماء على وجه الأرض زمزم منه طعام الطعم وشفاء السقم”(9). وماء زمزم من أشهر المياه عند العرب فقد ورد في آثار السلف أن الكثير من المرضى تداووا به وذكرت المصادر أن أبا ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه عاش على ماء زمزم ثلاثين يومًا وليلةً ولم يهزل. وذكر الإمام ابن القيم أنه شاهد من كان يتداوى بماء زمزم كما رأى من كان يتغذى بذلك الماء ويعيش عليه فترةً طويلةً دون أن يشعف أو تذهب قوته(10).
وعن ابن أبي مليكة قال: كنت عند ابن عباس – قضي الله عنهما – فجاء رجل فجلس إلى جنبه فقال له ابن عباس من أين جئت؟ قال شربت من مـاء زمزم، قال شربتها كما ينبغي قال: وكيف ينبغي يا ابن عباس؟ قال تستقبل القبلة وتسمي الله ثم تشرب وتتنفس ثلاث مرات فإذا فرغت حمدت الله تعالى. وتتضلع منها (أي تشرب حتى يمتلئ جنبك وأضلاعك)، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن آيةً ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم” رواه ابن ماجه في سننه(11).
الماء في السنة النبوية المطهرة :
نظرًا؛ لأن الماء قوام الحياة وعنصر مادتها، فقد أباحه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وقضى بحق جميع الناس فيه وسوى بينهم في ملكيتهم العامة له وكذلك الأمر بالنسبة للنار والكلأ يقول صلى الله عليه وسلم: “الناس شركاء في ثلاثة: النار والكلأ والماء”. وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في القرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم” أخرجه الترمذي والبخاري. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج الحمى بصب الماء على المريض ويقول: “الحمى من قيح جهنم فأبردوها بالماء”، أخرجه البخاري. وكان صلى الله عليه وسلم يأمر المحمومين بالاستحمام في السحر ليكون الماء محتفظاً ببرودته فيقول صلى الله عليه وسلم: “إذا حم أحدكم فليسن عليه من الماء البارد في السحر ثلاث ليال” أخرجه النسائي والحاكم عن أنس رضي الله تعالى عنه .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه “أن أول ما يسأل عنه العبد من النعم أن يقال له ألم نصلح لك بدنك ونروك من الماء البارد”، وعندما قالت الصحابة يارسول الله وأي نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن قال لهم: أليس تحتذون النعال وتشربون الماء البارد؟ فهذا من النعيم”.
الرؤية الإسلامية للماء :
الماء كونه أصلاً للحياة وهبةً من الله وشراب المعرفة إضافةً إلى هذا له معنى تطهيري؛ لأنه يطهر المسلم خارجيًا (جسده) وداخليًا (روحه) كما أن إمداد الآخرين بالماء إنسانًا كان أو حيوانًا يعد زكاةً في الإسلام، فالمسلم يتطهر بالماء من الجناية قبل صلاته وهذا يعطي أهميةً أساسيةً لديه(12).
والرسول صلى الله عليه وسلم يقرر أن الطهور شطر الإيمان ولأهمية الطهارة وضرورتها، فقد بين المنهج الإسلامي وسائل الطهارة بالماء – منها الغسل من الكفر والجناية ثم يأمرنا بالنظافة اليومية خمس مرات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم” رواه الترمذي(13).
* * *
المراجع :
- د. صلاح الأجاوي: الدواء من الماء، دار صحف الوحدة الإمارات ص 7.
- د. محمد سلامة يوسف رحمه : الماء في التراث العربي، مجلة الكويت العدد 64 ص 104.
- د. عواد جاسم الجدي : الماء في تراث العرب، مجلة الكويت العدد 146 ص 84.
- المصدر السابق ص 85.
- د. محمد سلامة يوسف رحمه : مصدر سابق ص 102.
- د. صلاح الأجاوي: مصدر سابق ص 43.
- خالد إسماعيل غنيم: الماء في القرآن الكريم، المجلة العربية المحرم 1416هـ ص 26.
- د. صلاح الأجاوي: مصدر سابق ص 16.
- فوزي عبد القادر الفيشاوي: زمزم الماء والشفاء، مجلة الفيصل العدد 282 ص 93.
- د. محمد سلامه يوسف رحمه: مصدر سابق ص 103.
- فوزي عبد القادر الفيشاوي : مصدر سابق ص 103.
- نادية جمال الدين محمد: لغز الماء في الأندلس، مجلة الفصيل العدد 276 ص 115.
- د. صلاح الأجاوي : مصدر سابق ص 38.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، محرم – صفر 1431 هـ = ديسمبر 2009 م ، يناير – فبراير 2010م ، العدد : 1-2 ، السنة : 34