كلمة المحرر
من حين لآخر ينكشف اللثامُ عن المؤامرة الشاملة التي نَسَجَتْها خلايا الإرهاب الهندوسيّة لتنفيذ التفجيرات في أمكنة كثيرة من بلادنا الهند الغالية بتضامن ؛ بل تخطيط ؛ بل توجيه من قبل المنظمة الصهيونيّة الاستخباراتيّة “الموساد” لكي تُحَمِّلَ مسؤوليتَها الشبابَ المسلم بدهاء ومكر تُتْقِنُهما عن مران طويل ؛ حتى توجد السبيل لاعتقاله ، فتعذيبه ومحاكمته ، أو قتله عن طريق المواجهة الوهميّة بين شرطة مكافحة الإرهاب وبينه .
وظلّت هذه الألاعيب مُمَارَسَةً منذ سنوات عديدة أخيرة حتى شاء الله العليم القادر أن يكشف اللثام عن بعضها ؛ ولكن الحكومة لاتزال تبدو غير جادّة فيما يتعلق باعتقال ومؤاخذة فمعاقبة العناصر الهندوسيّة هذه التي تشكِّل “الطابورالخامس” في الإضرار بالوطن ووحدته وسلامته ، على حين إنّها تطلق دعاوي عريضه ، بكونها وطنيّة من الدرجة الأولى والرقم الأوّل .
وقد أصدرت مؤخرًا “لجنة حماية الديانة” التابعة لمنظمة “فيشوا هندو بريشاد” إلى “دارالعلوم/ ديوبند” وإلى اثنتي عشرة مدرسة ومنظمة إسلامية بارزة في الهند مطالبةً بإصدار فتوى موحدة منها تصرِّح بأن الهند ليست “دارالحرب” وإنما هي “دارالأمن” وأن الهندوس ليسوا “كفرة” وأنه لايجوز الجهاد ضدّهم .
وهذه العناصر تعلن عن نيّتها السّيئة الخطيرة المُهَدِّدَة وحدةَ البلاد وسلامتها ؛ فقد نشرت وسائل الإعلام مؤخَّرًا أن زعيمها الحماسي “بروين توغريا” الذي يلعب دائمًا بالنّار ، ويُخاطب الحفلات الشعبيّة الهندوسيّة المزدحمة بأسلوب استفزازي ناريّ ، قال بصراحة : إنّه يودّ ويحاول أن “يحتلّ” كلاًّ من الهند وباكستان ويقيم فيهما دولة هندوسيّة مُوحَّدة .
إنّ هذا الزعيم من وقت لآخر يدعو الحكومةَ لإغلاق المدارس الإسلاميّة ولاسيّما “دارالعلوم/ ديوبند” لأنّها – كما يزعم – هي التي تعلِّم الإرهاب ، وتخرِّج الإرهابيين وأنها مقرّ الإرهاب ومصدره . وظلَّت “دارالعلوم/ ديوبند” تدعوه لزيارتها بنفسه في أي وقت يشاء ، مؤكدة أنّ له أن يزورها زيارة مفاجئة حتى يشاهد بنفسه ما إذا كان فيها ما يدعو للشك أو الريبة . وظلّت دارالعلوم تؤكد له ولغيره أن أبوابها مفتوحة دائمًا للكل ، وليزرْها من يشاء متى يشاء ، وليمكث فيها ما يشاء ، حتى يتوصّل إلى ما لديها من الحقيقة ، وليعلم أنها إنّما تعلِّم الإنسانية والمواساة والمساواة والأخلاق ، وليس لديها شيء يثير الشك والارتياب ؛ لأنّها تعلّم الدين الإسلاميّ الذي إنما هو رحمة بالإنسان من أي دين كان.
ولكن هذا الزعيم المزعوم ظلّ يرفض دعوتَها للزيارة ، وظلّ ولايزال يطلق ضدّها في كل حفلة واجتماع ما يثير الاضطراب والقلق ؛ ولكن الحكومة لاتؤاخذه ، ولا تعتقله ، ولا تضبط عليه قولاً ، ولاتسجّل عليه دعوى .
وذلك ما يثــير الشبهة في نيّــة الحكومــة ودعواها بأنها تعمل بالعلمانيّة بصدق ، ولا تنحاز لدين دون دين .
[التحرير]
(تحريرًا في الساعة 11 من يوم الأربعاء : 29/2/1430هـ = 25/2/2009م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، ربيع الثاني 1430 هـ = أبريل 2009 م ، العدد : 4 ، السنة : 33