1- تجلّيات قرآن (بالأرديّة) ترجمة: “قبس من نور القرآن الكريم”

إصدارات حديثة

تاليف : الشيخ محمد علي الصابوني

الترجمة بالأردية: الأستاذ عبد القدوس القاسمي النيرانوي

وَقَعَ إلينا كتابُ “تَجَلِّيَاتِ قُرْآن” بجزئيه، وسيتلوهما أجزاءٌ أخرى إن شاء الله. وهو ترجمة أردية لكتاب “قبس من نور القرآن الكريم” لمُؤَلِّفه الفاضل الشيخ محمد علي الصابوني أستاذ جامعة أم القرى سابقًا. والكتابُ كما يقول المُؤَلِّف يتضمّن دراسة موضوعيّة تحليليّة لسور القرآن الكريم وما تشتمل عليه من معانٍ وموضوعات وأغراض، وشرحًا لأحكام وتوجيهات ومناهج حياة تضمّها هذه السور لإصلاح الفرد والجماعة. وهو تفسير للقرآن الكريم يمتاز عن غيره من التفاسير بأنّه لايتقيّد بالمنهج التقليديّ في التفسير، وبأنه لايتعرّض لتعقيدات النحو والصرف، وقضايا البلاغة والمعاني والبيان، أو الاكتشافات الحديثة والاختراعات العلميّة وتوفيقها مع المحتويات القرآنيّة، كما يصنع بعض المفسرين المحدثين. إنما هو يتحدث عن التعاليم القرآنيّة والتوجيهات الإلهيّة والمعاني والأغراض التي تتضمنها السور، بأسلوب سهل مبسط يسيغه أبناء هذا العصر؛ حتى يستفيد منها العامّة والخاصّة والعلماء والمثقّفون بالثقافة العصريّة بشكل سواء. فهو تفسير للقرآن الكريم بأسلوب عصريّ يتقاضاه الذهن المعاصر ويتماشى مع العصر وحاجاته، والحاضر و متطلباته.

       والشيخ الصابوني عالم صالح يتفرّد بالقلم الرشيق ، والكتابة العذبة السهلة الأنيقة ، كأناقته في اللباس وفي عيش الحياة وفي خلقه الحسن وتعامله مع الناس . ويتجلّى أسلوبه السهل العذب في كل ما يكتب ويُؤَلِّف .

       أذكر أنّني لدى حضوري مكّة المكرمة ذات مرة لأداء العمرة رغبتُ في زيارته والسلام عليه، وأبلغه ذلك أَحَدُ الإخوة المتعارفين عليه، فما وسعه إلاّ حَضَر قبيلَ صلاة المغرب المسجد الحرام، وجعل يبحث عن مكان وجودي فيه، وقد وَقَعَ نظري على الأخ الذي كان يصاحبه وكان من معارفي، فبادرت إلى السلام عليه ناهضًا من مكاني في المطاف بين الحطيم وبين الركن اليماني، فقال: ها هوذا فضيلة الشيخ محمد علي الصابونيّ حَضَرَ ليُقَابلك، فإذا بي أمام شيخ وقور، أبيض مشربًا بالحمرة، يُزَيِّن وجهَه لحية كثّة بيضاء، وجسمه لباس أبيض من قمة رأسه إلى أخمص قدميه؛ فقد كان على رأسه غترة بيضاء، وفي قدميه جوربان أبيضان كذلك. وكان ذلك مفاجأةً سارَّةً للغاية. وقَدَّمَ إليّ أجزاءً من هذا الكتاب “قبس من نور القرآن الكريم” وبقي معي حتى صَلَّى العشاء في الحرم، وتبادلنا أحاديث ودّية دارت معظُمها حولَ العلماء الهنود وصلاحهم وتقواهم إلى تعمّقهم في علوم الكتاب والسنّة. وعندما وَدَّعني بعد الصلاة، بقي معي شاخصًا في مخيلتي بشخصيته الأنيقة، وحديثه الشهيّ، وتواضعه العربي، و وقاره العلميّ، وحبّه للعلم وأهله. جزاه الله خيرًا، وأطال عمره، وكثّر أمثالَه.

       أمّا بالنسبة إلى الترجمة الأرديّةِ للكتاب، فهي غنيّة عن الإشادة والتحبيذ؛ لأنّها بقلم عالم تذوّق اللغتين العربيّة والأرديّة، وألَّف فيهما رأسًا عددًا من الكتب النافعة الماكثة في الأرض، أعنى به الأستاذ عبد القدوس النيرانوي القاسميّ أستاذ بدارالعلوم زكريّا بأفريقيا الجنوبيّة . وهو حين ينقل إحدى اللغتين إلى الأخرى، يراعي دقة التعبير وأصالة اللغة المنقول منها، كما أن اللغة المنقول إليها لايجد فيها القارئ شائبة من “الترجميَّة” التي تشف عن كل عمل ترجميّ إذا لم ينضج قلم المُتَرْجِم، ولم يطل رياضه ومراسه ومشواره في طريق الترجمة. إنّ الترجمة فنٌّ لايتقنه إلاّ من يتقن كلتا اللغتين المُتَرْجَم منها والمُتَرْجَم إليها، ومن عاش طويلاً في القيام بالعمل الترجمي، ورُزِقَ يقظة كتابيَّة، ولباقة ترجميَّة، وحسًّا لغويًّا، لا يُرْزَق إلاّ الأقلُّون من المُوَفَّقِين.

       والأستاذ النيرانوي يتمتّع بهذا الحسّ الذي نمّاه برحلته الكتابيّة الترجميّة الطويلة إلى جانب ما يمتاز به من الحرص البالغ على إسداء الخير الثقافيّ، والزاد الإيمانيّ، والثراء اللغوي، إلى الجيل الإسلاميّ الناهض خصوصًا والمسلمين عمومًا؛ فيأتي عمله مباركاً يعمّ نفعُه، ويكثر ذكره، ويطّرد تناوله .

       قد قرأتُ هذه الترجمةَ من أمكنه شتى فما وجدتُ فيها مسحةً من الترجميّة، وإنما وجدتها عبارةً أصيلة كُتِبَت مباشرةً بالأرديّة السلسلة ذات أسلوب جميل مستقلّ.

       وقد زادَ الكتابَ جمالاً وبهاءً إخراجه بهذه الأناقة في ورق أبيض ناصع، وبطباعة رائعة، وتجليد فاخر، وغلاف جذّاب.

       ولا يسعني إلاّ أن أحبّذ دارالعلوم زكريا بأفريقيا الجنوبيّة والقائمين عليها السعداء التي تحمّلت تفقات الإصدار، و وعدت بتحمل نفقات باقي الأجزاء التي ستتلو الجزئين إن شاء الله في وقت قياسيّ.

ويطلب الكتاب بالأردية من:

  1. دار المعارف بمدينة “ديوبند”، يوبي ، الهند.
  2. دارالعلوم زكريا لينسشيا، أفريقيا الجنوبيّة.
  3. اتحاد بك دبو ، ديوبند ، يوبي ، الهند.
  4. جميع المكتبات التجارية بمدينة ديوبند، الهند.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند .  محرم 1430هـ = يناير  2009م ، العـدد : 1  ، السنـة : 33

Related Posts