الفكر الإسلامي
بقلم : أ. د. محمد السيد الجليند
إن نهضة الأمم – أى أمة – من كبوتها لابد لها من فكر نظري تنطلق منه وبرنامج عمل يلتزم به الفرد وتؤمن به الجماعة وتستند إليه في مسيرتها التاريخية ، ولابد لها من غاية مأمولة تسعى إليها وتجعلها هدفًا مقصودًا تسعد بتحصيلها، ولابد لها كذلك من عقيدة تصدر عنها تمثل الباعث والمحرك لأفراد الأمة وجماعتها، وتمثل في نفس الوقت مركز الدائرة أو قطب الرحى لحركة المجتمع كله .
ولا تخلو أمة من الأمم من الإيمان بعقيدة راسخة في أذهانها تؤمن بها وتجعلها منطلقاً لحركتها التأريخية في بناء نهضتها ومسار حضاراتها، وعليك أن تقرأ تاريخ الحضارات الإنسانية قديمًا وحديثًا فلا تجد حضارة منها إلا وراءها عقيدة تصدر عنها، وتؤمن بها، وتجعلها نبراساً وضياء لها في مسيرتها التاريخية. حدث ذلك في الحضارة المصرية القديمة، وحضارات اليونان والفرس والرومان قديمًا، وحدث ذلك في الحضارة الغربية المعاصرة؛ فكانت العقيدة عاملاً محركاً لمسيرة هذه الحضارات كلها، ولا فرق في ذلك بين هذه العقائد سواء كانت صحيحة أو باطلة، مقبولة في منطق العقل أو مزاولة، والأهم من ذلك عند أصحابها أنهم يؤمنون بها ويعتقدون صحتها ويتخذونها منطلقاً لحركتهم التاريخية ويحددون في ضوئها المعالم الرئيسية في علاقاتهم بالأمم الأخرى.
والحضارة الإسلامية بدورها ليست بدعًا من بين هذه الحضارات، ولا هى شاذة عنها؛ فهي بدأت مسيرتها التارخية حاملة لواء عقيدة سماوية ذات حقيقتين وبعدين ممتايزين ومتكاملين معًا، في نفس الوقت لايمكن فصل أحدهما عن الآخر لا في الاعتقاد القلبي والتصديق العقلي، ولا في السلوك العملي والعلاقات الاجتماعية .
أما الحقيقة الأولى: فقد جسدتها عقيدة التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى التي ملأت – وينبغي أن تملأ – على المؤمن قلبه ووجدانه، التوحيد الخالص لله ربًّا خالقًا وإلهًا معبودًا وفي دائرة هذه العقيدة – التوحيد الخالص – ينبغي أن يتكيف سلوك المؤمن، ويحدد علاقاته مع الله، ومع نفسه، ومع الكون ومع الإنسان، فإذا أحب أو كره، إذا والى أو عادى، إذا اقترب أو ابتعد، إذا تكلم أو سكت، فإنما ينبغي أن يكون ذلك كله من أجل الله الذي يمثله في دنيا الناس سلوكاً يقوم على كلمة الحق، وقول الصدق، وشهادة العدل، وأداء الأمانات، وهذه المعاني الأربعة يتفرع عنها مفردات ولواحق تنظم حياة الناس كلها كما تنظم علاقة الحاكم بالمحكوم، والتي من أهم وظائفها سيادة هذه المعاني الأربعة وشيوعها لتسود حياة الأمة كلها.
أما الحقيقة الثانية فقد جسدها القرآن الكريم في عقيدة تكريم الإنسان الذي استخلفه الله على هذا الكون وجعله أفضل المخلوقات جميعها، وخلقه على صورته، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له تكريمًا له وتفضيلاً له، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ﴾ ص: الآيات 71-73.
وهذه المنزلة الكريمة التي اختص الله بها الإنسان ليست بها ميزة لجنس دون آخر، ولا للون دون آخر، ولا لعرق دون آخر، وإنما هي منزلة تكريم وتفضيل وتشريف للإنسان من حيث هو إنسان أيًّا كان بصرف النظر عن جنسه ولونه وعرقه، قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا﴾ الإسراء: آية 70.
وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ الحجرات : آية 13.
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع تقريرًا وتعليمًا لهذه العقدية القرآنية: “أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب. لافضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود، الناس سواسية كأسنان المشط” وحين سادت عقيدة التكريم للإنسان وتشربتها قلوب المسلمين في صدر الإسلام، تلاشت الفوارق الطبقية وانمحت عادات الجاهلية التي كانت تسود العلاقات الاجتماعية بين الناس، وأخذ كل مسلم يستمد عزته من عزة خالقه، وأصبح ميزان التفاضل بين الناس مختلفاً عما كان عليه قبل الإسلام؛ فليس المال ولا السلطة، ولا حسب القبيلة ولا نسبها، كل ذلك لا يزن عند الله جناح بعوضة في المفاضلة بين السيد والعبيد، وإنما جاءت عقيدة تكريم الإنسان لتؤسس معيارًا آخر للمفاضلة بين بني البشر جسدتها الآية الكريمة ﴿إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ﴾، هذا المعيار الجديد في المفاضلة جعل عبد الله بن مسعود (وهو نحيف خفيف الوزن) يزن عند الله جبل أحد، وجعل بلالاً الحبشي أفضل عند الله من سادة قريش ووجهائها، ولقد ترتب على إيمان المسلمين بهذه العقيدة أن عاش المسلم آمنا في سربه مُعَافًى في ماله وفي عرضه وفي بدنه؛ فاستقرت نفسه واطمأن قلبه وتحركت همته للتعمير في الأرض والإنتاج والتنمية، فبنوا حضارة وأسسوا نهضة عمروا بها أركان المعمورة.
عادات الجاهلية الأولى
أما في العصر الراهن فقد غابت عنه عقيدة تكريم الإنسان، وابتعدت بها السبل عن مصدرها الإيماني العقيدي لتكون رهناً بإرادة الشخص وخاضعة لأهوائه وعلاقاته فلا تضبطها قواعد العقيدة ولا تحركها عوامل الإيمان، وعادت إلى المجتمع الإنساني مرة أخرى عادات الجاهلية الأولى التي فرضها القوي على الضعيف بقوة السلاح ليفرض على الناس الإيمان الزائف بأفضلية جنس على جنس، أو لون على لون، أو عرق على عرق. وبين صوت المدفع والصاروخ في العلاقات الدولية ضاعت عقيدة التكريم للإنسان التي هي شطر عقائد الإيمان، واحتل مكانتها في عقول الناس الشعار السلطوي الذي أصبح شعارًا دوليًّا رفعته الدول الكبرى عنوانًا لسياستها مع الدول الأخرى.
لقد انمحت عقيدة التكريم للإنسان من قاموس العالم على مستوى الجماعات وعلى مستوى الأفراد، وأصبح الفرد غير آمن لا على نفسه ولا على ماله وولده؛ بل ولا على وطنه، وانعكس هذا الموقف النفسي في سلوك الأمم والأفراد خوفاً وهلعًا. كما انعكس ذلك أيضًا في داخل المجتمع الواحد على سلوك الأفراد؛ فأصبح كل فرد مشغولاً بالبحث عن مصدر يجد فيه الأمن والأمان لنفسه وولده. وترتب على ذلك كثير من الآثار النفسية السيئة وخاصة في حياة العلماء والمفكرين وأصحاب الرأى والكلمة، وبذلك تلاشى من المجتمع أول عامل من عوامل النهضة وأهم أسس بناء الحضارة وهو الاستقرار النفسي والأمان القلبي لقادة النهضة وروادها وهم العلماء وأصحاب الرأي، واختفى من بين صفوف الأمة أصحاب العقل المبدع والرأى الحر، والكلمة الصادقة، ليحتل مكانهم ومكانتهم من يجيدون فن التزلف والتسلق متسلحين في ذلك بأخطر جهاز عرفته الإنسانية في عصرنا وهو رفع الشعار المرغوب فيه عبر أجهزة الإعلام المسخرة لأصحاب النفوذ فقط دون غيرهم، وفي إصرار عجيب ظلت هذه النماذج المتسلقة تدندن حول “الشعار المرغوب فيه” تأصيلاً له في عقول الناس وتزيينًا له في قلوبهم حتى يتحول إلى عقيدة يدافع عنها الجمهور تعصبًا وتزيينًا وتزلفًا وما أكثر وسائل الترغيب والترهيب التي اتخذها حكام الشعوب الإسلامية في عصرنا هذا حتى يجعلوا من آرائهم وشعاراتهم عقائد وأديان يضحى في سبيلها الشعب بالأرض والثروة فضلاً عن النفس والروح وما تجربة العراق منا ببعيد .
حقائق ثابتة
إن عقيدة تكريم بني الإنسان حقيقة دينية وأصيلة في كتاب الله وسنة رسوله، وهي الخطوة الأولى التي يعترف خلالها الإنسان بذاتيته ومكانته ودوره في تحريك وعي أمته ويقظتها لينطلق منها إلى بناء النهضة وتشييد أركان الحضارة، وترسيخًا لهذه العقيدة الدينية وقف الرسول صلى الله عليه وسلم أمام الكعبة ليخاطبها قائلاً لها: “والله إني أعلم حرمتك عند الله ولكن المسلم أعظم حرمة عند الله منك وأعلى مكانة”.
ومن منطلق هذه العقيدة الدينية في تكريم الإنسان، نهض الرسول واقفًا حين رأى جنازة تمر أمامه فقال له أصحابه يارسول الله إنها جنازة يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم : “أليست نفسًا”. ومن هذه العقيدة الدينية في تكريم الإنسان نزل القرآن الكريم ليعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة ابن أم مكتوم المشهورة فقال سبحانه: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّه يَزَّكَّىٰ * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَىٰ﴾ عبس: الآيات 1-4. وليس المقصود من عقيدة التكريم التي نبهنا إليها القرآن افتعال المواقف تكريمًا لشخص مرموق أو تأبينًا لرحيل آخر، وإنما المقصود بذلك خلق البيئة الاجتماعية التي يحس الإنسان فيها بكرامته بعيدًا عن المواقف الطبقية أو الفئوية أو الحزبية، وبعيدًا أيضًا عن التطلعات الشخصية المتمثلة في الأمور المالية أو الاقتصادية. إن عقيدة التكريم للإنسان التي نبه إليها القرآن الكريم فوق ذلك كله وأكبر من ذلك كله. إنها إحساس وشعور، وأمان واطمئنان يعيشه الإنسان في صباحه ومسائه، ويعيشه الإنسان في بيته وفي علاقاته الخاصة والعامة. إنه إحساس وشعور يعيشه المسلم في العلاقات المتبادلة بين الراعي والرعية ، بين الرئيس والمرءوس، بين الغني والفقير، بين الكبير والصغير؛ فلا ييأس فقير من عدل الحاكم ولا يطمع فيه غنى، ولا تضيع الحقوق وتؤدى الأمانات، ولا يتوقع المرء إلا كلمة حق عند سلطان جائر وشهادة عدل عند ذوي السلطان. ويقيني أن ضياع عقيدة التكريم من قاموس الأمة واختفاءَها من أولويات المجتمع، قد أدى إلى اختفاء الإرادة الجماعية للنهوض، وأدى إلى انكفاء العلماء والمفكرين كل على نفسه وفي داخل ذاته يجترّ أحزانه ويلوك آلامه على ما حل بالأمة من التخلف، في الوقت الذي تملك فيه كل عوامل النهوض .
إن هذه العقيدة ينبغي العمل على ترسيخها في نفوس الشباب كأمر إلهي ومطلب شرعي وعقيدة دينية. إن كرامة الإنسان مستمدة من إحساسه بكرامة خالقه ومعبوده، وعزته مستمدة من إيمانه بعزة خالقه، وحريته وتكريمه يعتمدان على ولائه وعبوديته الخالصة لعزيز لا يذل، وقاهر لا يُغْلَب، وفي إهانته نيل من مقام عبوديته لربه واستهانة بمخلوقيته ومكانته، التي خصها الله بالتكريم والتشريف في أصل الخلقة على سائر مخلوقاته، وأهَّله بما منحه من أدوات ليكون خليفة له على كونه، ومهد له مفردات هذا العالم وجعلها ذلولاً لإرادته وخاضعة لمشيئته، ليعمر بها حياته ويتنعم بما فيها من متاع طيب، وسخر كل ما في السماوات والأرض تكريمًا له وتلبية لحاجاته وقضاءً لمصالحه وتحقيقًا لمنافعه ليتحقق فيه ويتحقق به معنى العبودية الخالصة لربه وخالقه في هذا العالم. ولقد احتفى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بمظاهر تكريم الإنسان باعتبار ذلك عقيدة ودينًا يتمثله الإنسان في حياته ويعيشه في واقعه اليومي وفي علاقاته المتبادلة بين الناس جميعًا. الكل يعمل على تكريم الكل؛ فلا يعمل أحد على إهانة ما كرمه الله ولا يسخر أحد مما أعزه الله، فإذا أخطأ إنسان أو سقط في سلوكه فقد حدد له الشارع وسائل العقاب ومستوياته على درجات متفاوتة من التعازير والحدود حسب حجم الجرم الذي ارتكبه أو الخطأ الذي وقع منه، حتى لا تترك الأمور في يد الحكام بلا ضوابط وبلا معايير، وحتى لاتترك مصائر الناس خاضعة لأهواء ذوي السلطان ونفوذهم .
إن تكريم الإنسان عقيدة ودين ينبغي أن يحتل مكانته في أدبيات المجتمع وعلى ألسنة الدعاة وأقلام المفكرين حتى ننبه إلى بشاعة الجرم الذي يرتكب في حق الإنسان والنيل من إنسانيته التي كرمها الله ورفع مكانتها على سائر المخلوقات، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي خصه الخالق بأنه خلقه بيديه، قال تعالى لإبليس ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِيْنَ﴾ ص: آية 75.
وهو الكائن الوحيد الذي اختصه الله بالخلافة على هذا العالم، وهو الكائن الوحيد الذين تحمل الأمانة التي أبت جميع المخلوقات عنها وأعرضت عن حملها وحملها الإنسان كما قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمـٰـوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ﴾ الأحزاب: آية 72. وهو الكائن الوحيد الذي شرفه الله بخاصية العقل؛ ليسود به ويسوس به هذا العالم، فلماذا الإصرار على إهمال عقيدة تكريم الإنسان والإصرار على إهانته .
إن هذه المعاني ينبغي أن تكون جزءًا أساسيًّا من المنهج التربوي الذي يلتف حوله أبناؤنا في مؤسساتهم التعليمية والتربوية، وينبغي أن نوضح لهم في ضوء هذه المعاني كيف تقوم العلاقات بين الناس. كيف نرسم علاقات الرؤساء بالمرءوسين والحكام بالمحكومين. إن تربية الأجيال على هذه المعاني النبيلة والعقائد السامية تخلق فيهم صفات العزة في غير غرور، وتجسد لهم معاني الشمم والإباء في غير كبرياء، ويعرفون كيف ومتى يقولون للمخطئ قف أنت على خطأ ويتصدون له أيًّا كانت منزلته ومكانته، وكيف ومتى يقولون للمحسن أحسنتَ ويشدون على يديه وينتصرون له ويؤازرونه، لابد أن نعمل على شيوع عقيدة التكريم للإنسان في مناهجنا الدراسية؛ لأن ذلك يؤدي إلى خلق الثقة بالنفس والاطمئنان للمستقبل ويقضي على الظواهر السلبية التي تفشت في الأمة وعملت على هدم كيانها وزلزلت أركانها وعدم الانتماء للأمة والوطن، وعدم الاهتمام بالشؤون العامة والانكفاء على الذات والتقوقع داخل النفس مما قتل في الإنسان المعاصر كل معاني الهمة والإرادة الجماعية والإبداع، إذ كيف يتأتي للعالم أن يفكر في التعمير أو التنمية والنهوض والارتقاء بالمجتمع وهو يعيش حياته متقلبًا بين هلع في حاضره وخوف من مستقبله، كيف له أن يبدع وهو مهان في مجتمعه غريب في وطنه، كيف له أن يبنى في الوقت الذي يجد كل شيء حوله يقف أمامه سدًّا منيعًا يعوق حركته ويصد مسيرته .
إن عقيدة تكريم الإنسان هي نقطة البدء في خلق الإحساس بالثقة والشعور بالانتماء ليجد فيها الإنسان نفسه ويحس بذاتيته وينتشل نفسه من هذا الإحساس القاتل الذي يعيشه صباحا ومساء ألا وهو الإحساس بالغربة الذي يعوق كل تفكير في النهضة ويقضي على كل أمل في البناء.
والله من رواء القصد وهو حسبي”.
المراجع :
- رواه الإمام أحمد في مسنده .
- رواه الترمذي في كتاب البر؛ ابن ماجة في كتاب الفتن؛ الدارمي في كتاب المناسك .
- ورد الحديث في البخاري: (كتاب الجنائز: باب من قام لجنازة يهودي)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذو القعدة – ذوالحجة 1429هـ = نوفمبر–ديسمبر 2008م ، العـدد : 11-12 ، السنـة : 32