كنت أتصفح في الأيام الأخيرة بعض الجرائد، والمجلات الصادرة قديمًا في بعض البلاد الإسلامية، وبالتحديد مجلة «البلاغ» التي نشرت في إصدارها يوم الأحد 20/ذو القعدة 1430هـ=8/نوفمبر عام 2009م خبرًا يفيد بصدور تشريع من البرلمان البحريني يجرِّم التطبيع مع إسرائيل. وقالت المجلة بالحرف الواحد: «صوَّت البرلمان البحريني على تشريع يعاقب كل من يجري اتصالاتٍ مع إسرائيل بالحبس لمدة بين 3 إلى 5 سنوات أو الغرامة أو الاثنين معًا. وهذا التشريع الجديد يُعدُّ مؤشرًا على تنامي شعور شعبي ضد التطبيع، أو إقامة أيةِ علاقاتٍ مع العدو الإسرائيلي…. وناقش البرلمان التشريعَ بناءً على تقرير لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، التي أوصت بحظر كافة أشكال التعامل مع إسرائيل، ومعاقبة كل من يتعامل مع الدولة الصهيونية بالسجن خمس سنوات. وقال النائب…: إن الكتل البرلمانية متفقة تمامًا على تمرير مشروع القانون، و رفعه إلى مجلس الشورى رغم المعارضة الحكومية للمقترح، وتوضيح موقفها منه».
وخبر آخر تناقلته وسائل الإعلام الإلكترونية والورقية في السنوات الأخيرة، وبعد مضي نحو ثلاثة عشر عامًا على هذا المشروع، هو اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والبحرين. وملخص هذه الاتفاقية ما يلي:
«إن مملكة البحرين، ودولة إسرائيل واثقتان بأن هذا التطور سيساعد في الوصول إلى مستقبل يمكن أن تعيش فيه جميع الشعوب والأديان معًا بروح التعاون، وتتمتع بالسلام والازدهار حيث تركز الدول على المصالح المشتركة، وبناء مستقبل أفضل. وقد ناقش الطرفان التزامهما المشترك بتعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط، مشددين على أهمية تبني رؤية «الاتفاقيات الإبراهيمية» وتوسيع دائرة السلام، والاعتراف بحق كل دولة في السيادة، والعيش بسلام وأمان، ومواصلة الجهود لتحقيق حلٍّ عادلٍ ودائمٍ للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واتفق رئيس الوزراء … و وزير الخارجية…، في لقائهما على إقامة علاقاتٍ دبلوماسيةٍ كاملةٍ، وتعزيز الأمن الدائم، وتجنب كل من التهديدات، واستخدام القوة بالإضافة لتعزيز التعايش وثقافة للسلام. وانطلاقًا من هذه المبادئ، أقرَّا اليوم سلسلةً من الخطوات لبدء هذا الفصل الجديد من علاقاتهما، كما اتفقت مملكة البحرين ودولة إسرائيل على إبرام اتفاقات في الأسابيع القادمة بشأن الاستثمار، والسياحة، والرحلات المباشرة، والأمن، والاتصالات، والتكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والثقافة، والبيئة، ومجالات أخرى ذات المنفعة المتبادلة، بالإضافة للاتفاق على الفتح المتبادل للسفارات. إن مملكة البحرين ودولة إسرائيل تريان أن هذه اللحظة فرصةٌ تاريخية، وتدركان مسؤوليتهما في السعي لتحقيق مستقبل أكثر أمانًا وازدهارًا للأجيال القادمة في بلادهم الخاصة بهم في المنطقة».
من عدو إلى صديق، ومن تجريم العلاقات إلى تطبيعها، ومن تنامي شعور شعبي ضد التطبيع إلى اغتنام فرصة تاريخية لتحقيق مستقبلٍ أكثرَ أمانًا وازدهارًا للأجيال القادمة…
سبحان الله مقلب القلوب والأحوال… [التحرير] (تحريرًا في الساعة العاشرة صباحًا من يوم الثلاثاء: 4/جمادى الآخرة 1444هـ=27/ديسمبر2022م).
مجلة الداعي، شعبان 1444هـ = مارس 2023م، العدد: 8، السنة: 47