الأدب الإسلامي
بقلم : أ . د. طه مصطفى أبو كريشة
كانت الدعوة إلى التجديد في أوزان الشعر وقوافيه من أبرز الآراء النقدية التي وقف عندها في العصر الحديث .. فقد كان من أثر الاطلاع على الآداب الغربية وقوف الشعراء على نماذج من الشعر، تخالف المألوف من نظام القصيدة العربية من حيث الالتزام بالقوافي ، فرأوا فيها شعرًا مرسلاً لا يلتزم بقافية واحدة ، ورأوا شعرا آخر يزاوج بين القوافي ، أو يقابل بينها ، فنبتت الدعوة إلى ضرورة التغيير في نظام القصيدة العربية ، وكان من أبرز الداعين إلى ذلك من الشعراء النقاد عبد الرحمن شكري وإبراهيم عبد القادر المازني ، وعباس محمود العقاد في مطلع حياته .
وحاول هؤلاء إلى جانب الدعوة النقدية أن يقيموا نماذج من الشعر تؤيدها ، ولكن الأذن العربية لم تستسغ هذا اللون المغاير ولم تألفه ، ومن ثم انتهت جماعة الديوان ممثلة في العقاد إلى اختيار الرأي الوسط بين الشعر المطلق من القوافي والشعر المقيد بها ، وهو تنويع القافية بين كل مقطوعة ومقطوعة ، تتألف من جملة أبيات على استواء في الوزن والعدد .
وقالوا إنه في وسع الشاعر حينئذ أن ينظم الملحمة من مئات الأبيات فصولاً فصولاً ، ومقطوعات مقطوعات ، وكلما انتهى من فصل دخل في بحر جديد يؤذن بتبدل الموضوع . وكلما انتهى من مقطوعة بدأ في قافية جديدة تريح الأذن من ملالة التكرار(1).
ولكن قضية التعديل المقبول في الأوزان والقوافي اتخذت وجهة أخرى بظهور دعاة أصحاب الشعر الحر ، الذي لا يلتزم بوزن واحد . ولا بقافية واحدة ، ولم يعد السطر فيه يمثل بيتًا كاملاً ، يتوازن فيه الشطران وتتساوى التفعيلات والإيقاعات ، وما يتبع ذلك من الرنّة المنتظمة للقافية ، بل أصبح السطر أحيانا كلمة واحدة ، وأحيانا كلمتين وثلاثا حسب حاجة النظم ، ووقوفًا مع المعنى حيث ينتهى .
ورأى أصحاب هذا الشعر أن الوحدة الأساسية ينبغي أن تكون التفعيلة متأثرين في ذلك بترجمات الشعر الغربي الذي يقطع البيت حيث يملى المعنى ذلك(2).
والمنتصرون لهذا اللون الجديد من الشعر يسلكون في انتصارهم له اتجاهات متعددة ، بعضها يلتزم الوجهة الموضوعية في إيراد الحجج ، وبعضها الآخر يسلك وجهة اللغو الباطل ، والمهاترة البعيدة عن أدب الجدل والحوار .
فمن الحجج التي تقترب من الموضوعية القول بأن البحور الشعرية ليست إلا أوزاناً ، والأوزان ليست إلا موسيقى ، والموسيقى تختلف باختلاف العصور .
ومنها أن قيد الوزن والقافية حرم الشاعر من صياغة الشعر في الملاحم الطويلة ، وحرمه من الشعر القصصي ، لأن اللغة مهما غنيت بالمترادفات لا تستطيع أن تقدم للشاعر مئات الكلمات على رويّ واحد(3).
ومنها أن الإيقاع الشعري الموروث من شأنه أن يدفع الشاعر بسبب طول البيت إلى إضافة زوائد تخل بالتجربة الشعرية ، إذ يضطر الشاعر إلى الإتيان بألفاظ لا حاجة للمعنى إليها إلى أن يصل إلى قافية عوجاء ..
ومنها أن الإيقاع الشعري الموروث لا يستطيع باستقامة الأبيات استيعاب التجربة الشعرية بما تشتمل عليه من انفعالات وعواطف .
ومنها أن النظام القديم للقصيدة يزخر بالملل والرتابة لأنه يقوم على تكرار مسافات زمنية متساوية .
ومنها أن هذا النظام خطابي ، شديد الجهر في إيقاعه ، حاد الوقع وهو من أجل هذا لا يلائم التجارب الشعرية التي تتطلب الهمس والخفاء(4).
وقد نوقشت هذه الآراء مناقشة موضوعية أيضا من المنتصرين للشكل المأثور للوزن والقافية .
أما أن الأوزان القديمة لا تناسبنا الآن لاختلاف العصر فإن ذلك يصدق لو أننا قرأنا الشعر الجاهلي الآن ، فلقي منا إعراضا ، وصدفت عنه نفوسنا ، ولم تستسغه آذاننا ، أما وأننا نقرأ هذا الشعر ، ونعجب به ، ولا نمل تكراره وترديده جيلا بعد جيل ، فلا محل للقول بأن موسيقاهم لا تعجبنا . وأن أوزانهم لاتطربنا .
أما الحجة التي تقول إن التقيد بالوزن والقافية يحرم الشاعر من القول في الملاحم الطويلة وفي الشعر القصصي ، فإن العقاد يرى أن التجربة في العصر الحديث نقلت الإلياذة إلى النظم العربي ، ولم تضق بها أوزانه ، ولم تظهر الترجمة أن هذه الأوزان قاصرة عن التنويع فيها على نمط غير هذا النمط واستجابت الأوزان لمطالب المسرح ، كما استجابت للملحمة المترجمة ، ولما يشبهها من القصائد التاريخية الطويلة(5).
وأما أن القافية قد تضطر الشاعر إلى الوقوع في الحشو والزوائد في كلامه أحيانا ، فإن هذا لا يصح أن يكون سببًا مؤديًا إلى هدم الإيقاع من أساسه ، فالعيب هنا عيب الشاعر القاصر، وليس عيب الوزن والقافية ، فالشعراء الممتازون لم يقعوا في مثل هذه الضرورات ..
وأما أن النظام التقليدي لا يستوعب تجارب الشعراء لاستطالته المستقيمة ، فإن ذلك إرسال للقول دون تعمق في دراسة التراث ، لأن النظام الذي استوعب تجارب أبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي وأبي العلاء وأحمد شوقي لن يعجزه أن يستوعب تجارب من يصل إلى مستواهم فضلا عمن هم دونهم .
أما من يقولون بشدة الجهر في إيقاع النظم المألوف ، وأنه لا يلائم تجارب الشعراء التي تتطلب الهمس والخفاء ، فإن هؤلاء قد خفى عليهم أن النظام التقليدي يحمل في دخائله أنغاما متفاوتة بين الجهر والهمس وشدة الجرس وخفائه ، وقديما استغل الشعراء هذه الأنغام من أمثال العباس بن الأحنف وابن زيدون والبهاء زهير، وفي عصرنا الحديث اشتهر ميخائيل نعيمة بشعره المهموس، مع استخدامه الإيقاع نفسه دون شعوره بالحاجة إلى تحطيمه..(6)
أما عن دعوى الملل والرتابة في الشكل القديم لقيامه على تكرار مسافات زمنية متساوية ، فهو قول ينقصه النظر الدقيق ، لأن التفعيلات في داخل البحر يدخلها التغيير المستمر من ناحية الزحاف والعلل ، وهذا التغيير يفسح المجال لتغيير الإيقاع الرتيب من بيت إلى آخر . كذلك فإن اختلاف حروف الكلمات التي تقابل حروف التفعيلات ، يعطى اختلافًا صوتيًا ، ينوع الموسيقى ، وينوع الإيحاء الموسيقى في الوزن الواحد ، وبجانب هذا فإن إنشاد الشعر يقتضي الضغط على بعض المقاطع والكلمات في ثنايا البيت ، كما يقتضي طول الصوت في بعض الكلمات ، وقصره في الأخرى ، وكذلك فإن تمثل المعنى في القراءة الصامتة ، يقتضي تمثل موسيقى الأبيات المختلفة ، وفي ذلك كله يظهر تنويع الصوت على حسب موقع الكلمة، ثم على حسب الاستفهام والتعجب والنداء والإثبات والنفي ، والأمر والنهي ، والاستغاثة والدعاء ، مما يذهب بدعوى الرتابة والملل، وينفيها نفيًا تامًا .
كما أن موسيقى الشعر لا تنفك عن معناه ، وباختلاف المعنى تتنوع موسيقى الإنشاد مع اتحاد الوزن والإيقاع ، فكل مقطع صوتي مرهون بالبيت في معناه وموقعه من أخواته . كما أن تقسيم الجمل في داخل البيت يؤثر في الموسيقى بتنوع الإنشاد . وصبغه صبغة خاصة(7).
وأما ما يدعيه بعض المعترضين من القصد إلى السهولة وإبطال الصعوبة التي تقف أمام الشعراء . فإن العقاد يرى بالنسبة لهذا أن التسهيل لا ينبغي أن يخرج بالشعر إلى عدم التفرقة بينه وبين الكلام المرسل . والتسهيل المطلوب لفن من الفنون ينبغي أن ينتهي عند بقاء الفن مقرر القواعد والمقاييس ، ولا سبيل إلى الاستغناء عن القواعد في كل عمل له صفة فنية .
وبالإضافة إلى هذا فإن فن النظم في اللغة العربية فن مطبوع لا كلفة فيه على قائل ذي قدرة على التعبير، له نصيب من الشاعرية والملكة الفنية، لأن الوزن استطاعه الشاعر العامي في نظم القصص المطولة والملاحم الشعبية التاريخية ، وهذا ينفي الصعوبة المزعومة التي يدعيها الأدعياء على الأوزان العربية ، ويرون أنها تجعل النظم العربي من أصعب فنون النظم العالمية(8).
* * *
تلك بعض الحجج الموضوعية ، وهذه ردود النقاد عليها ، أما الحجج الأخرى التي اتخذت منحى غير موضوعي ، فإن كتاب (قضية الشعر الجديد) للدكتور محمد النويهي يحتوي على الكثير من أوجه الهجوم على النظام التقليدي المألوف في الشعر العمودي ، ومن هذه الأوجه قوله «إن الشكل القديم يحتاج إلى أن يحطم ويعاد صوغه من جديد ، فمجرد طول العهد به واستمرار الزمن عليه، أبلاه وأنهكه وأفقده ما كان له من حيوية .
ومنها أن الشكل القديم لم يستعمل لحمل العواطف الصادقة والأفكار الأصيلة فحسب، وإنما استعمل أيضًا لحمل العواطف الكاذبة .
ومنها أن القيود الشكلية القديمة إنما ثار عليها أصحاب الشعر الجديد لرخصها وابتذالها ، وأنها صارت مجرد صنعة حاذقة يستطيعها كل نظام على قدر من الدربة ، ولم تعد ممارستها تنبت شيئا سوى الشطارة الأدائية المحضة .
ومنها أن البحر العربي المأثور ذو موسيقى حادة بارزة شديدة الجهد عنيفة الوقع على طبلة الأذن ، وهذه طبيعة ينفر منها ذوقنا الحديث ، وأصبحنا نراها شيئًا بدائيًا لا يعجب به إلا ذوو الأذواق الفجة التي لم تنضج .
ومنها أن تنويع القافية مع الاحتفاظ بهذا الشكل الهندسي لا يكفى لتخفيف حدة الجرس ، أو ضيق القيود الشكلية ، وهذا شبيه بما يفعله المحكوم عليه بالإعدام شنقا حين يطلب أن يوسع الحبل حول عنقه قليلا حتى لا يؤلمه ، غير متذكر أن ثقل جسمه سيشد الحبل بعد برهة شدة تخنقه وتكسر رقبته .
ومنها أن تنويع البحور في القصيدة الواحدة يحولها إلى حشد فظيع من الإيقاعات البارزة أشبه بعويل نزلاء مستشفى المجانين ، كل منهم له عويل مختلف باختلاف أدائه العقلي .
ومنها أن الشكل الجديد يريح الأذن من ذلك الوقع البدائي الرتيب الذي يؤلم الأذن الحساسة(9).
وهذه الأقوال التي أوردناها من كلام المؤلف تنبئ عن خلوه من النوايا الحسنة التي يمليها البحث العلمي المنزه عن الهوى والغرض ، بالإضافة إلى ما يبدو فيها من تهافت ومغالطة أقرب إلى السوء من القول منها إلى التمسك بالحقيقة المحضة .
فهل الواقع يقرر أن طوال الزمن أنهك الشكل القديم وأبلاه ؟ وهل الشاعر الذي يصوغ قصائده في هذه الأوزان هو الذي عاش هذه المئات من السنين حتى يدركه الإنهاك والإعياء؟ فإن لم يكن فالمتأخر والمتقدم منهم سواء بسواء ، كأنه يعيش في أول عهده به .
كذلك فإن التحامل يبدو جليًا حين يقر المؤلف أن هذه الأشكال حملت العواطف الكاذبة بجانب العواطف الأصيلة ، ولذلك يجب إلغاؤها ، ولكن الذنب هنا ذنب من ؟ إنه ذنب القائل وليس ذنب الوزن ، إننا لو أخذنا بتلك الحجة لألغى الناس جميعًا لغاتهم ، لأن اللغة أيضا يعبر بها عما ترضى عنه ولا ترضاه ، وكفى بهذا ضلالاً في التفكير .
ثم أين الرخص والابتذال في الشكل العروضي المأثور؟ ومن أين جاءا ؟ وهل هو مجرد صنع يستطيعها أي نظام على قدر من الدربة الشطارة المحضة ؟ أقوال تحتاج إلى ما يسندها من الدليل!!
أما أن موسيقى الشعر القديم حادة بارزة لا يعجب بها إلا ذوو الأذواق الفجة التي لم تنضج ، وأنها عنيفة الوقع على طبلة الأذن ، فهل هي حقا كذلك ؟
هل لها دوي المدافع حتى تصم الآذان ؟ إن هذا قول تفضحه المبالغة ، وفضلاً عن ذلك فإن أوزان شعرنا كانت تألفها الآذان على مر العصور وإذا كانت طبلة الأذن لم تتغير من زمن من الأزمان، فما بالها تتأبى اليوم على ما أعجبت به بالأمس ؟!
وأيضًا فإن تلك المقابلة بين المحكوم عليه بالإعدام وبين قواعد الشعر في أوزانه وقوافيه مقابلة لا مضمون لها ، وكذلك فإن تشبيه تنويع البحور داخل القصائد الطوال بعويل المجانين تشبيه يكشف عن سوء الطوية لدى المؤلف ، وهو تشويه متعمد لصورة القوالب الشعرية الموروثة .
إن الذين عابوا نظام الشعر العمودي لم يكتفوا بإيراد أمثال هذه الحجج ، وإنما أضافوا إلى ذلك النظم في تلك القوالب التي انسلخت من النظام القديم ، والتي أخذت عناوين متعددة ، منها قصيدة النثر ومنها شعر التفعيلة ، ومنها الشعر الحر.
وقد كان للحشد المتسم بالفوضى في الشعر الجديد ، أثر في تشديد الحملة عليه من المنتصرين للنظام التقليدي ، وفي مقدمتهم عباس محمود العقاد الذي رأى أن من يتخذ التفعيلة أساس البيت كمن يقول إن الحجر الواحد هو تصميم المنزل أو الحجرة أو النافذة أو الباب ، ولن يقوم بناء فوق وجه الأرض على مثل هذا التصميم(10).
ويرى د. شوقي ضيف أن الشعر المنثور لا يدخل في دوائر شعرنا ، لأنه لا يطرد في صورة موسيقية منتظمة مما يجعل الإيقاع والنغم مخالفا لماتعودناه .
وكذلك يرى أن اطراد التفعيلة الواحدة على وتيرة واحدة تواجهه أيضا الرتابة والملل لتوالي نغمة واحدة(11).
وبعد .. فهل هدأت المعركة بين أنصار القديم ودعاة الجديد ؟ إنها لم تهدأ ولم تنته ، فماذا عن المستقبل ؟ يقول د. شوقي ضيف «إن الإيقاع النغمي في الشعر الجديد يتضاءل لدرجة أنه يكاد ينمحي محوا ، وهو ما يهدد كيانه ، لارتباط الشعر العربي على مر العصور بالإيقاعات وأنغام وافرة أتاحت لنا التغني بأبياته وشطوره ، ولن تقبل الأذن التخلي عن النغم . إلا إذا تغير تذوقنا للشعر بحيث يحل تذوقنا بالعين الباصرة ، مكان تذوقنا له بالأذن المرهفة ، فنكتفي بلذة القراءة وحدها ، ولا تعود تعنينا لذة السماع ، وفي ذلك مئونة شديدة من الصعب تحقيقها إلا أن يدخل على أسماعنا» (12).
ويبقى بعد ذلك أن نشير إلى أن الدعوة إلى الشعر الجديد كما تبين من وقت ظهورها . إنما كانت تقليدًا لصور من الشعر الغربي . ولم تنبع من الإحساس الذاتي للشعراء ، كما أن الذين صاغوا في هذه الأنماط الجديدة لم يكونوا على موهبة شعرية صحيحة ولم يكونوا مؤهلين للشعر بملكة مثقفة أطالت النظر في التراث وإنما هم في أغلبهم من أولئك الذين اختاروا الطريق الذي لا يكلف جهدًا ، وأصبحوا يظهرون على الناس بكلمات مرصوصة لا هي من النثر، ولا هي من الشعر، وسوف يمضي الزمن دون أن يبقى على صفحاته ما يذكرون به في عدد الناثرين الأصلاء، أو في عداد الفحول من الشعراء ، ﴿فأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ الرعد: آية17.
الهوامش :
- يسألونك للعقاد 66 .
- في النقد الأدبي . د. شوقي ضيف 108.
- فيض الخاطر .. د. أحمد أمين 2/243.
- فصول في الشعر ونقده . د. شوقي ضيف 310.
- اللغة الشاعرة – العقاد – 144 .
- فصول في الشعر ونقده – د. شوقي ضيف 310 .
- النقد الأدبي الحديث د. غنيمي هلال 373 .
- اللغة الشاعر – العقاد – 35 .
- قضية الشعر الجديد – د. محمد النويهي 98-100، 361.
- مهرجان الشعر العربي (العقاد) 167 .
- –(12) فصول في الشعر ونقده – د. شوقي ضيف 48-53.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان – شوال 1426هـ = سبتمبر – نوفمبر 2005م ، العـدد : 8–10 ، السنـة : 29.