دراسات إسلامية
بقلم : أبو عاصم القاسمي المباركفوري
الشيخ المجاهد السيد حسين أحمد المدني المعروف بشيخ الإسلام (1296-1377هـ/1879-1957م) أحد كبار أعلام خريجي دارالعلوم ديوبند (أكبر الجامعات الإسلامية الأهلية في شبه القارة الهندية)، و أحد كبار الشخصيات التي ساهمت مساهمة فعالة في تحرير الهند من الاستعمار البريطاني الغاشم. و قد ورث هذه العاطفة عن شيخه شيخ الهند محمود حسن الديوبندي- صاحب حركة الرسائل الحريرية (1268-1339هـ/ 1851-1920م)؛ وصحب شيخ الإسلام شيخه في سجن «مالطة»، وبارك الله تعالى في أعماله. وكان الشيخ وهب حياته للعلم وخدمة العباد والبلاد؛ فتخرج عليه أجيال أمسكوا زمام الأمور في البلاد منهم العلماء والوزراء والقضاة والمدرسون والكُتَّابُ، ومن عَمل في مختلف مجالات الحياة فأفادوا ونفعوا العباد والبلاد. وكان لشيخ الإسلام حلقة الدروس في المسجد النبوي – عليه الصلاة والسلام-، واستمرت هذه الحلقة ستة عشر عامًا، وفيما يلي نتعرف على بعض تلامذته في المسجد النبوي الشريف. ونفخ شيخ الإسلام المدني-رحمه الله- في طلابه الروح التي ورثها عن شيخه شيخ الهند محمود حسن الديوبندي: روح الاستقلال وتحرير البلاد الإسلامية من العبودية والذل والظلم والاستعمار الغاشم. ومن أبرزتلاميذه في ذلك محمد البشير الإبراهيمي، والزعيم الجزائري عبدالحميد باديس؛ فقد حضهما على العودة إلى الجزائر والعمل على تحريرها من براثن الاستعمار الفرنسي بدلًا من البقاء في المدينة المنورة كما سيأتي لاحقًا.
1- عبد الحميد باديس(1308-1359هـ/1889-1940م)
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس: من كبار علماء الجزائر ورجال التجديد والإصلاح، ولد في مدينة «قسنطينة»، في بيت معروف بالعلم والثراء والوجاهة، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان الونيسي القسنطيني ابتداءً من عام 1903م، وهو من أوائل الشيوخ الذين كان لهم أثر طيب في اتجاهه الديني، ولا ينسى ابن باديس أبدًا وصية هذا الشيخ له: «اقرأ العلم للعلم لا للوظيفة»، بل أخذ عليه عهدًا ألا يقرب الوظائف الحكومية الفرنسية.
في جامع الزيتونة بتونس:
وفي سنة (1327هـ/1908م) التحق ابن باديس بجامع الزيتونة، فأخذ عن جماعة من كبار علمائها، وفي طليعتهم زعيم النهضة الفكرية والإصلاحية في الحاضرة التونسية العلاّمة «محمد النخلي القيرواني» (المتوفى سنة1342هـ/1923م)، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور (المتوفى سنة 1393هـ/1973م)، وغيرهما من المربين الآخرين من المشايخ الذين كان لهم تأثير في نمو استعداده. وفي هذه الفترة تيسر له الاطلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحات دينية وسياسية، في مصر وفي الشام وغيرهما، ممّا كان لهذا المحيط العلمي والبيئة الاجتماعية، والملازمات المستمرّة لرجال العلم والإصلاح الأثر البالغ في تكوين شخصيته ومنهاجه في الحياة.
ابن باديس في المدينة:
سافرابن باديس عام 1913م في رحلةٍ طويلةٍ امتدت إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وزيارة بعض العواصم للاتصال بعلمائها والاطلاع على ما يجري بها. وبعد أداء مناسك الحج والعمرة زار المدينة المنورة وأقام بها، وفي أثناء إقامته بها لقي أستاذه الأول الذي درس عليه في مدينة «قسنطينة» الشيخ الونيسي، الذي هاجر إلى «المدينة المنورة» وأقام بها، وتعرف على بعض علماء المدينة. واستكمل ابن باديس دراسته عليهم وفي هذه الأثناء أبدى رغبته في البقاء بالمدينة المنورة إلى جوار أستاذه الشيخ الونيسي، فرحب الأستاذ بهذه الفكرة ورغبه فيها، لما يعرف من أوضاع بلده.
ودخل ابن باديس على شيخه حسين أحمد المدني- رحمه الله- يستشيره في هذا الأمر، وكان الشيخ يرى أن الأمة الجزائرية في حاجةٍ شديدةٍ إلى من يبعث فيها اليقظة ويأخذ بيدها، ويحمل المسؤولية في بناء المجتمع بكل تضحية وشجاعة وحماس: مجتمع أرهقه الاستعمار وأنهكه الاستعباد، وكبله بإجراءات وقيود لاقانونية تهدف وأد الإسلام في هذه البلاد؛ فلم يوافقه على بقائه في المدينة المنورة؛ بل نصحه بضرورة العودة إلى وطنه لخدمة بلاده ومحاولة إنقاذها مما هي فيه، بما توسم فيه من حزم وعزم وصلاح، قائلًا له: «ارجع إلى وطنك يا بني فهو بحاجة إليك وإلى أمثالك، فالعلماء هنا كثيرون، يغنون عنك؛ ولكنهم في وطنك وفي مستوى وطنيتك وعلمك قليلون بسبب الهمجية الفرنسية التي تحارب الدين واللغة، وخدمة الإسلام في بلادك أجدر لك وأنفع لها من بقائك هنا».
فاقتنع الشاب ابن باديس بوجهة نظر هذا الشيخ الجليل، وقبِلَ نصيحته وقرر الرجوع إلى الوطن. وخلال الفترة التي قضاها في المدينة المنورة تعرف إلى شاب جزائري في مثل سنه، عالم وأديب، هو الشيخ الجليل محمد البشير الإبراهيمي المقيم مع والديه في المدينة المنورة، فأقام معه مدة تعارفا فيها، وتحاورا معًا في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر، واتفقا على خدمة بلادهما متى عادا إليها(1).
العودة إلى «الجزائر»:
عاد ابن باديس إلى «الجزائر» عام 1913م، ونزل في مدينة «قسنطينة»، وشرع في العمل التربوي فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار في بعض المساجد الذي اتخذ منه مركزًا لنشاطاته. وكان شديد الهجوم على الاستعمار الفرنسي، وحاول الاستعمار إغراءه ببعض المناصب إلا أنه أبى ورفض قبولها، وعبّر عن إصرار أمته وتحديها لمحاولات «فرنسا» بقوله: «إن الأمة الجزائرية ليست هي «فرنسا»، ولا يمكن أن تكون «فرنسا»، ولا تريد أن تصير «فرنسا»، ولا تستطيع أن تصير «فرنسا» لو أرادت؛ بل هي أمة بعيدة عن «فرنسا» كل البعد، في لغتها، وفي أخلاقها وعنصرها، وفي دينها،لا تريد أن تندمج، ولها وطن محدد معين هو الوطن الجزائري»(2).
واتجه ابن باديس إلى الصحافة، وأصدر جريدة «المنتقد» عام 1925م وكان شعارها «الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء» ثم أوقفت الجريدة بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدر جريدة «الشهاب» الأسبوعية التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929م ثم أصدر جرائد أخرى أمثال: «البصائر» و«السنة» و«الشريعة» و«الصراط»، وكان شعارها مقولة الإمام مالك إمام دار الهجرة: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها»(3).
إنشاء الجمعية:
احتفلت «فرنسا» بالعيد المئوي لاحتلال «الجزائر» في سنة (1349هـ/1930م) فشحذ ذلك حماس العلماء المسلمين في «الجزائر» وأثار غيرتَهم على دينهم ووطنهم، فتنادوا إلى إنشاء جمعية تناهض أهداف المستعمر الفرنسي، وجعلوا لها شعارًا يعبر عن اتجاههم ومقاصدهم هو: «الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا»، وانتخبوا ابن باديس رئيسًا لها. ونجحت الجمعية في توحيد الصفوف لمحاربة المستعمر الفرنسي وحشد الأمة الجزائرية ضدها، وبعث الروح الإسلامية في النفوس، ونشر العلم بين الناس. وكان إنشاء المدارس في المساجد هو أهم وسائلها في تحقيق أهدافها، بالإضافة إلى الوعّاظ الذين كانوا يجوبون المدن والقرى، لإعداد الناس ضد المستعمر، وتوعيتهم توعية دينية.
«وكانت جمعية العلماء تنظم للمدرسين دورات تدريبية لرفع مستواهم التعليمي، ومناقشة أساليب ونظم التعليم وفي عام 1944م، ونشطت الجمعية نشاطًا بارزًا فأنشأت خلال عام واحد ثلاثًا وسبعين مدرسةً في مدن القطر وقراه. وفي عام 1948م بلغت مدارس الجمعية حوالي140 مدرسة، وفي عام 1954م ازداد العدد إلى170 مدرسة، وقد بلغ عدد تلاميذ هذه المدارس عام 1951م (36.286) تلميذًا وتلميذة منهم 16.286 يدرسون دراسة كاملة في المدارس العربية، ولا يلتحقون بالمدارس الحكومية، وبقية الطلبة سهلت لهم الجمعية أمر متابعتهم الدراسة في مدارسها بأن جعلت لهم دوامين للتعليم في الصباح والمساء. وفي عام 1947م أسست الجمعية أول معهد للتعليم الثانوي في «قسنطينة» أطلق عليه اسم «معهد عبد الحميد بن باديس»، وبدأت الجمعية تشجع خريجي هذا المعهد للالتحاق بجامعات الزيتونة في «تونس» أو «الأزهر» أو «جامعة دمشق» أو «جامعة بغداد»، وكأن الجمعية كانت تهيئ الشباب لعملية بناء الجزائر المستقلة»(4).
وأدركت «فرنسا» خطر هذه التعبئة، وخشيت من انتشار الوعي الإسلامي؛ فعطّلت المدارس، وزجّت بالمدرسين في السجون، وصدرت عام (1352هـ/ 1933م) توجيهات فرنسية مشددة، وفرضت الحظر على اعتلاء منابر المساجد و إلقاء الخطبةإلا لمن حصل على الترخيص من السلطات الفرنسية، علمًا بأن هذه المدارس– من ابتدائية ومتوسطة وعالية- كانت تشكل المنابع الفكرية الإسلامية، وتضم مئة وخمسين ألفًا أو يزيدون. كما وضعت «فرنسا» قيودًا صارمة شديدة على فتح المدارس الجديدة، وقصرتها على حفظ القرآن الكريم، بالإضافة إلى الأوامر الصارمة بضرورة التجنب عن تفسير آيات القرآن الكريم وخاصةً الآيات التي تدعو إلى التحرر ومقاومة الظلم والاستبداد؛ وبعدم دراسة تاريخ «الجزائر»، والتاريخ العربي الإسلامي، والأدب العربي، وتحريم دراسة المواد العلمية والرياضية(5).
ولم يكن ابن باديس مصلحًا دينيًا فقط، وإنما كان –كذلك- مجاهدًا سياسيًا صرح بعدم شرعية الاحتلال الفرنسي، ووصف الحكم الفرنسي بأنه حكم استبدادي غير إنساني، ودخل في معركة مع الحاكم الفرنسي سنة (1352هـ/1933م) واتهمه بالتدخل في الشؤون الدينية للجزائر على نحو مخالف للدين والقانون الفرنسي، وأفشل فكرة اندماج الجزائر في «فرنسا» التي خُدع بها كثير من الجزائريين سنة (1353هـ/ 1936م). ودعا نواب الأمة الجزائريين إلى قطع حبال الأمل في الاتفاق مع الاستعمار، وضرورة الثقة بالنفس، وخاطبهم بقوله: «حرام على عزتنا القومية وشرفنا الإسلامي أن نبقى نترامى على أبواب أمة ترى- أو ترى أكثريتها- ذلك كثيرًا علينا…! ويسمعنا كثيرٌ منها في شخصيتنا الإسلامية ما يمس كرامتنا»، وأعلن رفضه مساعدة «فرنسا» في الحرب العالمية الثانية(6).
تتناول عدة مصادر الشخصيات التي أثرت في تكوين ابن باديس وتنميته الفكرية والعلمية، دون الإشارة إلى شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، وأرى أنه –الشيخ المدني- ليس أقل تأثيرًا في تكوين شخصية ابن باديس من مشايخه الآخرين، وخاصةً فيما يخص جهوده ومساعيه التي أدت إلى استقلال الجزائر وحريته من الاستعمار الفرنسي، ولذا يصفه ابن باديس بـ«العالم الحكيم» حيث يقول: «أذكر أنني- ابن باديس- لما زرت المدينة المنورة، واتصلت فيها بشيخي الأستاذ حمدان الونيسي، وشيخي أحمد الهندي(7)، أشار علي الأول بالهجرة إلى المدينة، وقطع كل علاقة لي بالوطن، وأشار علي الثاني وكان «عالـمًا حكيمًا» بالعودة إلى الوطن، وخدمة الإسلام والعربية فيه بقدر الجهد. فحقق الله رأي الشيخ الثاني، ورجعنا إلى الوطن بقصد خدمته. فنحن لا نهاجر، نحن حراس الإسلام والعربية والقومية… في هذا الوطن»(8).
ويصرح عدد من المصادر باستفادته من شيخ الإسلام حسين أحمد المدني فجاء في «المعجم الجامع في تراجم المعاصرين»: «وتتلمذ على الشيخ حسين أحمد الهندي الذي نصحه بالعودة إلى «الجزائر»، واستثمار علمه في الإصلاح، إذ لا خير في علم ليس بعده عمل، فعاد إلى «الجزائر»، وفي طريق العودة مرّ بـ«الشام» و«مصر»، واتصل بعلمائهما، واطّلع على الأوضاع الاجتماعية والثقافية والسياسية لهما(9).
إجازة الشيخ المدني
«أما الشيخ حسين أحمد الفيض آبادي الهندي (ت1857م) خادم العلم بالمسجد الشريف فقد أجازه هو الآخر صدر المدرسين بدارالعلوم الديوبندية بجميع ما أجازه شيوخه العلماء ورؤساؤهم في الهند ودارالهجرة المدينة المنورة والبلد الأمين (مكة المكرمة) وفي ذلك يقول: «فإن أخانا في الله الفتى اللبيب الفاضل الأريب الفقيه العلامة سيدي عبد الحميد بن محمد مصطفى بن باديس المغربي القسنطيني قد اجتمعت به عام 1332هـ /1914م بالمدينة المنورةحين قدومه من الحج لزيارة سيد المرسلين -عليه الصلاة والسلام- فاستجازني بالصحاح الستة مما تجوز لي روايته من كتب المعقول والمنقول فأجزته بجميع ذلك… حسب ما أجازني مشايخي الكرام بالشروط المعتبرة المعروفة عند العلماء العظماء، وإني أروي العلوم والكتب عن مشايخ كثيرين من رؤوس علماء الهند ودارالهجرة والبلد الأمين جلهم من العلماء العاملين..إمام الفقهاء المحدثين.. مولانا أبو الميمون محمود حسن الحنفي العثماني النقشبندي صدر المدرسين بدارالعلوم الديوبندية»(10).
آثارابن باديس
ولابن باديس آثار قيمة منها: «مجالس التذكير»-في التفسير- و «العقائد الإسلامية»، و«جواب سؤال عن سوء مقال»، في الرد على أحمد بن عليوه الصوفي، كما نشر الدكتور عمار الطالبي كتاب «آثار ابن باديس» في 4مجلدات(11).
2- البشير الإبراهيمي (1306-1385 هـ/ 1889-1965 م)
هو محمد بن بشير بن عمر الإبراهيمي، ولد في قرية «سيدي عبد الله» قرب «سطيف» غرب مدينة «قسنطينة» في بيت من أعرق بيوت الجزائر، وهو من أعلام الفكر والأدب في العالم العربي ومن العلماء العاملين في الجزائر، شارك عبد الحميد ابن باديس في قيادة الحركة الإصلاحية الجزائرية، وناب عنه وخلفه في رئاسة الجمعية، وهوكاتبٌ سعى سعيه في تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وتحرير العقول من الجهل والخرافات السائدة آنذاك بكتاباته القيمة.
دراسته:
تلقى تعليمه الأوَل على يد والده وعمه؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة برأس الوادي. ثم غادر «الجزائر» إلى «الحجاز» وهو في العشرين من عمره سنةَ 1330هـ/1911م ليلحق بأبيه الذي كان قد سبقه إليها قبل ذلك بنحو أربعة أعوام.
وواصل «البشير» تعليمه في «المدينة المنورة»، واتصل حبله بحبال عالمين عظيمن كان لهما أثركبير في توجيهه وتكوين فكره، وهما الشيخ «عبد العزيز الوزير التونسي» – الذي درس عليه الفقه المالكي وأخذ عنه «موطأ مالك»-، وشيخ الإسلام «حسين أحمد المدني» رحمه الله – الذي أخذ عنه «صحيح مسلم». وعُرف «البشير» بشغفه بالعلم، وصرف معظم وقته بين المكتبات الشهيرة بـ«المدينة»، يقتبس من نورها وكنوزها، ويروي ظمأه العلمي من منهلها العذب.
علاقته بشيخ الإسلام حسين أحمد المدني وثناؤه عليه:
وكان البشير يثني كثيرًا على شيخ الإسلام حسين أحمد المدني- رحمه الله- ويعتبره عالمًا محققًا فيقول: «خرجت من «القاهرة» قاصدًا «المدينة المنوّرة»، فركبت البحر من «بور سعيد» إلى «حيفا»، ومنها ركبت القطار إلى «المدينة»، وكان وصولي إليها في أواخر سنة 1911م، واجتمعت بوالدي- رحمه الله- وطفت بحلق العلم في الحرم النبوي مختبرًا، فلم يرق لي شيء منها، وإنما غثاء يلقيه رهط ليس له من العلم والتحقيق شيء، ولم أجد علمًا صحيحًا إلا عند رجلين هما شيخاي: الشيخ عبد العزيز الوزير التونسي، والشيخ حسين أحمد الفيض أبادي الهندي، فهما- والحق يقال- عالمان محققان واسعَا أفق الإدراك في علوم الحديث وفقه السنة، ولم أكن راغبًا إلا في الاستزادة من علم الحديث روايةً ودرايةً، ومن علم التفسير، فلازمتهما ملازمة الظلّ، وأخذت عن الأول الموطأ درايةً، ثم أدهشني تحقيقه في بقية العلوم الإسلامية، فلازمت درسه في فقه مالك، ودرسه في التوضيح لابن هشام، ولازمت الثاني في درسه لصحيح «مسلم»، وأشهد أني لم أَرَ لهذين الشيخين نظيرًا من علماء الإسلام إلى الآن، وقد علا سني، واستحكمت التجربة، وتكاملت الملكة في بعض العلوم، ولقيت من المشايخ ما شاء الله أن ألقى، ولكنني لم أَرَ مثل الشيخين في فصاحة التعبير ودقة الملاحظة والغوص عن المعاني واستنارة الفكر، والتوضيح للغوامض، والتقريب للمعاني القصية. ولقد كنت لكثرة مطالعاتي لكتب التراجم والطبقات قد كوّنت صورة للعالم المبرز في العلوم الإسلامية، منتزعة مما يصف به كتاب التراجم بعض مترجميهم، وكنت أعتقد أن تلك الصورة الذهنية لم تتحقق في الوجود الخارجي منذ أزمان، ولكنني وجدتها محقّقة في هذين العالمين الجليلين، وقد مات الشيخ الوزير بالمدينة في أعقاب الحرب العالمية الأولى، أما الشيخ حسين أحمد فقد سلّمه الشريف حسين بن علي إلى الإنجليز في أواخر ثورته المشؤومة، فنفوه إلى «مالطة»، ثم أرجعوه إلى وطنه الأصلي (الهند) وعاش بها سنين، وانتهت إليه رئاسة العلماء بمدينة العلم (ديوبند)، ولما زرت «باكستان» للمرّة الأولى سنة 1952م كاتبته فاستدعاني بإلحاح إلى زيارة «الهند» ولم يقدّر لي ذلك، وفي هذه العهود الأخيرة بلغتني وفاته بالهند»(12).
علاقته بابن باديس
وفي أثناء نزوله في المدينة تعرف على الشيخ «عبد الحميد بن باديس» عندما قدم لأداء فريضة الحج عام (1331 هـ/1913م). ويقول عن لقائه بعبدالحميد بن باديس في «المدينة»: «وكنانؤدي فريضة العشاء الأخيرة كل ليلة في المسجد النبوي، ونخرج إلى منزلي، فأسمر مع الشيخ ابن باديس منفردين إلى آخر الليل، حين يفتح المسجد، فندخل مع أول داخل لصلاة الصبح، ثم نفترق إلى الليلة الثانية إلى نهاية الأشهر الثلاثة التي أقامها الشيخ في المدينة المنورة، وكانت هذه الأسمار المتواصلة كلها، تدبيرًا للوسائل التي تنهض بها «الجزائر»، ووضع البرامج المفصلة لتلك النهضات الشاملة التي كانت كلها صورًا ذهنية تتراءى في مخيلتنا وصحبها من حسن النية وتوفيق الله ما حققها في الخارج بعد بضع عشرة سنة، وأشهد الله على أن تلك الليالي من سنة 1913م، هي التي وضعت فيها الأسس الأولى لجمعية علماء «الجزائر»، التي لم تبرز للوجود إلا في سنة 1931م»(13).
وعاد «ابن باديس» إلى «الجزائر» ليبدأ بها برنامجه الإصلاحي، بينما ظلَّ «البشير» في المدينة حتى غادرها إلى «دمشق» سنة 1335هـ/1916م حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس «المجمع العلمي»، وبها التقى بالعديد من علماء دمشق وأدبائها الذين ذكرهم بعد ثلاثين سنةً من عودته إلى «الجزائر»، ومن ذلك ما كتب: «ولقد أقمت بين أولئك الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلًا، فأشهد صادقًا أنها هي الواحة الخضراء في حياتي المجدبة، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر، ولا أكذب الله، فأنا قرير العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر)؛ ولكن… مَن لي فيه بصدر رحب، وصحب كأولئك الصحب؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها الهوامع وسقت، وأفرغت فيها مـا وسقت، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل فيها الأدب، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية…»
تأسيس جمعية العلماء
وفي عام (1338هـ/1920م غادر «البشير» دمشق إلى «الجزائر»، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر العلم، وإلقاء الدروس الدينية والمحاضرات العلمية على طلاب العلم من أبناء بلده،ولقيت دروسه إقبالًا كبيرًا من الطلاب، الأمر الذي شجعه على إنشاء مدرسة لتدريب الشباب على الخطابة وفنون اللغة والأدب. وكان على صلة بصاحبه في المدينة المنورة عبد الحميد بن باديس، وكانا يتبادلان الزيارات.
وفي عام 1342 هـ/1924م زاره «ابن باديس» وعرض عليه فكرة إقامة «جمعية العلماء»، فلاقت الفكرة قبولا في نفس «البشير»، فأخذا يدرسانها ويضعان لها الأطر والأهداف التي تقوم عليها تلك الجمعية، وقد استغرق ذلك زمنًا طويلًا حتى خرجت إلى حيز الوجود، وعقد المؤتمر التأسيسي لها في 17من ذي الحجة 1349هـ/5 من مايو1931م، وذلك في أعقاب احتفال «فرنسا» بالعيد المئوي لاحتلال «الجزائر»، وبعد تأسيس الجمعية اختِير «ابن باديس» رئيسًا لها، واختير «الإبراهيمي» نائبًا لرئيسها(14).
في عام 1939 كتب مقالًا في جريدة «الإصلاح» قامت «فرنسا» بنفيه إلى بلدة «آفلو» الصحراوية، وبعد ما توفي- رئيس الجمعية- انتخب رئيسًا لها وهو لا يزال في المنفى، ولم يُفرج عنه إلا عام 1943م، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945م، وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947م عادت مجلة «البصائر» للصدور، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها على قدر من البلاغة ومن الصراحة والنقد القاسي «فرنسا» وما يسميهم عملاء «فرنسا». يقول عن زعماء الأحزاب السياسية:
«ومن خصومها- الجمعية- رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم، وكلما أرادوا احتكار الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر-كالانتخابات- فلم تستجب لهم، وكلما أرادوا تضليل الأمة، وابتزاز أموالها فعارضتهم». وكان البشير من المدافعين عن اللغة العربية فيقول في «البصائر»: «اللغة العربية في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة؛ بل هي في دارها وبين حماتها وأنصارها، وهي ممتدة الجذورمع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة الأفنان في المستقبل».
وقرت عينُ البشير باستقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي فأم المصلين في مسجد «كتشاوة»، الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة؛ ولكنه لم يكن راضيًا عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام 1964م بيانًا ذكر فيه: «إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية»(15).
وكان «البشير» واسع المعرفة، متنوع الثقافة، متعدد الاهتمامات، ألف في الأدب واللغة، كما صنف في الفقه والمعاملات، ونظم الشعر وكتب العديد من المقالات، وترك تراثًا علميًّا وأدبيًّا كبيرًا لا يزال بعضه حبيسًا حتى الآن، ومن أهم تلك الأعمال: «أسرار الضمائر العربية»، و «الاطراد والشذوذ في العربية»، و «التسمية بالمصدر و«حكمة مشروعية الزكاة»، و «رواية كاهنة أو راس»، و «شعب الإيمان» – في الفضائل والأخلاق الإسلامية-، و «الصفات التي جاءت على وزن فُعَل»، و «الملحة الرجزية في التاريخ»، و«رسالة الضب»، وثلاثة شروح على «الشفا» أكبرها في مجلدين، سماها «الغنية»(16).
توفي البشير وهو رهن الإقامة الجبرية في منزله، يوم الخميس20/مايو1965م، وقد قام نجله الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي بجمع وتقديم جميع آثاره في خمسة أجزاء تحت عنوان: «آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي»(17).
3- البساطي (1300- 1369هـ/ 1182-1949م)
هو أحمد بن مصطفى بن محمد بن عمر بساطي الحنفي المدني، ولد في «المدينة المنورة» في دار والده الشيخ مصطفى بباب السلام بالقرب من المسجد النبوي الشريف. ونشأ وترعرع في أسرة اشتهرت بالعلم والفضل فقد ورث العلم كابرًا عن كابر. وكان –رحمه الله-دمث الأخلاق، هادئ الحديث، طيب النفس، متواضعًا، معروفًا بالعفة والنزاهة والصدق، دائم الوعظ والإرشاد، أحبه وتودد إليه كل من خالطه، يدعو إلى الزهد والخشونة.
تعليمـه
حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ العلامة المقرئ إبراهيم المطرودي كما حفظ بعض المتون ثم انصرف إلى حلقات المسجد النبوي الذي كان يكتظ بأفاضل العلماء وفطاحلهم. وبدأ بدراسة العلوم الأدبية والشرعية على يد والده أولًا ثم أخذ يدرس الفقه الحنفي والنحو في الأجرومية والألفية وغير ذلك من كتب القواعد على يد الشيخ الفقيه ملا سفر بن محمد الكولابي المحدث المشهور المتوفى سنة 1335هـ.
صلته بشيخ الإسلام حسين أحمد المدني:
وأيام دراسته في حلقات التدريس في المسجد النبوي الشريف كان البساطي يتردد إلى حلقة شيخ الإسلام حسين أحمد المدني، ويدرس عليه الأدب العربي والمنطق والبلاغة ثم يدرس عليه بعد صلاة الظهر الحديث بروايتي البخاري ومسلم ثم يدرس عليه في حلقته التي بعد صلاة العصر الفرائض ثم درس بعد ذلك على يد الشيخ محمد العائش القرشي المتوفى سنة 1364هـ علومًا شتى كالفقه والتفسير والسنة الشريفة وأخذ شيئًا من الحديث عليه.
دروسه العلمية
عندما استكمل البساطي العلم تصدر للتدريس بالمسجد النبوي الشريف وكان أحد علمائه المعروفين، واسع الصيت، يشار إليه بالبنان في العلم والمعرفة فقصد طلبة العلم حلقته التي كانت من أكبر الحلقات بالمسجد النبوي الشريف، وكان موعدها بعد صلاة المغرب من كل يوم، وموقعها بجوار الحجرة الشريفة من جهة الروضة قريبة من خوخة سيدنا أبي بكرالصديق – رضي الله عنه – فدرس وأفاد ونفع العباد.
وكان البساطي متمكنًا من الفقه الحنفي؛ فكان أهم دروسه في هذا الفقه،وربما درس الفرائض لخواص طلابه. وتنقل مدرسًا في كثير من المدارس الموجودة في المدينة في تلك الحقبة من الزمن. وولي التدريس بالقسم العالي في مدرسة العلوم الشرعية وهي أكبر مدرسة في المدينة المنورة والتي أسسها الشيخ أحمد الفيض آبادي عام 1340هـ.
أعماله في الدولة
عمل الشيخ البساطي في كثير من المجالات العلمية؛ فعمل في المحكمة وتقلب في عدة مناصب.ففي عام 1348هـ تولى كتابة العدل بـ«المدينة المنورة» ومكث بها عدة سنوات.وبعد ذلك عين قاضيًا بالمحكمة الشرعية وبالأخص في المحكمة المستعجلة ثم تعين نائبًا لقاضي المحكمة الشرعية بـ«المدينة المنورة» في عهد القاضي الشيخ زكي أحمد برزنجي- رحمه الله- حتى عام 1355هـ حيث أحيل إلى التقاعد.
وظل البساطي– وهو على منصب القضاء -يتحلى بالنزاهة التامة والسيطرة على المواقف، يحل المشاكل بروح العقل الزكية المؤمنة بما رضي الله، وكان عالـمًا متبحرًا وقاضيًا عادلًا.
دروسه الخاصة في منزله
عرف البساطي بين تلاميذه بطيب القلب، فكانت داره تزدحم بطلاب العلم بعد صلاة العصرمن كل يوم، يأتي إليها الطلاب من كل مكان يريدون أن يتزودوا على يده، إضافة إلى حلقته في المسجد النبوي التي كانت تعقد بعد المغرب. وكان الشيخ بعد الانتهاء من صلاة العشاء يظل جالسًا ومعه خواص طلابه يشرح لهم بعض الأمور المتعسرة عليهم.
وكان البساطي يحب المدينة المنورة حبًا جمًا ويفضل البقاء بها، ولا يرضى التحول عنها إلا أن يكون حاجًا أو معتمرًا.
تلاميذ البساطي
درّس الشيخ البساطي في القسم العالي في «مدرسة العلوم الشرعية» بالمدينة المنورة، وكان يقصده كثير من كبار طلبة العلم، لما كان يمتاز به في دروسه من التأثير في نفوس طلابه، وكان كثير الرفق بهم سواء كان في حلقات دروسه في المسجد الحرام أو في مدرسة العلوم الشرعية أو في بيته، فكثر الآخذون عنه كثرة لا يحصون عدا، من أبرزهم: السيد صالح المصوغي، والشيخ محمد سالم الحجيلي، والشيخ عبد الله أركوبي، والشيخ حسن ملا، وغيرهم من أولي الفضل والعلم.
كان البساطي شغوفًا بالقراءة مولعًا بها، ويستمر في القراءة إلى وقت متأخر من الليل في حجرته على فانوس صغير، واقتنع كتبًا دينية كثيرة. وكانت مكتبته تحتوي على 1050 كتابًا بين مطبوع ومخطوط. وإن لم يصنف البساطي كتابًا إلا أنه ترك سيرة حسنة لن ينساها التاريخ، وفي آخرحياته عكف في بيته على نسخ الكتب وتجليدها.
واشتد عليه المرض، وآذنت حياته بالانتهاء، فوافته المنية في المدينة النبوية كما أراد هو قريبًا من أهله وأحبابه، وكانت وفاته في يوم الثلاثاء 11/شعبان بعد حياة حافلة بالخدمات العلمية والقضائية والتدرسية(18).
4- الكردي (1311- 1370هـ/1893- 1950م)
هو عبد الحفيظ بن عبد المحسن الكوراني الكردي، وُلِدَ في «المدينة المنوَّرة»، وأخذ العلم عن عِدَّة مشايخ، منهم الشَّيْخ عمر حمدان، وشيخ الإسلام حسين أحمد المدني، والشَّيْخ ألفا هاشم، والشَّيْخ أحمد برزنجي والشَّيْخ مأمون بري، وعُيّنَ قاضيًا في المحكمة المستعجلة في المدينة المنوَّرة في عهد الأشراف، وعُيّنَ مُساعِدًا لرئيس المحكمة الشَّيْخ أحمد الكماخي، ثُمَّ عُيّنَ قاضيًا في محكمة «جدة» في 2/3/1347هـ، وبقي فيها ثلاث سنوات، ثُمَّ عاد إلى المدينةالمنوَّرة فعُيّنَ مساعدًا لرئيس محكمة المدينة المنوَّرة: الشَّيْخ زكي برزنجي سنة 1355هـ، ثُمَّ مساعدًا للشيخ محمَّد نوركتبي، ثُمَّ جاء الشَّيْخ عبد الله بن عبد الوهَّاب بن زاحم سنة 1364هـ، وهو مساعد للشيخ محمَّد نور، وتوفي – رحمة الله عليه- وهو في القضاء، وخلَّف ابنًا واحدًا هو عبد المحسن الكردي سكرتيرالمحكمة(19).
* * *
الهوامش:
(1) وكيبيديا بتصرف.
(2) المعجم الجامع في تراجم المعاصرين 1/148 http://www.ahlalhdeeth.com .
(3) وكيبيديا بتصرف.
(4) مصطفى محمد حميداتو، عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية ص 164.
(5) المعجم الجامع في تراجم المعاصرين1/148 http://www.ahlalhdeeth.com بتصرف.
(6) المعجم الجامع في تراجم المعاصرين1/148 http://www.ahlalhdeeth.com بتصرف.
(7) يقصد شيخ الإسلام حسين أحمد المدني رحمه الله.
(8) تمهيد «تفسير ابن باديس» 1/12.
(9) المعجم الجامع في تراجم المعاصرين1/148 http://www.ahlalhdeeth.com
(10) راجع: فيلالي، الدكتور عبد العزيز، وثائق جديدة عن جوانب خفية من حياة الإمام عبد الحميد بن باديس الدراسية، ص 31؛ وأورد الدكتورفيلالي صورة من إجازة شيخ الإسلام حسين أحمد المدني رحمه الله- لابن باديس فارجع إليه.
(11) للاستزادة من ترجمته راجع: عادل نويهض، معجم أعلام الجزائر ص 28،ط: مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت؛ عمار الطالبي، ابن باديس حياته وآثاره، ط: الجزائر: الشركة الجزائرية؛ محمود قاسم، الإمام ابن باديس: الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية، ط:القاهرة: دارالمعارف 1979م؛ مقبل، د. فهمي توفيق محمد، عبدالحميد بن باديس رائد الإصلاح والنهضة في تاريخ الجزائر الحديث على الشبكة؛ الزركلي، الأعلام3/289؛ عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين5/105؛ مجاهد، زكي محمد، الأعلام الشرقية 3/1039ترجمة[1211].
(12) آثار البشير5/276.
(13) العقيل، المستشار عبد الله، من أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة ص807، ط:دارالبشير.
(14) المعجم الجامع في تراجم المعاصرين 1/268.
(15) ويكيبيديا.
(16) نويهض، عادل، معجم أعلام الجزائر، ص13، بيروت: مؤسسة نويهض الثقافية.
(17) للاستزادة من ترجمته راجع: أبوزيد، بكر بن عبد الله، طبقات النسابين، الرياض: دار الرشد؛ المعجم الجامع في تراجم العلماء وطلبة العلم المعاصرين http://www.ahlalhdeeth.com؛ العقيل، المستشار عبد الله، أعلام الدعوة والحركات الإسلامية ص802.
(18) مصادر ترجمته: قضاة المدينة المنورة ص 56، موقع منتديات طيبة نت.
(19) مصادر ترجمته: منتديات طريق الحقيقة؛ زاحم، عبد الله بن محمد،قضاة المدينة المنورة ص79.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، المحرم – صفر 1438 هـ = أكتوبر – نو فمبر 2016م ، العدد : 1-2 ، السنة : 41