كلمة المحرر
إن ما يجري في «سوريا» هو حرب إبادة جماعية ضد السوريين السنيين من قبل «بشّار الأسد» العلوي – الذي ظلّ معادياً للعروبة والإسلام – وإن النظام العلوي قد اهتزّ من أساسه بالتأكيد وهو يكاد يتهاوى، ويعيش أيّامه الأخيرة، كما يؤكد جميع المعلقين والمحللين العالميين في الشرق والغرب معاً.
ولم يكن ليبقى إلى هذا الأمد الطويل لولا الجسر الجوي الإيراني المتصل الذي يمدّ النظام بكل أنواع الدعم الماديّ والمعنوي والعسكري والاقتصادي والتقني. وليس إيران الشيعيّة – المحاربة للسنة في داخلها أيضاً – هي وحدها التي تقف بجانب النظام العلوي السوريّ بشكل علني سافر و إنما هناك جهات ودول أخرى تحارب أهل السنة السوريين في سوريا أمثال «حزب الله» اللبناني الشيعي الذي هو الذراع السياسي الإيراني المدعوم من قبل إيران عسكريًّا واقتصاديًّا وماديًّا، ودولة روسيا الوارثة لمخلفات الاتحاد السوفياتي الشيوعي الذي قد تمّ دفن جثمانه منذ سنين ولا ترثه و لا ترثيه إلاّ روسيا، ودولة الصين التي تندب حَظَّها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لأن الأخيرتين تظنان ان النظام العلوي الأسدي في سوريا يحافظ على تراث «البعث» الذي كان أصلاً «خمرًا شيوعيّة» في كأس عربيّة لتضليل وخداع العرب أنها «نبيذ عربي» لإحداث نشوة عربيّة في جسد العرب المتحررين العلمانيين الذين كانوا قد انخدعوا أن النهضة الاقتصادية والوحدة العربية والحريّة العربيّة يمكن أن تُنَال في تنكّر للنظام الإسلاميّ وغنى عن الشريعة الإسلاميّة المحمدية.
كما أن العراق الحالي صار دولة شيعيّة أخرى بفضل أمريكا التي حاربته ظلماً وعدواناً، فدمرته عن آخره، وأذلت الأعزاء وأعزّت الأذلّاء فيه، فتسللت العصابة الشيعيّة إلى كرسي الحكم فيه لأوّل مرة في تاريخه، فصار جسرًا تعبره الطائرات الإيرانية بالأمداد بأنواعها إلى سوريا، ليتم تقتيل جميع أهل السنّة الثائرين ضد حكومة «بشّار العلوي» الذي لو انهار – وسينهار بإذن الله عما قريب – لانهار الحلم الذي يحلم به النظام الإيراني لإيجاد طوق شيعيّ دقيق منظم حول رقاب حكومات الخليج العربيّة السنية وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة التي تتمنى إيران وتستهدف أن تحتلّها يوماً ما وتسيطر على المدينة المنورة، وتنبش قبري وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا أبي بكر وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، و تبعدهما عن جوار الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تعتبرهما صنمي قريش، وأنهما لم يؤمنا أصلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام، وإنما التصقا به طوال حياته للسيطرة على الحكم من بعده صلى الله عليه وسلم للحيلولة دونه ودون علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولأمر ما لا زالت الأمم المتحدة التي يقودها اللوبي الصهيوني ملازمةً الصمت المطبق تجاه ما يجري في سوريا سوى نداءات واستنكارات ظاهرة من حين لآخر، وكذلك جامعة الدول العربية ظلت مكتوفة الأيدي تجاه تقتيل الشعب السوري وتشريده، واكتفتا بإيفاد مبعوثهما «لأخضر الإبراهيمي» الذي ظل رجلاً مشبوهاً لم يصنع شيئًا سوى إطالة عمر نظام بشّار.
والمسؤوليّة تقع على الدول العربيّة والإسلاميّة السنية ذات العدد الكبير، أن تتحرك على أرض الواقع تحركاً لايكون أقل وأضعف من تحرك «إيران» الشيعيّة للإبقاء على النظام الأسدي. [التحرير]
(تحريرًا في الساعة 12 من ضحى يوم الأحد: 21/ربيع الأول 1434هـ = 3/فبراير 2013م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الثاني 1434 هـ = فبراير ، مارس 2013م ، العدد : 4 ، السنة : 37