الخطوة الصهيونية الإجراميّة الأخيرة تجاه الأقصى و واجب الأمة تجاهها

كلمة المحرر

ما حَدَثَ يوم الثلاثاء 16/مارس 2010م (29/ربيع الأوّل 1431هـ) من اقتحام الصهاينة الخبثاء: أحفاد القردة والخنازير للمسجد الأقصى، بقيادة أكثر من 12 مُنَظَّمَةً صهيونيّة مُتَطَرِّفَةً، ومساندة قوات الجيش والشرطة، ووسط حضور رسميّ مُكَثَّف فاعل من الحكومة الصهيونيّة، التي وَجَّهَت بضرب سياج أمنيّ حديدي حول المسجد الأقصى المبارك على بعد أكثر من اثنين ك م، لمنع أهل القدس من الاقتراب من المسجد فضلاً عن دخوله. وذلك لوضع أساسٍ لهيكلهم المزعوم. بعد أن قاموا بافتتاح “كنيس الخراب” يوم الإثنين 15/مارس 2010م (28/ ربيع الأوّل 1431هـ) الذي يقع على مقربة من أسوار المسجد الأقصى، والذي يُعَدُّ الخطوة الأهمّ المباشرة نحو اجتياح الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانَه.. وصاحب ذلك كلَّه تناوُل المصلين – الذين تمكّنوا من الدخول إلى المسجد الأقصى بحيلة أو بأخرى – بضرب مُبَرِّح أدّى إلى إصابة بعضهم بجروح خطيرة..

       ما حَدَثَ من ذلك يُؤَكِّد عجز النظام العربيّ بشكل مُخْزٍ للغاية؛ حيث وَاصَلَ صمتَه كالسابق، ولم يُحَرِّك ذلك سَاكِنًا من القادة العربَ والمسلمين الذين إذا رأيتَهم تُعْجِبك أجسامهم، ولم يُحْدِث أيَّ تغيُّر في حالة الشلل التي جَعَلَتْهم منذ وقت طويل لايتحركون مهما أصابهم الخزيُ والعارُ تجاه القضيّة الفلسطينيّة والأقصى الأسير الحزين؛ فلم يدفعهم هذا الموقف الخطير هو الآخر إلى اتّخاذ موقف عمليّ لإنقاذ الأقصى ومناصرة الشعب الفلسطينيّ الأعزل الذي لاناصر له حقّا إلاّ الله القوي العزيز الجبّار المنتقم من الظالمين؛ ولكن الجماهير المسلمة كالسابق نهضوا في عدد من الدول ليُسَجِّلوا سخطَهم العارم وغضبتَهم الثائرة ضدّ عبدة الطاغوت اليهود الملعونين على ألسنة الأنبياء، من خلال مظاهرة قاموا بها في عدد من العواصم العربيّة والأجنبية؛ ولم يمسَّ هذه المتظاهرين سوءٌ من قبل السلطات في العواصم الأجنبية، ولكنهم قُوبِلوا بضربات واعتقالات من قبل قوات الأمن في بعض العواصم العربيّة، كما حدث في مصر العربية التي أخرجها سيدنا عمروبن العاص رضي الله عنه من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده!.

       وهذه المواقفُ الإجراميَّةُ من قبل الصهاينة في الأقصى ومدينة القدس تزامنت مع حُمّى الاستيطان لابتلاع ما تبقىّ من أرض القدس وبقية الأراضي الفلسطينية؛ حيث شُنَّت حملة مجنونة لتهجير الفلسطينيين وتشريدهم وهدم بيوتهم وسلب مُمْتَلَكَاتهم بالقوة والإستيلاء عليها بالإكراه، وصنعت الحكومة الصهيونية وتصنع ذلك ضاربة – كالعادة – عرضَ الحائط جميع القرارات الأمميّة وما أبدته أمريكا من اعتراضات ظاهرة على صنيعها – الحكومة الصهيونيّة – لأنها تعلم أن العالم الغربي كلّه في الواقع لايزال واقفًا بجانبها، ولن ينالها سوءٌ من أي جهة أو فرد في العالم، حتى ولو أقدمت على هدم الأقصى جهارًا ونهارًا.

       إنّ هذه الأحداث تستدعي السلطة الفلسطينية، والدول العربيّة كلّها الواقفة بجانبها أن تعلن دونما تأجيل، إنهاءَ مهزلة السلام والمفاوضات مع حكومة الكيان الصهيوني، واتخاذ موقف موحد متماسك لحماية الفلسطينيين والدفاع عن الأقصى، بدلاً من قمع الشعب الفلسطيني وقتل المجاهدين الصابرين الصامدين في وجه العدوّ على تراب فلسطين.

       إنّها تؤكّد من جديد أن مسيرة السلام والتنسيق الأمنيّ مع الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطينيّ في الضفة الغربيّة بصفة خاصّة وجميع أراضي فلسطين الواسعة بصفة عامّة، كلها طريق إلى مزيد من الخراب واليباب، والفساد والضياع، والتيه في صحراء لا نهاية لها.

       كما تُؤَكِّد أنّ اتّخاذ الدول العربيّة والإسلاميّة موقفًا قويًّا مُوَحَّدًا ضدّ العدوّ الصهيوني، مُتَمَثِّلاً في قطع جميع أشكال العلاقة معه، بما فيها العلاقات الدبلوماسيّة المحرمة معه، بالإضافة إلى إعداد القوة المستطاعة لمواجهته ومواجهة كل شيطان يقف بجنبه من أمريكا وأوربّا وغيرهما، هو الطريق المباشر الأقصر إلى حماية الأقصى، وحماية الشعب الفلسطيني، واستعادة الحق الغصيب.                                                       

[التحرير]

(تحريرًا في الساعة 11 من صباح يوم الاثنين : 19/ربيع الثاني1431هـ الموافق 5/ أبريل 2010م)

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، جمادى الثانية 1431 هـ = مايو – يونيو 2010م ، العدد : 6 ، السنة : 34

Related Posts