محليات

إعـداد : الأخ محمد أجمل القاسمي

طالب بقسم الإفتاء بالجامعة

        قام المشاغبون الطائفيون المفطورون على إيذاء المسلمين والنيل من حرماتهم وأعراضِهم بالإساءة المستنكرة إلى ضريح العالم الجليل والمربّي الكبير العلامة >أشرف علي< التهانوي المعروف في شبه القارة الهندية بـ>حكيم الأمة< إلى جانب قبور زوجته وعدد من ذوي الصلة به – رحمهم الله – الواقعةِ في محيط المقبرة ، حيث تعرّضوا لها في ظلام الليلة المتخلِّلة بين السبت والأحد 16-17/ ديسمبر 2006م = 24-25/ ذوالقعدة 1427هـ بنشوها ، ومحوا آثارها بإزالة التراب وتسويتها ، ثم وَطَؤوها بالأقدام في وقاحة أي وقاحة ، كما هربوا بالحجر المنصوب لإعلام الزّاور على قبر >حكيم الأمة< التهانوي ، وقد سبق لهم أن قاموا بمثل هذه العملية إذ تجاسروا على قلع الحجر المنصوب على القبر نفسِه قبلَ الحادث بيومين .

        وقد جاء الحادث البشِع للغاية في وقت تُطلق الحكومةُ دعاوي فارغة بأنها ستؤمّن الأمن والسلام بالنسبة للمسلمين ، إلى جانب صيانةِ حقوقهم و أعراضهم . إن الحادث المؤلم مسّ قلوبَهم وجرَح عواطفهم الدينية بشكل يفوق الوصف . وما إن طار النبأ المُحزِن في أنحاء البلاد ، والمناطقِ المجاورَة لبلدة >تهانه بهون< بصفة خاصة ، حتى أثار الألمَ والغضبَ الثائر فيهم . وهُرِعوا إلى >تهانه بهون< جماعات ووحدانًا، حتى ماجتْ بالزوّار، وفُقِدت السيطرةُ على الوضع، ونظرًا لتوتـّر الوضع عيَّنَتْ سلطاتُ الأمن رجال الشرطة حول المرقد إلى جانب إلغاء الاتصالات.

        كان المشاغبون المجهولون يستهدفون من خلال العملية إثارةَ الاضطرابات الطائفية حتى يتمكّنوا من إيذاء المسلمين والتلاعب بأرواحهم ومتملَّكاتهم وإدخال الانهرام النفسي عليهم ؛ ولكن المسلمين أدركوا نوايا المشاغبين الخبيثة في الوقت المناسب ، وتمالكوا غضبَهم ، ونجحوا في تفويت الفرصة على المشاغبين المتربصين بهم الدوائرَ.

        يقع القبر في حديقة كانت ملِكاً للعلامة التهانوي – رحمه الله – على مسافة قصيرة من البلدة وبقرب من محطة القطار ، وتقع بجانبه قبور زوجته وكلٍ من >منشي مظهر علي< والشيخ >ظهور الحسن< رحمه الله. وفي صباح يوم الحادث طالبتِ الحكومة المسلمين بالحفاظ على الأمن ، ووعدَتْهم بأنها ستعتقل المجرمين في مدة أسبوع ؛ ولكنها لحد الآن – وقد مضت مدة أكثر من شهر – ما تمكّنت من العثور على المجرمين الذين باشرو العملية الإجرامية . الأمر الذي آلم المسلمين بصفة خاصّة ، وجعَلَهم يشعرون بعدم الأمن في البلاد .

        ومما زاد الطينَ بلةً أن الشرطة أطلقت الرصاص على محبّي التهانوي رحمه الله الذين كانوا يقومون بالتظاهر ضد الإدارة التي طلبت مزيدًا من الفرصة لعملية التفتيش والعثور على المجرمين المباشرين . وقالت الأبناء : إن المسلمين كانوا يتظاهرون في صباح السبت 23/12/2006م = 1/12/1427هـ على ملتقى الطرق المعروف بـ>ميناكشي تشوك< بمدينة >مظفرنجار< ويردّدن هتافات ضد الحكومة إلى جانب السيد >منور حسن رانا< عضو المجلس الشعبي، والسيد >أمير عالم< عضو المجلس الأعلى ، إلى جانب إشعال الحريق في تمثالهما، ونزعِ اللافتات المعلَّقة لحزب >سماج وادي< الحاكمة لولاية >أترابراديش< . وبينما هم في ذلك إذ وصلت الشرطةُ وحاولت تبديدَ المتظاهرين . الأمر الذي أدّى إلى حصول التشابك بينها وبين المتظاهرين ، ولما رأىضابط الشرطة أن السيطرة قد فُقِدت أطلق الرصاص الذي أسفر عن إصابة امرأة مسلمة (45) في فخذها ، كانت واقفة على سقفها تُشاهِد التظاهرَ ، سقطت المرأةُ جريحةً في مكانها ونُقِلتْ فورًا إلى المستشفى ، حيثما قال الأطباء بأنها لاتتعرّض لخطر . وإثر حصول الحادث أُغلِقت الحوانيت ، وتوتـّر الجو، وتحوّل ساخنًا ، وفي حين لآخر يجري التشابك بين رجال الشرطة والمتظاهرين ؛ ولكن السيطرة قائمة .

        والآن عادت الأمةُ المسلمة في طول شبه القارة الهندية تُندّد بالحادث ، والمسلمون – بمن فيهم العلماء والقادة والساسة – يرفعون أصوات الاستنكار من جميع أنحاء البلاد ومدنها ، ويطالبون بالتفتيش والقبض على المجرمين الذين باشروا الجريمة وإنزال العقوبة الرادعة عليهم ، حتى لايتجاسر أحد بعدُ على القيام بمثل هذه العملية البشعة ؛ ولكن إلى الآن – كما قالت الأنباء – لم تتخذ الحكومة أي خطوة حاسمة في هذا الشأن .

        والجدير بالذكر أن العلامة التهانوي – رحمه الله – واحد من العلماء القلائل حظي بالحب العام المُطبق والثقة غير العادية على الصعيدين : العلمي والشعبي الذي لم يَحظَ به أحد من علماء الهنود لحد اليوم مهما برع ونبغ واشتهر ، والملايين من مُحبِّيه والمُعجَبين بشخصيته منتشرون في طول شبه القارة الهندية ، وكان لكتبه ومؤلفاته ومواعظه دور يُذكر ويُشكر في إصلاح العقيدة والعمل ، وبلغ عدد مؤلَّفاته ومجاميع مواعظه ألف كتاب ، وأضفى الله عليها مسحة من القبول عجيبة ، وأما كتابه >بهشتي زيور< (حلية الجنة) الذي ألّفه أساسًا لتعليم البنات ما يحتَجْن إليه في الدين والدنيا ، فقد نال من القبولَ مالم ينله كتاب ديني في هذه الديار ، وصدرت له طبعات لا تُحصى.

        تخرّج في جامعة دارالعلوم وعاد يُعَدُّ من أبرز شخصياتها الأساسية ، وقدتخرّج عليه في التزكية والإحسان عددٌ كبير من عباقرة العلم والدين ساعتئذ، منهم أصحاب الفضيلة : العالم الهندي الفريد الشيخ المقرئ محمد طيب الرئيس الأسبق لدارالعلوم / ديوبند ، والشيخ العلامة السيد سليمان الندوي ، والشيخ العلامة محمد شفيع العثماني المفتي الأكبر لدولة باكستان ، والشيخ العلامة عبدالماجد الدريا آبادي أديب الأردية الكبير ومن إليهم رحمهم الله .

*  *  *

منظمة «بجرانك دال» الهندوسية

تصف دارالعلوم – ديوبند بأنها مفرخ الإرهاب

        وصف السيد >رانل فاندي< المدير الإقليمي لمنظمة >بجرانك دال< – المعروفة بعدائها الأسود ضد الإسلام والمسلمين – أبرزَ الجامعات الإسلامية وأعرقَها في شبه القارة الهندية : جامعة دارالعلوم / ديوبند بأنها مفرخ الإرهاب. عبّر عن أفكاره المسمومة وهو يتحدث في اجتماع هندوسي عُقِد في محيط كلية لمنظمة >آر إيس إيس< الهندوسية ، كائنة بـ>كشوري لال غاندي إسمارك< بمدينة >سهارنفور<، بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد >غروغوالكر< مؤسس >أسرة سانغ< . كما أكّد في حديثه للحضور يقظةَ الهندوس التي هي وحدها – كما يزعم – تتضمّن بقاءهم ، وقال وهو يمضي في خطابه : إن وحدةَ الهندوس عندما تتحقّق في يوم من الأيام تُسفر عن القضاء على الإرهاب وتحدّ من ذبح البقرات .

        وأضاف : إن الساسة يتلاعبون بالهندوس لتحقيق مصالحهم السياسية ، ويوزّعونهم في جماعات وأحزاب ، واستطرد مؤكِّدًا : إن الحاجة ليست بماسّة إلى تقديم التضحيات بل الحاجة تمس إلى إرغام الغير على تقديم التضحيات . كما دعا السيد >مهنت سندر داس رامائني< الهندوس إلى إكثار المواليد قائلاً: لابد أن يكون لكل فرد هندوسي ثمانية أبناء على الأقل حتى يتقوى المجتمع الهندوسي ويتحكّم، إلى جانب ذلك تناوَلَ الحكومةَ الإقليمة بالانتقاد اللاذع التي وفّرت للمسلمين فرصةَ الالتحاق بـ>مصلحة الشرطة< ، كما أنه انتقَدَ واستنكر الحكومةَ المركزية التي مَنحتِ المسلمين درجةَ الأقلية . وأعرب عن شديد ألمه وغضبه إزاء مماطلة قضية إعدام أفضل – الذي قاد الهجوم الإرهابي على مبنى البرلمان كما يزعم – واتّهم الحكومةَ بأنها تُوفّر الإرهابي المدعو بـ>أفضل< المنعةَ رغم الأوامر التي أصدرتْها المحكمةُ العليا في شأن إعدامه شنقًا .

*  *  *

«أسرة سانغ» الهندوسية تأمر المسلمين بمغادرة البلاد

إذا أرادوا العمل بالشريعة الإسلامية

        بمناسبة ذكرى مرور مئة عام على ميلاد مؤسّس >أسرة سانغ< الهندوسية يعقِد أبناء الأسرة سلسلةً من الحفلات في مختلف المدن ، مما يُعكِّر جوَّ الأمن في البلاد ، وينفث السموم ، وفي إحدى هذه الحفلات الدينية التي إنعقدت في محيط المعبد الهندوسي المسمى بـ>نارائن داس مندر< الواقع بـ بلدة >جرورافاندا< بـ>مديرية سهارنفور< قال السيد >فرمود مهاجن< مساعدُ المدير الإقليمي لمنظمة >بجرانغ دال< الهندوسية المتطرفة : إنه لايمكن أن تسريَ شريعتان في البلاد ، والذين يحرصون على تطبيق الشريعة الإسلامية رافضين شريعةَ البلاد فلهم أن يغادروا البلاد . وأضاف قائلاً : إن المسلمين الذين يشكِّلون نسبة 15 في المئة من جميع سكان البلاد لن ندعَهم يُقَرّرون مستقبلَ الأغلبية الهندوسية التي تُشكِّل نسبة 85 في المئة من سكان الهند . وأكّد السيد >رام سنغ< زعيمُ حزب >بي جى في< الهندوسية : إن شباب البلاد وسيداتها – هن الأخرى – يحرصون على أن ينهضوا بسلاحهم ضد أعداء الوطن الهندي – يريد بالإعداء المسلمين وخاصةً المتديّنين العاضّين على الشريعة الإسلامية منهم – كما أعرب السيد >شيام وير تياغي< السكرتير الإقليمي لـ >أسرة سانغ للفلاحين< التابعة لحزب >بي جى في< عن قلقه إزاء تزايد نسبة المواطنين المسلمين في البلاد – كما تزعم أسرة سانغ – وحذّر الهندوس بأن نسبة المواطنين المسلمين في الهند ترتفع بشكل غير عادي ، وحمّل المسؤولية في هذا الشأن الزعماءَ السياسيين الذين لم يصمدوا في وجه ارتفاع نسبة المسلمين في الهند .

        كما استنكر >بير سنغ فندير< عضو البرلمان السابق لحزب >بي جى في< قضية مَماطلة إعدام >أفضل< المتهم بقيام الهجوم الإرهابي على البرلمان قبل خمسة أعوام ، وتناول الحكومة بالانتقاد اللاذع، وأردف قائلاً : إن أقرباء اللاقين مصرعهم خلال العملية الإرهابية يَرُدّون اليناشين الحكومية إلى الحكومة ضد موقفها في شأن قضية >أفضل< ؛ ولكنها لاتُلقي إليهم بالاً ، وتُحاول أن تشغل اهتمامات الناس عن القضية برفع مثل قضية اللجنة التي أقامتْها بهدف الاستعراض الشامل لأحوال الأقلية المسلمة في البلاد .

        كما لفت السيد >ديوكمار< لمنظمة >فيشوا هندو فريشد< الهندوسية أنظار الحضور قائلاً: لابدّ للهندوس أن يساهموا في إنجاح الاحتفال الهندوسي الكبير المنتَظَر عقدُه بمدينة >الله آباد< الشهيرة من >إلى 13 من الفبراير القادة ، وهذا يتحقق بحضور فرد من كل بيت من بيوت الهندوس. وقد تخلّل الاحتفالَ مناسبةُ إكرام زوجةِ >شبهاش< وأبيه – الذي سقط قتيلاً في العملية الإرهابية التي استهدفت البرلمان الهندي قبل خمسة أعوام ماضية – بإلباس الرداء . والجدير بالذكر أن المنظمات الطائفية المتطرفة الهندوسية المعروفة بـ>عداء المسلمين نشّطت عملياتها بعدُ في القرى والأرياف بشكل مخَطَّطْ .

رئيس منظمة آر إيس إيس :

لما ذا يتحرّج المسلمون من أن يُدْعَوْا هندوسًا ؟!

        قال السيد >سودرشن< رئيس منظمة >آر إيس إيس< الهندوسية : إن أبواب >سانغ< مفتوحة للمسلمين شريطة أن يُعرِّفوا أنفسَهم بأنهم هندوس. الأمر الذي يعني بالطبع أن علاقة الوطنية أقوى من علاقة الديانة . تحدّث السيد >سودرشن< بشيء من التفصيل من على ممبر الاحتفال الذي عُقِد حول أهداف منظمة >آر إيس إيس< من قِبَل وحدة الأمن الوطنية التي يُديرها المدعو بـ >في سي داغرا< النائب الأسبق للمفتِّش العام للشرطة ، حول قضيةِ انقسام البلاد إثر سقوط كل من حكومة المغول وحكومة الإنجليز، وكيف وضعَ الإنجليز مشروعًا لتقسيمها عندما أرادوا أن يتنازلوا عن البلاد .

        وردًّا على سؤال مُوَجَّه أكّد السيد >سودرشن< أنه حان الوقت بأن نقوم بنشر فلسفة >الهندوسية< بشكل شامل وبكل قوة ونفوذ ، مُضيفًا أن أبواب >الهندوسية< مفتوحة للمسلمين ؛ ولكن هناك تساؤلات بالنسبة لهذا الفريق . وأردف: ليُعْلَم أن نسبة 99,9٪ من المسلمين الهنود هم هنود أصلاً ، ولم يردوا إلى الهند من الخارج فلماذا يَعدّون أنفسَهم أقليةً، الهند هوالبلد الوحيد الذي تعيش فيه 73 من فِرَق المسلمين متمتّعةً بالأمن والسلام في جوار إخوانهم : الهندوس ، وهذا العددُ الكبير للفِرق المسلِمة لايُوجَد في أي بلد من بلاد العالم حتى في الدُول الإسلامية ، وندعو – لايزال المقال السودرشن – المسلمين أن يقولوا للعالم: إن المسلمين يعيشون في هذه البلاد متمتِّعين بكل أمن وسعادة ، وأضاف : المسلمون المنتمون إلى الهندوسية يجب عليهم أن لايمنعهم مانع عن أن يُحِبّوا الإلـٰـهي : >راما< و >كرشنا< ، وأن يُدْعَوْا هندوسيًا . وأكّد إن قضية >الهندوسية< تتصل بالوطنية وليست بالديانة .

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محـرم – صفـر 1428هـ = فبـراير – مارس  2007م ، العـدد : 1-2  ، السنـة : 31.

Related Posts