الفكر الإسلامي
(محاضرات نخبة من العلماء وعلى رأسهم الإمام محمد قاسم النانوتوي في معرض
معرفة الذات الإلهية المنعقد 7/مايو 1876م في «تشاندافور»
بمديرية «شاه جهان فور» بولاية أترا براديش ، الهند)
تعريب : الأستاذ محمد ساجد القاسمي / أستاذ بالجامعة
ينقلب السحر على الساحر :
خلاصة القول أنَّ الأسقف أطالَ الكلام وتشدَّق فيه، فلما انقضت مدة ثلاثين دقيقةً سكَت وعاد إلى مجلسه . ثم قام الشيخ محمد قاسم وقالَ ضاحكاً : «اسمح لي أيها الأسقف ! بمدة ثلاثين دقيقة» اضطر الأسقف إلى السماح بهذه المدة . فذهب الشيخ إلى المنصة وقال في أول أمره : «كنّا كاسفي البال في اجتماع الأمس ؛ لأنه قامَ من الأساقفة من لايُحْسِنُونَ الكلامَ ويُضيِّعون الأوقات دونما جدوى . إلا أننا سُرِرْنا اليوم جدًّا بما سمعتُ من محاضرة الأسقف ؛ فهو خطيب مِصْقَع ذو مواهب ، ويحلو لي أن أجيب عن اعتراضاته».
بين الدعوىٰ ودليلها تباين :
وبالرغم مما يتمتع به الأسقف من مواهبَ قارف أخطاءً فادحةً ، أُبيّنها إيضاحًا للحقيقة لاحطاً من كرامة الأسقف ، فقد طرحَ دعوى ودلَّلَ عليها بدليلٍ لايُثْبِتُها . فبين الدعوى ودليلها تباينٌ ؛ فهو يدّعي بأنَّ الله واحد حقيقي ، ومتعدد مع الوحدة الحقيقية ، أي هو ثلاثة . فقد دلَّلَ الأسقف على اجتماع الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية ، بدليل يُثْبِتُ الكثرة الحقيقية والوحدة الاعتبارية ، ولايُثْبِتُ دعواه .
جميع الأمثلة التي قدَّمها الأسقف خاطئة :
جميع الأمثلة التي قدمها الأسقف هي من هذا النوع ، فإيضاحًا لمثالٍ واحد أقول: إن كان في إناء سُكَّر ، وفي آخر عطر ، وفي ثالث ماء ، ثم مُزِجت هذه الثلاثة بعضها ببعضٍ ، واتُّخِذَت شرابًا ؛ فهذه الثلاثة وإن كانَت تبدو واحدًا يراها العقل ثلاثة أشياء مختلفة الحقائق ، فهي مُزِجَتْ بعضها ببعض طلبًا في ثلاثة طعوم ، فإن لم تبق هذه الثلاثة – بعدما أصبحت شرابًا – لم تحصل ثلاثة أشياء المطلوبة من الحلاوة والرائحة الطيبة وإطفاء الغلّة ، ولأصبحت شيئًا آخر . فكما أنَّ هذه الثلاثة اجتمعت في إناء واحدٍ ، وتبدو – بالرغم من الكثرة والتثليث الحقيقي – واحدًا ولايمكن للعين تمييز بعضها من بعض ؛ فكذلك الأمثلة التي قدَّمها الأسقف يجتمع في كل واحدٍ منها ثلاثة أشياء تبدو لنظرة عابرةٍ واحدًا ، ولايتميز بعضها من بعض . والحقّ أنه اجتمع في كل مثال ثلاثة أشياء مختلفة متمائزة عند العقل ، أي لكل شيء تأثير مستقل وغرضٌ منفرد، فمثلاً لهوى النفس غرض ولقوة الخيال غرض آخر. ولو أصبحت هذه الأشياء بعد اجتماعها واحدًا ، ولم تبق متعدداً لم تحصل هذه الأغراض الثلاثة المطلوبة . وقس على هذا الأمثلةَ الأخرى .
فالطول والعرض والعمق ثلاثة أشياء اجتمعت في شيء واحد ، والأصل والغصون والأوراق ثلاثة أشياء اجتمعت في شيء واحد . وفي مثال الشجرة تبدو هذه الأشياء الثلاثة لكل ذي عينين واضحةً جليّةً .
علاوةً على ذلك فإن كان لابد من الاتحاد والوحدة فهذا الاتحاد والوحدة يوجد في الأعداد الأخرى كذلك ، فما مزية الثلاثة فيعتقدوا بالتثليث ولا يعتقدوا بالتربيع والتخميس ؟.
الأمثلة الخاطئة للأسقف :
فإذا تأملنا في الأمثلة التي قدّمها الأسقف وجدنا في كل مثالٍ أكثر من ثلاثة أشياء ؛ فإذا كتبنا عدد «1» كان فيه الطول ، والعرض ، والعمق الموهوم ، والسواد ، ولموع السواد ، جمال الخط . كذلك في روح إنسانية صفات وكيفيات كثيرة ، وفي أسقفٍ أخلاق محمودة متعددة ، وفي إله صفات كمالية متنوعة ، وفي شجرة أغصان وأزهار لاتحصى ، وفي هذه الخيمة حبال ، وأعمدة من الخشب عديدة ، وهلُمّ جرًا .
ثم إنّ هذه الصفات والكيفيات في كل روحٍ إنسانية ، والصفات الكمالية في كل إله ، والأخلاق المحمودة في كل أسقف ، والأغصان والأزهار الكثيرة في كل شجرة . فإن كان هذا هو اجتماع الكثرة الحقيقية والوحدة الحقيقية فما بال الأسقف يكتفي بالتثليث ؟ ولماذا لا يعتقد بالتربيع والتخميس والتسديس والتسبيع والتثمين بل التأليف ؟.
قولٌ معاكس للحقيقة :
ثم إنّ الأسقف قال قولاً معاكسًا للحقيقة بأنَّ التوحيد لايوجد بدون التثليث . فإن أبى أن يقول كان له أن يقول : إنّ التثليث لايُوجد بدون التوحيد ؛ لأنّ الثلاثة عبارة عن اجتماع ثلاثة وحدان . فيظهر من ذلك أنَّ فهم الثلاثة و وجودها يتوقف على الواحد ، وأما فهم الواحد وتصوره فممكنٌ بدون الثلاثة .
اجتماع الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية مستحيل :
وبغَضِّ النظر عن كل ذلك إنَّ اجتماع الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية في شيء واحد مستحيل ، فكما أنَّ اجتماع وجود شيء وعدمه ، والشمس والظل ، والحرارة والبرودة في مكانٍ واحدٍ وفي وقتٍ معًا مستحيل ، لايُسَوِّغ هذا الاجتماعَ عقلُ عاقلٍ ، فكذلك اجتماع الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية مستحيل لايُسَوِّغ اجتماعهما عقل عاقل .
على أنَّ الجاهلين بفنٍّ يجب عليهم أن يتبعوا الماهرين في ذلك الفنَّ ، فنظرًا إلى ذلك كان يجب التسليم باجتماع الاستحالة ؛ لأنَّ هذه القضية من القضايا العقلية ، فقد أجمع المعقوليُّون على أنَّ اجتماع النقيضين واجتماع الضدَّين مستحيل . فإن كانت الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية مضادَّتين فكيف يُسَلَّمُ باجتماعهما ؟
نداء من كاتب السطور :
هذه خلاصة القول في التثليث ، وإيضاحًا للحقيقة يقول كاتب السطور : إنْ جوَّز فاقد عقل أنَّه ليس بين الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية تناقض ، كان لمعتقدي التثليث سعة بأن يقدِّموا عقيدة التثليث إلى المجانين ، وفاقدي العقول دون العقلاء ، ولما لم يكن أحد من الناس يجوّز هذا الاجتماع فلماذا يقدمون قضية التثليث أمام أهل التوحيد . ليس في دين من أديان العالم – مهما كان باطلاً – عقيدة تُضَادُّ العقل كالتثليث ، ويا للأسف! إنّهم يعتقدون بعقيدة مضادة للعقل ، ويوجهون إلى الإسلام اعتراضًا لا يحتاج إلى الرد عند العقلاء .
فإن كان يجب على الإنسان أن يُسَلِّم بهذا النوع من المستحيلات يجب عليه أن يُسَلِّمَ بكون الظلم والقتل ، والكذب والخداع ، والزنا وغيرها من المعاصي ، ومخالفة الله ورسوله طاعةً وعبادةً ؛ لأنّ كون هذه الأمور كلها عبادة وطاعة ليس بأبعد عن العقل من اجتماع الوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية . أمِن العدل أن يُسَلَّمَ بالتثليث والتكفير بالرغم من مخالفتهما للعقل ، وأن لايُسَلَّمَ بالإسلام الذي ليس فيه شيء يخالف العقل ؟ وأن يُسَلَّمَ بألوهية سيدنا عيسى – عليه السلام – بالرغم من احتياجه إلى الأكل والشرب ، والاضطرار إلى البول والبراز ، والإصابة بالمرض والموت ، وعجزه عند القتل ، ويُشَكّ في نبوة سيدنا محمد – ﷺ – بالرغم من معجزاته وأخلاقه وأعماله والعلامات الأخرى ، وعدم مخالفة العقل ؟ فالعقل هو الهادي في أمور الدين والدنيا ، فهم يخالفونه أشدَّ المخالفة فماذا يتبعونه بعد ؟
الرد على الاعتراض المثار ضدَّ مسئلة القدر :
ثم جاء موعد الرد على الاعتراض المثار ضدَّ مسئلة القدر. أظنّ أنَّ الشيخ قال : من ديدن الأساقفة أنهم إذا فَشِلُوا وأعياهم الأمر لجأوا إلى آخر حيلةٍ يحتالونها ، وهي إثارة الاعتراض ضدّ مسئلة القدر، غير أني أرُدُّ على هذا الاعتراض ردًّا مُقْنِعًا بمشيئة الله وإذنه . ونظرًا إلى قلة الوقت ، ورحمةً بالحضور لا أخوض في المباحث الدقيقة ، وإنّما أبيِّنُ أمورًا سهلة التناول .
عمل استفزازي يقوم به أسقف هندي :
على هذا قال أسقف هندي في عنقه وِسامات الجندي – وأذكر أنّ اسمه كان «أينج» (ANG) – : «أنت تنأى بجانبك» فغَضِبَ عليه الشيخ أحمد حسن الأمروهوي ، وقالَ له أقوالاً لاذعةً ، فَهَدَّأَه الشيخ محمد قاسم وقال له : «إنه يقول لي ولا يقول لك» وقال للأسقف الهندي : «استأذن لي من الأسقف الأكبر ، ثم انظر : هل أنا أنأى بجانبي ؟» .
يلقي الشيخ محمد قاسم النانوتوي كلمةً في حقيقة القدر:
وجملة القول أنَّ الأسقف لم ينبس ببنت شفةٍ ، فبدأ الشيخ يلقي كلمته ، فبيَّنَ مثالاً وقال فيه : «افرضوا أنَّ رجلاً له قطعة من الأرض ليس فيها بناء ، فأراد صاحبها أن يبني فيها منزلاً ، فهو – بوصفه مالكاً – حُرٌّ أن يبني فيها مايشاء حيث يشاء؛ فيبني فيها غرفة أو مطبخًا أومرحاضًا ، أو مغتسلاً ، والأرض لاتمنع شيئًا .
كأنّ الأرض تقول بلسان حالها لصاحبها : «ابنِ فيَّ ما تشاء» ففكَّرَ صاحبها وقدَّر ، فبنى فيها غرفة للجلوس ، أو غرفتين متجاورتين وغرفةً فوقها غرفة ، ومطبخًا ، ومرحاضاً ، وبالوعةً ، وبابًا حتى تمَّ بناء المنزل .
فكما أنَّ صاحبها قبل البناء كان حرًا أن يبني فيها حيثما يشاء فكذلك حر أن يستخدم المنزل كيف ما يشاء ؛ فيستخدم الغرفة مرحاضًا والمرحاضَ غرفةً ، إلا أنه كما راعى عند البناء ما يليق بكل شيء فكذلك يراعي عند الاستخدام ما يليق بكل شيء أي كما أنه راعى أنه إن بنى غرفةً في غير موضعها فَسَدَ تصميم المنزل ، فكذلك يراعي عند الاستخدام أنه إن استخدم شيئًا من مباني المنزل في غير موضعه كان ذلك ضدَّ العقل والأدب .
وإذا فرضنا أن المرحاض أُعطِيَ لسانًا ، فيقول: «ما ذنبي ؛ فتُلْقَى فيَّ الأقذار والنجاسات ؟ ومافضل الغرف ؛ فتُفْرشَ بالفُرش الجميلة والسجاجيد الفاخرة ، وتُضَاء بالثريّات والمصابيح ، وتُزَيَّنَ بالزهريات ، وتُعَطَّر بالعطور ذات الروائح الطيبة . فأسألكم أيها الحضور ! ماذا يجيب صاحب المنزل، أليس يجيب هو : أنا بنيتك لذا ، وهذا يليق بك ، وبنيتها لذاك ، وهو يليق بها .
فلما كنا نحن المالكين اسميًا نتحكم في الأرض والمنزل والمرحاض فكيف لا يتحكم الله – وهو مالك الملك وحده لاشريك له – في مخلوقاته ؟ وأما مالكيتنا فمعرّضة للزوال ، وهي تزول بالبيع والشراء والموت . وأما وجود المنزل فليس بتابعٍ لوجود صاحبه . وإذا مات صاحب المنزل بقي المنزل قائمًا ، فبالرغم من المالكية المعرَّضة للزوال نتحكم في مملوكاتنا كما نشاء . وأما مالكية الله تعالى فهي لاتزول أبدًا . بل كما أنَّ الشمس – على ما بين الشمس والأرض من بُعْدِ مئات آلاف ميل – إذا طلعت صَحِبها الضوء ، وإذا غربت ذهبَ معها الضوء . والأرض – على ما بينها وبين ضوء الشمس من قرب واتصال – لاتستطيع أن تمسك ضوء الشمس ساعةً أو ساعتين ؛ فتغربَ الشمس وحدها دون ضوئها ؛ فكذلك مالكية الله تعالى ووجود المخلوقات ؛ فوجودنا – وهو يَستقل عن وجود الله ، وليس وجودنا ووجود الله متَّحديْنِ – بيد الله تعالى وتحت أمره ، فإن شاء أعطانا إياه . وإن شاء لم يعطِنا إياه . ووجودنا – على ما بيننا وبينه من قرب واتصال – ليس في أيدينا ، فإن شاء الله سَلَبَناه ، وإن نشأ أن نسلب الله إياه فلا نتمكن .
أوافرضوا أنَّ صاحِبَ منزلٍ أسكن في منزله أناسًا من الرعية ، فهو – وإن كان بعيدًا عن المنزل وهم يسكنون فيه – يملك المنزل بقدر ما لايملكونه، فهو يستطيع أن يخرجهم من المنزل ، وهم لايستطيعون أن يزيلوا يده على المنزل .
فوجودنا – وإن كان يتصل بنا ويقرب مِنّا – بيد الله تعالى ، وإن كان على حدة عنه ، فكما أنّ يد الشمس على ضوءها لاتزول فكذلك يد الله تعالى لاتزول عن وجودنا ، فلما كانت يده لاتزول عن وجودنا كان ملكه دائمًا غير زائلٍ ؛ فعِلّةُ الملك هي اليد الكاملة ، فملك ما تَوحَّشَ من الحيوانات وما في البحر من الأسماك بالقبض عليه ، وهذه التي تنتقل في البيع والشراء .
وكما أنّ ضوء الشمس المنتشر على الأرض ليس من صنع ذات الأرض وإنما هو مستعار من الشمس ، فكذلك وجودنا ليس من صنع ذاتنا وإنما هو مستعار من الله تعالى ، وأما وجوده تعالى فهو من صنع ذاته ، وطبيعي أن الشيء المستعار لايكون ملكاً للمستعير ، وإنما يكون ملكاً للمعير ، فلا تزول يده عليه ، على هذا فلا يكون ملك الله قابلاً للزوال ، ولزم الاعتراف بأن ملكه أزليٌّ وأبديٌّ .
فبالرغم من هذه اليد والمالكية التي نتمتع بها اِسميًا ، والتي هي معرَّضة للزوال دائمًا نتحكم في مملوكاتنا ، ولاندع أحدًا يعترض علينا . فالله مالك الملك – الذي مالكيته أبدية أزلية ، ويده دائمة سرمدية ، والذي أعارنا الوجود من وجوده – كيف لايتحكم في مملوكاته بأن يقول للعصاة : أنتم جدراء بهذا ، وقد خلقناكم لذا . والمطيعون من عبادي جدراء بذلك ، وقد خلقناهم لذاك .
المصلحة في خلق الصالح والطالح :
وقد جاء في هذا العالم من اجتماع الصالح والطالح من الاتّزان ماجاء في المنزل من اجتماع الغرفة والمطبخ . فكما أن اجتماعهما يدلّ على كمال المنزل فكذلك اجتماعهما يدل على كمال العالم .
لم يبق في الوقت متسع بعد أن ألقى الشيخ كلمته ، وانتهت ثلاثون دقيقة ، فعاد الشيخ إلى مجلسه ، ثم قام الأسقف وقال : «إني لا أحبّ مثال المرحاض» وقال مسيحي آخر و هو في مجلسه : «إذن فالأرض مرحاض الله» فقام الشيخ ثانيًا وقال: إنّ المناقشةَ في الأمثلة بعيدة عن الإنصاف ، فبين المنزل وصاحبه مناسبة ؛ لأنهما مخلوقان ، وأما الخالق والمخلوق فليست بينهما مناسبة ، فهذا خالق وذلك مخلوق ، وهذا واجب الوجود ، وذلك ممكن الوجود . فالمخلوقات أقل رتبةً من المرحاض ، وأما العصاة منهم فهم أدنى وأحقر منزلاً .
على أن أمثلة الله والعباد توجد في كل دين ، وخلاصة هذه الأمثلة أنَّ الله تعالى كامل ، والمخلوق ناقص ، فلما كان النظر في هذه الأمثلة إلى الكمال والنقصان ، ولاينظر إلى الأشياء التي تصورها من المستحيلات في ذات الله تعالى ، فيركز النظر في مثال المنزل على ما بين المباني من فرق الكامل والناقص . مع ذلك فالمنزل بما فيه الكامل والناقص تحت أمر صاحبه ، لايعصيه الكامل والناقص ، فكذلك العالم بما فيه الكامل والناقص بيستحيلات في ذات الله تعالى ، فيركز ا ، فلما كان النظر في هذه الأمثد الله تعالى ، وتحت أمره .
مثال آخر :
على أنه إن شئتم فخذوا مثالاً آخر ، فقدّمَ الشيخ مثالاً آخر . وقد نسيته . إلا أنَّ الشيخ قال مرارًا بعد انتهاء الحوار . افرضوا في المثال إصطبل الحمير وحظيرة الخنازير بدلاً من المرحاض ، وافرضوا النقاش بينه وبين رب المنزل . فيذهب الاعتراض في مهبِّ الرياح .
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان 1427هـ = سبتمبر 2006م ، العـدد : 8 ، السنـة : 30.