كلمة العدد

          ذكر الله – عزّ وجلّ – الغرضَ من فرضه الصيامَ على أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- فقال: «يَـأ يُّهَا الَّذِيْنَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِيْنَ مِنْ قِبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُوْنَ» (البقرة/183).

       فالغرضُ الأساسيُّ من الصيام هو التقوى، التي هي اسم جامع لجميع الفضائل الظاهرة والباطنة، التي إذا تَحَلَّىٰ بها إنسان، كان إنسانًا كما أراد الله له أن يكون، إيمانًا بالله، واحتسابًا في عبادته، ومحاسبةً للنفس، حتى تظل دائمًا على نجوة من التورّط في مُسَبِّبَات العقاب والعذاب.

       والحقُّ أن الصيام قِوَامُه الفوائد العظيمة والأسرار الحكيمة التي لم ولن يدركها الإنسانُ مهما كان عاقلاً حكيمًا، وعالمًا متضلعًا جليلاً، وكاتبًا مفكرًا؛ حيث إنه يتضمن من المصالح الدينيّة والدنيويّة ما إذا اسْتَحْضَرَتْه نفسُ صائم تَمَنَّتْ بالتأكيد أن تكون السنةُ كُلُّها رمضانَ تصومه كلَّه دونما انقطاع أو فتور وتُنْفِقُه عن آخره في العبادات، بأوسع ما لها من معانٍ ودلالات، حيث تشمل كُلًّا من الصيام والقيام، والذكر والتلاوات، والصدقات والزكوات، والمواساة والبرّ، والتراحم والتسامح، والتسابق إلى فعل الخيرات، وتَلَمُّس حاجات جميع المحتاجين، واحترام حقوق الآخرين، والسعي لمسح دموع الفقراء والمساكين والبائسين، والوقوف بجانب جميع المظلومين والمسحوقين والمنكوبين؛ لأن العبادات في الإسلام اسمٌ جامعٌ لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال، التي تشمل ما ذُكِرَ آنفًا وغيره مما لا يُحْصَىٰ؛ حيث إن جميع ما يأتيه العبدُ من الحركات والسكنات والتصرفات القوليّة والفعليّة في حياته مضبوطةً بأحكام الدين، كلُّهاعبادات تُحَقِّق معانيَ العبودية لله جلّ وعلا.

       والصيامُ إلى هذه الفضائل وغيرها يُجَرِّد الصائم من الشُّحِّ والبخل، وهو مرضٌ خطيرٌ وداءٌ مُدَمِّرٌ لشخصيّة الإنسان، يَسْلُبُه فضائلَه ومزاياه ويَمْتَصُّها كالإسفنج. وذلك لأن الصوم درسٌ عمليٌّ يُعَوِّد الصائمَ الشعورَ المستقصي بألم الجوع والفاقة التي يعانيها الفقراء والمساكين. إن رمضان يُعَلِّم الصائم الجودَ والكرمَ عن طريق التجربة الميدانية. وقد أكّد العلماء أن الجود دليل كمال الإيمان ودليل الوعي الإنساني والمروءة الكاملة والقلب الكبير، وهو الوُصْلَة بين الغني والفقير، التي بها يَتَجَلَّىٰ أن الغنيّ المسلم مَعْنِيٌّ بالفقير، والفقير عارف لِبِرِّه، شاكر لإحسانه، مُرْتَبِط به بصلة البرِّ والإحسان، شاعرٌ بالأخوة الإنسانيّة وبأن بينه وبين الغني قرابةً ساميةً نبيلةً قد تفوق قرابةَ النسل والنسب.

       وقد كان النبيّ –صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس. وكان أجود ما يكون في رمضان. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: «كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس. وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ. وكان جبريلُ يلقاه في كلّ ليلة من رمضان، فيدارسه القرآنَ، فلرُسولُ الله –صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريلُ أَجْوَدُ بالخير من الريح المُرْسَلَة» (متفق عليه: البخاري:6؛ مسلم: 2307).

       وللجود والسخاء فضائل كثيرة أسماها أن صاحبه قريبٌ من الله، بعيدٌ عن النار؛ ففي الحديث: «السخيُّ قريبٌ من الله، قريبٌ من الناس، قريبٌ من الجنة، بعيدٌ عن النار. والبخيلُ بعيدٌ عن الله، بعيدٌ عن الناس، بعيدٌ عن الجنة، قريبٌ من النار. ولَجَاهلٌ سخيٌّ أحبّ إلى الله من عالم بخيل» (سنن الترمذي: 1961).

       فالجود الذي يمارسه الصائم في رمضان يجازيه ربُّه تعالى بجود منه يليق بشأنه تعالى؛ لأن الجزاء من جنس العمل. والبخلُ قد يُؤَدِّي بصاحبه إلى الكفر؛ والكفر جزاؤه النار؛ بل يقول جعفر الصادق: قال الله في الحديث القدسي:

       «إني جواد كريم، لايجاورني لئيم. اللؤمُ من الكفر، وأهل الكفر في النار؛ والجود والكرم من الإيمان، وأهل الإيمان في الجنة» (إحياء علوم الدين 3/246).

       ومن فضائل الصيام أنه يجعل المسلمَ يضبط لسانَه، ويهتمّ بكلامه، ويزن كلَّ كلمة قبل أن يُطْلِقَها، ولا ينطق بما يتعارض مع روحه – الصيام – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإن سَابَّهُ أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم» (متفق عليه: البخاري: 1904؛ مسلم: 1151).

       وعنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ به، فليس لله حاجة في أن يَدَعَ طعامه وشرابه» (البخاري: 903).

       فالصائم الذي يضبط نفسَه ويملك غرائزه الطبيعية من شهوة جنسية وطعام وشراب أولى له أن يمنع نفسه عن التعرض لما ليس ضروريًّا له تتوقف عليه حياته من كذب وغيبة وفحش ولغو. ولا غروَ فقد وصف النبيّ –صلى الله عليه وسلم- الصومَ بأنّه جُنَّةٌ للصائم، أي وقاية له من النار ومن المعاصي. وذلك لأنه يجعل الصائمَ يُشَابِهُ الملائكةَ الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا يُمَارِسُون الجنسَ ولا يتناسلون فيسهل عليه تجنب المعاصي مثلهم، لأنهم لايعصون اللهَ، وإنما يفعلون ما يُؤْمَرُون. والحديث الذي جَعَلَ الصيامَ جُنَّةً كما يلي:

       عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «قال الله عز وجل: كلُّ عمل ابن آدم له، إلاّ الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به. والصيامُ جُنَّة؛ فإذا كان يومُ صوم أحدكم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإن سَابَّهُ أحدٌ أو قاتله، فَلْيَقُلْ: إني صائم» (متفق عليه: البخاري: 1904؛ مسلم: 1151).

       الاحترازُ من مجاراة السفهاء والمتفاحشين الذين يتبادلون اللغو والرفث واللغط، ولا يتشاغلون بما يعنيهم في الدنيا والآخرة، هو أحد المكاسب الثمينة التي يُحَقِّقها الصائم الذي رضي له الله تعالى التقوى والعمل الذي يرضاه.

       كما أن الصائم يَتَعَوَّدُ الشعورَ بالمسؤوليّة الذي هو أحد القِيَمُ المُثْلَىٰ في حياة المسلم الهادفة؛ لأنه يجعله يهتم بجميع وظائفة وفرائضه الدينية والدنيويّة في إطارها الزمني دونما إهمال أو تقصير؛ حيث إن الشعور بالمسؤولية يجعل كلَّ فرد في المجتمع يكون أمينًا في أداء ما أُنِيطَ به من العمل، فإذا كان تاجرًا كان تاجرًا صدوقًا لايغشّ ولا يُخْلِف الوعدَ؛ وإذا كان طالبًا عَصَرَ قواه في الاجتهاد في الدراسة؛ وإذا كان مُدَرِّسًا، اعتنى عن صدق بتحضير الدروس وإلقائها حتى يتوصّل إلى بناء جيل من الشباب مُؤَهَّل قادر على أداء دوره نحو دينه ومجتمعه ووطنه؛ وإذا كان قائدًا كان قائدًا مخلصًا يسعى جاهدًا أن يخدم الشعب والوطن خدمةً تنفع العبادَ والبلادَ، وتُؤَمِّن لهما المصيرَ، وتدرأ عنهما الأخطارَ، وتضمن لهما السلامة والأمنَ والاستقرارَ والرخاءَ والرفاهيةَ، وتُوَجِّهُهُمَا نحو الدين والاتصال بالله والعمل بشريعته، لا نحو التحرر والتغرّب والإلحاد والعلمانية التي لا تُقِرُّ بالدين والعقيدة.

       وقد كان رمضان وظلَّ وسيظلُّ موسمًا أغناه الله بالخيرات والبركات ومناسبةً لائقةً ليعود المُذْنِبُ إلى ربّه تعالى تائبًا، ملتمسًا منه العفوَ والمغفرةَ مما صدرت منه من الذنوب والمعاصي في ماضي أيامه؛ لأن رمضان تهبّ فيه نسماتُ الرحمة الإلهيّة وتغمر الكونَ كلَّه الألطافُ الربّانيةُ. وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه: البخاري: 38؛ ومسلم:760).

       إن رمضان بجوّه الروحاني، وبيئته القرآنية يُكَوِّن مُنَاخًا طَيِّبًا ليتوب المسلم إلى الله توبةً نَصًوحًا، ويَتَطَهَّرَ من جميع أدران وأرجاس الذنوب والآثام التي تَلَطَّخَ بها فيما سبق هذا الموسمَ السعيدَ؛ لأن الصائم لا تُرَدُّ دعوتُه، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفْطِرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلوم، يرفعها الله فوق الغَمَامِ، وتُفْتَحُ لها أبوابُ السماء، ويقول الربّ: وعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين» (الترمذي وحَسَّنَه: 3598 وابن حبان: 7387).

       وفي حديث: «ما من صوت أحبُّ إلى الله من صوت عبد لهفان، عبد أصاب ذنبًا، فكلما ذكر ذنبه امتلأ قلبه فرقًا من الله، فقال: يارباه» (كنز العمال برقم 10280، وعزاه إلى الحلية والديلمي).

       إن التوبة يحبها الرحمنُ ويجعل عبدَه التائب في أمانه وحرزه فلا يَحْزَنُ من الفزع الأكبر، ففي الحديث:

       «إن التوبة تغسل الحوبةَ – السيئة – وإن الحسنات تُذْهِب السئيات، وإذا ذَكَرَ العبدُ ربَّه في الرخاء أنجاه في البلاء. وذلك لأن الله – تعالى- يقول: لا أَجْمَعُ لعبدي أبدًا أَمْنَيْنِ، ولا أَجْمَعُ له خَوْفَيْنِ. إن هو أَمِنَنِي في الدنيا خَافَنِي يومَ أَجْمَعُ فيه عِبَادِي، وإن هو خافني في الدنيا أَمَّنْتُه يومَ أَجْمَعُ فيه عِبَادِي، فيدوم له أمنُه، ولا أَمْحَقَهُ فيمن أَمْحَقُ» (مسند الشاميين للطبراني: 462).

       ومن فضائل الصيام أنه يُعَلِّم المسلمَ كيفيةَ السيطرة على شهواته كلها، بما فيها شهوة الطعام التي تُؤَدِّي إلى ضياع الصحة والإصابة بأمراض خطيرة، والإقلالُ من الطعام والاكتفاء بلُقَيْمَات تقيم أَوَدَه تُعِين على سموّ النفس عن الشهوات وتَطَلُّع الروح إلى الإشراقات، علمًا بأن المعدة هي بيت الداء والصيام رأس الدواء. لقد تَطَرَّقَ إلى ذلك الإسلامُ دين الله المُنَزَّل من فوق سبع سماوات منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، عندما كانت أوربّا تغطّ في سبات عميق من الجهل والأميّة، ولم يُتَحْ لها أن تقتات على فتات مائدة التقدم العلمي الذي شق الإسلامُ إليه الشارعَ الواسِعَ، ولقد أكَّدَ اليوم الأطباء الأجانب كذلك أن الصوم علاج لأمراض مُزْمِنَة مُسْتَعْصِيَة يُوصُونَ به المرضى في ديار غير الإسلام كذلك.

       فالاهتمام الهائل بتوفير الموادّ الغذائية غير الضرورية الذي تشهده الأوساط والديار الإسلامية اليوم بمناسبة مقدم شهر رمضان الفضيل، يبدو عجيبًا؛ لأن ذلك يجعل كثيرًا من غير المسلمين يحسبون أن شهر رمضان هو شهر الطعام وأن المسلمين يتنافسون في هذا الشهر الكريم في استهلاك أكبر كمية من الأغذية، والتمتع بكل مالذّ وطالب من الأكلات. كما يجري في بيوتنا إعداد كميات كبيرة من الأطعمة الشهية المتنوعة والأطباق اللذيذة الدسمة التي ربما تزيد عن الحاجة والتي تعكس مدى ممارستنا للإسراف الذي نهانا الله عنه في مُحْكَم كتابه: «وَكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا» (الأعراف/31).

       لو تَخَلَّصْنا ولو قليلاً من عادتنا السيئة هذه التي ظلنا نَتَّبِعُها منذ زمن بعيد، لوَفَّرْنا علينا كثيرًا من فرص أوقات الليل والنهار في شهر رمضان الكريم الذي أَنْعَمَ اللهُ به علينا لكي نعيشه صائمين نهاره، ومتهجدين قائمين ليلَه، وتالين لكتابه في كل فرصة من فرص عشيته وضحاه، مستفيدين من بركاته المنشورة وروحانياته العامّة الغامرة.

       وقد يَحْسَبُ كثيرٌ منّا أن شهر رمضان شهر التواني والتكاسل والفتور والاستجمام؛ لأن الجوع والعطش طَوَالَ النهار، اللذين يتولد منهما الانهيارُ الجسمانيُّ والضعفُ البدنيُّ، يدعو الصائمَ أن يأخذ حظَّه الكاملَ من الاستجمام والنوم والاستلقاء على السرير والترامي على الفراش، بعيدًا عن كل عمل يَجْهَدُ الجسمَ ويُكِلُّ النفسَ ويَكُدُّ الفكرَ ويَدَعُه لا يقدر على أداء الصلوات المفروضة وصلاة التروايح التي هي سنة مُؤَكَّدَة وعلى صلاة النوافل التي لابدّ أن يواظب عليها في ليالي رمضان على الأقل مهما يكون قد تَغَافَلَ عنها في ليالي غيره من شهور السنة.

       فليعلم هؤلاء أن الصائم مُكَلَّفٌ أن يُجَاهِد نفسه، ويُزَكِّي في شهر رمضان العظيم إرادتَه، ويُقَوِّي عزيمتَه، ويُغَالِب شهواته، ويَتَوفَّرَ على التغلّب على النفس، ويَنْذُرَها لشهر واحد على الأقل للانقطاع لتحمّل جميع أنواع المشاق والمصاعب والمتاعب، ليتعود ذلك في غيره من شهور السنة وفي فرص حياته كلها، ليتخذ ذلك منهجًا يلتزمه ما طالت به الحياة. وقد أراد لنا الله – تعالى – ذلك، ورضي لنا أن نستفيد من هذا الشهر كل الاستفادة، فيُمَثِّل نقلةً روحية شاملة، نحاول فيها أن نغير من سلوكنا بحيث ينسجم مع مكارم الأخلاق بنحو يُحَقِّق لنا السعادة في الدنيا والآخرة.

       ولهذه الحكمة وغيرها امتحن الله – عزّ وجلّ أصحابَ نبيه –صلى الله عليه وسلم- بأشهر الغزوات في هذا الشهر الكريم، وعلى رأسها غزوة بدر الكبرى وغزوة فتح مكة، فلم يستكينوا ولم يتهاونوا وإنما نزلوا على المستوى الذي أَرْضَوْا به اللهَ ورسولَه وصدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه. فهو شهر الغزوات والانتصارات والفتوح الكبيرة الشهيرة في تاريخ الإسلام.

       إلى ذلك كله إن الصائم ينزل اللهُ عليه الرحمة الغامرة، ويضمن له المغفرة، ويستجيب له الدعاء، ويضاعف له الأجرَ، من تَقَرَّبَ في رمضان بخصلة من الخير كان كمن أدَّىٰ فريضةً فيما سواه، ومن أَدَّىٰ فيه فريضةً كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، ولمنزلته هذه قد خَصَّه الله بمكرمات عظيمة، وتقدير بالغ، وإجلال كبير يليق بمنزلته، فجعل صيامه سرًّا بينه وبين عبده وجعله له حيث يجزي به من عنده جزاء لا يتصوره هو – الصائم – لأنه ترك الطعام والشراب من أحله، وامتنع عن الشهوات لابتغاء رضاه، وخصّه – شهر رمضان – بأنه تُفْتَحُ فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب النيران، وتُصَفَّدُ فيه الشياطين، وتُفْتَح أبواب الرحمة، ويُزَادُ فيه رزق المؤمن.

       وكُلُّ ذلك وَرَدَ في الأحاديث التالية:

       عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا جاء رمضان فُتِحَتْ أبوابُ الجنة، وغُلِّقَتْ أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشياطين» (مسلم:1079).

       وعنه أيضًا، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان رمضان فُتِحَتْ أبواب الرحمة، وغُلِّقت أبواب جهنم، وسُلْسِلَت الشياطين» (مسلم:1079).

       وعن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – قال: خطبنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في آخر يوم من شعبان، فقال: «أيها الناس! قد أَظَلَّكُمْ شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضةً، وقيام ليله تَطَوُّعًا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبرُ ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يُزَادُ رزقُ المؤمن فيه. ومن فَطَّرَ فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتقَ رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شيء (صحيح ابن خزيمة: 1887).

(تحريرًا في الساعة 11 من ضحى يوم الخميس: 20/رجب 1437هـ  = 28/أبريل 2016م)

نور عالم خليل الأميني

nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1437 هـ = يونيو – أغسطس 2016م ، العدد : 9-10 ، السنة : 40

Related Posts