أنباء الجامعة
رابطة المدارس الإسلامية في الهند التابعة للجامعة تعقد في رحابها دورتها الثالثة عشرة
يوم الثلاثاء: 3/جمادى الثانية 1436هـ الموافق 24/مارس عام 2015م
تحت رئاسة رئيس الجامعة والأمين العام للرابطة فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني حفظه الله
بقلم : مساعد التحرير
عقدت «رابطة المدارس الإسلامية الهندية» التابعة للجامعة الإسلامية: دارالعلوم/ديوبند دورتها الثالثة عشرة برئاسة معالي رئيس الجامعة والأمين العام للرابطة في جامع رشيد التابع للجامعة، حضرها أكثر من ثلاثة آلاف وخمس مئة من خيرة العلماء وممثلي المدارس الإسلامية الأهلية المنتشرة في الولاية الهندية المختلفة أمثال: «أترابراديش»، و«آسام» و«دهلي» و«بنجاب» و«هماجل براديش» و«جمون وكشمير» و«بنغال الغربية» و«أريسه» و«راجستهان» و«غوجرات» و«مهاراشترا» و«آندهرابراديش» و«تامل نادو».
توزعت أعمال الدورة على جلستين، عقدت الجلسة الأولى الافتتاحية الساعة الثامنة والنصف صباحًا واستمرت إلى الواحدة ظهرًا من 3/جمادى الثانية 1436هـ بتلاوة آي من القرآن الكريم تشرف بها المقرئ عبد الرؤوف – أستاذ التجويد والقراءات بالجامعة- وتلاه طلاب الجامعة بأنشودة، وأدار الحفلة الشيخ شوكت علي القاسمي البستوي–المشرف على رابطة المدارس الإسلامية-. وقال معالي الأمين العام للرابطة في كلمته الافتتاحية القيمة التي ألقاها على الحضور: حذار أن تَدَع المدارسُ الإسلامية القنوط واليأس يتسربان إلى قلوبها من جراء الأوضاع العالمية والمحلية، وعليها أن توطد صلاتها الاجتماعية مع سكان البلاد المنتمين إلى الأديان الأخرى انطلاقا من مبادئ التسامح والانسجام كما يجب عليها أن توفر الفرصَ لغير المسلمين للاطلاع على نشاطات المدارس الإسلامية والخدمات التي تقدمها لصالح المجتمع الهندي وفق ما يمليه عليها مبادئ التسامح والتعايش السلمي الآمن.
وأكد معاليه على أن اجتماع المدارس على رصيف واحد، وتوحيد كلمتها ومتابعة أوضاع المدارس الداخلية والخارجية من أهم متطلبات العصر وحاجة المدارس الإسلامية. وأضاف معاليه: «إن الهدف الأساسي من وراء إنشاء المدارس الإسلامية الحفاظُ على التراث الشرعي الديني العلمي على ما هو عليه كاملًا غير منقوص. فليس للمدارس أن تنحرف عن هذا الهدف النبيل قيد أنملةٍ. كما يجب مراجعة كافة الأنظمة والأساليب المتبعة في المدارس الإسلامية واتخاذ الخطوات والتصرفات التي تنسجم وما كان عليه السلف الصالح لهذه الأمة». كما أشار معاليه إلى ضرورة تنفيذ نظام الشورى في المدارس الإسلامية وتفعيله بجدية وأمانة بجانب تنقية النظام المالي في المدارس من أي شائبة، والعناية الكافية بتدقيق حساباتها كلها. كما يجب مراجعة أسباب التخلف والانحراف في الشباب المسلم ومعرفة الداء والدواء، والعناية اللازمة بمتابعة الطلبة وتربيتهم، ويجب أن نأخذ هذه القضية الحساسة بجدية تامة.
وتلاه فضيلة الشيخ شوكت علي القاسمي البستوي– المشرف على رابطة المدارس الإسلامية –وقدم تقريرًا عن الرابطة وأشار إلى أنها منظمة شاملة لعموم الهند، تهدف إلى تحسين النظام التعليمي والتربوي المتبع في المدارس الإسلامية، ومواجهة المشكلات التي تعانيها المدارس ومتابعة المكايد التي تحاك ضدها، ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة قدر المستطاع بالإضافة إلى تنمية الانسجام والتناغم فيما بينها واتخاذ الخطوات اللازمة ذات الفاعلية في سبيل الرقي والازدهار وإنشاء الكتاتيب والمدارس الإسلامية في المناطق التي تعاني الأمية والجهل الفاشي، كما سلط فضيلته الضوء على القرارات والتوصيات التي توصل إليها رابطة المدارس الإسلامية في مختلف دوراتها، ونشاطاتها في مختلف الأقاليم في الهند.
وتحدث للجلسة الأولى من الدورة كذلك الشيخ المفتي سعيد أحمد البالبنوري حفظه الله –رئيس هيئة التدريس وشيخ الحديث بالجامعة – فقال فضيلته في كلمته: «إن من مقتضيات العصر الراهن العنايةُ الكافية بنظام التعليم والتربية بشكل خاصٍ». وأكد على ضرورة اتباع ما كان عليه السلف الصالح للرقي بمستوى التعليم والتربية.
كما تحدث إلى الجلسة فضيلة الشيخ قمر الدين حفظه الله – أستاذ الحديث بالجامعة – وأكد في كلمته على ضرورة رفع مستوى نظام التربية وتحسينه بجانب نظام التعليم في المدارس الإسلامية، وعلى الأساتذة والمدرسين أن يُعنوا عنايةً خاصةً بتربية الطلبة تربية مستقاة من الكتاب والسنة النبوية المطهرة.
وقال فضيلة الشيخ رياست علي البجنوري حفظه الله – أستاذ الحديث بالجامعة – في كلمته القيمة: «مما يضر المدارس الإسلامية تلقي المساعدات من الحكومة، والمدارس التي تتلقى المساعدات من الحكومة يتدهور مستوى أعمالها ونشاطاتها إلى درجة الصفر». وشدد فضيلته على ضرورة تحسين نظام المدارس تحسينا يتماشى مع الدستور الأساسي وتنقية النظام المالي من الشوائب بالإضافة إلى رفع مستوى رواتب الأساتذة وتوفير تسهيلات أكثر للطلبة.
كما أشار الشيخ/محمود أسعد المدني – الأمين العام لجمعية علماء الهند- إلى ضرورة تنفيذ النفسية التعليمية في المدارس وأكد على ضرورة تعليم الأطفال بأسلوب ملؤها الرحمة والرفق.
ونَبَّه فضيلة الشيخ/أسرار الحق القاسمي-عضو البرلمان الهندي، ورئيس المؤسسة التعليمية الدينية لعموم الهند- على أن من واجب المدارس تزويد طلاب المدارس العصرية بالعلوم الدينية. وقال- وهو يعلق على الأوضاع التي تعيشها البلاد -: «إن المدارس الإسلامية قاومت – بنجاحٍ – أوضاعًا أشد خطورةً في عهد الاستعباد والاستعمار فيجب اتخاذ إستراتيجية أحسن والتخطيط الصائب في مثل هذه الأوضاع بدلاً من أن ندع اليأس يتخذ سبيله إلى القلوب».
وبدئت الجلسة الثانية من الدورة بعد صلاة المغرب برئاسة معالي الشيخ المفتي/أبوالقاسم النعماني – رئيس الجامعة – استهلها المقرئ آفتاب عالم – أستاذ التجويد والقراءات- بتلاوة آي من القرآن الكريم، وتلاه المقرئ/ إقرار– مدرس القراءات- بأنشودة تتحدث عن أعمال الجامعة ومعطياتها.
ثم جاء دور الكلمات التي ألقاها الحضور، فقال فضيلة الشيخ/حبيب الرحمن الأعظمي- أستاذ الحديث الشريف ومدير مجلة «دارالعلوم» الأردية الصادرة عن الجامعة- في كلمته: «من واجبنا أن نتوجه بكليتنا إلى النشاطات التعليمية والتربوية و الإصلاحية ولاندَع اليأس يتسرب إلى قلوبنا مهما أظلم الجو واكفهرت الأوضاع وعبست، واستنفدت الصبر».
ثم تناول الكلمة الشيخ/رحمت الله القاسمي- عضو المجلس الاستشاري بالجامعة- فسلط الضوء على جهود علماء ديوبند وأعمالهم العبقرية في نشر العقيدة الصحيحة ومطاردة الأديان والفرق الضالة المنحرفة عن جادة الطريق، كما أعرب فضيلته عن قلقه العميق على نشاطات المبشرين المتصاعدة المتنامية في كثير من مناطق البلاد، وأكد على ضرورة مواجهتها والحيلولة دون استفحال شرها واستطاره قبل أن يتسع الخرق على الراقع».
ثم أعطيت الكلمةُ لصاحب الفضيلة الشيخ المقرئ محمد عثمان حفظه الله – أستاذ الحديث، والمشرف على قسم صيانة ختم النبوة بالجامعة – فأكد فضيلته على أهمية عقيدة ختم النبوة، وقال: «تستند عقيدة ختم النبوة إلى أكثر من مئة آية قرآنية، ومئات من الأحاديث النبوية». وشدد على ضرورة نشر هذه العقيدة بأسلوب إيجابي في الشعب المسلم، كما أهاب فضيلته بالمدارس الإسلامية إلى ضرورة القيام بواجبها في هذا الخصوص، ومواصلة الجهود للقضاء على القاديانية.
ثم تحدث إلى الحضور فضيلة الشيخ/أرشد المدني حفظه الله – أستاذ الحديث الشريف بالجامعة – وقال: «إن الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد تملي على القائمين على المدارس الإسلامية ضرورة القيام بواجبهم الديني، ونشر الأخوة والمحبة والتناغم والانسجام بين مختلف شرائح البلاد المنتمية إلى شتى الأديان. كما أشار فضيلته إلى أن البلاد على مفترق طرق خطير من تاريخها يهدد علمانيتها ودستورها، وأن دستور البلاد وتقاليدها العلمانية تخول لكافة سكانها وللأقليات على وجه خاص – البقاء والحرية في البلاد. فالحاجة ماسة إلى ضرورة خروج القائمين على المدارس من جدرانها ليقوموا بتجسير هوة الخلاف والنفور بين سكانها.
ونبه صاحب المعالي رئيس الجامعة والأمين العام لرابطة المدارس الإسلامية في تصريح موجز القائمين على المدارس الإسلامية على ما تقوم به بعض الجهات الإسلامية من الجرأة على استهداف الإسلام وعلمائه، كما تقوم بعض المؤسسات المنتمية إلى الإسلام بنشر أفكار ورؤى غير إسلامية فيجب الحيلولة دون هذه الظاهرة بشكل إيجابي فاعل.
القرارات والتوصيات:
وأصدرت الدورة الحالية للرابطة قرارات وتوصيات أبرزها ما يلي:
1. أعربت الدورة عن قلقها على التصريحات غير المسؤولة التي تطلقها العناصر الطائفية المتطرفة المنتشرة في أنحاء البلاد، والتي تهدد الانسجام الطائفي فيها، مشيرة إلى أن إدخال الكتب الدينية الهندوسية في مقررات بعض المدارس في البلاد، وإلزامها ببعض التقاليد الدينية مما يعارض روح البلاد العلمانية، وينال منها نيلا عظيما، كما أن وتيرة الأوضاع الراهنة الطائفية المتصاعدة في البلاد تُشوِّه سمعتها بشكل لافت، ويُنظر إلى دورها العلماني بنظرة ملؤها الشك والريب. ومن أبرز مَن وافق على هذا القرار كل من الشيخ محمد إبراهيم – عضو المجلس الاستشاري لدار العلوم–، والمفتي فاروق أحمد، الشيخ صديق الله، وغيرهم.
2. ولفت القرار الثاني انتباهَ مسؤولي المدارس الإسلامية إلى ضرورة استشعار المدارس الإسلامية مسؤولياتها الجسيمة، وألاتدع القنوط يتسرب إلى قلوبها في الأوضاع الحالية التي تثير القلق والاستفزاز.
3. كما أكد القرار الثالث على ضرورة رفع مستوى التعليم والتربية،وتحسين النظام الداخلي في المدارس الإسلامية وضرورة إخضاع النظام المالي للمبادئ الشرعية والقانونية.
4. شدد القرار الرابع على ضرورة قيام المدارس والعلماء المسلمين – قومةَ رجل واحد-بإصلاح المجتمع وتنقيته من التقاليد والرسوم الباطلة والقضاء عليها نهائيًا.
5. حثَّ القرار الخامس على ضروة متابعة نشاطات الأديان والفرق الباطلة التي عادت توسع نشاطاتها وأعمالها في مختلف أنحاء البلاد ومقاومتها بالطرق الكفيلة بالقضاء عليها.
6. ودعا القرار السادس إلى ضرورة وضع نظام فاعل للقضاء على ظاهرة الارتداد المتنامية في مختلف أنحاء البلاد والحيلولة دونها بصورة أو أخرى.
7. وقدم القرار الأخير خالص العزاء وصادق المؤاساة على وفيات الشخصيات البازرة في الماضي القريب وتضرع إلى المولى عزّ وتبارك أن يتغمدهم بواسع رحمته ويُلهم جميع أعضاء أسرهم وذويهم الصبر والسلوان وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله – ملك المملكة العربية السعودية- والشيخ زبير أحمد الكاندهلوي بدهلي، والشيخ محمد إدريس – بولاية بيهار- والشيخ محمد كامل والدكتور كليم عاجز، والشيخ حسين أحمد- بولاية كشمير-.
ومن أبرز مَن حضر جلسات اللجنة التنفيذية وناقش القضايا المطروحة على بساطها: معالي رئيس الجامعة والأمين العام لرابطة المدارس الإسلامية الشيخ المفتي أبو القاسم النعماني، والشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري – رئيس هيئة التدريس وشيخ الحديث بالجامعة- والشيخ بدرالدين أجمل القاسمي– عضو المجلس الاستشاري بالجامعة وعضو البرلمان الهندي- والشيخ رحمت الله القاسمي- عضو المجلس الاستشاري بالجامعة- والشيخ قمر الدين، والشيخ عبد الحق، والشيخ نعمت الله الأعظمي، والشيخ السيد أرشد المدني، والشيخ رياست علي البجنوري، والمقرئ محمد عثمان المنصور فوري، ونائبا رئيس الجامعة: الشيخ عبد الخالق المدراسي، والشيخ عبد الخالق السنبهلي، والشيخ حبيب الرحمن الأعظمي- أستاذ الحديث بالجامعة- والشيخ نور عالم خليل الأميني– رئيس تحرير مجلة «الداعي»، وأستاذ اللغة العربية وآدابها بالجامعة- والشيخ أشهد رشيدي، والشيخ صديق الله، والشيخ شوكت علي، والشيخ محمد قاسم والشيخ عبد الشكور حفظهم الله وكثيرون غيرهم.
هذا وقد تشكلت عدة لجان تحضرية لهذه الدورة وأشرف عليها أساتذة الجامعة وتولى الإشراف العام عليها معالي رئيس الجامعة ونائباه. ولعبوا دورًا فاعلا في تصريف أمور الدورة لضمان نجاحها.
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، شعبان 1436 هـ = مايو – يونيو 2015م ، العدد : 8 ، السنة : 39