الأدب الإسلامي
شعر: أبو عاصم الحكمي
بُلِّغْتِ يا ذاتَ الخمارِ مُناكِ
وحَبَاكِ ربّكِ عزةً ورَعَاكِ
لَبيَّتِ صوتَ الحقِّ دونَ تلَعثُمٍ
وعَصَيتِ صوتَ الفاجرِ الأفَّاكِ
جَانَبتِ أخلاقَ العدوِّ تكرماً
وتَبِعتِ خُلْقًا سَنَّه مَولاكِ
وزَهِدْتِ في أَزيَائِهِمْ وعُرُوضِهِم
وجَعَلتِ مَطلَبَكِ الشهَيِ أُخَرَاكِ
وُفقتِ يا أختَاهُ في نَيلِ الرِّضَا
فَتَضَرَّعِي شُكْرًا لِذِي نَعماكِ
* * *
أختَاه إن خَسِرَ العَدُوُّ بِجَولَةٍ
سَيُعَاوِدُ الأخرى، ولَنْ يَنسَاكِ
ألقى بِأختك في الحَبائلِ فانثنت
تدني الفسادَ لِقَومِهَا بِحماك
فتأهّبِي دَوْماً وكُونِي حُرَّةً
لا يَخْدَعَنْكِ الكاذبُ المتباكي
زعم اَلد عارةَ والخنا حريةَ
هتكاً لِعِرضِكِ فاحْذَرِي! إياكِ!
* * *
أختَاهُ قَد تَلْقيَنَ ضَيْماً أَوْ أذىً
فَثقِيِ بِرَبِّكِ واثْبُتي لِعِداك
فالابتلاءُ يَزِيدُ دِيْنك قُوَّةً
والمُؤمناتُ صَبَرنَ قبلُ لِذاكِ
فلأمِّ عمارٍ وأمِّ عمارةٍ
أسمى المواقف من ذوي الإشراكِ
وكذاكَ أسماءٌ وإِنْ تَسْتَخْبِري
عَنهُنَّ تارِيْخَ العلا أنباكِ
* * *
أختَاه مَن لِلنَّشْءِ يصقل فِكْرَه
ويُرِيهِم السَّنَنَ القويم سِواكِ؟
يا بنت «فاتحِ» لَقِّنِيْهِم في الصِّبا
تاريخَ مجدٍ كان للأَتراكِ
شَهِدَتْ بِهِ الدنيا وَذلَّ لسيفِهِ
كلُّ الملوك وكان فيه عُلاك
أضْحٰى بِهِ صَرْحُ الشريْعَةِ شامخاً
وهَوَتْ لَدَيهِ مَعاقلُ الإِشراكِ
* * *
أختاه إن الدَّرْبَ صَعْبٌ مُجهدٌ
يَحتَاجُ زَادًا والتُّقَى هِيَ ذاكِ
قومي إذا جَنَّ الظَّلامُ وَرتِّلِيْ
آياتِ رَبِّك وَلْتَجُدْ عينَاكِ
فاللهُ حرَّمَ أن تَمَسَّ جهنمٌ
عينًا بكت فلتَسْعَدي بِبُكَاكِ
وَلْتَذْكري بِظَلامِه قبرًا غدًا
يُمسي مِنَ الدُّنيا بِهِ مَثواكِ
صُوْمِيْ نهارَكِ ما استطعتِ؛ فإنَّهُ
يُطْفَى به يومَ الحساب ظَمَاكِ
ولْتَحْسُنِ الأخلاقُ منك يَكُنْ بها
حب النبي وقربهِ، وكفاكِ
(مجلة البيان تصدر عن المنتدى الإسلامي جمادى الأولى 1410هـ)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الأولى 1436 هـ = فبراير – مارس 2015م ، العدد : 5 ، السنة : 39