دراسات إسلامية
بقلم: د. علي المنتصر الكتاني
محاولات تنظيمية خارج منطقة الأندلس
تعد «الجماعة الإسلامية في أسبانيا» بشارع أخنيو كاشس بمجريط، أقدم جمعية إسلامية أسبانية خارج الأندلس. وقد سجلت في وزارة العدل في 17/12/1979م من طرف البارو ما تشوردوم كوتر (أمين عام)، وخابير نيكولاس كوبيوس نييطو، وطوماس باريو غبريال (الرئيس)، وكلهم من سكان مجريط. وبعد أحمد عبد الله ما تشوردوم كومينز، أمينها العام، مؤسسها الأساس، وهو كاتب وصحافي أصله من بلنسية، كتب عددًا من المقالات في الجرائد الأسبانية يدافع فيها عن الإسلام وقضاياه، كما كتب كتابا حول سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وله علاقة وثيقة بوزارة الخارجية الأسبانية كمستشار في الشؤون الإسلامية، كما له علاقات طيبة مع السفارات العربية بمجريط.
ويجدد نظام هذه الجمعية الأساس أن هدفها هو: «نشر الإسلام كما جاء في القرآن والسنة، بين جميع مسلمي أسبانيا، والتعريف به لدى جميع الأشخاص الذين يودون الحصول على معلومات عنه؛ وتأسيس فروع «الجماعة الإسلامية في أسبانيا» في كل مناطق المساحة الوطنية؛ وتشجيع تعليم اللغة العربية، لغة القرآن ولغة 21 دولة تربطنا معها علاقات قوية من الصداقة التاريخية؛ وربط العلاقات الأخوية في جميع المجالات بين الشعوب الإسلامية والشعب الآسبانين؛ وإعانة جميع المسلمين الأسبان على بناء شخصية إسلامية حقيقية باتباع أركان الإسلام وقراءة القرآن وفهمه والاقتناع بتعاليمه، الخ…»
وفي 26-28/12/1989م، أقامت الجمعية أول مؤتمر للمسلمين الأسبان بفندق براغا بمجريط. ويحتوي مركز الجمعية بمجريط على مسجد ومكاتب، ولها به نشاط محدود.
وفي سنة 1980م، توصلت الجمعية إلى اتفاق مع بلدية قرطبة حول مسجد «المرابطون» الذي بناه فرانكو بقرطبة في ساحة حديقة «المرسد» بقرطبة للجنود المغربة. وقد سلمت البلدية المسجد لهذه الجمعية تحت الشروط التالية: (1) يستعمل البناء للعبادات الإسلامية فقط؛ (2) تكون كل أعمال الترميم أو التغيير على حساب الجمعية بموافقة البلدية المسبقة؛ (3) يدوم استعمال المركز لخمس سنوات؛ (4) على الجمعية الحفاظ على المسجد بحالة جيدة؛ (5) يرجع البناء وكل الاصلاحات التي أُجريت عليه للبلدية بعد فترة الخمس سنوات دون تعويض للجمعية.. وبعد انتهاء المدة، استرجعت البلدية البناء وسلمته في شهر مارس سنة 1986م إلى سفير المملكة العربية السعودية بمجريط(1) الذي سلمه بدوره إلى جمعية «المركز الإسلامي في أسبانيا»، بهذا أصبح المسجد الصغير فرعًا لتلك الجمعية في قرطبة.
لـ«الجماعة الإسلامية في أسبانيا» حوالي مئة عضو في أسبانيا كلها، ويقول مسؤولوها: إن لهم أتباعًا في المرية وبلنسية وبرشلونة. وللجمعية فرع في مدينة سبتة يرأسه أحمد الزبير، رئيس الجماعة الحالي. وبصفة عامة، فتأثير هذه الجماعة محدود اليوم على مركزها في مجريط وبنشاط رئيسها بسبتة وأمينها العام بمجريط بالكتابة والنشر والدفاع عن الإسلام في الصحابة. وليس لهذه الجماعة تأثير في منطقة الأندلس، خاصة بعد إعادتها لـ«المرابطو» إلى بلدية قرطبة.
وفي 23/7/1983م تأسست «جماعة بلنسية الإسلامية» من طرف عبد الرحمن عباد أبالوس (رئيس)، وفرنسسكو مرين رودريخز (أمين عام)، ويوسف عباد أبالوس (أمين الصندوق). وحدد نظام الجمعية أهدافها بالدعوة إلى الإسلام حسب القرآن الكريم وسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وفي شهر فبراير سنة 1984م فتحت الجمعية مركزًا لها في شقة كبيرة، بشارع سان مارتين ببلنسية(2).
وكان عبد الرحمن عباد أبالوس، مؤسس الجمعية، صحافيا يعمل في برشلونه ثم سكن مالقة، مسقط رأسه. وقد عمل في الجيش الأسباني بتطوان في الحقبة 1953-1954م وتعرف لأول مرة هناك على المجتمع الإسلامي. وبعد عودته من تطوان أخذ يقرأ عن الإسلام، فاعتنقه سرًا سنة 1959م بعد اقتناع، ولم يشهره إلا سنة 1977م، وأسلم بإسلامه جميع أهله. وفي سنة 1978م، زار القاهرة حيث التقى بعدد من المفكرين المسلمين. ثم رجع إلى مالقة حيث عمل صحفيا بجريدة «سور» (الجنوب). وانضم عبد الرحمن عباد إلى «جمعية عودة الإسلام إلى أسبانيا» ثم انفصل عنها وأسس الجمعية المذكورة.
وظلت هذه الجمعية ذات نشاط محدود لصعوبات مالية عانتها منذ البداية، فلم يزد عدد أفرادها على العشرة. وأساء السيرة الإمام المغربي الذي أتت به الجمعية لتعليم أفرادها أمور دينهم. ثم غيرت الجمعية مقرها إلى مكان آخر، ومنذ سنة 1989م ظلت بدون مقر.
تأسس كذلك بمجريط سنة 1982م «المعهد الغربي الإسلامي للثقافة» كمؤسسة ثقافية برئاسة الدكتور المغربي عبد الرحمن جاء الشريف. ينتمي لهذا المعهد عدد من المفكرين الأسبان المسلمين، وله مركز ثقافي بشارع فرانسسكو رتي. ويقوم المعهد بمجهود مشكور في التعريف بالحضارة الإسلامية خارج منطقة الأندلس بأسبانيا. ومن أهم نشاطاته تحضيره لمؤتمرين ثقافيين مهمين، أحدهما سنة 1987م بطليطلة (عاصمة قشتالة مانشا) تحت اسم «الأندلس الإسلامية، تاريخ ثمانية قرون»، والثاني في 22-25/9/1988م بطرويل بأراغون تحت اسم «أراغون تستعيد تاريخها». ركز المؤتمر الأول على دراسة الإسلام في قشتالة، والثاني على دراسته في أراغون. وينوي المعهد إنجاز دراسات وبحوث حول الثقافة الإسلامية في أسبانيا في مجالات التاريخ والفنون الإسلامية، وربطها بالواقع الأسباني المعاصر، ونشر نتائجها وتوزيعها.
ويلخص رئيس المعهد فلسفته بما يلي: «إن العلاقة القائمة بين اهتمامنا الثقافي والواقع الأسباني تتحدد من خلال الوعي بأسس الحضارة الإسلامية في هذا البلد ونشر حقائق الإسلام في الأوساط الأسبانية، لأن الثقافة الإسلامية تمثل ثقافة الشعب الأسباني كذلك رغم أن الظروف التاريخية التي مر بها تجعله يجهل هذه الثقافة»(3).
أما الجمعية الإسلامية الموجودة في مرسية فهي تابعة «للجماعة الإسلامية في الأندلس» التي تعد منطقة مرسية تابعة للأندلس الطبيعية، رغم أنها ليست تابعة لمنطقة الأندلس ذات الحكم الذاتي؛ بل هي تكون منطقة ذات حكم ذاتي قائمة بنفسها. وسندرس نشاط هذه الجماعة مع «الجماعة الإسلامية في الأندلس» في الفصل القادم.
ويستحسن أن نعطي الآن موجزًا عن الوجود الإسلامي المعاصر في البرتغال، حيث إنها كانت قسمًا من بلاد الأندلس. كما أن التأثير الإسلامي لا زال واضحًا في المنطقة الواقعة جنوب الأشبونة، في مقاطعات شنتمرية الغرب (فارو اليوم) وباجة، ويابورة.
يوجد بالبرتغال حوالي عشرون ألف مسلم (سنة 1990م)، هاجر إليها معظمهم من المستعمرات البرتغالية التي حصلت على استقلالها بعد سنة 1974م. ولمعظمهم الجنسية البرتغالية، ولهم بذلك كامل حقوق المواطنة. ويمكن تصنيف مسلمي البرتغال إلى خمس فئات: (1) الأفارقة المتأصلون من موزبيق؛ (2) الآسيويون المتأصلون من شبه الجزيرة الهندية والقادمون من غوا ومكاو وتيمور؛ (3) الأفارقة المتأصلون من غينيا بيساو؛ (4) العرب، خاصة المغاربة والجزائريون والمصريون؛ (5) والبرتغاليون الراجعون إلى الإسلام حديثًا.
تأسست سنة 1968م «جماعة الأشبونة الإسلامية»، أول جمعية إسلامية في البرتغال، وسجلت رسميًا في 28/3/1969م. ونعتت الجمعية نفسَها أنها دينية ثقافية غير سياسية. وحددت أهدافها في بناء جماعة إسلامية برتغالية متكاملة، وتأسيس أول مسجد في البلاد، والدفاع عن الإسلام ونشر تعاليمه باللغة البرتغالية، ونشر تعليم اللغة العربية والمبادئ الإسلامية في البرتغال. ومؤسس الجمعية ورئيسها إلى اليوم هو الدكتور سليمان ولي محمدي، وهو من أصل موزمبيقي، ذو نشاط كبير، وهو مؤسس جمعية الصداقة العربية البرتغالية كذلك. أما أعضاء مجلس الإدارة الآخرون فهم: الدكتور إدريس محمد وكيل (أمين سر)، وعبد الستار داؤد جمال (أمين الصندوق)، وفاروق علي جادت، ومحمد حسين موسى.
وفي يوليو سنة 1978م، نشرت الجمعية، لأول مرة، ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية في مجلدين، ونشرت طبعة ثانية للترجمة في سبتمبر سنة 1979م. ومنذ سنة 1980م، أخذت تنشر مجلة إسلامية باللغة البرتغالية اسمها «الإسلام». وقامت الجمعية بنشر سلسلة من الكتب الإسلامية باللغة البرتغالية منها: «من أجل فهم الإسلام»، و«السلام تحت الضوء»، و«القرآن المعجزة الأخيرة» لأحمد ديدات، و«مصدر القانون الإسلامي»، و«محمد والإسلام»، و«الإسلام والقانون»، و«الإسلام في البرتغال اليوم»، و«فلسطين مأساة العصر»، و«الفكر الإسلامي»، و«القرآن والثقافة البرتغالية»، و«الإسلام في العالم»، و«الزواج في الإسلام»، و«النهضة في العالم الإسلامي»، و«علاقات البرتغال بالعالم العربي»، الخ… معظمها من تأليف الدكتور سليمان ولي محمدي، رئيس الجمعية.
وفي 22/6/1979م، حصلت الجمعية من الحكومة البرتغالية على مسجد مؤقت. وهو عبارة عن قصر قديم في وسط مدينة الأشبونة. وعملت الجمعية بالتعاون مع السفارات الإسلامية في البرتغال على تأسيس مركز إسلامي في أرض بالقرب من ساحة أسبانيا، بتكاليف قدرت بحوالي أربعة ملايين دولار أمريكي، وتأسس من أجل إنجازه مجلس للسفراء المسلمين المقيمين في الأشبونة. ولم ينته بعد بناء المركز(4).
للجمعية هيئة إدارية، وجمعية عمومية، وهيئة المراقبة، كما تتبعها لجان مختلفة لتدبير شؤون المسجد المؤقت، والشؤون الاجتماعية، والرياضة، والمقبرة الإسلامية. وللجمعية إمامان، أحدهما مبعوث من رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، والثاني من الهند. وتقوم الجمعية على إحياء الشعائر الإسلامية من صلاة الأوقات الخمس والجُمَعِ والأعياد والاحتفال بالمناسبات الإسلامية.
وفي 27/1/1984م، تأسست «جماعة جنوب التاجه الإسلامية»، كما تأسست جمعيات إسلامية أخرى في ضواحي الأشبونة: كأوديبلاش، وبوابوا، وشنت أندريان، وشنت أنطونيو دوش كبليروش، وكلينا دو سول، وبوتيلا دو سكييم، وفورت دي كاسا أي بيالونغا، وكذلك في الجنوب، خاصة مدينة يابورة. كما يوجد مسجد ثاني مؤقت في بلدة المادا المجاورة للأشبونة في منطقة لانجيرو قرب طريرو (مقاطعة ستوبال). ويوجد مسجد ثالث في كلينا دو سول، ومسجد رابع في أديبلاش في بناء قدمته عائلة مسلمة للجماعة الإسلامية.
وفي سنة 1988م، تكونت في بلدة لورش، شمال الأشبونة، جمعية إسلامية، قدمت لها بلدية لورش أرضاً لبناء مسجد، في منطقة شنت أنطونيو دوش كباليروش. وتنشر الجمعية مجلةً مستقلةً اسمها «الفرقان» يُديرها محمد يوسف آدمجي. وينتمي إلى هذه الجمعية عدد من المسلمين من أصل آسيوي وكذلك بعض الراجعين إلى الإسلام من البرتغاليين، من بينهم الدكتور محمد لويس مادوريرا، وهو أستاذ رياضيات اعتنق الإسلام سنة 1983م.
تنتمي كل الجمعيات البرتغالية التي ذكرناها إلى المذهب السني، ومعظم مؤسسيها من الوافدين. وتوجد مجموعة من الإسماعيليين من أصول هندية. ومن جهة أخرى أسس مركز الدراسات العربية في جامعة يابورة.
يظهر أن التنظيم الإسلامي في البرتغال، رغم أنه ابتدأ قبل أسبانيا، ظل متأخرًا عليه، إذ لا زالت معظم التجمعات في يد الوافدين بينما بقي البرتغاليون الراجعون إلى الإسلام أفرادًا في الجمعيات الإسلامية القائمة. غير أن هناك إرادة، خاصة في الجنوب، لتأسيس جمعيات إسلامية بين الراجعين إلى الإسلام شبيهة بالتي أسست في الأندلس.
أما جبل طارق فحوالي عشرة في المئة من سكانه الثلاثين ألف، مغاربة مسلمون، غير أنهم ليسوا مواظنين لجبل طارق، وبالتالي ليست لهم الحقوق الكاملة في المستعمرة، وأهمها حق الإقامة. فمعظمهم رجال دون عائلاتهم، كما أنهم يمتهنون أدنى المهن. ولهم مسجد في مقر سكانهم الذي هو قشلة قديمة بوسط البلدة، وهو عبارة عن مخزن كبير رتب كمسجد تديره جماعة التبليغ.
ويظهر أن الوجود الإسلامي في جبل طارق قديم، إذ ذكر مولانا الجد سيدي محمد الزمزي الكتاني في مذكراته عند زيارته لجبل طارق سنة 1934م ما يلي: «وبهذا البلد اليوم من المسلمين جماعة قليلة، أجلهم الشرفاء مولاي أحمد ومولاي الهادي أولاد ابن عجيبة الذين يتجرون هناك في مصنوعات المغرب الوطنية، والذين كنا في ضيافتهم، ثم الشريف سيدي عبد السلام بن علال العمراني، ونحو العشرين آخرين من تطوان وطنجة وغيرهما، يبيعون البيض والخضر. وبها محل بدار القنصلية المغربية سابقًا، يدعى مسجدًا، وهو عبارة عن بيت صغير أمامه ميضة وبئر ومحل للوضوء، بقي بهذا الخال على ما كان عليه أيام المخزن والاستقلال المغربي، وأمامه أيضا غرفة قد جلس بها اليوم فقيه يعلم ولد العمراني السابق الذكر القرآن».
ولا يظهر أن المسلمين تنظموا في جبل طارق حديثًا رغم وجود المصلى المذكور، ولا أن عددًا من مواطني جبل طارق حديثًا رغم وجود المصلى المذكور، ولا أن عددًا من مواطني جبل طارق عادوا إلى الإسلام.
الأيام الأولى في إشبيلية
انبثقت «الجماعة الإسلامية في الأندلس» عن تجربة أندلسية بحتة، وتكونت كنتيجة طبيعية للحركة القومية الأندلسية ذات أصالة في أرض الأندلس، وترى في بلاس انفانتي مؤسسها الأول، ووالدها الروحي. وتعتقد «الجماعة» أن القوميين الأندلسيين المعاصرين المدعين اتباع أنفانتي، لم يطبقوا إلا بعض أفكاره السياسية، وتجاهلوا أفكاره حول الهوية الأندلسية، وضرورة استعادتها بتعريف أهل الأندلس بتاريخهم الإسلامي، وبالعقيدة الإسلامية، وتعليمهم اللغة العربية، وفتح مجال الرجوع إلى الإسلام لمن يريد ذلك.
مر مؤسسو «الجماعة» بثلاث مراحل: ابتدأوا حياتهم العامة في الأحزاب اليسارية، ثم تحولوا إلى الأحزاب القومية الأندلسية، ومنها إلى الإسلام. وانحدر معظمهم من عائلات مثقفة، كان لها نشاط في الحركات اليسارية والأناركية والقومية. وولد معظمهم بعد سنة 1950م أو 1960م. وبعد سنة 1965م، انضم عدد منهم إلى «اتحاد الشبيبة الشيوعية»، أو «لجان الشبيبة العمالية»، أو «الحزب الشيوعي الأسباني». وكانت الأحزاب اليسارية آنذاك، خاصة الحزب الشيوعي، تستقطب الشبيبة الأندلسية، المتأثرة بانتفاضة مايو عام 1968م للحركة الطلابية الفرنسية، والتي كانت تؤمن بقدرتها على مجابهة حكم فرانكو الدكتاتوري.
وعندما تحررت الساحة السياسية الأسبانية، بعد وفاة فرانكو سنة 1975م، أخذ بعض الشباب الأندلسي، المنخرط في الحزب الشيوعي، يشعر بخيبة الأمل فيه، ويرونه كالأحزاب الأخرى في تنظيمه الهرمي، ودكتاتوريته الداخلية، كما اكتشفوا عدم وجود برنامج خاص بالأندلس له، ولا أي شعور بالهوية الأندلسية المميزة. فانضم بعض هؤلاء الشباب إلى أحزاب أكثر يسارية، كـ«شباب الحراس الحمر لأسبانيا» و«حزب العمل الأسباني»، وأسس بعضهم الآخر حركة ثقافية لاسترجاع الثقافة الأندلسية.
وفي سنة 1976، تحولت الحركة الثقافية إلى حركة سياسية، تحت اسم «حزب الأندلس الاشتراكي الموحد». ولم يعش هذا الحزب طويلاً، فانحل واجتمعت بعض عناصره بعناصر منشقة من «الحزب الأندلسي» في مالقة، وغرناطة، وإشبيلية، وأسسوا جميعًا، في نفس السنة، «جبهة تحرير الأندلس»، كحزب ذي اتجاه قومي صريح، يطالب باستقلال الأندلس، والعودة إلى أصالتها.
وفي سنة 1977م، توسع هذا التجمع في اجتماع عام، ضم جماعات منفصلة عن «اتحاد الشبيبة الشيوعية في الأندلس»، و«شباب الحراس الحمر لأسبانيا»، و«الحزب العمالي للتوحيد الماركسي»، و«الكنفدرالية القومية للعمل» ذات الاتجاه الأناركي، فتحولت «جبهة تحرير الأندلس» بدخول العناصر المذكورة إلى «الجبهة الأندلسية للتحرير» برئاسة أنطونيو مدينة مليرة، وأصبحت أهم منظمة شبابية أندلسية. وقد أضطهدت حكومة سوارز هذه الجبهة، وتابعت أفرادها، خاصة رئيسها. وواجهت الجبهة صعوبات مادية جمة، أدت بعد مدة وجيزة إلى انقسامها إلى ثلاثة فصائل:
1- القوميّون الأندلسيون، الذين يطالبون بتعريب الأندلس لغويًا، واسترجاع الهوية الأندلسية على أساس عقيدة التوحيد.
2- البيئيون ذووالصلة الوثيقة بالحركات الأوروبية البيئية (الخضر) والحركات التي تسمى بالجديدة.
3- مجموعة صغيرة من التابعين للحركات العمالية التقليدية في تنظيمها وبرامجها وطريقة نضالها.
وفي سنة 1978م، أدت هذه الانشقاقات إلى حل «الجبهة الأندلسية للتحرير»، كما انحل «حزب العمل الأسباني»، فتوحدت عناصر من الحزبين المنحلين في تنظيم جديد: «حزب التحرير الأندلسي». وكان داخل الحزب الجديد اتجاهان سياسيان، أحدهما قومي أندلسي، والثاني شيوعي. وأصبح القوميون يستعملون داخل الحزب الشعارات الإسلامية، ورسموها مرة على إحدى كنائس إشبيلية، فعارض ذلك شيوعيو الحزب، مما أدى إلى انشقاق الحزب وحله سنة 1980م. فكوّن القوميون «مجموعة الأزهر» بهدف العمل على إعادة بناء أندلس مستقلة، عن طريق البحث عن الهوية الضائعة، دون العمل السياسي، وركزوا على دراسة كتابات «بلاس أنفانتي» و«اقناسيو ايلاكوي» وغيرهما.
وفي شهر غشت عام 1981م أشهر أنطونيو مدينة مليرة إسلامه في مركز «جماعة إشبيلية الإسلامية» وانضم بذلك إليها، وسمى نفسه عبد الرحمن. وصل عبد الرحمن مدينة مليزة إلى الإسلام، بعد نضال طويل، واقتناع كامل بمبادئه. فقد ولد في 5/8/1952م بمدينة غافق (مقاطعة قرطبة)، من رفائيل مدينة مسة، أحد تجار غافق الميسورين، ومارية مليرة قومس. وتعتز عائلتا أمه ووالده بجذورهما المورسكية، كما كان لها نشاط في الحركات الأناركية. وقد نشأ عبد الرحمن نشأة علم ودراسة، وتخرج من أفضل الجامعات في التاريخ الأندلسي، ومقارنة الأديان.
وفي سنة 1965م، ابتدأ عبد الرحمن مدينة حياته العامة، ولا يزيد عمره عن 13 سنة، كعضو في «لجان الشبيبة العمالية»، و«اتحاد الشبيبة الشيوعي»، و«الحزب الشيوعي»، وسجن وعذب أيام فرانكو. وفي سنة 1975م، كان مدينة رئيس الجماعة التي تركت «الحزب الشيوعي»، لتكوين «حزب الأندلس الاشتراكي الموحد»، ثم «جبهة تحرير الأندلس»، ثم «الجبهة الأندلسية لتحرير». وفي سنة 1978م، ترأس «حزب التحرير الأندلسي». ثم ابتعد مدينة عن السياسة، وأسس شركة نشر سماها «مكتبة المنشورات الأندلسية» حيث نشر كتابيه «تاريخ الأندلس العام» في ست مجلدات، و«المعجم الأندلسي». وبعد محاولة جديدة لإحياء «جبهة تحرير الأندلس» سنة 1979م، توصل مدينة إلى الاقتناع بالإسلام كدين متكامل، لتحرير الإنسان من الظلم والعدوان، وفي غشت سنة 1981م، قرر إشهار إسلامه والانضمام إلى «جماعة إشبيلية الإسلامية»، واختار اسم عبد الرحمن تيمنا باسم عبد الرحمن الغافقي.
كان قرار عبد الرحمن مدينة باعتناق الإسلام قرارًا فرديًا، ولم يكن يفكر أول الأمر في دعوة أصدقائه للإسلام. وبعد شهور، أخذ زملاؤه في الحركة القومية الأندلسية يسألونه عن سبب تغيره. وفي 17/1/ 1982م، قرر اثنان آخران من زملائه اعتناق الإسلام، هما محمد المعتمد سانشس كستيانوس (كان اسمه الفونسو)، وابو ياسر رينا أندرادي (كان اسمه سالبطور)، وذلك بمركز «جماعة إشبيلية الإسلامية» على يد عبد الحق اسبينوزا، وعبد الهادي سانز كيمنو. ولد محمد المعتمد في 10/5/1961م في إشبيلية من المهندس فرانسسكو سانشس دلفيون وروزارو كستيانوس كوركويرة. وفي سنة 1975م، ابتدأ نشاطه السياسي في «شباب الحراس الحمر لأسبانيا»، و«حزب العمل الأسباني». وانضم سنة 1972م إلى «حزب التحرير الأندلسي». وفي سنة 1980م، كان ممن أسسوا مجموعة «الأزهر». وولد أبو ياسر بإشبيلية في 11/4/ 1962م من سلبطور رينا كالدرون، وهو مدير صناعي أصله من بلدة مورور، وروزاريو أندرادي غانولفو، أصلها من رندة. وفي سنة 1979م، ابتدأ حياته العامة بالانضمام إلى «حزب التحرير الأندلسي».
ثم اعتنق الشباب القومي الأندلسي، الواحد تلو الآخر، الإسلام: فتحية بيادراس مارتش، وأمية لاهوس بارياس، وأختها مريم، ومنصور القرطبي، الخ… وأدى دخول هذه الأعداد الجديدة في «جماعة إشبيلية الإسلامية» إلى مشاكل جمة: فمؤسسو «الجماعة»، قدِم معظمهم من أوساط ذات مستوى ثقافي محدود خارج الأندلس، من مجرط، وأوسكادي، وسبتة وغيرها، وكانوا لا يرون في تاريخ الأندلس فائدة لعودة الإسلام لها، ويعتقدون أن الانتماء الأندلسي إنما هو عصبية قومية، تفتت من وحدة مسلمي أسبانيا، وأن الأندلسيين القدامي أضاعوا الأندلس لضعف إسلامهم. وكان تنظيمهم هرميًا، ينتخبون أميرًا ينظم أمورهم. أما المجموعة الأندلسية الجديدة، فكان معظمهم جامعيين ذوي تاريخ في الحركة القومية الأندلسية، رغم صغر سنهم. وكان تنظيمهم شوريًا، يكرهون كل ماله صلة بمركزية في السلطة. وكانوا يرون في الإسلام قوة محررة لأشخاصهم، وبلدهم الأندلس. فهم، مع إيمانهم بعالمية الإسلام، يرون أن الأندلسيين المعاصرين شعب مسلم، اضطر إلى نسيان عقيدته، وهويته، نتيجة الجهل الذي أجبر عليه، بعد قرون من الاضطهاد. فواجب المسلمين الأندلسيين هو الاندماج في المجتمع الأندلسي ومساعدته، على التعرف على جذوره، لذا اعتقدوا، من أول وهلة، أن الحركة القومية الأندلسية لا محالة تصل إلى الإسلام، وأنهم هم نخبة المجتمع الأندلسي بقبولهم الإسلام، كقوة محررة، بعد قرون من الجهل والظلم، وأن من واجبهم مساعدة مواطنيهم على اتباع نفس الطريق.
وفي يناير سنة 1982م، أدت هذه التناقضات إلى انشقاق الطرفين، حيث توقف الأندلسيون عن الذهاب إلى مركز «جماعة إشبيلية الإسلامية». وفي 22/6/1982م، فتح الأندلسيون مركزًا خاصًا بهم، في بيت برقم 3 شارع بردي (الأخضر) بإشبيلية. وكان عددهم آنذاك لا يزيد على الستة المذكورين أعلاه، وأصبحوا يسمون أنفسهم «الجماعة الإسلامية في الأندلس» (ويستعملون دون غيرهم اللفظ العربي لكلمة الجماعة).
أخذت أعداد «الجماعة الإسلامية في الأندلس» تتكاثر بعد الانتقال إلى مركزها الخاص، بانضمام أعداد متزايدة من الشباب الأندلسي لها، بينما لم يزد أعضاء «جماعة إشبيلية الإسلامية»، مما أزّم العلاقة بين المجموعتين. وعملت «الجماعة الإسلامية في الأندلس» على تعلم الدين الإسلامي، بمجهود طالب فلسطيني عضو في فرع إشبيلية لـ«الجمعية الإسلامية في أسبانيا» اسمه هلال أبوجمل، عمل معلمًا للجماعة، ومرشدًا لها، وإمامًا.
وأخذت تظهر «الجماعة الإسلامية في الأندلس» في الصحافة عن طريق كتابات عبد الرحمن مدينة. وذلك أن أحد المؤرخين المتعصبين، وسامه كلاوديو سانشس البرنص، كتب مقالاً في شهر أبريل سنة 1982م في جريدة «دياريو16» حول «إعادة احتلال الأندلس» (أي من طرف المسلمين)، قال فيه عن التاريخ الأندلسي: «كان المجتمع الإسلامي في أسبانيا عقيمًا، همجيًا، عديم الحضارة والحريات، فاسدًا. ومن حسن الحظ أن المسلمين طُرِدُوْا!». ثم قال: «لا، يا أصدقائي الأندلسيين، انسوا تلك الساعات القائمة الماضية! وأنتن، يا لولا ويا كارمن، ويا روزاريو، ويا آنا، انتن اللائي يتغنى بكن مانولوماشادو، اللاتي تضئن الأندلس، هل تردن من جديد أن تصبحن أدوات لذة بين الحريم؟ هل تردن العودة إلى سوق النخاسين؟».
وأتبع البرنص مقاله بسلسلة من المقالات المعادية للمسلمين الأندلسيين والإسلام، وانضم إليه جماعة من طينته، في حملة مسعورة ضد الإسلام، والجمعيات الإسلامية الأندلسية. ففي مقال «بدياريو16»، نشر البرنص مقالاً تحت عنوان «المسلمون الأندلسيون الجدد»(5) يرد فيه على رد المسلمين على مقالاته الصليبية. ابتدأ مقاله بدعوة: أن الإسلام أخذ ينتشر في الأندلس بسبب «دولارات البترول»، وادعى أنه كان طوال حياته من دعاة حرية العقيدة، بما فيها العقيدة الإسلامية. ولكنه قال: «إن من حقي وواجبي الوقوف في وجه الإخوة في الوطن، الذين يبيعون ضمائرهم، ويتحولون عن دينهم التاريخي، لينضموا إلى دين لا يعرفونه، كل ذلك من أجل حفنة من الدولارات!». وذهب على هذا المنوال المضل إلى أن قال: «كل من قضى حياته، كما قضيت، في دراسة القرون الوسطى الأسبانية، يعرف الخيانة الثلاثية التي أتت بالإسلام إلى أسبانيا: خيانة أبناء بيزيتا، الذين أتوا بالمسلمين المغاربة ليرثوا عرش أبيهم، وخيانة أتباعهم في معركة وادي اللت، الذين تحلوا إلى صفوف الأعداء، وخيانة طارق الذي أعلن في طليلطلة ارتداده عن الأمير الذي أتى لخدمته عند عبوره لمضيق جبل طارق، إلى الخليفة في دمشق». وبعد هجومه على المسلمين الأندلسيين، أنهى البرنص مقاله بقوله: «لا للإسلام… ولا حق للمسلمين الأندلسيين بالتكلم عن الحرية السياسية… لأن جميع الجماعات الإسلامية المعاصرة تجهل هذه الحرية اليوم».
وفي 18/5/1982م، نشر البرنص مقالاً آخر في نفس الجريدة تحت عنوان «في حرم الخليفة»(6) كـ«إنذار للأندلسيات المعاصرات لكي لا يعتنقن العقيدة الإسلامية الغابرة وعاداتها». قال البرنص في أول المقال: إنه أتى ببعض القصص من كتاب «المقتبس» لابن حيان القرطبي «لكي أقدمها للنساء الأندلسيات اللاتي ينجذبن إلى الإسلام، واللاتي استهزأت إحداهن، وهي صيدلية من قرطبة، بتقدم سني». وأتى بأتهامات مغلوطة عن عبد الرحمن الناصر، ومعاملته لنسائه، ومنها قصة إعدامه لجارية استاءت من مغازلته لها. ثم أنهى المقال قائلا: «يا صديقاتي الأندلسيات اللاتي يحنّ إلى أسبانيا الإسلامية، يمكنني أن أقص عليكن قصصًا لا تقل سوءًا حول حياة النساء تحت حكم خلفاء، وملوك الأندلس المسلمين. ألجمن حنانكن واشكرن الغزاة النصارى، الذين رفعوا كرامتكن، وحرروكن من الحالة البائدة والظالمة، التي كانت تعيشها نساء الأندلس المسلمات».
وفي 8/1982م، نشر جواكيم إيبارس سلسلة من المقالات الحاقدة في جريدة «لا بانكارديا» البرشلونية(7)، تحت عنوان «القرآن ستار للوصول إلى أهداف غير واضحة»، تدل عناوينها الثانوية على حقد على الإسلام وأهله: «أسلمة الأندلس حلم خيالي»، و«المستشرقون ضد الحملة»، و«الإسلام يود الرجوع إلى مسجد قرطبة»، و«الأحمدية فرقة مضطهدة»، و«الطريقة الصوفية: طرق في غسل الدماغ»، و«البيازين ملجأ الإسلام الأسود». ولم يتورع الكاتب في الدخول في حياة عدة مسلمين أندلسيين ومسلمات، كعلياء سولي، من أهل «ترامب» بقطلونية، والمقيمة بقرطبة مع زوجها أحمد الجنيد هرنيرو، وعبد الرحمن روانو هينوخوزا ومصطفى شيكا ومحمد دل بوسووفرنسينة بوش وزوجها أنخيل فوسمليانو، وغيرهم.
فرد عبد الرحمن مدينة على كلا وديوسانشس البرنص ردًا مقنعًا، كان له الأثر الطيب، كما رد عليه غيره من زعماء المسلمين الأندلسيين. ثم نشر مدينة سلسلة من المقالات في الصحافة الأسبانية، يدافع فيها عن الإسلام والشخصية الأندلسية، ويربط بينهما، كالمقال الذي كتبه حول موقف السلطة الأسبانية الحاكمة من الأندلس، إذ قال في افتتاحيته(8): «كانت الأندلس دائمًا ضحية الأشكال المحددة التي يطلقها عليها الاحتكار القيادي، الثقافي والسياسي من مجريط، خاصة فيما يخص منبع الحضارة الأكثر ضياء التي عرفتها أوروبا: الثقافة الإسلامية الأندلسية». ثم أنهى مقاله بقوله: «نحن الأندلسيين لم يعد يُنظر إلينا كمجموعة بشرية لها شخصيتها الخاصة، ولكن كمجموعة مندمجة في كتلة بشرية متشابهة، لا شخصية لها، وذلك منذ أن صاح «الله أكبر» آخر مؤذن أندلسي من أعلى منارته، منذ ذلك الحين قطر الندى من فوق الياسمين كالدموع المنهمرة من الجفون».
وفي يناير سنة 1983م، وصل عدد «الجماعة الإسلامية في الأندلس» إلى 60 مسلمًا، من بينهم 15 طفلاً، فضاق مركز «الجماعة» بها، فانتقلت إلى مركز جديد أكبر من الأول بشارع لبيس. ومن جهة أخرى، ساءت علاقتها مع «جماعة إشبيلية الإسلامية»، وقد هيأ الله في 23/1/1983م الاتفاق التالي: «بسم الله الرحمن الرحيم، نحن ممثلو الجمعيتين، نتعهد أمام الله على احترام المبادئ الإسلامية، التي تطلب التعاون والتآخي بينهما، وعلى توحيد مجهودهما للدعوة إلى القرآن الكريم والسنة المشرفة، والعمل على صلاة الجمعة مجتمعين. نطلب من الله أن يضيء شؤوننا، ويلهمنا الطريق السوي، آمين. عن «الجماعة الإسلامية في الأندلس»عبد الرحمن مدينة، ويحيى ريس، وهلال أبو جمل، وعن «جماعة إشبيلية الإسلامية» عبد الهادي سانز، ومحمد أحمد، وعثمان برسابي، والشاهدان محمد الحلو وعلى الكتاني. في إشبيلية 23/1/1983م». واستعدت «الجماعة الإسلامية في الأندلس» لانطلاقة جديدة.
* * *
الهوامش:
(1) “Trigo va a Ceder La Mezquita del Morabito a un Grupo Saudi Diario”-16, 20/3/1986.
(2) “Musulmanes Valencianos Abren un Nuevo Centro Islamico” Gevant, 4/5/1984.
(3) «أسبانيا حلقة وصل بين الغرب والعالم الإسلامي»، الشرق الأوسط، 8/9/1989م.
(4) محمد قشتيليو، «انبعاث الإسلام في البرتغال»، دعوة الحق (المغرب)، نوفمبر عام 1980م.
(5) Claudio Sanchez Albornoz “Los Nueves Musulmanes” Diario-16 (Madrid), 3/5/1982.
(6) Claudio Sanchez Albornoz “En el Haren del Califa” Diario-16. 18/5/1982.
(7) Joaquin ibarz “El Coran, Una Pantalla Para Lograr Objetivos poco Claros” La Vanguardia (Barcelona), 11,12,13/8/1982.
(8) Antonio Medina Molera “Milenarismoy Misterio Andaluz” Diario-16, 10/12/1982.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1435 هـ = يونيو – أغسطس 2014م ، العدد : 9-10 ، السنة : 38