دراسات إسلامية

بقلم:     الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله

(المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

          أسست الجامعة في حين لم يكن مضى على ثورة عام 1857م إلا تسع سنوات. وبما أن المسلمين عامةً، وعظماء الجامعة خاصة قاموا صفاً صفاً في مواجهة الإنكليز في حرب تحرير عام 1857م، وقفت الحكومة الإنكليزية منهم موقفاً عدائياً عنيفاً، وساءت بهم ظنونها كل الإساءة، وشددت الرقابة على ما يقومون به و وقفت لهم بالمرصاد، فكانت سلسلة من التفتيش والتحقيق مستمرة عن الجامعة ونشاطاتها عن جهروعن علن، فبعث «سرجان استريجي» (John Strachey)(1) – حاكم ولاية «أترابراديش» الاتحادية أمينه الخاص المدعو/جان بامر(John Pomer) إلى الجامعة فی عام 1291هـ/ 1875م، ليجري تحقيقات سرية عن الجامعة وأهدافها ونشاطات علماء الإسلام متسترين بستار «دارالعلوم/ديوبند» ويقدم تقريره إليه. فزار «جان بامر» الجامعة، واطلع على نشاطاتها، وكتب انطباعاته عنها إلى أحد أصدقائه، وتوسع في تفاصيله، وقارَنَ ا لوضع التعليمي في الجامعة بالجامعات البريطانية، وعبرعن انطباعاته ومشاهداته تعبيراً علمياً دقيقاً، يبعث على العجب، ويعين على معرفة مواقف الجامعة العلمية إلى حد لابأس به. وهذه القصة تعود إلى أوائل عهد نشأة الجامعة، ولك أن تدرك بها مدى المستوى التعليمي الذي بلغته الجامعة في عمرها المبكر. وهذه الرسالة تجمع بين التعريف بشؤون الجامعة التعليمية وتفاصيل جانبية بالإضافة إلى التحليل والنقد. كما أن هذه الانطباعات جاءت على لسان شخص يقف موقفاً عدائياً من الجامعة. وتقريره هذا يعطي صورة مشرفة عن خصائص الجامعة وملامحها البارزة. وفيما يلي ترجمة رسالته هذه:

       «نزلنا في 30 من ينايرعام 1875م خلال جولتنا برفقة الحاكم النائب (Lieutenant Governor) للبلاد الشرقية في«ديوبند». فقال سعادة النائب: «إن المسلمين قد اتخذوامدرسة مناوئة للحكومة، فادخل هذه المدرسة كأنك غريب، وانظر ماذا يعلمون فيها؟ وما همومهم وأهدافهم»؟ فدخلت المدينة يوم الأحد 31 من يناير، والمدينة نظيفة أنيقة، وأهلها في ذروة الأخلاق الفاضلة والصلاح، مع بؤس وفقر يرتسمان في وجوههم. فسألت عن المدرسة فدلوني عليها حتى انتهيت إليها، فإذا أنا بقاعةٍ واسعة الأطراف، بها أولاد يفترشون الحصير، وبين أيديهم الكتب على الطاولات. وبينهم طالب كبير. فسألت الطلاب عن معلمهم: من هو؟ فأشار واحد منهم إلى طالب كبير يتوسطهم وقال: هو ذا؟ فعجبت من أمره وقلت: أهوذا يكون مدرساً؟(2) فقلت له: ماذا يدرس طلابك؟ فأجاب: ندرسهم اللغة الفارسية. ثم تجاوزته، فإذا أنا برجل ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير، أزهر اللون، جميل المنظر، بين يديه صف من طلاب متقدمي السن، فدنوت منه، واستمعت له فإذا هو يشرح بحثاً من بحوث المثلث. وقلت في نفسي: إنهم يدهشون حين يرون غريباً قادماً إليهم، ولكن لم يولِ أحد منهم إلي اهتماماً، فجلست إليهم، أصغي أذني إلى مايقول الأستاذ. وقضيت عجبي إذ طرق أذني من قواعد علم المثلث الغريبة المستعصية مالم أسمعه حتى من الدكتور «اسبرنغر»(3) قط. ثم نهضت عنهم إلى رواق آخر من أروقة المدرسة، فإذا أنا بشيخ بين يديه طلاب في ثياب رثة تافهة، يشرح لهم الأستاذ الخلافات في الشكل الثاني من المقالة السادسة من الأقليدس. والشيخ متمكن من هذا العلم، ومرتجل في عرضه وشرحه ارتجالاً يوحي إلى أن علم الأقليدس كأن روحه قد حلت فيه.(4) فتحيرت ودهشت. وطرح الشيخ على تلاميذه خلال ذلك سؤالاً عويصاً من أسئلة الجبر والمقابلة اتهمت علمي بالحساب، وتغلب علي الحيرة والدهشة. فاستخرج بعض التلاميذ جواباً صائباً، وقمت عنهم لأتوجه إلى رواق ثالث من أروقة المدرسة، فإذا أنا بشيخ بين يديه كتاب من كتب الحديث ضخم يلقي درسه على الطلاب، والبسمات العريضة ترقص على شفتيه(5). ثم ارتقيت بعض السلالم لأنتهي إلى الدور الثاني من الرواق، فإذا أنا ببيوت مسقفة في ثلاثة من جوانبها، يتوسطها فناء صغير، به أعميان يزمجران، فكنت أسمع جعجعة ولا أرى طِحناً، فاسترقت الخطى إليهما لعلي أدرك شيئاً مما يقولان، فإذا بهما يذاكران درس كتاب من كتب الهيئة، إذ قال أحدهما لصاحبه: أخي، لم أستوعب الشكل العروسي استيعاباً كاملاً في محاضرة أمس، فاشرحه لي إذا كنت استوعبته. فعرض الأعمى الآخر الدعوى، وخط خطوطاً في راحته، وبدأ يثبته، ثم تبادلا نقاشاً حاداً حوله، بغتني وحيرني، وخيل إلي محاضرات «السيربريغر» – مدير المدرسة التي تلقيت الدراسة فيها – وقمت عنهما، وانتهيت إلى بيت ذي خمسة أبواب، فإذا أنا بصغار الأطفال قد جلسوا يعلوهم أدب ووقار إلى أستاذهم، يقرأون الكتب النحوية والصرفية. والفصل الثالث عامر بدروس العلم المنقول.

       وتوجهت إلى السلم الآخر، فنزل بي إلى الدور الأرضي، وأنا أظن أن المدرسة تنحصر في هذه الأبنية التي تجولت فيها، إذ لقيت رجلاً، فنفثتُ إليه ما كان يخطرببالي، لأستوثق منه، فرفض وقال: إن لتدريس القرآن الكريم قسماً آخر. فسألته عن مكانه، فأخذني إلى المسجد، فوجدت أطفالاً صغاراً جداً يقرأون القرآن الكريم على حافظ للقرآن كفيف يعلمهم(6). فوجدت المدرس قد أخذ طفلاً صغيراً وضربه ضرباً مبرحاً، فصرخ الطفل، فقلت لدليلي: ما أظلم أن يحمل الصغار على مثل هذه الجهود الشاقة. فضحك الرجل وقال: إنه النصح والخير لهم وإن كان يبدو ظلماً. وإن تعويد الطلاب – من اليوم الأول – على تحمل المشاق هي المصلحة والحكمة بعينها، كما أنه يستوجبه مواجهة المعاناة التي قد يلقونها في حياتهم في المستقبل. وهل بقي في المسلمين اليوم شيء من عزائم الأمور والجهود المضنية غير هذه؟ وإليه يرجع الفضل في الحفاظ على ما تبقى من معالم الدين.

       وتساءلته عما قرأت في الصحف في العام الماضي من إناطة عمائم التخرج بأربعة من متخرجيها، هل ثمة أحد منهم؟ فقال: نعم، واحد منهم(7). هيا نزوره. فاستصحبني حتى دخل بيتا من البيوت، فإذا نحن بشاب قاعد فيه، بين يديه كتاب ضخم، يحيط به بضعة عشرطالباً يقرأون عليه، وفي جانب من البيت بندوقيتان، فسلمت عليه، فرد عليه رداً أحسن في سمو خلق، فسألته عما إذا كان ممن تمت إناطة العمائم بمناسبة التخرج في العام الماضي؟ فقال: هذا من كرم الأساتذة. فسألته عن الكتاب الذي بين يديه ما هو؟ فقال: كتاب علمي عربي، بَعَثَ به ناظر مكتبة إلي لترجمته. وقد اتفقنا على ألف روبية مقابل هذه الترجمة. وأتيت على نحو ثلاثة أرباع الكتاب، وسأنهي ما تبقى خلال شهر واحد بإذن الله تعالى. فسألته عن البندوقيتين؟ فقال: أنا مولع بالصيد، فأقوم بالتدريس من الساعة السابعة حتى الساعة العاشرة، ثم أخرج للصيد وأصيد إلى الساعة الواحدة. وأنصرف إلى الترجمة من الساعة الثانية حتى الساعة الرابعة.

       فقلت له: هلا تتوظف في الحكومة؟ فقال: إن الله تعالى يسوق إلي مئتين وخمسين روبية كل شهر، وأنا قاعد في بيتي، فما لي أرغب في التوظف؟(8) ثم قمت عنهم، ودخلت المكتبة فرحب بي ناظر المكتبة ترحيباً حاراً، وعرض علي فهارس الكتب التي بعثتني على العجب والحيرة، لم تدع هذه المكتبة فناً من الفنون وعلماً من العلوم إلا حوى من مصادره وكتبه. ثم عرض علي سجلا غيره، وهو سجل حضور الطلاب، مكتوب بخط جميل رائع. ووجدت حضوراً مكثفاً من الطلاب فقد بلغ عدد الحاضرين منهم مئتين وثمانية طلاب من إجمالي عددهم البالغ مئتين وعشرة طلاب.

       وكدت أقوم عنه حتى دخل علينا رجل يعلوه الخضرة، وسلم علينا وجلس، فقلت: من أنت؟ فقال: أنا مدير المدرسة. وعرض علي ثلاثة سجلات(9). وأشار إلى أنها كشوفات سنوية للموارد والنفقات. فانظر فيها.

       فنظرت فيها، فوجدتها مكتوبة حساباتها بخط واضح موثقة بتواريخها، وتشير الكشوفات المالية إلى توفير بعض المال في نهاية العام الماضي.

       ودعتني نفسي إلى أن أمضي أوقاتاً زائدةً بين الكتب، إلا أن الوقت ضاق علي، وكدت أمسي، فاضطررت إلى القفول.

       وتوصلت تحقيقاتي إلى أن أهل المدرسة مثقفون، في غاية من حسن السريرة، ونقاء الطوية، ولم أجد فناً من الفنون اللازمة إلا تقوم المدرسة بتدريسها. ويقوم شيخ واحد منهم – هنا – بمقابل أربعين روبية بالأعمال التي تستنفد آلاف الروبيات في الكليات الكبيرة. ولاأرى مكاناً للدراسة والتعليم للمسلمين خيراً منها، بل أقول: لو درس فيها غيرالمسلم لم يعدم فائدتها ونفعها. وكنت سمعتُ في الإنكلترا مدرسة للعميان، ولكن رأيت هنا بأم عيني كفيفين يثبتون أشكال الأقليدس في المدرسة برسمها في أكفهم إثباتاً يعز نظيره. وياليت كان السيروليم(10) حياً، فيزور هذه المدرسة بشوق ولهف، ويمنح طلابها الجوائز(11).

*  *  *

الهوامش:

(1)        هو السير جون ستريجي (5 يونيو 1823- 19 كانون الأول/ ديسمبر1907): ولد في لندن، ودخل كلية الخدمة المدنية في «بنغال» الهندية عبر شركة الهند الشرقية، وعمل في المقاطعات الشمالية الغربية واحتل مناصب هامة كثيرة. وفي عام 1862م أصبح المفوض القضائي في المقاطعات الوسطى.

             http://en.wikipedia.org/wiki/Main

(2)        هو مولانا منفعت علي [بن بلند بخش] الديوبندي (ت1327هـ/1918)، مدرس اللغة الفارسية، وكان حديث العهد بالتعيين مدرساً في العام نفسه (1291هـ) بعد ما أنهى دراسته. بدأ بشغل منصب مدرس فارسي، ثم عين مدرساً عربيا بعد سنوات، واستمر في التدريس بالجامعة حتى عام 1318هـ /1900م. (الرضوي). قال المترجم: كان عالماً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب والفقه والفرائض له رسالة بسيطة بالأردو في المواريث. وأحد الفقهاء المشهورين، ممن قرأ العلم على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي وغيره، بدأ دراسته بالجامعة عام 1284هـ. واعتزل عنهاعام 1318هـ، ودرس مدة في مدرسة «فتحبوري» ثم انتقل إلى «جامع العلوم» بـ«كانبور» ودرس بها  زماناً، توفي في كانبور، ودفن بها. راجع: نزهة الخواطر 8/1385، وتذكره مشاهير هند للأدوري ص247.

(3)        هو لويس شبرنجر (Louis  Springer): مستشرق نمساوي (1813- 1893م) اشتغل في مدرسة دهلي ومطبعة كالكوتا في الهند عام 1842م. وعلم العربية في جامعة برلين، وترجم ونشر العديد من الكتب العربية منها: كتاب (كشاف اصلاحات الفنون) للتهانوي، و(الإتقان في علوم القرآن ) للسيوطي، ونقل إلى الإنجليزية جزءا من كتاب (مروج الذهب) للمسعودي. ألف أيضاً كتبا في سيرة الرسول محمد ﷺ. راجع:

             http://en.wikipedia.org/wiki/Main

(4)        وهو الشيخ سيد أحمد الدهلوي: عين مدرساً بدرجة «معلم ثانٍ» عام 1285هـ، وخلف الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله في منصب رياسة هيئة التدريس عام 1302هـ حين توفي النانوتوي. واستمر في منصب التدريس حتى عام 1307هـ، كان أوحد زمانه في علوم الرياضي. وكان الإمام محمد قاسم النانوتوي يقوله فيه: «قد رزق الله تعالى المولوي سيد أحمد في فنون الرياضي الكفاءة والمناسبة بالقدر الذي لا يقل عما كان يتمتع به مخترعوهذه الفنون». تقارير دورية لعام 1293هـ ص 13. (الرضوي)

(5)        لعله يشيرإلى الشيخ المحدث محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله – رئيس هيئة التدريس بالجامعة. فقد كان فضيلته يتولى منصب رياستها من أوائل نشأتها. (الرضوي)

(6)        يعني به الحافظ نامدار خان. وهو من مواليد قرية «بَسِي» من مديرية «مظفرنغر». تم تعيينه مدرساً ومحفظاً للطلاب في العام التالي من نشأة الجامعة وهو عام 1284هـ/1867م، حين أنشئ قسم تحفيظ القرآن الكريم. واستمر في خدمة القرآن الكريم وتحفيظ الطلاب نحو خمسة وخمسين عاماً حتى عام 1339هـ/1920م وخلَّف تلاميذ كثيرين. وقرأ عليه القرآن الكريم عدد هائل بجانب مئات ممن حفظ عليه القرآن الكريم. وكثير منهم من أساتذة الدار نفسها. (الرضوي)

(7)        هذه الأيام من الأيام المبكرة جداً من حياة  «دارالعلوم»، ولكن ما قاله «جان بامر» يوحي إلى أن الصحف والمجلات كانت تتحدث عن أوضاع الجامعة و شؤونها. وأنها كانت توليها العناية والاهتمام. وهذا يعني أن دارالعلوم كان يعترفها الناس مركزاً له مكانته وأهميته القصوى.(الرضوي)

(8)        ولعل المشارإليه هو شيخ الهند محمود حسن الديوبندي –  رحمه الله. الذي تخرج عام 1290هـ/1874م، وعُيِّن مدرساً بلا مقابل عام 1291هـ، ولم يتخرج من أهل ديوبند عام 1290هـ غيره. وكان مولعاً بالصيد ولعاً شديداً. ومن المؤسف أني لم أعثر على الكتاب الذي أشار «جان بامر» إلى أن شيخ الهند كان بصدد ترجمته. (الرضوي)

(9)        أي الشيخ رفيع الدين رحمه الله، الذي تولى إدارة الجامعة اعتباراً من عام 1284هــ /1867م إلى عام 1286هـ /1869م. ثم عاد إلى إدارة الجامعة اعتباراً من 1288هـ /1871م حتى عام 1306هـ /1888م. (الرضوي)       

(10)      لعله: السير ويليام أوسلر (بالإنجليزية: Sir William Osler) (مواليد 12 يوليو184929 ديسمبر1919) طبيب كندي.ويعتبرواحداً من أعظم رموز الطب في العصر الحديث ووُصف بأنه أبو الطب الحديث. وكان أوسلر – بجانب كونه طبيبًا – إخصائي علم أمراض ومعلمًا ومُشخص أمراض ومثقفًا ومؤرخًا وكاتبًا ومحاورًا ومنظمًا .وقد عمل لفترات متقطعة في تدريس الطب في مختلف الجامعات منها جامعة «ماك غيل» و«ترنتو» و«بنسلفينيا»، وكأستاذ بـ«أكسفورد». ولد أوسلرفي «بوندهيد» بـ«أونتاريو» في «كندا»، وتخرج في جامعة «مكجيل» في «مونتريال» عام 1872م. عمل في جامعة «مكجيل» من عام 1875م حتى عام 1884م محاضرًا في علم وظائف الأعضاء وأستاذًا للطب. وفي عام 1884م عمل أستاذًا في جامعة «بنسلفانيا» الأمريكية. وبعد أربع سنوات عُيِّن أستاذًا للطب في جامعة «جونز هوبكنز» الجديدة في الولايات المتحدة. وشغل في الوقت نفسه منصب كبير الأطباء في المستشفى الجديد هناك. ذهب أوسلر إلى جامعة «أكسفورد» في إنجلترا عام 1905م بصفته أستاذًا ملكيًا في الطب. وهو مركز من أرفع المناصب الطبية مكانة في بريطانيا.

(11)      انظر: رسالة «جان بامر» ضمن التقارير الدورية لعام 1304هـ بعنوان «البشارة». (الرضوي)

*  *  *


(*)     الأستاذ بالجامعة   Email: almubarakpuri@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، جمادى الأولى 1435 هـ = مارس 2014م ، العدد : 5 ، السنة : 38

Related Posts