دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله
(المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري
الأستاذ بالجامعة Email: almubarakpuri@gmail.com
عام1290هـ،وحفلة توزيع الجوائز:
أكمل – في هذا العام – خمسةُ طلا ب المقررات الدراسية، وحصلواعلى شهادة التخرج، أحدهم شيخ الهند محمود حسن الديوبندي رحمه الله (1268 -1339هـ/1851-1920م) وشهد «جامعُ ديوبند» – حيث نُقِلت إليه «دارالعلوم» حينئذ بعد ما ضاق عليها موقعها الأول – مراسمَ توزيع الجوائز ومنح الشهادات. وحضر هذه الحفلة محبو «دارالعلوم» من المناطق المختلفة. وأبرز من حضرها: الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي (1244-1323هـ/1829-1905م) والإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله (1248-1297هـ)، والقاضي محمد إسماعيل المنغلوري، والمولوي محمد هاشم صاحب «مطبعة هاشمي» بـ«ميروت» والشيخ ذوالفقارعلي – وكيل مفتش المدارس بمديرية سهارن فور(1237- نحو1322هـ/1821- 1904م) والطبيب ضياء الدين، والمنشي محمد صديق – وكيل مديرمحافظة «نهرجمن» شرقي،والشيخ محمد مظهر(1) – صاحب مدرسة «مظاهرعلوم» سهارن فور- والخواجه أبوالحسن، والمنشي محمد حيات – صاحب صحيفة «نجم الأخبار» – (1237- نحو1322هـ/1821- 1904م) وغيرهم.
وألقى الإمام محمد قاسم النانوتوي – رحمه الله – عقب صلاة الجمعة خطبةً ضافيةً، شدَّدت على الحاجة إلى إنشاء «دارالعلوم» وأهميتها كما أشبع منهجها الدراسي بحثاً ودراسةً وبحكمة بالغة. وبما أن هذه الخطبة الضافية تشرح أهداف دارالعلوم التعليمية، وفوائد منهجها الدراسي شرحاً وافياً، إليكم بعض مقتطفاتها:
«أقدَمَ بضعةُ عباد الله المخلصين الناصحين للأمة على إنشاء مدرسة في«ديوبند» ثقةً بالله تعالى. وشقوا – بذلك – طريقاً يؤدي بالنوع البشري عامةً والمسلمين خاصةً إلى النجاح والفلاح. ونحمد الله تعالى على أن هذه المدرسة أحزرت رقياً وازدهاراً فوق ما كان يُظن. ونشأت مدارس عديدة اقتفاءً بأثرها. وأصبح العلم يسود هذه العصور المتأخرة كالمصباح يسترد ضياءه قبل أن ينطفئ. وقد توجه إلى هذه المدرسة مئات الطلبة واستفادوا من هذه النعمة العظيمة، ونالوا ما كُتِب لهم من نصيبهم قليلاً أو كثيراً وفقاً لأهليتهم وقدراتهم. ولكن لايخفى على القاصي والداني أن هذه المدرسة قام بإنشائها سكان «ديوبند»، وأنهم السابقون في هذا المضمار. وإن كان ساهَمَ في هذه المدرسة آخرون من غير أهلها إلا أن الفضل فيه يرجع إلى سكان ديوبند، و لذا لوقلنا: إن لسكان «ديوبند» أجر الناس كلهم سواهم، لكان خير ما يصدق عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم : «من سنَّ سنةً حسنةً فله أجره وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة»، أو كما قال عليه السلام(2).
ولقد أتى أهل «ديوبند» عملاً عبقرياً يُذَكِّرهم العالمَ كله حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وستظل هذه المدرسة الشهيرة تذكارا لهم. وبما أن معظم المدارس غيرها قامت ونشأت برعاية منها فإنها ستمثل – عند أولي الألباب – امتدادًا لمدرسة «ديوبند» وبركةً من بركاتها ونفحةً من نفحاتها، ولوفاقتها غيرُها من المدارس رقياً وازدهاراً.
أضِف إلى ذلك ما يعاني أهل «ديوبند» من البؤس والشح في فرص كسب العيش، فإن همَّتهم العالية و طموحاتهم الصادقة الوثَّابة – رغم هذه الأوضاع المعيشية المتدهورة – تفوق ما يقوم به الحكومات من الأعمال للصالح العام.ثم إن رغبتهم الجامحة وحرصهم الشديد على توفير الوجبات الغذائية للطلاب مما يعجز عن وصفه اللسانُ. فإذا كانت الملائكة تضع وتبسط أجنحتها لطالب العلم، فإن أهل «ديوبند» قد مسحوا رؤوسهم – رحمةً بهم – مسحاً أنساهم آباءهم فاتخذوا من «ديوبند» بلداً لهم، وموطنا أو كادوا. و ذلك مما لايشارك فيه أحد من المتبرعين لصالح المدرسة أهلَ ديوبند. فجزاهم الله تعالى خيري الدنيا و الآخرة. والحاصل أن العالم كله يستفيد من هذه النعمة العظيمة بمساعي أهل «ديوبند». وقد هُرِعَ إليها بعضُ الطلبة الهنود الذين كانوا قد توجهوا إلى مكة المكرمة طلباً للعلم، حين بلغهم صيت هذه المدرسة الديوبندية.
ولاشك أن هذه المدرسة ومدرسة «سهارن فور» تمثلان خير سبيل إلى تلقي العلوم العقلية والنقلية والحصول على الاستعداد والكفاءة فيها. ولايعجز طلبةُ هذه المدارس – إذا ما استكملوا الدراسات فيها – عن تحصيل سائر العلوم القديمة والجديدة بحكم امتلاكهم لناصية الكفاءة والاستعداد. ويرجع ذلك إلى أن هذه المدارس لم تركز عنايتها على العلوم الدينية – التي تمثل العمود الفقري في خلق الاستعداد والكفاءة لها – بل تحاول استكمال فنون الذكاء والفطنة حسب القواعد والأصول المتبعة من قبلُ. وكان من جَرَّاء ذلك أن خَرَجَ في المسلمين فحولُ العلماء ذوو الكفاءات والقدرات العالية. فنحن على يقينٍ بأن طلا ب هذه المدارس – وإن لم يظفروا ببعض العلوم و الفنون الجديدة – ستَحُلُّ الكفاءةُ التي يملكونها محل المعلم الحاذق والأستاذ النحريرلهم، وتُغنِيهم عنه. وإن طلاب هذه المدراس الدينية – وإن حُرِموا ما يتمتع به طلاب المدارس العصرية من الدربة القوية على بعض الفنون الجديدة لكثرة ما يضمها مناهج هذه المدراس العصرية من أمثال هذه العلوم فيما يبدوا – سيعترف أولي العدل والإنصاف بتفوقهم – في واقع الأمر – على طلاب المدارس العصرية هؤلاء؛ لأنهم – أي طلاب المدارس العربية – يملكون من القدرات والصلاحيات البالغة ذروتها ما يعجز عنه طلاب المدارس العصرية. و هَبْ أنهم يُعوزُهم بعضُ العلوم الجديدة – بحكم عدم تدربهم وتمرنهم عليها – فإن طلاب المدارس العصرية أدنى منزلةً وأنقص – بمراحل – من طلاب المدارس العربية؛ لأنهم – أي طلاب المدارس العصرية – يفقدون قوة الكفاءة العلمية بجانب حرمانهم من العلوم الدينية.
ثم نشير الآن إلى ما يشرح السبب الذي حَدَا بنا إلى اختيار هذا المنهج المحدد في مجال التعليم والتربية، وكذلك ما عاقَ دون ضَمّ العلوم الجديدة إلى مقررات هذه المدارس العربية. وأهم الأسباب وأعظمها يتمثل في أن العملية التربوية – خاصةً كانت أوعامةً – يجب أن تركز عنايتها على الجانب الذي اعتراه النقص وتسرب إليه الخلل.
فلايخفى على عاقلٍ أن تعليم العلوم الجديدة قد قطع – بحكم تكاثر المدارس العصرية – من أشواط التقدم و الرقي ما عجزعنه العلومُ القديمة حتى في عهود الملوك. وأما العلوم النقلية فقد شهدت من التدهور والانحاط ما لم يشهده العالم في عصرمن العصور. ففي مثل هذه الأوضاع كان من العبث أن يهتم الشعب بإنشاء المدارس العصرية لتعليم العلوم الجديدة. فاستوجب ذلك التركيزَ على العلوم النقلية والعلوم التي تضمن الكفاءةَ في العلوم السائدة والعلوم الجديدة دون غيرها.
وثانياً: إن الجمع بين تحصيل العلوم الكثيرة في زمانٍ واحد يؤدي إلى ضعف الكفاءة فيها جميعاً. نعم، إذا أقبل الطالب – بعد تحصيل علوم الذكاء – التي وُضِعت لخلق الكفاءة والاستعداد خاصة – على العلوم والفنون القديمة و الجديدة الأخرى؛ فإن المرحلة الزمنية للتحصيل والدراسة ستتعادل، ويعين هذا التقديم والتأخير في التحصيل الدراسي على تحقيق الهدف المنشود كثيراً. كما يخلق ذلك كفاءةً وقدرةً في كل علم وفن. وعليه تمَّ الجمع بين العلوم النقلية وعلوم الذكاء في التحصيل. فإذا توجه طلاب هذه المدارس بعد ذلك إلى المدارس العصرية الحكومية ليتلقوا العلوم الجديدة؛ فإنه يشكل أكبر معوانٍ على إحكام كفاءتهم وقدرتهم . فياليت الحكومة الهندية تقوم بإلغاء اعتبارالمراحل العمرية للالتحاق بالمدارس في حق الطلاب الجدد، ليعود ذلك في صالح العامة، وتتبينَ الحكومةُ صدق ما نقول عن جدارة.
والحاصل أن هذه المدرسة تشكل ذخراً عظيماً وتراثاً للعلم والأدب والكفاءة، يتمثل كل ذلك فيما نرى بأم عيوننا اليوم من طلابٍ تلقوا الدراسة في هذه المدرسة، وحازوا القدرات والكفاءات، وفاقوا أقرانهم بما اتصفوا به من العلاقة اللازمة التي ترتقي للمطلوب في كل فنٍ من الفنون، والكفاءة اللائقة التي يتطلبها كل علم من العلوم».
وتحدث الإمام النانوتوي عن الشؤون المالية في المدرسة واستطرد:
«إن شؤون المدرسة المالية والحسابات الممتدة على ثماني سنواتٍ واضحةٌ وضوحَ المرآة الصافية. ومسموحٌ لكل واحد بأن يتقدم ويتأكد منها. ومن يفعل ذلك فقد امتنَ علينا، لأن ذلك مما يبرئ ذمتنا، ويضمن للمدرسة و المسلمين النجاحَ والفلاحَ. كما أننا على علمٍ بأن ذلك يؤدي إلى رفع ذكر سكان «ديوبند» – ذوي الطموحات البعيدة، والذين قاموا بتقديم معوناتهم المالية والغذائية للمدرسة، بجانب سائر المشاركين في هذا العمل الخيري المبارك. ويتبين العقلاء والأذكياء الهدفَ الذي يسعى لتحقيقه مصنع الرجال هذا.
أيها الإخوة، إن العاملين والساعين لهذه المدرسة لايرجو أحد منهم من وراء عمله تحقيقَ مصالح ذاتية حتى يظن الظانُّ بهم ظناً، نعم، يحق لنا أن نقول: إن نجاحكم وفلاحكم من مصلحتنا جميعاً».
وتمت إناطة العمائم بأصحاب الفضيلة الآتية أسماؤهم:
شيخ الهند محمود حسن الديوبندي(1268-1339هـ/1851-1920م)، والشيخ عبدالحق الفورقاضوي(3)، والشيخ فخرالحسن الكنكوهي (ت 1315هـ)، والشيخ فتح محمد التهانوي(4)، والشيخ عبد الله الجلال آبادي.
عام 1291هـ، وصيت دارالعلوم العالمي:
ولم تدخل «دارالعلوم» في العام التاسع من عمرها حتى تجاوز صيتها الهندَ إلى الدول الإسلامية. وخير ما يدل على ذلك أن صحيفة «الجوائب» الصادر من «القسطنطينة» بدأ إصدارها إلى «دارالعلوم» مجاناً. وتعتبر هذه الصحيفة صحيفةً مرموقةً(5).
الشروع في ضم المدارس إلى دارالعلوم:
تقدم القائمون على مدرسة «تهانه بهون» بطلب يفيد ضمَّ مدرستهم إلى «دارالعلوم» في العام الماضي، فتقول التقارير الدورية: «قدمضت مدة غير يسيرة على مدرسة عربية في «تهانه بهون» بمديرية «مظفرنغر» بذل في إنشائها المسلمون ما بذلوا، وارتأى مديرها المنشي عبد الرزاق، والشيخ فتح محمد (رئيس هيئة التدريس بالمدرسة) إخضاع هذه المدرسة لمدرسة «ديوبند» واعتبارها فرعاً من فروعها ليُشرف على نظامها التعليمي ومواردها ونفقاتها مدير مدرسة «ديوبند». فتشاورا فيما بينهم وتوصلوا إلى أنه يحبذ إخضاعُها لمدرسة «ديوبند»، فوُكِلَ نظامها إلى مدرسة «ديوبند» اعتباراً من شهر المحرم عام 1291هـ».
شيخ الهند يتولى التدريس بالجامعة:
وكان شيخ الهند محمود حسن الديوبند ي – رحمه الله – الذي بدأ دراسته في الجامعة في العام الذي تم تدشينها – قد استكمل المناهج الدراسية المتبعة فيهاعام 1290هـ. وفي العام التالي من تخرجه عَيَّنَه المجلسُ الاستشاري مدرساً مساعداً بالجامعة، وجاء هذا التعيين في أول أمره بلا مقابلٍ يتقاضى من المدرسة، ثم تم تعيينه بدرجة «مدرس رابع». ثم تدرج خلال مدة يسيرة إلى منصب «رئيس هيئة التدريس». وستجيء تفاصيله لاحقاً.
تحديد الموقع الحالي لدار العلوم:
سبق أن قلنا: إن «مسجد تشته» ضَاقَ على الطلاب فنُقِلت المدرسةُ إلى مسجد «القاضي»، ثم لم تمضِ إلا مدة يسيرة حتى عجز هذا المسجد هو الآخر عنهم، فأقيمت الأروقة في «جامع ديوبند» على الطراز القديم الذي كانت عليه المدارس، فنقلت إليها المدرسة عام 1290هـ، فما لبث أن ضاقت هذه الأروقة هي الأخرى عليهم بحكم التطورات الوثابة التي كانت تشهدها المدرسة، فوافق المجلس الاستشاري – نزولاً عند رغبة الإمام محمد قاسم النانوتوي – على إقامة مبنىً ضخمٍ في ضواحي المدينة، يفي بحاجات المدرسة، وتمَّ عرض هذا الاقتراح على الحضور بمناسبة حفلة توزيع الجوائز في 19/ذي القعدة عام 1291هـ، الذي قُوبلَ بالحفاوة والإعجاب منهم، و أخذوا يجمعون التبرعات لتحقيق هذا الهدف المنشود من تاريخه، وتم شراء قطعة أرض في شمال غرب المدينة، تسمح للجامعة بمد نشاطاتها وتغطي حاجاتها التي قد تَعرضُ لها في المستقبل رغم متاخمتها لمسجد «تشته» وقربها من العمران. فتقول التقارير الدورية: «نحمد الله تعالى على أن شملت رحمته العامة وفاضَ تأييده الغيبي في تحقيق هذه الأمنية التي كنا نتطلع إليها من زمن غير قليلٍ – كما تجلت رحمته الواسعة في تحقيق غيرها من الأماني وتجسيد المشروعات أي أن المجلس الاستشاري قرر اتخاذ مبنى موسعٍ يغطي حاجة الطلاب من التعليم والسكن. فعرضوا هذا الأمر على الحضور في حفلة توزيع الجوائز المنعقدة في 19من ذي القعدة عام 1291هـ فسرعان ما قام بعض ذوي الطموحات العالية والعزائم البعيدة في نفس الوقت بعمل قائمة تضم كل من يرغب في مدِّ يد العون و المساعدة لتجسيد هذا المشروع العملاق، وسجلوا فيها أسماءهم، وأخذ الناس يتهافتون على تسجيل أسمائهم لتقديم مساعداتهم لصالح هذا المشروع، حتى تجمع لهم قنطارٌ من المال، فَشَرَوا قطعة أرضٍ واسعة لإقامة المشاريع البنائية عليها، وهي اليوم في حاجة إلى من يقوم بتمويل مشاريعها البنائية، فالمرجوا أن يتقدم ذوو الهمم العالية إلى ذلك، ليتم الشروع في تنفيذ هذا المشروع، فإنه سيكون صدقةً جارية لهم. ولايَهُمَّنَّ أحداً أ قليلٌ ما يقدمه أوكثيرٌ . فهل ماء البحرإلا قطرات، وأليس «من الذوذ إلى الذود إبل». نعم، يتطلب ذلك كله عزيمةً صادقةً ونفساً رفيعةَ المرمى. وبإذن الله تعالى سيهون ذلك كثيراً بفضل الله تعالى إذا ما رغبتم فيه وحرصتم عليه».
* * *
الهوامش:
(1) هوالشيخ المحدث محمد مظهربن لطف علي بن محمد حسن الصديقي الحنفي النانوتوي: (1239-1302هـ/1823-1885م) أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث ولد ونشأ بنانوته قرية من أعمال «سهارنبور»، وسافر للعلم إلى دهلي، فقرأ على مولانا مملوك العلي النانوتوي، وعلى الشيخ صدر الدين الدهلوي، والشيخ رشيد الدين. وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ الأجل الشيخ محمد إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي. واشتغل بالتصحيح في مطبعة «نولكشور» زماناً وأخذ عنه الطلبة الفقه والأصول والكلام. وكان ممن قرأ عليه الإمام محمد قاسم النانوتوي قرأ عليه بعض الكتب الابتدائية ثم تصدر للتدريس و أفنى قواه في تدريس الكتاب والسنة ونشر العلوم والفنون بجامعة «مظاهرالعلوم» في «سهارنبور» عام 1283هـ. وأبلى بلاء حسناً في الحرب ضد الاستعمار (نزهة الخواطر 8/1372؛ مشاهير علماء ديوبند للمقرئ فيوض الرحمن1/593 وما بعدها)
(2) رواه مسلم في الكسوف باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة… بلفظ: «من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غيرأن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غيرأن ينقص من أوزارهم شيء».
(3) هوالشيخ عبد الحق الفورقاضوي ( 1258-1341هـ/1842-1923م): من مواليد مدينة «قاضي فور» بمديرية «مظفرنغر»، التحق بـ«دارالعلوم» عام 1282هـ وتخرج فيها عام 1286هـ، تولى منصب «المحاسب العام» في ولاية «رتلام» بعد تخرجه من الجامعة. واستمر عليه حتى أتاه اليقين. وسيأتي ترجمته مفصلة لاحقاً. (راجع: تاريخ دارالعلوم 2/27-28؛ مشاهيرعلماء ديوبند 1/258)
(4) هوالفقيه فتح محمد الحنفي التهانوي(ت 1320هـ): أحد الفقهاء الصالحين ولد ونشأ بـ«تهانه بهون» – قرية جامعة من أعمال مظفرنكر – واشتغل بالعلم وقرأ أكثر الكتب على ملا محمود الديوبندي، والشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وبعضها على مولانا قطب الدين الحنفي الدهلوي ومولانا عبد الرحمن الباني بتي، والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري ثم لازم الشيخ إمداد الله العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة، وأخذ عنه الطريقة. وكان حليماً متواضعاً زاهداً متعبداً مجوداً يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب و يتلطف بمن له رغبة في الاشتغال بالعلوم، ويدرس في علوم عديدة، ويحسن إليهم ويخدمهم في كثير من الأمور. ومن خصائصه أنه سافرمدة عمره راجلاً لم يركب قط على عربة ولا على غيرها من المراكب. (نزهة الخواطر8/1322؛ مشاهيرعلماء ديوبند1/391)
(5) صحيفة سياسية أسبوعية أنشئت عام 1860م في «الآستانة»، وكانت تطبع في المطبعة السلطانية، وفي عام 1870م أنشئت لها مطبعة خاصة عرفت بـ«مطبعة الجوائب». نالت الصحيفة شهرة في العالم الإسلامي لم تنلها صحيفة سواها منذ إنشاء الصحافة العربية.فأقبل السلاطين والملوك ورؤساء الحكومات العربية الإسلامية عليها، وبلغت من حسن التبويب والإتقان وبراعة التحرير وجودة الأساليب حداً جعلها أكبرصحف ذلك العهد وأوسعها انتشارا، وكفي دليلاً على مكانة الجوائب بين الصحف العربية والعالمية أن صحافة الغرب كانت تنقل عنها، وتستشهد بها في معرض الحديث عن سياسة الشرق. ولم تكتف الجوائب بمركزها السياسي وبمنبرها الشرقي الذي كان تسمع منه أجهرالأصوات، بل أضافت إلى ذلك ميدانها الأدبي، ومعرضها الحامي في الجدل والمناظرات، وكثيراً ما قامت فيها المعارك الأدبية بين أبرز رجاله، أمثال: الشيخ إبراهيم اليازجي، والشيخ سعد الرتوني، والدكتور لويس الصابوني.
http://www. asharqalarabi.org.uk/center/rijal-fares1.htm
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، ربیع الثانی 1435هـ = فبرایر 2014م ، العدد : 4 ، السنة : 38