محليات
بقلم: محمد أبرار كليم القاسمي
الحفلة الافتتاحية للورشة الفقهية
افتتحت صباح يوم السبت 31 /أغسطس 2013هـ 23/شوال 1434هـ دورة تدريبية فقهية استمرت خمسة أيام مابين 23-27 شوال/1434 هـ الموافق 31/ أغسطس -4/سبتمبر 2013م. وذلك بعنوان «مهارات البحث في القضايا الفقهية المعاصرة ومصادره المطبوعة والإلكترونية ونماذج تطبيقية من القضايا المعاصرة» نظمها مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض بالتنسيق مع مجمع الفقه الإسلامي، الهند، في قاعة مركز الهند الدولي ، شارع لودي، دهلي الجديدة تحت رئاسة فضيلة الشيخ الدكتور سعيد الرحمن الأعظمي المحترم الرئيس العام لدارالعلوم التابعة لندوة العلماء لكناؤ. بدئ الحفل الافتتاحي لها بآي من القرآن الكريم سعد بها فضيلة المقرئ عبد الباسط ـ حفظه الله ورعاه . ثم تلاه فضيلة الشيخ الدكتوربدر الحسن القاسمي نائب رئيس المجمع يرحب الضيوف المحترمين أصالةً عن نفسه ونيابةً عن أعضاء المجمع أبلغَ الترحيب وأجمله، كما هَنَّأَ مركزَ التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة على تنظيمه الورشةَ التي تتطلبهاالساعة بالتنسيق مع مجمع الفقه الإسلامي، الهند، وأزجى الشكر والتقدير لمركز التميز البحثي معربًا عن غاية سروره بما ينطلق منه المركز عن اهتمامه بتحقيق الرقي والتقدم في مجالي العلم والفكر في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها ما يثلج صدر الأمة الإسلامية ويعلي همتها.
وأضاف قائلاً: في ظل اهتمام القيادة الحكيمة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين عبد الله ـ حفظه الله ورعاه ـ وسمو ولي عهده الأمين يشهد التعليم العالي قفزات كبيرة وتطورًا هائلاً تشمل جميع جوانب عملية التعليم، وهذا الاهتمام ترتسم ملامحه بكل وضوح في مد جسور العلاقات بين المراكز العلمية في المملكة والمراكز العلمية في العالم الإسلامي.
وقال الدكتور: «إن الإسلام دخل إلى الديار الهندية في عصوره الأولى عن طريق التجارالدعاة والمجاهدين الغزاة والعلماء المحتسبين والبحارة العرب المسلمين الذين كانوا يردون سواحل «المليبار» و«السند» عن طريق بحر العرب والذين حملوا إليها العلم والدين والرسالة الإسلامية مضيفًا: إن العرب كانوا على صلة تجارية بالهند ويعرفون منذ القدم العود الهندي والحسام المهند ، بل كانوا يسمون بناتهم هندا».
واستطرد الدكتور قائلاً: إنه قامت في الهند حكومات إسلامية عديدة وحكمها الأباطرة المسلمون والملوك المؤمنون نحو ألف سنة وطرزوا حواشيها بالمكرمات والبطولات، وأناروا دياجيرها بنور «لا إله إلا الله»، وهذبوا ربوعها بالحضارة الإسلامية الراقية وعمروا بالثقافة الإسلامية، وأنشأوا فيها مساجد ومعاهد ومدارس ومراكز التثقيف الإسلامي بعدد لا يحصى، كانت مراكزَ الإشعاع الإسلامي في جانب، وآيةً يتيمةً في فن الهندسة الإسلامية والبناء الإسلامي الطراز في جانب آخر، وحولوا البلاد كلها مثالاً في الرفاهية والرخاء والأمن والاستقرار والتسامح الإسلامي والتعايش السلمي بين أبناء ديانات شتى ظلت تموج رياض القارة منذ القدم ، وكان المسلمون على عهد الحكم الإسلامي آمنين على عقيدتهم ودينهم وثقافتهم وتقاليدهم؛ لأن الملوك المسلمين كانوا يتكفلون مدارس الدين، ومعاهد التعليم، أو يقطعون لها من الإقطاعات ما يفي بتغطية جميع حاجاتها وتأمين مسيرتها، حتى أصبحت دهلي تضاهي بغداد والقاهرة ودمشق في كونها عاصمة العلم والثقافة مشيرًا: إن لعلماء الهند دورًا كبيرًا في نشر العلم وخدمة الحديث النبوي الشريف حتى يقول العلامة رشيد رضا المصري في مقدمة مفتاح كنوز السنة، «لولا عناية إخواننا في الهند منذ القرن العاشر لكان علم الحديث قد انقرض من الحجاز ومصر والعراق والشام وغيرها من البلاد».
ومن الكتب المعروفة لعلماء الهند كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، وكنز العمال لعلي المتقي الهندي، وحجة الله البالغة للدهلوي والعباب الزاخر للضغاني، ومسلم الثبوت للبهاري ومجمع بحار الأنوارللفتني وغيرها كثير. كما قام علماء الهند بتدوين موسوعة الفتاوى العالمكيرية والفتاوى التتارخانية وغيرها في الفقه الحنفي.
ثم قدم الدكتور ضرائب الإجلال والتقدير إلى روح فقيد الأمة الإسلامية وفقيه الهند في العصر الأخير العلامة القاضي مجاهد الإسلام القاسمي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ مؤسس مجمع الفقه الإسلامي، الهند، الذي لازال اسمه رمزًا شاخصًا للفقه الإسلامي وبراعته في تقديم حلول ناجعة صائبة سليمة للمستجدّات الفقهية الشرعية.
ثم أعقبتها خطبة مفتاحية قدمها فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني الأمين العام للمجمع باللغتين العربية والأردية، تناولت نبذةً عن المجمع وأعماله، كما سلط ضوءً خاطفاً على ضرورة التحقيق العلمي ومبادئه ومناهجه وشمول التحقيق الفقهي في منظور العصر داعياً الأجهزةَ الإداريةَ للمدارس الإسلامية والمؤسسات التعليمية والجامعات إلى عنايتها بجانب البحث العلمي بما يحقق من أهداف تخدم الدين والوطن.
ثم قُرئت على الحضور الرسالة المكتوبة لمعالي السيد/ كي، رحمن خان وزير شؤون الأقليات في حكومة الهند، التي تقول: إنه ليس الأمن والاستقرار هما اللذان تنعم بهما بلاد السعودية فحسب؛ بل إنها كل سنة في تطور وتقدم، وتوسع إيجابي في كثير من مجالات العلم والمعرفة والتقنية والخدمات المتنوعة التي فيها تحقيق راحة الشعب السعودي وعموم أبناء الوطن، وفيها رفع لشأنها، وتعزيز لمكانتها، وتحقيق لريادتها بين دول العالم، وجعلها في مصاف الدول التي لها شأنها وأهميتها وعلو قدرها في أعين الناس عموماً والمسلمين خصوصًا. وما يشهده البلد السعودي من الرقي في مجال العلم لَهُوَ من المفاخر العظيمة والمآثر الكريمة لهذه الدولة المباركة والقيادة المسددة في ظل رعاية العاهل السعودي المعظم.
وتمثل مسيرة المملكة على عهد خادم الحرمين الشريفين مراحلَ ثريةً حافلةً بالإنجازات على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي وبات صوتها مسموعاً في مختلف المحافل الدولية، وتوالت عطاءات وإنجازات سمو الملك خادم الحرمين الشريفين عبد الله ـ حفظه الله ـ على الأصعدة كافّة، وامتدت أياديه البيضاء لتلامس طموحات واحتياجات أبناء شعبه بمختلف فئاتهم .
واستطرد الوزير قائلاً : إن خادم الحرمين الشريفين عبد الله ـ حفظه الله ورعاه ـ وضع هموم شعبه وأمته نصب عينيه، فتمثل ذلك في العديد من القرارات والأوامر الملكية السامية التي تنصب في مصلحة وطنه وأبناء شعبه انطلاقاً من حرصه على توفير كل سبل الحياة الكريمة للمواطنين الذين أحاطوه بكل مشاعر الود والحب والولاء في كافة أرجاء البلاد.
وصرح الوزير في رسالته أن البلاد الأخرى في الشرق الأوسط تمرّ بمرحلة من الاضطراب والفوضى، فهل يقدر الإسلام على حل هذه المشاكل السياسية قائلاً: إن القضايا المعاصرة الشائكة الكثيرة تلحّ على الباحثين إلى إبراز إطارها الفقهي الشرعي، أرجو أن مثل هذه الدورات التدريبية ستقوم بدور فاعل في تمهيد طريق التوعية.
وقال الأستاذ الدكتور عياض بن نامي السلمي مدير مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة بجامعة الإمام محمدبن سعود الإسلامية، الرياض في خطابه الضافي الشيق ما مفاده: إن البحث العلمي ركيزة أساسية في التعليم العالي، وعنصر من أهم عناصر تحقيق التقدم والرقي، وإنما تزدهر الحضارات وتنتج الخطوات، ويقاس السبق في أي مجال بالاهتمام بهذا الجانب، وواقع الدول المتقدمة شاهد بهذا؛ فإن من الأولويات التي اعتمدتها وزارة التعليم العالي، وسعت إليها دعم مسيرة البحث العلمي بالخطوات العصرية وتفعيل دور الجامعات فيه وربط البحث بالاستراتيجيات العامة للدولة؛ ليخرج عن النمط التقليدي إلى النمط المتطور الذي يبني على أسس قوية ومرتكزات مهمة تسهم في التنمية والاقتصاد؛ ومن هنا نشأت فكرة مراكز التميز البحثي، وكانت أول ما بدأت في التخصصات العلمية، وبما أن الأسس التي يبني عليها التطور العلمي مشتركة، والمسائل والنوازل والأحكام الشرعية جانب مهم من جوانب البحث العلمي، ويمكن تحقيق التميز فيه بالمعايير التي يقاس بها أداء مراكز التميز في التخصصات الأخرى مع اعتبار الخصوصية في طبيعة هذه الدراسات؛ لاسيما مع اعتبار تجدد المسائل والنوازل وتشعب التخصصات الذي أصبح سمةً للأطروحات والمعالجات.
وتنزيل الحكم على القواعد والنصوص أو المقاصد العامة مهم جدا؛ ومن هنا يمكن القول بأن التميز يمكن تحقيقه وقياسه في هذه التخصصات بدرجة علمية، وقد حظيت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض بأن تكون الرائدة والسباقة كما هو ديدنها وشأنها ولاسيما لأن ماضيها وخبرتها في هذه التخصصات منذ ستين عاماً، فهي منذ تأسيسها معنية بهذه المجالات، وتميزت سواء في إدارتها أو مناهجها أو كلياتها أو مخرجاتها، ولذلك فلا غرابة أن تحقق الأولية في التميز وتبرم وزارة التعليم العالي عقد مراكز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة معها؛ ليكون أول مركز يتم إنشاؤه في العلوم الشرعية على مستوى مؤسسات التعليم العالي . والمركز يستمد مكانته من اهتماماته وما يؤمل منه، وما يحققه من أهداف تخدم الدين والوطن.
والمركز يسعى للتعاون مع المؤسسات العامة والخاصة بهدف تقديم المشورة المبنية على دراسات عميقة ومتخصصة للإسهام في تقديم الحلول الشرعية لمشكلات ذات طابع شرعي، كما يرمي إلى اتخاذ منهج موحد شامل يضمن حلولا ناجعة للمستجدات الفقهية المعاصرة تفادياً من تشتت الجهود وانفصام عروة المساعي لأهل العلم والفقه سعيًا إلى توحيد صفوفهم ولم شتاتهم في أرجاء العالم الإسلامي مع اختلاف المذاهب الفقهية.
ويأتي المؤتمر العظيم الأول المنعقد في شهر رمضان المبارك في الرياض عاصمة المملكة تحت عنوان «المنهج الأصلي للقضايا المعاصرة» خطوة هامة نحو هذا الهدف الجليل الذي شارك فيه عدد عريض من العلماء الكبار والمثقفين والباحثين من داخل المملكة وخارجها بأوراق عملهم ومقالاتهم التي دبجها يراعهم والتي تناولت أكثر من ثلاثين موضوعاً جديرًا بالاعتناء وقد طبعت في أربعة مجلدات ضخام.
وقد سبق أن عقدت ورش فقهية علمية حول الموضوع نفسه شعورًا من القائمين عليها بأهمية توجيه المنهج البحثي وجهةً رشيدةً. ومنذ أن حدث الانفجار العلمي وتسارعت تطوراته، وتكدست اكتشافاته، تراكمت قضايا، وتزاحمت مشكلات، و كأن العالم قد ظهر في ثوبه الجديد، تغيرت العادات وتبدلت الأعراف، وظهرت مخترعات، واستُحدثت عقود، ووُجدت أحوال في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد والطب، والتجارة والصناعة وغيرها. وهذه التغيرات المتسارعة الناجمة في المحيط الإسلامي الدولي تطرح قضايا فقهيةً كثيرةً؛ فالحاجة تدعوإلى أن تستقطب اهتمامَ أولي العلم والفقه دون غيرها من المسائل القديمة التي تطفح بدواوين الفقه بنصها وفصها؛ لأن العلماء الأقدمين السلف من الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية قد سبق لهم أن استفاضوا فيها شرحاً وتفصيلاً وربما نرى كتب الفقه تتضمن مسائل افتراضيةً يسميها الفقهاء الأحناف بالفقه التقديري.
وقال: إن البحث العلمي مكمل للنشاط التعليمي ورافد مهم له في الجامعات بصفته ركيزةَ التطور والتقدم في كل مجالات العلوم، ولكونه وسيلةَ ترسيخ مفاهيم اقتصاد المعرفة المثلي، فقد سعت الوزارة لتعزيز دور الجامعات في خدمة البحث العلمي من خلال تطوير مراكز البحث العلمي فيها.
وشرف الحفلة للدورة التدريبية بحضوره الميمون سعادة الدكتور علي بن محمد الشهري الملحق الثقافي في سفارة المملكة العربية السعودية في جمهورية الهند نيابةً عن سعادة الدكتور سعود بن محمد الساطي سفير المملكة لدى الهند يهنئ المسؤولين عن المجمع ومركز التميز البحثي بعنايتهم بعقد البرنامج شاكرًا للضيوف الأجلاء القادمين من أرض المملكة والقائمين على المجمع. وقال: إن الأواصر الثقافية التي تقوم بين المملكة والهند توغل في أعماق القدم ولاتزال تتجذر، مضيفا إلى أن العصر الحاضر يشهد عصر العلم والمعرفة، وتحقيق الرقي في مجال التكنولوجيا والصناعة، والمشاكل التي تواجهها المؤسسات التعلمية في مجال البحث والتحقيق يستحيل أن تنهض بأعبائها منفردةً دون غيرها من الشقيقات التعليمية، ولقد أحسن المركزإذ أولى اهتمامَه بحل المعضلات العويصة ضمن مبادراته السامية بالتنسيق بوفاء الباحثين في المجال بالمتطلبات من أجل الاستثمار الأمثل في الإنسان باعتبار الثروة الأهم في داخل الوطن وخارجه ولبناء جيل قادر على ممارسة دوره في المساهمة في عجلة التنمية.
وقدأمر خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيزـ حفظه الله ـ بتطوير التعليم العالي بالمملكة الذي حقق قفزاتٍ كبيرةً شكلت المسيرة والنقلة الحضارية التي شهدها التعليم العالي منذ تأسيس المملكة. ومشروع تطوير التعليم العالي يهدف للإسهام الفعال في تحقيق رؤية الملك عبد الله في تطوير التعليم وجعلها واقعًا عمليًا، ويسعى من خلال برامجه إلى إكساب الطلاب والباحثين المهارات المطلوبة؛ لكي يسهم في تعامل المملكة مع هذه التحديات بما يحقق القيمة المضافة والتنمية المستدامة.
وقال الرئيس العام لدار العلوم التابعة لندوة العلماء لكناؤ خلال خطابه الرئاسي القيم: إن الورشة الفقهية حاجة ماسة للزمان الحاضر لضرورة اقتناص الشوارد وقيد الأوابد، ولكون القضايا المعاصرة ملامسةً لواقع الأمة المسلمة. ومنزلتها تستمد من واقع الدول الغربية التي خلقت نوازلَ فقهيةً معاصرةً في داخل الدول العربية والإسلامية بل في العالم كله، ولوقلت لما أخطأت الصواب وجاوزت الحقيقة: إن النوازل الفقهية ظل يشهدها كل عصر ومصر بين الحين والآخر، التي تولى أعباءها الصحابة والتابعون لهم بإحسان، والأعلام المجتهدون ثم العلماء الكبار الواسع والعلم بالدين الأقوياء البصر بالفقه، والمشكلات ذات الطابع الشرعي ستجد لها حلاً ناجعًا من خلال دراسات عميقة متأصلة في استنباط من الكتاب والسنة واقتباس من التراث الإسلامي الأصيل على أيدي المهرة من أولي العلم والفقه. وتلك وظيفة العلماء في كل مكان وزمان، ويسرني بالغًا أن مركز التميز البحثي يسعى لعقد الورشة الفقهية في دهلي الجديدة انطلاقاً من أهدافه في خدمة الفقه الإسلامي وقضاياه المتجددة، وإيماناً منه بأهمية تفعيل البحث العلمي الفقهي في الكليات الشرعية والمجامع العلمية وتجديد الدرس الفقهي بما يكفل تحقيق أفضل النتائج وأجودها ، وأرجو لكل من المجمع والمركز الغزارة في الإنتاج و الاستمرارية في العطاء.
وبهذه المناسبة السعيدة قام مركز التميز البحثي بإهداء مجموعة كتب قيمة إلى كل من الشيخ خالد سيف الله الرحماني، والشيخ سعيد الرحمان الأعظمي وسعادة السفير الدكتور سعود بن محمد الساطي، التي تلقاها نيابةً عنه الدكتور علي بن محمد الشهري الملحق الثقافي في الهند، ثم قُدّمت لوحة تذكارية إلى الدكتور السيد علي بن محمد الشهري الملحق الثقافي في الهند والدكتور سعيد الرحمن الأعظمي والدكتور عياض بن نامي السلمي والدكتور بدر الحسن القاسمي نائب رئيس المجمع كما تم إرسالها إلى معالي الوزير السيد كي رحمان خان في مكتبه لعدم تمكنه من الحضور في الحفلة لأجل أشغاله الرتيبة.
وقد حضر الحفلة نخبة من العلماء ورجال الفكر أمثال الشيخ خالد سيف الله الرحماني الأمين العام للمجمع، والشيخ عتيق أحمد البستوي سكرتير قسم الشؤون العلمية للمجمع، والشيخ عبيد الله الأسعدي سكرتير الندوات للمجمع، و سعادة الدكتور علي بن محمد الشهري الملحق الثقافي في الهند نيابةً عن سعادة السفير الدكتور سعود بن محمد الساطي وعدد كبير من المشايخ والدعاة والباحثون والأساتذة والمسؤولون عن الجامعات الدينية والعصرية الشهيرة المنتشرة في طول البلاد وعرضها بما فيها دارالعلوم / ديوبند ومظاهر العلوم سهارنفور، ودارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ والمعهد العالي الإسلامي، حيدر آباد، والمعهد العالي للتدريب في الإفتاء والقضاء، بتنه، والجامعة الإسلامية على جراه، والجامعة الملية الإسلامية، دهلي الجديدة، والجامعة الإسلامية شانتا فورم، كيرلا.
وكان موضوع الورشة الفقهية ما يتفق والوقتَ إذ ركزت عنايتها بجانب مناهج البحث والتحقيق عند أولي العلم والفكر وما إليها من الموضوعات المهمة في ضوء أهداف الفقه الإسلامي وما يرمي إليه من الأغراض الأساسية وفي ضوء ظروف العصر.
وشارك في الدورة التدريبية بأوراق عمل من الأستاذ الدكتور عياض بن نامي السلمي مدير مركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض.
والدكتور محمد بن صالح الطيار وكيل عمادة المكتبات بالجامعة.
الدكتور عبد العزيزبن إبراهيم الشبل عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض.
الدكتور يوسف بن عبد الرحمن الرشيد نائب مدير المركز للشؤون الإدارية والمالية.
سلسلة المحاضرات (المحاضرة الأولى)
بدئت سلسلة المحاضرة مساء السبت 31/أغسطس 2013م في الساعة الرابعة في مركز «كارفوريت» دهلي الجديدة على يد فضيلة الأستاذ الدكتور عياض بن نامي السلمي – حفظه الله ورعاه – بعنوان «أهمية المنهج العلمي وأنواع البحوث» الذي أوضح من خلالها المنهج العلمي القديم وإطلاقاته وأهدافه ومكانته في البحوث العلمية إلى جانب بيان الأنواع لمناهج البحث العامة بأسلوب علمي رصين ، كما ذكر الفرق بين البحث العلمي والتأليف وأهميته في البحوث العلمية وتقديم الحلول الناجعة الصائبة للقضايا الفقهية المعاصرة. بالإضافة إلى شرح المقومات التي تجعل البحث العلمي متميزًا ومنفردًا من بين أمثاله.
وقال الدكتور: تتخلص مكانة البحث العلمي فيما يلي: إنه الطريق السليم لرقي الأمم وتقدمها وبناء الحضارات، فما اكتُشفت المخترعات المفيدة، ولاعُرفت أدوية العلل التي تفتك بالناس إلا بفضل الله ثم بفضل البحث العلمي.
وثانياً: إنه طريق الوصول إلى الحقيقة ، ويبعث على الطمأنينة، وكل معلومة لا يصل إليها البحث العلمي الصحيح مشكوك في صحتها.
وثالثاً: إنه أفضل وسيلة لإقناع الآخرين بصحة ما نقوله و نعتقده وندعو إليه.
ورابعًا: إنه وسيلة لرد الشُبَه المنسوبة لمنهج الحق وأهله.
وأكد الدكتور في نهاية محاضرته على استعمال مناهج البحث في الدراسات الإسلامية والشرعية حتى تأتي شاملةً تتفق ومعاييرَ عالميةً للبحث والدراسة.
المحاضرة الثانية:
ثم قام الدكتور بتقديم محاضرته الثانية التي تحمل عنوان «خصائص البحث في القضايا المعاصرة» فبين الدكتور مظاهرَ خصوصية البحث العلمي التي تساعد على تحقيق الخطوات العملية في سبيل الوصول إلى المستوى المأمول قائلاً: إن البحث في القضايا الفقهية المعاصرة بحث خاص له سمات وخصائص يختلف عن سمات البحث في قضايا فقهية خلافية سبق تناولَها فقهاءُ المذاهب.
وقال: إن مصادر البحث في المسائل الفقهية سواء كانت وفاقيةً أو خلافيةً هي كتب الفقه المذهبي والمقارن وأما المصادر التي يحتاج إليها الباحث في النوازل المستجدة فمختلفة ومتنوعة، وهي مجلات علمية حديثة صادرة عن هيئات علمية أو جامعات ورسائل جامعية ومواقع إلكترونية تعنى باستقبال أسئلة السائلين والإجابة عنها.
كما ذكر الدكتورالصعوباتِ التي تكتنف البحث العلمي المتجسدة في قلة المصادر المطبوعة وصعوبة تكييف النازلة الفقهية؛ لأن القضايا المعاصرة متداخلة مع بعضها البعض ومتداخلة مع علوم أخرى كثيرة مما يجعل الإحاطة بجميع جوانب المسألة أمرًا صعبًا، ولاتكاد توجد مسألة القضايا المعاصرة إلا ولها جوانب متعددة تحتم على الباحث النظرالعميق فيها وتقدير مدى المنفعة والضرر منها.
وأضاف أن الإشكالات التي تعترض الباحث في القضايا المعاصرة تعارض الفتوى فيها مما يشوش ذهن الباحث، وربما يدفعه إلى الانحياز لرأي معين قبل البحث. وذلك ثقةً في المفتي الذي أفتى به ، مما يصده عن تدقيق البحث واستيعاب الأدلة كما يؤدي ذلك إلى عدم الجرأة على إعلان الرأي الذي يتوصل إليه خوفاً من مخافة فتوى بعض العلماء، كما تعترض الباحث إشكالية كثرة تناول الفتوى من غير المختصين، وهذا النوع من التناول يكون رأياً عاماً عند الناس، فيتأثر به الباحث من حيث لا يشعر، وربما ينساق لتقرير ذلك الانطباق ويحاول البحث عما يدل عليه من ظواهر الأدلة ومن التعليلات.
فإذا أراد الباحث أن يكون موضوعيًا ويكتب ما تقود الأدلة إليه ربما سفّه عقله ورد بحثه ورمي بثالثة الأثافي.
وأنهى الدكتور محاضرته النافعة بقوله: إن القضايا الفقهية المعاصرة في كثير من الأحيان لاتنتمي إلى باب محدد، وإنما هي مزيج من مسائل متعددة من أبواب متفرقة.
والحل لهذه القضية يحتم على الباحث الشرعي أن يلجأ إلى العناية بالتقعيد ووضع الخطوط العريضة التي يدخل تحتها ما لا يخفى من المسائل الجزئية.
المحاضرة الثالثة
قال الدكتور محمد بن صالح الطيار وكيل عمادة المكتبات بالجامعة: إن مصادر المعلومات عن القضايا الفقهية المعاصرة عديدة، تتصدرها مصادر الكتب القديمة وكتب التراث الإسلامي لاحتمال وجود سوابق فقهية ونوازل أفتى بها العلماء مثل كتب الفقهاء وكتب الفتاوى لما تحتوي على نوازل فقهية وأسئلة علمية تحاكي المجتمع وظروفه، وتتلوها قرارات المجامع الفقهية والندوات الفقهية المتخصصة سواء كانت على المستوى المحلي العربي الإقليمي الإسلامي أو العالمي، ثم تتبعها مصادر المعلومات الحديثة ومصادر المعلومات الإلكترونية والإنترنت.
وقال الدكتور: إن أهمية الإنترنت تكمن في كونها مصدرًا ضخماً للمعلومات عرفته البشرية بشكل عام و مصدرًا هامًا للمعلومات في مجال فقه القضايا المعاصرة بشكل خاص بحيث تشير آخر إحصائية أجريت 13/10/1434هـ إلى أن هناك ما يقارب 13.8 بليون صفحة متاحة على الإنترنت .
كما توجد على الانترنت مصادر ومعلومات قيمة لاتوجد في أماكن أخرى ويمكن الوصول إلى المعلومات في سرعة فائقة بسهولة ويسر وتكلفة وجهد أقل، بالإضافة إلى تنوع مصادر المعلومات وإشكالها كنصوص، وصور، وملفات سمعية، ومرئية وبصرية وخدمات وتعليقات وغير ذلك. فيجب على الباحثين نظرا للكم الهائل من المعلومات أن تكون لديهم الدراية في كيفية التعامل مع كثرة وتنوع مصادر المعلومات.
وأوضح الدكتور: إنها على الرغم من الإنترنت تُعْتَبَرُ مصدرًا هامًا ونافعًا للمعلومات هناك العديد من القضايا الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الإنتر نت بشكل عام وفي مجال البحث العلمي بشكل خاص. ومن أهم هذه القضايا مصداقية المعلومات المتاحة على الإنترنت، وجودة المعلومات، وحقوق الملكية الفكرية، وقضايا الإتاحة والإزالة، وثقة مصدر المعلومات. مشيرا إلى أن كثيرا من الباحثين أو الباحثات لديهم مصادر ومعلومات كثيرة وقيمة في الموضوعات التي يخوضون في غمارها؛ لكنهم لا يستفيدون منها بالشكل المطلوب، وذلك راجع إلى عدم جودة آلية لحفظ المعلومات وتنظيمها الدقيق، فيلزمهم أن يضعوا في حسبانهم ما يلي:
طبيعة عمل الباحثين تتطلب وجود آلية لإدارة المعلومات والملفات تسهيلاً لعملية استرجاع المعلومات كما عليهم أن يقوموا بنسخ احتياطي مستمر ودائم، واستخدام نظام الملفات والمجلدات إلى جانب العناية بحفظ الملفات بعناوينها المباشرة بدون أي رموز وأرقام. وفي نهاية محاضرته قام الدكتور بالتدريب والتطبيق العملي لإجراء عمليات البحث على شبكة الإنترنت وتوظيف ما تم شرحه وتقديمه خلال الدورة التدريبية من تقنيات لخدمة أغراض البحث العلمي مما أدى إلى إقناع الباحثين.
وسلط الضوء على أسباب وجوب البراعة في البحث عن المعلومات وأوجه ضرورة المهر في البحث عن المعلومات في شبكات الإنترنت مؤكدًا للباحثين باختيار هذا الاختراع المهم لكتابة البحوث والدراسات بدقة وحزم؛ فإن فيها مواقع الزلل.
ثم زَوَّدَ الدكتور الباحثين بمعلومات قيمة عن تقنيات البحث في الإنترنت، وطرق استخدامها للبحث العلمي مشيرًا إلى المواقع والمحركات التي تساعد الباحثين على جمع المعلومات وإعداد البحث، بالإ ضافة إلى محركات البحث وقواعد المعلومات، ومواقع إلكترونية يمكن استغلال المعلومات منها.
والجدير بالذكر أن جميع الجلسات التي عُقِدَت في الدورة لم يتم تقديم المحاضرة فيها بمجرد التلقين في الصورة النظرية والعلمية وإنما قام الأساتذة بتطبيق القواعد وتنفيذ ما قالوها خلال محاضراتهم بصورة عملية مطبقة؛ وذلك لأن المشاركين كانوا مزوَّدين بالمحمولات الموصولة بشبكة الإنتر نت مما سهل على الباحثين استيعاب المحاضرة بشكل واضح دقيق.
المحاضرة الرابعة
وطرح الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الشبل المدير التنفيذي لمركز دراسات جرائم المعلوماتية، وعضو هيئة التدريس بقسم الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض محاضرته القيمة بعنوان «النموذج التطبيقي من القضايا المعاصرة»، فتصدى لبيان معنى النازلة وأسمائها العديدة والمصطلحات المشابهة لها، كما ذكر الكتب المؤلفة في النوازل قديماً وحديثًا إلى جانب الاجتهادات المنثورة في بطون تراجم العلماء وفتاويهم ورسائلهم في أحكام النوازل.
وأما مظان النوازل في الدراسات الحديثة فأهمها الرسائل والأبحاث العلمية ، والمجلات العلمية والمؤتمرات وقرارات المجامع العلمية، والفتاوى العلمية.
ثم أبرز الدكتور أثناء محاضرته نقاطاً أخرى من الموضوع تكشف الستار عن ثلاث مراحل لدراسة النوازل من التصور والتأصيل والتنزيل مؤكدًا على أن أي خلل في دراسة إحدى هذه المراحل سيؤثر بلا شك في حكم النازلة، والفقيه الذي لا يتقن هذه المراحل يجب عليه أن لا يخوض في غمار النوازل.
وسلط ضوءً عابرًا على أهمية فهم الواقع وتصور النازلة الذي هو ركن أساسي للوصول إلى الحكم الشرعي قائلاً: إن الفقيه يمكنه تصور النازلة بطرق عديدة. منها: أن الفقيه يتعرف على النازلة لكونها من مسائل عصره لممارسة كثير من الناس لها أو ممارسته لها بدوره أو التعرف عليها من خلال الرجوع إلى الأنظمة والقوانين والعقود، أو سؤال أهل الخبرة أو القراءة في الكتب المتخصصة، وذلك إذا كانت النازلة تشتمل على جزئية، وأما إذا كانت مكوّنة من عدة مسائل فيجب على الفقيه أن يفكك النازلة ويدرس كل جزئية على حدة، كما يجب على الباحث الفقيه التعرّفُ على تاريخ النازلة لتأثيره في الحكم. وبعد أن يتصور الفقيه النازلة حق التصور ينتقل إلى تأصيل النازلة بتخريجها عن طريق ردها إلى أصلها، إما بتخريجها على الأصول أو بتخريجها على فرع فقهي موجود سلفًا أو استخراج حكم المسألة.
وأكد الدكتور على ضرورة العناية بالتأمل في نصوص الكتاب والسنة لمعرفة حكم المسألة والاهتمام بأصول الفقه وقواعده، والمقاصد الشرعية، وأهمية تنمية الملكة الفقهية وتكوين الذوق الفقهي وأهمية تحرير المصطلحات والدلالات الشرعية واللغوية والعرفية والمصطلح وتاريخه بالإضافة إلى ضرب الأمثلة العديدة لها من القضايا الفقهية المعاصرة، كما نبه أثناء شرح التنزيل وتطبيق حكم المسألة على الواقع مما يسمى بتحقيق المناط على التجرد للحق الصراح وسؤال الله الإعانة تفاديًا من الإفتاء بالهوى أو المجاملة في الحق، ومراعاة البيئة والأعراف، ومراعاة حاجات الناس وإعمال المصالح ودرإ المفاسد وسد الذرائع وتقديم الحلول الشرعية الصائبة والإرشاد إلى المباح وغيره.
المحاضرة الخامسة
قام فضيلة الدكتور يوسف بن عبد الرحمن الرشيد المحترم الأستاذبجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض بتقديم المحاضرة بعنوان «مهارات البحث عن المعلومات للكتب والمجلات المطبوعة» الذي أكد فيها على ضرورة تحصيل المهارة للبحث عن المعلومات في بطون الأسفار ودواوين الكتاب والحديث ، كما أوضح الطرق التي تؤدي إلى الوصول إلى المصادر المطلوبة والمجلات المطلوبة عن الطريقتين التقليدية والجديدة كما أشار إلى مهارات ترشد معالم البحث عن المعلومات ابتداء بتحديد الفن، مرورا بتحديد المصادر والمراجع المختصة بالفن وانتهاءً بتحديد الباب الخاص بالمعلومة بالإضافة إلى معرفة مناهج المؤلفين في تناولهم لدراسة المعلومات.
المحاضرة السادسة
ثم ألقى الدكتور عياض بن نامي السلمي محاضرته النافعة بعنوان «إعداد إستراتيجية البحث» الذي أوضح من خلالها كيفية طريقة إعداد البحث عبر اختيار الموضوع المناسب وطريقة جمع المعلومات وكيفية إعداد الفهارس للمصادر إلى جانب التركيز على الأدوات المهمة للموضوع في صلب البحث واستخلاص نتيجة جديدة لم يسبق بها من قبل كما تصدى الدكتور لشرح الإستراتيجية شرحاً وافياً للأخطاء التي تقلل من قيمة الموضوع المتمثلة في اختيار الموضوع وكيفية معالجتها وعيوب التخطيط للموضوع، والأخطاء في منهج الاستدلال واستخلاص النتائج.
وانعقدت الحفلة الختامية للدورة التي رأسها الدكتور عياض بن نامي السلمي ـ حفظه الله ورعاه ـ والذي أعرب في كلماته الرئاسية عن الشكر والامتنان للباحثين على حسن استماعهم وإنصاتهم وتجشمهم صعوبةَ السفر من مختلف أنحاء البلاد، كما أثنى على مساعي علماء الهند في سبيل نشر الدين الإسلامي الحنيف والوعي المعرفي وخدمة علوم الكتاب والسنة مشيرًا إلى أن يطبق الأساتذة بالفعل أقوال الفقهاء الأسلاف على مستجدات العصر الراهن لدى تدريسهم للمواضيع التي تمتُّ بصلة إلى هذه المستجدات حتى يتمكن الطلاب لا من معرفة أحكام القضايا الحديثة فحسب، بل تنبعث فيهم روح المعالجة للقضايا الناجمة في عصورهم مؤكدًا على ضرورة نفخ روح البحث والدراسة في قلوب خريجي الجامعات الإسلامية، وتنشيطهم من أجل إيجاد حلول صائبة سليمة للقضايا الحديثة التي تتطلب النظر والدراسة وتأهيلهم للترجمة والتأليف في الموضوعات الفقهية الساخنة خصوصًا و الموضوعات الإسلامية عموماً، حتى يظهر كوكبة من الفقهاء والباحثين الذين يقدرون على تبديد الظلام من الشبهات وجلاء النور من الدين والعقيدة والكشف عن الغي والضلال ورفع الأوهام وإعادة الثقة بالإسلام وأحكامه والحفاظ على الدين في أصله.
وشرف الدكتور بدر الحسن القاسمي ـ حفظه الله ورعاه ـ المشاركين في الدورة بكلمات قيمة نافعة تنير لهم معالم الطريق، كما نصحهم بالتمسك بالكتاب والسنة والالتزام بمنهج السلف في حل القضايا الفقهية المعاصرة. وضرب أمثلةً كثيرةً من مجهودات السلف في هذا الطريق.
وأشاد الدكتور في كلماته الختامية بما يبذل كل من مركز التميز البحثي ومجمع الفقه الإسلامي من مساعي قيمة في سبيل نشر الفقه الإسلامي وعلوم الكتاب والسنة، كما هنأ الباحثين في مجال الفقه الإسلامي على اهتمامهم بالحضور في مثل هذه الدورات التدريبية التي تبعث الهمم الفاترة، وتكوِّن الملكة الفقهية، وتؤهل الشباب العلمي الإسلامي للبحث والدراسة في القضايا المعاصرة التي طرحتها – ولاتزال – المعطيات العلمية والمكتسبات التكنولوجية والاكتشافات الطبية التي لازال ركبها سيارًا وركضها دؤوبًا، وتُخرِّج فقهاء ومفتين مؤلفين بارعين في مواجهة التحديات وتفنيد الشبهات التي يثيرها المتغربون من المثقفين بالثقافة العصرية نحو الإسلام وتعاليمه، داعين إلى ابتكار إسلام جديد يسيغ تغيير ما أنزل الله من الحلال والحرام، وإحداث مرونة في ثوابت الشريعة التي لايأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
وفي نهاية الدورة تم توزيع شهادات المشاركة على الباحثين من كل من المركز والمجمع كما وُزِّعت أقراص مدمجة مسجلة على كتب فقهية بين المشاركين الفائقين المنتخبين من مركز التميز البحثي.
أسماء الكتب والمطبوعات التي وزعت بين المشاركين من مركز التميز البحثي والمجمع ما يلي:
1 – التعزير بالخدمة الاجتماعية
2 – التخلص من النفايات الطبية
3 – أدلة القبلة الإلكترونية
4 – الكتاب التعريفي لمركز التميز البحثي في فقه القضايا المعاصرة
5 – أثر عمل المرأة في النفقة الزوجية
6 – مجلدات ندوة نحو منهج علمي أصيل لدراسة القضايا الفقهية المعاصرة
7 – مسؤولية الشخصية الاعتبارية
8 – قرارات وتوصيات لمجمع الفقه الإسلامي ، الهند
9 – الكتاب التعريفي لمجمع الفقه الإسلامي ، الهند
10 – نظرة عابرة على جامعة الإمام ومركز التميز البحثي ومجمع الفقه الإسلامي ، الهند
11 – الخطبة المفتاحية للحفل الافتتاحي
12 – صورة البحوث للمحاضرين الدكاترة
* * *
* *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الأول 1435 هـ = يناير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 38