الفكر الإسلامي
بقلم : الأستاذ الدكتور حسن محمد باجودة
ما أكبر عانية القرآن الكريم وسنة المصطفى ﷺ بالوالدين والحث على برهما . ومن أقوى الأدلة على ذلك الجمع في القرآن الكريم وفي الحديث النبوي الشريف في العديد من المواضيع بين توحيد الله تعالى وبر الوالدين . جاء مثلاً في سورة الإسراء(1) قوله تعالى: ﴿وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوآ إِلآَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا . إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلاْهُمَاْ فَلاَ تَقُلْ لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْ هُمَاْ وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيْمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرًا﴾ إن رب العزة قد قضى وفرض وكتب ألا نعبد إلا إياه جلّ وعلا وأن نحسن بالوالدين إحسانًا . وأنظر إلى بلاغة التعبير وإعجاز النظم في التقديم والتأخير الذي يتجلى في قوله تعالى : ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَّهُمَا أُفِّ وَّلاَ تَنْهَرْهُمَا﴾ ويتضح روعة التقديم والتأخير وهما من مقومات علم المعاني بل إنهما صلب علم المعاني أو ما يصح أن يسمى بنظرية النظم التي أرسى قواعدها الإمام النحوي والبلاغي الأشهر عبد القاهر الجرجاني المتوفي سنة 471هـ(2) في كتابه «دلائل الإعجاز» على جهة الخصوص . وكأن أصل الكلام : إما يبلغن أحد والديك أو كلاهما الكبر عندك . وإذا أردنا التفاؤل الأكبر قلنا كأن الأصل : إما يبلغن كلا والديك أو أحدهما الكبر عندك . ومن البين أن تعبيـرنا وأد كلا من المعنى وحلاوة الجرس في الآية الكريمة . إن هذه الجملة الفعلية يأتي بعد الفعل فيها مباشرة ظرف المكان «عند» وقد لحق به الضمير العائد إلى المخاطب . وفي ذلك تنبيه إلى أن المخاطب سيكون عنده وفي كنفه ورعــايتــه ومعيته من سيتناوله السياق بالحديث . ولمـا كان الحـــديث في صدر الآية الكريمة عن عبادة الله تعالى وحده لاشريك له وعن بر الوالدين وذلك في القول : ﴿وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوآ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِـدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ كانت النفس مستعدة لأن تفهم أن الحديث سوف يتجه إلى الوالدين . والمعروف أن الظرف فضلة وحقه التأخير . ومع ذلك فقــد تقـدم بسبب المعنى حتى لا مجال لمزيد من التقديم . وقد تأكد ما استعدت النفس لفهمه من اتجاه الحديث إلى الوالدين حينما جاء بعد الظرف المقدم الذي حقه التأخير المفعول به : «الكبر» مقدمًا ، وحقه ، كما هو معروف ، التأخير عن الفاعل من وجهة الصناعة النحوية . وإن تقديم المفعول به أكد ما استعدت النفس لفهمه من احتمال اتجاه الحديث إلى الوالدين وأيدت هذا الفهم لأن صفة الكبر ترشح لاتجاه الحديث عن الوالدين اللذين أمرت الآية الكريمة في صدرها الأبناء ببرهما . وفي المثل المشهور : «من سره بنوه ساءته نفسه» (3) فإذا جاء الفاعل المتأخر: «أَحَدُهُمَا» تحقق ماتوقعته النفس وكان مجئ القول: «أَحَدُهُمَا» الذي يشير إلى الحالة الغالبة من كون الابن إنما يكون رجلاً مسؤولاً في وقت تكون فيه المنية قد اخترمت أحد الوالدين فبقي الآخر وحيدًا أحوج الناس لبر الابن أو الأبناء وإحسانهم إليه . ويعطف على القول الذي يشير إلى الحالية الغالبة: «أحدهما» القول الذي يشير إلى الحالة الأخرى الأقل احتمالاً والتي تدل على بقاء الوالدين معًا حيين يرزقان : «أو كلاهما» .
إن نظم الجزئية الكريمة الذي يكشف عن المعنى تباعا يذكرنا بالوجه الباسم للقمر الذي تنقشع عنه السحب قليلاً قليلاً . أو بالوجه المشرق للشمس حينما تكشف السحب عن حاجب لها ثم تتبعه بكشف الحاجب الآخر الذي ضنَّت به أول الأمر . وإن هذا المعنى يذكرنا بقول الشاعر الأوسي الجاهلي اليثربي قيس بن الخطيم :
تبــدت لنا كالشمس تحت غمــامــة
بدا حاجب منها وضنَّت بحاجب.(4)
وما هو جواب الشرط في القول : «إِمَّا يَبْلُغَنَّ… »؟ الجواب في قوله تعالى : ﴿فَلاَ تَقُلْ لَّهُمَا أُفٍّ وَّلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيْمًا﴾ إن كلمة التضجر: «أُفٍّ» وهي اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر(5) غير مسموح للابن أو البنت أن يقولها لأحد والديه ومن باب الأحرى والأولى ألا ينهرهما وألا يزجرهما . وإذا كان الحديث هنا يتعلق بالقول الذي ينبغي أن يكون كما أمر الحق جلّ وعلا: ﴿وَقُلْ لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيْمًا﴾ فإن الآية الكريمة التالية تتعلق بالفعل والدعاء . قال تعالى : ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلَّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِيْ صَغِيْرًا﴾ إن الواجب على الابن أن يخفض لوالديه جناح الذل بسبب الرحمة لهما والبر بهما . والجناح من الإنسان جانبه ويدخل فيه يده . وقد استعير اللفظ من الطائر بسبب مايتسم به الجناح من اللين والطواعية عمومًا وبسبب مايتسم به الجناح من الانخفاض عند التَّطامن والهبوط خصوصًا . ويتوج القول الحسن والفعل الحسن بدعاءالله تعالى أن يرحمهما بسبب التربية للابن حينما كان صغيرًا. ومن البين التشابه بين ضعف الوالدين في الكبر وضعف الأبناء في الصغر . إن كلاً منهما وقت ضعفه شديد الحاجة للآخر(6) فعلى كل ابن وبنت أن يهتبل الفرصة وليحرص على نيل حظه من بر والديه والاقتباس من مشكاة هذا الحديث النبوي الشريف(7) «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ، ورغم أنف رجــل دخل عليـه رمضان فانسلخ قبل أن يُغفَر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يــدخلاه الجنة . قال ربعي(8): ولا أعلمه إلا قال : أو أحدهما . إن هذه المعاني النبيلة السامية ذكرتني بمقطوعة نظمتها في حدود سنة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية . وخير ما في المقطوعة عاطفتها :
وفي ليلـــــة من ليالي الشتـــاء
تستـــرت الأنجم الــــزاهيــــــة
وقد جمدت في العروق الدماء
وقيـــدت الألسن الـــــداعيــــة
وعـــز الصـــديق وفــر الرفيـق
وكل يقـــــــول أيــا ذاتيــــــــة
بسابحــــة في التهـام الطـــــريق
كفــــــر الظباء مــن الراميـــــة
هنــالك قلبــــان لم يهجعـــــــا
وأعيــــن لمــــا تنــــم ثانيــــــــة
لفلـــذة قلبين أن يفـــــــزعـــــا
فتقلب دنيــــاهما حــاميـــــــة
إذا ضمــه الأب في صــــدره
تــــداريـــــه والــــدة حانيــــــة
تقــــول وتمسح في ظهـــــــره
ألا نم عيـــــوني في عــافيــــــة
يكــــرر إصــــلاح أثــوابــــــــه
وليس بأثــــوابـــــه نــابيــــــــــه
ولكن قلبــــــًا ضنينــــا بـــــــــه
يلــــذ الشقاء فــــدا غاليــــــــــه
وأطــرقت أسبح في ذكـريات
وأذني لمــــا تعـــــد واعيـــــــــة
وساءلت نفسي هل أخريات
تقاصـــر عن وعيها باليـــــــة؟
فكان الجــــواب لهيبـــًا يفـــور
يوجج قلبي وأحشـــائيـــــــــــه
أربـاه أنت العفــو الغفـــــــــور
وسالت دمـــوعي بآمــــاقيــــه
ووجهت وجهي نحو السماء
وقلبــي مليء بآمــــــاليـــــــــــــه
وأرسلتها دعــــوة في الفضـــاء
جــــزاؤكما الجنــــة العاليــــــة
ومن الآيات الكريمات التي جمعت بين الأمر بالتوحيد وبين الأمر بالإحسان إلى الوالدين قول الحق جلّ وعلا في سورة النساء(9): ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بِه شَيْئًا وَّبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَّبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامىٰ وَالْمَسَاكِيْنِ وَالْجَارِذِيْ الْقُرْبىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيْلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ. إن الله لايُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوْرًا﴾ وقول الحق جلّ وعلا في سورة الأنعام(10) : ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوْا بِه شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوْا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوْا الْفَوَاحِشَ مَاظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوْا النَّفْسَ الَّتِيْ حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ . ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِه لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْنَ﴾ وللوالدة حظ أكبر من البر في قول الحق جلّ وعلا(11): ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّه وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَّفِصَالُه فِيْ عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِيْ وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصيْرُ﴾ وفي قول الحق جلّ وعلا(12): ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا . حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَّوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُه وَفِصَالُه ثَلاَثـُوْنَ شَهْرًا . حَتّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّه وَبَلَغَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِيْ أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِيْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِيْ فِيْ ذُرِّيَّتِيْ إِنِّيْ تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّيْ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ . أُوْلـٰـئِكَ الَّذِيْنَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوْا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِيْ أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِيْ كَانُوْا يُوْعَدُوْنَ﴾ بل إن بر الوالدين يشمل المشركين . وفي هذا المعنى جاء قول الحق جلّ وعلا(13) : ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا . وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِيْ مَا لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا . إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ﴾ وقول الحق جلّ وعلا(14): ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِيْ مَا لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِيْ الدُّنْيَا مَعْرُوْفًا وَاتَّبِعْ سَبِيْلَ مَنْ أَنَابَ إِليَّ . ثـُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ﴾.
وإن هذه المعاني القرآنية السامية تبينها أحاديث المصطفى ﷺ وهذه طائفة منها . عن عبد الله بن مسعود(15) قال: سألت النبي ﷺ : أي العمل أحب إلى الله عز وجل ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال: ثم أي ؟ قال بر الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال: الجهاد في سبيل الله . قال حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني(16) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال : يارسول الله ، من أحق بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال: ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال أمك ، قال ثم من ؟ قال : ثم أبوك(17) ومن العلماء من فهم أن مقتضى الحديث أن يكون للأم ثلاثة أمثال ما للأب من البر، قال : وكان ذلك لصعوبة الحمل ثم الوضع ثم الرضاع . فهذه تنفرد بها الأم وتشقى بها ، ثم تشارك الأب في التربية . وقد وقعت الإشارة إلى ذلك في قوله تعالى : ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْه أُمُّهُ وَهْنًا عَلىٰ وَهْنٍ وَّفِصَالُهُ فِيْ عَامَيْنِ﴾ فسوى بينهما في الوصاية ، وخص الأم بالأمور الثلاثة قال القرطبي : المراد أن الأم تستحق على الولد الحظ الأوفر من البر ، وتقدم في ذلك على حق الأب عند المزاحمة(18) وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا : بلى يارسول الله . قال ثلاثاً : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين. وكان متكئاً فجلس فقال : ألا وقول الزور ، وشهادة الزور ، ألا وقول الزور ، وشهادة الزور، فما زال يقولها حتى قلت لايسكت(19) ورواية الترمذي(20) : «فما زال رسول الله ﷺ يقولها حتى قلنا ليته سكت» وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رجل للنبي ﷺ : أجاهد . قال : لك أبوان ؟ قال: نعم . قال : ففيهما فجاهد(21) وعن المغيرة بن شعبة عن النبي ﷺ قال: إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ومنعا وهات(22) ووأد البنات . وكره لكم قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال(23) وعن ابن عمر قال : أتي رسول الله ﷺ رجل فقال: يارسول الله ، أذنبت ذنبًا كثيرًا ، فهل لي توبة ؟ فقال له رسول الله ﷺ : ألك والدان ؟ قال : لا ، قال : فلك خالة ؟ قال : نعم ، فقال رسول الله ﷺ: فبرها إذن(24) وعن أسماء(25) قالت : قدمت أمي وهي مشركة – في عهد قريش ومدتهم إذ عاهدوا النبي ﷺ – مع أبيها ، فاستفتيت النبي ﷺ فقلت : إن أمي قدمت وهي راغبة(26) قال : نعم، صلى أمك(27) وجاءت هذه الزيادة في رواية أخرى للحديث(28): «قال ابن عيينة : فأنزل الله تعالى فيها: ﴿لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِيْنَ لَمْ يُقَاتِلُوْكُمْ فِيْ الدِّيْنِ﴾(29) وعن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه فقال : فما يأمر؟ يعني النبي ﷺ فقال : يأمرنا بالصلاة والصدقة والعفاف والصلة(30).
( ب )حقوق الأبناء :
وإذا كان الأبوان أو الزوجان يكَوِّنان اللبنة الأولى في كل أسرة جديدة ، وكان الأبناء ثمرة الزواج ، وإذا كان القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف قد أوصى كل منهما بالوالدين خيرًا فإن محبة الوالدين للأبناء لما كانت فطرية فإن القرآن الكريم لم يوص الآباء بالأبناء بطريق مباشر . ويصح أن نفهم أن القرآن الكريم أوصى الآباء بالأبناء بطريق غير مباشر، والمعروف أن في القرآن الكريم وصية واحدة للآباء بالأبناء وهي وصية متعلقة بالمال والعدل والإنصاف في إعطاء كل ذي حق حقه من المال وذلك في قول الحق جلّ وعلا(31): ﴿يُوْصِيْكُمُ اللهُ في أوْلاَدِكُمْ . لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ﴾ أما في سنة المصطفى ﷺ فثمة الكثير من التوجيهات النبوية الشريفة للآباء في حق الأبناء. وبشأن الإيصاء للآباء في القرآن الكريم بطريق غير مباشر يصح أن نفهمه من قول الحق جلّ وعلا(32): ﴿أيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أنْ تَكُوْنَ لَه جَنَّةٌ مِنْ نَخِيْلٍ وَأعْنَابٍ تَجْرِيْ مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ لَه فِيْهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وأصَابَهُ الكِبَرُ وَلَه ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأصَابَهَا إعْصَارٌ فِيْهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ . كَذٰلِك يُبَيِّنُ الله لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُوْن﴾ إن القول في الآية الكريمة: ﴿وَلَه ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء﴾ يصح أن يبين معناه قول المصطفى ﷺ في الحديث المتفق عليه(33) لسعد بن أبي وقاص : «إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة(34) يتكففون الناس» (35) كما يصح ان نفهم إيصاء الآباء بطريق غير مباشر من قول الحق جل وعلا(36): ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِيْنَ لَو تَرَكُوْا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتقوا الله وَلْيَقُوْلُوْا قَولاً سَدِيْدًا . إنَّ الَّذِيْنَ يَأكُلُوْنَ أمْوَالَ اليتَامـٰـى ظُلْمًا إنَّمَا يأكُلُونَ في بُطُوْنِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيْرًا﴾ إن على الأوصياء أن ينزِّلوا اليتامى منزلة أبنائهم وبناتهم . فكما يحرص الآباء بالغريزة والفطرة على مصلحة ابنائهم وذراريهم في كل المجالات بما في ذلك مجال المال ، عليهم أن يحرصوا على المصلحة ذاتها لليتامى ولذراري الآخرين الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى وأصبح هؤلاء الأحياء بإذن الله تعالى أوصياء على تلك الذرية .
وبشأن سنة المصطفى ﷺ ما أكثر الأحاديث النبوية الشريفة التي توصي بالأبناء خيرًا والتي نستطيع أن نقول إنها تعميق لمعنى هذا الحديث النبوي الشريف : (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)(37) وإليك هذا الحديث في العدل بين الأولاد . عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال وهو على المنبر: أعطاني أبي عطية ، فقالت عمرة بنت رواحة : لا أرضى حتى تشهد رسول الله ﷺ. فأتى رسول الله ﷺ فقال : إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطية ، فأمرتني أن أشهدك يارسول الله . قال : أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال : لا . قال : فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . قال فرجع فرد عطيته(38) وما أكثر الأدلة من سنته ﷺ القولية والفعلية على رحمته ﷺ بالصغار وحبه لهم وعطفه عليهم وبخاصة البنات . وإليك هذه الأحاديث في تلك المعاني النبيلة السامية . عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخلنا مع رسول الله ﷺ على أبي سيف القين – وكان ظئرًا لإبراهيم عليه السلام(39) فأخذ رسول الله ﷺ إبراهيم فقبله وشمه . ثم دخلنا عليه بعد ذلك – وإبراهيم يجود بنفسه – فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان . فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يارسول الله ؟ فقال : يا ابن عوف إنها رحمة . ثم أتبعها بأخرى(40) فقال ﷺ : إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(41) وعن ابن أبي نُعْمٍ قال : كنت شاهدًا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال : ممن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن النبي ﷺ(42) وسمعت النبي ﷺ يقول : هما ريحانتاي من الدنيا(43) والمعنى أنهما (الحسن والحسين) مما أكرمني الله وحباني به ، لأن الأولاد يشمون ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين . وقوله: من الدنيا ، أي نصيبي من الريحان الدنيوي(44) وعن عبد الله بن أبي بكر أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة زوج النبي ﷺ حدثته قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني ، فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها ، فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي ﷺ فحدثته فقال : من يلي من هذه البنات شيئًا فأحسن إليهن كن له سترًا من النار(45) فلنقارن بين عناية الإسلام بالبنت وبين وأد أهل الجاهلية لهن خوف العار في المقام الأول . وعن أبي قتادة قال : خرج علينا النبي ﷺ وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه فصلى ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع رفعها(46) وأمامة هذه بنت أبي العاص بن الربيع ، وهي ابنة زينب بنت النبي ﷺ(47) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قبل رسول الله ﷺ الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا ، فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا . فنظر إليه رسول الله ﷺ ثم قال: من لا يرحم لايرحم(48) وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال : تقبلون الصبيان فما نقبلهم ، فقال النبي ﷺ : أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة(49) وعن أبي عثمان النهدي يحدث عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: كان رسول الله ﷺ يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الآخر ثم يضمهما ثم يقول : الله ارحمهما فإني أرحمهما(50) وعن أبي هريرة قال : سمعت أبا القاسم ﷺ يقول: لا تنزع الرحمة إلا من شقي(51) وعن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله ﷺ : الراحمون يرحمهم الرحمن . ارحموا من في الأرض يرحكم من في السماء . الرحم شجنة(52) من الرحمن ، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله(53) وعن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنْث(54) إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم(55) وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي ﷺ : اجعل لنا يومًا . فوعظهن وقال : أيُّما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجابا من النار . قالت امرأة : واثنان . قال : واثنان(56) وإن المصطفى ﷺ هو الأسوة الحسنة في رحمته للخادم وبخاصة حينما يكون صغير السن . عن أنس رضي الله عنه قال : خدمت النبي ﷺ عشر سنين فما قال لي أف(57) ولا لم صنعت ؟ ولا ألا صنعت(58) وأنس بن مالك رضي الله عنه نجاري خزرجي أنصاري ولد سنة عشر قبل الهجرة بالمدينة المنورة أسلم صغيرًا وخدم النبي ﷺ إلى أن قبض عليه الصلاة والسلام(59).
وإن الإسلام الذي هو دين الوسطية في كل الأمور مع حثه على الرحمة بالصغير والتوقير للكبير ينهى عن الإسراف في الحب والتمادي في الهوى إلى الحد الذي ينتهي بالمسلم – لا سمح الله – إلى إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة . ويتضح هذا الدرس القرآني العظيم من تأمل قول الحق جل وعلا(60) : ﴿يَا أيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا لاَ تَخُوْنُوْا اللهَ وَالرَّسُوْلَ وَتَخُوْنُوْا أمَانَاتِكُمْ وأنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ . وَاعْلَمُوْا أنَّمَا أمْوَالُكُمْ وَأوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وأنَّ الله عِنْدَه أجْرٌ عَظِيْمٌ﴾ جاء في سبب نزول الآيتين الكريمتين في تفسير ابن كثير(61) : (قال عبد الرزاق عن بن أبي قتادة والزهري : أنزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر حين بعثه رسول الله ﷺ إلى بني قريظة لينزلوا على حكم رسول الله ﷺ فاستشاروه في ذلك فأشار عليهم بذلك وأشار بيده إلى حلقه أي إنه الذبح . ثم فطن أبو لبابة ورأى أنه قد خان الله ورسوله فحلف لا يذوق ذواقًا(62) حتى يموت أو يتوب الله عليه . وانطلق إلى مسجد المدينة فربط نفسه في سارية منه فمكث كذلك تسعة أيام حتى كان يخر مغشيًا عليه من الجهد حتى أنزل الله توبته على رسوله . فجاء الناس يبشرونه بتوبة الله عليه وأرادوا أن يحلوه من السارية فحلف لا يحله منها إلا رسول الله ﷺ بيده فحله . فقال يارسول الله : إني كنت نذرت أن أنخلع من مالي صدقة ، فقال : يجزيك الثلث أن تصدَّق به) وإنما فعل أبو لبابة ذلك لأن ماله وعياله وولده كانت عند بني قريظة(63) وفي الصحيحين قصة حاطب بن أبي بلتعة أنه كتب إلى قريش يعلمهم بقصد رسول الله ﷺ إياهم عام الفتح. فاطلع الله رسوله على ذلك فبعث في إثر الكتاب فاسترجعه واستحضر حاطبًا فأقر بما صنع. فقام عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله : ألا أضرب عنقه فإنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين . فقال : دعه فإنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم(64) وقد صرح حاطب بأنه إنما فعل ذلك لأن أهله بين ظهراني أهل مكة فخشي على أهله وأراد أن يتخذ عند أهل مكة يدًا ، وقد علم أن الله تعالى ينزل بهم بأسه ، وأن كتابه لا يغنى عنهم شيئا فصدقه رسول الله ﷺ وعذره فنزلت سورة الممتحنة(65): ﴿يآ أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا لاَ تَتَّخِذُوْا عَدُوِّيْ وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُوْنَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوْا بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُوْنَ الرَّسُوْلَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُوْمِنُوْا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِيْ سَبِيْلِيْ وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِيْ تُسِرُّوْنَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنْتُمْ. وَمَنْ يَّفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيْلِ﴾(66) وقد جاء في سورة التغابن(67) قول الحق جل وعلا : ﴿يآأَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوْهُمْ . وَإنْ تَعْفُوْا وَتَصْفَحُوْا وَتَغْفِرُوْا فَإنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيْمٌ . إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكَمْ فِتْنَةٌ . وَاللهُ عِنْدَه أَجْرٌ عَظِيْمٌ﴾ وفي سبب نزول الآيتين الكريمتين قيل إنهما نزلتا في الذين حال أهلهم وأولادهم بينهم وبين الهجرة فأطاعوهم وحينما عرفوا ما فاتهم بسبب التأخر في الهجرة هموا بمعاقبة أهلهم الذين منعوهم فطلب منهم العفو والصفح(68) روي عن خولة بنت حكيم أنها قالت : خرج رسول الله ﷺ ذات يوم وهو متحضن أحد ابني ابنته وهو يقول : إنكم لتبخِّلون وتجبِّنون وتجهِّلون، وإنكم لمن ريحان الله(69) وبعد أن ذكر ابن منظور الحديث قال(70): (يريد أن الوالد لما صار سببًا لجبن الأب عن الجهاد وإنفاق المال والافتتان به ، كان كأنه نسبه إلى هذه الخلال ورماه بها . وكانت العرب تقول : (الولد مجهلة مجبنة مبخلة) إن البنين يحملون الآباء على الجهل والسفه وذلك بنزول الوقور من الآباء إلى مستوى الأطفال في اللعب معهم والتصرف الذي يرضيهم ويسعدهم، ويحملون الآباء على الجبن عن القتال بسبب التفكير في الذرية بعد أن كانوا شجعانًا ، ويحملون الآباء على البخل بعد أن كانوا كرماء .
* * *
الهوامش :
- الآية 23 و 24 .
- أنظر مثلا الأعلام لخير الدين الزركلي 4/48 عبد القاهر بن عبد الرحمن ابن محمد الجرجاني ، أبوبكر .
- مجمع الأمثال للميداني 2/300 مثل رقم 4018.
- ديوان قيس بن الخطيم 79 الطبعة الثانية بيروت 1387هـ / 1967م .
- الجدول في إعراب القرآن وصرفه 8/28 .
- درسنا الآيتين الكريمتين في : تأملات في سورة الإسراء 102-115 .
- المسند للإمام أحمد بن حنبل 13/189 حديث رقم 7444.
- راوي الحديث . المسند 13/189 .
- الآية 36 .
- الآية 151 .
- سورة لقمان الآية 14 .
- سورة الأحقاف 15 و 16 .
- سورة العنكبوت 8 .
- سورة لقمان 15 .
- جاء النص عن ابن مسعود في سنن الترمذي 4/274 حديث رقم 1898 .
- فتح الباري 10/400 حديث رقم 5970.
- المرجع السابق 10/401 حديث رقم 5971 وسنن الترمذي 4/273 حديث رقم 1897 .
- المرجع السابق 10/402.
- المرجع السابق 10/405 حديث رقم 5976 و 5977.
- سنن الترمذي 4/275 حديث رقم 1901.
- فتح الباري 10/403 حديث رقم 5972.
- منعا مصدر منع يمنع . والحاصل من النهي منع ما أمر بإعطائه وطلب ما لا يستحق أخذه .
- فتح الباري 10/405 حديث رقم 5975.
- المسند 6/284 حديث رقم 4624.
- هي أسماء ابنة أبي بكر كما جاء في حديث رقم 5978 فتح الباري 10/413.
- المراد راغبة في صلتي . فتح الباري 10/413 .
- المرجع السابق 10/313 حديث رقم 5979.
- حديث رقم 5978. المرجع السابق 10/413.
- الآية رقم 8 من سورة الممتحنة .
- فتح الباري 10/413 حديث رقم 5980 .
- سورة النساء 11 .
- سورة البقرة 266 .
- رياض الصالحين 7 .
- عالة : فقراء .
- رياض الصالحين 7 .
- سورة النساء 9 و 10 .
- سنن الترمذي 4/283 حديث رقم 1919 وأنظر رقم 1920 و 1921 .
- فتح الباري 5/211 حديث رقم 2587 .
- ظئرًا بكسر المعجمة وسكون التحتانية المهموزة بعدها راء أي مرضعًا . وأطلق عليه ذلك لأنه كان زوج المرضعة . وأصل الظئر من ظأرت الناقة إذا عطفت على غير ولدها فقيل ذلك للتي ترضع غير ولدها . وأطلق ذلك على زوجها لأنه يشاركها في تربيته غالباً . فتح الباري 3/173.
- قيل أراد به أنه أتبع الدمعة الأولى بدمعة أخري . وقيل أتبع الكلمة الأولى المجملة وهي قوله : «إنها رحمة» بكلمة أخرى مفصلة وهي قوله : إن العين تدمع . فتح الباري 3/174.
- فتح الباري 3/172 حديث رقم 1303.
- يعني الحسين بن علي . فتح الباري 10/427 .
- فتح الباري 10/426 حديث رقم 5994.
- المرجع السابق 10/427 .
- المرجع السابق 10/426 حديث رقم 5995.
- المرجع السابق 10/426 حديث رقم 5996.
- المرجع السابق 10/429 .
- فتح الباري 10/426 حديث رقم 5997 وأنظر حديث رقم 6013. فتح الباري 10/438.
- المرجع السابق 10/426 حديث رقم 5998 .
- المرجع السابق 10/434 حديث رقم 6003.
- سنن الترمذي 4/285 حديث رقم 1923.
- الشجنة ، بكسر الشين وضمها : عروق الشجر المشتبكة، وهنا أن الرحم مشتقة من الرحمن . والمعنى أنها قرابة من الله تعالى مشتبكة كاشتباك العروق .
- سنن الترمذي 4/285 حديث رقم 1924 .
- الحنث بكسر المهملة وسكون النون بعدها مثلثة ، المعنى لم يبلغوا الحلم فتكتب عليهم الآثام . فتح الباري 3/120 .
- المرجع السابق 3/118 حديث رقم 1248.
- فتح الباري 3/118 حديث رقم 1249.
- أف : اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر.
- فتح الباري 10/456 حديث رقم 6038.
- الأعلام للزركلي أنس بن مالك 2/24 وانظر فتح الباري 10/459 و 460 .
- سورة الأنفال 27 و 28 .
- 2/300 وانظر أسباب النزول 269.
- في أسباب النزول 270 : «لايذوق فيها طعامًا».
- أنظر أسباب النزول 269 .
- تفسير ابن كثير2/301 وأنظر أسباب النزول 485–487.
- أنظر أسباب النزول 486.
- سورة الممتحنة 1.
- الآية 14 و 15.
- أنظر مثلا أسباب النزول 500 .
- سنن الترمذي 4/280 حديث رقم 1910.
- لسان العرب : «جبن».
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ربيع الأول – ربيع الثاني 1426هـ = أبريل – يونيو 2005م ، العـدد : 4–3 ، السنـة : 29.