محليات
منذ السبت 30/شوال 1434هـ = 7/سبتمبر 2013م، تفجرت في المنطقة الغربية من ولاية «أترابراديش» التي تعرف في الأغلب بـ«يوبي» ولاسيما في «مظفرنجر» و«شاملي» وقراهما اضطرابات طائفية، وكانت عنيفة رهيبة لم تشهد المنطقة مثلها، حصدت كثيرًا من الأرواح، وأبادت كثيرًا من الممتلكات، وشردت كثيرًا من الناس، وأصابتهم بمعاناة لا توصف. وكانت مخططة من قبل الطائفيين المشاغبين ضد الأقلية المسلمة، التي اضطر آلاف منها للجوء إلى مخيمات أقامها المسلمون في أمكنة شتى، كما قتل كثير منهم بالرصاص أو بأسلحة حادة أو بإشعال الحريق. وإثر الاضطرابات فرضت الإدارة في معظم المناطق حظر التجول، ونشرت القوات والشرطة في «مظفرنجر» وغيرها، التي سُحِبَتْ منها يوم الثلاثاء: 10/ذوالقعدة 1434هـ الموافق 17/سبتمبر 2013م.
تنشر فيما يلي أنباء عنها معربة من الصحف الأردية التي غطّت حوادث الاضطرابات أولاً بأول. والأنباء التي ننشرها هي بنفسها تدلّ على تطور الحوادث سلبيًّا، كما تشف عن الاعتداءات الوحشية التي تعرّض لها المظلومون المنكوبون في المنطقة كلها. وقد تم خلال الاضطرابات – حسب المصادر الحرة – اغتيال نحو 100 من الأبرياء وتغييب نحو 200 من المسلمين وتشريد نحو 70 ألف مسلم. [التحرير]
«باغبات» (إيم عارف) مراسل صحيفة «عزيز الهند» اليومية الأردية: أصاب 25 ملتثماً هندوسيًّا ثلاثة مسلمين بجرح غائر بأسلحة حادة جدًّا، وقد أُدْخِلَ الجرحى مستشفى «آستها» بمدينة «باروت» ولكنهم نظرًا لحالتهم السيئة جدًّا نقلوا منه إلى المستشفى الرسمي بمدينة «ميروت» ورغم أن القرية يسودها التوتر؛ ولكنها تحت السيطرة؛ لأن الإدارة المحلية نشطت عاجلاً بنحو مطلوب فتمكنت من السيطرة على الوضع الذي كاد يتصاعد ويتفجر للحادث الأليم الذي وقع.
أفادت الأنباء أن قرية «بامنولي» يسكنها على مقربة من المقبرة مجموعات من السكان المسلمين والهندوس معًا، وقد مضى يوم الخميس: 28/شوال 1434هـ 5/سبتمبر 2013م بشكل عادي كالأيام الأخرى؛ ولكنه ما إن مضى حتى اقتحم 25 مشاغبًا هندوسيًّا ملتثماً كامنًا في المقبرة بيت عائلة مسلمة، وهجموا على سيدة مسلمة كانت نائمة في فناء البيت، وجرحوها جرحاً غائرًا، ففرت نجاة بنفسها إلى داخل الغرفة التي كان ينام فيها الطفلان: شاكر وذاكر فلاحقوها إلى الغرفة حيث هجموا بالأسلحة على الطفلين وفصلوا يديهما ورجليهما عن جسديهما، وعندما ارتفع صوت الجرحى بالبكاء والأنين، احتشد أهل القرية إلى البيت وما إن تجمعوا حتى هرب المفسدون من الموقف.
وخلال ذلك نما الخبر إلى أسماع رجال الإدارة ومسؤوليها في مدينة «باروت» فتسارعوا إلى القرية بقوات الشرطة، وبحثوا عن المفسدين في كل أنحاء القرية والمزارع حولها، فاعتقلوا أربعة أشخاص رهن التحقيق. إن الجرحى حالتهم محرجة للغاية ويخاف عليهم الموت من أجلها، وقد وضعوا في مستشفى رسمي بمدينة «ميروت» تحت عناية مركزة (I C U) و نظرًا لحالة التوتر الشديد في القرية قد خيّم عدد من المسؤولين رفيعى المستوى في القرية. وأفاد ضابط في الشرطة أنه قد تمّ اعتقال أربعة من المشاغبين، والبحث حار عن الآخرين، والمجرمون سيزج بهم في السجن تحت بنود من القانون الجنائي شديدة.
وفي جانب آخر حدث توتر طائفي بين المسلمين والهندوس في قرية «لوهاري خانبور» من أجل رفع الأذان بمكبر الصوت؛ ولكن الإدارة المحلية تدخلت في القضية بجدية، وتمكنت من السيطرة على الوضع وإنهاء القضية. وقد أفادت الأنباء في هذا الصدد أن القرية المذكورة ما إن بدأ فيها الإمام رفع الأذان لصلاة الفجر حتى خرج مشاغبون هندوس فيها يهزون أسلحتهم وأرغموه على الانتهاء من رفع الأذان، وما إن علم بذلك المسلمون في القرية حتى أقفلوا المسجد خوفًا على أنفسهم من المفسدين الهندوس. وعندما علمت الإدارة بالقضية، تدخلت فيها وأصلح بين الطائفتين بمعاونة من وجهاء القرية منهما، فتم فتح قفل المسجد. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد88، السنة1).
* * *
أولاً سألوا عن الاسم، ثم هجموا على شاب مسلم بسكين حادّ
الشابُّ حالتُه حرجة مقلقة، نُقِلَ إلى مركز طبي عالي المستوى
=====================
سهارنبور، يوبي، إيس إين بي: هجم مشاغبون هندوس على شاب مسلم بسكين حادّ جدًّا، كان الشاب متوجهًا إلى بيته راكبا حافلةً عندما انتهى ميعاد كليته التي يتعلم فيها. والمفسدون هجموا عليه بسرعة بعدما سألوه أولاً عن اسمه الذي ما إن أفصح عنه حتى علموا أنه شابّ مسلم وليس هندوسيًّا، وبعد إصابتهم إياه فرّوا بسرعة، وقد أدخل الشاب مستشفى بمدينة «سهارنبور» أولاً ثم نقل إلى مدينة «داهرادون» عاصمة ولاية «أترا كهاند».
وحسبما وردت الأنباء إن الشاب «محمد فيصل» 19 عامًا، من سكان قرية «شيخ بوره» إحدى القرى الواقعة في نواحي المدينة، يتعلم في المدينة في كلية رسمية في حيّ سوق نهرو، وفي الصف 12 بالتحديد، وكالعادة كان قد توجه إلى يبته بالحافلة الذاهبة إلى «نانوته» و«بارغاؤن» بعد ما كان قد انتهى ميعاد دراسة ذلك اليوم بالكلية، وفي الحافلة حدث أن مجموعة من المشاغبين الهندوس تخاصموا معه؛ لأن إحدى رجليه قد وقعت عن غير عمد على رجل واحد منهم، فاعتذر إليهم الشاب محمد فيصل؛ ولكن المشاغبين كانو قد قرروا أن يفعلوا معه ما فعلوه فسألوه عن اسمه، وعندما نطق باسمه «محمد فيصل» راحوا يقولون: يا جماعة إنه «المُلاَّ» أي إنه مسلم ثم هجموا على ظهره وأغمدوا السكين فيه، وقد استخدموا في ذلك ما عندهم من قوة، حتى نفذ السكين في ظهره وخرج إلى جانب آخر، وقبل أن يلتقط أنفاسَه هجموا عليه ثانية، وكانت الثانية موجهة إلى رجليه، فأصابتهما بجرح شديد، وحدث في الحافلة الهرج والمرج، وخلال ذلك نزل المشاغبون من الحافلة في خفة واختفوا عن الأنظار. وما إن نما الخبر إلى أهل «محمد فيصل» حتى هرعوا إلى مكان الحادث، فحملوه إلى مستشفى المديرية؛ ولكن الأطباء فيه أشاروا عليهم بنقله إلى «داهرادون» حتى يتم علاجه في مركز طبي كبير. ولم يعثر الشرطة على أي من المشاغبين المهاجمين، فلم تعتقل أيًّا منهم. (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5048، السنة 14).
* * *
منظمات إسلامية في اجتماعها المشترك بالجامع الكبير بمدينة “سهارنبور”:
الهجوم على طلاب المدارس الإسلامية وعامة المسلمين، مؤامرة مبيته من قبل حزب «ب ج ب» الهندوسي اليميني
=====================
سهارنبور، يوبي، إيس إين بي:
في الجامع الكبير بالمدينة، عقدت منظمات إسلامية اجتماعًا احتجاجيًّا ضدّ الهجوم الذي يتعرض له الطلاب المسلمون ولاسيّما طلاب جامعة دارالعلوم/ ديوبند في القطر والحافلات، وضدّ الاضطرابات الطائفية التي يفجرها الطائفيون المنتمون إلى حزب «ب ج ب» الهندوسي اليميني المتطرف. وقد أكّد المتحدثون في الاجتماع إلى الحضور أن هذه الهجمات والاضطرابات تساهم فيها عناصر طائفية متطرفة من المنتمين إلى أسرة «سانغ» المعروفة بعصبيتها العمياء ضد المسلمين ومن المنتمين إلى الأجهزة الحكومية الذين رغم كونهم موظفين في الجهات الحكومية التي ينبغي أن تتسم بالعلمانية وعدم الانحياز لطائفة دون أخرى، يتبنون الطائفيّة والكراهية ضدّ الأقلية المسلمة.
وانتقد المجتمعون بشدة موقف حكومة «يوبي» التي يقودها حزب «سماج وادي» الذي وصل إلى كرسي الحكم بأصوات المسلمين الذين كانوا قد حسبوه علمانيًّا غير طائفي؛ ولكنه لم يف بالوعود التي قطعها للمسلمين، والتي شملت كثيرًا من القضايا التي يعانيها المسلمون بما فيها إطلاق سراح الشباب المسلم الذي اعتقل وسجن وحوكم بعدد كبير بتهمة التورط في الإرهاب، رغم أنه كان بريئًا كلَّ البراءة، وكذلك توفير صيانة لأرواح المسلمين وممتلكاتهم التي تتعرض اليوم للضياع بنحو أكثر من ذي قبل. وقد أكد المجتمعون أن الحفاظ على العلمانية ليس مسؤوليه المسلمين وحدهم؛ ولكنه مسؤولية الأغلبية الهندوسية هي الأخرى. وأضافوا: إن ما بدأ يصنعه الطائفيون الهندوس مؤخرًا من ممارسة الرقص الطائفي العريان ضد المسلمين، ظلت الحكومة المدعية للعلمانية التي يقودها حزب «سماج وادي» عاجزة عن إلجامهم و وضع حدّ لشرّهم المستطير؛ حيث لم تتخذ أي إجراء ضدّهم، بل إن أجهزتها الرسمية بما فيها الشرطة والإدارة المحلية تسجل قضايا ضدّ المسلمين تحت بنود شديدة؛ فهي تسير في الجانب المعاكس للعدل والإنصاف. (راشتريا سهارا اليومية الأردية، دهلي الجديدة، العدد 5048، السنة14).
* * *
الاضطرابات الطائفية تجتاح «مظفرنجر» وما جاورها
=====================
لكهنؤ، يوبي، إيس إين بي، الأحد: غرة ذي القعدة 1434هـ = 8/سبتمبر 2013م : من أجل حادث العنف الذي حصل يوم السبت: 30/شوال 1434هـ الموافق 7/سبتمبر2013م في قرية «كوال» بمديرية «مظفرنجر» تفجرت اضطرابات طائفية في القرية وفي المدينة وما جاورها من الأنحاء ذهب ضحيتها 6 نسمة، بما فيها مراسل لقناة تلفزيونية، وأصيب 34 شخصًا، وقد فرضت الشرطة حظر التجول في مناطق ثلاث محطات من محطات الشرطة بالمدينة.
وفي خطوة حكومية أولى، أعلنت حكومة «يوبي» منح ورثة كل من القتلى نصف مليون روبية، والجرحى خمسين ألف روبية، على حين إنها أعلنت منح ورثة المراسل التلفزيوني مليون روبية. وصَرَّح كبير وزراء الولاية «أكهاليش يادوف» بأنه لن يدع المجرمين المتولين لكبر الاضطرابات دون معاقبة شديدة ولن يعفو أحدًا منهم بحال، وأنه بدوره يتابع الوضع في المناطق المنكوبة بالاضطرابات.
الجدير بالذكر أنه قد وقع منذ أيام – كما يُزْعَمُ – في قرية «كوال» حادث تحرش مع فتاة هندوسية، أدى إلى مقتل ثلاثة فتيان: فتى مسلم وفتيين هندوسيين منتميين إلى طبقة «الزوط» الهندوسية. وذلك يوم 27/أغسطس 2013م = الثلاثاء: 19/شوال 1434هـ، ولإنهاء التوتر عُقِدَ اجتماع مشترك لكل من الطائفتين الهندوس والمسلمين؛ ولكنه لم ينتهِ. وفي يوم السبت: 30/شوال 1434هـ الموافق 7/سبتمبر 2013م، عَقَدَ الهندوسُ اجتماعَهم التشاوري الكبير، الذي حضره الشباب الهندوسي حاملاً أسلحة متنوعة ومتظاهرًا بها، عُقِدَ الاجتماع في كلية «ناكلا ماندور» وما إن انفض الاجتماع، حتى صدر عنه متحمسون هندوس مغضبين ضد المسلمين، فتناول عدد منهم فتى مسلماً بضرب مبرح بالعصي والكرابيج، حتى أصموه في مكانه، وهنا احتشد جمع كبير من الطائفتين، وتبادلتا إطلاقات الرصاص، وهنا خرجت الأوضاع من نطاق السيطرة، فأدت إلى مقتل عدد من الناس وإصابة عدد أكثر، فنفذت الشرطة حظر التجول في المدينة، ونشرت الإدارة قوات الشرطة وقوات الأمن في أنحاء عديدة من المدينة، ونشطت لاتخاذ خطوات ضد عناصر مشاغبة معادية للمجتمع.
وفي هذا الشأن لقي وفد من جمعية علماء الهند – وهي منظمة إسلامية عريقة أكثر نشاطاً في خدمة الشعب المسلم والكفاح من أجل حقوقه – ضابطاً عالي المستوى في الشرطة، وبحث معه قضية هجوم الطائفيين الهندوس على طلاب المدارس الإسلامية – وعلى رأسها طلاب جامعة دارالعلوم/ ديوبند – وأعضاء جماعة الدعوة والتبليغ المتجولين في القرى والأرياف في القطر والحافلات، فأكد الضابط للوفد، أنه سيحاول أن يسيطر على الوضع؛ ولكنه في الوقت نفسه قال له: إن هناك 350 قطارًا تتحرك على الخطوط في المنطقة الواسعة، والشرطة عندنا للقيام بعملية الحماية في القطر لايتجاوز عددها 400 فماذا عسى أن نصنع. (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5049، السنة 14؛ صحيفة انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، العدد 244، السنة1).
* * *
فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني أستاذ الحديث بجامعة ديوبند ورئيس جمعية علماء الهند
يجتمع بكبير ورزاء ولاية «يوبي» ويصارحه بأن الاضطرابات الطائفية
في غربي الولاية مقلق للغاية، وهي مخططة من قبل عناصر طائفية لاستهداف المسلمين في الولاية
=====================
دهلي الجديد، سليم صديقي، إيس إين، بي:
اجتمع فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند ورئيس جمعية علماء الهند بكبير وزراء ولاية «يوبي» وأبدى غاية قلقه وحزنه على الاضطرابات الطائفية التي فجّرها الطائفيون المنتمون إلى أسرة «سانغ» في كل من «مظفرنجر» و«ميروت» و«شاملي» والمناطق الواسعة في هذه المديريات، وصارحه بأن هذه الاضطرابات اسْتُهْدِفَ من ورائها المسلمون بتخطيط مسبق، وطالبه بتنشيط الإدارة بنحو أكثر حتى تقوم بمسؤوليتها نحو السيطرة على الوضع. وخلال حديثه مع كبير الوزراء «أكهاليش يادوف» أكد فضيلته على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة تعالج الوضع بشكل واقعي. ومن جانبه أكد له كبير الوزراء أن حكومته عاكفة على صنع كل شيء ممكن من أجل التغلب على الطائفيين، والأفراد الذين اعتقلقوا بتهمة تفجير الاضطرابات، قد تم تنفيذ قانون أمن البلاد عليهم، وسوف لن نمارس التفرقة العنصرية أو التمييز الطائفي مع أحد. ثم اجتمع فضيلته في اليوم نفسه بالسيد «أجيت سينغ» ابن الراحل السيد «تشودهري تشارن سينغ» كما اجتمع بابنه السيد «جنيت سينغ» وصارحهما في شأن الاضطرابات الحاليّة قائلاً: إن الأفراد من طائفة الهندوس المنتمين إلى طبقة خاصّة استهدفوا المسلمين في قراهم وأمكنة سكونهم فيما بين دهلي و«ميروت» و«مظفرنجر» ويحاولون القضاء النهائي على الأمن في هذه المنطقة، وقد طالبهما فضيلته أن يزورا المناطق المنكوبة؛ لأن المسلمين الذين يتضررون الآن من الاضطرابات سيذيقون الأحزاب السياسية عاقبة تقصيرهم في هذا الشأن. ومن جانبه قال له السيد «أجيت سينغ»: إنه قد دعا إلى عقد اجتماع تشاوري موسع لطبقة الهندوس التي ينتمي إليها هو يوم 12/سبتمبر في مدينة «ميروت» لكي يدفعهم إلى عقد أمثال هذه الاجتماعات في شتى القرى والأمكنة لإيجاد روح التفاهم بينهم وبين الهندوس المنتمين إلى هذه الطبقة.
وقد نصح الشيخ المدني المسلمين بأن يصبروا ويتجاوزوا هذه الأوضاع القاسية؛ لأنها إنما فجرت تحسّبًا للانتخابات المركزية القادمة لاستقطاب الهندوس كلهم للتصويت لصالح الأحزاب الهندوسية المتطرفة المنتمية إلى أسرة «سانغ» (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5049، السنة 14).
* * *
في «مظفرنجر» الإدارة تأمر بإطلاق الرصاص على كل من يخرق الأمر بحظر التجول
قوات الأمن تقوم بمسيرات في المدينة لإيجاد الشعور بعدم المخاوف لدى السكان،
عدد القتلى ارتفع إلى 27، حظر التجول لازال منفذًا في حالة التأهب الأقصى
فُرِضَت حالة التأهب الأقصى في مدينة «ميروت» كذلك تحسبًّا للمخاوف الناتجة عن الاضطرابات في «مظفرنجر» و«شاملي» التي امتد فيها لهيب الاضطرابات إلى القرى والقرى الجامعة، كما أن بلدة «مُوَانَهْ» بـ«ميروت» قام المشاغبون بتحطيمات في المسجد
=====================
مظفر نجر، ميروت، شاملي، كهاتولي (كامران زبيري، محمد سالم) إيس إين بي:
تم تفويض «مظفرنجر» المنكوبة بالاضطرابات إلى القوات بالكامل، وقد قامت هي في شتى أنحاء المدينة بمسيرات الأمن، كما أن الإدارة أصدرت الأمر بإطلاق الرصاص على كل خارج على الأمر بحظر التجول. وأثناء ذلك ارتفع عدد القتلى إلى 27، وقد اعترفت الإدارة بهذا العدد. وقد حصلت حوادث إشعال الحريق وإطلاق الرصاصات في عدد من الأمكنة في اليوم الثاني من الاضطرابات وهو يوم الأحد: 8/سبتمبر 2013م الموافق غرة ذي القعدة 1434هـ. ورغم نشر القوات لا يتوقف العنف في «مظفرنجر» وقراها؛ حيث إن المشاغبين قاموا بتحطيمات في عدد من المساجد أمس: الأحد، كما تواترت أنباء إحراق المنازل وإطلاق الرصاصات. وفي قرية «بهاؤري» استخدم المشاغبون قنابل الزجاج الحارقة المصنوعة من البترول ضد الأقلية المسلمة بالقرية، وتمكنت القوات والشرطة من السيطرة بنحو أو آخر على الوضع بعد ما كثفت الجهود، ونقلت من القرية نحو 200 مسلم حاصرهم المشاغبون الهندوس إلى مكان آخر أمين، وفي حوادث العنف الأخيرة لقي 9 أشخاص مصرعهم، في حين أصيب أكثر من عشرين شخصًا.
وفي يوم الأحد لفظت أنفاسها الأخيرة سيدة جريحة كان يتم علاجها في «ميروت» وكانت من قرية «شاهبور» بمظفرنجر. وقد نشرت الإدارة قوات الأمن في كل من «مظفرنجر» و«كهاتولي» و«منصوربور» و«جانساث» و«ميرابور» و«بجوران كلان» و«جرتهاولا» و«بودهانه» والقرى التابعة لهذه القرى الجامعة. وخلال ذلك قام المشاغبون بتحطيمات في المسجد في قرية «كتبا كتبي» التابعة لمحطة الشرطة بقرية «شاهبور» الجامعة. وكانوا مسلحين بالعصيّ والمسدسات العادية والكرابيح والقضبان، واقتحموا عددًا من الأمكنة، وخرج المسلمون المحاصرون من بيوتهم إلى المزارع، فلاحقهم المشاغبون يطلقون عليهم الرصاصات، فلقي ثلاثة منهم مقتلهم وأصيب عدد كبير. وخلال ذلك نقلت القوات من القرية أكثر من 100 شخص كانوا محاصرين من قبل المشاغبين إلى محطة الشرطة للإبقاء عليهم، كما وقع صدام في قرية «سورام» ودام تبادل الرصاصات لساعات مما أدى إلى جرح عدد من الناس. وأكبر العنف وقع اليوم في قرية «بهاؤري» التي أشعل فيها المشاغبون الحريق في منازل المسلمين وهجموا على المسلمين بقنابل الزجاج، وقد نقلت القوات 100 منهم إلى مكان أمين، وبالإضافة إلى حوادث العنف هذه حدثت حوادث العنف في قرى «كوكرا» و«محمد بور» و«بارباليان» و«جوهرا» و«بنا» و«كهيركي» و«كهادولي» و«ساندت» وغيرها من القرى، حيث حصلت تحطيمات وضربات وإطلاقات رصاصات.
أما في مديرية «شاملي» فإن قرى بأكملها أحرقت فيها منازل المسلمين، ولاسيما قرى «بهاوري» و«فُجَانه» و«كهارر» وغيرها التي فرّ منها المسلمون إلى أي مكان اتجهوا إليه نجاة بأنفسهم، وقد هدمت في عدد من القرى المساجد بأكملها أو هدمت معظم أجزائها، وحُوِّلت غير قابله لأداء الصلاة. في قرية «بهاؤري» مدرسة دينية اسمها كاشف العلوم، قد حوصر فيها عشرة طلاب من قبل المشاغبين، وعميد المدرسة في تواصل مستمر مع رجال الإدارة والشرطة، لكي يتم إنقاذهم ونقلهم إلى مكان مأمون؛ ولكن أحدًا من الإدارة أو الشرطة لايستجيب، والكل أغلقوا هواتفهم وجوالاتهم وقد ورد من قرية «سنبهالكا» نبأ يقول: إن المشاغبين قذفوا طفلاً في الخامس من عمره في الجوّ حتى مات. وقد ساء الوضع في هذه القرى بنحو خطير حتى إن الإدارة منعت الصحفيين من دخولها، والشرطة تمارس التعمية على الأنباء ولا تفصح عن حقيقة الحال.
وفي بلدة «موانه» التابعة لـ«ميروت» وفي قرية «نلوها» بالذات، هدموا مسجدًا، مما أدى إلى سوء الوضع في المنطقة، فنشرت الإدارة قوات سريعة التحرك، وقد أدى الصدام في القرية بين الطائفتين إلى موت رجل وإصابة آخرين لم يتم تحديد عددهم.
وقد حَمَّل عدد من القادة والساسة مسؤولية تفجر الاضطرابات على هذا المستوى الواسع الذي لم تحصل به قط في هذه المنطقة الإدارةَ المحليةَ التي لم تعر الوضع المتوتر منذ شهور الاهتمام اللائق. (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5050 السنة 14؛ صحيفة انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، العدد 245، السنة1 ؛ عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 90، السنة1).
* * *
رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ المقرئ السيد محمد عثمان المنصوربوري أستاذ الحديث بجامعة ديوبند
يُوَجِّه إلى كبير وزراء «أترابراديش» رسالة يحذره فيها من عواقب التوتر الطائفي الخطير في غربي الولاية
=====================
وَجَّهَ رئيس جمعية علماء الهند فضيلة الشيخ المقرئ السيد محمد عثمان المنصور بوري أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند خطابًا إلى كبير وزراء ولاية «أترابراديش» – يوبي – حَذَّرَه فيه من التداعيات الخطيرة التي يكاد يؤدي إليها التوفر الطّائفي الشديد في غربي الولاية، الذي أدّى إلى مقتل عدد من الناس في عدد من القرى والمدن بما فيها مدينة «مظفرنجر» وما جاورها من القرى الجامعة والقرى العادية بما فيها «منصوربور» و«كهاتولي» و«قطب بور» و«بهاؤري» و«تيورا» و «سانسولي» و«سورام» وغيرها.
وقد أبدى فضيلته بالغ احتجاجه ضدّ الإهمال الذي مارسته مصلحة الشرطة والإدارة المحلية في شأن السيطرة على الوضع في جديّة مطلوبة، وصَرَّح بأن الإدارة والشرطة عجزتا عن التحرك الفاعل للتغلب على الوضع، وطالبه بأن يباشر القيام بإجراء فاعل وأن يتدخل بنفسه في عملية السيطرة على الوضع و وضع حدّ للتوتر المتصاعد. وقد أبدى غاية عجبه من أنه رغم تنفيذ بند 144، وفرض الحظر الكلي على التجمع وعقد حفلة أو اجتماع، عقد طائفة الهندوس «الزوط» اجتماعًا تشاوريًّا موسعًا باسم «المهابنتشايات» The Maha Panchait بحضور الضابط الشرطي عالي المستوى (D. G. P.) وحصل فيه استهداف المسلمين ورفع هتافات استفزازية ضدّهم وألقيت خطابات مثيرة، وكان المتوجهون إلى الاجتماع يرفعون هتافات نارية، وظل المسؤولون عن الشرطة متفرجين على الوضع. إن الطائفيين عاكفون على تهيئة الجو لصالحهم للفوز بالأغلبية المطلوبة في الانتخابات العامّة المزمع عقدها في 2014م، وهم يرون أن ممارسة سياسة الاضطرابات خير وسيلة لذلك.
ومن جانبه لفت أمين عام الجمعية الشيخ السيد محمود أسعد المدني انتباه كل من وزير الداخلية الهندي وكبير وزراء الولاية «أكهاليش يادوف» وحذرهما من مغبة الوضع الذي توتر بنحو هائل؛ حيث قال لهما: إنكما مهما وضعتما في الاعتبار خطورة الوضع، ونشرتما قوات الأمن وقوات الشرطة في مدينة «مظفرنجر» فإن المشاغبين الطائفيين يستهدفون المسلمين في القرى والأرياف المجاورة، ويحرقون منازلهم ويمطرون عليهم وابلاً من الرصاص، فالحاجة ماسّة جدًّا إلى نشر القوات والشرطة بشكل عاجل في القرى الصغيرة والقرى الجامعة التي يوجد بها أقلية مسلمة، ولابدّ من توفير الأمن للمسلمين المذعورين في هذه القرى والأرياف التي تضررت من الاضطرابات الطائفية، ومن إصدار توجيهات صارمة إلى المسؤولين بالسيطرة على الوضع في أقرب وقت ممكن. واتصل الشيخ المدني بكبير الوزراء بالهاتف وقال له: إن الوقت وقت اختبار بالنسبة له، وإنه ليأمل أنه سيحاسب المجرمين محاسبة دقيقة، وينزل عليهم من العقاب ما يستحقونه ولن يألو في ذلك جهدًا يقدر عليه بصفته مصدر جميع الصلاحيات في الولاية. (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5050، السنة 14).
* * *
فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني رئيس جمعية علماء الهند وأستاذ الحديث بجامعة ديوبند:
الشعب المسلم في ولاية «يوبي» بحاجة ماسّة
إلى أن يظلوا على حذر كامل
حكومة الولاية لن يمكنها أن تتهرّب من مسؤولية الاضطرابات الطائفية المُبَيَّتَة التي قام بها الطائفيّون
=====================
في تصريح صحفي أدلى به فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني أستاذ الحديث بجامعة ديوبند الإسلامية العريقة الكبرى ورئيس جمعية علماء الهند، إثر تفجر الاضطرابات الطائفية في مدينة «مظفرنجر» وامتدادها السريع إلى المدن والقرى المجاورة، وهو يبدى بالغ ردّ فعله ضدّ الأسلوب الذي تعاملت به الإدارة والشرطة في مباشرة الاضطرابات:
إن الوضع أصبح فوق السيطرة لموقف التقصير والعصبية الذي تبنته الإدارة والشرطة في التعامل مع الوضع، ويبدو أن الإدارة في الولاية لا يتحكم فيها كبير الوزراء، كما يبدو أنها مُسَاهِمَةٌ للمشاغبين في تفجير الاضطرابات وتصعيد الوضع. وتساءل فضيلته: لماذا سمحت الإدارة بعقد الاجتماع الهندوسي التشاوري الموسّع رغم توتر الوضع وكونه سيئًا للغاية، ولماذا لم تقم مسبقًا بالإجراءات التي قامت بها بعد تفجر الاضطرابات. وأضاف فضيلته: إن المشاغبين يفعلون ما يشاؤون رغم نشر القوات، والحوادثُ الدامية تسفر كل ساعة عن مقتل الأبرياء، والإدارةُ موقفها موقف المتفرج، والقرى والأريافُ تحترق، والطائفيون الهندوس يقتلون المسلمين العزل دون مخافة من الإدارة والشرطة، ويشعلون الحريق في ممتلكاتهم وبيوتهم.
وأضاف: إن حكومة «أكهاليش يادوف» ليس بوسعها أن تتهرب من مسؤولية الاضطرابات المُخَطَّطَه المتناوبة في الولاية التي تتكرر من فترة لفترة، ولا يجوز إقناع الشعب المسلم بالقول بأن ذلك مؤامرة من الطائفيين. وقد حذر فضيلتُه حكومةَ الولاية قائلاً، إن ثقة الشعب المسلم ستنسحب منها كليًّا إذا لم تسيطر على الاضطرابات بشكل عاجل جدًّا. وإن إساءة الوضع لن يذوق مغبتها الشعب المسلم فقط، وإنما يذوق ويلاتها كذلك القائمون على الحكومة، وإنه لفرصة أخيرة أن تدرك الحكومة أن لا تكتفي فقط بإصدار التصريحات؛ بل الواجب عليها قبل فوات الأوان اتخاذ إجراءات واقعية سريعة للغاية وأن تتناول المسؤولين المقصرين بالعقاب الصارم بدل أن يغير فقط أمكنة قيامهم بوظائفهم. وأضاف: إن هذا وقت اختبار ثقة الشعب بالحكومة، إن الشعب سيدلي بأصوانه في انتخابات 2014م العامة في ضوء الواقع القاسي الذي يعيشه ويعانيه. وقال فضيلته مضيفًا: إن كبير الوزراء أكد لي لدى اللقاء أنّه سيتعامل مع الطائفيين بالقوة والصرامة؛ ولكنه يؤسفني أن أقول: إنه بعد مضى هذا القدر من الوقت، لا يتراءى على أرض الواقع ما يؤكد صدق مقالته وجدية إرادته. إن نهار البؤساء المنكوبين بالاضطرابات من المسلمين قد مضى بنحو أو بآخر، في تلك التعاسة والقساوة اللتين شهدهما من شهد من الناس، أما الليلة الآتية فستكون كشدائد القيامة على المسلمين المتضررين الذين لاسند ولا ناصر لهم إلاّ الله وحده. وأضاف فضيلته: إن الوكيل العامّ لحكومة «يوبي» السيد جاويد عثماني كان قد أصدر يوم السبت: 3/جمادى الأولى 1434هـ الموافق 16/مارس 2013م تعميمًا كان مضمونه أن مسؤولية أي اضطراب طائفي في المستقبل ستعود على إدارة كل مديرية في الولاية، وكان قد أعلن ذلك صريحًا على رؤوس الأشهاد مؤسسُ حزب «سماج وادي» وراعيه اليوم و والد كبير الوزراء السيد «ملائم سينغ» في احتفال جمعية علماء الهند بمدينة «لكهنؤ» عاصمة الولاية يوم الأحد: 4/جمادى الأولى = 17/مارس، فقال فضيلته: إنه نظرًا للإبادة الجماعية للمسلمين في «مظفرنجر» يتعين على الحكومة أن تنفذ تعميمها وأن تترجمه إلى العمل. (صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5050، السنة 14).
* * *
عضو مجلس الشعب الهندي والقائد المسلم البارز
الشيخ أسرار الحق القاسمي:
اضطرابات «مظفرنجر» الطائفية دليل صارخ
على فشل الحكومة الإقليمية
=====================
دهلي الجديدة (يو إين آئي):
استنكر بشدة فضيلة الشيخ أسرار الحق القاسمي عضو مجلس الشعب الهندي وأحد كبار العلماء والقادة المسلمين في الهند، مصرحًا أن الاضطرابات الطائفية العنيفة التي وقعت في «مظفرنجر» وما جاورها لهي دليل ناطق على فشل الحكومة الإقليمية، راجيًا القوى المحبة للسلام أن تعمل على إعادة الوضع إلى طبيعته، حتى يجوز إفشال القوى الطائفية والمؤامرة التي نسجت لزرع المنطقة بهذه الاضطرابات. وأضاف: إنه منذ أسابيع كان الوضع قد توتر في المنطقة وكان المشاغبون يتحينون الفرصة لإشعال الاضطرابات؛ ومن ثم ظلوا يتناولون طلاب الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند بالإساءة والضرب، محملاً الإدارة المحلية كاملَ المسؤولية تجاه تفجر الاضطرابات؛ حيث إنها سمحت بعقد الاجتماع التشاوري الهندوسي الموسع في كلية في قرية على مقربة من قرية «جانساث» رغم تنفيذها لبند 144 الذي يقضي بمنع كل نوع من التجمع والاجتماع والاحتفال للحيلولة دون أي نوع من محاولة التحريش والإفساد.
وقد صَرَّح فضيلته أن ولاية «يوبي» يوجد بها 27 ألف مدرسة إسلامية، ومنها 19 ألف توجد في غربي الولاية وجدها، وربما إن الطائفيين يودون أن يشعلوها اضطراباً طائفيًّا نظرًا لهذا العدد الكبير من المدارس الإسلامية في المنطقة؛ حيث إنّهم يعملون أنها هي التي تضخ الدم الطازج للجسم الإسلامي، وإليها يرجع الفضل في بقاء الإسلام في الهند حيًّا منتعشًا يؤدي دوره على ما ينبغي. وإنما يستهدفون هذه المنطقة الغربية من الولاية لأن كثرة المدارس فيها تشكل شوكة في عيونهم، فهم من خلال الاضطرابات، يريدون أن يضعوا حدًّا لمفعولها في تخريج رجال مؤهلين للقيام بالدعوة والرسالة والقيادة.
وقــد اجتمع فضيلته بكل من راعى الحزب الحاكم في الولايــــة «ملائم سيــنغ» و وزير شؤون الأقليات «كي رحمن خان» و وزيــر القطار وطالبهم باتخاذ خطوات جديـة لتحسين الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها، كما طالب الحكومــة المركــزيــة التي يقودها حزب المؤتمر بأداء دورهــا في إعادة المنطقــة إلى طبيعتها، كما وجه رسائل إلى كل من رئيس الوزراء و وزير الداخلية و كبير وزراء الولايــة، طالبهم فيها باتخــاذ ما يلزم لتطبيع الوضع. والجديــر بالذكر أن فضيلته من الكتاب البارزين باللغة الأردية حول شتى الموضوعات الاجتماعية والإسلامية والسياسيّة، ويعالج في مقالاته الصحفية القضايا التي تهم البلاد والمواطنين والمسلمين إقليميًّا ودوليًّا، وهو كاتب مفضل لدى قراء الصحف والمجلات الأرديــة. وهو يديــر هيئة باسم الهيئة التعليمية والمليّة، وقد كان من قبل مسؤولاً كبيرًا في جمعية علماء الهند والهيئة الملية، وهو من القادة النشيطين جدًّا في مجال الخدمة الاجتماعيّة، ويعرف بحياته البسيطة الساذجة التي ينبئ كأنه رجل عادي من رجال الشارع (صحيفة عزيز الهند الأرديّة اليومية، العدد 91، السنة1).
* * *
الطائفيون يشعلون الحريقَ في منازل المسلمين في قرية «لساره»
ويقتلون السيد المقرئ محمد مستقيم بالرصاص، واللاجئون في قرية «كاندهله» الجامعة يرتفع إلى نحو 5000، ورئيس الشرطة المسلم عبد الحميد يتم نقله من مكان الحادث إلى مكان آخر
=====================
«شاملي» (سيد حسان):
الاضطرابات الطائفيّة استمرت لليوم التالي في مدينة «شاملي» وقد كان لنشر القوات بعض المفعول في بعض الأمكنــة؛ ولكن المشاغبين ظلــوا منتعشين في قرى ملاصقة للقريــة الجامعــة «كاندهله» حيث أشعلوا الحريق في قرية منها في منازل المسلمين ودكاكينهم التجارية، وظلت الشرطة مجــرد متفرجــة على المشهد الرهيب، بينما قتلوا المقرئ محمد مستقيم في قرية أخرى بإطلاق الرصاص، والوضع متوتر للغاية في القرية. وأثناء ذلك نقلت الحكومة الإقليمية ضابط الشرطة الكبير المسلم (SSP) إلى مكان آخر كان نشيطاً في إنقاذ المسلمين من ورطة المشاغبين ومخالبهم. وذلك على ضغط من الطائفيين الهندوس. وإن نقل الضابط المسلم عبد الحميد حطّم ظهور المسلمين في هذه المناطق؛ لأنه كان يعمل بنشاط موفور دونما تمييز من أجل الإنصاف للمظلومين من الظالمين، وكانت قــوة الطائفيين قد ضعفت جدًّا من أجل فعاليته غير العادية؛ ولذلك كانوا قد عادوا يطالبون بنقله من المنطقة إلى مكان آخر، واستجابة لمطالبتهم نقلته الحكومة إلى مكان آخر.
وأثناء ذلك ظل التوتر قائمًا في المنطقة المجاورة لـ«كاندهله» وعجزت الشرطة عن السيطرة على الوضع، وظل الوضع تحت السيطــرة في «كاندهله» التي انتشرت فيها القــوات التي لم يتم نشــرهــا في القرى التي كانت بأمس حاجـــة إليها، مما جعل المشاغبـين يفعلون الأفاعيل مع المسلمــين فيها، الأمر الذي أرغمهم على مغادرة منازلهم فيها والفــرار إلى الملاجئ نجاة بأنفسهم، وكثير منهم نـزحــوا إلى «كاندهله» حيث يوجــد سكان مسلمون بعــدد كبــير، وقالت الأنباء: إن عدد النازحين إلى «كاندهله» ارتفع إلى نحو 5000؛ حيث إن قرية «لساره» أحــرق فيها المشاغبون جميع منازل المسلمين وارتفع فيها وحــدها عدد القتلى المسلمين إلى 13، ويخشى أن يرتفع العدد إلى أكثر من هذا، وقد قضى المشاغبون على جميع الأعمال التجارية التي كان يزاولها المسلمون، ولحدّ اليوم بلغت خسارة المسلمين المالية في هذه القرى إلى أكثر من 50 مليون روبية.
والمسلمون الفارون بأنفسهم يلجأون إلى الملاجئ التي يقيمها المسلمون وإلى بعض أقاربهم في القرى التي يرونها أمينة لحد اليوم. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، العدد91، السنة1).
* * *
إطلاق الرصاص على المصلين في مسجد بـ«باروت»
الطفل شعيب يلفظ أنفاسه في مكانه، ويصاب أربعة،
واثنان حالتهما خطرة
=====================
«باغبات» (إيم عارف):
في اليوم الثاني من حدوث الاضطرابات الطائفية؛ حيث كان قد ابتدأ يوم 30/شوال 1434هـ الموافق 7/سبتمبر 2013م، امتدت هي إلى كثير من قرى «باروت» وهي تقع في مديرية «باغبات» التي انفصلت كمديرية مستقلة عن مديرية «ميروت» حيث هجم المشاغبون على المصلين في مسجد بقرية «بازيدبور» التابعة للمديرية وقتلوا وأصابوا عددًا منهم بالرصاص، وقد مات الطفل شعيب في مكانه وأصيب أربعة من المصلين الآخرين، واثنان منهم أصيبوا بشكل خطير، وحالتهما حرجة للغاية، وقد أدخل المصابون مستشفى بمدينة «ميروت».
وفي قرية «دوغهات» استكشفت جثة مسلم في مزرعة من المزارع، وأدى ذلك إلى مزيد من التوتر الطائفي في القرية، وقد نشر ضابط الشرطة قواتها في القرية، كما أن قرية «أسارا» هجم فيها المشاغبون على مسلمين فأصيبوا بجروح غائرة، وفي قرية «دهكانا» أقفلوا مسجدًا، وفي قرية «نكلا سنولي» ألقوا أجزاء من لحم الخنزير في مسجدين بهدف توتير الوضع طائفيًّا، وفي قرية «رتهورا» تواجهت الطائفتان لسوء الفهم لأصل الواقع، فتبادلتا الرصاص، وقد انتقل المسلمون من قرى «لوهارى» و«خانبور» و«بازيدبور» و«دهكانا» و«باؤلي» و«جمانا» و«كرانا» و«هيوا» و«برال» و«لوم» ولجؤوا إلى أقاربهم أو إلى مخيمات أقامها المسلمون.
هذا، وقد وقع الصدام بين الطائفتين في قرية «كراتهال» ولكنه لم يرد نبأ بالقتل أو الإصابة أو الخسارة في الأموال، وفي قرية «باسولي» أحرق المشاغبون بوابة المسجد لإساءة الوضع الطائفي؛ ولكن المسلمين لازموا الصبر.
وهذه الأوضاع أدت إلى مخاوف شديدة وتبادل شائعات؛ ولكن بعض المسؤولين الكبار في الشرطة تحكموا في الوضع، وفي «باروت» نشروا القوات. والجدير بالذكر أن المشاغبين ظلوا يتعرضون للطلاب المسلمين وأعضاء جماعة الدعوة والتبليغ في القطر والحافلات في منطقة «باروت» مثل منطقة «شاملي» ثم امتد التوتر إلى قرى كثيرة ومناطق واسعة، وتواترت الأنباء بحوادث الإرهاب التي مورست مع المسلمين، ثم اتقدت الجذوة، وتفجرت الاضطرابات العنيفة في مناطق واسعة في «مظفرنجر» و«شاملي».
في منطقة «باروت» أعمل المشاغبون أسلوبًا جديدًا للإرهاب والترويع؛ حيث التثموا وتعرضوا للمسلمين في القرى بالسكاكين والسيوف والرصاصات، مما أدى إلى إصابة كثيرين يتم علاجهم في مدينة «ميروت» (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 91، السنة1).
* * *
في منطقة «شاهبور» بـ«مظفرنجر» الآن تستهدف المسلمين الشرطةُ،
فمن ذي قبل تعرضوا لاعتداءات «الزوط» من الهندوس والآن تنتزعهم الشرطةُ من بيوتهم وتتناولهم بضرب مبرح
الشاب المسلم «شاه فيصل» تكسرت عظام يديه ورجليه، والحكومة الإقليمية أوقفت عن العمل «إيس أو» بـ«فغانه» و«إيس أو» بـ«بهوراكلان» والمشاغبون يعتدون على الأطفال والنساء، وهناك مسلمة حامل قد ماتت من شدة الاعتداء
=====================
مظفرنجر (سيد حسان):
لم تتوقف الحوادث الدامية في «مظفرنجر» في اليوم الثالث على التوالي حيث تفجرت الاضطرابات يوم 7/سبتمبر 2013م = السبت: 30/شوال 1434هـ، وقد تحولت المدينة إلى خراب صامت، وبما أن الإدارة أصدرت الأمر بإطلاق الرصاص على المشاغبين بمجرد رؤيتهم، فإنهم صعّدوا عملياتهم الإرهابية في القرى المجاورة، وتناولوا المسلمين العزل الأبرياء بكل نوع من البطش والاعتداء، والعجيبُ أن الشرطة التي نشرتها الحكومة لحماية أرواح وممتلكات المسلمين، هي الأخرى تتضامن مع المشاغبين في إلحاق خسائر مادية وروحية بالمسلمين.
وخلال شدة التوتر الطائفي قتل المشاغبون اليوم الاثنيـن: 2/ذوالقعـدة = 9/سبتمبر السيد روض الدين بن السيد بشير الدين بإطلاق الرصاص عليه وكان في طريقــه يعــود من قريـــة «بهدرا» إلى قريته «مكن بور» مع ابن أخيــه محمــد أرشد، وقد هجم المشاغبون بسلاح حادّ على محمد أرشد كذلك، فأصيب بنحو خطير. وهذا الوضع أدّى إلى مزيد من التوتر ونزول الناس من الطائفتين إلى الشارع.
الجدير بالذكر أن حادث العنف الذي كان قد حصل يوم 27/أغسطس = الثلاثاء: 19/شوال، كان الوضع قد عاد بعده إلى طبيعة في مدينة «مظفرنجر» ولكن الوضع ساء للغاية يوم 31/أغسطس = السبت: 23/شوال عندما عقد المشاغبون الطائفيون الهندوس اجتماعاً تشاوريًّا موسعًا لهم؛ ولكن الوضع لم يسؤ للحد المطلوب لديهم؛ حيث كانوا يودّون تفجير الاضطرابات العامّة، فآلمهم أن اجتماعهم لم يثمر، ولم يحقق الغرض الذي توخوه من ورائه؛ فعقدوا اجتماعًا مثله آخر في كلية «نكلا ماندور» ودعوا إليه رجال طائفتهم مسلحين، وأغروهم بالمسلمين بشكل وتّر الوضع جدًّا في المديرية كلها، وبانتهاء الاجتماع بدأت الحوادث الدامية التي استمرت بشكل رهيب للغاية. ورغم أن المدينة قد فرض فيها حظر التجول وتزعم الإدارة أن الوضع تحت السيطرة؛ ولكن الوضع سَيِّئٌ جدًّا في القرى كلها، ففي قرية «كتبا كتبى» استهدف المشاغبون المسلمين، وألحقوا بهم أنواع الخسائر، وعندما وصلت القرية قوات الشرطة استهدفوها أيضًا، فقامت بعملية جادة ضدّهم، أدت إلى قتل اثنين منهم؛ ولكنهم تمكنوا قبل ذلك من قتل 5 من المسلمين.
أما في قرية «سورام» فقد تعاونت الشرطة مع المشاغبين على البطش بالمسلمين. وذلك عند ما تصادمت الطائفتان إثر مقتل شباب مسلم في القرية وإصابة آخرين منهم، ففرت طائفة «الزوط» من الهندوس من الموقف؛ ولكن الشرطة حلّت محلهم، واقتحمت بيوت المسلمين، وتناولتهم بالنهب والغارة، واستخرجت الشباب المسلم من بيوته وتناولته بضرب مبرح وكسرت عظامه، واستعطفت الشرطةَ الأمهاتُ في القرية؛ ولكنها لم ترحم الأطفال والشباب، فأصيب عدد من الشباب بجروح خطيرة، حتى إن البعض صار لايقدر على المشي، وبات مقعدًا. وقد عمت المسلمين موجةٌ من السخط العارم بعد هذا الحادث الأليم المتمثل في موقف الشرطة من المسلمين، وقد ماتت سيدة حامل اسمها «نفيسة» جراء هذا الاعتداء الذي قامت به الشرطة في القرية.
وقد هجم المشاغبون في مدينة «بدهانه» على مسجد وقاموا فيه بتحطيمات، وقتلوا عددًا من المسلمين، وقتلوا مُسلِمَين كانا قد أتيا إلى قرية «سنبهل هيرا» لدى ذي قرابة لهما، وكانا لدى مقتلهما يمرّان بقرية «ميرانبور» الجامعة، وقد أطلقوا عليهما أولاً الرصاص، ثم استهدفوهما بأسلحة حادة حيث تم تقطيعهما. وفي اليوم الثالث من الاضطرابات ارتفع عدد القتلى في «مظفرنجر» إلى 32 حسب إحصائية الإدارة الرسمية؛ ولكن المصادر الحرة تقول: إن عدد القتلى أكثر من ذلك بكثير.
وقد سجلت الحكومة الإقليمية قضية ضد 40 شخصًا بإثارة الاضطرابات، والشرطة عاكفة على السعي من أجل اعتقالهم ومحاكمتهم. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 91، السنة1).
* * *
في اليوم الرابع من الاضطرابات في «مظفرنجر»
يوم 10/سبتمبر = 3/ذوالقعدة
خففت الإدارة في تنفيذ حظر التجول لمدة ساعتين، حتى يتاح للناس شراء حوائجهم وتحقيق ضروراتهم المختلفة
والوضع في عودة إلى الطبيعة، ورئيس الوزراء يعلن منح ورثة كل قتيل عوض مئتي ألف روبية
=====================
مظفرنجر (إيس إين بي):
إثر نشر القوات في المدينة مهما ادعت الإدارة استتباب الأمن؛ ولكن الأنباء تتواتر بحدوث حوادث العنف في الأمكنة والقرى التابعة للمديرية، وحسب التقرير الرسمي ارتفع عدد القتلى إلى 38، وبعد فرض حظر التجول لمدى ثلاثة أيام على التوالي، خففت الإدارة في حظر التجول لمدة ساعتين في المدينة تسهيلاً على الناس حياتهم اليومية التي تحتاج إلى أشياء لابدّ منها.
وخلال التخفيف في حظر التجول خرجت السيدات والرجال من بيوتهم لشراء ضروراتهم من السوق، ولتوفير الحاجيات في مناطق حظر التجول عينت الإدارة موظفين رسميين، ولاسيّما لتوفير الحليب والغاز والأدوية والمياه والقيام بالتنظيف، وتعمل الإدارة حسب أسلوبها على إعادة الثقة إلى الناس. وصرح بعض المسؤولين في الإدارة أنها كونت لجانًا لعقد اجتماع التفاهم في القرى بين سكانها من الديانتين، وأنهم يتابعون الوضع باهتمام بالغ، وقد قاموا بزيارات في القرى، وتفقدوا الوضع فيها. وقد أفاد وكيل الداخلية الإقليمي أن نشر القوات بالمدينة أعان على عودة الوضع إلى الطبيعة؛ ولكن حوادث العنف بدأت تنجم في القرى والأرياف النائية.
وقد تم قتل اثنين في مدينة «ميروت» وفي كل من «هابور» و«باغبات» و«شاملي» و«سهارنبور» واحد واحد، وفي تلك المناطق أصيب ما يربو 81 شخصًا، وقد قامت الإدارة بزياده تجولات الشرطة في تلك الأمكنة.
وبتحسن الوضع ستزيد في التخفيف في حظر التجول وتزيد فترة رفعه من الساعتين إلى أربع ساعات فأكثر. وأفاد وكيل الداخلية أنه بتهمة الإثارة ضد الأمن تم اعتقال 882 شخصًا منذ 28/أغسطس حتى 10/سبتمبر في كل من «شاملي» و«سهارنبور» و«باغبات» و«ميروت» و«هابور» كما تم إيقاف 2957 شخصًا بتهم أخرى.
هذا، وقد أعلن رئيس الوزراء الهندي منح ورثة كل قتيل من صندوق رئيس الوزراء للإغاثة، مئتي روبية، ومنح كل من المصابين 50 ألف روبية للعلاج. (راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5052، السنة14).
* * *
إلغاء وظيفة مسؤول في الشرطة لموقفه الانحيازي المتَّسِم بالعصبية
العلماء المسلمون يناشدون بالعمل على استتباب الأمن، والتوتر يسود عددًا من المناطق
=====================
كهاتولي (عزيز الرحمن، إيس إين بي):
كان اليوم: الثلاثاء: 10/سبتمبر = 3/ذوالقعدة اليوم الرابع من فرض حظر التجول بمدينة «كهاتولي» التابعة لمظفرنجر، وفي الصباح قللت الإدارة من تنفيذ حظر التجول، لتسهيل عملية توزيع الحليب في المدينة، ثم شدّدت في فرضه مجددًا، كما فرضت الحظر على توزيع الصحف وعدد من قنوات تلفزيونية أدت إلى زيادة التوتر الطائفي، وفي القرى لايزال الوضع سيئًا، ولا تزال الاعتداءات مصبوبة على المسلمين، وتفيد الأنباء أن كلاً من الشرطة والقوات تقف في القرى موقف التعصب ضد المسلمين، مما أدى إلى إنهاء وظيفة مسؤول في الشرطة؛ ففي قرية «كاكرا» أحرقت منازل المسلمين بعدد يفوق 50، وقد تمكنت القوات من إنقاذ كثير من المسلمين في عدد من القرى ونقلهم إلى أمكنة مأمونة بما فيها ملاجيء أقامها المسلمون.
علماً بأن كثيرًا من المسلمين غادروا قراهم وفروا منها نجاة بأنفسهم، والحق أن قادة الأحزاب الهندوسية كلها تركوا المسلمين على ماهم عليه من العنت والعذاب؛ لأن العصبية دفعتهم إلى التخليّ عن المسلمين.
وفي مدينة «مظفرنجر» بقيت الأحياء الآتية على نجوة من الاضطرابات: «نئي مندي» و«غاندي كالوني» و«درغابوري» و«كمبل والا» و«لكشمي ويهار» و«بهارتيه كالوني» و«سربجن كالوني» و«شانتي نجر» و«غاندي نجر» و«آدرش كالوني» و«شيف بوري» و«دهرم بوري» و«ساكيت» و«برهام بوري» و«مهلوربوره» و«غنغاراما كالوني» و«غازي والا» و«كيول بوري»و«آنند بوري» و«إنديرا كالوني» و«راما بوري» و«سويل لائن» و«صدر بازار» و«آنند ويهار» و«نمايش كيمب» و«آبكاري رود» و«بنج مكهي» و«صرافه بازار» وغيرها من الأحياء والقطاعات.
وتضررت من الاضطرابات الأحياء والقرى والبلدات الآتية: «كهالابار» و«كيشوبوري» و«كهراباغ» و«نئي آبادي» و«كرشنابوري» و«برهامبوري» و«أبوبوره» و«كئوشاله» و«لدهاوالا» و«مملانه رود» و«راماليلا تيلا» و«ألماس بور» و«كانشي راما آواس» و«كوكرا» و«محمد بور» و«رائي سينغ» و«وكهرر» و«بهجانه» و«بسي كلان» و«جولي» و«جانساث» و«ميرانبور» و«منصوربور» و«متهيري» و«بترارا بهوبا رود» و«ككرولي» وغيرها من الأحياء والقرى العادية والقرى الجامعة.
ونقلُ مسؤولين في الشرطة وفي الإدارة في «مظفرنجر» أدّى إلى أن الشرطة والقوات أعملت الإهمال تجاه المسلمين في القرى، الذين استغاثوا بهم وأجروا الاتصال بهم بالتلفون؛ ولكنهم أغمضوا عيونهم وأسماعهم. إن سكان قرية «ببنهانه» المسلمين ظلوا يستغيثون بهم؛ ولكنهم أثبتوا أنهم متفرجون على المشهد الرهيب، وكذلك سكان «كانشي راما آواس» و«سركلر رود» ظلوا يقدمون إليهم الالتماس لإنقاذهم؛ ولكنهم لم تمتد إليهم أيدي المسؤولين.
وفي قرية «جاكاهيري» حدث أنه وصل إليها مسؤول في الشرطة؛ ولكن الأغلبية الهندوسية أعادته قائلة: إن هناك أمنًا ولا يوجد توتر، ثم هجموا على المسلمين، وفي قرية «كهوركاؤن» ظل المسلمون متخوفين، ولم تصلهم مساعدة إغاثية لإنقاذ أنفسهم، وحدث في قرية «جرودا» توتر شديد؛ ولكن الشرطة وصلتها على الوقت، وقامت بمسؤوليتها تجاه التغلب على الوضع، وفي قرية «كاكرا» أحرق المشاغبون الهندوس 50 منزلاً من منازل المسلمين، وتمكنت فيها القوات من إنقاذ عشرين مسلمًا من أن يكونوا لقمة للموت، وفي قرية «كوئله» أنقذوا 500 مسلم من الموت المفاجئ. وهناك قرى لا تحصى تتعرض لحوادث العنف. ونقل إلى المستشفى مئات من الناس المصابين، وفي 10/من سبتمبر قتل طفل مسلم في قرية «زهره» كان يعود إلى بيته من البستان، وقي قرية «بهكانا» ألغى رئيس الشرطة وظيفة مسؤول في الشرطة؛ لأنه كان منحازًا إلى الأغلبية الهندوسية صادرًا عن العصبية الدينية؛ حيث يقال: إن المسؤول لو شعر بمسؤوليته الحقيقية تجاه وظيفته لأنقذ أرواح عدد من القتلى. وقد أحاط مسلم في حي «قصابان إملي تلي» صحيفة «راشتريا سهارا» الأردية اليومية أن شقيقه قد اختطفه أحد في حالة النوم، كما اختُطِف مسلمان طاعنان في السن، وقد تناولتهما الشرطة بضرب مؤلم، ثم نقلا إلى محطة الشرطة.
وقد صرح العالم الديني السيد ذوالفقار مفتي مدينة «مظفرنجر» أن اختطاف المسلمين حالة نومهم، والإساءة إليهم وتناولهم بالإذلال بأساليب كثيرة، وبضرب مبرح، يعمّ في مناطق مفروض فيها حظر التجول، والحق أن الشرطة تتعامل مع المسلمين بوحشية هي معروفة بها، وهذا الأسلوب هو الذي تتعامل به الشرطة خصيصًا في «كهالابار» بمدينة «مظفرنجر» الحيّ الذي يسكنه المسلمون بأغلبية، والأرقامُ التلفونية التي يمكن الاتصال بها بالشرطة كلها لا يستجيب عليها أيّ من الشرطة. (صحيفة راشتريا سهارا الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 5052، السنة14).
* * *
وفد لجمعية علماء الهند يزور المناطق المنكوبة بالاضطرابات الطائفية
برئاسة أمينها العامّ الشيخ محمود أسعد المدني
اليوم (وهو اليوم الخامس لتفجير الاضطرابات) تم تروية جثمان سيدة مسلمة كان طفلها يتعلّق بصدرها، كما تم دفن جثمانات قتلى آخرين. وكان المشهد رهيبًا مؤلماً جدًّا
=====================
دهلي الجديدة (بيان صحفي):
تحت قيادة أمين عام جمعيّة علماء الهند الشيخ محمود أسعد المدني زار يوم الأربعاء: 11/سبتمبر 2013م = 4/ذوالقعدة 1434هـ وهو اليوم الخامس منذ اندلاع نيران الاضطرابات الطائفية في المنطقة، وفد لجمعية علماء الهند مكون من خمسة مسؤولين، المناطق المنكوبة بالاضطرابات ولاسيّما مناطق «مظفرنجر» و«شاملي» والتقى المتضررين و واساهم، وعاد المصابين، واتخذ خطوات تحضيرية لإغاثة المنكوبين.
توجّه الشيخ المدني من مقر الجمعية بدهلي الجديدة إلى المناطق المنكوبة في الثالثة من الهزيع الأخير من الليل عن طريق دهلي – «باني بات» وقد سبقه مسؤولون في الجمعية إلى تلك المناطق يقومون باللازم تجاه إغاثة المتضررين.
وبعد تفقد الأحوال في هاتي المناطق، صَرَّح الشيخ المدني أنه وصل أولاً إلى قرية «جولا» التي تم فيها اليوم دفن ثمانية جثمانات وكانت من بينها جثمان سيدة كان طفلها يتعلق بصدرها وكان المشاغبون الطائفيون قد أحرقوها حية في هذه الحالة. وقال الشيخ المدني وهو يشرح هذا الوضع المؤسف: إن الوضع في المناطق محرج للغاية، والذعر يسود المناطق القروية بنحو أشدّ من المناطق المدنية. وقد لاحظنا أن القوات وكتائب الأمن ليس لها حضور فعّال في تلك المناطق الريفية، فادّعاء حضورها بها مجرد حبر على الورق، مما يؤكد أن الحكومة الإقليمية ليست بجادة في السيطرة على الوضع للحدّ الذي تدّعيه؛ ولذلك فقد طالبنا أمس مع منظمات إسلامية أخرى بإقالة هذه الحكومة، وأحطنا رئيس الوزراء بهذا القرار المجمع عليه من قبلنا نحن المنظمات الإسلامية.
وأضاف: إن الاضطرابات، كانت مخططة تهدف إلى كسب أصوات الناخبين الهندوس في الانتخابات العامة القادمة، وإن الناس لمذعورون جدًّا لحد اليوم، ولايزال المسلمون يهاجرون قراهم إلى أمكنة يحسبون أنهم سيأمنون فيها على أنفسهم. وعندما زرنا ملجأ بلدة «كاندهله» فاجأتنا ثلاث نساء كن قد فررن بأنفسهن من قريتهن وهي قرية «كيراثن» بمديرية «باغبات» وكانت وجوههن تنطق بمخافة شديدة وذعر بالغ ويأس قاتل، وقد أحاطنا النازحون من قراهم أن هناك أمكنة ما تم فيها دفن القتلى، والتوصل إليها في الوضع الحالي صعب جدًّا، وأن قرية «كتبا» من تلك القرى المنكوبة.
وأضاف: قد وجدنا المسلمين يعيشون وضعًا قاسيًا في عدد من الملاجئ، واللاجئون عددهم يتزايد مع كل ساعة تمر، فقد ارتفع عددهم لحد اليوم في ملجأ قرية «جولا» إلى عشرة آلاف، وفي ملجـأ قرية «شاهبور» إلى أربعة الآف، وفي ملجأ في القرية نفسها في مدرسة «كلزار محمدي» إلى مئتين وخمسين، وفي ملجأ مدينة «بدهانه» إلى عشرة آلاف، وفي المدينة نفسها في ملجأ مدرسة «آرجي ببلك إسكول» إلى ست مئة.
وصَرَّح الشيخ المدني: أن الحاجة ماسة إلى تكوين لجان مشتركة من المسلمين والهندوس العلمانيين من غير الطائفيين، حتى يتم التوصل إلى هدف التفاهم الطائفي. وفي قرية «سورام» حاولت جمعية علماء الهند تكوين مثل هذه اللجنة من المسلمين وطبقة «الزوط» الهندوسية، واجتمعنا بهم وقلنا لهم: إن الطائفيين الأعداء للمجتمع يودون أن يتوصلوا إلى أغراضهم من خلال الإخلال بالاتحاد الوطني والتضامن الاجتماعي، فلابدّ أن نعزلهم بمساعينا المشتركة. وكان هناك وجيه من وجهاء «الزوط» في القرية، أكّد لنا أن المؤاخاة بين الهندوس والمسلمين لن يمسّها أحد بعدُ بضرر، وأنها ستدوم تعطي مفعولها.
وكذلك نظمنا مسيرة أمن في قرية «شاهبور» حضرتُها أنا شخصيًّا، وآخرون من الجمعية بمن فيهم نياز الفاروقي، والمقرئ شوكت علي، والشيخ حكيم الدين القاسمي أمين جمعية علماء الهند، والشيخ غيور القاسمي، والمقرئ محمد عارف. وإننا لن نخضع لمُخَطّط الهندوس الطائفيين؛ بل سنظل نقاومهم.
وقد زرنا اليوم قرى «جولا» و«شورام» و«شاهبور» و«هرسولي» و«تاؤلي» و«تيورا» و«جانساث» و«شيرنجر» و«بدهانه» و«كيرانه» وجمعنا المسلمين في عدد من المساجد ولقنّاهم الصبرَ والمداومة على الهمة. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 93، السنة1).
* * *
القصة المأساوية للمتضررين المسلمين من الاضطرابات يحكيهما بعضهم بعيون مستعبرة
=====================
سيد حسان – شاملي:
رؤيةُ ما صنعه المشاغبون الطائفيون المتعطشون لدماء المسلمين من ممارسة الرقص العاري للاعتداءات الوحشية، تجعل الناس تقشعر جلودهم، وتدمع عيونهم. وقد صنعوا في قرى «شاملي» أضعاف ما صنعوه في «مظفرنجر» وقراها؛ حيث أحرقوا فيها المسلمين أحياء. إنهم ترجموا إلى العمل أحلام «نريندرامودي»كبير وزراء ولاية «غجرات» الذي فجر الاضطراب الطائفي فيهاعام 2002م وقتل فيها أكثر من ألفي مسلم، كما نفذوا من خلال اضطرابات «شاملي» و«مظفرنجر» تنفيذ مؤامرة أسرة «سانغ». إنهم نبذوا وراءهم الأواصر الإنسانية وعبّوا دماء المسلمين. إنهم لم يرحموا الأطفال والنساء والشيوخ. وعندما رأى المسملون المظلومون الموت يحاصرهم من كل جانب فرّوا من قراهم متخطين الأنهار والأشواك والغابات المكثفة إلى مصلى العيد ومبنى المدرسة في بلدة «كاندهله». وفي الملاجئ لايزال كثير منهم واجمين لا ينبسون ببنت سفة؛ لأنهم مُلِئُوا مخاوف شديدة من الطائفيين الذين أحرقوا بيوتهم، وأشعلوا الحريق في كثير من المسلمين أحياء ولاحقوهم وهم يفرّون من قراهم إلى هذه الملاجئ.
إن ألسنتهم صمتت من أجل الاعتداءات الوحشية التي لاحظوها تُصَبُّ عليهم من قبل جيرانهم الطائفيين. وكانوا لم يحسبوا قط أن المشاغبين يذيقونهم ههنا مثل ما أذاقوا المسلمين في غجرات في الاضطرابات التي فجروها والتي ظل المسلمون في هذه المنطقة يسمعون عنها كثيرًا.
وقد أفاد مراسلنا محمد أشفاق بأنه لا يجد من الكلمات ما يصف به قصة الاعتداء الذي صب على المسلمين، إن سيلاً من المشاغبين تدفق واجتاح معه الأرواح البشرية. إنهم أولاً قاموا بنهب كل ما كان في البيوت، ومن عارضهم من المسلمين قذفوهم إلى الحريق أحياء. وقال محمد مرسلين: إنه في الليلة التي عقدوا فيها اجتماعًا تشاوريًّا موسعًا لهم، تسامع المسلمون بعد انفضاض الاجتماع بضجيج شديد والناس نيام في القرية، وخرج الناس من بيوتهم على بكرة أبيهم، فإذا بالمشاغبين الطائفيين يهجمون على المسلمين بأسلحة حادّة، فصعدوا سقوف بيوتهم، وارتموا منها إلى جهة المزارع و سعوا إلى قرية «كاندهله» حيث احتموا بالملاجئ. وما إن وصل محمد مرسلين إلى هذه الكلمات حتى عاد يبكي مدفوعًا بالعواطف الحزينة التي حضرت ذاكرتَه، وبدأ يقول: لم أدر أنهم لأي ذنب هجموا علينا وفعلوا بنا هذه الأفاعيل التي لم تكن بحسباننا. إننا قد فقدنا في لحظة جميع ما كسبناه طوال حياتنا، ولم يعد بأيدينا سوى عون الله ونصره. وقال راشد أحمد: إن المشاغبين كانوا قد أسكرتهم عاطفة الثأر من المسلمين وكانوا مجنونين بقتل المسلمين وإزهاق أرواحهم، وكان يبدو جليًّا أنهم قد تم شحن أدمغتهم بالعداء الحنق ضد المسلمين، وقد تملّؤوا كراهيةً بالغة ضدّ أبناء الإسلام الذين تأكدوا في أنفسهم أنهم ظلمة لابدّ من الانتقام منهم، حتى إنهم أشبعوا عاطفة انتقامهم رغم أن المسلمين استرحموهم بكل ما أمكنهم من الأساليب، فلم ينج من شرّهم إلاّ المسلمون الذين فروا بحياتهم من قراهم إلى حيث يوجد تجمع كبير ونسبة سكانية كبيرة للمسلمين؛ ولكنهم بعد فرار المسلمين من القرية نهبوا بيوتهم، وأشعلوا فيها الحريق، أو هدموها وسوّوها بالأرض.
وقال محمد ساجد: إنّه يتساءل إلى الحكومة: لأيّ ذنب أذيق المسلمون هذه الويلات؟ لماذا قتل أقاربهم وأزهقت أرواحهم، ونهبت أموالهم، وهتكت أعراضهم؛ إن اجتماعًا تشاوريًّا كبيرًا للهندوس أدّى إلى قيام هذه المجزرة الوحشية التي أبيدت من خلالها أنفس المسلمين جماعيًّا. وأضاف: إن كثيرًا من أقربائه قد فُقِدُوا ومنذ يومين لم يُعْثَرْ عليهم؛ حيث إنهم لايوجدون بهذه الملاحئ كلها التي أقامها فاعلو الخير من المسلمين وجماعاتهم. وأضاف: إنه ليس يقف بجانبنا أي واحد من الشرطة والحكومة، إن الحكومة التي أقامها المسلمون بأصواتهم هي التي جعلت الطائفيين أحرارًا لا يحدّهم نظام ولا قانون.
وقال محمد حسين: إنه كان لايتوقع أن حكومة حزب «سماج وادي» في الولاية تتيح للطائفيين أن يعيدوا في «يوبي» مسرح ولاية «غجرات» إنهم صاروا فوق القانون والنظام، ولا يأخذ أحد بتلابيبهم، وطالب الحكومة بإنزال عقاب رادع على المجرمين، ولاسيما الذين سمّموا الوضع بخطاباتهم الطائفية الناريّة، ينبغي أن تزج بهم للأبد في السجون.
وقال محمد رحيم الدين: إن جلده يقشعر بمجرد تصور تلك الليلة التي قتل فيها الطائفيون المسلمين بحضور الشرطة وقوات الأمن، وأبادوا تجاراتهم وأعمالهم، وأشعلوا الحريق في محلاتهم بكاملها، ولم تتحرك الشرطة حتى لمجرد اعتقالهم، مما كان يؤكد أن الشرطة تشاطرهم الجريمة لإساءة سمعة الحكومة الإقليمية.
وقال محمد أحمد بهورا: إنّ قلبه لا يزال يرتعد من تصور المشهد الرهيب الذي تمثل في قتل المسلمين بأيدي المشاغبين. إن الحكومة لم تتخذ إجراءًا صارمًا ضد من كانوا وراء تفجر الاضطرابات، وإنها لا تفعل شيئًا سوى الاستهلاك المحلي لامتصاص غضب المسلمين. والحكومة قد تعتبر مغفلة إذا حسبت أن المسلمين ينخدعون بمجرد وعودها المعسولة وقد ذاقوا هذه الأفاعيل التي فُعِلَتْ بهم، إن المسلمين لن ينسوا أبدًا هذه الاضطرابات الرهيبة التي فُقِد فيها كثير من أهليهم وذوي قرباهم وفقدوا كل ما كان لديهم من أجل عيش الحياة.
وقال محمد شاه رخ: إن الوضع الراهن لايسمع فيه أحد لما يشكوه المسلمون، إن العناصر الشريرة تصب عليهم الاعتداءات، والكل صامت، وإن طائفة من الصحفيين تسمم الجوّ ضدهم لحد اليوم كما أنّ قطاعات الإعلام تنفث سمومًا فتاكة ضدهم، ولا تطرح الحقائق كما هي وإنما تطرحها على ما يتعارض مع مصالح المسلمين. وأضاف: إن المخيمات لايزال اللاجئون يلجأون إليها تترى. ويبدو أن الطائفيين وضعوا خريطة موسعة لهذه المناطق كلها، ثم استهدفوا المسلمين في ضوئها، ويجب أن تقوم الحكومة بإجراء تحقيق سري في هذا الشأن وأن يكون التحقيق عن طريق مصلحة الاستخبارات؛ حتى تتوصل إلى الحقيقة الكامنة وراء الاضطرابات.
وقال كليم أحمد: إن الاضطرابات التي تفجرت في منطقته، إنما تفجرت نتيجة تخطيط أسرة «سانغ» صادرة عن عقلية «آر إيس إيس» الهندوسيّة التي تؤمن بالإحيائية الهندوسيّة المتشددة التي تتصادم مع أصل عقيدة الديانة الهندوسية، وقد طوّرت فكرة الاضطرابات الاجتماعاتُ التشاورية الكبيرة التي عقدوها في شتى الأمكنة لكهربة الوضع وتوتيره وتسميمه؛ حيث أثاروا فيها ضد المسلمين الشباب الهندوسي ممن يتسمون بنفسية طائفية. وإن الطائفيين سيذوقون وبال ما فعلوه مع المسلمين آجلاً أو عاجلاً؛ لأن الله تعالى يمهل ولا يهمل الظالمين. وأضاف: إنه في ليلة الاضطراب كان متوجهاً إلى القرية، فوجد المسلمين فارّين من القرية باكين، فأوقفهم وسألهم عن حقيقة الحال: فقالوا: إن القرية احترقت على المسلمين، فلا تذهب إليها؛ لأن المسلمين يحرقون أحياء وتحرق بيوتهم وأموالهم ومساجدهم، وبينا هو كذلك إذ رأى ألسنة النار ترتفع من القرية، ففروا وفر إلى «كاندهله» إلى هذا الملجأ. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد93، السنة1، ص3).
* * *
المحكمة العليا ترسل إشعارًا إلى كل من الحكومة الإقليمية والحكومة المركزية
بشأن الاضطرابات الطائفية في «مظفرنجر»
=====================
دهلي الجديدة، الوكالات:
وجهت المحكمة العليا الهندية اليوم 5/ذوالقعدة 1434هـ الموافق 12/سبتمبر 2013م في اليوم السادس من تفجر الاضطرابات الطائفية بـ«مظفرنجر» و ما جاورها من مناطق شاملي وغيره من ولاية «يوبي» الغربية، إشعارًا إلى كل من الحكومة الإقليمية التي يقودها حزب «سماج وادي» والحكومة المركزية التي يقودها حزب «المؤتمر» بشأن الاضطرابات التي تفجرت، وقد طلبت منهما ردًّا على الإشعار في موعد أقصاه الثانية من مساء يوم الاثنين: 9/ذوالقعدة = 16/سبتمبر.
وقالت المحكمة: إن الحكومة المركزية قد أدت دورًا في الابقاء على الأمن في «مظفرنجر» المنكوبة، في حين انتقدت حكومة «أكهاليش يادوف» قائلة: إنها عليمة بالحقيقة المتمثلة في أن الحكومة الإقليمية لم تتخذ ترتيبات لائقة للسيطرة على الاضطرابات الطائفية. وأضافت: إنه يتعين على كل من الحكومة الإقليمية والحكومة المركزية أن تتخذ خطوات عاجلة لمساعدة المتضررين. (صحيفة عزيزالهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد 94، السنة1، الجمعة: 6/ذوالقعدة 1434هـ = 13/سبتمبر2013م).
* * *
كان بطش المشاغبين شديدًا لحد أن المتضررين لايزالون خائفين مذعورين حتى اليوم:
5/ذوالقعدة – 12/سبتمبر في اليوم السادس من الاضطرابات الطائفية، حيث أثيرت يوم 7/سبتمبر = 30/شوال
آلاف من المسلمين شُرِّدوا، والمتضررون لا ناصر لهم، وهم ينظرون
نظرة الأمل إلى كل من الحكومة الإقليمية والحكومة المركزية
=====================
مظفرنجر – كليم القاسمي / شاهد الحسيني:
الاضطرابات الطائفية التي ثارت في «مظفرنجر» دُمِّرت فيها بيوتات لاتحصى، وخُرِّبت قرى بكاملها، الدخان الذي يرتفع من البيوت، والآجر المنتشر كالأوراق من البيوت المهدومة، لم يكن من فعل العاصفة أو الزلزال الشديد؛ ولكنه كان من فعل المشاغبين الطائفيين الذين أفاعليهم كانت أشد من العاصفة والزلزال، فجرفت معها كلَّ شيء أتى في طريقها، فكم من أناس قتلوا، وكم من أطفال ييتموا، وآلاف مؤلفة من الناس بمن فيهم أطفال أبرياء وطفلات بريئات وسيدات، صاروا بلامأوى. وكان بطش المشاغبين شديدًا للغاية حتى إن المتضررين لايزال يغلبهم الخوف ويسيطر عليهم الذعر، فالأمكنة التي كان يسودها بالأمس السرور والعمران والهدوء، يسودها اليوم الخراب والدمار والهدأة. إن قرى كثيرة خلت من سكانها، فلا يوجد بها من يندب، وكل قد اختفى من أجل الإبقاء على نفسه في أي مكان تيسّر له، وهناك أسر بأكملها تفرقت فلم تجتمع بعد.
وقد استقى «الإعلام الأردي المطبوع» معلومات من أفواه المتضررين هاتفيًّا عن قرى المسلمين، وأفاد فريق إعلاميّ أنه جمع المعلومات أولاً عن قرية «مندبهر» التابعة لـ«بهورا كلان» كانت بها 15 بيتًا للمسلمين، فأشعل المشاغبون الحريق في ليلة 8/سبتمبر = 1/ذوالقعدة في هذه البيوت، ونهبوا ما فيها من الأموال والأثاث والنقود، وقاموا بتحطيمات في مسجد القرية، وقال أحد سكانها المسلم «مهردين» إن المسلمين نجوا بأنفسهم بالهروب من القرية؛ لكن المشاغبين هجموا على شقيقي «محمد إلياس» بالسيف وقتلوه وألقوه في النهر، ولا يزال غلام منا مفقودًا لا يوجد له أثر.
ثم جمعنا المعلومات عن قرية «بهاؤري» التابعة لـ«بهجانه» فمُلِئْنا رهبةً؛ حيث إن القرية اعتدى عليها المشاغبون بحيث لا يوجد بها داع ولا مجيب، وقد كان بها عدد السكان المسلمين (1200) إن العنف الذي مارسوه في القرية لهو سبة عار على جبين الإنسانية، فلم يرحموا أحدًا في القرية، وقد هجموا على المسلمين وهم يصلّون في المسجد، وأحرقوا أحياء كل من اختفوا في بيوتهم خائفين بعد ما ألقوا عليهم النفط وقد أحرقوا مسجد القرية هو الآخر، كما تناولوا بالضرب طلابًا في مدرسة القرية، وقد أنقذت القوات التي وصلت مؤخرًا حياة بعض منهم. وقد اتصلنا بمدرس نزح من القرية اسمه «شاهنواز القاسمي» فوجدناه مذعورًا لحد أنه لم يقدر على لفظ كلمة من فمه، وقال بلهجة كانت تتكسر في فمه: إن سكان القرية المتبقين لاجئون إلى مدرسة بلدة «شاهبور» وقد تكلمنا عن طريقه مع أحد سكان القرية، وسألناه: هل تعود إلى قريتك؟ قال: ماذا بقي في القرية حتى نعود إليها؟ لقد لقينا اعتداءًا لم ينج منه حتى أطفالنا الأبرياء.
ثم استقينا المعلومات عن قرية «لاك» التابعة لـ«بهاؤري» فكان منظرها مؤلماً مأساويًّا جدًّا، قال أحد سكان القرية: إنه في ناحية من القرية منزل ذودورين، وقد جُعِل تحت التراب كأنه من فعل الزلزال حدث ذلك، وليس ذلك حال بيت في القرية بل القرية كلها قد دُمِّرَتْ ولا يزال الدخان يرتفع من البيوت، والحيوانات العجماوات تئن من الجوع والعطش، وقد قتل 14 مسلمًا في القرية لحد اليوم، إنه تم فيها قتل المسلمين بقساوة غير عادية، وألقيت جثثهم في الغدير.
وعن قرية «كتبا» علمنا أن المشاغبين أحرقوا أحياء 5 مسلمين، ثم سارعت إليها القوات، فبقي منهم من بقي، وقد أحرقوا مسجد القرية بالكامل. أما سكان قرية «لهساره» فقال أحدهم وهو مولانا مستقيم: إن الهندوس «الزوط» في القرية قالوا لنا نحن المسلمين: اطمئنوا أنه لايمسّكم سوء في القرية؛ ولكنهم قاموا بهجوم مسلح مخطط علينا في المساء، وأشعلوا الحريق في بيوت المسلمين بمن فيها وما فيها، وقتلوهم بالسيوف، وبالرصاص وأشعلوا الحريق في مسجد القرية.
ثم وصل فريق «الإعلام الأردي المطبوع» إلى قرية «جولا» وقرية «بكيانا» فعلمنا أن هناك مدرسة يأوي إليها آلاف من المسلمين بمن فيها كثير من السيدات والأطفال، وعلمنا أن مدرسة «بكيانا» لجأ إليها لدى جمع المعلومات (2000) ألفا مسلم وقام سكان القرية المسلمون بترتيبات لإطعامهم وإسكانهم، أما قرية «جولا»ففيها أكثر من مدرسة، ولجا إليها جميعًا (3000) ثلاثة آلاف مسلم. أما قرية «شاهبور» فقد لجأ إليها عشرة آلاف مسلم؛ لأنها قرية جامعة فيها كثافة سكانية مسلمة.
وقد أفاد شاهدو عيان أن إدارة الشرطة وحكومة الولاية كلتيهما تحاولان التعمية على الحقائق فيما يتعلق بالاضطرابات وقتل المسلمين وتشريدهم وتعذيبهم. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد94، السنة1، الجمعة: 6 ذوالقعدة 1434هـ = 13/سبتمبر 2013م، ص6).
* * *
المشاغبون الوحشيون: قد رأيتم أيها المسلمون في اضطرابات ولاية «غجرات» عام 2002م «تجربة»
وستشاهدون ههنا في «مظفرنجر» «فيلمًا»
إن مسؤولة كبيرة في إحدى إدارات الشرطة بمظفرنجر السيدة «ميناكشي»شاطرت المشاغبين نهب بيوت المسلمين
وتناول الشباب المسلم بضرب مبرح وبطش شديد وتناول الشيوخ بالضرب بالعصي والكرابيج
وقرية «بهجانه» فقد فيها 69 مسلماً لايوجد لهم عين ولا أثر، وعثر على فتاتين وهما مذعورتان للغاية، والشرطة
أرغمت مسلماً اسمه «أختر» أن يجرَّ عربة حمل الأمتعة واضعًا فيها جثث أهله
وقد شكا المسلمون أفاعيل مدير الشرطة مع المسلمين
للقائد المسلم «عمران مسعود» وهم تفجروا بكاءً مدفوعين بمشاعر جريحة
=====================
«مظفرنجر» – سيد حسان:
قد زار اليوم الخميس: 5/ذوالقعدة = 12/سبتمبر القائد المسلمُ في المنطقة «عمران مسعود» بفريقه هو ومراسل صحيفة «عزيزالهند» سيد حسان شتى مناطق المديرية المنكوبة بالاضطرابات؛ حيث استمع الفريق الزائر قصة للاعتداء أليمة جدًّا أبكت المستمعين بدموع غزار. إن قرى «بهجانه» و«لاكه» و«برهانه» صُبَّت فيها على المسلمين اعتداءات لا يجوز تصور ما فوقها، حيث قذف المشاغبون الطائفيون بالمسلمين أحياء في نار ملتهبة، وعلى شاكلة اضطرابات 2002م في «غجرات» حاولوا إبادة الشباب المسلم، وظل المنكوبون المسلمون يدعون الشرطة ويستغيثون بهم؛ ولكنها لم تستجب لهم، وإنما قامت باعتداء سافر عليهم، وشاركت الهندوسَ الزوطَ في إبادتهم الجماعية، وقد كان موقف الشرطة لدى كل بلاغ وُجِّهَ إليها مؤسفًا للغاية؛ حيث ساعدت الشبابَ الزوطيَّ بدل أن تساعد المسلمين في تلك الساعة الحرجة. ومهما أفصحت الحكومة الإقليمية عن عدد المسلمين الذين قتلوا، فإنهم قد قتلوا بشكل جماعي، وقد فُقِدَ منهم عدد لا يحصى، وكل يوم يتم العثور على جثة أو جثت للمسلمين القتلى في أمكنة شتى في المنطقة.
أعيد موقف المشاغبين في «غجرات» في هذه المنطقة؛ حيث قام المشاغبون الطائفيون باغتصاب جماعي للفتيات والسيدات المسلمات وغيبوا كثيرًا من الفتيات اللاتي لا يوجد لهن أثر لحد اليوم. إن المسلمين عادوا ساخطين جدًّا على الحكومة الإقليمية، وصَرَّحوا أن قادة الحزب الحاكم في الولاية لم يستجيبوا عندما اتصل المنكون بهم هاتفيًّا؛ بل أغلقوا هواتفهم.
وقد وصل الفريق الزائر أولاً «مظفرنجر» حيث أفادهم عضو المجلس الإقليمي السابق السيد نسيم أن المسلمين اسْتُهْدِفُوا بالتحديد على مستوى المديرية كلها، وأُلْـحِقَتْ بهم أضرار بالغة، ثم وصل الفريق إلى حيّ «كهالابار» في المدينة، وقد استمع الوفد فيه من المتضررين من قصة الاعتداءات ما جعل عيونهم تستعبر، حيث قالوا: إن «الزوط» الهندوس تناولوا أولاً شبابهم بالضرب الشديد بكل شيء كانوا يحملونهم، ثم أطلقوا الرصاص، حتى إن المسؤولة الكبيرة في إحدى إدارات الشرطة بالمدينة المدعوة بـ«ميناكشي» شاركتهم في النهب والضرب، وقد كشف المتضررون عن جروحهم الغائرة بعد نزع ثيابهم فلم يكن أي جزء من أحسامهم إلاّ وفيها أثر للضرب المبرح الذي تناولتهم به الشرطة بعصيها، وإن مسنًّا مسلمًا قال: إنهم جرّوه بلحيته وتناولوه بالضرب، ثم تفجر الشيخ بكاءً من شدة التفاعل مع الموقف الأليم، حتى ألقوه على الأرض وقاموا على رجليه، وأعملوا معه كل نوع من العنف، وقال الحاج أنس والسيد فياض وغيرهما: إنهم نهبوا من منطقته نحو أربع مئة ألف روبية وأسيء إلى السيدات إساءة لا توصف، وهناك كثير من الناس وَجَّهُوا إلى المشاغبين والشرطة معًا تهمة النهب والسرقة، وقد أكد لهم «عمران مسعود» أنه سيتصل بكير وزراء الولاية، وسيحاول تسجيل القضية ضد جميع المجرمين من الشرطة والمشاغبين.
ثم وصل الوفد إلى «لوني» حيث كان قد لجأ إلى المخيم كثير من مسلمي قرى «بهجانه» و«لاكه» و«بهاؤري» و«كهرر» وغيرها بعدد الآلاف، وكان فيهم كثير من السيدات. وقال أهالي قرى «بهجانه» و«لاكه» وهم يتفجرون بكاءً: إن المشاغبين أشعلوا الحريق وأحرقوا فيه المسلمين أحياء، كما أشعلوا الحريق في بيوتهم، كما أن كثيرًا منهم قد فُقِدوا منذ تفجر الاضطرابات. ووصلت المخيم فتاتان مذعورتان فاقدتان للرشد، قد اكتشفتا في مزرعة من المزارع، كما أن هناك فتيات غُيِّبن من المنطقة كلها لا يوجد لهن أثر، وقد استلم «عمران مسعود» قائمة بالمفقودين، وأكد للمتضررين بمساعدة ممكنة، وقد قالو بلسان واحد: إن موقف الشرطة كان منحازًا للهندوس المشاغبين، ولم يكن حياديًّا كما كان يجب في هذه الساعة العصيبة، وإن هناك فتيات اختطفوهن وهن في حيازتهم، وهنا بدأوا يتفجرون بكاءً، مخافة منهم على بناتهن من أولئك المشاغبين الحانقين. وقد قال عدد منهم: إن مثل هذا الاعتداء لم تشهده المنطقة في 1947م عند استقلال البلاد وتفجر الاضطرابات التي عمت البلاد كلَّها وقد أجمعوا على القول بأن موقف الشرطة كان موقفًا انحيازيًّا، ولم يكن محايدًا، ولم يساعدهم أي من رجال الشرطة، وإنما المسؤولون فيها أغلقوا جوالاتهم، فلم يكن بأيديهم سوى الموت قتلاً وإحراقًا وضربًا.
ثم وصل الوفد مدرسة «رياض العلوم» بقرية «جوكيا كهيرا» حيث زار الناس في المخيمات، واستمع للمتضررين، وما إن وقع نظر النساء على «عمران مسعود» حتى علت أصواتهن بالبكاء، فجعل أعضاء الوفد يبكون أيضًا، مما حَوَّل «عمران مسعود» عاطفيًّا متفاعلاً مع الموقف الحزين، وقال: إنه لاعتداء صريح لا يوجد نظيره مورس في مناطق «مظفرنجر» و«شاملي» وقال القائمون على المخيمات في القرية: إن اللاجئين لايزالون يصلون إلى المخيمات، كما قالوا: إن كبار السن لاينامون ليلاً؛ لأنهم يقضون الليالي باكين يصعدون رفراث تلو زفرات، ويقضون النهار متذكرين باحثين عن أعضاء أسرهم المفقودين.
ثم وصل الوفد مدرسة «أنوارالقرآن» بقرية «جولا» حيث تفقد الأحوال مع سكان القرية، كما عقد اجتماعًا بهم، واستقى منهم معلومات لازمة، وبينما الوفد كذلك إذ دخل عليهم رجل اسمه «أختر» وما إن دخل حتى عاد يتفجر بكاءً، مما أبكى الوفد، ثم قال الرجل: إن الشرطة قامت بالاعتداء في قريتنا؛ حيث إن المشاغبين أشعلوا الحريق في البيوت في قريتنا «لاكه» فوقع فيها الهرج والمرج، ففر المسلمون من القرية، ومن بقي منهم في القرية تم إحراقهم أحياءً، وقد فُقِدَ خلال الهرج والمرج، زوجته، و والده، وأخوه، ولا يوجد لهم أثر لحد اليوم، وعندما بحث عن جثثهم، لم يجدهم فغلبه اليأس، ثم وصل قرية «مورجري» حيث وقع نظره على جثث القتلى المسلمين فدهش وعيل صبره، وفيها كانت جثث أهله المفقودين بمن فيهم زوجته «رئيسة» وأخوه «طاهر» ووالده «عبد الحميد» فأمر رئيس الشرطة الموجود في المكان بعض الشرطة بإيصال الجثث إلى القرية؛ لكن الشرطة أمرتني بوضع جثث أهلنا في عربة نقل البضائع، وكلفنتي أن أجرّها بنفسي، فلا أكاد أصف العواطف التي انتابتني آنذاك؛ حيث إن الشرطة كلفتني أن أجر جثث أعضاء أسرتي وأنا مثقل بالحزن القاتل.
ثم وصل الوفد إلى مدينة «بدهانه» حيث لم يكن في مخيماتها المتضررون من «مظفرنجر» و«شاملي» فقط وإنما كان كذلك المتضررون من مناطق «باغبات» وقد تحدثوا بمثل ما تحدث به غيرهم من المتضررين في المخيمات التي سبق أن زارها الوفد في القرى الماضية، وأضافوا: أن المشاغبين في القرية لم يكتفوا بإحراق البيوت والمتخلفين من المسلمين، وإنما كانوا يطلقون ضد المسلمين هتافات استفزازية نارية مضمونها: إن بلاد الهند ستعود «دولة هندوسيّة» ولن يجري فيها حكم المسلمين، وما فجر من الاضطرابات في «غجرات» عام 2002م كان تجربة، وستشهدون الآن في هذه المنطقة فيلمًا مصورًا متكامل الحلقات، وستُقْتَلُون هكذا كل يوم في شتى المناطق.
وكانت وجوه النساء في المخيمات تشف عن مخافة شديدة، وكان الرجال يغلبهم اليأس والإحباط في شأن مصيرهم. وقد أكد لهم الوفد أن الحكومة لن تنجح هذه المرة في إخفاء الاعتداءات التي مورست مع المسلمين في هذه المناطق، وإن الشرطة شاركت المشاغبين في إنزال الاعتداءات على المسلمين بشكل سافر مزر للغاية. (صحيفة عزيز الهند الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد94، السنة 1، الجمعة: 6/ذوالقعدة 1434هـ = 13/سبتمبر2013م، ص2).
* * *
منظمة «أنهد» المكافحة من أجل حقوق الإنسان:
اضطرابات «مظفرنجر» الحالية ثم تخطيطها مسبقًا أسوةً باضطرابات «غجرات» عام 2002م
منظمة «أنهد» تَدَّعي ذلك في تقرير لها عن اضطرابات «مظفرنجر» يقع في 33 صفحة
يقول التقرير: إن خطة الاضطرابات كان قد تم نسبحها عام 2010م
=====================
دهلي الجديدة – سهيل أختر قاسمي:
الاضطرابات الطائفية التي ثارت بـ«مظفرنجر» والتي ذهب ضحيتها نحو 65 من الأبرياء، عاد ينكشف اللثام عن الأستار المتراكمة عليها؛ فقد قدمت منظمة بارزة مكافحة من أجل حقوق الإنسان، وهي منظمة «أنهد» زار فريق لها كبير مكون من 24 عضوًا المناطق المنكوبة بالاضطرابات في مديريات «مظفرنجر» و«شاملي» وغيرهما، قدمت اليوم: الثلاثاء: 17/ذوالقعدة 1434هـ = 24/سبتمبر 2013م تقريرًا كشف اللثام عن حقائق عديدة مدهشة؛ حيث ادّعى أن الاضطرابات فُجِّرَتْ مخططة تخطيطاً مسبقًا أسوة باضطرابات «غجرات» المثارة عام 2002م وادعت المنظمة أن لديها شواهد على ذلك، وزعم التقرير أن زميلاً خاصًّا لـ«نريندرامودي» – كبير وزراء ولاية «غجرات» – اسمه «أمات شاه»قد زار مناطق غربية لولاية «أترابراديش» وعيّن أشخاصًا يَتَبَنَّون تفجير الاضطرابات. وقد سبق ذلك تخطيط رهيب جِدًّا.
وصَرَّحت السيدة «شبنم هاشمي» قائدة المنظمة: أنه رغم أن القتلى في اضطرابات «مظفرنجر» يقلون عددًا عن قتلى اضطرابات «غجرات» والدمار الحاصل في الأولى كان قد جاء أخف من دمار الثانية؛ ولكن القساوة التي كان قد أعملها المشاغبون في اضطرابات «غجرات» هي التي مورست في اضطرابات «مظفرنجر». وأضافت: إن الصورة التي تطرحها وسائل الإعلام الوطنية تعاكس تمامًا ما حدث على أرض الواقع في اضطرابات «مظفرنجر» الذي يشاهده كل من يزور المناطق المنكوبة بالاضطرابات.
وقالت: إن ما توصلنا إليه من خلال زيارتنا ومشاهدتنا للدمار الذي أدت إليه الاضطرابات، يؤكد لحدّ كبير الدور الذي لعبته أسرة «سانغ» وفي بعض المناطق كان رجالها – أسرة «سانغ» – ضالعين في الاضطرابات بشكل سافر.
وقالت السيدة «بهاشا» التي كانت عضوًا في فريق المنظمة الزائر للمناطق المنكوبة: إني أودّ أن أشاطر مندوبي وسائل الإعلام حقيقة صارخة، وهي أن ما تشير إليه وسائل الإعلام كأساس لتفجر الاضطرابات وهو التحرش مع فتاة جنسيًّا، ثم قتل فتى مسلم اسمه «شاهنواز» أدى إلى مقتل اثنين من الفتيان الآخرين، لم يكن سببًا أساسيًّا في الواقع؛ لأن البلاغ الذي سُجِّلَ في شأن قتلهم لايتعرض للتحرش الجنسي مع الفتاة عن قريب أو بعيد؛ ولكن أرشيف الشرطة يصرح بأن الأقلية المسلمة استُهْدِفَت خلال شهري يوليو وأغسطس 2013م من قبل المتشددين، وأسيئت إلى طلاب الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند إساءة بالغة. وأضافت: إن هذه الصورة واضحة للغاية، ولكن المحاولة تُبْذَلُ باستمرار لتشويهها ولتضبيبها، فلابد من تجلية الحقائق.
الجدير بالذكر أنه تفجرت يوم السبت 7/سبتمبر = 30/شوال اضطرابات في «مظفرنجر» أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات بالنسبة إلى الأقلية المسلمة، وفريق منظمة «أنهد» الذي قام بزيارة موسعة للمنطقة كان يضم صحفيين كبارًا، وقائمين بخدمات اجتماعية، ورجال قانون، وطلابًا لمختلف العلوم في الكليات العصرية والجامعات الحكومية.
وقد صرّح الفريق بعد عودته من الزيارة بأن جيش «مودي» هو المسؤول عن الاضطرابات المثارة في «مظفرنجر» وخلال البحث عن الأسباب وراءها اطلع الفريق على معلومات خطيرة عن جيش «مودي». والتقرير الذي أعدته المنظمة بعد انتهاء زيارة الفريق للمنطقة يصرح أن خطة تفجير الاضطرابات في المنطقة الغربية لـ«أتربراديش» وبعض أجزاء «أتراكهاند» قد وُضِعَت عام 2010م عندما بدأت منظمات هندوسية متشددة منتمية إلى أسرة «سانغ» تجند شبابًا من طبقة «الزوط» الهندوس، وتم التجنيد في كل قرية وبلدة، وقبل الاضطرابات بثمانية شهور عقد مرشح حزب «ب ج ب» «أميش ملك» و«سنجيو بليان» اجتماعًا ألقيت فيه خطابات مثيرة للكراهية ضد المسلمين، وتم توزيع أسلحة «تراشول» على جيش «مودي» الذي تم تدريبه في المنطقة. وخلال ذلك ظل العمل جاريًا على إثارة الجيش الجديد من قبل أسرة «سانغ» ثم إن الجيش المنتمي إلى «مودي» قام بحملة إثارة كراهية واسعة في نحو 200 ألف من الهندوس، وللحصول على النتائج النهائية ظلت أسرة «سانغ» تقوم بتصرفات صغيرة وكبيرة مثيرة، ثم فُجِّرَتِ الاضطرابات فعلاً. ولإثارة الشباب الهندوسي أُعْمِلَت من قبل جيش «مودي» أساليب متنوعة، ولُقِّنَ هتافات مختلفة مثيرة. وحسب التفصيلات التي توصل إليها الفريق، كان من بين الهتافات التي عُمِّمَت: (سنأتي بـ«مودي» ونحول المنطقة «غودهرا» الغجراتية) و(إن الأقلية المسلمة لها مكان واحد وهو إما المقبرة وإما باكستان) و(الفتيات الحسناوات المسلمات إما سنتزوج معهن وإما سنقتلهن) و(سنعمل على الحفاظ على البلاد وعلى العرائس الهندوسيات وعلى البقرات فلابد أن نأتي بـ«نريندرا مودي») أي لابدّ أن نتخذه رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة؛ حيث إنهم رشحوه لهذا المنصب قبل الانتخابات بفترة كافية. (انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، العدد 261، السنة1، الأربعاء: 18/ذوالقعدة 1434هـ = 25/سبتمبر 2013م، ص1-11).
* * *
جمعية علماء الهند تصدر قائمةً بمعظم الذين قُتِلُوا شهداء
في الاضطرابات الحالية
في المناطق الغربية من ولاية «أترابراديش» التي تعرف بـ«يوبي»
والقائمة ليست نهائية، وإنما هي ابتدائية أعدت يوم الأربعاء: 4/ذوالقعدة 1434هـ الموافق 11/سبتمبر 2013م.
=====================
- سلمان المعروف «صدام» بن محمد عمر، من سكان قرية «تيوره» إدارة الشرطة بـ«ككرولي».
- نذر محمد بن موسى من سكان قرية «كهيري فيروزآباد» إدارة الشرطة «ككرولي» مديرية «مظفرنجر».
- لطافت علي بن مصطفى، من سكان قرية «كهيري فيروزآباد» إدارة الشرطة «ككرولي» مديرية «مظفرنجر».
- معروف بن أيوب، من سكان «مجهيداسادات» إدارة الشرطة «ميرابور» مديرية «مظفرنجر».
- محمد شريف بن شميم أحمد، من سكان «سولتا بهاؤنا» إدارة الشرطة مدينة «ميروت».
- روض الدين بن بشير أحمد، من سكان «مكندبور» إدارة الشرطة مدينة «مظفرنجر».
- الحاج سراج الدين بن «عيدو» من سكان «جهرا» إدارة الشرطة بلدة «منصوربور» مظفرنجر.
- وحيدة بنت سراج الدين، من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- نصير الدين بن كريم الدين، من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- عظيم الدين بن «كيندا» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- أصغري بنت «حكيمو» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- حكيمن بنت عظيم الدين ، من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- وكيلة بنت «يامين» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- عمر دين بن صديق من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- حكيم الدين بن بنده حسن، من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- تشوتي بنت «بنو» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- كلو بن «بله» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- الحاج نصيب الدين بن «نكلي دهابي» من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- «سوكهن» بن مانو من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- حكم دين بن بالل من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- كرم الدين بن كمال الدين، من سكان قرية «لساره» إدارة الشرطة «بهجانه».
- أفسانه بنت …، «بسي بالري» إدارة الشرطة «شاهبور»
- شاهنواز بن سليم بهلوان، من سكان «كوال» إدارة الشرطة بلدة «جانساث» «مظفرنجر».
- نواب بن أختر، من سكان قرية «ناوله كرهي» إدارة الشرطة بلدة «منصوربور» «مظفرنجر».
- سعيد بن أختر، من سكان قرية «ناوله كرهي» إدارة الشرطة بلدة «منصوربور» «مظفرنجر».
- المقرئ محمد عمردراز، من سكان قرية «بترادا» إدارة الشرطة «بابري».
- أمير الدين بن مقصود قريشي من سكان «منصوربور» إدارة الشرطة «منصوربور».
- شمشاد بن حبيب أحمد، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- محمد فيض بن محمد سليمان، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- خاتون بنت قدم الدين، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- محمد إدريس بن قدم الدين، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- محمد تراب الدين بن سميره، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- عبد القيوم بن عبد العزيز، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- عبد الواحد بن شرف الدين، من سكان قرية «كتبا» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- عبد الحميد بن مقبولة، من سكان قرية «سمالكها» إدارة الشرطة مدينة «شاملي».
- آس محمد بن….، من سكان «بهجانه» إدارة الشرطة «بهجانه».
- إسلام الدين بن…، من سكان «بهجانه» إدارةالشرطة «بهجانه».
- مهردين بن رشيد، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- شهزاد بن مهردين، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- أبوالحسن سيفي بن إسماعيل، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- وحيد للكر بن…، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- طاهر حسن بن واحد، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- زوجة أخي طاهرحسن، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- بنت أخي طاهرحسن، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- قاسم بن جيون، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- آس محمد بن إقبال، من سكان قرية «لاكه» إدارة الشرطة بلدة «بهوره».
- مولانا جان محمد من سكان مدينة «شاملي».
* * *
56 من ورثة قتلى الاضطرابات الطائفية بـ«مظفرنجر» من بين 65 قتيلاً حسب الإحصاء الرسمي يمنحون وظائف رسمية
لكهنؤ – مظفرنجر:
أصدرت حكومة الولاية في الليلة المتخللة بين الجمعة والسبت: 20-21/ذوالقعدة 1434هـ = 27-28/سبتمبر 2013م تعميمًا باتخاذ إجراءات لتوظيف ورثة 56 من قتلى الاضطرابات الطائفية بـ«مظفرنجر» وما جاورها من المناطق من بين مجمل القتلى المرتفع عددهم حسب الإحصاء الرسمي إلى 65 قتيلاً.
الجدير بالذكر أن كبير وزراء الولاية «أكهاليش يادوف» كان قد أعلن يوم 15/سبتمبر2013م = الأحد: 8/ذوالقعدة 1434هـ لدى زيارته للمناطق المنكوبة بالاضطرابات أنه سيمنح واحدًا واحدًا من ورثة القتلى في الاضطرابات وظائف رسمية حسب المؤهلات العلميّة.
ومن بين 65 قتيلاً تم التعرف على على جثث 56 قتيلاً ولم يتم التعرف على جثث 9 قتلى، بينما وارث قتيل لم يبلغ سنّ 18 سنة، وبلوغه هذا السنّ شرط لازم لتوظيفه رسميًّا (صحيفة .أخبار مشرق» الأردية اليومية، دهلي وكولكاتا ورانتشي، الاثنين: 23/ذوالقعدة 1434هـ = 30/سبتمبر2013م).
* * *
حكومة الولاية تمارس ضدّ المتضررين بالاضطرابات، سياطاً مؤلمة بدل أن ترحمهم، المسؤولون
الحكوميون يسجلون بلاغًا ضدّ ألف متضرر لاجئ إلى المخيم الموقت المقام على مساحة أرضية بمديرية «شاملي»
=====================
عامر سليم خان – دهلي الجديدة:
28/سبتمبر = 21/ذوالقعدة: السبت، بدلَ أن تقوم حكومة الولاية بإعادة إسكان المتضررين من الاضطرابات بـ«مظفرنجر» سجّلت مصلحة الغابات التابعة لحكومة الولاية بلاغًا ضدّ ألف متضرر لاجئ إلى مخيم موقت. وإنما سُجِّل ضد هؤلاء المتضررين المقيمين بسكن موقت مقام بقرية «ملكابور» التابعة لإدارة بلدة «كيرانه» التابعة لمديرية «شاملي» لأنهم أقاموا بهذه الأراضي بطريقة غير شرعيّة؛ فقد سجل مسؤول في مصلحة الغابات اسمه «نريندرا كمار» وحسب البلاغ الذي سُجِّل: إن آلافاً من المسلمين قد احتلوا هذه الأراضي.
الجدير بالذكر أن منظمة حقوق الإنسان «أنهد»كانت قد أحاطت الإعلام علمًا بأن الإدارة المحلية لاتتعاون مع المتضررين، وأن مصلحة الغابات قد أزمعت على تسجيل البلاغ ضد المتضررين. إن المنظمة كانت قد قامت بزيارة المناطق المنكوبة بالاضطرابات على مدى يومين متتاليين.
الجدير بالذكر والتسجيل أنه كانت قد انفجرت يومي 7-8/سبتمبر 2013م = 30/شوال -1/ذوالقعدة 1434هـ اضطرابات طائفية عنيفة في هذه المناطق الغربية من ولاية «أترابراديش» ولاسيما في مناطق «مظفرنجر» و«شاملي». وحسب الإحصاء الرسمي قتل فيها 65 شخصًا وأصيب كثير من الأفراد، وشرد نحو 70 ألف، وحسب الإحصاء الحرّ عدد القتلى أكثر من ذلك بكثير، وعدد المشردين يربو مئة ألف. والمشردون لجأوا في مكان إلى المدارس والكتاتيب الإسلامية أو إلى السكن الموقت المقام على أراض حكومية قريبة من السكان المسلمين، كالذين يقيمون في السكن الموقت المقام على أراض حكومية على شارع «كيرانه» – «ملكابور» لأنهم إما دمرت بيوتهم وأحرقت أو هدمت أو قتل شخص أو أشخاص من أهلهم. وإنهم مقيمو في هذه المخيمات التي يقوم عليها مسلمون في المناطق القريبة، على حين إن المسؤولية تقع أصلاً على حكومة الولاية؛ حيث يتوجب عليها أن تنظم لهم سكنًا ووجبات الأكل، وأن توفر لهم ما يحتاجون إليه.
والجانب الجدير بالإشادة في هذه القضية، أن المسؤولين في الإدارة المحلية أكدوا أنهم لن يلتفتوا إلى البلاغ الذي سجله ضدّهم مسؤول في مصلحة الغابات بشأن إقامتهم على أرض حكومية تابعة للمصلحة؛ لأنهم متضررون والكل يعلم أنهم لايقيمون ههنا للأبد؛ ولكن كثيرًا من المسلمين يقولون: إن الحكومة تود أن تعيد المتضررين مكرهين إلى قراهم التي هم لايكونون فيها آمنين على أنفسهم وأهلهم. (صحيفة «همارا سماج» الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد14، السنة7، الأحد: 22/ذوالقعدة 1434هـ = 29/سبتمبر 2013م، ص1-11).
* * *
من إفرازات وتداعيات الاضطرابات الطائفية بـ«مظفرنجر»
المشاغبون الطائفيون يقتلون شابًّا ويشنقونه، وكان ذنبه أنه عاد لقريته ليتفقد وضع منزله
تعميةً للجريمة ورّوا جثمانه تحت التراب، واتخذوا ثلاثة أشخاص رهائن، ولم يفرجوا عنهم إلاّ مقابلَ 80 ألف
روبية. وقال عمدة القرية للمختطفين: لقد تفاهمنا مع المسؤولين رفيعي المستوى، فلا تُطْلِقُنَّ سراحهم!
=====================
رغم مرور أيام كثيرة على الاضطرابات الطائفية بـ«مظفرنجر» ومناطقها المجاورة، لاتزال حوادث اغتيال الناس، وإخفاء جثثهم، ومحو الشواهد على اغتيالهم، مستمرة في القرى النائية، كما أن كثيرًا من الأفراد لايزالون مغيبين لا تعرف لهم عين ولا أثر. والأنباء الأخيرة تقول: إن بعض الناس توجهوا إلى قراهم بعدما وضعت الاضطرابات أوزارها ليتفقدوا أوضاع منازلهم فيها، فاختطفهم المشاغبون الطائفيون في القرية، واغتالوا بعضهم، واتخذوا بعضهم هائن ولم يطلقوا سراحهم إلاّ مقابل مبالغ باهظة تتراوح بين 80 ألف ومئة ألف روبية هندية.
وقد تم تسجيل «إيف آئي آر» في هذا الشأن في إدارة الشرطة بمدينة «بدهانه» التابعة لمديرية «مظفرنجر» حيث قال كل من رئيس الدين بن عمردين، ونسيمة زوجة رئيس الدين، وغل ستان زوجة المغفور له عامر، من سكان «أنجهار» إدارة الشرطة «بنولي» التابعة لمديرية «باغبات» المقيمين بمخيم «جولي» إدارة الشرطة مدينة «بدهانه» التابعة لمديرية «مظفرنجر» – وذلك عن طريق إحدى المنظمات الخيرية – في مذكرة دفعوها إلى مدير إدارة الشرطة بمدينة «بدهانه»: إنه يوم 8/سبتمبر = 1/ذوالقعدة الأحد: عند ما تفجرت الاضطرابات الطائفية فرّوا من قراهم، ولجأوا إلى بعض ذوي قرباهم في قرية «بهوك بوره» المسمى بـ«خالد بن إسلام» وكان معهم زوج كل غستان عامر خان، ورجل آخر اسمه فيروز، وبعد ما هدأ العنف قليلاً راح عامر خان في الساعة 11 من صباح الخميس 12/سبتمبر = 5/ذوالقعدة إلى قريته «أنجهار» بدراجة عادية على إشارة من أهله، ليتفقد وضع بيته، ليعلم أنه إذا عاد الوضع إلى طبيعته في القرية، فإنه سيعود مع أهله إليها.
ولما لم يرجع عامر خان إلى ذوي قرباه في قرية «بهوك بوره» إلى المساء، اتصل رئيس الدين هاتفيًّا بعامر خان، ولكنه لم يستلم ردًّا منه. وعندما شعر رئيس الدين وغيره من الأقارب بمخاوف على حياة عامر، توجه هو واثنان آخران معه من «بهوك بوره» إلى «أنجهار» بالحافلة والعربة ذات ثلاث عجلات، فوجد المنزل مقفلاً، وتسلقوا الجدار القليل الارتفاع في الحارة ونزلوا إلى منزلهم، فوجدوا عامر خان معلقة جثته مشدودة بالحبال التي كانت قد شدت بحلقة حديدية في السقف بالسلك الحديدي، وكانت رجلاه فوق الأرض قدر بوصتين أو ثلاث بوصات، وكانت عيناه مغمضتين، وكان لسانه في فمه، ولم يكن يسيل الدم من أي من الأنف أو الأذن أو الفم، ولا كان أي أثر من الدم على مكان في ملابسه، وكان جوالُه موجودًا بالمكان. وحسب المذكرة عندما صاحوا بعدما وقع أنظارهم على الجثة تسارع إليهم هندوس القرية من جيرانهم، بمن فيهم «بنتو»بن «هرموير» و«جكبال» و والده «دهارا» و«فينود» بن «جهوتان» و والده «كرسان» و«ستوير» و والده «مهاوير» و«ترسبال» و والده «لال سينغ» و«كوتال» و والده «وكرام» و«سنجيف» و والده «جكبير» وعدد من غيرهم، ودعا هؤلاء عمدة القرية المدعو بـ«سمربال» وتحمس من بينهم «سنجيف» و«جكبير»وقالا وهما يشتمان: إن «عامر» كان قد استلف منا 80 ألف روبية، فلن ندعكم تفارقون القرية حتى تدفعوا المبلغ، وإلاّ فسنقتلكم. وحسب المذكرة قال المسلمون: إن عامر لم يكن قد استلف منكم المبلغ، وأنتم الذين قتلتموه، فانقض «سنجيف» و«جكبير» وعدد من أصحابهما عليهم يتناولونهم بالضرب. وخلال ذلك وَجَّهَ العمدة «سمربال» بدفن جثة عامر، وقال للمسلمين: أخبروا الناس لدى التساؤل أن «عامر» مات حتف أنفه من أجل المرض، وأمرهم – المسلمين المتضررين – بأداء 80 ألف روبية إلى «سنجيف» و«جكبير»، وأرغموهم – المسلمين – على دفن جثة عامر في المقبرة. ثم خاطب كل من «سنجيف» و«جكبير» هؤلاء المسلمين المتضررين: إن مجلسنا التشاوري قرر أنه مالم تدفعوا 80 ألف روبية إلينا، لن ندعكم تخرجون من القرية، وستبقون عندنا وتنظفون روث دوابّنا.
وبعد برهة حضرت الشرطةُ على دعوة من هؤلاء المشاغبين، فقال لها كل من «سنجيف» و«جكبير» وعمدة القرية الهندوسي: إن عامر إنما مات من مرضه؛ ولكن المسلمين المتضررين قالوا لها: إنهم قتلوه شنقًا، فلابدّ من القيام بتشريح جثته للتوصل للحقيقة، وقد خضعت الشرطة لضغط هؤلاء الهندوس، فلم تستمع لما قال لها المسلمون المتضررون، وأرغمتهم على التقاط بصمات أصابعهم على الأوراق اللازمة، وعلى توقيعها، ورغم عويل المسلمين المتضررين أمام الشرطة تركتهم في القرية مسلمةً إياهم إلى هؤلاء الظلمة، وبعد ما عابت الشرطة قال عمدة القرية للهندوس الزوط: إننا قد تفاهمنا مع المسؤولين رفيعي المستوى، فلا تفزعوا وأغلقوا الباب على هؤلاء المسلمين الثلاثة في منزلهم، وشدّدوا الحراسة حولهم، ولا تدعوهم يخرجون.
وعلى ذلك فإن المسلمين الثلاثة الذين كانوا قد توجهوا إلى قرية «أنجهار» ليستخبروا حال «عامر خان» بقوا رهائن بحوزة «الزوط» من الهندوس منذ مساء الخميس 12/سبتمبر = 5/ذوالقعدة حتى الاثنين: 30/سبتمبر = 23/ذوالقعدة. وخلال ذلك تمكنوا من الاتصال بذوي قرباهم: «نوردين» و«خالد» و«إسلام» وطلبوا منهم أن يهيئوا 80 ألف روبية، فدفعوها إلى كل من «سنجيف» و«جكبير» في مساء 30/سبتمبر = 23/ذوالقعدة. وبعد ذلك سُمِحَ لهم بأن يخرجوا من قريتهم حيث كانوا قد اتخذوا رهائن إلى قرية «جولا» التابعة لـ«بدهانه».
وقد أفاد المتضررون في مذكرتهم، أنهم وذوي قرباهم لم يحيطوا علمًا بهذا الحادث المؤلم الشرطةَ في «باغبات» لأنهم قد فقدوا الثقة بها كاملاً؛ لأنها سبق أن اعتبرت اغتيال «عامر خان» شنقًا، موته بمرضه متعاطفة مع المجرمين، وقامت بتغطية الشواهد، وتركت المسلمين المتضررين في القرية يذوقون العذاب بأيدي المجرمين، مما شكل خطرًا حقيقيًا على حياة هؤلاء المساكين كذلك. وقد طلبوا في المذكرة أن يُنْبَشَ قبر «عامر خان» وأن يُـجْرَىٰ عملية تشريح جثته، وأن يسجل بحقه «إيف آئي آر». (انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ميروت، ص1-15، الأحد: 6/أكتوبر 2013م = 29/ذوالقعدة 1434هـ).
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، محرم – صفر 1435 هـ = نوفمبر – ديسمبر 2013م ، العدد : 1-2 ، السنة : 38