دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله (المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
حركة تزويج الأرامل:
ومن أهم الأعمال التي قام بها الإمام محمد قاسم النانوتوي رحمه الله قيامه بحركة تزويج الأرامل. و ظلَّ تزويج الأرامل يعدُّ في مجمتع المسلمين أيضاً من الأعمال الشائنة حتى نهاية القرن التاسع عشر. و كان أهل العلم و الدين على علمٍ بأنه تقليد غير إسلامي بأي شكل كان، تشمئز نفوسهم من هذه الظاهرة، دون أن تجد همةً تحملهم على الرد عليها، والوقوف في وجهها والصدع بالحق ضدها. فبذل السيد أحمد الشهيد، والشيخ محمد إسماعيل الشهيد الدهلوي، و مولانا مملوك العلي النانوتوي، والشيخ مظفر حسين الكاندهلوي، والشيخ محمد أحسن النانوتوي(1) مساعي مشكورةً، ساعدت على انتزاع الكراهة من القلوب لزواج الأرامل. فعمَّ مثل هذا الزواج وشاعَ في أوساط العامة والخاصة. ولاينسى دور الإمام النانوتوي الريادي في هذه السبيل، الذي تمثل في إقناع شقيقته الأكبر منه سناً بالزواج بعد ما طال العهد على قعودها في بيت أبيها. فكان ذلك أكبر معوانٍ على اجتثاث هذه الظاهرة من جذورها. فصار تقليد عدم تزويج الأرامل شيئاً منسياً بعد أن كان قضية شاغلة في كل بيت، و على أشُدِّها يوما ًمن الأيام في بلاد الهند.
مساهمته في حرب التحرير:
وشارك الإمام محمد قاسم في حرب تحرير الهند عام 1857م مشاركة الرجل الغيور على وطنه، فحالفه النصر، فاستولى هو أصحابه على «شاملي»(2) (Shamli) من مديرية «مظفرنغر»، شمالي الهند،إلا أن الأوضاع السياسية المتدهورة في البلاد لم تسمح لهم بالتقدم منها إلى المناطق الأخرى المجاورة، و اشتهرت حرب «شاملي» هذه اشتهاراً يغني عن الحديث عنها.
آثاره العلمية:
وخلَّف الإمامُ النانوتوي آثاراً علميةً قيمةً، أثْرَت المكتبة الإسلامية كثيراً، وخلَّدت ذكراه، تعالج قضايا ساخنةً على الساحة يوم ذاك فجاءت كتبه كلها رداً على أسئلة وجهت إليـه(3). وكان المنشي ممتاز علي – صاحب المطبعة المجتبائية بـ«دهلي»(4) وَضَعَ خطةً تهدف إلى نشر آثاره العلمية تعميماً لفائدتها. فنشر نشرات تشعر بخطته هذه، تنص على ما يلي: «لا يخفى على معظم الناس ما يتمتع به مولانا محمد قاسم النانوتوي من مكانة؛ فقد عُرِف بالزهد في المجادلة والمناظرة، يعيش حياة ملؤها الاستغناء والعفاف والحرية والإباء. يردُّ على ما صعب ودقَّ من المسائل إذا ما عُرضت عليه من البلاد البعيدة؛ قليلُ الخوض فيما لايعنيه، بعيدٌ عن هوى النفس وأنانيتها. وأنا معجب – كثيراً – بما جُبِل عليه، وحريصٌ على كلامه البالغ من التحقيق والدقة والرزانة كل مبلغ. و مضى علي زمنٌ غير قصير، ونفسي تحدثني بأن أجمع كلامه، و أنشره ليرى أهل الكمال و الفضل وأولي القريحية الذكية في عصره هذا العجب العجابَ، وما جبله الخالق سبحانه عليه. وله قدم راسخة في إثبات الأحكام النقلية الشرعية بالأدلة العقلية، والرد على تهافت الفلاسفة بالأدلة العقلية التي يتبجحون بها.
وفاته:
وأفَلَ هذا البدر المنير يوم الخميس 4/من جمادى الأولى عام 1257هـ/1880م عن عمر يبلغ 49عاماً، وُرِّي جثمانه في مقبرة شمالي جامعة دارالعلوم/ديوبند. وقبره من ترابٍ، غيرمجصص وفقاً للسنة النبوية. وتطلق على هذه المقبرة «المقبرة القاسمية». و بها ضرائح لا تـُحصى من طلبة العلم والعلماء و الصلحاء. وقيلت بمناسبة وفاته أقوال وأشعار تشير إلى تاريخ وفاته، تغني شهرتها عن التعرض لها.
عظماء الجامعة الستة
وممن لعب دوراً فاعلاً في نشأة الجامعة وإدارتها كلٌ من: الإمام محمد قاسم النانوتوي، والشيخ محمد يعقوب النانوتوي (1249- 1302هـ/1833- 1884م)، والحاج سيد عابد علي الديوبندي، والشيخ رفيع الدين الديوبندي، والشيخ ذوا الفقار علي الديوبندي (000-1322هـ/000- 1904م)، والشيخ فضل الرحمن الديوبندي (000- 1325هـ 000-1907م). وسبق أن تحدثنا عن الإمام النانوتوي قريباً، وأما الثلاثة الذين بعده فسنتحدث عنهم في الأبواب اللاحقة، وإليكم الحديث عن الاثنين الأخيرين:
الشيخ ذوالفقار علي الديوبندي
(000-1322هـ/000-1904م):
هو والد شيخ الهند محمود حسن الديوبندي رحمه الله (1268-1339هـ/1851-1920م)، تلقى دراسته في «كلية دهلي»، وأخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي (ت 1267هـ/1851م)، و تخرج في نفس الكلية، ثم تعـين أستاذاً في كلية «بريلي»، ثم مفتشاً نائباً في مصلحة التعليم. له يد طولى في اللغة العربية وتضلع في آدابها.
من أعماله وآثاره:
له «تسهيل الدراسة – شرح على «ديوان الحماسة»، و«تسهيل البيان شرح على ديوان المتنبئ»، و«شرح التعليقات على المعلقات السبع»، و«الإرشاد شرح قصيدة بانت سعاد» – بالأردية -، و«عطر الوردة شرح على قصيدة البردة» بالأردية كذلك. تناول فيها المؤلف شرح الغريب من الكلمات والتعبيرات، ونقلها إلى اللغة الأردية نقلاً ذلَّل للطلاب – ما صعب عليهم، وقرَّب ما بعد عنهم في هذا الوادي الوعر. ومن الكتب التي تخلد ذكراه: «تذكرة البلاغة» في المعاني والبيان، و «تسهيل الرياضيات» في الرياضي والحساب.
وعمل رسالةً موجزةً عام 1307هـ/1889م سماها «الهدية السنية في ذكر المدرسة الديوبندية» التي تسرد ما يمتاز به كبار علماء ديوبند، وما تختص به أرض «ديوبند» من الميزات بأسلوب لطيف أدبي رائع.
ويقول عنه أحد الكتاب الفرنسيين – وهو الكاتب الشهير جارسان دي تاسي (JOSEPH-GARCIN DE TASSY HELIODORE)(5): «من طلاب «كلية دهلي»، تولى التدريس في كلية «بريلي» لأعوام عديدة. وتقلَّد تفتيش المدارس – بالنيابة – في «ميروت» عام 1857م. وتعرف عليه المستر تايلر (joseph henry taylor)، الذي قال عنه: «كان ذوالفقار علي ذا ذكاء وطبع، بجانب دراية بالفارسية والعلوم الغربية. عمل كتاباً سماه «تسهيل الحساب» في علم الحساب بالأردية، طبع في «بريلي» عام 1852م(6).
وتقاعد عن العمل، فتولى منصب الحاكم الفخري بـ«ديوبند». و هو من أوائل الدعاة و المؤسسين لجامعة «ديوبند». توفي عام 1322هـ/1904م عن عمريبلغ 85عاماً. ودفن بالمقبرة القاسمية بجوار الإمام محمد قاسم النانوتوي شرقاً. ويليه جنوباً قبرُ الشيخ محمد أحسن النانوتوي (ت 1312هـ /1894م). ويشير إلى موقع قبره شعرٌ رائع من نسج مولانا فضل الرحمن العثماني رحمه الله، حيث قال:
ہاں بخسپ آسودہ تر ما بین دویاراں خویش
قاسم بزم محبت احسن شائستہ خو
أي: أجل، قررتَ عيناً حيث أصبحت بين أخويك: «قاسم» – «نادي الود»، و «أحسن» أخي الأدب(7).
الشيخ فضل الرحمن العثماني
(000-1325هـ/000-1907م):
ممن تلقى العلم على الشيخ مملوك العلي في «كلية دهلي»؛ أحد المشاركين في تأسيس «جامعة ديوبند»، ظلَّ عضواً للمجلس الاستشاري بها، شاعرٌ قديرٌ في اللغتين الأردية والفارسية. له قصائد ومراثي وغيرها من أنواع الشعر، تعكس مذاقه الشعري. وظهر طاعون في «ديوبند» عام 1301هـ/1883م واستفحل أمره، وطار شره، فنظم ويلاته وتداعياته في شعر فارسي اسمه التاريخي«قصہ غم ديوبن» (1301هـ/1883م). وهو عبارة عن وثيقةٍ تاريخيةٍ عن مدينة «ديوبند» وما مر بها من أوضاع. وكان له دركٌ عظيم في استخراج المادة التاريخية من النصوص. وتضُم التقارير الدورية التي تصدرها «جامعة ديوبند» – كثيراً من أشعاره، والقطع التاريخية. تولى منصب المفتش النائب في مصلحة التعليم. وتنقل في عدة مديريات منها: «بريلي»، و «بجنور»، و«سهارن فور». وكان على هذا المنصب عام 1857م في مدينة «بريلي». فوكل إليه مولانا محمد أحسن النانوتوي بعض أموره إليه حين اضطر إلى مغادرته «بريلي» لظروف خاصة.
وتوفي الشيخ فضل الرحمن عام 1325هـ/ 1907م وخلَّف وراءه أنجالاً ورثوا عنه علمـه وأدبه، و اشتهروا في الآفاق، ولم يخطئ نشابهم في هدف الفضل، ومنهم: المفتي عزيز الرحمن العثماني – المفتي العام لجامعة دار العلوم – (1275-1347هـ/ 1858- 1928م.)(8) والشيخ حبيب الرحمن العثماني – رئيس الجامعة سابقاً (ت 1348هـ/ 1929م)(9)، والشيخ شبير أحمد العثماني – رئيس الجامعة سابقاً (ت1369هـ/1989م)-(10). ومن أحفاده: المفتي عتيق الرحمن العثماني (1319هـ/ 1984م) – مدير عام «ندوة المصنفين» بـ«دهلي»(11). وظلَّ أخلافه وأولاده يحذون حذو أبيهم في نشر العلم، و خدمة الدين إلى يومنا هذا ومن شابه أباه فما ظَلَمَ(12).
الشيخ المحدث رشيد أحمد الكنكوهي
(1244- 1323 هـ/1829- 1905م) :
وإن لم نعثرعلى ما يدل على علاقة الشيخ المحدث رشيد أحمد الكنكوهي الرسمية مع مشايخ جامعة ديوبند قبل عام 1285هـ(13)، إلا أن الصلة الوطيدة التي كانت تربطه بالجامعة منذ بزوغ فجرها، يُحيل أن يكون مقطوعَ الصلة عن حركة الجامعة ونشأتها. وكان بعض المتخرجين في الجامعة يتوجه إلى حلقة تدريس الشيخ الكنكوهي عقب دراسته النظامية فيها ليستفيد منها. وهذا ما يوجب أن نتعرج على ذكر الشيخ رشيد الكنكوهي حين الحديث عن مشايخ الدار وعظمائها.
ولد المحدث الكنكوهي رحمه الله يوم الاثنين نهاراً في 6/من ذي الحجة عام 1242هـ/1826م) في «كنكوه»(14). وكان والده من أهل العلم الراسخين فيه. أجازه الشيخ شاه غلام على المجددي(15) بأخذ البيعة في التزكية والإحسان.
وقرأ الكنكوهي القرآن الكريم في مسقط رأسه ليتحول إلى خؤولته في «كرنال»(16)، وقرأ على خاله كتب الفارسية، ثم أخذ النحو والصرف عن الشيخ مولوي محمد بخش الرام فوري، ثم تحوَّل عام 1261هـ إلى «دهلي»، ولازم الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وبها تعرَّف على الإمام محمد قاسم النانوتوي – رحمه ا لله- فلم ينقطع عنه ما عاش، وأخذ بعض كتب المعقولات في «دهلي» على الشيخ المفتي صدر الدين آزرده (1204- 1285هـ/1789-1868م)(17). وانتهى به المطاف في طلب العلم إلى الشيخ عبد الغني المجددي – رحمه الله – (1235- 1296هـ/1819-1878م)، فأسند عنه الحديث.
و قرأ فاتحة الفراغ من العلوم والفنون ليتحول إلى شيخ المشايخ المربي الشهيرالحاج إمداد الله المهاجر المكي رحمه الله (1233-1317هـ/1817-1899م)، وبايعه في التزكية والإحسان. و يقول الشيخ محمد يعقوب النانوتوي رحمه الله ( 1249-1302هـ/ 1833-1884م)، في ترجمته للإمام النانوتوي رحمه الله: «وزامَنَ طلبُ الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي العلمَ طلبَ الشيخ محمد قاسم النانوتوي، وكانا يتبادلان الحب، وانتهى بهما الأمر إلى إسناد الحديث عن الشيخ عبد الغني المجددي في تلك الحقبة. كما بايَعَا جميعاً الشيخ إمداد الله حينئذ، وسلكا مسلكه في الإرشاد والإصلاح الديني. وقطع الشيخ الكنكوهي منازل التزكية والإحسان بخُطىً حثيثةً، حتى نال الإجازة والخلافة عنه خلال مدةٍ قصيرةٍ لاتتجاوز أربعين يوماً، ليعود إلى مسقط رأسه «كنكوه» فاتخذ البيت(18) الذي كان استقرفيه الشيخ عبد القدوس الكنكوهي(19) – مقراً له، وتكسب بالطب».
وخرج من هذه «الخانقاه القدوسية» عام1857م وقام قومةَ الرجال الأبطال ضد الإنجليز بجماعة من أصحاب شيخه الحاج إمداد الله – رحمه الله – وحضر الحرب ضد الإنجليز في معركة «شاملي»، و أبلى فيها بلاءً حسناً. وسقط الحافظ ضامن شهيداً في حومة الوغى، فحمل جثته الشيخ الكنكوهي إلى مسجد بجوارها، ولجأ إلى الله تعالى ودعا وتضرع إليه، وقرأ من القرآن ما قرأ.
وأصدرت الحكومة الإنجليزية أوامر ضبط وإحضار كلِّ من اتُّهِم بالمشاركة في الثورة. فألقي عليه القبض، وزُجَّ به في غياهب السجن بـ«سهارن فور»، وأحيل منها إلى «مظفرنغر»، فلم يمضِ عليه ستة أشهر في السجن حتى كان له أصحاب، يرون رأيه، ويسلكون مسلكه، وأقيمت الصلاة جماعة داخل الزنزانة.
ثم أفرج عنه، فأكب على التعليم والتدريس. وكان بعد العودة من سفر الحجاز في المرة الثالثة عام 1299هـ التزم أن يدرس الكتب الصحاح الستة في سنة واحدة، ودأب على أن يبدأ درسه صباحاً إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وبلغ صيت درسه الآفاق، فهـرع إليه طلبة الحديث الشريف من كل فجٍ عميق ليشهدوا درسه. و ربما بلغ عددهم سبعين طالباً بين وافد ومواطن. وكان على غايةٍ من التواضع والرفق واللين بالطلبة. و درسه سهل ميسور قريب المنال حتى على عامة الناس. و مما يتميز به تدريسه للحديث الشريف أن الجلوس إليه يورث الرغبة والشوق إلى العمل بالحديث النبوي. وله: «الكوكب الدري على سنن الترمذي» – ط – وهو- على وجازته – شرح جامع على السنن. واستمر على التدريس والتلقين إلى عام 1314هـ، واستكمل عليه دراسة الحديث أكثر من ثلاث مئة طالب. وآخر من أخذ عنه الشيخ محمد يحيى(20) – والد المحدث الشيخ محمد زكريا رحمه الله (1315- 1402 هـ/1897-1981م)(21). ثم كُفَّ بصره لنزول الماء في عينه. فأمسك عن التدريس، دون الإرشاد والتلقين والإفتاء. وكان شديد التركيز على ذكر الله تعالى، ولايعود الداخل عليه إلا بحظٍ من الرغبة في الآخرة والزهد عن الدنيا. وكان على غاية الحرص على اتباع السنة النبوية ونشره.
وخَلَفَ الكنكوهيُّ الإمامَ محمد قاسم النانوتويَّ – بعد ما انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1297هـ في الإشراف على جامعة «ديوبند». فكان أبرز ما يمتاز به: تذليلُ ما يستعصي على إدارة الجامعة من الشؤون في الأوقات العصيبة والظروف العاتية. كما قَبِلَ الإشرافَ على «جامعة مظاهر علوم» منذ عام 1314هـ. وله ما لايقل عن 14 كتاباً في الفقه والتصوف.
وتوفي في أعقاب أذان الجمعة يوم 8 أو 9- على اختلاف الروايتين – من جمادي الثانية عام 1323هـ/1905م عن عمر يبلغ 78 عاماً(22).
وقد رزقه الله من التلاميذ والخلفاء ما يندر وجود أمثالهم في الاستقامة على الدين، واتباع الشريعة الغراء، ونشرالعلم النافع، وإحياء السنن وإصلاح المسلمين، وانتفع بهم خلائق لا تحصى بحدٍ وعدٍ. وللاستزادة منه راجع: «تذكرة الرشيد» لصاحبه: عاشق إلهي الميروتي طبع في مجلدين.
* * *
الهوامش:
(1) سبقت ترجمة كل من السيد أحمد الشهيد، والشيخ محمد إسماعيل، ومولانا مملوك العلي، والشيخ مظفر حسين، والشيخ محمد أحسن النانوتوي.
(2) «شاملي» (Shamli): مدينة ومقرقيادة المنطقة في «أترابراديش» واسمه السابق «بربدة نغر» وفي يوليوعام 2012م تم إرجاعها إلى اسمها السابق، تقع على الطريق السريع بين عاصمة البلاد «دهلي» و«سهارن فور»، على 100كم من دهلي، و38 كم من«بانيبات»، و65 كم من «سهارن فور»، عرفت لمطحنة قديمة من السكر يسمى مصنع سكر دوب(Doab)، وبمثابة سوق للبلدة المجاورة لها. راجع: http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
(3) ومن أبرز مؤلفاته وآثاره العلمية مما يجب الإشارة إليها(1)محاضرات ألقيت في تأييد عقيدة الإسلام وتفنيد عقائد غيره بعنوان «تنوير النبراس على من أنكر تحذير الناس» (2)رسالة جزء لايتجزأ بعنوان «كلمة الله هي العليا» (3) رسالة شرح حديث «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» (4) آب حيات(ماء الحياة) (5)الأجوبة الأربعون (6)الأجوبة الكاملة في الأسئلة الخاملة (7) الدليل المحكم على قراءة الفاتحة للمؤتم (8) توثيق الكلام في الإنصات خلف الإمام (9) الأسرار القرآنية (10)انتباه المؤمنين (11) انتصار الإسلام (12) تحذير الناس (13)التحفة اللحمية (14)تصفية العقائد (15)تقريردل بذير(المحاضرة الآسرة للقلب) (16)محاضرة في إبطال الجزء الذي لايتجرأ (17) جواب تركي بتركي(الجواب المفحم) (18)حجة الإسلام (19)الحق الصريح في إثبات التراويح (20)قبله نما (الموجه للقبلة) (21) القصائد القاسمية(ديوان شعره الفارسي والأردي والعربي)(22)كفتكوئي مذهبي (مباحثات في الدين) (23) المباحثة (المناظرة حول عقائد الإسلام المعروفة بـ«مباحثه شاهجهانفور» (24) مصابيح التراويح (25)المناظرة العجيبة (26) هدية الشيعة (في الرد على عقائدهم الباطلة(27) «جمال قاسمي» (مجموعة رسائله) (28) فرائد قاسمية (مجموعة رسائله) (29) فيوض قاسمية (مجموعة رسائله) (30)أحكام الجمعة (31) قاسم العلوم(32) أين كان الله قبل خلق الكون؟(33)المكتوبات القاسمية (34)أسرارالطهارة. وكل هذه الكتب في غاية التركيز، وسمو العبارة. للاستزادة منه: راجع: نزهة الخواطر2/2587؛ و«تاريخ الإسلام في الهند» للنمرص 441، و«سوانح قاسمي» للشيخ محمد يعقوب النانوتوي ط: المطبعة المجتبائية، وقد تم تعريب الكتاب إلى اللغة العربية، نشرته أكاديمية شيخ الهند التابعة للجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند/الهند، بتقدمةٍ ضافيةٍ من الكاتب الإسلامي الشهير الشيخ نورعالم خليل الأميني، وعنوانه «الإمام محمد قاسم النانوتوي كما رأيته»؛ وراجع أيضا: «الإمام محمد قاسم النانوتوي حياته ومآثره» للأستاذ أسير الأدروي، و«ترجمة الإمام محمدقاسم النانوتوي» للشيخ الأستاذ البحاثة مناظر أحسن الكيلاني.
(4) هو المنشي (الخطاط) ممتازعلي بن الشيخ أمجد علي الميروتي، عرف بخطه الرائع، ولقب بـ «نزهت رقم» لجودة خطه وروعته. أخذ الخط عن الملك المغولي بهادر شاه ظفر. و بلغت المصاحف المكتوبة بخطة مبلغاً عظيما من الصحة والإملاء. وأخذ منه خلق لايحصى. عمل خطاطاً في مطبعة مولانا أحمد علي المحدث السهارن فوري بـ«دهلي»، واستقل بمطبعة في «ميروت» سماها «المطبعة المجتبائية»، في أعقاب ثورة عام 1857م. حيث اشتغل النانوتوي مدة من الزمان. وحجَّ المنشي ممتاز عام 1284هـ/1868م فحصل مولوي عبد الهادي على حقوق المطبعة كلها. وعاد المنشي ممتاز في العام التالي من الحج فأنشأ مطبعة في «دهلي» بدلاً من «ميروت» عام 1286هـ /1869م سماها «المطبعة المجتبائية»، و هاجر المنشي ممتاز عام 1304هـ/1886م فباع المطبعة المجتبائية مولوي عبد الأحد بخمس مئة روبية هندية. وتذكر «رسائل المرزاغالب» – الشاعر الهندي الشهير- المنشي ممتازعلي، الذي نَشَرَ – لأول مرة – كتاب المرزا غالب «عود هندي» من مطبعته «المطبعة المجتبائية».(الرضوي)
(5) جارسان دي تاسي (JOSEPH – HELIODORE GARCIN DE TASSY) (1794 – 1878م): مستشرق فرنسي. ولد في «مرسيليا». وتعلم مبادئ العربية في مطلع شبابه. ثم جاء إلى «باريس» 1817م وحضر دروس«سيلفستردي ساسي». و بتوجيه منه بدأ بالعكوف على دراسة اللغتين العربية والفارسية، ثم تخصص بعد ذلك في اللغة الهندوستانية. وقد أنشئ له كرسيّ لتدريس اللغة الهندوستانية في مدرسة اللغات الشرقية الحية عام 1828م، وشغله خمسين عاماً إلى أن توفي. واختير عضواً في أكاديمية النقوش والآداب في 1838م. ثم انصرف بكلّيته بعد ذلك إلى اللغة الهندوستانية، التي صارأكبر متخصص فيها في أوروبا. و توالت مؤلفاته في ميدان الدراسات الهندوستانية. من أهم كتبه: «مغامرات كمروب»، و«ديوان وليّ: النص وترجمة فرنسية و تعليقات»، و«مبادئ اللغة الهندوسية»، و«تاريخ اللغة والأدب الهندوي والهندوستاني» و «الإسلام وفقاً للقرآن: التعليم العقيدي و الممارسة العملية» راجع: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، على الشبكة.
(6) راجع: جارسان دي تاسي نقلاًعن مولانا محمد أحسن النانوتوي ص27.
(7) و له قصيدة ذات نفس طويل يمدح بها السلطان عبد الحميد الثاني ملك الدولة العثمانية مطلعها:
يا قاسي القلب يا من لج في عذلي إليك عني فإني عنك في شغل
وللاستزادة من حياته وآثاره راجع: نزهة الخواطر2/2954؛ ومعجم البابطين لشعراء العربية في القرن التاسع عشر والعشرين على الشبكة؛ وhttp://ar. wikipedia. org/ wiki/
(8) هوالفاضل عزيز الرحمن بن فضل الرحمن العثماني الديوبندي (1275-1347هـ/1858- 1928م): فقيه حنفي، ولد بديوبند، وقرأ العلم على عصابة العلوم الفاضلة بالجامعة العربية بها، درّس في بعض المدارس ثم تحول إلى «جامعة ديوبند»، و ولي بها التدريس والإفتاء سنة 1309هـ وناب في الإدارة، وداوم على التدريس والإفتاء إلى سنة 1345هـ، و واظب على أشغال القوم بجد واجتهاد، وصدق وإخلاص، و توجه إلى الحرمين الشريفين سنة 1305هـ. و كانت له ملكة راسخة في الإفتاء، وخبرة ٌتامة بالفقه، واستحضار لمتونه وجزئياته، يكتب الجواب عفو الساعة فيض الخاطر، ولا يحتاج إلى المراجعة أو التغيير في أكثر الأحيان، هذا مع تحرٍ للصواب، ودقةٍ في تحرير المسائل، وإلمام بالحوادث و النوازل، وذلك مــدة أربعين سنة، وكتب من الأجوبة، و أصدر من الفتاوي ما يملأ بطــون الدفاتـر. مع غاية في التواضع، وهضم النفس وستر الحال، والحرص على إيصال النفع، و كان يدور بعد صلاة العصر على البيوت ويسأل الأرامل والعجائز عن حاجاتهن، ثم يذهب إلى السوق بنفسه ويشتري لهن ما خف و ثقل ويحمله بنفسه، و يطلع على سطوح بيوت الفقراء أيام المطر، ويعالجها بنفسه بالترميم و التطيين، وقد غلبت عليه الرأفة بالناس و الشفقة على الخلق، هذا مع حلمٍ زائدٍ وصبرٍعلى المكاره، وهم الآخرة، ودوام التوجه إلى الله، وتعظيم الشرع. وله: «حاشية على ميزان البلاغة» للشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، و«مجموعة فتاوى» في مجلدات كبار، و «منحة الجليل ببيان ما في معالم التنزيل للبغوي» – طبع على هامش المصحف 1316هـ راجع: نزهة الخواطر 2/3168؛ وhttp://ar. wikipedia. org/ wiki/
(9) سيمرّ بك ترجمته .
(10) سيمرّ بك ترجمته .
(11) سيمرّ بك ترجمته .
(12) سيمرّ بك ترجمته .
(13) وتنصُّ التقارير الدورية الصادرة عن الجامعة عام 1285هـ على ما يلي: «حضر هذا العاجزُ مدرسةَ ديوبند اليوم 3/من رجب عام 1285هـ، واطلع على أوضاعها وأساتذها وطلابها، وتبين أن عدد طلاب المرحلة العربية يبلغ 58طالباً، عدا طلبة المرحلة الفارسية و القرآن الكريم. واختبارُ طلبة بعض الصفوف يبعث على الإعجابِ والتقديرللمساعي الجميلة التي تبذلها المدرسة: مسؤولين و أساتذة وطلاباً، ويدفع إلى الجزم – إذا ما استمرت هذه الجهود المباركة – بأن هؤلاء الطلبة لا يمرُّ – على تحصيلهم الدراسي فيها – مدةٌ إلا يتخرجون منها يعلمون الناس الدين وعلومه. فقط. كتبه: العبد الراجي رحمة ربه: رشيد أحمد الكنكوهي.
(14) «كنكوه» (Gangoh): من أعمال «سهارن فور» القديمة. نُسِبت إلى الملك «كنك» في الهند القديمة ، تبعد عن سهارن فور33 ميلاً. و إليه ينسب الشيخ عبد القدوس الكنكوهي (ت 945هـ/1538م) – أحد المشايخ الجشتية – مما أكسبها صيتاً خلد ذكرها.
(15) هوالشاه عبد الله غلام علي بن شاه عبد اللطيف الدهلوي (1156- 1239هـ/1743-1824م): سيخ صالح بارزفي دهلي خلال أوائل القرن التاسع عشرولد في «بنجاب» الهند، رأت أمه في المنام النبي ﷺ يأمرها بتسميته«عبدالله» و هو اسمه الحقيقي المعروف. ألَّف العديد من الكتب والأكثر شهرةً: «مقامات مظهري» باللغة الفارسية.- وهو سيرة كاملة للميرزا الشهيد «مظهر جان جانان» – .وله رسالة في «طريقة نقشبند»، و«رسالة طريقة بيعت و أذكار» و غيرهما. راجع: آثار الصناديد لسر سيد أحمد خان ص 461 الناشر: سنترل بازار دهلي؛ و http://ar. wikipedia. org/ wiki/
(16) كرنال: (بالإنجليزية:Karnal)، هو تقسيم إداري لدولة الهند يتبع ولاية «هاريانا» (بالإنجليزية: Haryana)، مركزها هو مدينة «كارنال»، عدد سكانها حسب تعداد سنة 2001 م هو 1،274،843، مساحتها 2،471 كم http://ar. wikipedia. org/ wiki/
(17) المفتي صدر الدين آزرده (1204-1285هـ = 1789- 1868م): أصله من «كشمير» ولد في مدينة «دهلي»، استفاد العلم من كل من الشاه عبد العزيز، و الشاه عبد القادر، والشاه محمد إسحاق رحمهم الله تعالى. نصبته حكومة الشركة الهندية الشرقية البريطانية في «دهلى» صدر الصدور، والمفتي. كان يعلم الراغبين في بيته. صادرت الحكومة الاستعمارية أمواله، ومكتبته التي تحوي كتباً تبلغ قيمتها ثلاث مئة ألف روبية هندية بحكم توقيعه على فتوى الجهاد ضد الحكم الغاشم في البلاد، ثم أفرج عنه بعد اعتقالٍ دام أشهراً، وعادت له بعض أمواله. له شعرفي اللغات الفارسية، وكان يلقب في شعره «آزرده». وبَعَثَ مدرسة دهلي القديمة «دارالبقاء» من جديدٍ، ونفخ فيها من روحه، وتكفل نفقاتها. توفي يوم الخميس في 24/من ربيع الأول 1285هـ. (الرضوي) راجع أيضاً: نزهة الخواطر2/2382.
(18) وبقي بيت قطب العالم الشيخ عبد القدوس الكنكوهي (ت945هـ/1538م) هذا خرابا يباباً، لايعمره إلا حمرالقصارين. فقام الشيخ الكنكوهي بإخراج ما فيه من الأنجاس، وتنظيفه، وتطهيره من الزبالة، واستبدال ترابه النجس بتراب طاهر ألقاه فيه، وتطيين جدرانه، فعاد المكان الذي كان مقراً لشيخ من مشايخ الزمن منذ القرن العاشر الهجري – عامراً زاهراً.(الرضوي)
(19) هوالشيخ الأجل عبد القدوس بن إسماعيل بن صفي بن نصير الحنفي الكنكوهي(ت 945هـ/1538م): أحد المشايخ المشهورين في بلاد الهند، مولده ونشأته في «ردولي»، وقرأ بعض الكتب في النحو والصرف على ملا فتح الله المشهور بجكنه – بضم الجيم المعقودة – فاشتغل بالبحث والمطالعة في موضوع التزكية والإحسان حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب العلم والمعرفة. وكان صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية والأذواق الصحيحة ، شديد الحرص على اتباع السنة والتزام العزائم، وكان متخلقاً بدوام الذل و الافتقار، و التبتل إلى الله سبحانه والتوكل عليه، وشديد التعبد، كثير البكاء، دائم الذكر للموت والخواتم. وله مصنفات عديدة، منها «تعليقات على شرح الصحائف في الكلام»، و«شرح بسيط على عوارف المعارف»، و«حاشية على التعرف»، و «أنوار العيون وأسرار المكنون».. راجع: نزهة الخواطر5/814-815.
(20) محمد يحى بن محمد إسماعيل الكاندهلوي(1282-1334هـ/ 1865-1915م): من مشاهير علماء الهند، كان شديد الحرص على قراءة القرآن الكريم، يقرأ القرآن كل يوم وهو صبي – بتشجيع من والده – ينتهي منه إلى الظهر، قال عنه شيخه الكنكوهي: محمد يحيى هو قصب بلدي، و أنا أعتمد عليه. له تعليقات على عدة كتب، وكان محدثاً أديباً في اللغة العربية، يكسب عيشه عن طريق بيع الكتب، ولم يتخذ على التعليم أجراً، يبكي ليله، وولده شيخ الحديث محمد زكريا أشهر من أن يذكر. . راجع: موقع:Sunni forum .
(21) هو شيخ الحديث محمد زكريا الكاندهلوي(1315-1402هــ/ 1897-1982م): ريحانة الهند، وبركة العصر، أحد كبار المحدثين في العالم الإسلامي، من مواليد «كاندهله»، امتاز بيته بالعراقة في العلم والدين واشتهر أسلافه بعلو الهمة وشدة المجاهدة والتمسك بالدين والصلابة فيه، والحرص على حفظ القرآن الكريم، وطلب العلوم الدينية. أخذ العلم عن كبار ومشاهير عصره، من أبرزهم الشيخ الكنكوهي. وقام بجولات دعوية وعلمية، وطاف أنحاء العالم الإسلامي، وتتلمذ عليه كثيرون، عمل مدرساً في «جامعة مظاهر علوم»، وألف في أكثر الفنون وشتى العلوم، تميزت كتاباته بالدقة والضبط التام، وعمق البحث، والاعتدال والثروة العلمية الهائلة. ويبلغ عدد كتبه (140) مؤلفاً منها المطبوع ومنها المخطوط. ومنها: «فضائل أعمال» ذلك الكتاب الشيهر الذائع في الآفاق. و له دوركبير و أثر بارز وجهود ونشاطات في جماعة الدعوة والتبليغ ومناقبه وأعماله أكثر من أن يذكر. راجع: موقع «منتدى الأصلين» على الشبكة.
(22) للاستزادة منه راجع:http://ar. wikipedia. org/ wiki/
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، جمادى الاولى 1434 هـ = مارس ، أبريل 2013م ، العدد : 5 ، السنة : 37
(*) الأستاذ بالجامعة Email: almubarakpuri@gmail.com