دراسات إسلامية

بقلم:     الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله

(المتوفى 1399هـ / 1979م)

ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)

          وأما الطريق الآخر الذي تلقي وأخذ به علماء ديوبند العلمَ والمعرفة، فتَصِل عُراه – بواسطة الشيخ مملوك علي النانوتوي، والشيخ رشيد الدين – إلى الشاه عبد العزيز الدهلوي رحمه الله، و تفصيله كالتالي.

الشيخ مملوك العلي :

(1201 1267هـ/17871851م)

      هو مملوك العلي بن أحمد علي بن غلام شرف بن عبد الله الصديقي النانوتوي: أحد الأساتذة المشهورين في عصره، بذَّ أقرانه، وظهر نبوغه في العلوم المتعارفة، وتفنن في الفقه الإسلامي، فقد كان يقرأ معظم كتبها كما يقرأ الصبي فاتحة الكتاب مع مهارةٍ تامةٍ في المنطق والحكمة، و يستحضر الكتب الدرسية استحضاراً عظيماً لوخلا الدنيا من هذه الكتب لكان من الميسور إعادة نسخها مما وَعَتْه ذاكرتُه، وبجانب هذا النبوغ والمهارة كان على خلقٍ عظيمٍ وحظٍ كبيرٍ من الحلم والأناة ما يعجز عن وصفه القلم.

       كان من أجلة تلامذة الشيخ رشيد الدين، وقد اتسعت حلقة إفادته وتلقينه، فأخذ عنه خلقٌ لا يُحْصَىٰ بحدٍ. و يقول الشيخ عاشق إلهي الميرتي: «الشيخ مملوك العلي – الذي تلقى معظم الكتب الدراسية على الشيخ رشيد الدين، من أجَلِّ تلامذة الشاه عبد العزيز – رحمه الله – أخذ عنه الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، والإمام محمد قاسم النانوتوي، والشيخ محمد يعقوب النانوتوي، والشيخ محمد مظهر – رئيس هيئة التدريس بجامعة مظاهرعلوم بـ«سهارن فور» – ممن برزوا في سماء العلم و المعرفة نجوماً متلالئةً، وعرفهم الحل والحرم؛ فكل من هؤلاء استقوا من هذا المنهل العذب الفرات، و أبردوا غلتهم إلى العلوم الدينية والفنون الأدبية من هذا البحر الزخار، وتلقوا علاجهم النافع و شفاءهم على يده بعد أن ضاقت عليهم السبل.(1)

       ويقول الشيخ كريم الدين الباني بتي (1237– 1296هـ /1822– 1879م): «المدرسة الجديدة العربية يعود الفضل في تشييدها وبنائها إليه، وهو يتقن اللغات الثلاث: الفارسية والأردية والعربية، وله القدح المعلي في كافة العلوم والفنون التي تحويها هذه اللغات الثلاث. فلا يقع على ناظريه كتاب مترجم من اللغة الإنجلزية إلا تجده سرعان ما يتعلق بذهنه الوقاد جوهرُه ولبه، كأنه عرف الفن منذ أول يومه(2). ولم يقصر يوماً من الأيام فيما أسند إليه من الأمور ما استطاع إليه، وانتفعت به المدرسة انتفاعاً لم تنتفعه من أحد من الأساتذة عبر تاريخها(3).

       وكان فضيلته يمثل مرجعيةً علميةً، ينسل إليه طلبة العلم من كل حدبٍ، ليستقوا من منهله العذب الصافي، بالإضافة إلى الجموع الحاشدة على باب بيته خارج الدوام الرسمي من الكلية. يقول الشيخ كريم الدين الباني بتي: «كان بيته محط الرجال و العلماء، ومدرسته مشهد أهل العلم والفضل، استفاد منه مئات الطلاب لينتشروا في أكناف الهند، كما يقوم طلابه هؤلاء بتدريس الراغبين كتباً علمية في بيوتهم بالإضافة إلى دروس المدرسة حتى ينتصف الليل. ويختلف إليه مئات الطلبة من المناطق المحيطة به ليتلقوا العلم منه. ولا يكاد يضيق ذرعاً من تعليم وتدريس طالب منهم بحكم دماثة خلقه، وكريم سجاياه»(4).

       ويروي كتاب «تذكرة الرشيد» عن الشيخ الكنكوهي قوله: «كنا في «دهلي» نتلقى العلم من بعض الأساتذة ، دون أن نرتاح إليه، فربما تتضاءل كمية الدرس وربما لايستطيع الشيخ كشفَ الشبهات التي تختلج في صدورنا، فكنا في ضيقٍ شديدٍ من ذلك، إذ  قدر الله تعالى لنا التعلم عن الشيخ مملوك العلي، فزالت الشبهات وانقشعت، وسرعان ما أنهينا الكتاب، وكأن الشيخ قد سقانا العلم سقياً. نعم، إن الشيوخ النابغين يومذاك في «دهلي» كثيرون جداً، وأما من كان يستوعب المادة الدراسية، ويسيطر على ناصيتها، وبوسعه أن يلقن الطالب ما يلقيه من الدروس بصورة أو أخرى، ويرسخ موضوع الدرس في ذهن الطالب فلم يكن بهذا الشأن إلا شيخنا هذا، وشيخ آخر وهو المفتي صدرالدين، رحمهما الله».

       وقال الشيخ محمد يعقوب النانوي – وهو يصف ما كان يتمتع به الشيخ مملوك العلي من الفراسة والذكاء العلمي– : «وكان من الصعوبة بمكان أن يتقدم الطالب في درس الكتاب دون أن يستوعب الدرس الذي هو فيه، فقد كان الشيخ يتفطن لمدى استيعاب الطالب لدرسه وفهمه له بمجرد استماعه للأسلوب الذي يتّبِعه الطالب في قراءة نصوص الكتاب عليه»(5).

       ويفوق من تخرج على أستاذ الأساتذة الشيخ مملوك العلي العدَّ والحصر، فهم عباقرة وكبار أهل العلم والمعرفة، ومن أبرزهم: الإمام مولانا محمد قاسم النانوتوي، والشيخ المحدث رشيد أحمد الكنكوهي، و الشيخ محمد يعقوب الناتوي، والشيخ محمد مظهر النانوتوي (1237– 1302هـ/1821– 1885م)، والشيخ أحمد علي السهارن فوري(6) والشيخ محمد التهانوي(7) والشيخ ذوالفقار علي  الديوبندي (1237– نحو 1322هـ =1821– 1904م)(8) والشيخ فضل الرحمن الديوبندي (…–1325هـ =… – 1907)(9) والشيخ محمد منير الديوبندي(1246– نحو 1321هـ= 1831–1904م )(10) والشيخ جمال الدين مدار المهام بـ«بهوبال»(11) والشيخ كريم الدين الباني بتي – صاحب كتاب تذكرة طبقات الشعراء–، وشمس العلماء الدكتورضياء الدين إيل إيل دي(12)، والشيخ عالم علي المراد آبادي(13) والشيخ سميع الله الدهلوي(14)، والشيخ عبد الرحمن الباني بتي(15).

       وجاء في ترجمة الشيخ محمد أحسن النانوتوي: قام الشيخ مملوك العلي بنقل المقالات الأربع الأُوَل والمقالتين الحادية عشرة و الثانية عشرة من «تحرير أقليدس» إلى اللغة الأردية. كما يُذكر أنه قام بترجمة سنن الترمذي، والتاريخ اليميني(16).

       كان الشيخ يشغل منصب تدريس العلوم العربية في «كلية دهلي»، وبها توفي ودفن بمقبرة الشاه ولي الله الدهلوي بـ«مهديان» قبالة المسجد، ولم تَعُدْ معالمُ قبره قائمة(17).

الشيخ رشيد الدين خان:

(1183 1249هـ/ 1769 1833م)

       من أجلة أصحاب الشاه رفيع الدين، فريد عصره في المعقول والمنقول وخاصةً في علم الكلام، قام الشاه رفيع الدين على تربيته وتعليمه كما يقوم الرجل على ابنه، ولا يهمه إلا رقيّه وتقدّمه، و خلف الشيخَ رفيع الدين الشاهُ عبد العزيز والشاه عبد القادر في تعليمه وتربيته وإصلاحه.

       ولقد كان الشيخ رشيد الدين – على براعته وعلو كعبه في عامة العلوم – يمتلك في علم الهيئة ناصيته والهندسة، وقلَّ من يدانيه في هذه العلوم من علماء عصره آنذاك، كما كان يتصف بالنبوغ و الكمال في علم المناظرة، وله مذاق أدبي عربي، فاقد المثيل. 

       بالإضافة إلى علمه وفضله وكماله في العلوم كان الشيخ رشيد الدين يُعتَرف بالزهد والتقوى، يعيش حياة الكفاف والقناعة. وعُرِضَ عليه ذات مرةٍ منصبُ القضاء فأبى أن يدخل فيه، وتعين رئيساً لهيئة التدريس في «مدرسة غازي الدين» حين تحولت إلى «كلية دهلي» عام 1825هـ براتب شهري قدره مئة روبية. وجُبِلَ على السماحة والجود، فلايرد سائلاً يطرق بابه، ويعينه على نوائب الدهر ما وسعه ذلك. وتوفي عن عمر يناهز 70عاماً(18).

الشاه رفيع الدين:

(1163 1233 هـ/ 1749ــ 1817م)

       هو أصغر إخوة الشاه عبد العزيز الدهلوي رحمه الله – وأحد أبرز العلماء في عائلة الشاه ولي الله الدهلوي. خلَّفه الشاه عبدُ العزيز في مكانه التدريسي حين عجز عن الاستمرار في تدريس الطلاب حيث فقد بصره في أخر حياته، وتزاحمت عليه الأمراض. وقد كان يرد عليه  العلماء وطلبة العلم الشرعي من أقصى الأرض وأدناها يستقون من منهله الفياض. وكان الشاه رفيع الدين يحتل منزلةً عاليةً ويداً طولى في كل فن. وقد عُرِفَ عنه أنه لم يُقبل على علم من العلوم إلا بدا كأنه بعيد العهد به، ولا يجيد إلا ذلك الفن والعلم. وكان الشاه عبد العزيز يقول في خصوص الرياضيات: «إن  المولوي رفيع الدين قد تقدم في علم الرياضيات تقدماً ربما يقصر عنه موجده ومخترعه»(19).

       ويقول: «لم يكن من يداني المولوي رفيع الدين في الهندولا خارجها»(20).

       واشتهر من مؤلفاته: «ترجمة القرآن الكريم باللغة الأردية» و «مقدمة العلم» و«كتاب تكميل الأذهان»، و«أسرار المحبة»، و«قيامت نامہ» – رسالة في القيامة –. وغيرها. توفي عام 1817م وثُوِّيَ جثمانُه في مقبرة أسرته.

       ويقول الراحل سرسيد(21): «إن عامة الفضلاء المشهورين في الديار الهندية قد اكتسبوا و استفاضوا من هذا العالم الموهوب من الله تعالى، وكان له اختصاص بكل العلوم ما يجعله يدرس الفنون المتباينة والعلوم المختلفة في طبيعها ومزاجها في زمنٍ واحدٍ. فيشعر حضور مجلسه حين ينتقل من تدريس علم إلى تدريس علم آخر يشعر بأنه قد قطع عليه جلباب الكمال والنبوغ في ذلك العلم دون غيره من العلوم، وأنه يملك ناصيته، وحيزت له العلوم بحذافيرها.

       وبجانب هذا النبوغ  كان يتبوأ مكانةً عاليةً من كمال الباطن، لو كان جنيد البغدادي(22) و الحسن البصري(23) أحياء لما وسعهم إلا أن يعدوا أنفسهم من الطلاب القاصرين في هذا السبيل(24).

*  *  *

الهوامش:

(1)        آثار الصناديد 4/70.

(2)        وذكر في «الأرواح الثلاثة»: هاجر الشيخ مملوك العلي إلى «دهلي» لتلقي العلم، فما جلس إلى أستاذ للدراسة إلا أعرض عنه  لضعف صلته بالعلم الذي يبدأه عليه الأستاذ. مما بعث في نفسه الملل والكآبة، فتوجه وهو على هذه الحال –  ذات يوم إلى الشاه عبدالعزيز رحمه الله، وقال له: هجرت بيتي رغبةً في العلم وتلقيه، فإذا أنا في وضع يرثى له، حيث لا أبدأ درساً علي أستاذٍ من الأساتذه إلا ويأبي أن يعود إلى تدريسي بعد ما أتلقى منه درساً أو درسين. فقال له الشاه عبد العزيز الدهلوي: إذاً راجعني غداً، فدخل عليه من غده، فلقنه الشاه عبد العزيزدرساً من كتاب «هداية النحو – مختصر في علم النحو– وقال له: انطلق إلى أستاذٍ من الأساتذه واقرأ عليه، فإنه لن يأبي تدريسك … فما كان من الشيخ إلا أن استوعب الدروس، وتقدم تقدماً باهراً جعل كبار العلماء يتلقون عليه و يأخذون منه. (راجع: «الأرواح الثلاثة» نقلاً عن روايات الطيب، رقم القصة 158).

(3)        راجع: تذكرة الشعراء للمولوي كريم الدين الباني بتي ص 463.

(4)        راجع: فرائد الدهر للشيخ كريم الدين ص402 نقلاً عن مولانا محمد أحسن النانوتوي ص 181.

(5)        سوانح قاسمي – ترجمة الإمام محمد قاسم النانوتوي – ص 7، ط: مجتبائي، دهلي، عام 1311هـ /1894م.

(6)        هو الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري(1225– 1297هـ =1810–1880م ): أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة «سهارن فور»، بولاية أترابراديش، وقرأ شيئاً نزراً على أساتذة بلدته ثم سافر إلى «دهلي» و أخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، والشيخ وجيه الدين السهارنبوري، وحج وزار، وقرأ الأمهات الست على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكي – سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله –  وأخذ عنه الإجازة وجاور المدينة المنورة ثم رجع إلى الهند وتصدر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة. وكان عالماً صدوقاً أميناً ذا عنايةٍ تامةٍ بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الستة و تصحيحها لاسيما صحيح الإمام البخاري الذي خدمه عشر سنين فصححه وعمل عليه حاشيةً مبسوطة توفي بمدينة «سهارن فور» فدفن بها.للاستزادة منه راجع:  نزهة الخواطر7/907.

(7)        هوالشيخ محمد بن الشيخ حمد الله التهانوي:(1230–1296هـ =1814– 1878م ): ولد في «نانوته»، وتلقى الدراسة الابتدائية و حفظ القرآن الكريم في «تهانه بهون»، ثم توجه إلى «دهلي» وتلقى الفقه والتفسير والحديث وغيرها من العلوم الدينية على الشاه محمد إسحاق الدهلوي، وكان اسمه التاريخي«ظهورأحسن». وله: «إرشاد محمد» و«بياض محمدي» و«أنوار محمدي». راجع: ترجمة مولانا محمد أحسن النانوتوي ص 53 بالهامش، نقلاً عن كتاب للمترجم له اسمه «تحقيق وحدة الوجود والشهود» ط: باكستان عام 1963م.

(8)        سيمر بك ترجمته بإذن الله.

(9)        سيمر بك ترجمته بإذن الله .

(10)      سيمر بك ترجمته بإذن الله .

(11)      هو المنشي جمال الدين بن الشيخ وحيد الدين (1216–1299هـ =1801–1881م) من مواليد بلدة «كوتانه» من ضواحي «شاه جهان فور» استوطن أجداده بلدة «بوريه» بمديرية «سهارن فور»، تلقى العلم على الشيخ مملوك العلي، والشاه رفيع الدين والشاه إسحاق. و توظف في «بهوبال» عام 1263هـ =1846م . قام بنشر وطبع آثارالشاه ولي الله الدهلوي. وله: «الكوكب الدري» وهو قاموس ألفاظ القرآن الكريم. للاستزادة من أخباره راجع: ترجمة مولانا محمد أحسن النانوتوي لصاحبه محمد أيوب القادري ص69 بالهامش، ط: كراتشي عام 1966م.

(12)      هو شمس العلماء الشيخ ضياء الدين بن الشيخ محمد إيل إيل دي (….– 1326هـ /….– 1908م ): كان أبوه محمد من مواليد «دهلي»، تلقى الدراسة على الشيخ مملوك العلي والمفتي صدر الدين آزرده، قام بالتدريس في كلية «نارمل» وكلية «دهلي». راجع: ترجمة مولانا محمد أحسن ص183.

(13)      هو الشيخ المحدث عالم علي بن كفاية علي بن فتح علي الحسيني النكينوي ثم المراد آبادي(…–1295هـ/….– 1878م): أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بـ«نكينه»، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري، والشيخ غفران بن تائب الفقيه الأفغاني ثم سار إلى «دهلي» وأخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وتطبب على الحكيم نصر الله، وقرأ الحديث على الشيخ إسحاق بن أفضل العمري وأسند عنه ثم أقبل على الطب والحديث إقبالاً كلياً، وسكن بمراد آباد فأخذ عنه خلقٌ كثير من العلماء. له شرح بسيط على «ضابطة التهذيب» ورسالة في تنقيح مخرج الضاد، ورسالة في فضل الصيام، ورسالة في فضائل النبي ﷺ. وله: «الحجة البالغة والوثيقة الباهرة»،. راجع: نزهة الخواطر7/996.

(14)      هو الشيخ الفاضل سميع الله بن عزيز الله الحنفي الدهلوي (….– 1326هـ= …. – 1908م): أحد مشاهير العصر، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على مولانا مملوك على النانوتوي، والمفتي صدر الدين الدهلوي وعلى غيرهما من الأفاضل، وتصدر للتدريس فدرس وأفاد زماناً ثم ولي القضاء سنة1275هـ ونقل إلى عليكره سنة 1278هـ وعزل عن تلك الخدمة سنة1279هـ  فاشتغل بالمحاماة في المحكمة العالية بـ«آكره»، وفي عام 1296هـ نصب صدر الصدور بـ«عليكره» وسافر إلى مصر بصحبة اللورد نارته بروك بالسفارة سنة 1302هـ ، وترقي في المناصب الحكومية، وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة وكان فاضلاً جيداً صحيح العقيدة ملازماً للصلوات الخمس محباً للعلم والعلماء درس وأفاد مدة من الزمان، وكان يوظف الطلبة ويقرئهم في علوم عديدة. توفي في دهلي. راجع: نزهة الخواطر8/1239.

(15)      هو الشيخ العالم الفقيه المجود عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي المشهور بالقارىء (….– 1314هـ …=1896م): كان أفضل عصره في الفقه وأعرفهم بطرقه، أخذ عن والده وغيره من علماء عصره، وقرأ سائر الكتب الدرسية من المعقول والمنقول على مولانا مملوك العلي النانوتوي ثم لازم دروس الشيخ المحدث أبي سليمان إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، وخصه الشيخ بأنظار العناية و القبول حتى صار صاحب سره وتأهل للإفتاء والتدريس عكف على الدرس والإفادة و انتهت إليه رئاسة المذهب الحنفي، وكان ورعاً تقياً قانعاً فصيحاً مستحضر الفروع للمذهب مع الخبرة التامة بالفقه والأصول صارفاً جميع أوقاته في خدمة القرآن والحديث، عم نفعه لأهل العلم، ما من عالم من علماء الحنفية في عصره إلا أخذ عنه. درس وأفاد في مدرسة نواب ذو الفقار رئيس «بانده». . راجع: نزهة الخواطر8/1273، وترجمة مولانا محمد أحسن النانوتوي ص 185.

(16)      ترجمة الشيخ محمد أحسن ص 187،188.

(17)      وللاستزادة من أخبار الشيخ مملوك العلي راجع: نزهة الخواطر7/1117، وترجمة الشيخ محمد أحسن النانوتوي.

(18)      راجع: آثار الصناديد 4/51. وللاستزادة من أخبار راجع: نزهة الخواطر لللكنوي 7/979.

(19)      ملفوظات الشاه عبد العزيز الدهلوي ص 40، وكمالات العزيزي ص 56.

(20)      ملفوظات الشاه عبد العزيز الدهلوي ص 62، وكمالات العزيزي ص 88.

(21)      هو السيد أحمد خان (1232– 1306هـ /1817م1889م): من أكبر رجال الإصلاح في القرن التاسع عشر الميلادي، مؤسس جامعة عليكرة بالهند. نشأ في أسرة كان لها اتصال وثيق بالملوك المغول الذين حكموا شبه القارة الهندية قبل الاحتلال البريطاني. ألّف العديد من الكتب، ردّ فيها على بعض المغرضين من المستشرقين، ودعى فيها إلى تجديد الفكر الإسلامي، وله آراء تفرد بها. و تثير بعض أفكاره الحرة واجتهاداته الجدلَ إلي اليوم بين مؤيّد ومكفّر. توفي  في 25/رجب سنة 1306 هـ الموافق 27/مارس سنة 1889م ودُفن في ساحة مسجد جامعة عليكرة التي أسسها.راجع:  http://ar.wikipedia.org/wiki

(22)      الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز، أبو القاسم (000–297 هـ = 000 –910م): صوفي، من العلماء بالدين. مولده ومنشأه ووفاته ببغداد. يعرف بالقواريري نسبة لعمل القوارير. وقال ابن الأثير في وصفه: إمام الدنيا في زمانه.. وعده العلماء شيخ مذهب التصوف، لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، ولكونه مصوناً من العقائد الذميمة، محمي الأساس من شبه الغلاة، سالماً من كل ما يوجب اعتراض الشرع. له (رسائل – ط) منها ما كتبه إلى بعض إخوانه. و(دواء الأرواح – خ) راجع: الأعلام للزركلي2/141.

(23)      الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد (21 – 110 هـ = 642 –728 م): تابعي، إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه،. و أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، ولد بالمدينة، وشبَّ في كنف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واستكتبه الربيع، وعظمت هيبته في القلوب، فكان يدخل على الولاة   فيأمرهم وينهاهم، لا يخاف في الحق لومة. تتصبب الحكمة من فيه. وله مع الحجاج بن يوسف مواقف، وقد سلم من أذاه. وله كلمات سائرة وكتاب في (فضائل مكة – خ ) بالأزهرية. توفي بالبصرة. راجع: الأعلام 2/226.

(24)      آثار الصناديد.

*  *  *


(*)      المدرس بالجامعة   Email: almubarakpuri@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ذوالحجة 1433 هـ = أكتوبر – نوفمبر 2012م ، العدد : 12 ، السنة : 36

Related Posts