دراسات إسلامية
بقلم : الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي (*)
في عام 1910م زار الأستاذ وديع البستاني(2) مترجم رباعيات الخيام عن الانجليزية – المستشرق مرجليوث في بيته بانجلترا وطلب منه رسمه «صورته» ومقالة بأسلوبه العربي، فكان له ما أراد. ونشر الأستاذ البستاني مقال مرجليوث (مذهب المستشرقين) بمجلة الزهور عام 1911م .
نص مقالة مرجليوث:
(ذكر صاحب الفخري في أخبار أمير المؤمنين عبد الملك أن مذهب المستعربين اخترع في عصره وهو يريد بهم رجالاً من الأجانب اتخذوا اللغة العربية لغةً وتزيوا بآداب العرب. وقياساً علي تلك الكلمة وضع في أيامنا اسم المستشرقين تسميةً لمن ينتمي إلى علوم الشرق من أهل الغرب لا كالذين يشير إليهم المتنبي بقوله:
وقد يتـزيا بالهوى غير أهلـه
ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
فان فيهم أناساً لا يطعن في أهليتهم ، وإنما تركوا جادة طريقة أصحابهم لأسباب نريد أن نبينها لمن ذهبت عنه أو خفيت عليه .فأول داعية دعت قوماً من علماء الإفرنج إلى اكتساب العلوم الشرقية هي الديانة؛ فإن التوراة أساس أسس عليه الدين المسيحي ولغتها الأصلية عبرانية تختص باليهود الذين مع حفظهم لكتابهم المقدس وتعبدهم بفروضه لم يهتدوا إلى تبويب وتدوين قواعدها وقوانينها إلا بعد توطئة نوابغ نحويى الإسلام للطريق. وبعد ما ألف «سيبوية» كتابه وجمع «أبوعبيد» غريبةً ورتب «الراغب» مفرداته، حملت بعض أساتذة اليهود الغيرة على الاقتداء بهم. وقد سهل ذلك عليهم ما بين اللغتين من التقارب والتشابه فلما استهل عند الإفرنج قمر المعارف سار لاهوتيوهم يأخذون من علماء اليهود تفسير التوراة.. وبتفقيه الآثار تدرجوا إلى الموارد العربية فأصبح كل من يرغب في الوقوف علي حقائق معاني التوراة طالباً للعربية لا يستغني عن طرف منها.فالسبب الأصلي في تأسيس أستاذيات اللغة العربية عند الإفرنج هو ديني صرف أضيف إليه ما كان اشتهر من حذق أطباء العرب وحكمائهم ومنجميهم وأنه لم يزل عندهم متون أئمة اليونان القدماء وشروحها وكان طلبة الطب عندنا قبل 250 سنة يضطرون إلى حضور دروس مدرس العربية. ثم عندما بلغت حرية الأفكار ما بلغت وأنتجت علوم جديدة تنقّر عن الإنسان من حيث هو إنسان وتبحث عن مصادر السياسات والأديان وتاريخ الممالك والبلدان واختلاف الأنواع باختلاف الزمان والمكان لم يخفف على المتبحرين في هذه العلوم اتساع الممالك الإسلامية وعظم ما تشمل عليه من المواد اللازمة لأشغالهم من آثار متواترة وعوائد غير مخل بها ومذاهب متشعبة وطرائق متفاوتة فازدادوا رغبةً في الحصول على الآلات التي تمكنهم من الاكتشاف عن خفايا التاريخ وهؤلاء لابد لهم من الاستشراق.)
وقبل الخوض في مضمون المقالة يجب الإشارة إلى أن المقالة تظهر لنا مدي بلاغة مرجليوث وسلاسة عبارته العربية، وإن أخذنا عليه ركاكة عبارته الأخيرة، «… التي تمكنهم من الاكتشاف عن خفايا التاريخ» وكان الأصوب أن يقول «…التي تمكنهم من الكشف عن خفايا التاريخ».
وإذا نظرنا إلى محتوي المقالة نجد أن مرجليوث يدعي فيها أن الباعث علي الاستشراق ديني أو خدمة التوراة والإنجيل والإفادة مما جاءت به الكتب العربية والإسلامية؛ ولكن هناك رأي مناهض قوامه أن الاستشراق هدفه تشويه الإسلام والطعن فيه حتى لا تعتنقه أوروبا وثمة حجج قوية تسند هذا الرأي، ولا ننكر أن الاستشراق له أسباب كثيرة وأهداف عديدة، سنأتي علي ذكرها في هذا المقال نقضاً لمقالة مرجليوث.
* أسباب الخصومة الغربية مع الشرق:
الحقيقة أن جَهْلُ الغرب بحقيقة الإسلام وبسيرة النبي صلي الله عليه وسلم في مقدمة ما يدعو إلى هذه الخصومة. والجهل- لا ريب- من أعقد أسباب الجمود والتعصب وأشدها استعصاءً. ولقد تراكم هذا الجهل علي مر القرون ، وقامت له في نفوس الأجيال تماثيل وأوثان يحتاج تحطيمها إلى قوة روحية كبرى كقوة الإسلام أول ظهوره. ومما زاد هذه الخصومة عدم ملاءمة المسيحية ديناً لأبنائها ممن يدَّعون أنهم مسيحيون.فالمسيحية تدعو إلي الزهد في الحياة واعتزال العالم،وإلى الكبير من العفو والمغفرة ومن المعاني النفسية السامية، مما لايلائم طبيعة الغرب الذي عاش ألوف السنين علي طريق تعدد الآلهة، والذي يدعوه مركزه الجغرافي إلي حياة الكفاح لمغالبة ظروف الطبيعة القاسية، فإذا قضت ظروفه التاريخية أن يدين بالمسيحية فلا مفر له من أن يسبغ عليها ثوب القسوة، وأن يخرجها بذلك عن طبيعتها السمحة الجميلة، وأن يفسد فيها هذا التناسق الروحي الذي يجعل منها حلقة في سلسلة الوحدة التي أتمها الإسلام. هذا هو سبب تعصب الغرب في موقفه من الإسلام موقفاً تجافت الحبشة المسيحية عنه حين احتمى المسلمون بها أول ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلي دين الله.
* تاريخ الاستشراق
لا يعرف بالضبط من هو أول غربيّ عُنِيَ بالدراسات الشرقية ولا في أي وقت كان ذلك؟ ولكن من المؤكد أن بعض الرهبان الغربيين قصدوا «الأندلس» في إبان عظمتها ومجدها، وتثقفوا في مدارسها وجامعاتها، وترجموا معاني القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتلمذوا لعلماء المسلمين في مختلف العلوم، ولا سيما الفلسفة والطب و والرياضيات. ومن أوائل هؤلاء الرهبان الراهب الفرنسي «جربرت» الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه في معاهد الأندلس، وعودته إلي بلاده. و«بطرس المحترم» (1092م-1156م) و«جيراردي كريمون» ( 1114م -1187م) الذي أدخل حساب الأرقام إلي أوروبا عن طريق الأندلس. بعد أن عاد هؤلاء الرهبان إلي بلادهم ونشروا ثقافة العرب ومؤلفات أشهر علمائهم، أسست المعاهد للدراسات العربية أمثال – مدرسة «بارودي» العربية. وأخذت الأديرة والمدارس الغربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية، وهي لغة العلم في جميع بلاد أوروبا يومئذ، واستمرت الجامعات الغربية تعتمد علي كتب العرب، وتراها المراجع الأصلية للدراسة قرابة ستة قرون، ولم ينقطع منذ ذلك الحين وجود أفراد درسوا الإسلام واللغة العربية، وترجموا معاني القرآن الكريم، وبعض الكتب العربية العلمية والأدبية، حتى جاء القرن الثامن عشر – وهو العصر الذي بدأ فيه الغرب في استغلال العالم الإسلامي، والاستيلاء علي أراضيه-، فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق، ويصدرون مجلات متخصصةً، ويُغيرون علي المخطوطات العربية في البلاد العربية والإسلامية، فيشترونها من أصحابها أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في غاية الفوضى والإهمال، وإذا بأعداد هائلة من نوادر المخطوطات العربية تنتقل إلى مكتبات أوروبا، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مئتين وخمسين ألف مجلد، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم.
وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام 1873م وتوالى عقد المؤتمرات التي تعني بالدراسات عن الشرق وأديانه وحضارته، وما زالت تعقد حتى اليوم.
* مكتبة الاسكوريال- مثال لتكالب الغرب على المخطوطات العربية والإسلامية:
بعد حدوث نكبة الخروج من الأندلس وما حصل من تنكيل بالعرب الأندلسيين ثم تهجير ما تبقى من العرب من أمكنتهم ومدنهم وأبيحت حرمة ممتلكاتهم وثقافتهم وخزائن مكتباتهم نهب ما نهب وأحترق قسم كبير من المخطوطات والكتب وبيع بالمزاد بعض المكتبات ونقل ما توفر من الكتب النفيسة إلى بعض المكتبات ومن هذه المكتبات مكتبة دير الأسكوريال في العاصمة «مدريد» وهذه المكتبة كان يمكنها أن تمتلك أكبر كمية من المخطوطات العربية والإسلامية في العالم لو لم يَعَمْد الكاردينال- سيسنيروس- وآخرون إلى إحراق آلاف المخطوطات في ساحة باب الرمله الغرناطية بعد خروج العرب من «أسبانيا» عام 1492 م.
كيف وصلت المخطوطات العربية إلى الاسكوريال؟:
كانت المكتبة الزيدانية المغربية تحتوي أندر وأهم المخطوطات التي حملها المسلمين الموريسكيين أثناء هجرتهم من الأندلس إلى المغرب، وحينما اضطر مولاي «زيدان» تحت ضغط الفتن واشتداد ساعد خصومه أن يغادر عاصمته «مراكش» وأن يحمل معه أمواله وذخائره ومكتبته الثمينة وكانت تحتوي على نحو ثلاثة أو أربعة آلاف من نفائس الكتب المغربية والأندلسية المشرقية في عدة من السفن استأجرها لكي تحمله مع ذخائره شمالاً في اتجاه ثغر أغادير وقد فاجأها الأسطول الأسباني بقيادة – بيدردي لاارا- في عرض البحر واستولى عليها كان ذلك في سنة 1021 هـ – 1612م وحملت هذه المكتبة الثمينة غنيمةً لتودع في المكتبة الملكية بقصر الاسكوريال وارتفع بذلك عدد المخطوطات العربية في المكتبة الملكية إلى نحو عشرة الآلف مخطوط وكانت أعظم وأثمن مجموعة من نوعها إذ تتألف من نخبة قيمة من الكتب المختارة سواء ما جمع منها من قواعد الأندلس المفتوحة والأخص غرناطة أو ما كانت تحويه المكتبة الزيدانيه التي جمع معظمها باختيار السلطان الأديب العالم مولاي «زيدان الحسني» وكان من عشاق نفائس الكتب.
واستمرت مطاردة السياسة الأسبانية للكتب العربية، فجمعت منها خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، مقادير عظيمة أخري حيث كانت لدى الموريسكيين والعرب المتنصرين منها مجموعات كبيرة؛ ولكنها لم تعدم ولم تحرق هذه المرة بل لقيت سبيلها إلى المكتبة الملكية في الاسكوريال أيام الملك «فليب الثاني» وفي عام 1656م سجل أعلى رقم للمخطوطات العربية والإسلامية في هذه المكتبة قبل أن يأتي نيران حريق عليها عام 1671م وتلتهم عدد كبير منها وتروى الحكايات أن عدد المخطوطات المتحرقة بأربعة آلاف مخطوط، بينما استمرت المحاولات المغربية حتى أمس القريب باسترجاع ما تبقى من مكتبة «مولاي زيدان»؛ لكن كل المحاولات باءت بالفشل حيث أن الأسبان يعتبرون أن هذه المخطوطات الثمينة النادرة هي جزء من تراثهم.
ومن محاولات ملوك المغرب استعادة الكتب الأندلسية وبالأخص كتب المكتبة الزيدانية أن أرسل «مولاي إسماعيل» عاهل المغرب الكبير سفيره الوزير – محمد بن عبد الوهاب الغساني- إلى – كرلوس الثاني- ملك «أسبانيا» عام 1102هـ – 1690م ليقوم بمهمة مزدوجة هي الاتفاق على تبادل الأسرى والعمل على استرداد الكتب العربية فزعم الأسبان للوزير إن الحريق قد أتى على سائر الكتب العربية وأخفوا عنه حقيقة ما تبقى منها ولما قام الوزير بزيارة «الاسكوريال» وشاهد آثار الحريق في المكتبة اقتنع بما ذكره الأسبان واكتفى بالاتفاق على تحرير الأسرى وبعد ذلك بنحو ثمانين عام بعث «مولاي محمد بن عبد الله» ملك المغرب في سنه 1179هـ – 1766م كاتبه- أحمد المهدي الغزال- بسفارة مماثلة إلى- كرلوس الثالث- ملك أسبانيا تدور حول تحرير الأسرى واسترداد الكتب العربية وقد استطاع السفير المغربي أن يصل إلى اتفاق مع الحكومة الأسبانية لتحرير الأسرى وأن يحصل أيضاً على قليل من الكتب العربية جمعت له من «مدريد» و«غرناطة»؛ ولكن الأسبان أخفوا عنه كما أخفوا عن سلفه الوزير الغساني حقيقة الأمر فيما يتعلق بمجموعة الاسكوريال.
* دوافع الاستشراق:
الدافع الديني:
الاستشراق بدأ بالرهبان، وهؤلاء كان هَمُّهم أن يطعنوا في الإسلام، ويشوهوا محاسنه، ويحرفوا حقائقه ليثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم الدينية أن الإسلام – وهو الخصم الوحيد للمسيحية في نظرهم- دين لا يستحق الانتشار.
وهناك الهدف التبشيري الذي لم يتناسوه في دراستهم العلمية، وهم قبل كل شيء رجال دين.
* الهدف الاستعماري:
لما انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبيين وهي في ظاهرها حروب دينية، وفي حقيقتها حروب استعمارية لم ييأس الغربيون من العودة إلى احتلال بلاد العرب، وبلاد الإسلام،فاتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات ليتعرفوا مواطن القوة فيها فيضعفوها، وإلى مواطن الضعف فيغذوها ليزيدوها ضعفاً.
* الدافع التجاري:
هذا الدافع ناتج عن رغبة الغربيين في التعامل معنا لترويج بضائعهم، وشراء مواردنا الطبيعية الخام بأبخس الأثمان، ولقتل صناعتنا المحلية التى كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين.
* الدافع السياسي:
نري الآن في كل سفارة من سفارات الدول الغربية في بلادنا ملحقاً ثقافياً يحسن اللغة العربية ليتمكن من الاتصال برجال الفكر والصحافة والسياسة، فيتعرف أفكارهم، ويبث فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته.
* الدافع العلمي:
من المستشرقين نفر قليل جداً أقبلوا علي الاستشراق بدافع حب الاضطلاع علي حضارات الأمم وأديانها وثقافتها ولغاتها وهؤلاء يمثلون القلة ولم يكونوا يعتمدون الدس والتحريف، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق، وإلى المنهج العلمي السليم من أبحاث الجمهرة الغالبة من المستشرقين بل أن منهم من اهتدى إلى الإسلام وآمن برسالته على أن هؤلاء لا يجدون إلا حين يكون لهم من الموارد المالية الخاصة مما يمكنهم من الانصراف إلى الاستشراق بأمانة وإخلاص؛ لأن أبحاثهم المجردة عن الهوي لا تلقي رواجاً عند رجال الدين ولا عند رجال السياسة، ولا عند عامة الباحثين، ومن ثم فهي لا تدر عليهم ربحاً ولا مالاً ولهذا ندر وجود هذه الفئة في أوساط المستشرقين.
* * *
الهوامـــش:
(1) داود صمويل مرجليوث. ( 1274- 1359هـ/ 1858- 1940م) مستشرق إنكليزي. ولد بلندن، وتلقى العلم في ونشستر، ثم التحق بكلية نيوكوليج بجامعة أكسفورد، وحصل علي الدكتوراه في الآداب، وعين أستاذاً لتدريس اللغة العربية في جامعة أكسفورد، وعين مدرساً للغات الشرقية في جامعة لندن. انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعضواً في جمعية المستشرقين الألمان، وتقلد أخيراً رئاسة الجمعية الآسيوية الملكية ببريطانيا، وتوفي بلندن 1940م ارتبط مرجليوث بحركة الاستشراق. واشتهر بقضية انتحال الشعر الجاهلي التي قيل أن طه حسين تأثر بأقواله واتجاهاته فيها. وله جهود كثيرة في مجال الدراسات والتحقيقات العربية والإسلامية فقد حقق كتاب – معجم الأدباء- لياقوت الحموي، وفهرس عددا من البرديات العربية، وشرح رسائل المعري وعقب عليها، وترجم أجزاء من «تجارب الأمم» لمسكوية وكتب سير بعض المتصوفة مثل «عبد القادر الجيلانى»…
وقد أرق الإسلام مرجليوث وهاله المد الإسلامي شرقا وغرباً فوضع رسالة عن – مستقبل الإسلام- ناقش فيها بعض أقوال المستشرقين عن مستقبل الإسلام واختلف معهم لأنهم رأوا أن الإسلام يضمحل ويضعف إذا اتصل بالتمدن الحديث، أما هو فقد ذهب إلى أن الإسلام يطول بقاؤه لالتئامه بالعلم والمدنية الجديدة، وهو رأي صحيح ولكنه خطير في الوقت نفسه لأنه يأتي بمنزلة التوجيه العام لحرمان المسلمين من التقدم العلمي والتحضر الحديث.
وقد عرضت الرسالة ونقدتها مجلة الهلال عدد نوفمبر 1904م
وله كتاب آخر خطير عنوانه “محمد وظهور الإسلام” عرّض فيه بعرب الجاهلية ورماهم بعدم الغيرة على العرض وعدم عفة النفس..أما حديثه عن النبي ﷺ فيخلو من التهذيب والدقة العلمية، فقد ذكر أن لفظ «حنيف» معناه في السريانية «الوثني» وفي العبرية «المنافق»، وأن المسلم معناه في الأصل الخائن وأن المسلمين حولوه إلى معني التسليم المشهور اليوم، والكثير من الأخطاء التاريخية التي تدل علي سوء نية، مما اضطرت معه الهلال عرض الكتاب وتفنيده والرد عليه وتصحيح الأغلاط التي وقع فيها في عدد مارس1906م………..
(2) وديع البستاني: (1886-1954م)
شاعر وأديب ومترجم، ولد في الدبية عام 1886م وعاش في فلسطين تعلم في الجامعة الأميركية في بيروت و درس الحقوق في القدس و مارس المحاماة لفترة من الوقت، ثم عمل مترجما في إحدى القنصليات، ترجم (رباعيات عمر الخيام) و الملحمة الهندية (المهبرات). دواوينه: (الفلسطينيات) 1946م، و (مجاني الشعر)….
والله ولي التوفيق.
* * *
(*) مصر – طنطا – دمشيت.
هاتف محمول : 0109356970(002)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، محرم – صفر 1433 هـ = ديسمبر 2011م ، يناير 2012م ، العدد : 1-2 ، السنة : 36