الفـكر الإســــــــلامي

بقلم : الدكتور عبد الغفار عبد الرحيم (*)

          من أخلاق القرآن ومكارم أخلاق الإسلام خلق الإرادة التي تبعث على الفضيلة وتحث على الطاعة وتنأى بالمسلم عن الدنايا والصغار وضياع الأعمار.

          ولقد تحدث القرآن في ذلك وبينته سنة محمد عليه الصلاة والسلام. والكلمة في تحليلها اللفظي واللغوي هي من أراد الإِنسان الشيء يريده إرادة: إذا مال إليه ورغب فيه وهي منقولة من راد يرود إذا سعى في طلب الشيء؛ ومن هنا قيل في صفة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم: يدخلون رواداً ويخرجون أدلة؛ أي يدخلون طالبين العلم وملتمسين الحكمة ويخرجون أدلة هداة للناس.

          وفي حديث وفد عبد القيس: إنَّا قوم رادة أي نرود الخير والدين لأهلنا. والرائد هو الذي يتقدم القوم طالباً الخير. أو أن الإرادة في الأصل قوة مُرَكَّبة من شهوة وحاجة وأمل وجعلت اسماً لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم فيه بأنه ينبغي أن يفعل أو لا يفعل، وقد يراد بها القصد كما في قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِيْنَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (سورة القصص آية 83).

          هذا تفخيم لشأن الجنة؛ فهي للذين لا يريدون رفعة ولا تكبرًا ولا علوًا، أو هو الذي لايريد علوًا بمعنى عدم الجزع من ذلها وعدم المنافسة في عزها؛ حيث إن أرفع الناس عند الله تعالى أشدهم تواضعًا وأعزّهم غدًا ألزمهم لذل اليوم (أفاده القرطبي)(1).

          فالإِرادة بالمعنى الأخلاقي هي الرغبة في الخير، والسعي إليه، والحرص عليه؛ ولذلك قيل: إن الإرادة هي إرادة التقرّب إلى الله تعالى؛ أي إرادة طاعته الموجبة لثوابه، والله عز وجل لا يأمر إلا بالخير، ولا يدعو إلا إلى الحق لقوله تعالى: ﴿وَاللهُ يَدْعُواْ إِلَىٰ دَارِ السَّلَـٰمِ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ (سورة يونس آية: 25).

          ولقد تحدث القرآن في مواطن كثيرة عن إرادة الخير وجعلها من الفضائل التي ينبغي أن يسعى إليها الإِنسان ويحرص عليها، فقال سبحانه وتعالى:

          وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَوٰةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ (سورة الأنعام آية: 52).

          فهذا ثناء من الله تعالى على أصحاب الإِرادة المستقيمة. وخص الغداة والعشي بالذكر وهما أول النهار وآخره؛ لأن الشغل الدنيوي غالبًا ما يكون فيهما، ومن كان هذا حاله وقت العمل والشغل، فهو في أوقات الفراغ أكثر عملاً؛ إذ أنه أراد أنهم يدعون ربهم في كل وقت وعَبَّرَ عن الكل بالبداية والنهاية.

          ولقد أكَّد القرآن ذلك في سورة الكهف: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوٰةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَوٰةِ الدُّنْيَا﴾ (سورة الكهف آية:28).

          أي لا تطرد يا محمد هؤلاء الفقراءَ الذين هذا حالهم واصبر نفسك معهم واحبسها على مجالستهم؛ فهؤلاء يريدون وجه الله ورضاه.

          ذلك أن إرادة العزة الصحيحة إنما هي التي تكون في طاعة، وأن جوهرها هو الكلم الطيب والعمل الصالح، وذلك قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (سورة فاطر آية:10).

          يقول ابن كثير: من كان يحب أن يكون عزيزًا في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى؛ فإنه يحصل له مقصوده؛ لأن الله تعالى مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعًا، كما قال تعالى: ­﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَأِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا﴾ سورة النساء آية:139)

          وقال عز وجل: ﴿وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ وَلٰكِنَّ الْمُنُـٰفِقِيْنَ لاَيَعْلَمُونَ﴾ سورة المنافقون آية:8)

          إليه يصعد الكلم الطيب: يعني الذكر والتلاوة والدعاء.

إرادة ناجحة

          روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله تعالى. إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تبارك الله، أخذهن ملك، فجعلهن تحت جناحه، ثم صعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الله عز وجل، ثم قرأ عبد الله: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّـٰلِحُ يَرْفَعُهُ﴾ سورة فاطر آية:10)

          وقال كعب الأحبار: إن لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لَدَوِيًّا حول العرش كَدَوِيَّ النحل يذكرن لصاحبهن، والعمل الصالح في الخزائن.

          والعمل الصالح يرفعه. قال ابن عباس رضي الله عنهما: الكلم الطيب ذكر الله تعالى يصعد به إلى الله عز وجل، والعمل الصالح أداء الفرائض، فمن ذكر الله تعالى في أداء فرائضه حَمَلَ عَمَلَهُ ذِكْرُ الله تعالى يصعد به إلى الله عز وجل. ومن ذكر الله تعالى ولم يؤد فرائضه رُدَّ كَلاَمُهُ عَلَى عَمَلِهِ فكان أولى به (انتهى كلام ابن كثير)(2).

          فالنص الكريم يشير إلى أن من تولدت عنده إرادة الاعتزاز والرغبة في الرفعة والسمو فليتجه إلى الله وحده وليستمد منه العزة؛ فهو سبحانه مصدر كل عز، و واهب كل رفعة، وليلتمس ذلك بالقول الجميل الطيب والعمل الصالح المقرب.

          والسعى في ذلك سعي مشكور ومبرور والإِرادة في ذلك إرادة ناجحة ونافعة، وذلك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلـٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا﴾ (سورة الإسراء آية:19)

          فهذا واضح في أن الإرادة المتجهة وجهة صحيحة مع العمل اللائق واللازم يؤدي ذلك بصاحبه إلى الفوز والنجاة وشكر الله تعالى هنا يعني المنزلة العليا والمرتبة المثلى التي يسعى إليها ويعمل لها ويجاهد في سبيلها من صحت إراداته، وصدقت نيته، وربحت تجارته.

          والإرادة ليست كلامًا وادعاء بل هي إعداد واستعداد، لقوله تعالى:

  • وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوْا لَهُ عُدَّةً وَلَـٰكِن كَرِهَ اللهُ اَنبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوْا مَعَ الْقَـٰعِدِينَ (سورة التوبة آية: 46)

          أي لو أرادوا الخروج معك للقتال إرادة صحيحة لأعدوا له عدته من الزاد والراحلة، وقد كانوا مستطيعين ذلك، لأن إرادة الشيء الكبير تقتضي الاستعداد الذي هو به جدير.

          ذلك أن الإرادة السليمة تقتضي استغلال الأوقات وقتًا بعد وقت، وحالاً بعد حال، لقوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ اَرَادَ شُكُورًا﴾ (سورة الفرقان آية:62)

اختيار الإرادة

          والإرادة قد تكون سببًا في رفع شأن صاحبها وقد تكون عكس ذلك، بشرط أن ينظر الإِنسان فيما يعمل ويفقه سبيله فيما ينوى، لقوله تعالى: ﴿يَـٰأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَوٰةَ الدُّنْيَا وَزِيْنَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جِمِيلاً* وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـٰتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (سورة الأحزاب آية 28-29).

          هذا أمر رباني لاختبار إرادة زوجات النبي ﷺ اختبارًا حازمًا لامجال فيه إلا للعزم الصادق، والإِرادة القوية، والبصر بعواقب الأمور. ولنا أن نعتبر هذا من أقوى اختبارات الإِرادة الإِنسانية لما أنه من عند الله تعالى، ولما ينطوي عليه من دلالات عميقة بحقيقة أمور الحياة. ذلك أن النبي ﷺ مأمور أن يخير نساءه بين المفارقة وبين الصبر على ضيق الحال وقلة المنال، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، لما صح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ جاءها حين أمره الله تعالى أن يخير أزواجه، قالت: فبدأ بي رسول الله ﷺ، فقال: إني ذاكر لك أمرًا فلا عليك ألا تستعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبويَّ لم يكونا يأمراني بفراقه، قالت ثم قال: إن الله تعالى قال: ﴿يَـٰأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوٰجِكَ﴾ (سورة الأحزاب آية:28)

          إلى تمام الآيتين فقلت له: ففي أي هذا أستامر أبويَّ فإني أريد اللهَ ورسولَه والدارَ الآخرة (أخرجه البخاري)(3) وفي بعض رواياته عن عائشة، قالت: ثم فعل أزواج النبي ﷺ مثل ما فعلتُ.

          روى الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: أقبل أبوبكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله ﷺ، والناس ببابه جلوس، والنبي جالس، فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر رضي الله عنه فاستأذن فلم يؤذن له، ثم أُذِنَ لأبي بكر وعمر، فدخلا والنبي ﷺ جالس وحوله نساؤه وهو ساكن، فقال عمر رضي الله عنه: لأكلمن النبي ﷺ لعله يضحك، فقال عمر: يا رسول الله لو رأيت ابنةَ زيد (يريد امرأته) سألتني النفقة آنفًا فوجأتُ عنقها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: «هن حولي سألتني النفقة» فقام أبوبكر رضي الله عنه إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كلاهما يقولان تسألان النبي ماليس عنده، فنهاهم رسول الله ﷺ، فقلن: والله لا نسأل رسول الله ﷺ بعد هذا المجلس ما ليس عنده. قال وأنزل الله عز وجل الخيار فبدأ بعائشة رضي الله عنها، فقال إني ذاكر لك أمرًا ما أحب أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قلت: وما هو قال: فتلا عليها: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ» الآية قالت عائشة أفيك أستأمر أبويَّ بل أختار الله ورسوله، وأسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ، فقال ﷺ إن الله تعالى لم يبعثني معنفًا، ولكن بعثني ميسرًا، لا تسألني امرأة منهن عما اخترتِ إلا أخبرتُها (أخرجه مسلم وأحمد)(4).

          إنه درس نبوي في حديث، أو حديث في درس نبوي كريم، تأخذ منه كل امرأة مسلمة ما تريد، بغيةَ تقوية إرادتها في كل شأن من شؤونها الحياتية التي تدخل في نطاق مسؤوليتها عن رعيتها؛ لأن ذلك يؤدي إلى إصلاح الأسرة وبالتالي المجتمع كله.

الناس في الإرادة

          قسَّم ابن القيم الناسَ في مجال الإرادة أربعة أقسام:

          القسم الأول: من لايريد ربه ولا يريد ثوابه، وهم أهل العذاب الدائم وعدم إرادتهم لثوابه إمام لعدم تصديقهم به، وإما الإيثار العاجل ولو كان فيه سخطه.

          القسم الثاني: من يريده ويريد ثوابه، وهؤلاء خواص خلقه لقوله تعالى: ﴿وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَـٰتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ سورة الأحزاب آية:29.

          فهذا خطاب لخير نساء العالمين.

          وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ كَانَ سَعْيَهُم مَّشْكُورًا﴾ سورة الإسراء آية:9.

          فأخبر سبحانه أن سعي الآخرة هو السعي المشكور.

          القسم الثالث: من يريد من الله ولا يريد الله، فهذا ناقص غاية النقص، وهو حال الجاهل بربه الذي سمع أن ثمة جنة ونارًا، فليس في قلبه غير إرادة نعيم الجنة، ولايخطر بباله سواه ألبتة. بل هذا حال أكثر المتكلمين المنكرين رؤية الله تعالى والتلذذ بالنظر إلى وجهه الكريم في الدار الآخرة وسماع كلامه وحبه والمنكرين على من يزعم أنه يحب الله وهم عبيد الأجرة المحضة فهؤلاء لايريدون الله تعالى وتقدس.

          ومنهم من يصرح بأن إرادة الله محال.. قالوا: لأن الإرادة إنما تتعلق بالحادث فالقديم لايراد، فهؤلاء منكرون لإرادة الله غاية الإنكار.

          وأعلى الإرادة عندهم إرادة الأكل والشرب والنكاح واللباس في الجنة، وتوابع ذلك، فهؤلاء في شق، وأولئك الذين قالوا: لم نعبده طلبًا لجنته، ولا هرباً من ناره في شق، وهما طرفا نقيض بينهما أعظم من يُعْدِ المشرقين، وهؤلاء من أكثف الناس حجابًا، وأغلظهم طباعاً، وأقساهم قلوبًا، وأبعدهم عن روح المحبة والتأله ونعيم الأرواح والقلوب، وهم يُكَفِّرون أصحاب المحبة والشوق إلى الله والتلذذ بحبه والتصديق بلذة النظر إلى وجهه وسماع كلامه بلا واسطة.

          القسم الرابع: وهو محال أن يريد الله ولا يريد منه، وذلك بأن يكون الله مراده ولايريد منه شيئًا. وهذا في التحقيق عين المحال الممتنع عقلاً وفطرة وحساً ومعنى، فإن الإرادة من لوازم الحي. نعم قد يزهو في مراد لمراد أجَلَّ منه وأعلى، فلم يخرج عن الإرادة، وإنما انتقل من إرادة إلى إرادة، ومن مراد إلى مراد وأما خُلُوُّهُ عن الإرادة بالكلية مع حضور عقله وحسه فمحال. إلى آخر كلام ابن القيم – بتصرف(5).      

          والعلاقة بين الإرادة والرغبة والخلق، يقول فيها الأخلاقيون:

          الرغبة هي انبعاث النفس نحو ما يلوح أنه ملائم لها وهي خاصة بالإنسان، ويقابلها عند الحيوان الحاجة، وهي الداعية العمياء التي تدفعه إلى مساوقة الفطرة، وتحصيل مابه ينمو الجسم ويستكمل قواه، دون أن يدرك بوجه ما منشؤها وعلتها.

          وأما الإنسان فرغبته مظهر خُلُقِهِ ومعيار نفسه، ولقد أوتيت كلُّ نفس رغبات هي الآخذة بزمام عقله المالكة لشعوره وحسه، وهي مختلفة على حسب صاحبها صحة ومرضاً، وسعة وضيقاً، ويسرًا وعسرًا، وهناءة وبؤسًا. (إلخ كلامهم).

          هذه كلها ملامح تصويرية لحالة النفس بالنسبة لإرادتها ورغبتها.

          والذي لا شكّ فيه أن الإِسلام حدد هذه المفاهيم ورتبها، و وضع لها ضوابطها التي لايحيد عنها إلا ضال أو جاحد لهدي رب العالمين الذي خلق النفس ويعلم سرها وأحوالها، وما يصلحها وينفعها، وهو مالا يتسع له المقام من كلام.

*  *  *

الهوامش:

  • تفسير الجامع للقرطبي 12/211-213.
  • المختصر 3/140-141.
  • انظر: جامع الترمذي 5/327.
  • الترمذي 5/327.
  • تهذيب المدارج ص 441

(*)       أستاذ التفسير بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة .

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رمضان وشوال 1432هـ = أغسطس – سبتمبر 2011م ، العدد : 9-10 ، السنة : 35


(*)       أستاذ التفسير بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة .

Related Posts