دراسات إسلامية
بقلم : أ. د. محمد بلاسي (*)
يُعَدُّ الفيلسوف الحكيم الشيخ طنطاوي جوهري في مقدمة الأعلام من رجال الفكر العصريين الذين لا نزال إلى اليوم نذكرهم بكل إجلال وبكل تبجيل وإكبار، وسيبقى ويبقى أولادنا وحفدتنا وحفدة أولادنا إلى يوم الدين – متأثرين بمحاولاته الإصلاحية في الأدب والدين وبتعاليمه التقدمية، سواء ذلك في مصر وطنه العزيز أم في العالم العربي ، الذي كان فيه خير مصلح ديني، أم في الشرق كله حيث كان يمد بصره وبصيرته في جوانبه؛ فيفزع لهزيمته وتأخره وتخلفه عن الغرب ؛ فيحاول أن ينفخ فيه روحاً فتية عساه أن يستعيد مجده ، ويسترد سلطانه وجلاله(1).
يقول الكاتب المعروف الأستاذ رجاء النقاش عن الشيخ طنطاوي: هو أحد علماء الدين البارزين وواحد من المفكرين النابهين في هذا العصر برغم أنه لم يحظ بما يستحق من الدراسة والاهتمام لا في حياته ولا بعد وفاته»(2).
ويقول المستشرق الإيطالي الشهير الأستاذ «سانتيلانه» في كتابه : «صدى صوت المصريين في أوربا» – والذي نشر عام 1911م – : «ليس من يجهل بمصر الشيخ طنطاوي جوهري: هو ذلك الكاتب النحرير، والمحرر الشهير، ذلك الإنسان ذو العقل الكبير، بل أحد رؤساء الحركة السياسية والاجتماعية التي انتشرت في طبقات الشعب الإسلامي كافة تحت اسم الجامعة الوطنية»(3).
أما الأستاذ العلامة كريستيان جب، فقد حضر من لكسمبورج إلى مصر سنة 1938م ليلقى العالم الفيلسوف الشيخ طنطاوي، ويتعرف عليه شخصياً بعدما عرفه من كتبه التي ترجم منها كتابيه: «أين الإنسان؟» و «أحلام في السياسية».
وقال الأستاذ جب في محاضرة له بهذه المناسبة في جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة: «إن كتاب (أين الإنسان؟) يبحث في أعقد المشكلات المالية بحثاً عجزت أوربا إلى اليوم عن الإتيان بمثله»… وقال: «إني أعلن أن خير كتاب أخرج للناس في هذا الشأن هو كتاب (أين الإنسان؟) الذي يرسم للعالم بأسلوب فلسفي عميق طريقه المستقيم إلى السلام الدائم الذي رسمه الله في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: من الآية 13](4).
وها هو ذا فقيد الأمة والوطنية الزعيم مصطفى كامل يطلب مقابلة الشيخ طنطاوي، ويقول له: «بمثلك ترتقي الأمة» وكان أول من أطلق عليه اسم «حكيم»(5).
حياته ونضاله:
وُلد الأستاذ الشيخ طنطاوي جوهري عام 1862م بقرية «كفر عوض الله حجازي» من أعمال مديرية الشرقية بالقرب من الآثار الفرعونية في «بوباستس» ( تل بسطة )، جنوب شرق الزقازيق.
اشتغل في مبدأ أمره بالزراعة مع أسرته. ولما أتم حفظ القرآن الكريم في (الكتاب)، بدأ يشعر بغرام للعلم وولع للدرس، وزاد به الولع والغرام وهو في سن الثالثة عشرة من عمره؛ لاسيما ما كان يراه من اشتغال أولاد عمه بالعلم والحضور بالجامع الأزهر، وكان منارة العلم في هذا العهد .
وفي عام 1877م التحق الشيخ طنطاوي جوهري – والشوق يدفعه إلى العلم – بالجامع الأزهر، وبعد سنوات قضاها فيه، درس خلالها اللغة العربية والفقه الإسلامي على مذهب الإمام الشافعي وسائر العلوم الشرعية الأخرى. بعد هذه السنوات وقعت الواقعة بنزول البلاء؛ فسلب الزمان ضعف ما وهب؛ فقد مرض الشيخ طنطاوي مرضاً شديداً اضطره إلى الانقطاع عن الأزهر والتوقف عن الدراسة فيه، وعاد إلى أسرته في القرية حيث وجد أباه – أيضاً – يعاني من المرض، واضطر إلى البقاء مع أسرته الفقيرة لمساعدتها بالرغم من مرضه، وأخذ يعمل مع الفلاحين في الحقول بنفسه ، ويداوي مرضه بالعقاقير التي كان يقرأ عنها في كتب الطب القديمة، ويداوي كذلك والده(6).
وفي أثناء مزاول الشيخ طنطاوي عمله في الزراعة واشتغاله بالفلاحة، اكتسب نزعة جديدة اتجه فيها إلى البحث عن وجود الله، فقد تجلت له الطبيعة بأجلى مظاهرها، وانفتحت لبصيرته أبواب العلوم، هنالك أخذ ينظر إلى الأشجار والأزهار والحقول من حيث منافعها الطبية لمرضه الذي ألم به وبوالده، ومن حيث دلالتها على المبدع الخالق. ولم يقتنع بالأدلة التي أثبتت وجود الله في الكون، فعكف على الصلاة وقراءة تفسير الجلالين، وفي النهاية بفضل الراحة التي أحسها بين أحضان الطبيعة وبفضل صلواته وتأمله الخاشع – زالت أزمته النفسية !
وكان في نظره إلى جمال الكون وبهجة الطبيعة يدعو الله أن يشفي له والده، ويعيد إليه صحته، ويعيده هو إلى الجامع الأزهر، واستجاب الله دعوته، وعاد إلى الأزهر ثانية بعد ثلاث سنوات قضاها في قريته عشق فيها الطبيعة وجمالها.
ومكث الشيخ في الأزهر أربع سنوات وطد فيها أواصر الصلة بينه وبين أستاذه الشيخ علي البولاقي – أستاذ الخطابة – الذي وجد عند الشيخ طنطاوي رغبة ملحة في تعلم الفلك، فأعاره كتاباً كان يقتنيه خاصاً بهذا العلم، وكانت سعادته لا توصف؛ إذ هيأ الله له الحصول على هذا الكتاب القيم، فتلك رغبة ملحة، صورها لنا الشيخ طنطاوي حين قال: «لما كنت في الأزهر كنت أحس بميلي الشديد إلى الكواكب والنجوم، وكم ليلة قضيتها أحلق فيها معجباً بجمالها فأحسست في نفسي بحزن عميق لجهلي بهذه الأكوان …!»(7).
وفي عام 1889م انتقل الشيخ طنطاوي جوهري إلى مدرسة «دارالعلوم»، وظل يدرس بها حتى تخرج فيها عام 1893م. وهناك درس مبادئ المواد الحديثة التي لم تكن مقررة في الدراسات الأزهرية: كالحساب والهندسة والجبر والفلك وعلم النبات والطبيعة والكيمياء. أيضاً درس الفقه الحنفي على الأستاذ الشيخ حسونة النواوي؛ ترشيحاً للقضاء.
عمل الشيخ بعد تخرجه مدرساً ببعض مدارس البحيرة والجيزة، ولما تولى أحمد «باشا» حشمت نظارة المعارف العمومية عين الشيخ طنطاوي 1911م مدرساً للتفسير والحديث بمدرسة دار العلوم، واختير – أيضاً – ضمن هيئة التدريس بالجامعة المصرية القديمة حين إنشائها ليلقي بها محاضرات على طلابها في الفلسفة الإسلامية. وفي ذلك الحين طلب للقضاء ولم يقبل!.
وفي هذه الأثناء، أخذ الشيخ طنطاوي على نفسه عهداً، قائلاً: «إني عاهدت ربي أن أعلم الناس ما علمت، وأني إذا وقفت على حقيقة نشرتها بين العالم الإسلامي، وإن لم أنشر ذلك بين الملأ كنت كافراً بنعمة ربي ناقضاً لعهده»(8).
وفي عام 1922م تخلى الشيخ طنطاوي عن التدريس لبلوغه السن القانونية للمعاش، ومنذ ذلك الوقت انقطع للتأليف، وأخذ يواصل الكتابة بأسلوبه الحلو الرزين الرصين، ويرسل في أبحاثه بنظراته الفاحصة العميقة، ويفيض من علمه المتمكن الغزير، فصنف الكتب الكثيرة التي توجها بتفسير «الجواهر»: التفسير العلمي للقرآن الكريم .
أيضاً أسس «جماعة الأخوة الإسلامية» وكانت تجمع طلاب المسلمين من الشرق الأوسط ومن الشرق الأقصى حين جاءوا إلى مصر ليتعلموا فيها .
وكان الشيخ طنطاوي عضواً بـ«جمعية البر والإحسان»، عضواً في جمعية «الشبان المسلمين»، التي كان يرى فيها مثلاً طيباً للحركة الإسلامية في الشبيبة الناهضة، كما كان عضواً بارزاً بدائرة القاهرة الروحية. وتولى رئاسة «جمعية المواساة الإسلامية» التي بدأت على يديه وكان أحد مؤسسيها.
وفي 12 يناير سنة 1940م ألقى الشيخ طنطاوي جوهري عصا التسيار بعد ترشيحه مباشرة لجائزة نوبل – وكان أول مصري بل أول عربي يرشح لهذه الجائزة الرفيعة -؛ حيث عدّوه من رواد المصلحين الداعين إلى السلام العالمي، ولكن القدر كان أسبق، فوقف كل شيء في هذا الصدد؛ حيث إن جائزة نوبل لا تمنح إلا لعبقري يكون على قيد الحياة!(9).
عالم من طراز فريد :
لم يكن الشيخ طنطاوي عالماً كسائر العلماء، بل كان ممتازاً في كل النواحي، فهو عالم ديني إسلامي وطني، وهو عالم اجتماعي عالمي، جمع بين الثقافتين الدينية والحديثة، ومزج المسائل الدينية بالآراء الاجتماعية والسياسية.
جاهد حق الجهاد بقلمه وبرأيه في رفعة شأن الإسلام، والانتصار لمبادئه مظهراً أنه دين العقل والتجديد لا دين التسليم والتقليد، يرمي في كل أحاديثه وتآليفه إلى التوفيق بين العلم وما جاء به القرآن، وإلى أن العلم إذا حسن فهمه كان أداة صالحة لتفهم روح الدين، كان من أخلص المخلصين لقضية البلاد واستغلالها من فجر النهضة إلى وقت وفاته، فهو أحد قادة النهضة السياسية والدينية، ومن رؤساء الحركة السياسية والاجتماعية(10).
ولقد قرظته الجمعية الآسيوية الفرنسية في مجلتها عام 1908م، حيث ذكرت – فيما ذكرت – : «إن الشيخ طنطاوي جوهري رجل فيلسوف حكيم بقدر ما هو عالم بالدين. وبهاتين الصفتين فسّر القرآن الذي أثبت أنه دين الفطرة بما هو أكثر ملاءمة للطباع البشرية، وموافقة للحقائق العلمية والنواميس الطبيعية أيما موافقة بخلاف فريق من العلماء الغابرين الذين وقفوا على القشور، وجمدوا على الألفاظ جموداً معيباً أدى إلى انحطاط المدارك الإسلامية في العصور المتأخرة، فانحطت بذلك الأمم الإسلامية عموماً وعشاق البحث من المخيم عليها في جميع الأقطار وسائر الممالك على اختلاف مذاهبهم وتباين مشاربهم حتى إنه لا يخص مذهباً دون مذهب ولا مملكة دون مملكة؛ بل إنه فوق ذلك يخاطب كل عاقل يريد الحياة والاطلاع على الحقائق من أي دين وأي نحلة ببلاد الشرق، لأن بحثه عام في الكائنات، ونداءه عام حتى يلحق الشرق الأدنى بالأمم الغربية في المعارف والعلوم والمدنية والحضارة..» أ.هـ.
يقول الأستاذ أحمد عطية الله – وهو أحد معاصريه – : «.. ومن ناحية أخرى كان الشيخ طنطاوي يتابع ما ينشر في الصحف والمجلات من اكتشافات علمية ارتبطت في ذهنه والتطور الحضاري للغرب؛ لهذا نراه يقرن بين الجمهور والتخلف من ناحية، وبين عزوف المسلمين عن العلوم الحديثة، وقاد دعوة إلى الإصلاح الاجتماعي قوامها نشر هذه العلوم مؤيداً قوله بالأدلة والأمثلة التي لا حصر لها بأنه لا جفوة بين القرآن – وهو مصدر العقيدة الأول – وبين هذه العلوم، بل إنه أكد القول بأن القرآن يحث المسلم على طلب العلم بمعناه الشامل. وطريق ذلك – في نظره -: نشر المدارس وإنشاء الجامعات الحديثة. وأجمل هذه الدعوة قصيدة له ما زلت أذكر بعض أبياتها منذ المرحلة الابتدائية، يقول فيها:
وابنوا المدارس في القرى
والجامعات كما يرى …
في كمبردج ، ولندرا
فزمانها قد حانا .. (11)
لقد كان الشيخ طنطاوي عالماً متمكناً بطبيعة الأرض وبحياة أهل الأرض، وكان مجاهداً صادقاً مع الرعيل الأول من المجاهدين الصادقين في الصف الأول.
لم تشتهر في الشرق شخصية من المصريين كما اشتهر الشيخ طنطاوي. فقد كان السائح الشرقي إذا رحل إلى مصر يسأل عن الشيخ طنطاوي في رحلته، كما يسأل الإنجليز أو الأوربيون أو الأمريكيون عن «الأهرام»؛ فهو معروف في الهند وبلاد فارس والصين وإندونيسيا وفي بلاد العرب وتركستان(12).
قالت مجلة «صحيفة دار العلوم»: «إن التركستانيين لما انتقلوا استقلالاً تاماً وأقاموا جمهورية إسلامية وأنشأوا المدارس والجامعات – اتفقوا على أن يسموها باسم الشيخ طنطاوي جوهري؛ فسموها «جامعة طنطاوية» و «مدارس جوهرية» وألف زعماؤهم وعلماؤهم كتباً في لغتهم للتدريس في هذه الجامعات والمدارس باسم المترجم مثل كتاب «القصائد الجوهرية»؛ لأنه في عقيدتهم حجة الشرق وفيلسوف الإسلام»(13).
عطاؤه العلمي:
كان الشيخ طنطاوي عالماً علماً، وعاملاً مخلصاً، ينتمي إلى جيل من الرواد الذين امتازوا بما لم يسبقهم إليه غيرهم: سعة أفق، وبسطة في العلم، وشمول نظرة، وإحاطة وقدرة على الاحتواء، ورسوخ في الإيمان، يضاف إلى ذلك كله الموهبة التي منحه الله إياها ..
ظهر هذا جلياً في آثاره التي خلفها؛ فقد ترك لنا أكثر من ثلاثين كتاباً يمكن أن تكون موسوعة ضخمة من مختلف فروع المعرفة مكتوبة كلها بطريقة محببة للقارئ بأسلوب يسير ورشيق، يبدو فيها وكأنه قاص يقص عليك أمتع القصص وأغرب الوقائع صاعداً هابطاً يجوب بك الآفاق ويخترق الحجب، ثم لا تجد صعوبة في كل ذلك؟!!
ولقد ترجم بعض هذه الكتب إلى الإنجليزية والفرنسية والأمهرية والهندوكية والإندونيسية وغيرها من اللغات.
في الوقت الذي خلف لنا كثيراً من المقالات والأبحاث والمحاضرات التي نشرها في الصحف والمجلات، وتبلغ عدداً كبيراً يمكن أن يكون موسوعة ضخمة في المعارف سواء في التاريخ أو الطبيعة أو اللغة أو غيرها من مختلف فروع المعرفة (14).
وإليك ثبتاً بكتبه المطبوعة (15):
1 – الزهرة في نظام العالم والأمم: رسالة صغيرة وفيها عجائب الزهور، وأوقات يقظتها ونومها وأسباب ألوانها وعجائب مدهشة.
2 – نظام العالم والأمم: أو الحكمة الإسلامية العليا: كتاب من جزأين يحتوي على نحو ألف صفحة في عالم النبات والحيوان والإنسان والمعادن ونظام السموات وعجائب الملك والسياسة الإسلامية والسياسة العامة.
3 – التاج المرصع بجواهر القرآن والعلوم: وهو كمقدمة في التفسير جمع فيه مقاصد الإسلام ونظام العالم. وقد ألف هذا الكتاب وأرسله إلى ملك اليابان، وترجم إلى اللغة القازانية واللغة الهندية.
4 – نهضة الأمة وحياتها : هذا الكتاب كان في الأصل عبارة عن بعض مقالات نشرها تباعاً في أعداد من جريدة «اللواء» بتوجيه من الزعيم مصطفى كامل؛ حيث طلب من الشيخ طنطاوي أن يؤلف كتاباً على هيئة مقالات، نشرت – وقتها – تحت مسمى «نهضة الأمة وحياتها: لحكيم من كبار الحكماء» ولا عجب إذا أحدثت المقالات المذكورة ضجة في البلد، وقامت الأمة الحاكمة المستعمرة بترجمة أكثر هذه المقالات دون أن تعلم: من الذي كتبها؟!
5 – الفرائد الجوهرية في الطرق النحوية: كتاب تعليمي ألفه لطلبة القسم الثاني لمدرسة دار العلوم أيام كان يعمل فيها مدرساً.
6 – جمال العالم: عبارة عن سلسلة من الدراسات الطبيعية في الحيوان والطير والهوام والحشرات، ولا يخلو مع هذا من دراسات أخرى ذات صبغة علمية أو دينية.
ولقد كان شاعر النيل «حافظ إبراهيم» هو المشجع للشيخ على وضع هذا الكتاب، بعدما جلس إليه يستمع زهاء الساعتين والنصف عن نظام العالم والأمم، فقال له: «لو دُوِّن هذا الكلام في كتاب لترقت الأمة المصرية»، وكان ذلك في عام 1902م.
7 – النظام والإسلام: عبارة عن مجموعة مقالات نشرت في جريدة «المؤيد» , وترجم إلى التركية والهندية والقازانية.
8 – جواهر العلوم: وقد قررته وزارة المعارف المصرية في وقت ما على طلابها بالمدارس.
9 – ميزان الجواهر في عجائب هذا الكون الباهر: وقد طبع عام 1900م، وقدم له الشيخ حمزة فتح الله.
10 – رسالة الحكمة والحكماء .
11 – جوهر التقوى في الأخلاق: كتاب في علم الأخلاق ألفه ودرسه لطلبة دار العلوم سنة 1910م.
12 – مذكرات في أدبيات اللغة العربية: مذكرات لتلاميذ المدرسة الخديوية وضعها وهو مدرس لها.
13 – أين الإنسان؟: وموضوعه: إصلاح المجموع الإنساني .. ودعا فيه إلى نظام دولي يقوم على السلام والإخاء مندداً باستخدام الدول العظمى للقوة في إقرار سياستها. وأوضح فيه إلى أن مدنية اليوم حيوانية؛ فدعا الناس إلى الإنسانية الحق التي يقوم فيها السلام المحبة وتبادل المنافع!
14 – السر العجيب في حكمة تعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : وهي رسالة مفيدة، وقد ترجمت للغة الهندية، وطبعت مرتين في عام واحد.
15 – صدى صوت المصريين بأوربا: تلخيص سانتيلانا الإيطالي لكتاب «أين الإنسان؟».
16 – الموسيقى العربية: عبارة عن ثلاث محاضرات أعدت لتلقى في الجامعة المصرية.
17 – سوانح الجوهري: مذكرات يومية أتى فيها بما كان يشاهده وهو راكب وسائر، وما كان يعن له من سوانح عبرة له وهدى ونور لمن يقرأ من أنباء الجيل المقبل.
18 – رسالة الهلال: ألفها عام 1914م حين سأله عالم من علماء القازان عن هلال رمضان، وقد اختلفوا فيه. وترجمت هذه الرسالة إلى اللغة الهندية والتركية والقازانية.
19 – براءة العبّاسة: أخت هارون الرشيد، وهو كتاب تاريخي أدبي ألفه سنة 1922م، وصحح فيه خطأ تاريخياً وقع فيه جورجي زيدان بصدد العلاقة بين العباسة أخت الرشيد وجعفر البرمكي.
20 – المدخل في الفلسفة: وفيه ستة عشر علماً نقلها العرب عن اليونان وأحسنوا فيها ما شاءوا.
21 – جوهرة الشعر والتعريب: يحتوي على ما ترجمه من شعر أشهر شعراء الإنجليز. إضافة إلى قصائد له منظومة في وصف جمال الطبيعة، وهي مطولة.
22 – رسالة عين النملة: عبارة عما دار بينه وبين علماء الطب وكبار المدرسين في عيون النملة، ولقد أثبت في هذه الرسالة أن كل عين من عيني النملة مركبة من مائتي عين. وفي الرسالة عجائب كثيرة عن النمل ..
23 – كتاب التربية للحكيم الألماني كانط: وهذا الكتاب مترجم بتصرف عن الترجمة الإنجليزية التي قامت بها «السيدة آنت».
24 – الأرواح: وقد حاول فيه أن يوفق بين الآراء الصوفية والدينية، وبين شبيهاتها في العلوم الروحية الحديثة.
25 – أصل العالم: عبارة عن مباحث فلسفية في الجغرافية الطبيعية.
26 – أحلام في السياسة: وكيف يتحقق السلام العام؟ وقد كتبه الشيخ طنطاوي باللغة الإنجليزية، ثم ترجمه في عام 1935م إلى اللغة العربية.
27 – القول الصواب في مسألة الحجاب: ثلاث مقالات رد بها على كتاب قاسم أمين في تحرير المرأة، نشرها في مجلة: «الموسوعات».
28 – بهجة العلوم في الفلسفة العربية وموازنتها بالعلوم العصرية: وقد طبع في عام 1936م.
29 – القرآن والعلوم العصرية: وفي هذا الكتاب يحث المسلمين على جمع شملهم وعلى الأخذ بالعلوم؛ حتى يكونوا أهلاً لما وعدهم به الله – سبحانه وتعالى – من القيام على الأرض بالعدل.
30 – الجواهر في تفسير القرآن: وهو آخر مؤلفات الشيخ طنطاوي، فكان ختام المسك، ولقد قام بتدوينه بدون توقف – وهو بالمعاش – من عام 1922م حتى عام 1935م، في 25 مجلداً كبيراً ثم كتب المجلد السادس والعشرين لاستدراك ما فاته في التفسير.
وفي هذا التفسير طبق القرآن على النظريات الحديثة، أو استخرج النظريات العلمية من نصوص كتاب الله؛ فجاء مزيجاً من علوم الأمم قديمها وحديثها، مع التوفيق بين الآراء الحديثة والأفكار الدينية.
يقول الأستاذ رجاء النقاش: «وتفسير الشيخ طنطاوي جوهري للقرآن أعجب تفسير قرآني عرفه العقل العربي على الإطلاق؛ فالتفسير كله ينادي بأن القرآن يطلب من الإنسان أن يتوسع في شتى أنواع المعرفة وأن ينظر في كل العلوم نظرة عميقة؛ ولذلك استعان الشيخ طنطاوي في تفسيره للقرآن بصفحات كاملة من صور التشريح والحيوانات والنباتات والخرائط، كل ذلك ليثبت أن القرآن يدعم الروح العلمية ويؤكدها، ويدعو إليها دعوة عميقة وصريحة»(16).
ومن العجيب: أن كل من تصدى لتفسير القرآن تفسيراً علمياً في هذا الزمان لا يذكر الرائد الأول في هذا المجال وهو الشيخ طنطاوي، ولا تفسيره العظيم الذي نحن بصدده؛ لذا نرى من واجبنا أن نستحث الهيئات الإسلامية؛ لعل واحدة منها – كمجمع البحوث الإسلامية أو غيره – تتبنى إعادة طبع هذا التفسير الجليل الذي فاق سواه بما جمع من شتى النواحي العلمية والكونية؛ لينتفع به المسلمون في جميع بقاع العالم..(17)
رحم الله الإمام المجدد المصلح الكبير العلامة الشيخ طنطاوي جوهري – رحمه واسعة؛ بقدر ما قدم للإنسانية وأفادها من منبع علمه، وفيض معرفته، وأسكنه فسيح جناته مع الخالدين..
* * *
الهوامش :
(1) الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : د. عبد العزيز جادو، ص 5 – بتصرف – ، ط. دار المعارف ، د.ت.
(2) من مقال بعنوان : «حول تفسير القرآن ، وأضواء جديدة على عالم كبير مجهول» : للأستاذ رجاء النقاش ، مجلة «المصور»: العدد 2511 ، بتاريخ 24 نوفمبر 1972م.
(3) الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 108 .
(4) المرجع السابق : ص 109 ؛ نقلاً عن جريدة ” المقطم ” : عدد 8 يناير 1938م .
(5) نفس المرجع : ص 18 ، 19 .
(6) المرجع السابق : ص 11- 13 ، باختصار .
(7) يراجع كتيب : في ذكرى طنطاوي جوهري : للأستاذ علي الجمبلاطي ، ص 15 ، 16 . وكتاب : الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 13.
(8) الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 14، 18 .
(9) ينظر ؛ المرجع السابق : ص 40 ، 92 وما بعدها .
(10) تقويم دار العلوم : لمحمد عبد الجواد ، ص 194 . ويراجع : الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 16 ، 17 .
(11) من مقال للأستاذ أحمد عطية الله في مجلة ” المصور ” : بتاريخ 24 من نوفمبر عام 1972م .
(12) الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 40 .
(13) ينظر ؛ المرجع السابق : ص 41 .
(14) يراجع ؛ نفس المرجع : ص 56 ، 20 ، 39 . ولمزيد من التفصيل ؛ ينظر : الأعلام : للزركلي ، 3/ 333 ، 334 . والأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية : للأستاذ زكي محمد مجاهد ، 2/ 116 ، 117 . وتقويم مرآة العصر في تاريخ ورسوم أكابر مصر : لإلياس زخورا 2/ 225 – 228 . ومعجم المطبوعات : لسركيس ؛ ففيها تراجم وافية عن الشيخ وآثارة المكتوبة .
(15) المرجع السابق : ص 19 وما بعدها ـ باختصار ـ .
(16) تفسير القرآن العظيم بالخرائط والصور : للأستاذ رجاء النقاش ، مقال منشور بمجلة ” المصور ” بتاريخ 3 من نوفمبر عام 1972م.
(17) الشيخ طنطاوي جوهري .. دراسة ونصوص : ص 59 .
* * *
(*) 3 شارع الشهيد محمد عبده – قسم النحال – الزقازيق – جمهورية مصر العربية ..
جوال : 0123526898(002)
فاكس : 0552281805 (002)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، محرم – صفر 1432 هـ = ديسمبر 2010م – يناير 2011م ، العدد :1-2 ، السنة : 35