كرناتكا: ’’أسرة سانغ‘‘ تَرْدَعُ فتياتٍ مسلماتٍ عن ارتداء الحجاب الإسلاميّ منظمة ’’وديارتهي بريشاد‘‘ تشُنّ الغادرةَ على الطالبات المسلمات المحتجبات المتعلمات في مدرسة عصرية حكومية

محليات

إعداد :  محمد رضوان البجنوري

طالب بقسم الأدب العربي بالجامعة

منذ أن تولّى الحزبُ الشعبيّ الهنديّ (B. J. P.) الحكومةَ في ولاية “كرناتكا” وحتى اليوم، لم تزل تواجه أقلياتُ البلاد وعلى رأسها الشعب المسلم أنواعًا من القضايا والمشاكل؛ فقد سبق أن اسْتُهْدِفَ المسيحيّون، ثم قوبلتْ بناتُ الهندوس بأعمال التنكيل والضرب بحجة مكافحة السفور والرقص، كما تعرّضت عدّةٌ أخرىٰ منهن للضرب واللّكم نتيجةً لاتّهامهن بممارسة الصداقة مع أبناء المسلمين. والوضع السائد اليوم أن منظمة “أكهل بهارتيه وديارتهي بريشاد” (A.B.V.P.) الجناح الطلابيّ لحزب (B.J.P.) الهندوسي اليميني الحاكم الحاليّ في ولاية “كرناتكا” قد رفضت أن تسمح للطالبات اللاتي يذهبن محتجباتٍ إلى كلية معروفة بـ”الكليّة الحكوميّة المُرَكَّبة المُمَهِّدَة للجامعة” (Government composite pre University College) الكائنة بقرية “بنجا” في الولاية، بالدخول إلى الكلية.

       وأفاد الزعيم الطلابيّ القائم بفرض الحظر على المحجَّبات المدعو بـ”لكشميشاغو بلتركا” لدى حديثه مع الصحفييّن: أن وفدًا مكوَّنًا من أربعة أعضاءٍ للمنظمة قد اجتمع بعميد الكليّة، وطالبه بأن لايسمح للطالبات المسلمات اللاتي يحضرن الغُرَفَ الدراسيّة مرتدياتٍ الحجابَ بالحضور؛ فبدايةً قام المسؤولون عن الكلية بفرض الحظر على ارتداء الحجاب داخلَ الغُرَفِ الدراسيّة على ضغط من منظمة “هندو تووادي” ثم ما لبثوا أن فرضوا الحظر على دخول المحجَّبات إلى محيط الكلية بكامله مضطرّين بضغط الهندوس المتطرفين.

       ومما زاد الطينَ بلّةً أن العديد من الفتيات المسلمات يصرحن بدورهن أن المعارضين للحجاب لايمتنعون عن إزعاجهن في الطريق إلى المدرسة أيضًا، كما لايدّخرون وسعًا بشأن ترويعهن. وعندما نظَّم المسلمون والمستنيرون من الهندوس مسيرةَ احتجاجٍ ضدّ القضية، طفق الهندوس يهجمون عليهم، ثم قد تمكّنت رجالُ الشرطة من إيقاف الرجل المدعو بـ”لكشميشاغوبلتركا”.

       وأوضح مساعد المدير لدى المصلحة المُصْدِرَةِ للتوجيهات إلى الشعب المستر “جامي غورا” إثر الإعلان عن فرض الحظر من هذا النوع من قبل عميد الكلية: أنه ربما يمكن أن الضغط من المتطرفين الهندوس هو الذي قد حمل العميدَ على أن يفرض الحظر؛ لكنه لايوجد هناك أيّ لائحةٍ تقضي بصدّ السيّدات عن ارتداء الحجاب، وإن كلَّ رجل حرٌّ بشأن العمل بمعتقداته الدينيّة في هذه البلاد العلمانية.

       وصرّح الرجل المدعو بـ “لكشميشا” الذي يُمثّل داعيَ منظّمة “اليقظة الهندوسية” (H.J.V.) الهندوسية المحليّة هناك قائلاً: إننا إذا أحرزنا النجاح في هذه الحملة هنا؛ فإننا عازمون على أن نشنّ ذلك النوع من الحملة في سائر الكليات على مستوى المديرية؛ بل يتقدم ويعود هذا الهندوسيّ المتشدّد لِيقول: لن نسمح أحدًا في قرية “بنجا” بأن يقوم بارتداء الحجاب. ومن جانبه أكّد رئيس مجلس القرية “محمد رفيق” ردّاً على ذلك أنه إن يزعم أحدٌ أن الحجاب قد يعكس التخلّفَ والتأخّرَ؛ فالمسلمون هم الذين أولى بأن ينتقدوا الحجاب، ولايجوز لغيرهم أن يصنعوا ذلك؛ إذ لاحق لهم في انتقاد الحجاب. وكيف نستطيع أن نتحمل أن يردع نساءَنا أحدٌ عن اكتساء الحجاب بناءً على القوّة؟. وعندما طَرَح مندوبُ صحيفة “دى هندو” اليومية سؤالاً إلى نائب معتمد الشرطة “وي بنوراج” بهذا الصدد، أجاب وهو يعرب عن غايةِ قلقه وأسفه على هذه الوقائع قائلاً: إننا عاملون على إجراء التحقيق في هذه القضية، وسيتمّ الحفاظ على القانون والدستور للبلاد كائنًا ما كان. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية اليومية، دهلي الجديدة، العدد: 3525، السنة: 10)

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، رجب 1430 هـ = يوليو 2009 م ، العدد : 7 ، السنة : 33

Related Posts