محليات
إعداد : محمد رضوان البجنوري ، طالب بقسم الأدب العربي بالجامعة
المجلس الهندوسيّ العالميّ (V.H.P.) قد أثار نقطةً جديدةً أخرى؛ حيث إنّه ناشد 13 حركةً إسلاميّةً ومدارسَ إسلاميّةً بالردّ والمصادقة على المبادرة ذات النّقاط الأربع التي قام بإصدارها هو بنفسه؛ ليتمّ الحفاظُ على “الهندوسيّة”. وهذا مما يستدعيه الحفاظُ على “الهندوسيّة”. ومما يجد ربا لذكر أن المجلس الهندوسيّ العالميّ قد سبق له أن نظّم اجتماعًا، يوم 16/من نوفمبر المنصرم عام 2008م بمدينة “باني بت” بولاية “هريانا” قام فيه بتأليف منظّمةٍ جديدةٍ باسم “منظّمة صيانة الدّيانة”. وطبقًا لما أفاده المسؤولون عن (V.H.P.) قد مسّت الحاجة إلى تشكيل المنظّمة؛ لأن “الإرهاب الإسلاميّ” عاديتصاعد يومًا فيومًا، والتباشير المسيحيّة هي الأخرى تضطرّ الهنادك إلى أن يتحوّلوا “مسحييّن”. فانطلاقًا من ذلك ألحّت الحاجةُ على أن تُتّخذ أمثالُ هذه الأساليب من جرّاء الحفاظ على “الهندوسيّة” .
وتجدر بالإشارة إلى أن (V.H.P.) قد حاول بشكلٍ مثيرٍ للسّخريّة أن يُوهم الشّعب الهنديّ عن طريق وسائل الإعلام بأنّ الهندوسيّة عادتْ تتعرّض للخطر، وإن لم تكن تتعاون معها الحركاتُ والمدارسُ الإسلاميّة؛ فإنها – الهندوسيّة – لسوف يُقضىٰ عليها. هذا، وقد قدّم المستر “أشوك سنغل” الرئيس العالميّ للمجلس الهندوسيّ العالميّ – وهو يتحدّث في “دهلي الجديدة” في مؤتمر صحفي عُقد بالمدينة – إلى المنظّمات والمدارس الإسلامية إلى جانب الحكومة المركزيّة مطالبَ كثيرةً. كما سبق أن قام المسؤولون الكبار عن (V.H.P.) بعقد برنامج، يوم 29/28/ من يناير الماضي بمدينة “ممباي” تقدّموا فيه إلى الحكومة بكثير من المطالبات التي كانت من شأنها أن تُشطب كلمة “العلمانيّة” من الدستور الهنديّ؛ لأنها تسيء إلى الهندوسيّة، إنّما الهند “دولة ماورائيّة” ولابدّ من الاعتراف بهذه الحقيقة، كما أنّ قضية “مولد راما” تتعلق بالعقيدة الهندوسيّة؛ فيجب عن معالجتها، وقضية “كنج” هي الأخرى تتصل بعقيدة الهندوس؛ فلابد من ضمانة الحفاظ عليها. والواجب أن يتمّ تطبيقُ القانون المدنيّ الموحَّد في البلاد بالإضافة إلى سحب الموادّ التي توجد في كتب “اين سي إي آرتي” (N.C.E.R.T.) التي تتناول الهندوسيّةَ بإساءةٍ بالغةٍ .
ويُذكر أنّه من بينِ المنظّمات والمدارس الإسلاميّة التي طالبها المستر “أشوك سنغل” خلال حديثه في المؤتمر الصحفي بالردّ والمصادقة على المبادرة ذات النّقاط الأربع، وعَيَّن أسماءَها هي: المجلس الوطنيّ لعموم الهند، والمجلس الاستشاريّ الإسلاميّ لعموم الهند، وهيئة قانون الأحوال الشخصيّة الإسلاميّة لعموم الهند، وجمعية علماء الهند، والجماعة الإسلاميّة بالهند، ومنظمة أئمة المساجد لعموم الهند، والجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند، ودارالعلوم ندوة العلماء بـ”لكهنؤ” والجامعة السلفيّة بـ”بنارس” والجامعة الأشرفيّة بـ”مباركفور” ومجمع الفقه الإسلاميّ بالهند، وجامعة دارالعلوم منظر الإسلام بـ”بريلي” وجماعة الدّعوة والتبليغ بـ “دهلي” .
وطُولبت المدارسُ والمنظّماتُ الإسلاميّة بأن تؤكّد للهندوس بما يلي:
1 – إن الهندوس ليسوا كافرين .
2 – وإن الهند ليست “دارحرب”.
3 – والهند “دار أمن”.
4 – ولايجوز “الجهاد” ضدّ الهندوس. كما ناشدتْ منظمة “صيانة الدّيانة” الجديدةُ المنبثقة عن المجلس الهندوسيّ العالميّ الحركاتِ والمدارسَ الإسلاميّة بأن تنهض لتأييد النقّاط الأربع المسرودة أعلاه، وتصادق عليها بإصدار بيانٍ بأنّ خطوةً ضدّ الهندوس لن تنفّذ من قبلها؛ لأنّ الهندوسيّة – حسبما يزعم المجلس – مُعرَّضَةٌ للخطر. وإذا أبدت المنظّماتُ الإسلاميّة موقفًا ايجابيًّا إزاء النّقاط الأربع التي تتضمّنها المبادرة؛ فإنّ ذلك يُريح الهندوس. هذا، وقد وَجَّه (V.H.P.) الدّعوةَ إلى الباحثين الإسلاميّين بأن ينهضوا لهذا الغرض، ويعبّروا عن أفكارهم حول النّقاط الأربع. (صحيفة “همارا سماج” الأردية اليومية الصادرة بدهلي الجديدة، السنة/2، العدد/ 154).
* * *
الزعيم الهندوسيّ المتطرّف “بروين توغاريا“:
سوف يتمّ احتلالُ كلّ من بلاد باكستان وأفغانستان، وتقام “دولة هندوسيّة موحّدة“ ولايحقّ للمسلمين أن يسكنوا الهند
لايكفي مطلقًا إقفالُ مدارس مدينة “غوندا” و “بلرامفور” فحسب؛ بل يتحتم أن تُقفل جميع المدارس الإسلاميّة على مستوى البلاد؛ لأنّها تزرع الإرهاب وتُغذِّيه في البلاد. هذه الأفكار المسمومة أبداها الزعيم الهندوسيّ المهيّج المستر “بروين توغاريا” الأمين العام الإقليميّ لمنظمة “بجرانغ دال” الهندوسيّة – المعروفة بعداء الإسلام والمسلمين – في احتفالٍ عقدته منظّمة “صيانة الدّيانة” الهندوسيّة في ساحة “رام ليلا” الكائنة بمدينة “غوندا”. وقال: إنه لايحقّ للمسلمين أن يقطنوا الهند، إنها “دولة هندوسيّة”؛ وإنّما نحن الذين نحكمها؛ ومن الواجب على المسلمين جميعًا أن يستسلموا لما نُوجِّه إليهم من التّوجيهات والإملاءات، وينقادُ والكلِّ ما نحكم به كلَّ الانقياد. متى تُلْبَسُ القلنسوةُ؟ ومتى تُعفىٰ اللّحيةُ؟ ومتى تُقصّ؟ وما إلى ذلك، هذا كلُّه مما سنقرّر نحن بشأنه، وإن أرض الهند لامكانَ فيها للمسلمين والمسيحيّين. وأضاف قائلاً: إنّ البلاد لم يكن يُوجَد فيها أيّ رجلٍ مسلمٍ منذ أربعة عشر قرنًا؛ لكنّه قد أُرغم الهنادك على أن يعتنقوا ربقة الإسلام على الرّغم منهم، والواقع الذي نراه اليوم أن كلاًّ من بلاد باكستان وأفغانستان قد احتلّتا نصفَ البلاد؛ إذ أنهما كانتا في الماضي جزءًا من الهند. وزعم الرّجل: أنه كان يُوجَد في الهند عديدٌ من المراكز التعليميّة التي قام بالقضاء عليها المسلمون في عهد حكومتهم، وحَرَمُوْا الهنادكَ تعليمَهم. وناشد الهندوسَ بأن يشدّوا أزرَهم عن طريق التصويت. مؤكدًا: إننا نحن الهنادك، إذا نجتمع على رصيف واحد؛ فسنتمكّن من احتلال بلاد باكستان، كما سنظفر ببسط السيّطرة على بلاد أفغانستان؛ فيتحوّل الكلّ “دولة هندوسيّة موحّدة”.
وقال وهو يمضي في خطابه: إنه يُوجد في خارج الهند 50 ملايين من الهندوس الذين يعملون لصالح منظمة “بجرانغ دال” الهندوسيّة، على أنّ الفرقاء التي تعمل لصالح المنظمة داخل البلاد يبلغ عددُها 76 ألف فريق. وطلب من الهنادك أن يقطعو الصّلات بالمسلمين، ولايمارسوا معهم الأعمال التجاريّة؛ وإلا يَمضُوا في سبيلهم قدمًا إلى الأمام؛ بل يتعين عليهم أن يزاولو أعمال التّجارة بالاشتراك مع إخوانهم من الهندوس. مستطردًا: إننا لسنا بحاجة إلى استغلال أصوات المسلمين؛ بل إنما نحتاج إلى كسب الدّعم للهنادك. وردًّا على سؤال موجَّهٍ قام المستر “بروين توغاريا” برفضِ أنّ المدارس التابعة لمنظمة “آر، ايس، ايس” الهندوسيّة يُلقىٰ فيها التدريبُ نحو الإرهاب. وقال: ليَقِفْ بنا جميع الهندوس في سبيل القضاء على المسلمين في البلاد، ولا نستطيع المزيد من الصبر؛ لأنه قد عِيْلَ صبرُنا، ولا نسمح لهم بأن يقطنوا الهند. هذا، وقد قام كلٌّ من المستر “رنجيت سنغ” والمستر “شيتلا برساد تيواري” هما الآخران بنفث السّموم ضدّ المسلمين في الاحتفال. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية اليومية الصادرة بدهلي الجديدة، السنة/10، العدد/3513).
* * *
زعيم (V.H.P.) يبث السموم كالعادة:
لن تتمّ السّيطرة على الإرهاب حتى يتمّ فرض الحظر على المدارس الإسلامية
قد طالب الزعيم الهندوسيّ المتطرّف المدعو بـ”بروين توغاريا” الأمين العام الماليّ لمنظمة المجلس الهندوسيّ العالميّ (V.H.P.) مجدّدًا بفرض الحظر على جميع المدارس الإسلامية في البلاد بشكلٍ تامٍ قائلاً: إنّ البلاد لن تستطيع أن تقوم بالتّصدى للإرهاب؛ حتى يُفرض الحظر على المدارس الإسلاميّة كلِّها. وقال المستر: إنه توجد في باكستان أكثرُ من 400 مئة من المدارس التي لاتزال تُنجب أمثالَ “طالبان”؛ لأنها تُلقِّن درسَ “الجهاد”؛ فمن أجل ذلك يجب أن لايتكرّر مثلُ ذلك في أيّ مكانٍ من بلادنا الهند. وتابع – وهو يبثّ السموم – قائلاً: إن المدارس الإسلاميّة في كلّ من بلاد الهند، وباكستان، وأفغانستان، والمملكة العربيّة السعوديّة، مناهجُها التعليميّة موحّدةٌ، مما يُمكِّنها من تخريج “الإرهابيّين” بكثرةٍ متزايدةٍ. مؤكّدًا: إن الهند دولةٌ علمانيةٌ ولن تحتمل فيها “الأصوليّين” بشكل أو بآخر، أولـٰـئك الذين يُثيرون الكراهيّة في أذهان الشعب الهنديّ. مضيفًا: إن “أمريكا” و”بريطانيا” قد قامتا بإعداد لوائح قاسيةٍ ضدّ الإرهاب، يمكن من خلالها التّصدي لخطر “الجهاديّين”، كما تناولَ القرارَ الذي اتخذته حكومةُ ولايةُ “كيرالا” بشأن إحالة مُدرِّسي المدارس الإسلاميّة إلى معاش التّقاعد بالانتقاد اللاّذع، مطالبًا إيّاها بأن تقرّر سحبَ هذا القرار، اعتبارًا منه أنّ هذا القرار سيؤدّى إلى تصاعد عدد المدارس التي تُعلِّم – كما زعم – تقتيلَ الأفراد الأبرياء دونما ذنبٍ يُبرِّرُه. هذا، وقد علَّل الرجل تباطؤ الاقتصاد العالميّ بأنّ الدول الإسلامية عادتْ تجنّد كلّ طاقاتها من أجل الحفاظ على “الجهاديين” الإسلاميّين. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية، السنة/10، العدد/ 3518).
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دارالعلوم ديوبند ، جمادى الأولى – جمادى الثانية 1430 هـ = مايو – يونيو 2009 م ، العدد : 5-6 ، السنة : 33