محليات

تعريب :  الأخ محمد أجمل القاسمي

“هذه رسالة من أم مكلومة بمدينة حيدر آباد مُنيتْ أسرتُها بعذاب أليم دونما ذنب، تقدّمت الأم المظلومة بالرسالة إلى سيادة الأستاذ “عزيز برني” رئيس تحرير صحيفة “راشتريه سهارا” اليوميّة الأرديّة السيّارة، الذي تكرَّم بنشرها في الصحيفة في عددها “3409” من سنة “10” ووضَعَها مكانَ كلمة التحرير، وإليكم الرسالةُ مُعَرَّبةً من الأردية”.

سعادة الدكتور رئيس تحرير صحيفة راشتريه سهارا!

       تحيةً وسلامًا

       المرجو أن تكون بعافية وسلامة .

       إنَّني أم مكلومة، أقدِّم إلى سعادتكم حكايةَ العذاب والعدوان القاسي الذي مُنِي به أفلاذ كبدي أبنائي الثلاثة: رضي الدين ناصر، ومقيم الدين ياسر (الحائز على شهادة إيم، بي، إي) وبليغ الدين جابر (طالب الهندسة في العام الثالث) من قبل الشرطة.

       رضي الدين ناصر أصغرُ أبنائي، وهو من مواليد عام 1987م، كان يناهز 17 من عمره عندما حاولت الشرطة توريطَه في المحاكمات الخطيرة. وزوجي الشيخُ نصيرالدين تمَّ إلقاء القبض عليه بيد الشرطة الكجراتية يوم 31/ أكتوبر عام 2004م من مكتب مدينة حيدرآباد، وبنفس الوقت قام بعض عناصر الشرطة الكجراتيّة بإطلاق الرصاصات على شاب مسلم يُسَمّى “مجاهد سليم” الذي سقط قتيلاً على مكان الحادث. وكان الشهيد “مجاهد” أحدُ أبناء الشيخ عبد العليم الإصلاحيّ الّذي يربطه علاقات الصداقة القديمة بزوجي المقبوض عليه.

       وعقبَ الحادث توجَّه ابني “رضي الدين ناصر” إلى الشرطة بـ”سيف آباد” / “حيدرآباد” بحاكم الشرطةَ ضمن بند (883) من الدستور الهندي بتهمة مباشرة القتل دونما ذنب، وفعلاً تَرُدُّ عليه الشرطة فتُحاكِمُ عديدًا من أهالي المدينة بمن فيهم مجاهد الشهيد وزوجي المقبوض وأبنائي الثلاثة، وذلك ضمن بند (307) بتهمة القيام بمحاولة الاغتيال، لتتمكَّن من إِضْعافِ القضيّة المسجَّلة ضدها، وإثبات تفاهة الاهتماماتِ بشأنها وإلْقَائِها في طَيّ الخفاء، وفي اليوم التالي تقوم بإقامة الدعوى ضدَّ عديد من الشباب المسلمين بالإضافة إلى أبنائي الثلاثة موجِّهةً إليهم تهمةَ الإخلال بالأمن وإثارة الفوضى في جنازة الشهيد “مجاهد” الساقط قتيلاً نتيجةَ إطلاق النار أمس.

       هذا، والقبضُ على زوجي أصابَ الكآبةَ الكئيبةَ بأسرتي وخاصةً بابني ناصر، إذ هو كان أصغَر إخوته وأحبَّ الناس لدى الجميع، شغَلَتْه المأساةُ عن كل شيء، راح لايتذوَّق الطعامَ والشرابَ، وعاد يقضي الليالي يَرقُد لايأوي إلى الفراش، وتستمرُّ حالتُه هذه طيلةَ عام حتى يبدو له أن يُغَادِرَ مدينةَ حيدرآباد لأداء العمرة؛ فلعلَّ انقلابَ الجوّ وزيارةَ بيت الله العتيق والمقدَّسات الإسلامية الأخرى تُكْسِبه الفرجَ والراحة؛ فنُجهِّز جهازَه للسفر حتى يحقِّق أمنيّتَه، ونُودِّعه للزيارة المباركة.

       وحقًّا سَعِدتْ زيارتُه؛ فإنّه يَشْعُر هنا بالراحة والعافية، ويعيش راضيًا مسرورًا، وإنّه يقول لنا في بعضِ اتصاله: إنّه هنا مرتاحٌ للغاية وبدأ يتعلَّم قراءةَ القرآن الكريم أيضًا، وبعد فترة يتَّصِلُ بنا يستأذننا للمزيد من القيام هناك ليستكمل القرآن الكريم؛ فإنه يجد هناك من الراحة، ما لايجد في سواه. يمضي حينٌ منالدهر ويختفي منّا خبرُه، ولانفوز بالاتصال به رَغمَ محاولاتنا المتَّصلة عبرَ صلاحيّة التأشيرة التي كان يَحْمِلُها؛ ولكن لاينقطع رجاؤنا فيه فنصبر قائلين لأنفسنا: إنّه سيعود إلينا إذا تنتهي صلاحيّةُ جوازه في ديسمبر 2005م أو يُسَفَّر إلى الهند من المملكة؛ ولكن فُوجئنا يوم 25 يناير 2008م بنبأ أليم، حَمَلَتْ الصحفُ إلينا أنّه تمّ إلقاء القبضِ على عدد من الشباب 11 يناير 2008م بمن فيه ابني “ناصر”. لاندري أنّه متى ومن أين قَبَضَوا عليه؛ ولكنهم أعلنوا أنهم قبضوا عليه من ولاية “كرناتكا”، وذلك بتهمة القيام بعملية السرقة بصحبة شابّ آخر، وبالتالي أُقيمت عدةُ دعاوي ضده إلى جانب اتّهامِه بكونه عضوًا في حركة الطلاب المسلمين الهنود.

       وبعد ذلك يتم نقلُ ناصر إلى مدينة حيدرآباد ليتمَّ عرضُه على المحكمة بشأن الدعوى المُقامة ضده من قبل الشرطة إثر إلقاء القبض على والده، وَلِيُسْحَبَ من هنا ضمنَ تخطيطٍ من الشرطة تحت سيطرتها؛ حيث يتم نوريطُه في محاكمات جديدة اتّهامًا إيّاه بالقيام بالتفجيرات بـ مكة مسجد، وجروان من مدينة حيدر آباد، ولكن “ناصر” كان في (17) من عمره آنذاك، الأمر الّذي يجعلُ الشرطةَ لاتنجح في تطبيق نواياها الخبيثة؛ حيث لم تكن مسموحةً بشكل قانوني بوضعه تحت سيطرتها، والمحكمة تُصدر الأمر بحمله إلى “كرناتكا” حيث كان حبيسًا من ذي قبل، ليقضيَ فترة ما بين 60 و 70 تحت سيطرة الشرطة الكرناتكيّة، ويمرُّ خلالها بعديد من عمليات الاستجواب والتفتيش التي بعضُها كانت خطيرةً للغاية ممّا يُنْهِكه إنهاكاً ولايُسفر عن نتيجة مَّا، فَيُنْقَل من هنا إلى سجن “بلكام”.

       والآن بدأت المحاولاتُ من جديد التي تَهْدِف إلى نقل “ناصر” إلى مدينة حيدر آباد، كما أنّ المذكّرات المُلْحقَة التي تقدَّم بها رجالُ الشرطة بشأن الجناية ذات الرقم (198) هي الأخرى تَضُمّ اسم “ناصر”؛ ولكن لم يتم بعدُ تسليمُه إلى الشرطة لإجراء عملية التفتيش، وقد علمنا أن الشرطة الكجراتيّة تسلَّمتَ “ناصر” يوم (23 سبتمبر 2008م) وحملَتْه إلى “كجرات” بحجة التحقيق معه حيث ورَّطَتْه في الانفجارات التي شهدَتْها مدينة أحمد آباد الكجراتيّة. ابني يستمرّ في حسبه منذ 9 أشهر، فماذا يُبرِّر القبضَ عليه بشأن الانفجارات التي حَدَثَتْ في الأيام الأخيرة؛ قد تمّ إقامةُ 20 من الدعاوي ضده وأمضى بشأن 8 دعاوي تحت إيقاف الشرطة مدةً بَلَغَ مجموعُها 38 يومًا، وقد بقي عرضه على المحكمة بشأن 12 من الدعاوي التي رُبّما يصدر بشأن كل منها أحكام قضائية تأمر بوضع المتَّهم تحت إيقاف الشرطة لمدة 8 أيام. ولا ندري أنّ هناك كم وكم من القضايا والمحاكمات التي تم تخطيطُها من الشرطة وبقي توريط ابني فيها، لماذا تُلاَحِقُ الشرطةُ رجالَ أسرتي؟ مَنْ يتحرّك وراء هذه العمليات الظالمة ومَنْ يخطِّط لها. أمرٌ لانكاد نفهمه.

       هذا، وعقب القبض على “ناصر” تتكاثفُ تهديداتُ الشرطة لشقِيقَيْه “مقيم الدين ياسر” و”رفيع الدين جابر” التي سبقت لها أن أقامَتْ ثلاثةَ دعاوي خطيرة ضدهما، ويتحقّق الخطر المنتظرُ إذ يعود “ياسر” – الذي له ثلاثة أولاد صغار – من دكانه كالعادة، وتتعرّض له الشرطة في الطريق فتُلقي القبض عليه، وذلك 15 يناير عام 2008م، وتَصُبُّ عليه ألوانًا من العذاب الجسمي والنفسي طيلة 24 ساعة لينزع منه الاعتراف بالقيام بالتفجيرات، وفي اليوم التالي يتمّ عرضُه على القاضي الذي تولّى التحقيق. وذلك في الساعة التاسعة ليلاً في منزله؛ حيث كان “ياسر” لايستطيع القيامَ فضلاً عن المشي، ممّا يؤدي إلى تسليمه إلى الإدارة المعنيّة بإجراء التحقيق المزيد، حيث يذوق من العذاب ما يعجز عنه الوصف. وبعد فترة يتمّ تسلميه مجدَّدًا إلى الإدارة المعنيّة بشأن قضيّة أخرى، وخلال النظر في القضيتين تحاول الشرطة قانونياً لسحبه تحت سيطرتها؛ ولكنّها تواجه الفشل. وقد علمنا بعدُ أن الشرطةَ فازت بحصول الأمر من المحكمة بشأن إلقاء القبض على “ياسر” في قضية وهمية (تتعلَّق بالمادَّة “213” التي تعني نسبح المؤامرات ضد الحكومة) وقد كان تمّ تخطيطها قبل شهر، وسوف يتمّ نقله إلى مدينة “حيدرآباد”.

       وهذه نفس الحكاية لابني الثالث “بليغ الدين جابر” (الطالب بكليّة الهندسة المعروفة بالمدينة) يُلْقَى القبضُ عليه قبل حلول شهر رمضان بيوم وبالتحديد يوم 1/سبتمبر عام 2008م ويُقام ضده نفس الدعاوي التي أقيمت ضد أخيه الكبير “ياسر” فضلاً عن دعوى أخرى اُتُّهِمَ فيها بأنّه ساهَمَ في قذف الحجارة على محل تجاري مع المشاغبين الآخرين؛ ولكنَّ المحكمة أصدرت الحكم بَبرأته بكل احترام، وإنّه هو الآخر وُرِّط في المحاكمات مع أخيه وتمّ نقله إلى ولاية “مدهيا براديش”.

       كلا الشقيقين اُتِّهما بأنهما قاما بتوفير النشرات والملفَّات المخطورة للشيخ صفدر ناكوري رئيس حركة الطلاب المسلمين الهنود المقبوض عليه. وقد نُقلا إلى ولاية “مدهيا براديش” حيث اُعْتقلا لفترة خمسة أيام، ثم زُجَّ بهما في السجن المركزي بمدينة “إندور”. ومن المفترض أن “جابر” لايتمكّن من أداء امتحاناته ويخسَر هذا العالمَ الدراسي أيضًا، وهذا كله يجعَلَ القارئ يتأكّد أنه لايتم إلقاء القبض على شاب وإلاّ ويتم قبله إقامة ثلاث دعاوي “882” و “410” و “198” ضده .

       هذا حكاية ما مُنِي به زوجي وأبنائي من العذاب والمؤامرات والمحاكمات الوهميّة وأمّا مُنِيْتُ به أنا بدوري وبناتي وزوجة ابني والأولاد الصغار طَوَالَ هذه الفترة المديدة فأمر يصعبُ وصفه، كل مانواجه لايعلم مدى وطئته إلا الله المستعان أو نحن المعانون. مرارة الألم والعذاب إلى تضاعف وتزايد كأنَّنا معلَّقون على صلبان الظلم والعذاب، أُلْقِيَ عليّ القبضُ خلالَ هذه المدَّة وسُحِبَتْ ابنتاي في المحاكمات ضمن “882” إلى المحكمة. داهمَت الشرطةُ على منزلنا 27 أغسطس 2008 ليلاً، وعَرّت المحجّباتِ عن الحجاب بحجة التحقيق، وليس هناك رجلٌ في بيتنا، إنّما فيه النساء والصغار، نعيش في ظلّ الخوف والذعر، لاندري متى تُهاجم الشرطة على بيتنا وتُلقي القبضَ على النساء بحجة أو أخرى.

       وما بقي لنا سوى أن نعتقد تلك المعاناة ابتلاءٌ من عند ربِّنا، ونحن ندعو الله إذ ليس عندنا إلاّ الدعاء، وإذ أوكّد أن الدعاء هو الذي جَعَلَنا باقين أحياء في أتون العذاب أرجو المسلمين جميعًا أن يدعوا لنا وخاصة لأبناني وغيرهم من الشباب الأبرياء أن يرزقنا اللهُ وإيّاهم الاستقامة في المحن والشدائد ويعافينا من العذاب بشكل عاجل؛ فإنّه نعم المولى ونعم النصير.

                                  والسلام

                                  الوالدة

                                  تسنيم فاطمة

                                  العدد: 3409 ، السنة 10

*  *  *

يحكي رحلته إلى الإسلام أولُّ من من ضرب المعول

على قبة المسجد البابري الأثري يومَ تمّ هدمه

       مهتدى للإسلام حديثًا يُسَمّى “محمد عامر” حاليًا – وبلبير سينغ سابقًا – كان في طليعة الشباب الهندوسي المشاغب الثائر الّذي باشر هدم المسجد البابري الأثري 1992م، حالَفَه التوفيقُ الإلـٰـهيُ فتَشَرَّف باعتناقِ الإسلام، وأنه قام خلال الأيام القريبة الماضيَة بجولة دعويّة، وتَحدَّث إلى احتفال شعبيّ موسَّع للمسلمين فحكى قصّة رحلته إلى الإسلام قائلاً: أنا وُلدتُّ في بيت هندوسي كريم بقرية من ولاية “هريانا”، كنت في فتوّة الشباب وكانت قضيةُ المسجد البابري في أحرج ساعات، كنتُ وقتذاك مدفوعًا بالروح الوثـّابة الداخليّة، وبجانب ذلك كانت تساورني المخاوف والاخطار وعلى الرغم منها عقدتُ العزم على أن لا أستريحَ حتى يتم هدمُ المسجد البابريّ ويتمكّن الهندوس من إنشاء معبد “راما” على مكانه، وكان هناك نحو خمس مئة ألف من الهندوس الذين كانوا يتدفَّقون بروح الانتصار للهندوس، وكانوا قد احتشدوا من شتى أكنافِ البلاد في مدينة “أيودهيا” كانوا يحلفون بأنّهم لايستريحون ولا تكتحل عيونهم بالنوم حتى يُباشروا هدم المسجد ويُنْشِؤُوا المعبدَ الهندوسي على أنقاضه، وبينما هم كذلك إذ أنا خرجتُ من بين الجموع الثائرة المائجة أحملُ لواء ولاية “هريانا” وأتشجَّع فأمُرّ بين يدي الشرطة وأصعد على القبّة الثالثة للمسجد فأواصل ثلاث ضربات متوالية بالمعول وبجميع ما أدّخرهُ من القوّة، وهناك تعلو الهتافات وتهاجم الهندوس على المسجد، أمّا أنا فأخذ قلبي يسيطر عليه خوفُ الجانّ والمسلمين، وعُدتُّ أفقد السيطرةَ على نفسي، المِعوَلُ مُعَلَّق برأسي وكتفي، وأحاول أن أصرَخ “أغيثوني! وأدركوني” ولكن حُصِر على لساني، فأشرتُ إلى واحد من المتَهاجمين، فساعدني حتى نزلتُ، ووجدتُ نفسي لاتهدأ ولايقِرِّ لها قرار، فأخذت الطريق إلى الوطن بشكل فوريّ أترقّب الشرّ في الطريق وأتوجَّسُ الخيفةَ في النفس، ووصلتُ إلى قريتي بشكل أو آخر فوجدتُ الهندوسَ الذين رَأوا صورتي على شاشة التلفاز يستقبلونني ويتساقطون عليَّ بعيون جارية بعواطف التقدير وقلوب فائضة بالحبّ والإعجاب، وانهالت عَليّ التهانئ من جميع أنحاء البلاد.

       ولكن لمّا توجَّهتُ إلى بيتي وجدتُ البابَ مُغلَقًا علَيّ، وأدركتُ والدي أنّه ساخط عليّ، يستنكر الانتصار الذي حقّقتُه ويقول لي: سفحتَ دمَ الإنسانيّة أيها الشبابُ المتهوِّر. وكان أبي رجلاً طيبًا يحترم جميعَ الديانات وكان مُدَرِّسًا أنذاك في المدارس الابتدائية، إنّه وجَّه إليّ كلمات صافحتْ سمعي وعانقتْ قلبي. وذلك بلهجة مِلْؤُها الألمُ والأسف؛ فقد قال لي فيما قال: إنَّني كنتُ أقول في المدرسة للصغار: إن المسلم والهندوسي والسيخي والمسيحيّ: الجميع إخوة، تربطهم الأخوّة الوطنيّة؛ ولكن أين الهندُ اليوم من تلك الأخوّة الكريمة!؟

       الاضطرابات تندلع، والنارُ تأكل المدنَ والقرى، والأرضُ تفيضُ دمًا ودموعًا، وأنت أيّها البغيضُ مسؤول عن هذا كلِّه، ولَسْتَ أنتَ بمسموح للدخول في منزلي.

       عُدتُ من عند والدي وبَقِيتُ عام 1992م أتجوَّل هنا وهناك أخاطبُ الحفلات الهندوسيّة؛ ولكن تحطمتُ داخليًّا، وما زلتُ أتحوَّل من سوء إلى أسوأ حال، يساورني خوفُ النفس، وأترقَّبُ كلَّ وقت أن يُصِيبَني مسلمٌ مُلْتَحٍ رأى صورتي على شاشة التلفاز ويقتلني؛ وعلى كلٍ، فأصبحتُ على حالٍ استعصى علاجُها على الأطبَّاء؛ فراجعتُ إلى الشيخ مسلم صالحٍ شفاني الله بدعائه وعُدتُ إلى حالتي الطبيعيّة، فندمتُ على ما قدّمتُ، وعند ذاك بدأتُ قراءةَ الكتب الإسلاميّة، فحالَفَني التوفيقُ الإلـٰـهيّ، وفرَرَتُ إلى رَبّى أتوب إليه توبةً نصوحًا. وهذا ما حَمَلني على اعتناق الإسلام. ولم تكن لرحلتي إلى الإسلام سبب سواه. وحسبَ معلومي الشخصي إنّ معظمَ الهندوس الذين ساهموا في هدم المسجد البابري إمّا أُصيبوا بالجنون وإمّا اُبْتُلُوا بأمراض مستعصية العلاج أدّت بهم إلى وفاتهم. وقال المسلم الجديد محمد عامر: إني أعترف بأن الإسلام هي ديانة طاهرة وحيدة، وأوكِّد أن أبناءها هم الذين يَتَمتّعون بالإنسانيّة؛ وأنّهم هم المواطنون الوفيّون للبلاد، واِتّهامهم بكونهم إرهابييّن تهمة كاذبة تُعْوزُها المصداقية. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية الصادرة بدهلي الجديدة العدد (3403) السنة 10)

*  *  *

الإنسان في غياب الإسلام

       رفعت إدارة المباحث المركزيّة دعواها إلى محكمة الاستئناف العليا بدهلي العاصمة التي كشفتْ فيها عن المواقف الاستفزازيّة المخجلة للإنسانية للمدعو “كولي” المتَّهم الرئيس بشأن قضايا الاغتصاب والقتل، التي شَهِدَتْها “نتهاري” بمدينة “نويدا” بالقرب من “دهلي” العاصمة، والتي ردَّدَتْها وأَشْهرتْها وسائلُ الإعلام خلال الأيام الماضية. ادّعت الإدارة أنّ المدعو “كولي” كان يقوم باغتصاب الفتيات فلَمَّا كان يقضي منهن الوطر، يلفتُ إليهنّ فيَذْبحُ ويتناول الأثد وبعضَ الأعضاء الأخرى في ضراوة، كما ذكرت أنّ الجاني قام خلال الفترة الممتدّة من أكتوبر 2004م إلى فبراير 2005م بارتكاب ما يبلغ مجموعُه 12 واقعة لاغتصاب الفتيات واختطاف بعض الأطفال المراهقين بين فترات متباعدة ومتقاربة، وأشبع شهوته الجنسيّة بجميع هولاء، وذَبَحَهم وجَزّأ جثثهم واحدًا تلوالآخر بشكل استفزازي بشع. وأفادت الإدارة أن المجرم ذهَبَ يوم 8/ فبراير 2005م بفتاة إلى الطابق (D-5) في القطاع (31) حيث خنقها بخمارها، ثم نقل جثّتها إلى الحمّام ليُجزِّئها، ولمّا انتهى من عمليته الوحشيّة عمد إلى الثدي وإلى الأعضاء الأخرى ليطبخها ويتناولها، والتفت إلى الأعضاء المتبقّيّة فألقاها في مجرىً للمياه النّجسة من الباب الخلفي، وما إن تمرُّ مدةُ شهر على الواقع حتى يُعَاوِدَ العمليتَه نفسَها من جديد مع فتاة أخرى، رَاوَدَها واقتادها برفق إلى منزله؛ حيث اغتصبها ما شاء ثم ذَبَح وتناول من لحومها، وقالت الإدارة: إنه حدث ذات مرة أنّه اختطف مراهقًا زعمًا منه أنه فتاة، ولكن لمّا تبيّن أنه طفل لم يمتنع من إمضاء العملية الوحشيّة وأكل قلبه وكبده. وقالت تقاريرُ الفحص الطبيّ أنّ الجاني كان يكون في حالته الطبيعيّة لدى القيام بتلك العمليات، ولكنّه كان مصابًا ببعض الأمراض الشهوانية والجنسيّة. وذلك إن دلّ على شيء فإنّما يدلُّ على أنّ طبيعته الإنسانيّة قد مُسِخَتْ وقَلبُه قدمات وتحوّل إلى حجر صلب، الأمر الذي يأتي ناشئًا عن كون الإنسان بعيدًا عن الإسلام، وكونه لايخاف اللهَ والقيامَ أمام ربّه القهّار المقتدر. (صحيفة “راشتريه سهارا” الأردية الصادرة بدهلي الجديدة العدد “3405” السنة 10)

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند .  محرم 1430هـ = يناير  2009م ، العـدد : 1  ، السنـة : 33

Related Posts