اللغة والأدب

بقلم : الأخ الأستاذ ياسر نديم القاسمي

كلّية معارف الوحي والعلوم الإنسانية

الجامعة الإسلامية العالمية ، ماليزيا

ظهور الكلاسيكيّة في النثر العربي:

       مرّ النثر العربي بحالة أكثر تدهوراً بالنسبة إلى الشعر خلال العصرالعثماني الذي يعد عصر الضعف للآداب العربيّة. كان النثر في هذه العصور أسير قيود المحسِّنات البديعيّة، إضافة إلى ذلك ما دخله من ألفاظ تركيّة، وأوروبيّة، وعاميّة، ثم ضيق الأغراض والمعاني والأخيلة كان ضغثاً على إبّالة. فكان النثر لا يعدو بعض الرسائل الإخوانية والديوانية، فلما قامت النهضة الأدبيّة، وقويت حركة إحياء القديم، وازداد نشر التراث الأدبي، وانتشرالتعليم في مجتمعات مصر، وتُرْجِمَ بعض الكتب من الثقافات الأوربيّة، واتسعت الصحافة الأدبيّة بين قرّائها، كلّ ذلك أدّى إلى تحويل الأذواق وصرفها إلى الجديد الوافد من الغرب، أو إلى القديم الأصيل. ومعنى القديم عند الكتّاب هو المذهب الذي يلتزم بجزالة اللّفظ وإحكام الصياغة، فأخذ أصحاب هذا الاتجاه يسلكون سبيلاً من الكتابة المشرقة الصافية، على منوال مدرسة جاحظ البيانية القديمة التي تنتظم كبار كتّاب اللّغة العربيّة في عصورها الزاهرة، أمثال الجاحظ والتوحيدي وغيرهما. هؤلاء الكتّاب المحافظون اكتسبوا ذوقهم من أذواق أعلام المدرسة البيانية القديمة، واستجمعوا عناصر ملكات القدماء الفنّية بمُدارسة التراث الأدبي لهم.

       محاكاة المدرسة البيانية لا تعني أن الكتّاب من هذا الاتّجاه صرفوا عنايتهم إلى الماضي فحسب، ولم يعنهم ما يجري في حاضرهم، إنما سايروا الزمن، واهتموا بقضايا حاضرهم، ممّا أدّى إلى التعدّد في أغراض النثر الأدبي الكلاسيكيّ الذي إذ شمل معظمَ الأغراض القديمة المنتمية إلى المدرسة البيانية الجاحظية، احتوى على القصص، والروايات، ومقالات الوصف، والتراجم التحليلية، ومقالات النقد الأدبيّ.

       لم تظهر الكلاسيكيّة في النثر العربيّ فجأة، إنما أدّت إليها عوامل كثيرة، من بينها: العناية بدراسة اللّغة العربيّة وآدابها في الأزهر والمدارس والمعاهد والجامعات، وإحياء مصادر الأدب العربي القديم، وطبع أحسن مؤلّفات الأدباء المعاصرين، وظهور المجلاّت الأدبيّة، وعناية الصحف اليوميّة بالأدب، وإنشاء دار الكتب المصريّة، وتعدّد الثورات الشعبيّة، وما إلى ذلك.(41)

       نتيجة عن كل ما سبق من العوامل التي ازدهر النثر العربي بفضلها، ظهرت عدة أسماء تُعَدُّ من أعلام النثر العربي الكلاسيكيّ، من بينهم: الإمام محمد عبده، وعبدالله باشا فكري، وجاويش، وفتحي زغلول، ومصطفى صادق الرافعي، والمنفلوطي، والمويلحي، وجورجي زيدان، وغيرهم.(42)

       المدرسة لا تتشكّل مدرسة إلاّ أن تكون وراءها فلسفتها التي تعزّزها، وعناصرها التي تركّبها، ومقوّماتها التي تقوم عليها. فيجدر بنا أن نسلّط ضوءاً على المقومات التي يقوم عليها النثر العربي الكلاسيكيّ:

       1- صياغة الأسلوب بتنسيق أجزائه على ما يقتضيه المعنى من الترتيب، فلا يقع لفظ إلاّ ويكون وضعه هناك أحكم من حيث التقديم والتأخير، والفصل والوصل، والذكر والحذف. ولا يجد القارئ من خلال الأسلوب سوى المعاني المتراصة المترابطة المحكمة  الجارية على مقتضى أصول النحو والبيان والمعاني.(43)

       2- تغليب مسحة التصوير للمعاني عن طريق الاستعارة والمجاز؛ ليكون الأسلوب أقوى وأبلغ تأثيراً في النفس من الدلالة الحقيقيّة والمعنى المباشر.(44)

       3- إسقاط الخصوصية الذاتيّة على الكتابة، أي الإبداع الدال على المزاج والذوق والشخصيّة. فلا احتذاء ولاتقليد فيما تصوّره النفس سوى ما تراءى لها من فكر وخواطر وأسلوب من دفق النفس وفيض الوجدان.(45)

       فالنثر الكلاسيكيّ يهتمّ بتحقيق الصورة الأدبيّة للأسلوب العربي على نحو ماكانت في خلال عصور الأدب القديم الزاهرة، ويهتمّ بمتانة الأسلوب، وجزالة اللّفظ واتباع الأصول البلاغيّة، كماله اهتمام بالمجتمع. وكلّ هذا من الأمور التي توافق أصول الكلاسيكيّة الأصيلة.

أثر حركة الوعي الدينيّ على الكلاسيكيّة:

       جاءت المدرسة الكلاسيكيّة متّسقة مع حركة الوعي الدينيّ التي قادها جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والتي جعلت أصحاب النزعة الأدبيّة يتّجهون في المجال الأيديولوجي للالتحام بهذه اليقظة، والانطلاق من قيمها، والتحرك في مجالها، والتعبير عن مضامينها، ثم انتقاء المذهب الأدبي الذي يلائم طبيعتها. وهو مذهب يقدّس الماضي، ويقتبس منه ويستنيربه، ويعتبره المثل الأعلى لصنع الحاضر. يمكن لنا أن نقدّر مدى تأثير الحركة الدينيّة على الأدب بقول الرافعيّ الذي قاله في كتابه “وحي القلم”:

       “الأدب من هذه الناحية يشبه الدين، كلاهما يعين الثاني على الاستمرار في عمله، وكلاهما قريب من قريب. غير أن الدين يعرض للحالات النفسيّة ليأمر وينهى، والأدب يعرض لها ليجمع ويقابل، والدين يوجّه الإنسان إلى ربّه، والأدب يوجهه إلى نفسه. ذلك وحي الله إلى الملك وإلى نبيّ مختار، وهذا وحي الله إلى البصيرة وإلى إنسان مختار.”(46)

       من المؤكّد أن المدرسة الكلاسيكيّة في النثر قد تأثـّرت كثيراً بما قام به الإمام محمد عبده من جهود جبّارة في ساحة الأدب، ومن كفاح ونضال لأجل إحياء اللّغة العربيّة، وتحريرها من السجع والمحسّنات اللفظية. حقًّا إنّ الإمام محمد عبده شخصيّة دينيّة بحتة، يقتبس من الدين، ويناضل لأجله، ويتفكّر فيه، كان محمد عبده يحمل فكرة ثائرة أخذها من شيخه جمال الدين الأفغاني. أراد الإمام أن يقوم بإصلاح العرب عامّة، والمجتمع المصري خاصة من خلال إصلاح لغتهم وأدبهم، فدعا إلى تنقية اللّغة من الألفاظ الدخيلة، والمصطلحات السقيمة، وإلى تهذيب أسلوب الكتابة بإطراح المحسنات البديعيّة المتكلّفة. ولتحقيق هدفه أدخل على التعليم في الأزهر دراسة أمّهات كتب الأدب والبلاغة، مثل «أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز للجرجاني»، ومثل «ديوان الحماسة لأبي تمّام، والكامل للمرّد». وكان هو يشرف على تحرير “الوقائع المصريّة”، يرسم للكتّاب والأدباء طريق إصلاح لغة الكتابة، ولهذا كلّه أثره في النثر الفني في العصر الحديث.(47)

       كان الإمام محمد عبده رائداً روحياًّ للثورة العربية التي بدأ منها العصر الحديث في مجال الأدب العربي على رأي بعض النقّاد. فكان رمز المجتمع المصري في كفاحه، وتطلّعه إلى الحريّة، والتفّ حوله صفوة من الأدباء يتتلمذون عليه، ويستوحون من فكره من أمثال «سعد زغلول، والرافعي، والهلباوي، وأحمد لطفي السيد، والمراغي، والظواهري» وغيرهم. فاقتباساً من فكر إمامهم غيّر هؤلاء الأدباء مسار الأدب، وحوّل قبلته من الآداب الغربيّة إلى الأدب العربي القديم، حتى ظهر لنا نثر أدبي كلاسيكيّ رصين، خال من العجمة والتغريب.

مصطفى صادق الرافعي:

       هو كاتب عظيم، ومفكر إسلامي رفيع المقام، وكان في الطليعة من قادة الرأي والبيان، وعلماً من أعلام المدرسة الكلاسيكيّة. تهيّأ لتمثيل المذهب القديم واحتذاء أساليبه، بعد أن تهيّأت له التنشئة الأدبيّة الصارمة التي تمتُّ بكل مقوّماتها إلى الوعي الديني والإيمان بعظمة اللّغة العربيّة وعبقريتها. نقف وقفة في السطور الآتية حول هذا الكاتب العظيم، ونختار بعضاً من نماذجه الأدبيّة، لأنها تمثّل المدرسة الكلاسيكيّة في النثر. تمّ اختيارنا للرّافعي كممثّل لهذه المدرسة، لأنّه في زعامته لها بمثابة أحمد شوقي في زعامته للشعر الكلاسيكيّ. فكلّ من الرجلين قد مثَّل الاتجاه الكلاسيكيّ، وذلك من جهة حفاظهما على مقوّمات الأداء الفني، والأسلوب المحكم، والتأثر بالقديم.

       يقول عبدالمنعم خفاجي عن الرّافعي: “كان متميّز الديباجة والأسلوب والمنهج، يغرق كثيراً في الخيال، ويتكلّف ألواناً من صنعة البديع تكلّفًا قد يصل به إلى حدّ الإغراب، ويتأثـّر بالقرآن الكريم والحديث تأثراً شديداً. امتاز أسلوبه بالسلامة والإيجاز والعمق. كان الرافعي مشهوراً بالاقتصاد في أسلوبه يفصل ألفاظه على قدر معانيه تفصيلاً لا يتفق لغيره، يقصر ولا يطول، ويضيق ولا يتسع. وهو بعد ذلك أسلوب سليم المنطق جيّد التقسيم، إلاّ أنه بعيد الإشارة غريب الاستعارات، كثير الخيالات والصنعة.”(48)

       بعد ما نال الرافعي الشهادة الابتدائية أصابه مرض ترك حبسة في صوته ووقراً في أذنيه، لم يلبث أن أصبح أصماًّ.(49) هذه العلة أسفرت عن انعزاله عن المجتمع، فلا يخالط الناس ولا يحادثهم، وكان لهذه العلّة على حياته أثر أيّ أثر. يقول سعيد العريان: “قويت الصلة بينه وبين هؤلاء القدماء بقدر انطوائه على نفسه، وانعزاله عن الناس، فطفق يعوّض هذا النقص الذي شعر به، ويلح في أن يكتب البيان الذي يربطه بالقرّاء في عالم الأدب، ويحقق له الظهور بقدر ما عاقته العلّة عن تحقيقه في دنيا الناس. فكانت صلته بكتب التراث الأدبي صلة حيّة، تحوّل فيها الشعراء والكتاب إلى خلطاء وسمّار ورواة يشافهونه، ويبثّونه أسرارهم، ويؤثـّرون فيه، ويشعر بما يشعرون، ويتذوّق مايتذوّقون، وينطق مثلما ينطقون، بل وجدت بلاغتُهم في نفس الرافعي قلباً خاليًا ولسانًا لم تؤثـّر فيه العاميّة، ولم تنازعه لغة أجنبيّة، فاستأثرت به المدرسة القديمة بكل معنى واعتبار.”(50)

       إنّ عكوفه على مطالعة كتب القدماء، وعدم تأثـّره بالعاميّة، أو أدب أجنبيّ جعلاه من أبرز أعلام المدرسة الكلاسيكيّة، ومن أعظم كتّاب اللّغة العربيّة في عصره، حتى اعترف بذلك من عاصره. فيقول عنه الزيّات: “إنَّ تغلغل عقله في أغوار الأدب العربي القديم طريقة وحده في الكتابة،  وكانت ثقافته متصلة اتصالاً وثيقاً بتراثنا القديم الذي يتمثّل في أسلوبه، ويتغلغل في أدبه في صورة لا تجد لها نظيراً في آثار المعاصرين.”(51)

الرّافعي والكلاسيكيّة:

       أراد الرّافعي أن يكون صاحب رسالة بين أدباء جيله، قوامها مدافعة أسباب الزيغ والفتنة والضلال عن اللّغة العربيّة، ضارباً المثلَ من قلمه على الأسلوب البياني الرفيع، محاولاً أن يعود بالجملة القرآنية، ويجرسها إلى أسماع القراء. نجد الرافعي في نثره يقدّس القديم ويقلّده، ويحرص على جودة الصياغة اللّغوية، وفصاحة التعبير، ويهتمّ بإصلاح المجتمع العام. هذه وغيرها من الموافقات بين نثره وبين بعض أصول الكلاسيكيّة الأصيلة يجدها القارئ في كتابات الرافعي. تتجلّى الكلاسيكيّة في نثره بهذه الأصول الثلاثة التي التزم بها طوال حياته الأدبيّة:

       1- نجد أوّل هذه الأصول في طبعه ومزاجه؛ إذ كان قادراً على التوليد للمعاني، وتشقيق الصور والنظر إليها من كل أبعادها، فلا يأخذ في غرض من الكتابة حتى تتناسخ في ذهن المعاني، فإذا هو يكتب طائفة من الخواطر بدون سابق تخطيط أو تحديد لما يريد أن ينتهي إليه، كأنما يلقى عليه فهو يستملي. وآية ذلك أنه متى نضب هذا الطبع أو صرفه صارف عن التلقي، لم يستطع أن يكتب شيئاً.(52)

       2- الأصل الثاني منبعث عن الأصل الأوّل، وهو أن صناعة الكتابة تستمد مادّتها من عمل الخيال والقريحة الفيّاضة؛ فالمعاني تأتي عن طريق التوليد، ومراوغة التعبير. وهذا الأصل أقرب إلى الشعر. لذلك عدّ الرّافعي الأسلوب الشعري أعلى الأساليب في التصوير، واعتبر الموسيقى حتى في الكلمة النثريّة قوام عبقرية الكاتب متى تهيّأت له تلك العبقريّة.(53)

       3- الأصل الثالث عند الرافعي هو أنّه يحتفل بالأسلوب. والأسلوب عنده هو من عمل القريحة والطبع كما أنه من عمل الصناعة والتنقيح، ومن هنا كان الرافعي يشيد بعمل الملكة المكتبسة التي يصبح الأديب بها متصرفًا تصرّف المطبوعين.(54)

       تؤكّد هذه الأصول الثلاثة عند الرافعي أن الصياغة اللّغوية والفنيّة في الإنتاج الأدبي تقع في المرتبة الأولى. وهي لا تتأتّى إلاّ بالوقوف على الأدب القديم، والاستنارة منه لفظاً ومعنىً في سبيل المضيّ في الساحة الأدبية.

       من أهمّ عناصر الكلاسيكيّة الأصيلة كونها ذات نزعة خلقية، واهتمامها بالمجتمع. نجد هذين العنصرين يتمثّلان في كتابات الرافعي، فيقول: “لن يعمّ السلام في العالم إلاّ إذا عمّ الإسلام بأخلاقه، فشمل العالم. والعودة إلى الإسلام وأخلاقه وقيمه من ضرورات الأخذ بأسباب النهضة.”(55)

       ومن محاولته لإصلاح المجتمع قوله: “كيف يستوطئ المسلمون العجز وفي أوّل دينهم تسخير الطبيعة، وكيف يستمهدون الرّاحة وفي صدر تاريخهم عمل المعجزة الكبرى، وكيف يركنون إلى الجهل وأوّل أمرهم آخر غايات العلم.”(56)

       ومن تلك المحاولات قوله:

       “إن المسلمين هم العقل الجديد الذي سيضع في العالم تمييزه بين الحق والباطل، وأن نبيّهم أطهر من السحابة في سمائها، وأن الإسلام في نفسه عدوّ شديد للتعصّب، وأن الدين الصحيح من الدين الصحيح كالأخ من أخيه.”(57)

       ومن تلك المحاولات قوله:

       “أيها المسلم لا تنقطع من نبيّك العظيم، واجعله مثلك الأعلى، وحين تذكره في كل وقت فكن كأنك بين يديه، كن دائماً كالمسلم الأوّل. كن دائماً ابن المعجزة.”(58)

       هذه هي فلسفة الرافعي الإسلامية والأخلاقية عرضها علينا في أسلوب أدبي رفيع مع فصاحة الكلام وصناعة البيان، وهذا ما جعله كاتباً من كتّاب الأمّة ومفكّراً من مفكري الإسلام، وعلماً بارزاً من أعلام المدرسة الكلاسيكيّة والبيانية في النثر العربي الحديث.

خاتمة

       لا شك أن النهضة العربيّة الحديثة؛ إذ كانت لها إيجابيات، وَفَّرَّت سلبيات كثيرة؛ فإنّها أدّت دوراً كبيراً في اصطباغ أدبنا العربي بصبغة أوربيّة وغربيّة، وفي إبعاده عن مصادره الأصيلة ذات اتجاه إسلاميّ؛ فليست المذاهب الأدبيّة من الرومانسيّة، والواقعية، والرمزيّة، والسرياليّة وغير ذلك، في الأدب العربي إلاّ نموذجاً عربيًّا من أصل غربيّ. الكلاسيكيّة الأصيلة كأخواتها من المذاهب الأخرى تحمل في أحشائها فلسفة وتيّارات غربيّة ليست من الإسلام في شيء، ولكن نموذجها العربي والإسلامي وإن يشارك الأصلَ في كثير من العناصر والأسس، غير مدعوم بتلك الفلسفة الغربيّة التي تنتهي إلى الكفر والشرك، إنما هذه الكلاسيكيّة العربيّة ظهرت لأن تعود بالمسلمين إلى ماضيهم المشرق، حتى يبنوا في ضوئه مستقبلهم الأبهى والأعطر، ولأن تحارب التيارات الأدبيّة الشاذة المنكرة لذاتها التي لا يهمّها إلاّ نبذ القديم والاستسلام للجديد الوافد من الغرب.

       يمكن لنا أن نتوصل إلى النتائج المذكورة أدناه من خلال ما قدّمناه من البحث:

       1- كانت الأدب العربي في تطوّر مستمرّ من ظهور الإسلام حتى الخلافة العثمانية.

       2- أصاب الأدب العربي الضعف والوهن خلال العصر العثماني.

       3- نهض الأدب العربي مرّة أخرى نتيجة عن ثورات وحركات والاتصال بالغرب.

       4- كان يطلق مصطلح الكلاسيكيّة على أدب غربي قديم، ولكن الأدباء الإسلاميين قاموا بعملية أسلمته فأصبح طاهرًا من معظم سلبيات الثقافة الغربية.

       5- الآن يطلق مصطلح الكلاسيكيّة على حركة إحياء الأدب القديم للاشتراك بينهما في معظم أسس الكلاسيكيّة الأصيلة.

       6- قاد البارودي الكلاسيكيّة في الشعر، والإمام محمد عبده في النثر.

       7- تتمثّل  الكلاسيكيّة الشعرية بجميع نواحيها في شعر أحمد شوقي.

       8- تتمثّل الكلاسيكيّة النثرية بجميع عناصرها في نثر مصطفى صادق الرافعي.

       9- كان لحركة الوعي الديني أثر أي أثر في الكلاسيكيّة العربيّة.

       إن هذا البحث يعطينا فكرة استمرار ودوام الكلاسيكيّة العربيّة؛ إذ جوهرها هو الرجوع إلى القديم الغالي، وسوف لا يخلو زمن إلا ويوجد فيه أنصار هذه الفكرة الذين يطوّرونها، ويناصرونها، ويدافعون عنها.

*  *  *

الهوامش :

 (41) انظر للتفصيل: من الأدب الحديث لـ علي علي مصطفى صبح

(42)  دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه. عبدالمنعم خفاجي ص:303 ط: بيروت

(43)  المرجع السابق ص: 304

(44)  الصراع بين القديم والجديد، محمد الكتّاني. ص:381 “بتصرف”

(45)  المرجع السابق ص: 381

(46)  المرجع السابق ص: 382

(47)  وحي القلم، مصطفى صادق الرافعي، ج:3 ص: 353

(48)  دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه، عبدالمنعم خفاجي، ص: 304

(49)  دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه، عبدالمنعم خفاجي، ص: 365

(50)  حياة الرافعي، سعيد العريان. ص:39

(51)  المرجع السابق ص: 31

(52)  مجلّة الرسالة ج: 5 ص: 815

(53)  الصراع بين القديم والجديد، محمد الكتّاني. ص: 394

(54)  المرجع السابق ص:395[1]

(55)  المرجع السابق ص:395

(56)  دراسات في الأدب العربي الحديث ومدارسه، عبدالمنعم خفاجي ص: 370

(57)  المرجع السابق ص: 371

(58)  المرجع السابق ص: 371

(59)  المرجع السابق ص: 371

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رمضان – شوال 1428هـ = سبتمبر – نوفمبر 2007م ، العـدد : 9–10 ، السنـة : 31.

Related Posts