بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي -رحمه اللّه- (المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
تراجم خريجي دارالعلوم/ديوبند:
25- الشيخ حبيب الرحمن الديوبندي:
نجل الشيخ فضل الرحمن، تلقى دراسته عن آخرها في دارالعلوم/ديوبند. وتخرج في العلوم عام 1300هـ، وكان بحرًا في العلوم، والأدب العربي. وكان يضرب به المثل في الفهم والعقل وحسن الإدارة. ولخدماته وكفاءاته الموهوبة يد كبيرة في الرقي بدارالعلوم/ديوبند.
ولمس المجلس الاستشاري عام 1325هـ= 1907م الحاجة إلى رجل يملك كفاءة إدارية، يشد عضد الشيخ الحافظ محمد أحمد في الشؤون الإدارية وتحقيق اقتراحات الترقية بدارالعلوم. وذلك نظرًا إلى زحمة أعماله و رحلاته. فلم يجد المجلس رجلا أنسب منه لهذه الوظيفة. ولما عرض المجلس عليه ذلك أبى، ولكن وُكلَ إليه إدارة دارالعلوم بالنيابة رغم إبائه وإنكاره. يقال: من سعادة دارالعلوم أنها حظيت بإداري يقظ مخلص مثل الشيخ حبيب الرحمن العثماني. وكان مولعًا بالشؤون الإدارية ولعًا جعله يقضي معظم أوقات ليله ونهاره في ذلك حتى كان اتخذ من مكتب إدارة دارالعلوم سكنا له، وبه توفي. وبلغ الشيخ بالقسم الإداري لدارالعلوم من الضبط والإحكام ما أثار إعجاب النواب «صدر يار جنك» حين قدم إلى دارالعلوم بأمر من الحكومة الآصفية للنظر في حسابات دارالعلوم/ديوبند، إذ رأى حسابات فلسة وفلستين تحتفظ السجلاتُ بمستنداتها ووثائقها في ملفات خاصة. يقول النواب صدر يار جنك: «لم نطلب ورقة من الأوراق الخاصة بالحسابات إلا عرضوها علينا في حينه. وإن ما شهدته دارالعلوم من الرقي والازدهار في الضبط والإدارة في عهد الحافظ محمـــد أحمد يرجع الفضل فيه في الواقع إلى مصاحبة الشيخ حبيب الرحمن العثماني ومن ثمار مساعدته وشد أزره. فقد ظل الشيخ حبيب الرحمن ساعده الأيمن، وموضع ثقته ونائبا عنه.
استقال الحافظ محمد أحمد عام 1344هـ= 1925م من وظيفة المفتي العام في حيدر آباد، فقاموا بنصب الشيخ حبيب الرحمن خلفًا عنه في هذه الوظيفة.
كان الشيخ حيبب الرحمن رجلا فريدًا على كل المستويات، وموضع ثقة الناس. وقالوا: لو أنه أولع بسياسة البلاد ولعه بشؤون دارالعلوم/ديوبند لجاء أعظم القيادات السياسية في الهند.
ومما أعانه على توسعة مداركه إكثاره من المطالعة والدراسة، يقول الشاه رحمه الله:
«لو أني تأثرت بعلم أحد لتأثرت بعلم الشيخ حبيب الرحمن».
كان له ولع بالأدب العربي والتاريخ بصفة خاصة، واشتهر بسعة أفقه في هذه العلوم. وله عدد من المؤلفات فيها يخلد ذكره. من أعماله «إشاعة الإسلام»- الدعوة إلى الإسلام-، المعروف بـ«كيف انتشر الإسلام في العالم؟» وهو كتاب قيم للغاية. وقد أجاب الشيخ عن «كيف انتشر الإسلام في العالم»؟ فيما لايقل عن خمس مئة صفحة. ويسرد الكتاب القصص التاريخية التي كانت وراء المغناطيسية الطبيعية نحو انتشار الإسلام وازدهاره.
كان الشيخ نحيف الجثة، وقليل الطعام لحد يثير العجب والحيرة، ورغم ضعفه كان يملك عزيمة مفرطة. وتوفي بعد وفاة الحافظ محمد أحمد بأربعة عشر شهرا بالتمام في 4/رجب عام 1348هـ = 1929م ليلا. وخلف وراءه دارالعلوم تشيد بخدماته للأبد.
وله كتاب آخر سماه «تعليمات إسلام»-التوجيهات الإسلامية-، يشرح الكتاب أسلوب الحكم الإسلامي، ويؤكد على مدى أهمية المشورة لأمير الجماعة. ومما قال في ذلك أنه لاحاجة إلى تعداد أصوات الأقلية أو الأكثرية إذا كان الأمير يحظى بالثقة الكاملة، وإلا لم يكن بد من الرجوع إلى الأكثرية تنفيذا للأمور.
26- الحكيم عبد الوهاب المعروف بالحكيم الأعمى:
أصله من قصبة «يوسف فور» من أعمال «غازي فور» في شرق ولاية «أترابراديش». وهو الشقيق الأكبر للقيادي السياسي الهندي البازر الشهير الدكتور/ مختار أحمد الأنصاري. فقد بصره وهو صبي. وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنوات. وتلقى مبادئ العلم من النحو والصرف في بلده. والتحق بدارالعلوم/ديوبند عام 1300هـ، وتأدب في اللغة العربية على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري، والشيخ ذي الفقارعلي الديوبندي، ثم بايع الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، وحصّل الكمال الباطني في رفقة شيخه ومرشده، يقول:
«قلت ذات مرة للشيخ الكنكوهي: «أنا قرأت الطب لأكسب به العيش، وأجد الأطباء يشخصون المرض- علاوة على جس النبض- بالنظر في وجه المريض، وقارورة بوله، وبمشاهدات أخرى. وأنا عاجز عنه بصفتي فاقدا للبصر. فادع الله تعالى أن يذلل صعوبتي هذه». فقال الشيخ الكنكوهي: «سيرزقك الله تعالى البراعة في جس النبض، فتطلع على أمراض المصاب، مما لايطلع عليه غيرك من الأطباء بالمشاهدات».
يقول الحكيم عبد الوهاب: «أنا أشاهد كرامة الشيخ هذا كل يوم، فلا أضع يدي على النبض إلا وينكشف علي أحوال المريض والمرض كلها».
قد اشتهرت قصص غريبة في معرفته المرض بجس النبض. وكان له براعة تامة في تشخيص المرض ووصف الدواء معًا. وله كتاب في علم النبض، سماه «الأسرار الشريانية»، وهو كتاب قيم في موضوع النبض. واشتهرت عيادته في طول الهند وعرضها، ورجع إليه الناس من أكنافها وأرجائها، ونالوا الشفاء. وأدار عيادة في كل من مدينة «مومباي»، و«شولا فور»، واستمر معالجًا مختصًّا بـ«نظام دكن» مدة من الزمان. واستوطن «دهلي» في آخر المطاف، وأنشأ عيادة بالقرب من المسجد الجامع في دهلي. واتفق لكاتب هذه السطور زيارة عيادته، وكان لايشق غباره أحد في جس النبض وتشخيص المرض. وله قصص غريبة في هذا الصدد. وكان يضع بين يديه صندوقًا فيه أنواع من الأدوية، فيدخله يده، ويستخرج منه الدواء دون أن تخطئ يده الدواء المناسب الذي يريد تناوله من الصندوق. كما كان يحرك أزرار التلفون بيده رغم أنه كفيف البصر.
ورغم ازدحام المرضى في عيادته، استمر ولعه بالعلوم الدينية. وبلغ من العبادة والتقوى غايتهما. وكان لايأخذ من مرضى «ديوبند» و«كنكوه» و«يوسف فور» المسلمين والهندوس شيئًا من أجرة الأدوية مهما بلغ ثمنها وارتفعت قيمتها. فقد كان أصله من «يوسف فور»، وتلقى الدراسة في «ديوبند»، وتربى في الباطن في «كنكوه». كما لايأخذ من العلماء والصوفية قيمة الأدوية التي يصرفها لهم. نقل جثمانه على وفق وصيته إلى «كنكوه»، ودفن بالقرب من ضريح الشيخ الكنكوهي.
27- الشيخ غلام رسول الهزاروي:
من سكان مديرية «هزاره» من باكستان، تلقى مبادئ العلم في بلده. وتخرج من دارالعلوم/ديوبند عام 1303هـ، وعين مدرسًا فيها عام 1308هـ. كان يجمع بين العلوم العقلية والنقلية ويحفظها حفظًا. و يحتل مكانة سامية في الأوساط العلمية. ويحضر الطلبة دروسه بشوق ونهم شديدين. ونظرًا إلى شعبيته الواسعة وصيته الذائع استدعوه من الأماكن المختلفة على رواتب باهظة، ولكن حبه لدارالعلوم/ ديوبند وولعه بها لم يسمح له بمغادرتها بصورة أو أخرى. وعاش حياته ببساطة كافية. وقام بخدمة التدريس في دارالعلوم ثلاثين سنة. وتخرج عليه علماء بارزون مشاهير.
توفي في 8/المحرم الحرام عام 1337هـ، وعمل شيخ الهند رثاء على وفاته، ويلخص بيت واحد منه حياته العلمية والروحية، وهو:
گزاری یونہی مرحبا ،عمر ساری
كہ دن مدرسہ میں،تو مسجد میں شب بھر
(يا حبذا قضى حياته كلها نهاره في المدرسة، وليله في المسجد).
28- الشيخ مرتضى حسن التشاند فوري:
من سكان قصبة «تشاندفور» من مديرية «بجنور»، وهو بدوره من أجلة تلامذة الإمام محمد قاسم النانوتوي. تخرج من دارالعلوم/ديوبند عام 1304هـ، وكان على ذروة الذكاء والفطنة و الفهم. ملئ ظرافةً ومزاحًا إلى مشاشه. اشتهر بخطابته ووعظه، وأما في المناظرة فكان له قدم راسخة، وكعب عالٍ. وكان مولعا بالرد على القاديانية، وله عدد من المؤلفات في فن المناظرة مطبوع، وملآن بالمواد القيمة في موضوعاته. وظلت كل ناحية من نواحي البلاد مدة من الزمان تدوي بخطابته ومواعظه. وله رغبة أكيدة في اقتناء المخطوطات بالإضافة إلى مطالعة الكتب والمصادر العلمية، فخلف وراءه مكتبةً ضخمةً قيمةً تحوي نحو ثمانية آلاف مصدر مخطوط، نقلها نجله السيد محمد أنور إلى دارالعلوم/ديوبند.
ظل الشيخ التشاندفوري يشغل منصب رئاسة التدريس مدةً من الزمان في مدارس في «دربنجه»، و «مراد آباد» وغيرهما. وكانت محطة خدماته في الواقع هي دارالعلوم/ديوبند، فوقعت أنظار المشايخ على هذه الجوهرة النيرة فاختاروها لدارالعلوم/ ديوبند، فوكلوا إليه أولا منصب مدير شؤون التعليم، ثم وكل إليه نظارة قسم الدعوة والتبليغ نظرا إلى كثرة جولاته الدعوية. كما واصل التدريس في دارالعلوم/ديوبند بجانب النشاطات الدعوية. بايع الشيخ رفيع الدين، ثم رجع في أخرياته إلى الشيخ أشرف علي التهانوي رحمه الله ونال منه الإجازة.
واستقال من دارالعلوم/ديوبند غرة رمضان المبارك عام 1350هـ، وعاد إلى بلده «تشاند فور»، و أقام بها، حتى توفي في ربيع الأول عام 1371هـ= 1951م.
29- الشيخ محمد يسين السرهندي ثم البريلوي:
من سكان «بسي» في «سرهند»، قرأ أولا على الشيخ أحمد حسن الكانفوري، ثم تخرج من دارالعلوم/ديوبنـــــــد، وتتلمــــــــــــذ على شيخ الهنــــــد محمود حسن الديوبندي، وبدأ بالتدريس في مدرسة فيض عام /كانفور، وتحول منها عام 1314هـ إلى بريلي، وأنشأ بها مدرســـــــــــــة إشاعـــــــــــة العلوم. كان عالما على غاية من صفاء الباطن، وحسن الطوية، يغلبه المرح والمزاح، ويتميز بالصراحة في القول. قضى حياته كلها في التدريس والإفادة، واستمرت نفحاته العلمية في «روهيل كهاندا» مدة طويلة، وهي مستمرة إلى يومنا هذا. ومدرسته تسقي عطاشى العلوم.
ويقول نجله الأكبر الشيخ عبد الرشيد الراحل: قرأ عليه الشيخ أحمد رضا خان مبادئ الكتب، وكان يراسل إلي بأسلوب يعلوه الأدب المتناهي، ورسائله محفوظة عند الشيخ عبد الرشيد. كما استفاد منه أيضا الشيخ خير محمد الجالندهري.
توفي في 7/صفر 1363هـ في بريلي التي استوطنها، وبها دفن.
30- الشيخ عبيد الله السندي:
ولد الشيخ عبيد الله السندي في مديرية «سيالكوت» من ولاية «بنجاب» عام 1289هـ، وكان والده هندوسيًّا فاعتنق ديانة السيخ. تلقى الشيخ عبيد الله مبادئ العلم في مدرسة ثانوية عصرية في «جام فور»، وتأثر خلال تحصيله العلمي بالإسلام من خلال دراسته له، واعتنقه. وبعد ما اعتنق الإسلام تحول من «جام فور» إلى «السند». وأقام بها عند الشيخ الحافظ محمد صديق مدة يسيرة، وكان الحافظ محمد من كبار الأولياء والدراوشة الكاملية ذوي النسبة. يقول الشيخ عبيد الله السندي في مذكرته الشخصية: «كان من تأثير صحبة الحافظ محمد أن صار المجتمع الإسلامي جزءًا من طبيعتي». والتحق الشيخ عبيد الله السندي عام 1306هـ بدارالعلوم/ ديوبند. وشارك في دورة الحديث عام 1307هـ، ولم يقدر له التخرج من الجامعة، ثم عاد بعد مدة يسيرة إلى السند. وعاد إلى ديوبند عام 1315هـ، وحصل على الإجازة برواية الحديث من شيخه شيخ الهند محمود حسن الديوبندي. وانضم إليه في الأعمال السياسية بجانب الشؤون الدراسية. وجاءت نشأة جمعية الأنصار عام 1327هـ بمساعٍ بذلها الشيخ السندي، الذي وُلِّيَ نظارتها. و أثمرت مساعيه عقد حفلتين عظيمتين لجمعية الأنصار في مدينة «مراد آباد»، و مدينة «ميروت». وكان الشيخ السندي يرغب في اتخاذ دارالعلوم/ديوبند مركزا لمنظمة دينية سياسية، وكان أول خطواته إنشاء جمعية الأنصار. وهبت ريح الخلاف بينه وبين بعض أساتذة دارالعلوم/ديوبند بشدة في بعض القضايا العلمية، فاضطر إلى مغادرة ديوبند، و أرسله شيخ الهند إلى دهلي، وأنشأ الشيخ السندي بها مؤسسة سماها «نظارة المعارف القرآنية»(1)، وكان من المشرفين عليها كبار الشخصيات البارزة أمثال شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، والطبيب أجمل خان الدهلوي، والنواب وقار الملك.
بعث شيخ الهند رحمه الله الشيخ السنديَّ عام 1333هـ إلى أفغانستان، في وقت ساد فيه الظن بأنه يستحيل إخراج الإنجليز من الهند من غير استخدام القوة. فلابد من توفير الجنود والأسلحة. واتخذ شيخ الهند من المناطق الحرة في «ياغستان» منطلقا ومركزا لهذه الحركة. وقام الشيخ السندي بعدد من الأعمال السياسية الهامة بعد ما وصل إلى «كابول»، وأنشأ بها لجنة الكونغريس، وألحقها بالمؤتمر الهندي الوطني. وتشكل هذه اللجنة أول لجان المؤتمر الوطني خارج مستعمرات الإنجليز. كما رتب الشيخ فوجًا سماه «حزب الله». وظل الشيخ السندي عضوًا بارزًا في الحكومة الحرة التي شكلت بإشــــــراف الراجا ماهندر برتاب في أفغانستان. وتحول الشيخ السندي إلى روسيا بعد ما تم اعتقال شيخ الهنــــــد في الحجاز، وشاهد به الاشتراكية، وسافر إلى تركيا عام 1342هـ/1923م، ومنها إلى الحجاز عام 1334هـ. وأقام بها نحو أربعة عشر عامًا. ولما شكلت حكومة المؤتمر في الولايات عام 1356هـ/ 1937م رفعت حكومة ولاية أترابراديش الحظر الذي فرضته الحكومة البريطانية على الشيخ السندي، فعاد عام 1358هـ/1939م إلى الهند.
وقضى الشيخ السندي آخر أيامه في الجامعة الملية الإسلامية/دهلي، وفي قصبة «دين فور» من ولاية «بهاولفور». وكان الشيخ السندي يعتبر أكبر داعية لفلسفة الشاه ولي الله الدهلوي، وحامل رايتها في العصر الحاضر. وكان الشيخ السندي شارحًا عظيما لما قام به الشاه ولي الله الدهلوي من التجديد في علوم القرآن والحديث والفقه والتصوف. واعترف أهل العلم بفضله العلمي وحنكته السياسية وإن اختلفوا معه في أفكاره وآرائه.
وأنشأ الشيخ السندي مؤسسة سماها «بيت الحكمة» في الجامعة الملية الإسلامية، تهدف إلى شرح الكتاب والسنة والتوصل إلى حلول للمستجدات في ضوء «حكمة الشاه ولي الله الدهلوي». كما أعد بعض المقالات القمية، من أكثرها عمقا وتأثيرا العددُ الخاص بالشاه ولي الله الدهلوي من مجلة «الفرقان». توفي الشيخ السندي في 21/أغسطس عام 1944م/1363هـ في «دين فور» حيث قضى أيامه الأخيرة من عمره. ياللأسف لم يقدر له أن يشاهد هذه البلاد حرةً مستقلةً، وقد قضى خمسًا وعشرين سنةً في المهجر من أجل ذلك، ولاقى في سبيلها الألاقي.
(*) أستاذ الحديث واللغة العربية وآدابها بالجامعة.
(1) نظارة المعارف القرآنية هذه أنشأها الشيخ السندي في غرفة من غرف المسجد الفتحفوري عام 1331هـ، تقوم بتعليم وتربية خريجي المدارس العربية، وطلاب الكليات العصرية المثفقين، ترشدهم – علاوة على تعريفهم بالحقائق والمعارف القرآنية- إلى أساليب الدعوة الإسلامية والأعمال السياسية. وتولى نظارتها في أعقاب تحول الشيخ السندي إلى أفغانستان مدة سنتين تلميذه الشيخ أحمد علي اللاهوري. ولما اعتقل ذهبت هذه المؤسسة مهب الريح. وكان من أهداف هذه المؤسسة تنمية وتعزيز العلاقات بين المثقفين الجدد، وبين العلماء خاصة خريجي دارالعلوم/ديوبند، وتجسير الهوة بين القديم والجديد، وتحقيقا لهذا الهدف أنشأ فيما بعد بيت الحكمة في الجامعة الملية الإسلامية.
مجلة الداعي، المحرم-صفر 1444هـ = أغسطس-سبتمبر2022م، العدد: 1-2، السنة: 47