إشراقة

       من هو الإداريّ الكفء؟ هل الإداريّ الكفء هو من يُتقِنُ الأعمال الـمُفَوَّضَة إليه ويُحسِنُ أداء المسؤوليات المنوطَة به، ويجتهد بدوره الاجتهادَ كلَّه لتحقيق كل خدمة في ساحتها؛ فلا يعرف في قاموس حياته الوظيفية تأجيلَ عمل الساعة لساحة لاحقة، فضلًا عن تأخير عمل اليوم للغد. ولم يتعوّد أن يقول للمراجعين: «بكرة» على شاكلة الكسالى المهملين من الإداريين أو الموظفين الكبار الذين يكونون عمادَ سير الخدمات في مكتب من المكاتب أو مصلحة من المصالح.

       أو الإداريّ الكفء هو ذاك الذي يُحْسِن «الاستخدامَ» ويُتقن «الاستعمالَ» أكثر من أن يُبَاشِر الخدمةَ والعملَ ويكتفي باجتهاده الشخصي ويُتْعِب نفسَه وحده. أي إن الإداريّ الكفء هل هو من يعرف كيف يجعل مَنْ تحته من المُوَظَّفِين يعملون ويقومون بما أُسنِدَ إليهم من المسؤوليات. فإذا جمع إداريّ بين اجتهاده الشخصي في العمل وبين إحسان الاستخدام، فذلك شيء طيب جدًّا وصفة جميلة للغاية تجعله جديرًا بأن يُصَنَّف ضمن (Classified) «الإداريين الموهوبين»؛ حيث إن اجتهاده الشخصي في تحقيق الأعمال المكتبية صفة إضافيّة تُكْسِبه مزيدًا من الاعتبار والأهمّية.

       فالإداريّ الكفء الناجح هو ذاك الذي يقدر على استخدام كل مُوَظَّف وعامل للعمل الذي وُظِّف له أو يَصْلُح له. وكلما كان أقدر على الاستخدام، كان أقدر على الإنتاج وعلى إثراء المكتب بثمرات الأداء ونتائج الفعّاليّة.

       والإداري الذي لم يتعلم في مشواره الوظيفي وحياته المهنية إلّا أن يجتهد وحده، ويشغل نفسه كل وقت، ويَتْعَب تعبًا يجعله يخرج من المكتب وهو مجهود مكدود، ويرجع إلى البيت ليرمى نفسه كليلاً على الفراش ليستردّ أنفاسه؛ ولم يتعلم كيف يُوَظِّف الموظَّفِين، ويستخدم العاملين، ويُرَغِّب مَنْ تحته في التوفّر على الأعمال الـمُسْنَدَة إليه؛ فهو إداريّ ليس بناجح؛ لأن الإداري وظيفته الأصلية هي إدارة الأعمال، والقيام بالنشاطات، عن طريق الموظفين الذين يُشْرِف عليهم ويعملون في رعايته؛ فلا يُحْمَدُ منه «العمل» بمثلما يُحْمَدُ منه «الإعمال» ولا يُحَبّذُ منه «الاجتهاد» بمثلما يُحَبَّذُ منه «الإجهاد».

إنّ الإداريَّ المُجِدَّ المقتصرَ على نفسه، المتعبَ إيّاها وحدها في القيام بالمسؤوليات، غير القادر على إشراك الآخرين من عاملي المكتب في أداء المسؤوليات، مهما حاول فإنّ إنتاجه يظلّ ضئيلاً؛ لأنه إنتاج يد واحدة، واليدُ الواحدة مهما كانت نشيطة خفيفة فإنها لن تحقق ماتحققه أيد كثيرة. صحيح أن الكيف هو الأصل، فأعمالُ الحياة كثيرًا ما تحتاج إلى الكمّ المُعَضَّد بالكيف الذي لايسدّ وحده مسدّ الكمّ.

       فالرجل الكفء في مجال من مجالات الحياة لايُغْنِي وحده غَنَاء رجال أكفاء كثيرين؛ فحَسَنٌ أن تكون أنت كُفْؤًا في مجال من المجالات؛ ولكن الأحسن أن تجعل آخرين أكفاءً مثلك يسيرون سيرتك في العمل، وينهجون منهجك في الحياة؛ فيُجِدُّون جِدَّك، ويُقَدِّرُون كل لحظة من أوقات العمل تقديرك أنت.

*  *  *

       ومثل الإداري الكفء، المعلّم الكفء الذي لا يكتفي بذاته ولا ينكمش على نفسه، ولا يشبع من اجتهاده وحده؛ وإنما يجعل التلاميذ يشاطرونه الجدَّ والانهماكَ؛ بل يفوقونه في التَّعَب والسهر؛ يجعلهم يتذوقون المادّة التي يُدَرِّسُها، ولا يصبرون عنها لحظة من لحظات الليل والنهار؛ يجعلهم يترامون عليها ترامِيَ الفراش على النور، ويُغْرَمُون بها إغرامَ الصبّ بعشيقته الغانية.

       وإن المعلّم لا يُعَدُّ كفؤًا إذا اكتفى بجدّه المضني في تحضير الدرس الذي سيُلْقِيه إلى الطلاب، وبسهره في الدراسة المستوعبة ليلاً، وبتعبه نهارًا في البحث والتحقيق والتجوال في بطون الكتب، والتطواف على المكتبات، والعيش الطويل بين رفوفها ودواليبها، يتصفّح الكتب ويَتَحَسَّس الموادَّ المطلوبة، ويتلمّس المباحثَ، ويتعمّق في الكلمات، ويستوعب المعاني، ويحاول أن يتوصّل إلى الصحيح الدقيق من المدلولات؛ ثم يقصد قاعةَ المحاضرات أو فصولَ الدراسة، فيصبّ أمام التلاميذ في جدّ وأمانة ما حضّره خلال رحلة التحضير المجهدة المشار إليها، ظنًّا منه أنّه بذلك وَفَّى وظيفةَ التدريس حقَّها من العناية ونصيبَها من الرعاية.

       المعلّم الذي يكتفي بموقفه هذا، لا يُعَدُّ كفؤًا رغم إخلاصه وأمانته، وحفاظه على الوقت، ومواظبته على حضور الفصول حضورًا لا يُخِلَّ فيه بالثواني والدقائق، ورغم محاولته أن ينقل إلى التلاميذ ما عنده من علم وفكر وخبرة؛ لأنه عندئذ لم يُؤَدِّ مسؤوليته كاملة موفورة، وإنّما أدّاها ناقصة مخدوشة.

       المعلّم ليست مسؤوليتُه منحصرةً في تقديم الدروس مُحَضَّرَةً إلى الطلاب يتلقّفونها كما يشاؤون، ويملأون بها جَعْبَتَهم، شاؤا أو أَبَوْا، رغبوا فيها أو رغبوا عنها، تناغموا معها أو تنافروا منها؛ فالمعلّم الذي اكتفى بأداء مسؤوليته على هذا «المستوى النصفي» فهو معلّم غير كفء، معلم دون المستوى المطلوب، معلم لا يتحقق به غرضُ التعليم كاملاً، ولا تتأتى منه النتائج المرجوة بنصاب مطلوب، ولايتخرج عليه التلاميذ أكفاء مؤهلين لأداء الدور الذي ينتظرهم في الحياة نحو أنفسهم وأهليهم ودينهم وأمتهم. إن أمثال هؤلاء الخريجين لن يقدروا على إنتاج أو ابتكار؛ أو صنع عمل فرد ينفع الخلق، ويخلّد الذكر، ويضاعف الأجر.

       إنّ المعلّم الكفء – كما أكّدتُ آنفًا – من يُحْسِن تحضيرَ المادة ويجيد إلقاءها، وإلى جانب ذلك يحوّل التلاميذ كلهم أو جلهم يحبّون المادّة التي يُدَرِّسُها إيّاهم، ويجعلونها شغلهم الشاغل، وغرضهم الوحيد، وينسجمون معها، ويتذوقونها، ويحسبونها قطعةً من القلب، وفلذةً من النفس، ويطلبونها بصورة عفويّة، ولا يتحمّلون انقطاعًا عنها إلّا لدى الاضطرار. المعلّم الذي يحبّب مادّته إلى الطلاب لهذا الحد، ويثير فيهم الشعور بقيمتها، هو المعلّم المثالي الكفء الذي إذا سَعِدَ به معهدٌ تعليميّ صار موردًا مزدحمًا بالطلاب، ومنهلًا عذبًا لشُداة العلم والثقافة.

       لاشك أن حبّ المادة إنما يمكن غرْسُه في الطلاب عن طريق إجادة تحضيرها وتصنيفها، وبالتالي إجادة إلقائها. فالمعلّم الذي لايُحَضِّر المادّةَ قبل أن يدخل إلى الفصل، أو يُحَضِّرها تحضيرًا ناقصًا، أو يُحَضّرها تحضيرًا لائقًا؛ لكن لايهتمّ لدى إلقائها بترتيب وتصنيف (Arrangement and Classification) وإنّما يَصُبُّها على المتلقين صبًّا فوضويًّا ينمّ عن قلة بضاعته من العلم والدراسة أولًا، وعن عجزه عن الإفصاح ثانيًا؛ كما أنه يُشَوِّش على الطلاب ما يطرحه إليهم من المادة ثالثًا؛ وينفّرهم منها رابعًا؛ ويجعلهم لايستفيدون منها ولا يرغبون في تلقيها ولا يؤمنون بقيمتها خامسًا. وبالتالي يؤدّي ذلك إلى أنّهم يرغبون عن تلقي العلم مطلقًا؛ لأن المادة الواحدة المُقَدَّمَة تقديمًا سيّئًا قد تجعل التلاميذ الأغرار غير الناضجين وعيًا، يحسبون أن جميع المواد «غير مُجْدِيَة» كهذه المادّة؛ وأن جميع المعلمين «غير نافعين» كمثل هذا المعلم غير الكفء وغير الشاعر بمسؤولية ما!.: إن هذا المعلم لن يقدر على غرس حب المادة في قلوب الطلاب بحال من الأحوال.

       كما يمكن غرس حبّ مادة ما في الطلاب – إلى جانب إجادة التحضير وإتقان الإلقاء – عن طريق حسن التعامل، وكسب القلوب، والاستفادة من بركات مكارم الأخلاق: من طلاقة الوجه، وعذوبة المنطق، وإعمال خفة الروح، والمزج بين الجدّ والهزل في توازن، واللجوء إلى كل طريقة ذكيّة تزيل السآمة والملل النَّاشِئَيْن عن الرتابة التي تسود جوَّ الفصل في الأغلب، إذا لم يكن المعلّم يملك رصيدًا كافيًا من اللباقة، ونصيبًا مطلوبًا من التفنّن والأخذ بالمسيرة التدريجية الممتعة المُشَهِّيَة في عرض المادة، بحيث يظلّ يشدّ انتباهَ المستمعين شدَّ المغناطيس للقطع الحديدية، وبحيث إذا انتهى الدرس شعروا بأن أكلةً شهيّةً قد نُزِعَتْ من أفواههم.

       المعلم الجامع بين هذا وذاك، أي بين تحضير المادة جيدًا وإحسان تقديمها وبين اللباقة في عرضها، يقدر على تجيب المادة إلى تلاميذه، وبالتالي يستطيع أن يتخلّص من مسؤوليته كما ينبغي أن يتخلّص؛ فيجدر أن يُصَنَّفَ مُعلِّمًا كُفْؤًا، مُعَلّمًا قادرًا على إنتاج أكثر، ونفع أكبر، وتحقيق غرض من التعليم أشرف.

       «الكفاءة» في كل مجال من مجالات الحياة، هي التي تُجْدِي، وهي التي تأتي نتائجها على المستوى الـمُنْتَظَر، وهي التي تُثْرِي الناحيةَ التي تخصّها، وتنفع الخلقَ في الاختصاص الذي تتعلق به. هي الجوهرة الفرد التي إذا حصل عليها إداريٌّ أو معلّم، أو مُوَظَّف أو عامل، أو رجلُ أعمالٍ أو بائع، أو ضابط أو قائد، أو مديرُ جامعة، أو عميدُ مدرسة، أو مسؤولُ معهدٍ، أو رئيسُ وزراءِ دولة، أو عاهلُ بلد، أو زعيمُ قومٍ، أو … ، كان كفؤًا في مجاله، ولصنع بجهد قليل ما لايستطيع أن يصنعه إذا فقد «الكفاءة» بجهود تستنفد الطاقات وتستهلك فرصة العمر.

       المعلم الكفء المثالي الذي يحبّب مادَّتَه إلى طُلّابه من خلال إتقانه لفن التدريس ومهنة التعليم وإجادة عرض المادة، لا يُحَبِّب فقط العلم والثقافة إلى التلاميذ، وإنما يُحَبِّب إليهم كذلك المعهد الذي يعمل فيه، والمدينة التي يقع فيها المعهدُ، والمعلّمين الذين يُدرِّسون فيه، والزملاء الذين يتعلّمون – التلاميذ – معهم فيه، بل المنطقة التي تقع فيها المدينة؛ لأنّهم يشعرون – عندئذ – شعورًا قويًّا بالجدوي التي جَنَوْهَا في مثل هذا المعهد الذي يضمّ معلّمًا كفؤًا أو معلّمين أكفاءً. فيؤمنون بعظم المنّة التي أسداها إليهم المعهد مُتَمَثِّلًا في معلمه الكفؤ أو معلّميه الأكفاء. والإنسانُ عبد الإحسان؛ فإذا آنَسَ الإحسانَ من جهه أحبّها؛ فالمعهدُ يكون محبوبًا لديه؛ لأنه أنعم عليه بالتعليم الجيّد المثمر، عن طريق المعلم الكفء الذي تَعَوَّدَ تلقينَ مادة من المواد بطريقة لبقة بعد ما يكون قد اجتهد في إعدادها وتحضيرها.

       جرّبتُ ذلك بنفسي؛ فما سَجَّلْتُه ههنا في شأن مُعْطَيَات المعلم الكفء، ليس نابعًا من فراغ؛ وإنّما هو حقيقة مُعَاشَة. في الثمانينات من القرن الرابع عشر الهجري. كنا نتعلم في مدرسة «دارالعلوم» بمدينة «مئوناتهـ بهنجن» بولاية «يوبي» – أترابراديش – وكنا في العقد الثاني من عمرنا، وكانت ألواح قلوبنا صافية، وكنا لا ندري ما العلم والثقافة، وما هي قيمة المعرفة والاطّلاع. ولكننا من حسن حظّنا وجدنا أساتذة مُؤَهَّلِين حريصين على الإفادة وتزويدنا بكل شيء ينفعنا في تلقي العلم وتذوّق الاجتهاد في الدراسة. كانوا يبحثون عن كل شيء يعينهم على إثارة «الشهية العلمية» لدينا؛ ويُعْمِلُون كلَّ أسلوب لتحريضنا على الانقطاع إلى النظر والبحث والمذاكرة والعكوف على الكتب الدراسية والمقررات المنهجيّة، ويفكّرون كل وقت لدفعنا إلى اغتنام فرصة العمر هذه القَيِّمَة التي هي أغلى الفرص في حياة الإنسان لكسب العلم والمُؤَهِّلاَت الثقافية؛ فإذا أضاعها هدرًا، أضاع أثمن ثروة في الحياة لن ينالها مهما أنفق على نيلها كل ما يملكه في الدنيا.

       لم يكتفوا بتلقيننا الموادَّ التي كانوا مُكَلَّفين بتدريسنا إيّاها ضمن برنامج الحصص الدراسية في المدرسة، وإنما غرسوا في أعماق قلوبنا حبّها بشكل تركنا لم نصبر عنها أيّ لحظة، حتى كنا نحلم بها ونحن نيام، ونفكّر فيها ونحن أيقاظ، وتسيطر على تفكيرنا ونحن نغدو ونروح، وتملك علينا الاهتمام ونحن نشتغل بحوائج الحياة الضرورية.

       الحق أننا مدينون لهم في كل ما تَوَسَّعْنا فيه من العلم والثقافة فيما بعد. وجميعُ الأشواط التي قطعناها في حياتنا نحو التقدم العلمي والازدهار الثقافي يرجع فيها الفضل إليهم وحدهم؛ فلا زلنا نلهج بالثناء عليهم والدعاء لهم، ولا ننساهم ولن ننساهم؛ لأن ذكرياتهم الغالية ثابتةٌ في قلوبنا ومُتَّقِدَة في قرارة نفوسنا، كلما استفدنا من المُعْطَيَات العلميّة والفكريّة، تجددت الذكريات، وزها لونُها، والتهبت بهانفوسُنا، ورقّت بها قلوبُنا، وفاضت بها عيونُنا، وصارت كل شعرة في جسومنا لسانًا ينطق بالدعاء، وينبعث فينا شعور قويّ بأنّنا لن نُوَفّيهم حقَّهم من الاعتراف بالجميل مهما أُوْتِيْنَا من الألسنة ومُنْحِنَا من التوفيق. رحم الله من مات منهم رحمة واسعة، وأسعد أيّما إسعاد من هم أحياء منهم يؤدّون دورهم في الحياة ويقومون بما وُفِّقُوا له من الصنائع التي فاق صانعها؛ ففاقت.

       وتعدّاهم حبنا – وقد شهد الله – إلى حبّ المدرسة التي حَظِيَتْ بوجودهم، وإلى المدينة التي تُوْجَدُ فيها المدرسة، وإلى أهاليها المسلمين الذين وُفِّقوا أن يقيموا مثل هذه المدرسة، ويقوموا بإدارتها بهذا الشكل الجيد، ويجلبوا لها من المعلمين من جمعوا بين الكفاءة وبين حسن الخلق والدين والتقى وحبّ العلم حبًّا جمًّا والحرص البالغ على نقله إلى تلاميذهم.

       ترى كم هي المنَّة التي يسديها المعلم الكفء إلى التلميذ، فإلى المدرسة، فإلى المدينة أو القرية، فإلى الجيل كله، فإلى الأجيال القادمة. وبذلك فتكون كفاءته العلمية ومؤهلاته التدريسية صدقةً جاريةً له بعد وفاته، يصله ثوابها موفورًا وأجرها مذخورًا. «وَقُلِ اعْمَلُوْا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُوْلُه والْـمُؤْمِنُوْنَ» (التوبة/105)

(تحريرًا في الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس: 4/شوال 1438هـ الموافق 29/يونيو 2017م).

أبو أسامة نور

 nooralamamini@gmail.com

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1438 هـ = أغسطس- سبتمبر 2017م ، العدد : 12 ، السنة : 41

Related Posts