دراسات إسلامية

بقلم: مساعد التحرير

       رمضان شهر الخير والبركات، شهر الاجتهاد وكسب الأجر والثواب، وكان السلف الصالح من هذه الأمة يعرفون لما لهذا الشهر من أهمية وما يحمل في ثناياه من نسمات العفو والغفران، فاجتهدوا فيه مالم يجتهدوا في غيره من الشهور والأيام، تأسيًا برسول هذه الأمة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم، ونعرض فيما يلي صورة مشرقة من اجتهادهم في رمضان.

       كان الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي(1244-1323هـ/1829-1905م)(1)- أول رئيس هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند- يجتهد في رمضان اجتهادًا بالغًا يجعل من يراه يرثى له، فقد كان من عاداته في رمضان المبارك – وكان قد تجاوز السبعين من عمره – أنه يصوم النهار ثم يقوم بعشرين ركعة من صلاة الأوابين بعد صلاة المغرب بدلا من ست ركعات في غيره من الأيام، ويقرأ فيها مالايقل عن جزءين من القرآن الكريم، ويطيل من الركوع والسجود بما يظن الناظر إليه أنه قد سها في صلاته. فإذا سلم من آخر ركعة منها توجه إلى بيته، ويقرأ أجزاءً عدةً من القرآن الكريم خلال لبثه في بيته لتناول العشاء، ثم يرجع ويصل إلى المسجد ليصلي العشاء ثم يقوم إلى صلاة التراويح لساعة أوساعة ونصف ساعة على أقل تقدير، ويفرغ من صلاة التراويح والساعة تشير إلى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، فيأخذ قسطًا من الراحة ثم يقوم من نومه في الساعة الثانية على أقصى تقدير، وربما استيقظ من نومه في الساعة الواحدة ليلا، فيتوضأ وينصرف إلى الصلاة فيقضي فيها قائما وساجدا ساعتين ونصفًا أو ثلاث ساعات، وربما أطال القيام حتى تدق الساعة الخامسة، فيتعجل السحور.

       فإذا صلى الفجر جلس في مكانه يهلل ويكبر ويستكمل ورده من الصباح حتى الساعة الثامنة والنصف صباحا،ثم يصلي الإشراق، ويستريح قليلا، ثم يكب على قراء الرسائل الواردة إليه ويملي الإجابات عنها، ثم يصلي الضحى، فإذا انصرف منها أقال واستراح قليلا. فإذا صلى الظهر أغلق عليه بابه وانصرف إلى تلاوة القرآن الكريم حتى يؤذن المؤذن لصلاة العصر. وكان يأبى أن يصلي التراوايح جالسا رغم إصرار الناس عليه شفقة عليه، وكان يقول دائما: هذا يعكس فتور الهمة وقلتها.

       هذا كان دأبه في الوقت الذي بلغ من عمره ما بلغ وأصيب بوجع الورك الذي استعصى عليه معه المشي من الحجرة إلى الحمام الذي لايبعد عن حجرته إلا بضع عشرة  قدما.

       وبجانب إكثاره من العبادات كان يكثر بصفة خاصة  من تلاوة القرآن الكريم، وكان يقرأ في الصلوات الخمس وغيرها نصف القرآن الكريم في اليوم الواحد.

       ويحكي الشيخ الطبيب إسحاق النهتوري (1281-1374هـ/1864-1954م)(2): أنـه كان يخرج من غرفته متأخرًا في رمضان، وفي الشتاء كان لايخرج إلا في الساعة العاشرة في الغالب، وينصرف إلى التطوع وقراءة القرآن الكريم أكثر من الأيام الأخرى، وكان يقلل من النوم والاستراحة والكلام(3).

       وكان الشيخ الشاه عبد الرحيم الرائفوري (…-1337هـ/…-1919م)(4) على غاية من الحب لكتاب الله تعالى وتعليمه وقراءته، وبلغ ذلك درجة العشق للقرآن الكريم، ينفق معظم أوقاته في قراءته والتدبر في آياته، فإذا دخل رمضان فلا تسأل عن حرصه على العبادة وتلاوة القرآن الكريم ليلا ونهارًا، حيث لم يكن يأوي إلى فراشه في رمضان المبارك ليله ونهاره إلا ساعة واحدةً، وكان يأبى لقاء الناس في رمضان إلا ما لابد منه، وخصص له ما بين صلاة العصر وصلاة المغرب، و كان يغلق باب حجرته فيما عدا ذلك، ويختلي بنفسه وينكمش وينخلع عن هذا الكون ويقبل على الحق، يذكره سبحانه تعالى ويتضرع ويبتهل إليه، يسجد ويركع ويمجد الحق ويقدسه ويناجيه بماشاء، ويُقِلُّ من الطعام والشراب في رمضان، ولايتناول في السحور والإفطار غير فنجانين من الشأي وقطعة من الخبز. ويصلي بالناس صلاة التراويح و يطيل فيها، ولاينصرف منها إلا الساعة الثانية أوبعدها ليلا(5). 

       ويقول الشيخ السيد أصغر حسين ميان (1294-1364هـ/1877-1944م)(6) في كتابه «سوانح شيخ الهند»: كان الشيخ – شيخ الهند- له حالة عجيبة في رمضان، وكان لايهمه في رمضان ليلا ونهارا إلا عبادة الله تعالى، وكان يقضي الليل جله أو كله وراء قارئ يقرأ له القرآن في الصلاة، وكان له عدة قراء يتعاقبون في قراءة القرآن الكريم وشيخ الهند يسمع من ورائهم، وكان ينفق على هؤلاء القراء ويغطي نفقات سفرهم إذا كانوا من خارج المدينة، فربما قرأ له الشيخ الحافظ محمد أحمد (1279-1347هـ/1862-1928م)(7)– رئيس الجامعة الأسبق- وحينًا الحافظ أنوار الحق، وحينًا يقرأ له شقيقه الأصغر المولوي محمد محسن، وحينا آخر ابن أخته المولوي محمد حنيف، وفي آخرحياته كان يقرأ له في الغالب الحافظ كفاية الله. فإذا فرغ من صلاة التراويح جلس مع الناس طويلا يقص عليهم قصص السلف الصالح ويشرح لهم المعاني العلمية. فإن وجد فرصة أوى إلى فراشه لدقائق معدودات. ثم يقوم إلى التطوع فيقرأ له بعض الحفظة والقراء جزءين فصاعدًا، فإذا شعر القارئ بالتعب انصرف من الصلاة وحل محله قارئ آخر، والشيخ من ورائه قائم، لايمل ولايصيبه نصب ولا لغوب، وهكذا دواليك حتى الساعة الثانية والثالثة وربما إلى ما قبيل السحور. وربما تورمت قدماه من طول القيام وأشفق عليه أصحابه وهو يبدي غاية فرحه وسروره من أن وفق لاتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم(8)، فقد روى البخاري في صحيحه عن المغيرة يَقُولُ: قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا»(9).

       وجاء في «معمولات أشرفيه» أن حكيم الأمة الشيخ أشرف علي التهانوي (1280-1362م/ 1863-1943م)(10) كان يقرأ القرآن في التراويح بنفسه، ولم يتخلف عن القيام بقراءة القرآن في الصلاة من غيرعذر. وكان يقرأ كل ليلة جزءًا وربعه فإذا وصل إلى الجزء الخامس عشر خفف من القراءة وقرأ جزءًا واحدًا في كل ليلة، يقرأ قراءةً مجودةً مفصلةً ولايكاد يعرف حسنها إلا من استمع إليه وهو يقرأ، ولايختلف ترتيله في التراويح عن ترتيله في عامة الصلوات، قراءةً قصدًا، دون أن ينثر نثر الدقل، وقل من تجد يراعي في قراءته ما كان يراعيه حكيم الأمة من الوقوف والرموز. وكان متمكنا من قراءته لايعتريه التلكأ والارتجاج في قراءته.

       وكان الناس يتجمعون لصلاة التراويح خلفه إبَّانَ نزوله في مدينة كان فور بعدد هائل، ولايجد المتأخر-  ولوقليلا بعد صلاة المغرب- مكانا في المسجد ليقوم خلفه في التراويح، إلا رجل تعجل في تناول العشاء بعد صلاة المغرب مباشرةً وتوجه مباشرةً إلى المسجد. وكان الشيخ يفطر في المدرسة مع الضيوف في الغالب، ويؤذن المؤذن عقب دخول وقت المغرب من غير تأخير، ويجعل بين الأذان والصلاة زمنا يتمكن فيه المرء من الوضوء إذا احتاج إليه، دون أن يفوته التكبيرة الأولى. و يتناول العشاء بعد الفراغ من صلاة المغرب والأذكار المسنونة من غير عجل، و يصلي التراويح بطمانية كافية، ويأتي بين الترويحات بالأذكارِ المأثورة. ويجعل ركوعه وسجوده في صلاة التراويح مثل ذلك في عامة الصلوات، وكان يسر القراءة في التهجد وربما جهر بها. وربما قام خلفه في صلاة التهجد آحاد الناس وهولا ينكرعليهم، دون أن يتكلف صلاة التهجد جماعة.وكان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ويواصل أعماله العملية والكتابية في رمضان شأنه في عامة أيام السنة، وكتابه «قصد السبيل» عَمِلَه في رمضان في ثمانية أيام، وكتاب آخر عمله في رمضان نفسه وهو كتاب «الفتوح فيما يتعلق بالروح».

       وكان يقوم لصلاة التهجد بعد نصف الليل، في الغالب، ويصلي ثماني ركعات في معظم الأحوال، وربما أقل منه أو أكثر. وكان يقرأ جزءًا واحدًا في صلاة التهجد في رمضان، وربما زاد عليه شيئا(11).

       وكان الشيخ مظفر حسين نور الله مرقده (1348-…هـ/1929-… م)(12) يقضي الليل كله في رمضان في عبادة الله تعالى، ولايذوق النوم غرارًا، ولايأوي إلى فراشه طوال الليل. وكانت عيناه تجريان دموعًا خوفًا من مقام ربه والحساب والجزاء يوم القيامة(13).

*  *  *

الهوامش:

(1)        الكنكوهي: رشيد أحمد بن هدايت أحمد: أحد العلماء المحققين والفضلاء المدققين لم يكن مثله في زمانه في الصدق والعفاف و التوكل والتفقه والشهامة والإقدام في المخاطر والصلابة في الدين والشدة في المذهب ولد بـ«كنكوه» ونشأ بين خؤولته، قرأ الرسائل الفارسية على خاله محمد تقي، والمختصرات في النحو والصرف على المولوي محمد بخش الرامبوري ثم سافر إلى دهلي وقرأ شيئا من العربية على القاضي أحمد الدين الجهلمي ثم لازم الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وبعضها على المفتي صدر الدين الدهلوي. وقرأ كتب الحديث والتفسير أكثرها على الشيخ عبد الغني وبعضها على صنوه الكبير أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول.تصدر للتدريس بكنكوه، وتخرج عليه جمع لايحصون عددا. من آثاره: «تصفية القلوب» و«إمداد السلوك» و«هداية الشيعة» و«زبدة المناسك» و«هداية المعتدي» و«سبيل الرشاد» و«البراهين القاطعة». للاستزادة من ترجمته راجع: موسوعة علماء ديوبند؛ نزهة الخواطر8/1229؛ مشاهير علماء ديوبند 1/186ومابعدها، تاريخ جامعة ديوبند (بالأردية) ج1- ص:125-129؛ أكابر علماء ديوبند للشيخ  محمد أكبر شاه البخاري ص 27؛ علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص63؛ مشاهير علماء دارالعلوم/ديوبند ص11؛ انا ر كے سائے تلے  للشيخ محمد منصور ص 114؛ بجاس جليل القدر علماء-خمسون عالما جليلا-ص 31؛ تذكره مشايخ ديوبند ص128.

(2)        الحكيم محمد إسحاق بن السيد حسين الكتهوري، من العلماء الأفذاذ، ولد في «كتهور» من أعمال «ميروت» وتلقى مبادئ العلم على عمه كفاية علي، ثم في المدرسة العالية بفتح فور، ثم في أمروهه على الشيخ أحمد حسن الأمروهي، وفي نهاية المطاف التحق بدارالعلوم/ديوبند وتخرج في الحديث على شيخ الهند محمود حسن الديوبندي عام1308هـ، وقرأ الطب على الحكيم عبد المجيد خان وغيره. مارس مهنة الطب مدة في أول حياته في كتهور، ثم تحول إلى ميروت، وكان يعلم الطب بجانب إدارة العيادة، وأنشأ في بلده المصلى والجامع، بالإضافة إلى جامع رائع في ميروت.له دوركبير في ترويج نكاح الأيامى في ميروت،وكان عضوًا في المجلس الاستشاري لدارالعلوم 1344-1374هـ.من آثاره: كتاب في النبض بالفارسية لم يطبع، للاستزادة من ترجمته راجع: مشاهير علماء ديوبند 1/468-469؛ تاريخ دارالعلوم/ديوبند 2/71؛ علماء مظاهر علوم وإنجازاتهم 1/316 مشاهير علماء دارالعلوم/ديوبند للمفتي ظفير أحمد ص 47؛ موسوعة علماء ديوبند.

(3)        السلف في رمضان ص 21 وما بعدها.

(4)        هو الشاه عبد الرحيم بن راؤ أشرف علي خان الرائفوري، من العلماء المربين العباد الزهاد المشهورين، ولد في «أنباله» بولاية بنجاب الهندية، واستوطن «رائي فور» من أعمال «سهارنفور» تلقى مبادئ العلم في قريته «تكري»، ثم قرأ العلوم الدينية في رامفور وسهارن فور، وقرأ بعض الكتب على الشيخ خليل أحمد السهارن فوري، حرص على إنشاء الكتاتيب الدينية والقرآنية، أشرف على جامعة ديوبند، وعلى جامعة مظاهر علوم سهارن فور، كان على درجة عالية في السلوك والإرشاد فانتفع به خلق لايحصون. ولعب دورا بارزا في تزويج الأيامى، مما كان يعد عملا منكرا في المجتمع. وكان على صلة قوية بحركة الرسائل الحريرية التي شنها شيخ الهند محمود حسن الديوبندي لتحرير البلاد من براثن الاستعمار، واستخلفه شيخ الهند حين غادر إلى الحجاز. للاستزادة من ترجمته راجع: مشاهير علماء ديوبند1/281-287؛ سوانح حضرت رائي فوري لأبي الحسن الندوي؛ تذكرة الخليل للشيخ عاشق؛ أكابر علماء ديوبند للشيخ  محمد أكبر شاه البخاري ص 73 ومابعدها؛ انا ر كے سائے تلے  للشيخ محمد منصور ص122؛ تذكره مشايخ ديوبند ص 202.

(5)        السلف في رمضان ص 27 وما بعدها.

(6)        السيد أصغر حسين بن محمد حسن، الديوبندي من عائلة الأشراف، ولد في ديوبند، بدأ الدراسة على جده لأمه الشيخ ميان جي شاه منا، وتلقى الفارسية على والده. ثم التحق بدارالعلوم/ديوبند، واستكمل دراسة الفارسية على الشيخ محمد يسين والشيخ منظور أحمد عام 1310هـ ثم التحق بالقسم العربي بالجامعة وتخرج على الشيخ محمود حسن الديوبندي في الحديث، كما أخذ عن غيره من مشايخ الدار منهم الشيخ حبيب الرحمن والشيخ الحافظ محمد أحمد والمفتي عزيز الرحمن والشيخ غلام رسول الهزاروي. و ولي رئاسة التدريس في مدرسة إتاله بجون فور عام 1321هـ،و عمل مديرًا لمجلة «القاسم» الصادرة في دارالعلوم/ديوبند. وتعين مدرسا عربيا في دار العلوم عام 1330هـ فلم يفارقها حياته. ومن آثاره: «فتاوى محمد أصغر»-3 مجلدات-، و«رحمة رضوان»، و«كليات شيخ الهند محمود حسن»،«حديقة السنة» – آداب الأكل والشرب والمشي والنكاح وغيرها- «نصحية المخلصين»، و«الجواب المتين بأحاديث سيدالمرسلين». وعدد صاحب «مشاهير علماء ديوبند» عشرين من آثاره. للاستزادة من ترجمته راجع: مشاهير علماء ديوبند1/87-88؛ أكابر علماء ديوبند للشيخ  محمد أكبر شاه البخاري ص132ط: إداره اسلاميات، لاهور؛ تاريخ دارالعلوم/ديوبند 2/90؛ علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص 100؛ مشاهير علماء دارالعلوم/ديوبند للمفتي ظفير أحمد ص 61؛ انار كے سائے تلے  للشيخ محمد منصور ص 131؛ تذكره مشايخ ديوبند ص 375.

(7)        محمد أحمد بن الإمام محمد قاسم النانوتوي، من مواليد «نانوته»، حفظ القرآن الكريم، ثم أرسله والده إلى مدرسة «كلاؤتهي» لتلقي مبادئ التعليم، وقرأ مختلف العلوم والفنون على الشيخ أحمد حسن الأمروهوي، وأكمل دراسته في جامعة ديوبند، وتخرج في الحديث على المحدث رشيد أحمد الكنكوهي، ثم ولي التدريس عام 1303هـ/1886م  في دارالعلوم/ديوبند وتعين رئيسا لها عام 1313هـ/1896م، واستمر عليه حتى وافاه الأجل، لعب دورًا بازرًا في تطويردارالعلوم/ديوبند والسمو بمستواها التعليمي والتربوي، ويعتبر عهد رئاسته لدارالعلوم عهدا ذهبيا. لقبته الحكومة الإنجليزية بـ«شمس العلماء»، إلا أنه أبى قبولها نظرا إلى استقلاليتها رؤيةً وفكرًا. للاستزادة من ترجمته راجع: تاريخ دارالعلوم/ديوبند 2/228؛ مشاهير علماء ديوبند 1/433-435؛ أكابر علماء ديوبند للشيخ  محمد أكبر شاه البخاري ص 81؛ تذكره مشايخ ديوبند ص 306.

(8)        السلف في رمضان ص 31 مابعدها.

(9)        صحيح البخاري برقم 4836.

(10)      أشرف علي بن عبد الحق التهانويّ المعروف في شبه القارة الهندية بـ«حكيم الأمة»، وُلِدَ في بلدة «تهانَهْ بَهوَنْ» من أعمال «مظفرنكر» بولاية «أترا براديش».. وقرأ العلم على الشيخ فتح محمد التهانوي والشيخ منفعت علي الديوبندي وشيخ الهند محمود حسن الديوبندي المحدث وأكثر كتب الفقه والأصول وبعض الحديث على مولانا محمود، وتخرج من الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند عام 1299هـ/1882م، كان من كبار العلماء والمشايخ الصالحين، والعلماء الفقهاء الأذكياء الربّانيين الذين نفع الله الخلق بمؤلفاتهم ومواعظهم وتربيتهم نفعا كبيرا. يبلغ عدد مؤلفاته نحو ألف مؤلف، منها نحو اثني عشر كتابًا بالعربية. كان مثالاً في ضبط الأوقات وحسن توزيعها بين الله وبين العباد وبين شؤونه الشخصية والعائليّة؛ فكان لايخلّ بها ولا يستثني فيها إلا اضطرارًا. وكان لكتبه ومواعظه ومجالسه دوركبير يُذكرُ و يُشكرُ في إصلاح العقيدة و العمل، ومحاربة البدع والخرافات والعادات والتقاليد الجاهلية، التي تسربّت إلى المجتمع الإسلامي وتغلغلت في حياة المسلمين وأفراحهم وأتراحهم، بسبب الاختلاط الطويل بالكفار والمبتدعين المستعبدين للأهواء.من آثاره: «بهشتي زيور» – حلية الجنة-. وأشرف على إعداد موسوعة حديثية معروفة بـكتاب «إعلاء السنن» للشيخ ظفر أحمد العثماني. وله أعمال علمية وإصلاحية دون ذلك. للاستزادة من ترجمته راجع: أشرف السوانح- في ثلاثة أجزاء- للشيخ الخواجه عزيز الحسن المجذوب؛ تأريخ دار العلوم/ديوبند 2/51؛ نزهة الخواطر 8/1187؛ مشاهير علماء ديوبند1/66-84؛ أكابر علماء ديوبند للشيخ محمد أكبر شاه البخاري ص60؛ أشرف علي التهانوي حيكم الأمة وشيخ مشايخ العصر في الهند للأستاذ محمد رحمت الله الندوي، ط: دارالقلم، بيروت؛ علماء ديوبند وخدماتهم في علم الحديث ص90؛ مشاهير علماء دارالعلوم/ديوبند للمفتي ظفير أحمد ص42؛ حيات أشرف للدكتورغلام محمد، ط: مكتبة تهانوي، كراتشي، باكستان؛ انار كے سائے تلے  للشيخ محمد منصور ص120؛ بجاس جليل القدر علماء- خمسون عالما جليلا-للبخاري ص 49.

(11)      السلف في رمضان ص 34 وما بعدها.

(12)      الشيخ المفتي مظفر حسين بن الشيخ المقرئ سعيد أحمد الأجراروي التحق بمظاهرعلوم وهو ابن أربع سنوات، تلقى الكتب العربية والفارسية الابتدائية على والده وغيره من العلماء وبعد أن تخرج فيها عُين أستاذا فيها بقرار مجلس الشورى لمظاهر علوم، ثم منحه مزيدا من الترقية وولي منصب المفتي المساعد ثم منصب نائب المفتي. وقام برحلة طويلة إلى مدينة «رنكون» ببورما  وانتخب رئيسا لهيئة الإفتاء بجامعة مظاهر علوم/سهارن فور ثم اُختير نائب مديرها عام 1385هـ  ثم منصب المدير العام. من أعماله «حاشية شرح عقود رسم المفتي» و«فضائل الأعمال» و«فضائل التهجد» و«فضائل الجماعة». للاستزادة من ترجمته راجع: علماء مظاهر علوم وخدماتهم 2/ 13.

(13)      السلف في رمضان ص 73.

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1438 هـ = يونيو – يوليو 2017م ، العدد : 9-10 ، السنة : 41

Related Posts