كلمة المحرر
محاولة إيران تسييس شعيرة الحج ليست خطوة أولى في التاريخ الإيراني المليء بالمواقف العدائية من الإسلام والمسلمين، فقد اعتاد هذا النظام توظيف كل ما هو ديني لإثارة الفوضى والفتن الطائفية في المنطقة، وخاصةً المملكة العربية السعودية التي لا ولن يُنْسَىٰ دورُها المشرق الرائع – ما بقي على وجه الأرض الحرمان – في خدمة ضيوف الرحمن، وتسخير جميع الإمكانيات والتسهيلات لهم على أرقى المستويات وبغض النظر عن انتمائهم المذهبي والعرقي وبصورة تفوق الوصف والبيان.
وأمثال هذه الفعلات الشنيعة التي يمارسها النظام الإيراني ليست غريبة جديدة من نوعها؛ فقد سبقها ما هو أشنع وأفظع وأسوأ في بيت الله الحرام على أيدي آباء الشيعة وأجدادهم الذين لم يراعوا حرمة البيت الحرام والفريضة العظيمة وقتلوا الحجيج ونهبوا البيت. وخلفُهم من وارئهم يحذون حذوهم في هذا السلوك المشين المتمثل في محاولة تسييس الحج بصورة أو أخرى.
و من واجب المسلم أن يندد – بشدة – استغلال فريضة الحج من قبل أية جماعةٍ أوجهةٍ وبأي اسم كان، فإنه يُبعدها عن هدفها الأصيل ويجرفها عن مسارها الإسلامي الحقيقي. و يُعتبر ذلك سياسةً إجراميةً هادفةً إلى نشر الفوضى في الحج، وتشتيت كلمة المسلمين وتفريق جمعهم، و هو أمر مرفوض في المنظور الإسلامي الذي يجعل الحج عبادة وطاعة لا منبرًا لرفع نداءات الجاهلية ونشر البدع والخرافات و ترويج السياسات الدخيلة باسم الحج.
إن فريضة الحج لاتزال تقام منذ عهد الرسول – صلى الله عليه وسلم- حتى يومنا هذا وفق السنة النبوية وما يمليه الشرع الإسلامي بعيدًا عن أية بدعة و هوى نفس وسياسة. فالخير كل الخير في التقيد بما تضعه المملكة العربية السعودية من التنظيمات والترتيبات لتيسير أداء مناسك الحج والعمرة في أمن وسلام. وليحذر الحاج والمعتمر أن يصبح أداة لتسييس هذه الفريضة العظيمة. [التحرير]
(تحريرا في الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الأحد: 25/شوال 1437هـ /21 يوليو 2016م)
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ذوالحجة 1437 هـ = سبتمبر 2016م ، العدد : 12 ، السنة : 40