محليات
إعداد : الأخ أبرار أحمد الإجراوي
طالب في قسم الإفتاء بالجامعة
تمت الموافقة على سجل النكاح النموذجي في الاحتفال الـ 18 لهيئة الأحوال الشخصية للمسلمين الذي عقد في الفترة ما بين 19-20/3/1426هـ = المصادف 29-30/4/2005م بمدينة «بوفال» . توصّلت الهيئة إلى ذلك بعد مناقشة ودراسة جرت نحو 7 سنوات . والنموذج يتضمن ثلاثة أجزاء منها : سجل النكاح الذي يضم جداول عديدة تُدوَّن فيها المعلومات الشخصية التي تتعلق بالزوجين ، والشاهدين ، والوكيل، والمهر معجلاً أو مؤجلاً . ومنها : محضر الإقرار الذي يضم بنودًا تلزم الزوجين على أداء الحقوق المشتركة الواجبة عليهما شرعًا ، وتفويض القضية إلى وسيط عالمًا كان أو قاضيًا لحسمها بحكم الشريعة إن وقع بينهما النزاع ، والالتزام بالحكم الصادر في هذا الصدد من قبله . ومنها : محضر التوجيه ، وهــو الذي يقضي بإلزام الزوج خاصة بأداء حقوق الزوجة ، ويؤكد على عقد الزواج تجنبًا للإسراف في ممارســة الطلقات الثــلاث ، وأداء المهر بصفة عاجلة . وفي نهاية السجل جدول توقيع الزوجين . وجدير بالذكر أن جميع أعضاء الهيئــة أيَّدوه وأقرّوه دونما تردد أو مزيد من المناقشة .
وبعد مداولات الموافقة تحدث إلى الاحتفال فضيلة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رئيس الهيئة فقال: إن هذا السجل النموذجي له أهداف سامية . منها إيجاد التنسيق المتكامل بين مناهج النكاح المنتشرة في شتى الولايات ، وإيضاح حقوق النساء في الإسلام . فهذا يوم مشهود ومنعطف مهم في تاريخ الهيئة بالنسبة للمسلمين . فإنه سوف يستأصل جذور المعاملة غير العادلة التي تمارس مع النساء بحكم الجهل بتعاليم الإسلام . وقال فضيلة الشيخ السيد نظام الدين أمين عام الهيئة ملقيًا الضوء على ما قامت به الهيئة من دور ملموس في قيادة المجتمع الإسلامي على مستوى عال مطلوب ، وأكد أن الاحتفال يهدف إلى توحيد صفوف المسلمين وتقديم سجل النكاح النموذجي الذي يمهد أمامهم الطريق إلى الالتزام بالشريعة والقيام بأوسع حركة لإقامة دور القضاء في أرجاء البلاد . وتابع قائلاً : إن النموذج سوف يساعد على التقليل من نسبة الطلاق المتصاعدة يومًا فيومًا . وتلاه رئيس الجماعة الإسلامية بالنيابة وعضو الهيئة فضيلة الشيخ السيد جلال الدين العمري الذي ناشد المسلمين أن يبذلوا كل مالديهم من الإمكانيات لتطبيق هذا النموذج بشكل كامل ، وأن يقطعوا على أنفسهم بأنهم سيعضون بالنواجذ على ماحواه النموذج : وإثر الاحتفال تحدث فضيلة الشيخ خالد سيف الله الرحماني إلى مؤتمر صحفي . وقال : هو يرد على سوال وُجّه إليه – إن إقامة دور القضاء الإسلامي لايعني الصدام مع المحاكم الرسمية ؛ بل اتخذت الهيئة هذه الخطوة للتقليل من مسؤولياتها التي لا تتحملها هذه المحاكم في أغلب الأحوال حسب ما تقتضيه الضرورة . ومما تجدر الإشارة إليه أن الاحتفال بجانب ذلك تناول بالدراسة قضية المسجد البابري ، وسبل الحفاظ على المدارس الإسلامية وما إلى ذلك من قضايا يواجهها المسلمون . وأكدت على مواصلة الجهد في هذا الشأن .
وقد شارك الاحتفال عدد وجيه من العلماء والمفكرين من شتى مدن البلاد . كان من بينهم العالم الهندي المعروف : فضيلة الشيخ محمد سالم القاسمي / رئيس الهيئة بالنيابة ، وفضيلة الشيخ عبد الرحيم القريشي ، والسيد شهاب الدين عضو الهيئة ، وفضيلة الشيخ السيد أنظر شاه الكشميري شيخ الحديث بدارالعلوم (وقف) بديوبند .
* * *
جمعية علماء الهند تلفت انتباه الحكومة من خلال احتفالها العام إلى إيجاد حلول مناسبة لقضايا المسلمين
دهلي الجديدة (الوكالات) عقدت جمعية علماء الهند احتفالها الـ 28 بـ «مجاهد نغر» – المعروف بـ ساحة راما ليلا – بمدينة دهلي العاصمة يوم الأحد في 19/4/1426هـ المصادف 29/5/2005م برسائة فضيلة الشيخ السيد أسعد المدني – حفظه الله – رئيس الجمعية . حضره عدد هائل من المسلمين بكل حماس ولم تشهد مدينة دهلي مثل هذا التجمع الكبير . فإنهم قصدوها زرافات ووحدانًا من كل فج عميق في البلاد بالقطر والحافلات والسيارات وما إلى ذلك من المراكب الأخرى . كما شارك فيه عدد كبير من القادة والساسة والعلماء والمفكرين المعنيين بمشاكل المسلمين ، وتحدّثوا إلى الاحتفال العظيم المنقطع النظير . كان على رأسهم : فضيلة الشيخ السيد أسعد المدني رئيس الجمعية ، والسيدة سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر ، والسيدة محسنة القدوائي زعيمة كبيرة في حزب المؤتمر ، وفضيلة الشيخ السيد أرشد المدني مدير المجلس التعليمي لدارالعلوم / ديوبند ، وفضيلة الشيخ محمد سالم القاسمي رئيس دارالعلوم (وقف) بديوبند ، والشيخ السيد محمود المدني نجل الشيخ أسعد المدني وأمين عام الجمعية ، وفضيلة الحاج شعيب إقبال رئيس المجلس التشريعي بالنيابة بولاية دهلي .
والجدير بالذكر أن الاحتفال أتى انعقاده بهدف دراسة قضايا ومشاكل يواجهها المسلمون في العالم – بصفة عامة – وفي الهند – بصفة خاصة – من قبل الحكومة . كأمثال : الاضطرابات الطائفية ، وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء تحت قانون مكافحة الإرهاب «فوتا» ، وتخصيص المقاعد للمسلمين في الوظائف الرسمية حسب عدد سكانهم وما إلى ذلك .
استهل الاحتفال بتلاوة آي من القرآن الكريم سعد بها فضيلة المقرئ عبد الرؤف أستاذ بدارالعلوم / ديوبند. وأعقبتها خطبة الرئاسة التي تقدّم بها فضيلة الشيخ السيد أسعد المدني رئيس الجمعية . قال فيها : إن المسلمين لابد لهم أن يلتــزموا بأوامر الله ونواهيه النابعة من الكتاب والسنة ، مضيفًا : أيها المسلمون لاتخافوا ولاتحزنوا ؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه أصِيبُوا بنكبات شديدة ومحن قاسية مالم يخطر منها على بال أحد . فهل خاف أحد منهم أويئس ؟ لا وكلا ! بل ثبتوا أمام ذلك ثبات الجبال الراسيات . فما مضى إلا زمن قليل حتى حققوا الانتصارات الرائعة التي لم يسبق لها مثيل في التاريخ . وسلّط الشيخ ضوءًا خاطفًا على قضايا التخلف في المجالات السياسية والتعليمية والاقتصادية التي يمرّبها المسلمون منذ مدة طويلة على الرغم من أنهم يشكلون أقلية كبرى . كما حثهم على التشمير عن ساق الجد لمقاومة مثل هذه الأوضاع الحرجة .
ومن جهة أخرى أدان بشدة تدنيسَ القرآن على أيدي القوات الأمريكية الغاشمة مطالبًا الحكومة الهندية الحالية باتخاذ قرار بشأنه . كما طالبها بتخصيص مقاعد للمسلمين حسب عدد سكانهم في الوظائف الرسمية كلها حتى يعيشوا عيشًا لائقًا ، وبإلغاء القانون الأسود «فوتا» .
وبعد ذلك نُودي على اسم السيدة سونيا غاندي رئيسة حزب المؤتمر . فتحدثت وقالت : إن الجمعية والحزب ساهمتا في تحرير البلاد من براثن الاستعمار الإنجليز تحت رأية واحدة ، ومؤسسيها كانوا في طليعة المناضلين ، فبذلوا قصارى جهودهم عن طريق بذل كل مالديهم من غال ورخيص في كفاح التحرير . وبجانب ذلك أعربت عن قلقها وأسفها البالغين – وهي تتحدث إلى الاحتفال – على حكومة الائتلاف الديمقراطي القومي السابقة ، مشيرةً إلى أنها لم تقم بتأمين صيانة المسلمين وجرت على طريق القوى الاستعمارية ، وأدخلت التعديلات غير اللائقة على المناهج الدراسية والتي تجرح مشاعر وعواطف المسلمين ، وإضافة إلى ذلك تناولت هذه الحكومة المسلمين بالأذى على أوسع نطاق . وعملاً بالدستور أكدت السيدة أن الحكومة الحالية سوف تعمل بالعدل مع الهنود ، وتُساعد على التقدم العلمي ، والتطور المادي ، والتنامي التكنولوجي بصرف النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم على أساس التخلف وحده ، وتتخذ خطوات لازمة يقتضيها «الحد الأدنى من البرنامج المشترك» في هذا السبيل في أقرب وقت ممكن .
ثم تحدثت السيدة محسنة القدوائية ، فقالت : إن الحكومة لم تزل ولاتزال ترغب في إيجاد حلول مناسبة لقضايا المسلمين . فمن أجل ذلك أقامت بعد تفكير طويل لجنةَ الاستعراض المركزية لإجراء الدراسات العميقة حول مشكلات الطوائف ذات الأقلية ، علمًا بأن التطور الشامل لايتحقق إلاّ بهذا الطريق وحده .
وفي ختام الاحتفال اتخذت قرارات ذات أهمية بالغة. أهمها فيما يلي :
- هذا الاحتفال يطالب الحكومة بتخصيص مقاعد للمسلمين في الوظائف الرسمية حسب عددهم في البلاد ، عملاً بالقانون والدستور القومي ، ونظرًا إلى الظروف الصعبة التي يتعرض لها المسلمون بجانب اتخاذ خطوات جريئة لإزالة العقبات التي تعترض سبيلهم وإدخال التعديل على البند رقم 341 من الدستور الهندي الذي يضمّ الشرط غير اللائق الديني (الهندوكية) للحصول على التخصيص .
- يُناشد هذا الاحتفال الحكومة أن تكثف جهودها لمكافحة الاضطرابات الطائفية التي تحدث في وقت لآخر ، وأن لاتدخر وسعًا في التنكيل بالمشاغبين المتطرفين المدانين بأشد عقاب وفي منح التعويض المالي المتضررين .
- كما يوجه النداء الحار إلى المسلمين أن يشنوا أوسع حركة لتأسيس الكتاتيب خاصةً في الأرياف النائية والقرى المنـــعزلــــة حتى يُنظّم فيها التعليم البدائي الإسلامي على الأقل . وذلك كي يسهل لأطفال المسلمين أن يعــرفـو تعاليم الإسلام الـتي لابـد منها ، ولا يقعوا في فخ المسيحيـة والقاديانية التي تركز جل عنايتها على صبغهم بصبغتها ، وتدعو جمعية علماء الهند المدارس الكبرى أن تخص ما يقرب من 10٪ من ميزانيتها لإقامة مثل هذه الكتاتيب .
- هذا الاحتفال يوجه الدعوة إلى العلماء أن يكافحوا مكافحة فعّالة المسيحية والقاديانية والفرق الباطلة الأخرى التي تنتشر بسرعة مدهشة فيما بين المسلمين السذج . وذلك يمكن عن طريق توجيه المبلغين والدعاة المتخصصين إلى الأماكن المنكوبة ، وعقد مخيمات تدريبية حسب ما يمكن لهم في حين لآخر.
- ومن جهة أخرى يطالب الأمم المتحدة أن تتخذ خطوة مثمرة لحل قضية فلسطين المسلمة ، ولسحب القوات الإسرائيلية عن الأراضي المقدسة بما فيها القدس والمسجد الأقصى حسب اتفاقية «أوسلو»، ولإجبار القوات على التوقف الفوري عن ممارسة الانتهاكات السافرة وفقًا للقوانين الدولية . وبجانب ذلك يدعو المجتمع العالمي إضافة إلى أمريكا أن يرغمها على التخلي عن أسلحة الدمار الشامل حتى يتحقق استقرار الأمن تمامًا .
- هذا الاحتفال يصف ما تصنع أمريكا مع حليفاتها من القتل والنهب في العراق ، بأنه اعتداء صارخ وانتهاك سافر للقوانين الدولية . فلذا يناشد الأمم المتحدة أن تكره أمريكا على رفع يدها عن العراق ، وتفويض زمام نظامه إلى شعبه دونما تأخير، وإلا فإنها سوف تتخذها ذريعة قوية لتمديد فترة احتلالها للعراق .
* * *
الحكومة المركزية تصادق على تخصيص 50٪ للطلاب المسلمين بجامعة علي كراه الإسلامية
أفادت الأنباء أن الحكومة الحالية للاتحاد التقدمي المشترك وافقت على مشروع قانون يتعلق بتخصيص 50٪ للطلاب المسلمين في 36 دراسة يتم الالتحاق بها على أساس الاختبارات ذات المسابقة بجامعة علي كراه الإسلامية . وذلك ينبع من جهود واصلها نائب رئيسها الحالي الدكتور نسيم أحمد الموقر بالتعاون مع وزير تنمية الموارد البشرية الحالي «أرجن سينغ» . فإن الزعماء الكبار الواقعيين وصفوا هذه الخطوة مطابقة للقانون والدستور القومي وقواعد المحكمة العليا .
ومن جانب آخر ما إن وافقت الحكومة على هذا المشروع ، حتى عارضته المنظمات المتطرفة بما فيها آر إيس إيس وفصائلها : فيشوا هندو بريشاد وبجرانغ دال بجانب الأحزاب الشيوعية ، واحتجت احتجاجًا صارخًا ضد هذه الخطوة مشيرةً إلى أنها تعكس التعصب وأنها سوف تضع العراقيل في إيجاد الوئام الطائفي المطلوب . لكن المسلمين ما أعطوا مثل هذه التظاهرات أي أهمية ؛ لأنها تتوافق مع قانون الجامعة إضافة إلى الدستور القومي.
والسبب الرئيس وراء ذلك أن المسلمين يعانون التخلف تعليميًا واقتصاديًا ؛ فإنهم كانوا في حاجة ماسة إلى مثل هذه التخصيص حتى يتلقوا التعليم العصري المطلوب لدنيا اليوم ، ويقوموا بدور فعال في تقدم البلاد بشكل أشمل و أنشط . لكن الزعماء الهندوس المتطرفين لازالوا يدلون بالتصريحات النارية في وقت لآخر، ويمارسون النشاطات التي تضر الأقليات ؛ فإنهم يزعمون أن المسلمين يفوزون بترخيصات حكومية على رغم أنهم يشكلون 20٪ من سكان الهند ، والهندوس البالغ عددهم 80٪ من السكان يمنعون عن الانطلاق بكل معاني الكلمة نحو التقدم في مجالات الحياة . فذلك لأي مصلحة ؟
ومن جهة أخرى هددوا استخدام القوة متمثلة في تظاهرات واحتجاجات واسعة متصلة لإجبار الحكومة على سحب هذا القرار ، ووجهوا الاتهامات غير لائقة إليها بالتعصب معتبرين أنها أكبر خطر على الهندوسية .
* * *
إيل . كي . إيدفاني يزور دولة باكستان :
بعض تصريحاته يُثير ضجة كبيرة في الهندوس المتطرفين
رئيس حزب «بهارتيا جانتا» الحالي إيل. كي. إيدفاني قام بزيارة رسمية لدولة باكستان يوم 20/4/ 1426هـ الموافق 30/مايو 2005م . بمرافقة أسرته . واستغرقت نحو اسبوع . والسبب الرئيس وراء الزيارة، التقليل من التوتر القائم بين البلدين – اللذين يشكلان لدى المجتمع العالمي جارين لدودين – وإيجاد مناخ لإقامة السلام والود والثقة ، وإنشاء العلاقات المتينة فيما بينهما، وتمهيد الطريق إلى حل قضية كشمير. وعلى الرغم من أنه يُعْتَبرُ زعيمًا هندوسيًا متطرفًا عزيزًا لدى منظمة آر. إيس. إيس، أدلى في ختام زيارته ببيانات مضادة لسياساتها . وأبرزها فيما يأتي .
(1) إنه قال أمام الصحفيين : أنا أشعر بالأسف والحزن البالغين على هدم المسجد البابري . مع أنه هو الذي أصــدر الأمر بهــدمه . وهدم المشاغبون قبته أمام مرأى ومسمع منه إضافةً إلى الزعماء الهندوس الآخرين وتفيد الأبناء التي نُشِرَتْ آنذاك أن زعماء حزب «ب.ج.ب» كانت تنبعث المسرات من أعينهم عند ماتمت عملية الهدم ، وأن المستر «إيدفاني» ظلّ صامتًا ولم ينبس ببنت شفة يومئذ؛ بل قدم الحلوى إلى المتطوعين . فذلك لايدع مجالاً للشك أنه كان متورطاً في هدم المسجد بشكل شخصي .
(2) وصف مؤسس باكستان «محمد علي الجناح» المدعو بـ«قائد أعظم» بزعيم علماني خلّف تأثيرًا كبيرًا على التأريخ . وتحدث من خلال بيانه أن مثل هذه الشخصية فقيدة النظير في التأريخ ، وأنه كان علامة بارزة للتفاعل الطائفي . رغم أنه يشكل فيما بين الهندوس زعيمًا طائفيًا أدّى إلى تقسيم البلاد .
(3) اقتنع بتوزع البلاد إلى دولتين مستقلتين : الهند وباكستان . واستطرد قائلاً : الآن ليس من الممكن أن تنتهي حدودهما وتسلب حريتهما حتى تعود دولة واحدة. ولكن العلاقات الودية المتينة تضمن لهما التقدم.
التصريحات المذكورة أعلاه أثارت ضجة كبيرة في الهندوس . فنظموا تظاهرات ضخمة ضده على أوسع نطاق في شتى مدن البلاد ، ومارسوا الضغط على الصعيدين الشعبي والسياسي مطالبين باستقالته مطلقين هتافات نارية . كما قالوا : إنه لايجدر به أن يتولى منصب الرئاسة لحزب «بهارتيا جانتا» . وأما أمين عام «فيشوا هندو بــريشاد» فقد تعدّى جميعَ حدود التظاهر إلى أنه هدّد : سوف أمنع «إيدفاني» عن دخول ولاية غوجرات مشيرًا إلى أن الأيام القادمة سوف تكون صعبة جدًا بالنسبة إلى حزب «بهارتيا جانتا» . وذلك ما دفع إيدفاني إلى الاستقالة . ودعْني أقل : إن قادة «ب.ج.ب» يحاكون ما تملي عليهم منظمة آر. إيس. إيس وفصائلها ، ويفعلون ما تُصدر إليهم من الأوامر والنواهي . فما مضى على ذلك إلا عدة أيام حتى اضطر إلى سحب الاستقالة .
ومما تجدر الإشارة إليه أن المحللين عقّبوا على ذلك أن البيانات التي أدلى بها «إيل . كي. إيدفاني» كانت نابعة من خطــة مدروسة دراسةً عميقةً بإيعاز من العناصر الطائفية . فإنه تنازل عن موقفه الطائفي والعصبي – فيما يبدو – لتولى كرسي رئيس الوزراء عندما يتاح له عند سقوط النظام الحالي أو في الانتخابات القادمة بعرض نفسه كشخص علماني غير طائفي . وكانت على رأس العناصر الطائفية الواضعة للخطة المذكورة منظمة «آر. إيس. إيس». التي تحرص حرصًا شديدًا على السيطرة على زمام الحكومة مهما كانت الأوضاع .
* * *
تشهد مدينة «شاه آباد» بمديرية «رام فور» صدامًا طائفيًا عنيفًا بمجرد أداء الصلاة في المكان المتنازع عليه
رام فور (يوبي) أفادت الأنباء أن أداء الصلاة في المكان المتنازع عليه وتّر الوضع في قرية «كهانديلي» من شاه آباد بمديرية رام فور. وذلك استمر إلى ساعتين تمامًا بتبادل الحجر والرصاص ، مما أسفر عن إصابة 3 شخصًا بجروح بالغة . وبالإضافة إلى ذلك تناول الهندوس الأشرار بيوت المسلمين بالنهب والسلب مدفوعين بشدة الغضب والثأر . ومما يثير الأسف أن رجال البوليس كعادتهم ظلوا متفرجين أمام الصدام بدون اتخاذ أي خطوة وقائية عاجلة في نفس الوقت . ومما يزيدك حيرة أن المنتمين إلى الطائفتين لما مسّهم التعب ، وصل الضباط رفيعو المستوى مكان الحادث برفاقة عديد من رجال البوليس ، وألقوا القبض على المتهمين البالغ عددهم 36 من الطائفتين . بينما نشرت الشرطة في القرية المصابة إلى أن تعود إلى حالتها الطبيعية .
يُذكر أن قرية «كهانديلي» عدد سكانها 3 آلاف وعدد المسلمين منهم ما يقرب من ألف ولايُوجد فيها أي مسجد . وكان المسلمون فيما قبل يؤدون صلاة الجمعة في بيت «يونس» القروي . لكن ارتحاله إلى مدينة أخرى جعل المسلمين يؤدون صلاة الجمعة في محيط منزل مسلم مدعو بـ«أختر» . فإنه خصّ قطعة منه لأداء الصلاة تشابه المسجد أسمًا لاهيئة وبناءً . وذلك ما أثار عواطف الهندوس الذين لازالوا يتحينون مثل هذه الفرصة . فانطلاقًا من سياستهم الماكرة هجموا يومًا على المسلمين المتوجهين إلى أداء الصلاة في المكان المعدّله.
والمؤسف للغاية أن عددًا كبيرًا من الشعب الهندوسي ذوي الاتجاه الطائفي مارسوا العنف البالغ ضد المسلمين وتناولوا بيوتهم بالنهب . أفادت المصادر العليمة من هذه المنطقة أن المسلمين كانوا التمسوا من المصلحة لتعيين الشرطة نظرًا إلى أداء صلاة الجمعة وازدحام المصلين ؛ لكنها لم تُلق بالاً إلى ذلك ، فما أرسلتْ إلا شرطيين . وذلك تسبب في إحداث التوتر الطائفي . هذا ، وقد طالب المسلمون في القرية بالإدارة المحلية بتوفير حراسة رسمية لهم حتى يتخلصوا من الأوضاع الحرجة .
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . جمادي الثانية – رجب 1426هـ = يوليو – سبتمبر 2005م ، العـدد : 7–6 ، السنـة : 29.