أنباء الجامعة
بقلم: مساعد التحرير
زار الجامعة الإسلامية/ دارالعلوم ديوبند يوم الثلاثاء 10/1/1436هـ الموافق5/11/2014م وفدٌ رفيع المستوى يضم خمسين عالماًمن «كيراله» يقوده الشيخ عبد الشكور القاسمي – أحد كبار علماء «كيراله»، ورئيس فرع «كيراله» لرابطة المدارس والجامعات الإسلامية الأهلية التابعة للجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند- وكان في استقباله في دار الضيافة كبار مسؤولي الجامعة، ومنسوبوها.
وعقدت الجامعة حفلة ترحيب بالضيوف المبجلين في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء 11/1/1436هـ الموافق6/11/2014م رَأَسَها صاحب المعالي رئيس الجامعة فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني – حفظه الله ورعاه- وحضرها مسؤولو الجامعة وكبار أساتذتها، من بينهم فضيلة الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري – رئيس هيئة التدريس بالجامعة وشيخ الحديث بها- وفضيلة الشيخ قمرالدين، والشيخ السيد المقرئ محمد عثمان المنصور فوري، والشيخ نعمة الله الأعظمي، والشيخ رياست علي البجنوري، والشيخ أرشد المدني، والشيخ حيبيب الرحمن الأعظمي – أساتذة بالجامعة –، والشيخ محمد أحمد – مدير شؤون التعليم بالجامعة -، والشيخ نور عالم خليل الأميني- رئيس تحرير مجلة «الداعي» الشهرية الصادرة في الجامعة وأستاذ الأدب العربي بها –، والشيخ شوكت علي البستوي – الأستاذ بالجامعة والمشرف على رابطة المدارس الإسلامية الهندية التابعة للجامعة – بجانب كاتب هذه السطور.
وبدئت فعاليات الحفل الكريم بتلاوة آي من القرآن الكريم تشرف بها الشيخ المقرئ آفتاب عالم – أستاذ القراءات بالجامعة –، وأدار الحفل الشيخ شوكت علي القاسمي، وسلط الضوء على نشأة الرابطة وأهدافها ونشاطاتها وبرامجها وأهميتها. ولخص أهداف الرابطة في أمور: المحافظة على الخطة التعليمية التي كان عليها السلف الصالح، والتغلب على الصعوبات الداخلية والخارجية التي تواجهها المدارس الإسلامية في الهند، بجانب الاهتمام بتعليم وتربية الطلاب. ودعا الشيخ علماء «كيراله» إلى ضرورة تدريب الطلاب على اللغة العربية قراءةً وكتابةً وتكلماً، وإعداد الرجال الأكفاء، والكتيبات والمطويات التي تتناول موضوعات دينية شتى باللغة المحلية – مليالم- ليعم نفعها، وإلى تفعيل نشاطات الرابطة في ولاية «كيراله».
ثم تناول الكلمة فضيلة الشيخ عبد الشكور –رئيس الوفد-، وعرَّف بأعضاء الوفد، وشرح أهداف الزيارة. وأعرب عن شكره وتقديره لمسؤولي الجامعة وأساتذتها على أنهم أتاحوا للوفد هذه الفرصة الطيبة لمناقشة قضايا تهمهم كثيراً في «كيراله» وقال: إن علاقة «كيراله» بالجامعة عريقة متأصلة، وإن أهل «كيراله» يعتزون بالانتماء إلى الجامعة، ولها في قلوبهم مكانة سامية، وتنزل الجامعة من قلوبهم منزل الحبيب المكَرم. وأبدى رغبته في توطيد علاقة فرع الرابطة بالجامعة وتفعيل نشاطاتها، وتنظيم زيارات علماء الجامعة لها، لتحقيق الانسجام والتوافق الكامل مع أهداف وبرامج الرابطة. ونوَّه فضيلته بالخدمات التي تقوم بها الجامعة على مختلف المستويات، وخص بالذكر مجلة «الداعي» وأبدى إعجابه الشديد بفضيلة الشيخ نورعالم خليل الأميني – رئيس تحرير المجلة – واعتبره ناطقاً بلسان الجامعة في «كيراله» من على منصة مجلـة «الداعي»، ومقالاته القيمة الهادفة البناءة.
ثم تناول الكلمة معالي رئيس الجامعة فضيلة الشيخ المفتي أبو القاسم النعماني – حفظه الله- فحمد الله وأثنى عليه، وقال: أيها العلماء ومسؤولي مدارس «كيراله»! نرحب بكم في هذه الجامعة الإسلامية العريقة ونقول لكم: أهلاً وسهلاً ومرحبًا. إن من أهداف تأسيس رابطة المدارس الإسلامية في الهند الأساسية تحسينُ نظام التعليم والتربية فيها بصورة أفعل والتوصل إلى حلول المشاكل والصعوبات الداخلية والخارجية بالتشاور فيما بين مسؤولي المدارس والجامعات. ومن الواجب العناية بنشر شبكة الكتاتيب الدينية في كل صقع من أصقاع البلاد، ومتابعة المخططات الرامية إلى الإضرار بالإسلام والمسلمين والمدارس الدينية الإسلامية في البلاد. ونحمد الله – تعالى – على أن وَفَّقَ هذه الرابطة لتحقيق أهداف تأسيسها تحقيقاً ملموساً، فانتشرت فروعها في مختلف أنحاء البلاد، وفعلاً أقيم فرعٌ لها في ولاية «كيراله» قريباً، فاحرصوا على تفعيل نشاطاته والرقي به إلى المستوى المطلوب في ضوء اللوائح الموضوعة لرابطة المدارس الإسلامية.
ثم تناول الكلمة فضيلة الشيخ رياست علي البجنوري – حفظه الله-، أستاذ الحديث الشريف بالجامعة – الذي شدد في كلمته على ضرورة تطوير نظام الشورى في المدارس الإسلامية، وتوطيد علاقة العلماء بالشعب، وإحكام دعامة التبرعات الشعبية في المدارس الإسلامية الهندية؛ فإنه يعين على تقوية الصلات مع الشعب وتطويرها. ولقد أصبحت المدارس الإسلامية في هذا العصر أهم مراكز الخدمة الدينية. فاحرصوا على ذلك. وأرى أن توطيد صلات المدارس الإسلامية في مختلف أصقاع البلاد مع رابطة المدارس الإسلامية التابعة للجامعة مما يعين على تحقيق أهداف الرابطة على أحسن ما يكون، كما دعا فضيلته إلى تنظيم تعليم اللغة الأردية في المدارس بـ«كيراله» بصورة مستقلة فاعلة تجعل طلابها ينتفعون على أحسن ما يرام إذا ما التحقوا بدارالعلوم/ ديوبند، للتوسع في علوم الشريعة.
ثم تحدث فضيلة الشيخ نعمت الله الأعظمي-أستاذ الحديث بالجامعة – وقال فيما قال: إن القرآن الكريم وصف الصحابة بالأمة الوسط. فنحن من الأمة الوسط ما دمنا على ما كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم – وإلا فلا. فالأساس هو الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم-. وأشار فضيلته إلى أن حديث جبرئيل – عليه السلام – الذي يتضمن شرح الشعب الثلاث للدين: الإيمان والإسلام والإحسان. والصحابة – رضي الله عنهم – هم القدوة لنا في هذه الشعب الثلاث وغيرها من شعب الدين. فيجب أن نحرص على التأسي بهم.
ثم تناول الكلمة معالي الشيخ المفتي سعيد أحمد البالنبوري – شيخ الحديث الشريف بالجامعة- وقال: إن «دارالعلوم» ليست مركزاً تعليمياً فحسب، بل حركة تعمل على إحياء السنة النبوية وقمع البدع والخرافات واستئصال جذورها من القلوب. وشدد فضيلته على ضرورة تحسين نظام التعليم والتربية في «كيراله»، وأشار إلى ضرورة إدخال التحسينات في نظام تعليم اللغة الأردية في المراحل الابتدائية.
وفي نهاية المطاف تناول الكلمة فضيلة الشيخ السيد أرشد المدني – حفظه الله – أستاذ الحديث الشريف بالجامعة – وتحدث عن الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد. وأشار فضيلته إلى أن بلادنا خير من كثير من البلاد في العالم من نواحٍ كثيرة، وظل آباؤنا و أجدادنا يعيشون فيها منذ قرون. وهذه البلاد بلادنا ونحن أهلها. قد سقيناها بدمائنا. وتشهد البلاد الآن تصاعدًا ملحوظاً للتوتر الطائفي الذي يثير القلق، ويهدد الأقليات في البلاد وخاصة المسلمين. فيجب أن نراعي كل ذلك فيما نضع من البرامج والخطط، بجانب العناية اللائقة بالحفاظ على هذه المدارس ونظامها. وكل ذلك يتطلب جهوداً جماعية. ويجب أن نتكاتف ونكون جميعاً مكان الكليتين من الطحال.
ثم أعطيت الكلمة لأعضاء الوفد الضيوف المبجلين، فقام الشيخ أبو الخير-مدير مدرسة سراج العلوم بكيراله – وتحدث عن زمن تحصيله في الجامعة والذكريات والأيام التي قضاها في رحابها تلمذًا على مشايخها البارزين منهم الشيخ فخر الدين المراد آبادي -رحمه الله-. وطالب مسؤولي الجامعة و مشايخها أن يجعلوا لولاية «كيراله» نصيبًا من رحلاتهم وجولاتهم الدعوية، ليتسنى لأهل «كيراله» الاستفادة من كلماتهم القيمة النافعة، وله قصيدة قرضها على عهد الشيخ فخر الدين المرادآبادي – رحمه الله – بالجامعة-، يذكر فيها الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند والأيام التي قضاها في رحابها.
ودعا فضيلته الله – تعالى – أن يقي هذه الدار جميع الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، ويحافظ عليها في خدمة الإسلام والمسلمين.
ثم تقدم الشيخ محمد أنس نجمي – مدير جامعة عين المدارس، بكيراله، وأحد أعضاء الوفد-، وحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها المشايخ العظام! أشكركم على اقتطاعكم جزءاً ثميناً من أوقاتكم الغالية المزدحمة، وعلى ما قدمتموه لنا من النصائح. وفي الواقع لانجد من الكلمات والتعبيرات ما نعبر به عما يكنه صدورنا. وأعتقد أن علماء ديوبند هم حبل الله في هذا العصر، الذي أكد الله على التمسك به في كتابه العزيز. ونحن نطلق على أنفسنا في «كيراله» «ديوبنديين» نسبةً إليهم، ونعتز بهذه النسبة. والحمدلله الذي وفقنا لمناقشة قضايا تخص شؤوننا الدينية وشؤون مدارسنا ومراكزنا التعلمية مع كبار المسؤولين في الجامعة من على منصة رابطة المدارس الإسلامية.
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الثاني 1436 هـ = يناير-فبراير 2015م ، العدد : 4 ، السنة : 39