دراسات إسلامية
بقلم: الأستاذ/ سيد محبوب الرضوي الديوبندي رحمه الله
(المتوفى 1399هـ / 1979م)
ترجمة وتعليق: الأستاذ محمد عارف جميل القاسمي المباركفوري(*)
دارالعلوم في عام 1300-1301هـ، وحصيلة إجمالية لمدة 18سنةً:
وسردت التقارير الدورية لعام 1300هـ حصيلةَ الجهود التي بذلتها دار العلوم وثمارها، وأهابت بأهل الخيرومحبي العلم و حضَّتهم على رفع كمية المساعدات التي يقدمونها لصالح دارالعلوم، فقالت: «قد بدأ المسلمون عامةً يَجْنُون من هذه الغرسة الخضراء الطيبة ثمارها المرجوة، وسيستمر ذلك في المستقبل إن شاء الله تعالى. وقد أثمرت الجهودُ التي بذلها أساتذتها، وإخلاصهم في استقطاب الطلاب من العالم كله إليها. فتجدهم يتهافتون عليها من أصقاع البلاد البعيدة طلباً للعلم ورغبةً فيه. وصرف كثيرٌ من المسلمين المخلصين الأوفياء لدينهم هممَهم البعيدةَ إليها بالوقوف بجانبها ومد يد العون إليها. ولم يألوا جهداً في تقديم المساعدات المالية، والمتمثلة في الكتب والملابس والمواد الغذائية، بجانب القيام على طلبتها الوافدين خير قيام. فجزاهم الله خير الجزاء، غير أن باب العلم أوسع، وصحراؤه مترامية الأطراف. والأسباب – التي تتمكن المدرسة من توفيرها – لايزال كلها في المرحلة الأولى، ويشكل الدرجة النازلة من هذا السلم الطويل. ومن الصعوبة بمكان أن تشهد المدرسةُ ما يجب أن تشهده من الرقي والازدهار، مالم يقم المسلمون المخلصون بصرف عنايتهم واهتمامهم إليها، والحرص على توفير إمكانيات العلم وأسبابه اللازمة.
وعُقدت حفلةُ إناطة العمائم الرابعة عام1301هـ كالمعتاد على نطاقٍ واسعٍ، حضرها مالايقل عن ألفين من الوافدين من المناطق الشاسعة، واستضاف سكان «ديوبند» الضيوف. وقدَّم الشيخ محمد يعقوب النانوتوي تفاصيل الأعمال والنشاطات التي قامت بها «دارالعلوم» خلال ثماني عشرة سنةً من عمرها، وشرح نتائجها. فتقول التقارير الدورية: «على الرغم من العوَز وشح الإمكانيات مما مُنِيَ به المدرسةُ، قطع الطلابُ أشواطَ تقدمٍ علمي حثيثةً تعيد ذكريات مدارس «دهلي»، وتجلت من سعادة هؤلاء الشبان السعداء وثقافةِ هذه الفئة الناشئة ما حَوَّل المدرسةَ إلى مثال رائع لزاوية من الزوايا، كيف لا؟ وإن من معالم العمل -الذي يراد به وجه الله تعالى – أن يحصل الأثر أكثر من عمل المؤثر وفعله، ويتجاوز النمو والتقدم مقدار البذور التي ألقيت فيها. وهذه هي البركة، والعمل الذي هذا شأنه مما يراد به وجه الله تعالى.
وأتت على هذه الغرسة الفتية اليوم تسعة عشر عاماً، ومضى الآلاف من عباد الله تعالى لسبيلهم وقد حملوا ما قُدِّر لهم من قليلٍ أو كثيرٍ من هذه المدرسة. وسبقت ثلاثُ حفلاتِ إناطة العمائم من قبلُ، كانت أولها عام1290هـ عقب تأسيسها بسبعة أعوام، حيث تم إناطة العمائم برؤوس خمسةٍ من العلماء المتخرجين. وعُقِدت ثانيتُها عام1292هـ حيث تم إناطة العمائم برؤوس خمسةٍ منهم كذلك، وعقدت ثالثتُها عام 1296هـ حيث أنيطت العمائم برؤوس سبعة من المتخرجين. وفي هذه الحفلة التي تعقد اليوم عام 1300هـ يحضرها أحد عشر من المتخرجين الذين تم استدعاؤكم لإناطة العمائم برؤوسهم. ويبلغ مجمل عدد المتخرجين خلال هذه السنوات الثماني عشرَة، ثمانيةً وعشرين متخرجاً: سبعة عشر متخرجاً في السنوات السبع عشرة السابقة، وأحد عشر متخرجاً في هذه السنة. والجدير بالذكر أن عدداً من المتخرجين الأكفاء في السنوات كلها كانوا يستأهلون لهذا الشرف، قد عادوا إلى بلادهم، فلم يتمكنوا من شهود هذه الحفلة. ولايقلُّ عددهم عن هذا العدد إذا ما أحصيناهم عدداً. فحقيقٌ أن ننظر في هذه السنوات الثماني عشر، وفي حصيلتها المتمثلة في ستةٍ وخمسين متخرجاً.
كما تجدر الإشارة إلى أن خمسين طالبًا استكملوا حفظ القرآن الكريم في نهاية عام 1300هـ وحازَ كثيرٌ من الطلاب أهليةً فائقةً في قسم اللغة الفارسية. ورغم أن هذا العدد كبير بالنسبة إلى هذه المدرسة إلا أنه يعزّ أن نقول: إنه يعدل الملح في الطعام. ورغم أن ثمة مدارس متناثرة تقوم على التبرعات الشعبية، وناشطةٌ في هذا الميدان؛ ولكن أليست مديريات – واحدةٌ تلو أخرى- وبلدانٌ – بلدةٌ تلو أخرى – صفر اليدين من علم الدين(1).
تدشين قسم الطب:
كانت «دار العلوم» تَدْرُس منذ سنوات تدشينَ قسم الطب. ورغم أن تعليم الطب قد شُرِع فيه من عام 1296هـ بدون استعداداتٍ تخصه، فجاء تدشين قسم الطب بشكلٍ رسمي عام1301هـ بناءً على قرار أصدره المجلس الاستشاري الذي ينص على أنه: «لايزال أمر تعيين مدرس للطب قيدَ الدراسة والنظر منذ أمدٍ بعيدٍ، وقد تناولته التقارير الدورية بالذكر غير مرةٍ، كما أن الطلبة لهم رغبةٌ أكيدةٌ في دراسة الطب. وارتآى الشيخ محمد يعقوب ضرورة تعيين مدرسٍ مختص بتعليم الطب. فيُفَضَّل تدشين هذا القسم. ومن واجبات مدرس الطب أن يقوم – بجانب إلقائه دروس الطب – بخدمة معالجةِ الطلبة في أوقات الفراغ».
عام1302هـ،ووفاة الشيخ محمد يعقوب النانوتوي:
وكان الشيخ محمد يعقوب – رحمه الله – أول من تولى مشيخة الحديث بالجامعة، وكان هذا المنصب يعرف آنذاك برتبة «كبير المدرسين». وانضم الشيخ –رحمه الله – إلى دارالعلوم عام 1283هـ – العام الذي أسست فيه – وكان لفضله وعلمه حظٌ أوفر فيما لقيته «دارالعلوم» من الصيت الحسن والمكانة المرموقة. ولك أن تدرك مدى شغفه بدارالعلوم، وولعه بها من خلال خطباته التي ألقاها، والتي تناثرت في الصفحات السابقة التي تتحدث عن أحوال الجامعة وأوضاعها. وشغل – رحمه الله – مشيخة الحديث بالجامعة ثمانية عشر عاماً، تخرج خلالها من «دارالعلوم» سبعة وسبعون طالباً، منهم: شيخ الهند محمود حسن الديوبندي (1268-1339هـ/1851-1920م)، والشيخ أحمد حسن الأمروهوي (ت:1330هـ/1911م)، والشيخ فخر الحسن الكنكوهي (ت:1315هـ)، والشيخ خليل أحمد الأنبيتهوي (1279- 1346هـ /1862-1927م)، والشيخ أشرف علي التهانوي(1280-1362هـ)، والشيخ المفتي عزيزالرحمن الديوبندي (1275-1347هـ/1858-1928م)، والشيخ الحافظ محمد أحمد النانوتوي (1279-1347هـ /1862-1928م)، والشيخ حبيب الرحمن العثماني (ت 1348هـ/1929م)، والشيخ رحيم الله البجنوري(2) – رحمهم الله تعالى – من شموس العلم والمعرفة والعلماء الأفاضل.
وانتقل الشيخ محمد يعقوب النانوتوي إلى بلده «نانوته» قبل موته بأيام، ولبَّى نداء ربه في3/من ربيع الأول عام1302هـ بمرض الفالج. فإنا لله وإنا إليه راجعون(3).
عام 1303هـ، والإحصائيات التعليمية:
ولخصت التقارير الدورية لهذا العام ما توصلت إليه دارالعلوم بقولها: إنه قد مضى واحد و عشرون عاماً على تأسيس المدرسة، تخرج – أو كاد يتخرج – مئة وواحد وأربعون طالباً خلال هذه المدة، علاوةً على الطلاب الذين تلقوا – ما تلقوا من الدراسة فيها -ليفارقوها قبل أن يُتموا برامجهم التعليمية، فلم يشملهم هذا الإحصاء، كما تشرف أربعة وستون طالباً بإنهاء حفظ القرآن الكريم، بجانب طلابٍ أنهوا قراءة القرآن الكريم نظراً. وسردت التقارير الدورية أسماءهم جميعاً، وعَمِلت لهم فهرسةً أعرضنا عنها خوف الإطالة. ومن المؤسف أن التقارير الدورية أغفلت ذكر من استفاد، وتخرج في مرحلة الفارسية والرياضي، ولايخفى أن عددهم قد يبلغ مبلغاً كبيراً .
عاما 5-1304هـ،وإنشاء لجنة تقوم بجمع التبرعات لصالح دارالعلوم:
هذه هي السنة الثانية والعشرون من عمر «دارالعلوم»، وقد تجاوزت بركاتها خلال هذه المدة القصيرة الهندَ إلى بلاد «قندهار» و«بخارى»، وأصبح طلاب تلك المناطق الشاسعة يتهافتون عليها، وسردت التقارير الدورية السنوية الماضية أسماء طلاب هذه المناطق كثيراً. فاتسع نطاق محبيها وأنصارها. وعليه أنشأ الناس لجنة في «حيدر آباد»، «دكن»، سموها «معين الإسلام»، تهدف إلى جمع التبرعات لصالح دارالعلوم وتقديمها إليها. وتناولتها التقاريرالدورية لهذا العام بالتفصيل، وركَّزت على أهمية التعليم الديني بأسلوب حماسي بليغ، وانتهت إلى سرد قائمة المتبرعين لصالحها بشكلٍ مؤثرٍ استنهاضاً للحمية القومية، وإليكم قبسات منها: «إنك» لتعجب – كل العجب – من مدى الحمية الدينية التي يتصف بها من يتبرع لصالحها، ومن مدى القدر الذي يتم التبرع به؛ فتجد أرملةً تكسب عيشها من إدارة الطاحونة، فتجمع نصف دانق طوال السنة لتقدمها لدار العلوم، وتُلفي ولدَ حدادٍ يقدم في السنة كلها دانقاً واحداً، وتجد نجاراً يقدم دانقين لوجه الله تعالى. ورجلٌ ذو همة عالية، تحقق ما نذر فتقدم ببعض الفلوس، عسى أن يغطي ذلك نفقة زيت المصباح وفتيلته. ورجلٌ يقدم بضعة كتب لصالح الطلبة. والحاصل أنه لم يقصرأحدٌ في تقديم ما وسعه ابتغاء مرضات الله، ويسعى على رقي هذه المدرسة بما استطاع من مالٍ أو كلمةٍ يقولها أوخطوةٍ يخطوها في سبيلها أو مقالةٍ يكتب لصالحها. ويودُّ من أعماق قلبه أن يستمر مصباح الهداية هذا مضيئاً بصورة أوأخرى». وما بدأته «حيدرآباد» من العمل على مساعدة المدرسة، لقي نمواً وازدهاراً على ممر الأيام.
مساعدات ولاية «حيدرآباد»:
بدأت حركة جمع التبرعات لصالح المدرسة، ومساعدتها في العام الماضي من على منصة لجنة «معين الإسلام»، وفي عام 1305هـ خصص «نواب سر آسمان جاه»(4)- الصدر الأعظم في ولاية حيدرآباد- مئة روبيةٍ هنديةٍ شهريةٍ مستمرةٍ من قبل الدولة الآصفية. وذكرت التقارير الدورية المساعي التي بذلها نواب وقارالملك المولوي مشتاق حسين – رحمه الله-(5) في إجراء هذا التبرع، ذكراً حسناً وشكرت له على ذلك(6). وتبرعُ «حيدرآباد» هذا شهد ارتفاعاً كبيراً حيناً بعد حينٍ، حتى وصل هذا المبلغ – بمساعٍ بذلها الشيخ محمد أحمد- رحمه الله- إلى ألف روبيةٍ هنديةٍ بشكلٍ تدريجي. كما قدمت الدولةُ الآصفية ثلاثةَ آلاف روبيةٍ تنفق على البناء في تلك الأيام. واستمر الأمر على ذلك حتى سقطت «حيدرآباد».
ومن العسف الشنيع هنا أن لانعترف بأن ما حظيت به الدولة الآصفية من الإشراف التعليمي المتنوع وتقديم المساعدات العلمية الفائضة في النصف الأول من القرن العشرين أعاد ذكريات السلاطين والأمراء الذين شهدهم التاريخ الإسلامي الغابر. وحقاً، إن الأعمال العبقرية التي قامت بها الدولة الآصفية في تلك الحقبة من الزمان أجدر بأن تكتب بحروفٍ من ذهب في صفحات التاريخ.
رحلة الشيخ رفيع الدين للحج:
وقصد الشيخ رفيع الدين – الذي أمضى قرابة عشرين سنةً في إدارة المدرسة – الحج عام 1306هـ، وكان ينوي بهذه الرحلة الهجرة. فمكث سنتين في المدينة المنورة، ثم قضى بها نحبه عام 1308هـ. فالتمس أعضاء المجلس الاستشاري من الحاج محمد عابد (ت1331هـ/1912م) الاضطلاع بمسؤولية الإدارة. وظلَّ الحاج محمد عابد عضوا للمجلس الاستشاري من اليوم الذي أسست فيه الجامعة، وتولى إدارتها مرتين عام 1283هـ وعام 87-1286هـ كما سبق.
عام 8-1307هـ، وشيخ الهند يتولى رياسة التدريس:
أسلفنا – خلال الحديث عن نشأة دارالعلوم – أن شيخ الهند محمود حسن الديوبندي – رحمه الله – كان أول طالب حين افتتحت المدرسة، وتخرج عام 1290هـ، وعُيِن مدرساً في العام القابل، ثم أسند إليه رياسة التدريس عام 1308هـ حين استقال الشيخ سيدأحمد الدهلوي رحمه الله.
عام 9-1308هـ،وتعيين مساعد لمدير المدرسة:
وتحدثت تقاريرُ عام 1309هـ عن الحصيلة التعليمية بقولها: قد تخرج – خلال مدةٍ تبلغ سبعةً وعشرين عاماً – مئتان وأربعة وثلاثون عالماً، وواحدٌ وثمانون حافظاً للقرآن الكريم.
واضطرالاشتغالُ المتناهي الذي واجهه الحاج محمد عابد إلى التعديل في الإدارة عام 1310هـ، فتقول التقارير الدورية: «وبما أن الحاج محمد عابد – مد الله ظله الوارف – يتهافت عليه خلق الله تعالى، وينسلون إليه من كل حدبٍ وصوبٍ، يطلبون منه الدعاء لهم بتنفيس الكربات وبالشفاء من الأمراض، ويستمر ذلك ليلَ نهارَ. والخُلقُ الحسن الذي جُبِلَ عليه الحاج محمد عابد يأبى أن يردهم خائبين، وذلك مما يشغله عن شؤون الإدارة فارتآى الحاج أن يُسند شؤونَ الإدارة إلى الحاج فضل حق، ويتولى الحاج محمد عابد – بدوره -الإشرافَ على أعماله، فانصاع له المجلس الاستشاري تسليةً عن نفس الحاج العناء والمشقة، فاتفق على تعيين الحاج فضل حق مديراً لدار العلوم».
تدشين دارالإفتاء:
وتتحدث التقارير عن تدشين دارالإفتاء فتقول: «انطلاقاً من الصيت الحسن الذي يحظى به المدرسة، تَرِدُ إليها كمٌ هائلٌ من الاستفتاءات والأسئلة، والمدرسون يشغلهم التعليمُ والتدريس عن القيام بالرد عليها دون أن يؤدي ذلك إلى خلل في التدريس. ومن أعظم أهداف التعليم الديني أن يتم تزويد عامة المسلمين بالأحكام الدينية، وتيسير الوصول إلى الحق والصواب، وتحقيقاً لهذه المصلحة تقرَّرَ إسناد مسؤولية الإفتاء إلى الشيخ عزيز الرحمن – نائب رئيس الجامعة – تذليلاً للصعوبات التي يواجهها عامةُ المسلمين في الاستفتاء، ومعرفة الحكم الشرعي فيما ينوبهم من المشكلات والمسائل.
* * *
الهوامش:
(1) راجع: التقارير الدورية عن حفلة إناطة العمائم عام 1301هـ ، ص:11،12.
(2) هو الشيخ الطبيب رحيم الله البجنوري (ت:1347هـ/1929م) من كبار العلماء في عصره، ومن أجلة أصحاب الإمام محمد قاسم النانوتوي، كما أخذ عن الشيخ مملوك علي النانوتوي في دهلي، واستكمل دراسته في دارالعلوم عام 1299هـ ، كان له رسوخ وقدم عالية في العقائد والمناظرات، وله عشرات الكتب باللغتين الفارسية والعربية في هذه العلوم، منها: الاقتصاد في الضاد، وتهديد المنكرين لقدرة رب العالمين وغيره. وللاستزادة من ترجمته راجع: تاريخ دارالعلوم2/43.
(3) للاستزادة منه راجع الباب الخامس.
(4) هو محمد مظهرالدين خان معروف بـ«نواب سرآسمان جاه» (1255هـ/…) شغل منصب رياسة الوزراء بحيدرآباد ما بين (1887–1894)، زار نابولي وجنيف وفلورنسان، وميلانو وغيره من المدن. وتنقل في عدة مناصب هامة في حكومة حيدر آباد. للاستزادة من ترجمته، راجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
(5) الشيخ نواب مشتاق حسين بن فضل حسين الحنفي الأمروهي (1257-1335هـ) عرف بـ«وقار الملك نواب انتصار جنك»، واشتهر بالصدق والديانة والعزيمة الراسخة بحيث لا يزعجه عما يبدي من العزائم شيء، وُلِد في قرية «سراوه» من أعمال «مرادآباد» في أسرة مشهورة بالذكاء وحسن الإدارة. ومات أبوه وله ستة أشهر فنشأ يتيماً في حجر أمه. قرأ – بعد ما انتهى من الكتَّاب- مبادىء العربية والشريعة على الشيخ راحت علي الأمروهوي ثم التحق بمدرسةٍ حكوميةٍ ثم دخل في كلية الهندسة في «روركي» واجتاز الامتحان، وعُيِّن مدرساً في المدرسة المحلية ثم تنقل في عدة مناصب مرموقة، واستقدمه «سالارجنك»- وزيرالمملكة الآصفية بحيدرآباد – لإصلاح الإدارة وتنظيم المالية والتقدم بالبلاد فيمن استخدمهم من نوابغ الهند. وأسهب صاحب نزهة الخواطر في ترجمته. راجع: نزهة الخواطر8/1381ومابعدها.
(6) تقاريرعام1306هـ ص90.
* * *
(*) الأستاذ بالجامعة Email: almubarakpuri@gmail.com
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، رمضان – شوال 1435 هـ = يونيو – أغسطس 2014م ، العدد : 9-10 ، السنة : 38