دراسات إسلامية

بقلم: د. حسين عبد الغني سمرة (*)

الشبهة الثالثة

إنكار ربانية الوحي المحمدي لما فيه من نسخ(***)

مضمون الشبهة:

       يُنكر بعض المشككين إلهية الوحي المحمدي وربانيته، ويستدلون على ذلك بوجود النَّسخ في أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله، لا سيما في الأمور التعبُّدية، ويرتبون على ذلك وقوع التناقض في تشريعات القرآن على لسانه صلى الله عليه وسلم، ويمثِّلون لذلك بحدث «تحويل القبلة». هادفين من وراء ذلك إلى التشكيك في مصدر الوحي الإلهي؛ لوجود النسخ فيه.

وجوه إبطال الشبهة:

       1- إن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله كلها مستندة إلى وحي إلهي، فليست الأحكام المنسوخة والناسخة إلا جزءًا من تعاليم الإسلام التي بلِّغها النبي صلى الله عليه وسلم  كلَّها عن ربه – جل جلاله-، ولو كان النسخ من اختراعه صلى الله عليه وسلم لما أبقى صلى الله عليه وسلم على بعض الآيات المنسوخة تُتْلى جنبًا إلى جنب مع الآيات الناسخة.

       2- ليس في حدث تحويل القبلة أيّ تناقض، ثم إنه كان بوحي من الله – جل جلاله-، ولعل إحساس اليهود بنكسة دينية كبرى عندما خالفهم النبي صلى الله عليه وسلم في قبلتهم، هو ما دفعهم إلى اختلاق الافتراءات الكاذبة على النبي صلى الله عليه وسلم.

       3- ليس الإسلام بدعًا من الشرائع في أمر النسخ؛ وذلك أنه كان موجودًا في الشرائع السماوية السابقة. ثم إن ثمة حِكَمًا إلهيةً جليلةً تقف وراء النسخ في الشريعة الإسلامية.

التفصيل:

أولا: النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهَوَى:

       لا ينكر أحد من المنصفين أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج نطقه إلا بوحي من الله – جل جلاله-؛ فأقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله كلها مستندة إلى وحي رباني، وهو صلى الله عليه وسلم بريء كلَّ البراءة من نسبة أمر النسخ لبعض أحكام التعاليم الإسلامية إليه صلى الله عليه وسلم، يقول الله -جل جلاله-: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ اٰیَةٍ اَوْ نُنْسِهَا نَاْتِ بِخَیْرٍ مِّنْهَاۤ اَوْ مِثْلِهَآ﴾ (البقرة:١٠٦).

       يقول القرطبي في معرض تفسيره لهذه الآية: «هذه آية عظمى في الأحكام، وسببها أن اليهود لما حسدوا المسلمين في التوجه إلى الكعبة، وطعنوا في الإسلام بذلك، قالوا: إن محمدًا يأمر أصحابه بشيء، ثم ينهاهم عنه، فما كان هذا القرآن إلا من جهته، ولهذا يناقض بعضُه بعضًا، فأنزل الله – جل جلاله-: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ اٰیَةٍ اَوْ نُنْسِهَا نَاْتِ بِخَیْرٍ مِّنْهَا اَوْ مِثْلِهَآ﴾ (البقرة:١٠٦)، فمعرفة هذا الباب – النسخ – أكيدة وفائدته عظيمة، لا يستغني عن معرفته العلماء، ولا ينكره إلّا الجهلة الأغبياء، لما يترتب عليه من النوازل في الأحكام ومعرفة الحلال من الحرام»(32).

       وواضح من الآية السابقة أن وقوع النسخ في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله لم يكن من عند نفسه صلى الله عليه وسلم، ولكنه من عند الله – جل جلاله-، وليس النبي صلى الله عليه وسلم إلا مبلِّغًا عن ربه جل جلاله، فكل تصرفاته صلى الله عليه وسلم مستندة إلى وحي إلهي.

       ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَىٰ﴾ (النجم)، «يقول قتادة: وما ينطق بالقرآن عن هواه، إن هو إلا وحى يوحى»؛ أي: ما يخرج نطقه عن رأيه، إنما هو بوحي من الله – جل جلاله-، وفي هذه الآية دلالة على أن السُنَّة كالوحي المنزَّل في العمل(33)؛ لأن كليهما وحى من عند الله – جل جلاله-.

       وإنا نخاطب مثيري هذه الشبهة قائلين لهم: هلَّا درستم علم «الناسخ والمنسوخ» – وهو أحد علوم القرآن الهامة – وتعلمتموه، قبل أن تفتروا على القرآن الكريم، وعلى مَنْ أُنْزِل إليه!!

       ونخاطبهم مرة ثانية قائلين لهم: لو سلمنا جدلاً بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو مخترع مبدأ النسخ لإزالة ما يخالف هواه، أما كان من الأولى – والحال هكذا – أن يقوم بحذف الآيات المنسوخة وإزالتها من المصاحف المكتوبة؟! أليس من الغريب أن تترك بعض الآيات المنسوخة جنبًا إلى جنب مع الآيات الناسخة؟!

       والحق أن ذلك ليس من الأمور الغريبة كما نظن؛ لأن الأمر ببساطة، غير متعلق بإرادة محمد صلى الله عليه وسلم بل هي إرادة الله – جل جلاله – فهو الذي ينسخ ويُبقي، وهو الذي يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، يقول – جل جلاله- ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ اٰیَةٍ اَوْ نُنْسِهَا نَاْتِ بِخَیْرٍ مِّنْهَاۤ اَوْ مِثْلِهَآ﴾ (البقرة:160)، ويقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا بَدَّلْنَآ اٰيَةً مَّكَانَ اٰيَةٍ وَاللهُ أعْلَمُ بِمَا نُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَآ أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (النحل).

       والمتأمل في القرآن الكريم يجد الكثير من الآيات التي نُخست في الحكم، ولكنها بقيت تُتْلَى مع سائر الآيات، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿یٰاَیُّهَا الَّذِیْنَ اٰمَنُوْا اِذَا نَاجَیْتُمُ الرَّسُوْلَ فَقَدِّمُوْا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَﯨـٰكُمْ صَدَقَةً﴾(المجادلة12)، فقد نسخ بقوله تعالى: ﴿ءَاَشْفَقْتُمْ اَنْ تُقَدِّمُوْا بَیْنَ یَدَیْ نَجْوَ ﯨـٰكُمْ صَدَقٰتٍ فَاِذْ لَمْ تَفْعَلُوْا وَ تَابَ اللهُ عَلَیْكُمْ فَاَقِیْمُوا الصَّلٰوةَ وَ اٰتُوا الزَّكٰوةَ وَ اَطِیْعُوا اللهَ وَ رَسُوْلَه وَ اللهُ خَبِیْرٌ بِمَا تَعْمَلُوْنَ﴾(المجادلة:13).

       وقوله تعالى: ﴿وَ عَلَی الَّذِیْنَ یُطِیْقُوْنَهُ فِدْیَةٌ طَعَامُ مِسْكِیْنٍ﴾(البقرة:184) نسخ بقوله تعالى: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ﴾ (البقرة 185). وقول الله – جل جلاله-: ﴿وَ الَّذِیْنَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ یَذَرُوْنَ اَزْوَاجًا وَّصِیَّــةً لِّاَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعًا اِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ اِخْرَاجٍ﴾ (البقرة:240)، نسخ بقوله – جل جلاله-: ﴿وَ الَّذِیْنَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَ یَذَرُوْنَ اَزْوَاجًا یَّتَرَبَّصْنَ بِاَنْفُسِهِنَّ اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَّ عَشْرًا﴾ (البقرة:234).

       وقوله – جل جلاله-: ﴿وَ اِنْ تُبْدُوْا مَا فِیْ اَنْفُسِكُمْ اَوْ تُخْفُوْهُ یُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ﴾ (البقرة:284)، منسوخ بقوله – جل جلاله-: ﴿لَا یُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا اِلَّا وُسْعَهَا ﴾ (البقرة:286). وقوله: ﴿اِنْ یَّكُنْ مِّنْكُمْ عِشْرُوْنَ صٰبِرُوْنَ یَغْلِبُوْا مِائَتَیْنِ﴾ (الأنفال:65) نسخ بقوله: ﴿اَلْـٰٔنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ اَنَّ فِیْكُمْ ضَعْفًا فَاِنْ یَّكُنْ مِّنْكُمْ مِّائَةٌ صَابِرَةٌ یَّغْلِبُوْا مِائَتَیْنِ ﴾ (الأنفال:66)، وغير ذلك من الآيات الكثير الذي نسخ حكمه، وبقيت تلاوته(34).

       وما ذكرناه كافٍ للتدليل على بطلان دعوى المشككين الذين يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم هو مخترع النسخ؛ ليغير ما شاء أن يغيره، ويزيل ما لا يوافق هواه؛ لأن الأمر – كما سبق أن قلنا – لو كان بيده صلى الله عليه وسلم لحذف الآيات المنسوخة من القرآن الكريم ولما أبقى عليها، وقد صدق الله – جل جلاله – إذ يقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلْ مَا یَكُوْنُ لِیْ اَنْ اُبَدِّلَه مِنْ تِلْقَائِ نَفْسِیْ اِنْ اَتَّبِعُ اِلَّا مَا یُوْحىٰ اِلَیَّ اِنِّیْ اَخَافُ اِنْ عَصَیْتُ رَبِّیْ عَذَابَ یَوْمٍ عَظِیْمٍ﴾ (يونس:15).

ثانيًا: إلهية الأمر بتحويل القبلة:

       لقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «بينما الناس بقُبَاء في صلاة الصبح، إذ جاءهم آتٍ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنْزِل عليه الليلة قرآن، وقد أُمِرَ أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة»(35).

       وعن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، وأنه صلَّى أول صلاة صلَّاها العصر وصلَّى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلَّى معه صلى الله عليه وسلم فمرَّ على أهل المسجد، وهم راكعون، فقال: أشهد بالله، لقد صلَّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم قِبَل مكة، فداروا كما هم قِبَلَ البيت(36).

       فأنزل الله سبحانه وتعالى في حديثه عن هذا الحدث التاريخي – حدث تحويل القبلة – قوله – جل جلاله-: ﴿سَیَقُوْلُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلّٰهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِیْ كَانُوْا عَلَیْهَا قُلْ لِّلهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ یَهْدِیْ مَنْ یَّشَاءُ اِلٰی صِرَاطٍ مُّسْتَقِیْمٍ﴾ (البقرة:142).

       والمراد من «السفهاء» جميع من قال «ما ولاهم». و«السفهاء» جمع، واحده «سفيه»، وهو الخفيف العقل، من قولهم: ثوب سفيه، إذا كان خفيف النسج، وقيل: السفيه البهَّات والكذَّاب المتعمِّد خلاف ما يعلم، وقيل: الظلوم الجهول.

       وقد اختلف المفسرون في بيان المقصود من قوله جل جلاله: ﴿اَلسُّفَهَآءُ﴾ في هذه الآية؛ فقال بعضهم: اليهود الذين بالمدينة، وقال بعضهم: المنافقون، وقال الزجَّاج: كفار فريش لما أنكروا تحويل القبلة قالوا: قد اشتاق محمد إلى مولده، وعن قريب يرجع إلى دينكم، وقالت اليهود: قد التبس عليه أمره وتحيَّر، وقال المنافقون: ما ولاهم عن قبتلهم، واستهزؤوا بالمسلمين(37).

       ونوضِّح ما ذكره المفسرون بما ذكره الدكتور أحمد شلبي في موسوعته «التاريخ الإسلامي» مختصرًا، يقول: أما المكان الذي اتجه له المسلمون في صلاتهم قبل الهجرة، فهو الكعبة؛ لأنها بيت الله العتيق، وبناء إبراهيم، وموضع فخار العرب. ويقول في الهامش: الصلاة قبل الهجرة كانت اجتهادًا من الرسول صلى الله عليه وسلم واستمرارًا لتعظيم الكعبة.

       غير أن بعض المسلمين الأُول ظنوا في اتجاههم للكعبة أن المكان نفسه معظَّم، فأراد الله – جل جلاله- أن يعلمهم أن ااتجاههم إنما هو في الحقيقة لوجهه تعالى، وليس فضل الكعبة إلا لأن هذا المكان شهد دين سيدنا إبراهيم عليه السلام، وشهد عبادة الله منذ آلاف السنين، ولكن إذا تعلَّق بعض العرب بالكعبة تعلقًا ذاتيًّا، وغفلوا عن أن الاتجاه إنما هو لله – جل جلاله-، فقد اتجهت حكمة الله أن يختار مكانًا آخر؛ ليختبر عمق إيمان المسلمين وطاعتهم، وليثبت في نفسوهم هذه الحقيقة الهامة، وهي أن الاتجاه يجب أن يكون لله – جل جلاله-.

       ولهذا اختار الله – جل جلاله – للمسلمين قبلةً جديدةً عقب الهجرة، وهي الاتجاه لبيت المقدس، ثم ظهرت عوامل أخرى، فقد كان بيت المقدس قبلة اليهود، فإذا بهؤلاء يأخذون من اتجاه المسلمين إلى قبلتهم وسيلة للسخرية منهم، وانطلقوا يقولون: محمد لا يتبع ديننا، ويتبع قبلتنا، وشقَّ على المسلمين أن يتجهوا إلى قبلة اليهود، ولكنهم استجابوا بكل قوة وإيمان لأمر ربهم، متحملين سخرية اليهود.

       وقد توقع الرسول صلى الله عليه وسلم ووقع في روعه أن الله – جل جلاله – سيحوله إلى الكعبة مرة أخرى، وكان صلى الله عليه وسلم يتطلع إليه تعالى في صمت ودون دعاء، آملاً أن يحقق له ذلك؛ إرضاءً للمسلمين وردًّا على سخرية اليهود، وقد عبرَّ الله عن ذلك بقوله – جل جلاله-: ﴿قَدْ نَرٰی تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِی السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضٰىهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَیْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوْا وُجُوْهَكُمْ شَطْرَه﴾ (البقرة:144).

       وكان ذلك إذنًا للمسلمين بالعودة إلى قبلتهم الأولى. وكان تحول القبلة إلى بيت المقدس بعد الهجرة بقليل، وصرفت القبلة عن الشام إلى الكعبة في شهر رجب على رأس سبعة عشر شهرًا من مقدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة(38).

       إذن فليس تحويل القبلة إلى الكعبة الشريفة تبعًا لهوى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو بأمر الله له ولأصحابه، ولا بد للجميع أن ينقاد لأمر الله – جل جلاله – حتّى ينال الأجر والثواب.

*  *  *


(*)          رئيس قسم الشريعة بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة.

(***)         شغب اليهود على الأنبياء، د. محمد عبد القادر أبو فارس، دار الفرقان، عمان، د. ت.

(32)        الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج2، ص61، 62.

(33)        المرجع السابق، ج17، ص84، 85.

(34)        انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، مكتبة وهبة، القاهرة، ط13، 1425هـ/2004م، ص 235: 237.

(35)        أخرجه البخاري في صحيحه، أبواب القبلة، باب ما جاء في القبلة ومن لا يرى الإعادة على من سها (395)، وفي مواضع أخرى، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة (1206).

(36)        أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الصلاة من الإيمان (40)، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة (1204).

(37)        الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، مرجع سابق، ج2، ص148 بتصرف.

(38)        موسوعة التاريخ الإسلامي، د. أحمد شلبي، مكتبة النهضة المصرية، مصر، 1989م، ج1، ص294: 296 بتصرف يسير.

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، رمضان – شوال 1435 هـ = يونيو – أغسطس 2014م ، العدد : 9-10 ، السنة : 38

Related Posts