دراسات إسلامية
بقلم : د/ السيدة مسرت جمال
الأستاذة المساعدة بقسم اللغة العربية
جامعة بشاور- باكستان
4 – المرحلة الرابعة :
«الترتيب الألفبائي حسب أوائل الأصول»
فإن الترتيب الألفبائي حسب أوائل الأصول لم يخلق كاملاً واحدة، إذ مرّ بعدة مراحل قبل أن يصل إلى ما هو عليه اليوم. فقد بدأ بمراعاة الحرف الأول كما رأينا، حتى جاء ابن دريد فمزج بينه وبين نظام التقليبات الخليلي، إذ كان يؤلف الحرف مع ما يليه في الترتيب الألفبائي، مهملاً تأليف مع ما يسبقه من الحروف؛ لأنه يكون قد قام بهذا التأليف في الأبواب السابقة لاتباعه نظام التقليات.
ثم جاء أحمد بن فارس (941-1004م) فرتب مواد معجميه: «المجمل» و «المقاييس» مراعياً كل الحروف الأصول للكلمة، وحسب الأوائل. لكن ترتيبه يختلف عن الترتيب المعروف اليوم في أنه كان يبدأ بتأليف الحرف مع ما يليه في الألفباء، ولا يؤلفه مع الهمزة ثم مع الباء إلى الياء إلا بعد أن ينتهي من تأليف الحروف التي تليه(57).
1 – محيط المحيط
مؤلفه، هو بطرس بن بولس عبد الله البستاني (1819-1883م) عالم واسع الاطلاع. ولد ونشأ في الدبية من قرى الشوف في لبنان. درس اللغات السريانية والإيطالية واللاتينية ثم العبرية واليونانية. أنشأ مع ابنه سليم أربع صحف هي «نفير سورية» و «الجنان»، و «الجنة»، و«الجنينة». له دائرة المعارف، (أكمل منها ستة مجلدات، وهي أعظم آثاره) و «تاريخ نابليون»، و «المصباح»، ومعجم «محيط المحيط» الذي اختصره في «قطر المحيط»(58).
منهجه:
يعلل المعلم بطرس البستاني تسمية «بمحيط المحيط» فيقول: «ولما كان هذا المؤلف يحتوي على ما في محيط الفيروز بادي الذي هو أشهر قاموس للعربية من مفردات اللغة، وعلى كل زيادة كثيرة عثرنا عليها في كتب القوم، وعلى ما لا بد منه بكل مطاع من اصطلاحات العلوم والفنون، سميناه محيط المحيط» ويقول في خاتمة «قطر المحيط» عن «المحيط»: «أدرجنا فيه كل ما قدرنا أن نقف عليه من مفردات اللغة وأصولها واصطلاحات العلوم والفنون وكثيراً من كلام المؤلدين واللغة الدارجة، ورصعناه بالشواهد من القرآن والحديث والشعر وأمثال العرب إلى غير ذلك من الفوائد والنوادر والشوارد مما لا غنى عنه للمطالع، وكان كل ذلك سبب تسميته محيط المحيط». واتسم منهج هذا المعجم بما يلي: (59)
1 – رأى البستاني أن «القاموس المحيط» رغم شهرته وكثرة تداوله، صعب الاستعمال، نظراً لترتيبه المبني على القافية، وأن الترتيب حسب أوائل الأصول أيسر، لذلك راعى هذا الترتيب معتبراً أوائل الألفاظ فثوانيها… إلى آخرها، وحسب النظام الألفبائي.
2 – روى كالزمخشري لشعراء متأخرين عن عصر ما بعد الاحتجاج فهو يستشهد به.
3 – حافظ على عبارات الفيروزآ بادي في تفسير كثير من الألفاظ؛ لكنه زاد أشياء وحذف أخرى.
4 – صدّر كل بكلمة عن الحرف المعقود له الباب، شرح فيها موضعه في التركيب الألفبائي.
5 – نبه على باب كل فعل ليُعرف تصريف الماضي والمضارع منه. ضابطاً الأسماء بالحركات حتى يأمن التصحيف، مختاراً في ذلك التصريح بالحركات على الطريقة التي راعاها الفيروزآ بادي.
6 – استعمل الرمز «ج» للدلالة على الجمع، وهذا الرمز إستعمله الفيروزآ بادي من قبل.
7 – قسم كل صفحة إلى عمودين، واضعاً في أعلاها كلمتين: إحداهما في يمين الصفحة تدل على المادة الأولى فيها، والأخرى في يسار الصفحة تدل على مادتها الأخيرة.
كان لِ«محيط المحيط» أثر مهم في مسيرة تطور المعجم العربي غد قطع خط الرجعة على ترتيب القافية، مساهماً في تثبيت النظام الألفبائي الذي يراعي أوائل جذور المفردات. وقد تأثر به، سواء في النهج أم في شرح المواد.
2 – المنجد:
مؤلفه، هو لويس بن نقولا ضاهر المعلوف (1867-1949م)، أجد الآباء اليسوعيين. ولد في زحلة (بلبنان). تعلم في الكلية اليسوعية ببيروت. درس الفلسفة في إنجلترة، واللاهوت في فرنسا، وأجاد عدة لغات شرقية وغربية. تولى إدارة جريدة «البشير» في السنة 1906م. توفي ببيروت. له «المنجد»(60).
منهجه:
أن هذا المعجم هو أكثر المعاجم العربية طباعةً حتى الآن، إذ طبع أربعاً وعشرين طبعةً. وقد أضاف إليه في طبعته الخامسة عشرة التي ظهرت في السنة 1956 ملحقاً باسم «المنجد في الأدب والعلوم»، وهو معجم لأعلام الشرق والغرب. فأصبح يعرف باسم «المنجد في اللغة والأدب والعلوم» أما أهم سماته فتتلخص بما يلي: (61)
1 – رتب الكلمات حسب أصولها وفق النظام الألفبائي.
2 – وضع الفعل المضاعف الثلاثي في أول المادة.
3 – استعمل أكثر من ثلاثي اصطلاحاً للدلالة على اسم الفاعل واسم المفعول ومختلف العلوم.
4 – استعمل العلامة لتقوم مقام الكلمة المفسَّرة سابقاً.
5 – حذف الشواهد والروايات والنوادر وما إليها.
6 – اهتم بالترتيب والشكل والإخراج، فحاكى أحدث المعاجم الأوروبية فنّاً في هذا المجال.
7 – أكثر من الاعتماد على «محيط المحيط»، حتى أن «المنجد» يعد مختصراً له، مع الرجوع إلى «تاج العروس» أحياناً كثيرةً، ودون ذكر المراجع والمصادر اللغوية التي اعتمد عليها.
يعتبر «المنجد» اليوم أكثر المعاجم العربية شهرةً، وأوسعها انتشاراً، ويكفي أن نتذكر عدد طبعاته الأربع والعشرين المطبوعة حتى الآن، وبالرغم من المجهود الكبير الذي بذله الأب لويس المعلوف، والقائمون على دار الشرق، كي يأتي «المنجد» سليماً من الأخطاء، خالياً من العيوب، فإن الكمال لم يتحقق لهذا المعجم، فتصدى بعض الغيارى على العربية لتبيان أخطائه وهناته.
3 – المعجم الوسيط:
مؤلفه، مجمع اللغة العربية في القاهرة، وهو مجمع لغوي أنشأه فؤاد الأول (1868-1936م) ملك مصر، في السنة 1932م. وغايته الحفاظ على سلامة اللغة العربية، ووضع معجم تاريخي لها، وتنظيم دراسة لهجاتها وبحث كل ما له شأن في تقدم اللغة العربية. ثضم نخبة من رجال الفكر والأدب واللغة في العصر الحديث. أصدر في السنة 1934م مجلةً لنشر أبحاثه، ظلت تصدر حتى السنة 1962م. له «مجموعة القرارات العلمية»، و «تيسير الكتاب العربية»، و «المعجم الوسيط»، و«المعجم الكبير»(62).
منهجه:
في السنة 1936 طلبت وزارة العارف المصرية إلى مجمع اللغة العربية في القاهرة وضع معجم عربي وفق ما توصل إليه التأليف المعجمي الحديث، فألف المجمع لجنةً لهذا الخصوص، لكن العمل لم ينتظم في وضع المعجم المطلوب إلا في السنة 1940م. وسار العمل بين البطء والإسراع، حتى ظهر المعجم في السنة 1960م في جزءين كبيرين يحتويان نحو1100 صفحة من ثلاثة أعمدة ومن القطع الكبير، ويشتملان على نحو 30 ألف مادة ومليون كلمة وستمئة صورة، وتحت اسم «المعجم الوسيط» تمييزاً له من المعجمات الصغيرة والكبيرة. ولعل محاولة المجمع في وضع معجم حديث، هي أفضل محاولة من نوعها في هذا العصر، إذ اتسم «المعجم الوسيط» بما يلي: (63)
1- رتب الكلمات حسب أوائل أصولها وفق النظام الألفبائي.
2 – اهتم بتبويب عناصر المادة الواحدة ورتب الأفعال المزيدة ترتيباً هجائياً حسب الأحرف المزادة فيها.
3 – اكتفى من الشواهد بما تدعو إليه الضرورة.
4 – قاس فيما قصر أمره على السماع، من مطاوعات الأفعال الثلاثية وغيرها.
5 – أخل في متنه كثيراً من الألفاظ المولَّد ، والمعرَّبة والدَّخيلة، والمحدثةوطائفة من المصطلحات العلمية الشائعة بين عربية ومعرَّبة، وقد عُرِّفت تعريفاً دقيقاً.
6 – حرر السماع من قيود الزمان والمكان، ليشمل ما يسمع اليوم من طوائف المجتمع مساوياً الألفاظ المولَّدة بالألفاظ المأثورة عن القدماء.
7 – استعان بالتصوير لتوضيح بعض الحسيات.
8 – اكتفى في أبواب الفعل بذكر باب واحد إذا كانت الأبواب متحدة المعاني.
9 – أهمل كثيراً من الألفاظ الحوشية الجافة التي هجرها الاستعمال لعدم الحاجة إليها.
«برغم ما أريد لهذا المعجم من أن يكون لغوياً، فإنه أخذ طابعاً علمياً في تعريف كثير من المصطلحات وأسماء الأعيان، مما يجعله محالة لها قيمتها من أجل صنع المعجم الخليق باللغة العربية في هذا العصر، ويعطيه رجحاناً على غيره من المعجمات الحديثة التأليف». لذلك أقبل الناس على اقتناعه واستخدامه، كما أصبح موضوعاً للدراسات اللغوية الحديثة. مرتباً ترتيباً زمنياً. متوسعاً في المصطلحات العلمية إيراداً وشرحاً، متطرِّقاً لذكر أعلام الأشخاص والأماكن وبخاصة ما اتصل منها بالأدب العربي.
5 – المرحلة الخامسة:
الترتيب النطقي (الترتيب الفرنجي)
لا شك في أن مراعاة أصول الكلمات، في ترتيب مواد المعجم، مهما كان النظام المتبع في الترتيب، فيه من الصعوبة الشيء الكثير، وبخاصة بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة وحتى الثانوية. إذ على الذي يبحث في معنى كلمة، أو طريقة كتابتها، أو نطقها أن يكون متقناً للمهارات الثلاث التالية:
1 – تجريد الكلمة من حروف الزوائد.
2 – إرجاع الحروف اللينة إلى أصلها.
3 – إعادة الحروف المحذوفة.
ولا شك في أن إتقان هذه المهارات فيه من الصعوبة ما يتعذر على المتبدئ إدراكه، ويعزُّ على المتوسط متابعته، وبخاصة بالنسبة لكثير من الكلمات. ويظهر أن بعض اللغويين العرب المحدثين قد أدركوا هذه الصعوبة، وبخاصة بعد اطلاعها على المعاجم الأجنبية التي ترتب كلماتها حسب نطقها، فرغبوا في وضع معاجم ميسَّرة الشرح والتبويب، حسب نطقها لا حسب جذورها.
ويبدو أن هذا الترتيب «النطقي» كان قد ظهر عند العرب منذ القديم، نجد كلمة «كتاب» مثلاً في فصل الكاف، و«مكتوب» في فصل الميم، و«استكتب» في فصل الهمزة…إلخ. فاختفى هذا الترتيب إلى أن ظهر مجدداً على يد الشيخ محمد البخاري المصري (1914م)؟ الذي أخذ «لسان العرب» و«القاموس المحيط» و أعاد ترتيبهما على الحروف الهجائية ووفق أوائل الكلمات، ثم انزوى مرةً ثانيةً ليعود بالظهور من جديد وبشكل ملفت للنظر في الستينات من هذا القرن على يد اللغويين اللبنانيين، إذ وضع العلايلي جزءاً من معجمه «المرجع» ثم وضع جبران مسعود معجمه «الرائد» وعلى هذا النهج سار فؤاد أفرام البستاني في معجمه «المنجد الأبجدي» وخليل الجر في معجمه «لاروس» الصادر في السنة 1973(64).
فهل سيستمر هذا الترتيب مع المعاجم العربية العتيدة. الإجابة عن هذا السؤال نتركها للتاريخ.
* * *
الهوامش
(57) شرح خطبة القاموس للهورينى: ص: 27، ديباجة القاموس: 9-10.
(58) أعلام: 2/58، آداب زيدان:4/297، المقتطف:8/7-8.
(59) مقدمة محيط المحيط: المعلم بطرس بستانى- مكتبة لبنان.
(60) معجم المعاجم: ص:242، وتسمى أيضاً حروف الألفباء والحروف الأبجدية وحروف المباني، د/أحمد محمد قدور: مدخل إلى فقه اللغة العربية – دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان: ص:249.
(61) انظر يوسف العش: «أولية تدوين المعاجم». مجلة المجمع العلمي العربية بدمشق. المجلد 16، ج9، ص:250، وعبد الله درويش: المعاجم العربية، الموسوعة العالمية العربية: 23/462.
(62) الأعلام: 5/247 مقدمة المنجد: ص:3.
(63) المعجم الوسيط:1/3 و مقدمة المعجم الوسيط:1/4.
(64) الموسوعة العالمية العربية:23/457.
* * *
المصادر والمراجع :
(1) جرجى زيدان:تاريخ آداب اللغة العربية- مطبعة الهلال بالقاهرة .
(2) ابن منظور: لسان العرب.
(3) مجمع اللغة العربية في القاهرة: المعجم الوسيط – إنتشارات ناصر خسرو ، إيران.
(4) إرشاد الأريب: 5/15.
(5) إبن جنى :سر صناعة الإعراب: تحقيق مصطفى السقا وغيره. ط. 1 القاهرة، البابي – سنة 1954.
(6) زبيدى: تاج العروس .
(7) أحمد عبد الغفور عطار: مقدمة الصحاح ط. 2 بيروت. دار العلم للملايين سنة 1979.
(8) د/ أحمد محمد قدور: مدخل إلى فقه اللغة العربية – دار الفكر المعاصر ، بيروت، لبنان.
(9) أحمد بن محمد بن على الفيومى: المصباح المنير- منشورات دار الهجرة – إيران ، قم-.
(10) عدنان الخطيب: المعجم العربي بين الماضي والحاضر. القاهرة. مطبعة النهضة الجديدة 1969م.
(11) د/ عمر الدقاق: مصادر التاث العربى فى اللغة و المعاجم والأدب والتراجم- مكتبة دار الشرق – شارع سوريا ، بيروت.
(12) سعيد الشرتوني: أقرب الموارد. مطبعة النهضة الجديدة 1969.
(13) دراسات فى قاموس المحيط 11: أحمد أمين: ضحى الإسلام /2: 263.
(14) إبن سيده :المخصص : – دار الفكر الاسلامى
(15) د/ إميل يعقوب : المعاجم اللغوية : . بيروت. دار الكتب.
(16) أحمد الشرقاوى إقبال : معجم المعاجم : دار الغرب الاسلامى –
(17) بطرس البستاني : دائرة المعارف
(18) فؤاد أفرام البستاني: دائرة المعارف .
(19) سابير : عربية ميسرة. بيروت. دار الثقافة 1955.
(20) تفسير الطبري:. بيروت. دار الكتب.
(21) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن. بيروت. دار الكتب، سنة 1935.
(22) حسين نصار: المعجم العربي. نشأته وتطوره، ط.2 القاهرة. مكتبة مصر1968.
(23) عبد الله البستاني: البستان. بيروت. المطبعة الأميركانية سنة1927.
(24) أحمد أمين: ضحى الإسلام. ط 5. القاهرة. مكتبة النهضة.
(25) الزركلي ، خير الدين : الأعلام ط 5، بيروت. دار العلم للملايين –
(26) العلامة جلال الدين السيوطى : المزهرفى علوم اللغة وأنواعها – المكتبة العصرية ، صيدانة ، بيروت –
(27) الخليل بن أحمد : كتاب العين. تحقيق الأب أنستاس الكرملي. بغدادز1914م.
(28) نزهة الألباء :
(29) وفيات الأعيان. 4/334.
(30) الأزهرى : تهذيب اللغة –
(31) إبن دريد : الجمهرة –
(32) يتيمة الدهر .
(33) إبن فارس : مقاييس اللغة
(34) عمر رضا كحاله : معجم المؤلفين : مطبعة الترقى بدمشق –
(35) الجوهرى : معجم الأدباء –
(36) النجوم الزاهرة 4/207.
(37) عبد السلام محمد هارون : تحقيقات وتنبيهات فى معجم لسان العرب- دار الجيل ، بيروت ، –
(38) الضوء اللامع : –
(39) أزهار الرياض : –
(40) حسن خليفة : الدولة العباسية قيامها و سقوطها- المطبعة الحيثة ، القاهرة –
(42) د/ محمد مصطفى رضوان : دراسات فى القاموس المحيط- منشورات الجامعة الليبية ، كلية الآداب –
(43) حنفى بك: تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية: المطبعة الحديثة بالقاهرة –
(44) شرح خطبة القاموس للهورينى. –
(45) ديباجة القاموس. 9-10.
(46) آداب زيدان : –
(47) المقتطف 8/7-8.
(48) بطرس بستانى : محيط المحيط :- مكتبة لبنان –
(49) يوسف العش: “أولية تدوين المعاجم”. مجلة المجمع العلمي العربية بدمشق. –
(50) عبد الله درويش: المعاجم العربية، الموسوعة العالمية العربية –
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، ربيع الثاني – جمادى الأولى 1432هـ = مارس – أبريل 2011م ، العدد : 4 – 5 ، السنة : 35