الأدب الإسلامي
شعر: الشاعر الإسلامي الأستاذ عبد الرحمن صالح العشماوي / الرياض
أَقِلْني عثرتي ، واعذُرْ بياني
إذا لم يستطع حَمْلَ المعاني
وَخُذْني ، إنْ رَحَلْتَ رفيقَ دربٍ
أَقُصُّ عليك أخبارَ الزمانِ
وصافحني بكفِّ أخٍ وفي
سليمِ الصدر مبتهجِ اللسانِ
وواجهني على باب المعالي
إذا شَربَ النَّدَى صَوْتَ الأذانِ
وحين يرتِّلُ القرآنَ طفلٌ
يردِّد صَوْتُه السَّبْعَ المَثَانِي
وحين تُمَدُّ بالدعواتِ كَفٌّ
عُبيرُ دعائها عطْرُ المكانِ
أخي وأخا القوافي حين أشدو
بها ، وأصوغ مَلْحَمةَ البَيانِ
وحين أبثُّها شوقًا وحُبّاً
وإحساساً أزفُّ به حناني
وحين أهزُّ أفئدةً كساها
غبار الوهم خانتْها الأماني
تقدَّم يا أخي مني ذراعاً
لنقفز فوق أسوار الهوانِ
لنرفع راية الإسلام عَدْلاً
وإنصافاً ورمزًا للتَّفاني
لننشر في ربوع الأرض أمناً
فقد صارتْ تتوق إلى الأَمانِ
كأنِّي بالبحار تكاد تطفو
لتُنْقذ أرضَنا مما تعاني
يحطِّم موجُها بنيانَ وَهْم
أقيم على المعازف والقيان
أخي ، وأخا القصيدة حين تغدو
بصدق الحبِّ ثابتَةَ الجَنانِ
وحين تصير من لهب اشتياقي
مؤجَّجةَ الحروفِ بلا دُخانِ
ألستَ ترى بِقاع الأرض عَطْشَى
يُلمِّظ قلبَها لهبُ افتتانِ
تعالَ أخي لننقذها بحقِّ
وإيمانٍ وصدقٍ واتِّزانِ
تعال أخي لنركضَ في شموخٍ
ونجعل عَزْمَنا أقوى حصانِ
أخي حبلُ الشجاعةِ في يدينا
فكيف نخاف هَيْلَمَةَ الجَبانِ؟
جميلٌ أن أراك على وَفاء
يقرَّبني إليك وأن تراني
وأن يتحوَّل الإسلامُ فيناً
سلوكاً في الحياةِ بلا تَوَانِ
هنا الأرض الفسيحةُ قد كواها
من الألم المبرِّح ما كواني
كأنَّ بقاعَها كفُّ اشتياق
تشير إلى القصيدة بالبنانِ
ولو نطقتْ نواحيها لقالتْ
أريحوا فِظْرَتي ممَّا دَهاني
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رجب المرجب 1428هـ = يوليو – أغسطس 2007م ، العـدد : 7 ، السنـة : 31.