الفكر الإسلامي
بقلم : الإمام محمد قاسم النانوتوي المتوفى 1297هـ/1880م
رئيس الطائفة المؤسسة لجامعة ديوبند
تعريب : الأستاذ محمد ساجد القاسمي / أستاذ بالجامعة
أسئلة يطرحها مؤسس المعرض :
بينما هم كذلك إذ حضر علماء الهندوس ، وتحادثوا فيما يُبْدَأُ به الحوار ؛ فأجمعوا على أن يُبْدَأَ الحوار والمناقشة بذات الله وصفاته ، وإذا المنشئ «بيارى لال» قدَّم رقعةً تحتوي على خمسة أسئلة قائلاً : «هذه خمسة أسئلة أجيبوا عنها أولاً وقبل كل شيءٍ» وهي كما يلي :
الأول : بِمَ خَلَقَ الله الكون ومتى ولماذا ؟
الثاني : أ ذات الله محيط بكل شيء أم لا؟
الثالث : آلله عادل ورحيم ؟ إن كانت الإجابة بنعم فكيف هو عادل و رحيم في وقت معًا؟ .
الرابع : ما الدليل على كون «فيد» و «الإنجيل» و «القرآن» كلام الله؟
الخامس : ما النجاة وما السبيل إليها ؟
الجموعِ الحاشدة من المستمعين :
قِبلَ العلماء الإجابة عن الأسئلة الخمسة إلا أنَّ المخيمات قد ضاقت بالجموع الحاشدة من المستمعين ؛ فنُقِلَ الاجتماع إلى مكان أوسع وأرحب من ذي قبل ، ففُرِشت الأرض ببساطٍ ، ووُضِعَ في وسطه مكتب وبجواره سرير يقف عليه المحاضر والمعترض والمجيب ، وصُفَّت حواليه الكراسي والمناضد التي جَلَس عليها علماء المسلمين والهندوس والقساوسة ومنظِّمو الاجتماع وكتَّاب المحضر، وأما غيرهم فجلسوا على البساط كما وقف الجماهير من الناس حولهم على أقدامهم .
من يبدأ الاجتماع بكلمته ؟:
فلما استَقَرَّ بهم المجلسُ تحادثوا : من يبدأ بالإجابة عن الأسئلة ؟ قِيلَ لعلماء الهندوس : «قد قلتم في مجلس الشورى : نحن نلقي الكلمة اليوم ؛ فتعالوا وألقوا كلمتكم» فاعتذروا وطووا كَشْحَهُم.
ثم أقبلَ القَسُّ «نولس» على الشيخ قائلاً : «ألقِ كلمتك اليوم أيها الشيخ! » قال الشيخ : «ليس لي من عذر، إلا أنَّ الإنصاف كان يقتضي أن أكون آخرَ من يلقي الكلمة ؛ لأنَّ ديني آخر الأديان» . فقال القس لـ «الباندت سرسوتي» : «ما بالك لاتلقي كلمتك اليوم» فقال الباندت : «أنا ألقي كلمتي أخيرًا ، حتى لاتكون كالحديث الماضي».
قد استغرق هذ النقاش وقتًا طويلاً ، حتى كانت الرابعة عصرًا ، فقال القسُّ للشيخ : «أيها الشيخ ألقِ كلمتك اليوم مكان الغد ، ويقوم «الباندت» بالإجابة غدًا» ردَّ الشيخ قائلاً : «نعم وكرامةً ، ليس لي في الإجابة عن الأسئلة من عذر حتى في اليوم نفسه ، وقد كنتم أنتم تتدافعون فلا يرضون بالمحاضرة ولا الإجابة ، فعلى رسلكم حتى أصلي العصر ، فأبدأ أنا بالكمة اليوم كما أبدأ بالإجابة غدا ، ومن أراد أن يعترض على كلمتى فهو وشأنه» .
يعودُ الناسُ ساكتين حيارى :
ذهب الشيخ فصلى العصر، ثم عاد إلى الاجتماع ، وقامَ محاضرًا بصوت عالٍ ، فعاد المستمعون ساكتين حيارى كأن على رؤسهم الطير. ونَصُّ الكلمة فيما يلي :
أكبر غايتي :
إخوةَ الحفل ! يقول لكم أحقر العباد صادرًا عن النصح والرحمة بكم ؛ فاستمعوا وعوا ، ونُصحي ليس في أمور الدنيا ، وإنما هو في أمور الدين والدار الآخرة ، وأكبر غايتي أن أقدِّم إليكم بإيجاز أيها الحضور في الحفل ! المعتقدات والأحكام التي أعتقدها معتقداتٍ دينيةً وأحكاماً إلهية .
لاتنظروا إليَّ ولكن انظروا فيما أقول :
إلا أنه يساور ذهني أن ينظر الحضور في الحفل إلى أعمالي ورثاثة هيئتي ؛ فلا يرفعوا رأسًا بما أقول لهم قائلين في أنفسهم : «يأمر بالعُرف ولا يأتيه» إلا أنّ أولي العقل يعرفونَ أنَّ عدم حِمْيَة الطبيب وقلة وقايته لاتضرُّ المريض ، كذلك فإن لم أعمل بما أقول لهم وأدعوهم إلى العمل به ؛ فما يضرهم فلا يسمعوا لكلمتي .
كما أنَّ كون المنادي كنَّافًا لايمنع قبول أوامر حُكَّام الدنيا ومراسمهم ، ولايوجِّهُ أحد من الناس اعتراضًا إلى أنَّ المنادي كنَّاف ، وإنما يخضع النَّاس أغنياءهم وفقراءهم وأشرافهم وسوقتهم للأوامر الملكية إذا سمعوها من الكنَّاف. فإن كان الشأن في طاعة حكام الدنيا كذلك فلا تنظروا إلى رثاثة هيئتي في طاعة الله رب العالمين وأحكم الحاكمين ؛ فعلي الأقلِّ أنزلوني منزلة الكنَّاف ؛ فلا تنظروا إليَّ ولكن انظرو إلى ما أقدِّم إليكم من أوامر الله وما أخبركم من عظمته وجلالته .
الوجود وكيفيته :
أوَّل شيء نُعْنـٰـى به ونعرفه هو وجود ذواتنا، ومن لايعرف أنَّ المرأ يطلع – أولاً وقبل كل شيء – على وجود نفسه ، ثم يطلع على غيره من الأشياء؛ فأَوَّلُ ما يُطّلع عليه ويُعنـٰـى به من الأشياء هو وجود أنفسنا ، ومن شأن هذا الوجود أنه ليس دائمًا ولا باقيًا ، فقد أتى علينا حين من الدهر أنا كنا في ستار العدم ، ثم أتى علينا هذا الزمان الذي أصبحنا فيه موجودين ،وسوف ياتي علينا زمان ، ينفصل فيه عنا هذا الوجود شأنَه في السابق ، ونصير نسيًا منسيًا ، وكم وُجِدُوا قبلنا وأمامنا من بني آدم على صفحة الوجود ، ثم تستَّروا في ستار العدم .
زوال وجود الإنسان يدلُّ على وجود اللّه تعالى :
وجلمة القول إنَّ زمن وجود بني آدم فترة من الزمن محدودة بين عدمين ، فاتصال الوجود بهم وانفصاله عنهم وظهوره عليهم وغيابه عنهم مما يدلُّ على أنَّ وجودهم – كمثل نور الأرض (الذي نُعَبِّر عنه بضوء الشمس أو القمر) أو حرارة الماء الساخن – ليس من صنع ذواتهم بل هو عطاء من غيرهم ، إلا أنه كما أنَّ نور الأرض وحرارة الماء ينتهيان إلى الشمس والنار ، فلا يقول أحد من الناس عن الشمس والنار إنهما يُفِيْضُ عليهما غيرهما بالنور والحرارة في عالم الأسباب ؛ بل يرى أن النور في الشمس والحرارة في النار من صنع ذاتهما ؛ ولذلك يلازمانهما كلَّ الملازمة . ولا ينفكانِ عنهما انفكاكَ النور والحرارة عن الأرض والماء .
كذلك فمن الواجب بل الأوجب أن ينتهي وجودنا إلى موجود ذاتي الوجود دائمه ، وهذا الموجود هو الذي نسميه الله تعالى ، ولذلك نقول إنَّ وجوده من صنع ذاته لا من عطاء غيره .
الأشياء التي تبدو دائمة الوجود ، فانية :
فلما وجب – نظرًا إلى عدم دوام وجودنا – وجود الله تعالى ، فلابدَّ أن ندرسَ الأشياء التي تبدو دائمة الوجود كالأرض والسماء والشمس والقمر والنجوم والهواء والبحار؛ لأنها لم يرها أحد يسبقها العدم كما لم يلحقها العدم حتى الآن.
فأقول : إنَّ الأرض والسماء من الأشياء المذكورة وغيرها نراها تشتمل على أمرين كالأشياء الفانية ، الأول : الوجود ، وهو يعُمُّ الأشياء كلها، والثاني: الحقيقة، وهي التي يتميَّزُ بها شيء عن آخر.
ثم إنَّ وجود هذه الأشياء وحقيقتها لا يتلازمان كما يتلازم عدد الاثنين والزوجية ؛ فلا ينفكَّ أحدهما عن الآخر، فالزوجيةُ لا تنفك عن عدد الاثنين في الخارج ولا في الذهن ، كما لا ينفك عدد الاثنين عن الزوجية ؛ فما في الأربعة والستة والثمانية من الزوجية هو بفضل عدد الاثنين، وذلك أنَّ الزوجية عبارة أن ينقسم العدد المفروض إلى عددين متساويين دونما كسر . وذلك – أي انقسام العدد إلى عددين متساويين – يتوقف على أن يكون العدد المفروض مجموعة أعداد الأثنين.
فعدد الاثنين والزوجية متلازمان لاينفك أحدهما في الذهن ولا في الخارج ، وهذا النوع من التلازم ليس في وجود الأشياء المذكورة وحقائقها. إنَّ العقل لايُسوِّغ انفكاك عدد الاثنين عن الزوجية، وأما انفكاك الوجود عن الحقائق في الأشياء المذكورة فقد يُسَوِّغه العقل ، ففناء الأرض وصيرورتها معدومة مما يُسَوِّغه العقل ويُجَوِّزه ، وأما فناء الوجود نفسه وفناء الذات التي هي للوجود بمثابة الاثنين للزوجية فلا يُسَوِّغه العقل أصلاً . ومن لايعرف أنَّ فناء الوجود وعدمه يعني أن يكون النور – مع كونه نورًا – أسود حالكاً وظلامًا دامسًا ، ولما لم يكن الوجود يَصْلُحُ للعدم والفناء فالذات التي هي مصدر الوجود ، والوجود من صنع ذاته كيف يكون فانيًا ومعدومًا .
وجماع القول إنَّ وجود الأرض والسماء والبحار منفكٌّ عن حقائقها فلا نقول إن وجودها من صنع ذاتها ، وإن لم يكن وجودها من صنع ذاتها كان عطاءً من الغير ، وكان معدومًا قبل العطاء، فكان لوجودها بداية وبطل قِدَمُها ، وإن كانت بداية وجودها تسبق وجود بني آدم ، لذلك لم نطلع عليه ، فكان فناؤها وعدمها ممكنا؛ لأنه لما كان وجود هذه الأشياء المذكورة كنور الشمس على الأرض وحرارة الماء الساخن كانَ عطاءً من الغير، فكان انفكاكه عنها كنور الأرض وحرارة الماء ممكنًا.
ولما ثبت أنَّ وجود هذه الأشياء عطاء من غيرها كان وجود ذلك الغير الذي أعطاها إياه – كما تقدَّم البحث – من صنع ذاته ، ولم ولا ولن ينفك عنه ، وكان أزليَّ الوجود وأبديَّه .
توحيد اللّه تعالى :
وبقي أن ندرسَ أنَّ الموجود كهذا الذي وجوده من صنع ذاته واحد أم متعدد ؟ فإن كان الأول فهل يمكن تعدُّده أو يستحيل ؟ فأقول : كما أنَّ السواد والبياض والإنسانية والحيوانية صفات لها نطاقات تشمل أشياء : فنطاق البياض يشمل أشياء بيضاء ، ونطاق السواد يشمل أشياء سوداء، ونطاق الإنسانية يشمل أفراد الإنسان ، ونطاق الحيوانية يشمل أفراد الحيوان ، كذلك فنطاق الوجود يشمل الموجودات.
نطاق الوجود أكبر النطاقات وأوسعها :
إلا أنَّ نطاق الوجود أوسع نطاقات الصفات وأكبرها ، بل ليس فوقه نطاق ، أي فكما أنَّ نطاق الإنسانية يفوقه نطاق الحيوانية الذي يشمل الإنسان وغيره من الفرس والإبل والحمار والبقر والشاة وغيرها ، فكذلك نطاق الوجود ليس فوقه نطاق يشملُ الموجود وغير الموجود ؛ لأنَّ غير الموجود كانَ معدومًا ، والمعدوم لايدخل نطاق أيِّ صفة ؛ لأنَّ الوصف لا يحصل إلا بعد الوجود.
ولما كانَ نطاق الوجود أوسع النطاقات وأعلاها لزِمَ أن يكون الوجود وصفًا غير محدود ؛ إذ لكل محدودٍ يجب أن يكون هو جزءًا لشيء أوسعَ منه أو يسعه نطاق أوسع منه وأكبر . فكل منزلٍ أو حيٍّ أو مدينة أو مديرية أو ولاية شيء محدود ، وكون كلٍ منها محدودًا يعني أنه قطعة من الأرض التي هي أكبر منها وأوسع ؛ فإن كانت الأرض والسماء والبحار محدودات فذلك يعني أنها يسعها الفضاء الواسع المترامي الأطراف.
فإن قلنا بأنَّ الوجود محدود وجب أن نقولَ بأنه جزء لشيء أكبر منه ، أو يسعه شيءٌ أوسع منه وأكبر . إلا أنه من لايعرف منا أنه ليس شيء أكبر من الوجود وأوسع ، فالأشياء كلها داخلة في نطاق الوجود ، والوجود ليس بداخلٍ في أي نطاق ؛ فوجب أن نعترف بأنَّ الوجود لامحدودٌ .
ليس للّه تعالى نِدٌّ في نطاق الوجود ولا في خارجه :
فلما وعيتم ذلك فاعلموا أنه لايمكن أن يكون لله نِدٌ في نطاق الوجود و في خارجه، أما استحالته في نطاق الوجود فذلك بأنَّه لما كان وجودنا – على ما فيه من الضعف الذي يدل عليه كونه عطاءً من الغير – لايسمح للغير بالدخول في نطاقه فكيف يَسْمَحُ وجود الله تعالى – على ما فيه من القوة التي يدل عليه كونه من صنع ذاته – للغير بالدخول في نطاقه ؟
فكما أنه إذا حلَّ وجودُنا الممتد بمكانٍ لايمكن أن يحُلَّ به شيء آخر ، فإذا حلَّ به شيء لا يبقى فيه وجودنا وإنما ينتقل إلى مكان آخر، كما يُقَال عندنا في المثل : «غمد واحد لايسع سَيْفَيْنِ ، ورطل واحد لايسع رطلين حبوبًا» فكذلك بل فوق ذلك تصوروا دخول ندِّ الله تعالى في نطاق وجوده وسعته فيه ؛ لأنَّ نور الشمس المنتشر على الأرض أضعف ضعفًا مما في الشمس من النور، فكذلك وجود المخلوقات أضعف ضعفًا من وجود الله تعالى الذي يلازم ذاته؛ فلما كان وجودنا – على ما فيه من الضعف – لايسمح لغيره بالدخول في نطاقه ، فكيف يسمح وجود الله تعالى – على ما فيه من القوة – بالدخول في نطاقه ؟
وأما استحالة الندِّ وعدم إمكانه خارج نطاق الوجود فالسبب في ذلك أنَّ نطاق الوجود غير محدود ، وليس فوقه أي نطاق ؛ فيُحْتَملَ وجود الند فيه ؛ على هذا فوجب الإقرار على كل عاقلٍ بأنَّ الخالق واحد لاشريك له ولا تعدد فيه .
عقيدة التثليث باطلة :
لقد ثبت – مما تقدَّم من البحث – أنَّ عقيدة التثليث التي يعتقدها النصارى باطلة ؛ إذ ذات الله تعالى لا تعدد فيها فيؤدي إلى التثليث ، ثم إنَّ الوحدةَ الحقيقيةَ مع التعدد الحقيقي في ذاته تعالى أعجب وأغرب .
الدليل الأول ، اجتماع الضدَّين :
وذلك لأنَّ الوحدة والكثرة أمران متضادان، واجتماع المتضادين مستحيل ، فكما أنه لايمكن أن يكون شيء واحد أبيض وأسود أو حارًا و باردًا أو أن يكون في مكانٍ نهار وليل أو منتصف الليل ومنتصف النهار أو أن يكون رجل واحد عالمًا وجاهلاً ، وكل ذلك في وقتٍ واحد ، فكذلك لايمكن أن يكون الله تعالى واحدًا وثلاثةً في وقتٍ واحدٍ وموجودًا بالوحدة الحقيقية والكثرة الحقيقية.
الدليل الثاني ، الألوهية والاحتياج :
قياسًا على ذلك فإن كان اجتماع الأضداد المذكورة مستحيلاً فاجتماع الألوهية والاحتياج مستحيل كذلك ؛ إذ الألوهية يلزمها الاستغناء وعدم الاحتياج ؛ فالشمس إنما هي معطية الأرضَ نورها ، فلا تكون محتاجةً إلى الأرض في النور فكيف يحتاج الله تعالى – مع أنه يعطي العالم الوجود – إلى العالم أو ما فيه من الأشياء ؛ فكل شيء – سواء كان وصفًا أو موصوفًا – يحتاج إلى الله تعالى في وجوده ، فكيف يحتاج الله تعالى إلى شيء مما في العالم ، فإذا قلنا باحتياج الله تعالى إلى شيء لزِمَ أن نقول – قبل ذلك – بحاجة ذلك الشيء إلى الله تعالى؛ لأنَّ الاحتياج يعني أن يُعْوِزَ المحتاجَ ما يملكه المحتاج إليه ، فلما قلنا باحتياجِ كل شيءٍ إلى الله في كل شيء فكلُّ ما يُحتَاجُ إليه يملكه الله تعالى ، ولا يحتاج هو إلى شيء .
على هذا فمن البديهي كذلك أنَّ المحتاج لايكون له ضغط على المحتاج إليه ، وإنما يكون الأمر بالعكس ، أي يكون للمحتاج إليه ضغط على المحتاج دائمًا .
الإنسان لن يكون إلهاً :
فلِزَمَ مما تقدَّمَ أنه لاحاجة لله إلى شيء ولا ضغَطَ عليه من شيء ، ووجوده دائم مستمر ليس له مبدأ ولا منتهىً . فإن كان الأمر كذلك فكيف يمكن القول بأن «عيسى عليه السلام» و «سري راما جندرا» وغيرهما آلهة ؛ لأننا نعلم أنَّ لوجودهم مبدأً ومنتهىً و لهم حاجةً إلى الطعام والشراب وعليهم ضغطاً من البول والبراز والمرض والموت ؛ فالاعتقاد بألوهيتهم مع احتياجهم إلى هذه الاشياء وضغط تلك الأشياء عليهم بعيد عن العقل والانصاف كلَّ البعد .
* * *
مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . محـرم – صفـر 1428هـ = فبـراير – مارس 2007م ، العـدد : 1-2 ، السنـة : 31.